-->

الفصل الثاني عشر - همس الشيطان

 




الفصل الثاني عشر



كانت تجلس تتأمل السماء من شرفه غرفتها...  تجلس ولا تستوعب ما حدث معها الي الآن هل حقا موسي من فعل بها ذلك هل حقا ما حدث حقيقه دائما ما نثق والدنيا تخذلنا...  أخذت تلك الاسئله تجول في عقلها... 


لماذا انتي يهمس؟ 


لماذا مكتوب عليكي ان تري الحزن؟ 


لماذا تري كل شئ غالي لديكي تفقديه...؟؟ 


الدموع ظلت تهبط علي وجنتيها كالشلال...


ظلت تتطلع الي النافذه وهي تري العصافير تطير بحريه في الخارج..  وجدت ذلك العصفور الذي لا يستطيع الطيران بسبب جناحه المكسور... انه يشبهها تماما.. 


موسي قد قصقص لها ريشها.... 


ماذا فعلت لكي يحدث لها كل ذلك... 


تذكرت ان في ذلك الوقت لا يوجد ملجئ غير الي ربها..  فهو احن عليها من كل شئ حولها.... 


كانت تسجد وهي تبكي بحرقه وهي تناجي ربها... تشكو اليه منهم تخرج ما بداخلها له... 


كانت حالته لا تقل مقارنة بها...  يشعر انه محطم رغم انه كان يريدها بشده ولكن ليست بتلك الطريقه القذره...  هو كره نفسه اكثر....  ولكن ليس باليد حيله..  ذلك كان الحل الوحيد...  لأنها من شروط القربان ان تكون عذراء..  وها هي الآن لن تصلح لهم..  نعم فقد دمرها ولكنه لن يتركها تذهب وتتركه..  ليس بعد ان وجد قلبه اصبح ينبض يوقفه..  ليس بعد ان وجد الآمان سيتخلي عنه.... 


قرر الذهاب لرؤيتها...  كان الخجل يغزو عينه..  لما فعله بها..  لا يريد ان ينظر في عيناها......... 


دخل وجدها تبكي بغزاره وهي تناجي ربها...  لا يكاد يفهم كلماتها من صوت شهقاتها.... 


انتهت من صلاتها...  وجدته يقف علي باب الغرفه... 


لن يستطيع اي منهم ان يتكلم..  ويعبر..  عن الصراع الذي بداخله.. 


لم يراها منكسره مثل اليوم....  لن يراها منكسره بتلك الطريقه البشعه عندما علمت بمقتل اخوها.... 


كسر الصمت صوتها.... 


وهي تحاول الثبات علي نبرتها.... وتشير له بيديها


-اطلع بره.... 


اقترب بحذر منها تحسبا من اي خطوه متهوره تفعلها

ليهمس بنبره حنونه: 


-انتي لازم تتأكدي ان العملته في مصلحتك... 


لتضحك ببكاء عليه.. 


-هو انت للدرجه دي مستخف بعقلي... 


لتنتفض بصرااخ وقد فقدت السيطره علي نفسها... كانت تقوم بضربه في صدره...  


حرررام عليك....  حرررام عليك..  انا كنت وثقت فيك..  كنت حسيت اني بحبك.. دمرتني....  المره دي الضربه وجعتني وكسرتني....  كنت بقول اني هغيرك.... انا الاستاهل الحاولت مع وحش زيك...  انت وحش يموسي....  الشيطان عنده رحمه عنك..... 


كان يستمع لها..  وتلك الكلمات تغرو في قلبه تنهشه... 

اخذ يعتصر قبضتها التي تحاول ضربه بها.... 


لن تهدا ظلت تحاول ضربه...  وهي تصرخ بهستريه.... 


ليسكتها بتلك القبله...  التي جعلت قلبه ينبض من جديد... اخذ يقبلها بعنف وهو يشعر ان روحه تتمزق داخله لا يعلم ماذا يفعل يوقف ذلك الالم..... يريد ان يجعلها تصمت ويريد ان يجعل داخله يصمت... كان يفض غضبه في تلك القبله... 


كانت تقاومه في البدايه...  وهي تشعر بالتقزز منه.. ومن لمساته لها...  حتي خارت قواها واستكانت وهدأت... 


ليفصل تلك القبله وهو يشعر بحاجتها للتنفس.... حتي ابتعدت وهو ينظر لها في عيناها.... 


كانت عيناها مليئه بالحزن والانكسار.... وهي مغروقه بالدموع... 


ليتلقي منها صفعه...  جعلت وجهه يترنح الي الجهه المعاكسه.. لتنهال عليه بالصفعات.... 


تركها تفرغ غضبها منه..  تركها تاخذ حقها...  تركها تخفف عن الامها..... 


خارت قواها وسقطت علي ارضيه الغرفه وهي تبكي بصوت غير مسموع كانت الدموع تسقط بغزاره لا تستطيع ايقافها.... 


تركها وخرج من الغرفه لا يقوي علي رؤيتها ضعيفه هكذا.. فهو اعتاد علي رؤيته لتلك الانثي القويه..  التي يشعر بثقتها العاليه بنفسها.... 


تذكر تلك القبله ليبتسم.بألم.علي تلك الذكري..


هذه المره الاولي التي يشعر بالألم لأجل احدهم... 


لا يعرف كيف يهدئ ثوره قلبه.... 


توجه الي ذلك البار ليجعله..  ينسي ذلك الالم.. يريد ان ينسي العالم بأكمله يريد ان ينتزع اللعين الذي بصدره الذي ينبض بألم.... 


    خذلوني أولئك الذين ظننت الحياة معهم ستكون أفضل، فليتهم اصطفوا ضدي، ولم يصطفوا خلفي ليتقاسموا ظهري بخناجر غدرهم المسمومة، تركت لهم ظلي ورحلت، لأنني لا أحمل رغبة الانتقام من أحد، والأيام كفيلة برد اعتباري.


                         

❈-❈-❈



كان باب مكتبه يعلن عن زائر خلفه....... 


ليسمح لها بالدخول..... 


فالعسكري اخبره من هي..  تعجب من مجيئها هنا...  فاخر مره ذهب لها قامت بطرده.... 


سمح لها بالجلوس.... 


حتي تكلمت ميرال بنبره مرتعشه: 


-هحكيلك كل حاجه بس توعدني تساعدني


سمح لها بالتحدث..... 


لتقص له من ذلك الوقت التي اكتشفته همس ان أخيها متورط معهم... وهو كان لديه سابق فكره من همس


حتي جاءت عند تلك الحظه وهي تقص  له..  انها قامت بخيانه اختها وبيعها لهم... 


لينتفض من مقعده متجوه لها وهو يمسكها من تلابيب ملابسها  ... وهو يتحدث بغضب.. 


-قد اي انتي زباله..  اختك عملت كل حاجه عشانك..  وانتي تعملي فيها... انتي خساره فيكي اخت زيها.. انا سألتها مردتش تقول إنك خاينه...  


كان يرمقها بأحتقار شديد علي ندالتها.... 


لتهم بالتحدث ببكاء: 


الموضوع مش زي ما أنت ما فاهم.... 


لينطق بنفاذ صبر: 


اقعدي وفهميني.... 


ميرال وهي تحاول الشرح له.....: 


همس.............................. 


                    

❈-❈-❈


كانت تجلس في وضع الجنين.. وهي تضم نفسها  الي صدرها... 


شارده فيما سيحدث بعد ذلك...  ماذا سيفعل معها... 


ماذا ستفعل في الأيام المقبله.... 


لتجده يدخل امامها وهو يهذي بكلام غير مفهوم وهو يترنح وواضح عليه انه مخمور....  كان يهذي بكلام لا تفهمه هي... 


حتي سقط علي ارضيه الغرفه... 


هرولت نحوه...  لتحاول اسناده..  


رأها قريبه منه.... 


-انتي حلوه اوي... 


لتحاول النهوض به...  فهي تعلم انه ليس بوعيه.... 


ليمسكها من خصرها..... 


وهو ينظر في عيناها.... 


-بقيتي بتاعتي ملكي 

محدش يقدر ياخدك مني....  


كانت تشعر بأنفاسه الساخنه علي بشرتها..... 


لتشعر بالتوتر لقربه منها... 


ليتحدث بنبره ألم: 


انتي مصدقاني.. 


لتهز رأسها مبعني لا..... 


ليضع يده علي وجهها: 


-انا عمري مأذيكي يهمس.... 


العملته في صالحك... 


لتتكلم ببكاء: 


-تقتلني وتقول في صالحك


ليتحدث بنبره اشبه للجنون وهو يضغط بيده علي زراعيها: 


-مكنتش هسيبهم ياخدوكي...  مكنتش هسمح تموتي...  مكنتش هعرف اقتلك بأيدي... 


همس بنبره مستفهمه: 


-مين الياخدني.... 


موسي وهو يكاد يفقد وعيه: 


-هما.... 


همس بنفاذ صبر


-هما مين يموسي فهمني... 


موسي بضحك شبه غائب علي الواقع


-اسمي حلو اوي


لتضعه علي سريرها... 


تسمعه يهذي بكلمات غير مفهومه... 


طيبه.... 


نقيه... 


عذراء.... 


الطقوس وقفت... 


السيد.... 


لتبدأ الحقيقه تتشكل امام أعين همس..  تبدا تري ما فعله بطريقه اخري..... 


جلست تحاول ان تعصر عقلها... 


ظلت طوال الليل تراقبه حتي يفيق من نومه...  تريد ان تحدثه...  


تريد ان تفهم منه... 


هل فعل ذلك حقا لكي يحميها... 


ولكنه لم يحميها...  فقد قتلها...  اصبحت جسد بلا روح... 


قضي الليل علي كل احبائنا منهم المستغرق بالنوم ولا يشعر بما حوله...  يشعر برائحتها حلوه... 


قضي عليها وهي تحاول الفهم تبكي علي حالها وعلي حاله...  فهو سبب كل ما وصلت اليه..... 


لا تفهم لماذا يريدونها هي بالتحديد فيوجد اصلح ..  وانقي منها


لما تشعر ان الليل قد طال عليها... 


تنتظر ان يفيق بشده... 


دعونا ندخل معهم هيا بنا... 


نحن الأن في داخل الغرفه هل ترونها وهي جالسه امامه... 


تنظر اليه بلوم وحزن وألم وشوق... 


نعم شوق لقسوته عليها.... 


هل ترونه وهو نائم بعمق في سريرها... 


اتألم لما حدث لهم...  كلاهما يشعران بالألم.... 


ولكن الأيام القادمه ستكون صعبه للغايه


انا اري ذلك... 


فقد اقترب موعد ان تقدم همس كقربان فماذا سوف يفعل...  موسي..... 


هل ترون الآن لقد غلبها النوم... 


انظرو نحو النافذه فقد حل الصباح تسمعون اصوات العصافير..  ترون ضوء الشمس..  وهي يتجه الي وجه موسي.... 


ترون الغرفه..  وهي تضئ بنور..الله... 


انتبهو هل تلاحظون استيقاظ موسي.... 


دعونا نخرج بسرعه قبل ان يلاحظ وجودنا..... 


أستفاق علي ذلك الضوء الذي جاء علي وجه.... 


اخذ ينظر حوله يتفقد المكان بعيناه...  فهو ليس بغرفته... 


احس بصداع في راسه ينهش راسه عيناه يكاد لا يري بهم....... 


حاول تذكر احداث الأمس... 


فشل..  لم يستطيع... 


ليحاول النهوض...  لتقع عينه علي تلك النائمه علي الكرسي المواجه للسرير... 


ليتمتم في عقله: 


-يا اللهي لماذا تبدو بريئه هكذا 


رجع للواقع وهو يحركها لكي تستيقظ فهو يتمني ان يكون لم يفعل لها شئ  امس..  لن يتحمل عاقبه جديده.. 


اخذت ترفرف اهدابها..  وتهي تفتح عيناها لتجده ينظر لها بتساؤل....


ليدرف قائلا بخوف: 


-انا اي الجابني هنا... 


انا اذيتك امبارح... 


انا اسف مكنتش في وعي... 


اناااا......... 


لتقف أمامه وهي تحاول التخلص من اثار نومها.. 


-انا عرفت الحقيقه يموسي..... 


ليبتلع ما بحلقه..: 


حقيقه اي.. 


موسي محاولا تشتيت عقلها: 


-حقيقه الأنت عملته فيا..... 


مفيش حقيقه ولا حاجه انا عملت كده عشان عجباني... 


-موسي بص ليا عيني...  


لتردد تلك الكلمات التي سمعتها منه امس.. 


-طيبه

نقيه


لتضغط بكلامتها علي كلمه... 


-عذراء. 


ليضغط بيده علي زراعها بعنف: 


انتي عرفتي الكلام ده منين.... 


ليفهم من نظراتها انه أخذ يهذي بالكلمات امس نتيجه تأثره بالخمر.... 


ارجوك يموسي احكيلي..  خفف عني وعنك شويه... 


ليجلس وهو يضع رأسه بين يده..... 


-مكنش قدامي حل تاني... 


يا أسلمك ليهم وتبقي قربان ليه..  يا اخليكي مش عذراء ومش هتفعيهم..... 


همس بنبره منكسره: 


-كان في ايدك تتجوزني... 


ليتحدث: 


-معاد تسليم القربان النهارده 


انا اي حل جه في بالك فكرت فيه... 


انا عارف اني قتلتك... 


ليتحدث وهو يمسك يديها: 


مكنتش هقدر اسلمك بأيدي..  عارف انك مش هتسامحيني... 


بس طمعان في ده.. 


ليشير الي قلبها.... 


ليأخذها في احضانه لكي يهدأ من بكائها..... 


لتبتعد عنه متسائله وهي تمسح عيناها بطفوله: 


-هتعمل اي النهارده... 


لينظر بغموض في الفراغ.... 


هقول الحقيقه.... 


انا عارف اني مش هخرج سليم... 


ليضع يده علي وجنتيها: 


سامحيني.... 


ليتجه خارج الغرفه...... 


لتوقفه..  متحضناه من ظهره....  


وهي تتكلم بنبره شبه منهاره..: 


اكيد مش هتسيبني... 


اكيد معملتش فيا كده عشان تنقذني وتسيبني... 


صلح غلطتك.... 


ليلتفت لها... 


لتري دموعه تبلل وجهه: 


-مفيش حل تاني... 


لتهم بمسح تلك الدموع من عيناه..... 


-انا عندي حل..... 


ليستمع لها بعنايه..  لعلها تنجح في انقاذهم من تلك الورطه 


فهو لا يريد ان يذهب ويتركها خلفه..... لا يريد ان تصبح فريسه لهم بعد ان يقتلوه...  فهو قد خان العهد...  وقد خانهم... 


نعم كل ذلك من أجل الحب!!

                            

❈-❈-❈



نعم الحب يغيرنا.. ويقلب احوالنا.... يصيبنا بما يسمي هبل الحب.... 


عندما تشعر انك اصبحت مجنون مع من تحب وتقوم بافعال لا تعقل وتضحيات غبيه... فهذا يدل علي شده وقوعك له... وانك لا تري غيره في تلك الحياه


موسي مفكرش انه يروح يضحي بنفسه عشان بس مش عاوز يشوفها بتعاني قدامه....  وهذا ما يسمي هبل الحب..  الغي عقله والغي خوفه..... كان هيضحي بنفسه...  


هو مفكرش هو اهم حاجه عنده تكون هي بخير


من يريدك سوف يخطو لك اميال.♡


واينما يوجد حب لا يوجد خوف♡


                    

يتبع