-->

الفصل الرابع - غرف فندقية






الفصل الرابع



سرت بجانب مانويل بحذر وصمت بينما قطعنا طريقنا نحو القرية أسفل التل، راقبت قدمي وأنا أخطو بجانبه ولم أحيد بنظري عن الأسفل، لم أشغل نفسي بتأمل الطريق والذي بدا جميلًا عندما نظرت له نظرة عابرة، كنت في الواقع أفكر، أفكر في تلك العاصفة من البشر التي اقتحمت عالمي، مانويل، كارين، وميلاني، لا يمكنني إنكار أنني شخص اجتماعي بطبعي ولكن تلك العلاقة الكريهة التي خرجت منها لتوي جعلتني شخصًا انطوائيًا، شخصًا يهرب من البشر ويبتعد عنهم، شخصًا لم أعرفه يومًا وقد شعرت بالضيق من هذا، ذلك الأحمق الذي كنت ألقبه بخطيبي يومًا ما، هو السبب في كل هذا، هو من دمرني وشوهني، وجعلني دافني جديدة، دافني كريهة وسامة بعد أن تجرعت أطنانًا من السم منه، جعلني نسخة مصغرة منه.


- لما الشرود؟


سألني مانويل والذي يبدو أنه كان يراقبني لفترة من الوقت، رفعت رأسي لأنظر إليه وأجبت:


- لا شيء.


عدت أنظر إلى الطريق وتابعت:


- أفكر هل كان عليّ أن أرغمك على مرافقتي إلى المتجر أم لا؟


زفر بقوة وأجاب:


- يسعدني الذهاب إلى القرية دائمًا، كما أنكِ لا تعطلي عملي.


- حقًا؟ ماذا عن المرأة الحسناء؟


- الطبيبة ميلاني؟ مؤكد أنها بالمستوصف الآن.


أومأت بعدم اقتناع وقد بدا أنه وصله شعوري، فابتسم بخفة وقال:


- ماذا أتغارين منها؟


نظرت له بحدة وأجبت سؤاله بسؤال آخر:


- ولماذا سأغار حتى؟


- لقد كنتِ الضيفة الوحيدة لمدة شهرين هنا والآن هي قد أتت لتشارككِ هذا.


هتفت بضيق:


- هل تراني طفلة لأهتم بشيء كهذا؟


ثم توقفت في منتصف الطريق فتوقف بدوره نظر إلي وقال:


- كلا، ولكن من الجيد إثارة حنقك.


عاد لسيره ولكن بوتيرة أسرع، لحقت به في خطوات أشبه بالركض وصحت بانفعال:


- لماذا من الجيد؟ هل أتحول لمهرج عندما أغضب؟


ضحك بخفوت وقال:


- تابعي سيركِ، دافني.


كانت ضحكاته في العادة تثير بداخلي نوع غريب من المشاعر، وكأني استمع لموسيقاي المفضلة وليس لضحكة رجولية خشنة، ولكن أن يناديني باسمي بهذه النبرة؟ هذا كثير.


- هذا كثير بالفعل.


قُلت بنبرة باكية بعد أن أدركت ما أفكر به، أنا أغوص وهذا مقلق.


- هل قُلتي شيئًا ما؟


نظر لي مستفهمًا بعد أن سمع ما قُلته، أردت صفع نفسي في تلك اللحظة على غبائي، هل كان عليّ أن أفتح فمي؟، بحثت عن أقرب كذبة ممكنة وقُلت:


- هذا كثير، أنت تسير بسرعة كبيرة وأنا ما عُدت أستطيع ملاحقتك.


ابتسم وأبطأ من وتيرة سيره حتى أتمكن من السير إلى جانبه وقال:


- اقتربنا من القرية، ولكن المتجر بعيد قليلًا، احتفظي بطاقتك للسير.


غمغمت بتهكم:


- لو كنت ابنة شقيقته المتذمرة لما تحدث معي بتلك الطريقة.


- ها أنتِ تتذمرين الآن، استحققتي هذا اللقب.


بعد الكثير من السير في صمت تام وصلنا إلى قلب القرية، الكثير من المراهقين والأطفال يحييون مانويل، يبدو أنه صديق للجميع هنا، توقفنا كثيرًا ليتحدث مع مجموع من الأطفال أو أحد الشبان والذين جميعهم نظروا لي نظرات مرتابة ومحتارة لم تشعرني بالراحة، كان الطقس مشمس قليلًا رغم أن الشمس كانت باهتة وغير واضحة في السماء ولكن تمكنت من استشعار الدفء ما إن أصبحنا بالقرية، فالطقس فوق التل أشد برودة وقد شعرت بالسعادة عندما انتباتني نوبات الدفء وتسربت إلى جسدي.


كان آخر لقاءات مانويل المزعومة بسيدة عجوز ترتدي ملابس غريبة وتتوجه نحو إحدى المنازل المطلية بالكثير من الألوان المبهجة، استوقفها مانويل قائلًا بمرح:


- ساحرتي الجميلة، كيف حالكِ؟


توقفت السيدة ونظرت له مبتسمة وقالت:


- مانويل الفتى المشاكس.


تقدم مانويل منها ليجريا حديث ما بينما فضلت أنا أن أكون بعيدة، فتلك السيدة وهيئتها المريبة لم تشعرني بالراحة، بعد تبادل عدة عبارات لم أسمع منها شيء تركها مانويل تتابع سيرها بينما عاد إليّ.


بعد المزيد من السير وصلنا لمتجر قديم خشب أبوابه متهالك يكاد يسقط من مكانه، راقبني مانويل بتسلية بينما تأملت الحالة السيئة التي عليها المتجر، نظرت له بحدة وقُلت:


- لن تنولها أيها اللعين.


كنت أعلم أنه يريد أن يراني أتذمر ولكن هذا لن يحدث أبدًا، دلفت المتجر بينما تركته خلفي يحاول كتم ضحكاته ويتبعني، وقفت مشدوهة أمام ما رأيته، كان المتجر من الداخل في حالة ممتازة، الأرض الخشبية اللامعة والكتب المرتبة بعناية، المقاعد المتقابلة والتي تفصل بينها الطاولات، كان المكان مثالي بحق.


- ليس من الجيد الحكم على الكتاب من غلافه، أليس كذلك؟ 


قال مانويل من خلفي، فاستدارت ونظرت إليه ودهشتي مما رأيته ما زالت مسيطرة عليّ، أومأت موافقة بعد أن عُدت إلى رشدي وتقدمت للبحث عن الكتب، سار خلفي وهو يتابع الكتب بعينيه وقال:


- كان هذا المتجر في الأصل منزل متهالك وقد ابتاعه مالك الفندق وقام بترميمه وملئه بجميع كتبه المفضلة عله يفيد أهل القرية.


- مؤثر.


همست وأنا أمسك إحدى الكتب، التفت إلى مانويل وقال بحدة:


- لا يجب أن تكون جميع القصص مثيرة حتى تنال إعجابك.


نظرت له بتعجب، هل ظنني أسخر منه؟ اللعنة لم أكن أقصد هذا، كان عليّ أن أشرح له مقصدي ولكن كبريائي منعنيمنعني، فليظن ما يريده وليذهب إلى الجحيم، كنت قد وجدت بالفعل إحدى روايات دافني دو مورييه وقررت شرائها فوجدت أن أفضل شيء في تلك اللحظة هي الابتعاد عنه والتوجه نحو الرجل الذي يدير المتجر، وأثناء انسحابي جذبني من ذراعي ودفعني نحو حائط ما كان مواجه لرف الكتب، جحظت عيناي بدهشة من حركته المباغتة، وأكثر ما آثار هلعي هو أن الرفوف الكتب كانت تخفينا فلا نظهر أمام الرجل الذي يدير المتجر، وقفنا أمام بعضنا البعض، يضغط على ذراعي بقوة، وينظر لي نظرة أربكتني بشدة، ليقول أخيرًا:


- لا تسيري في حياتك على هذا النهج، إن ظننتي أن مجرد رجل أحمق دخل حياتكِ وبعثرها يعني نهاية العالم فأنتِ مخطئة، الأمر لا يسير هكذا وأنتِ لن تستطيعي أن تستمري في حزنك وسخريتك السوداء طويلًا.


صمت يلتقط أنفاسه والتي انعكست على صفحة وجههي لتوحي لي بمدى غضبه، نظر لي بحدة وتابع:


- ولن ينفعكِ انسحابك الدائم دافني.


طفح كيلي، لم أعد أستطيع سماع المزيد منه، سحبت ذراعي من قبضته بعنف وقُلت بنبرة حاولت جعلها هادئة:


- حياتك ليست من شأنك، مانويل، وأنا لم أقصد أن أسخر من مديرك العزيز.


ثم ابتعدت عنه لأدفع ثمن الكتاب وتركت المتجر.


❈-❈-❈


عدنا في أجواء صامتة كئيبة وقد بدا أن الطقس يتفق معنا فقد اختفت الشمس تمامًا في هذا الوقت، اجتمعت الغيوم وأخفت الشمس منذرة بسقوط الأمطار، وبالفعل بعد عدة دقائق سقطت أمطار خفيفة فوقنا، رأيت الأطفال والرجال يهرولون سريعًا إلى منازلهم والنساء التي تبيع الخضراوات تلملم خضراواتها وتسارع إلى منازلهن، بينما أسير أنا ومانويل في صمت ولم نفكر حتى في أن نسرع خطواتنا، كانت الأمطار تسقط فوق رأسي وتمر بعيني تحرقهما، عندها فقط تذكرت كتابي الذي يبدو أنه ابتل، لا لا يبدو بل هو بالفعل مبتل، اضطررت للتسريع من وتيرة سيري حتى أصل للفندق سريعًا، وللمرة الأولى لا أهرب من المطر خوفًا على ثيابي، بل خوفًا على كتاب.


❈-❈-❈



بعد أن وصلنا إلى الفندق ألقيت بكتابي على الطاولة بالردهة وركضت نحو غرفتي لأهرب من مانويل، طوال الطريق لم تلتقِ أعيننا أبدًا وقد شعرت بالضيق من محاولاتي المستميتة للهرب من أي مواجهة قد تحدث بيننا، دلفت غرفتي وألقيت بمعطفي المبتل على الأرض وسارعت نحو المرحاض، خلعت ملابسي ووقفت في حوض الاستحمام أسفل المياه الساخنة، هنا فقط استرجعت ما حدث بالمتجر وتذكرت كلمات مانويل، فرط الدموع من عيني كالشلالات تزامنًا مع المياه، كان محقًا أنا ضعيفة بطريقة بائسة، أنا تركت رجل أحمق يدمر حياتي، أنا عاجزة عن إصلاح ما أفسده لأني حمقاء، كان مانويل محقًا في كل ما قاله، ربما رفضت الاستماع لهذا سابقًا ربما أنكرت هذا سابقًا، ولكنه صفعني بالحقيقة صفعة مباغتة جعلتني غير قادرة على المكابرة والانكار مرة أخرى.


جلست في حوض الاستحمام عندما شعرت بأن ساقيّ عاجزتان عن حملي، ضممت ساقي إلى حضني واستمررت في البكاء، ربما قد أتوقف عندما أفقد الوعي.


❈-❈-❈


في إحدى الأمسيات وقفت أمام مرآتي أقوم بتمشيط شعري وتركته مسدلًا ليتناسب مع فستاني الأبيض القصير الذي ارتديته، فقد سئمت من ارتداء السراويل القطنية وشعرت برغبة في ارتداء فستان، وقفت أنظر إلى هيئتي بعد أن انتهيت من ترتيب شعري، لا تبدو عينيّ في حالة جيدة منذ بكائي الأخير، ربما بعض الكحل قد يخفي كل شيء، وضعت أحمر شفاه خفيف لا يظهر لونه بوضوح ولكن ليعطي شفتي الجافتين بعض النضرة، وقفت مجددًا أنظر إلى نفسي بتوتر، لم أخرج من غرفتي بالأسبوع الماضي كله منذ جدالي الأخير مع مانويل، كنت قد طلبت من كارين أن تنضر لي طعامي إلى غرفتي وألا تجعل مانويل يفعل هذا حتى لا أصطدم به مجددًا، ولكني شعرت أني سأصطدم به اليوم في جدال آخر، فبعد أن تهربت أسبوعًا بأكمله كان من المتوقع أن أتعرض للانتقاد منه.


أشعر بالخوف والتوتر كلم ساورني هذا التخيل، ولم يعد جمالي يمدني بالثقة الكافية لأواجه البشر، تنهدت وأنا أحاول تشجيع نفسي، هيا دافني يمكنكِ فعلها، يمكنكِ مواجهته بكل هدوء ودون خوف.


أخيرًا بعد الكثير من العبارات المشجعة لنفسي تركت الغرفة وهبطت إلى غرفة الطعام، دلفت الغرفة بهدوء محاولة ألا أصدر صوتًا ومن حسن حظي أني وجدت الغرفة فارغة، تقدمت وجلست على طاولتي المعتادة، ولكن شيء ما يبدو مختلفًا، الإضاءة الصفراء؟ الأسقف العالية؟ اللوحات الثمينة؟ لا كلها كما هي، مثالية كما المعتاد، إذًا أين الخطأ؟ هل هو فيّ؟ هل المشاعر الغريبة التي تراودني هي السبب؟ ربما.


تقدم مانويل بالعشاء كما المعتاد، حاولت أن أبعد نظري عنه قدر المستطاع وبداخلي تمنيت لو كانت ميلاني موجودة حتى تستطيع تشتيته بعيدًا عني، ولكنها للأسف ليست موجودة.


وضع مانويل الطعام أمامي بجمود، ثم مد يده بالكتاب الذي ابتاعته وتركته بالردهة منذ أسبوع مبلل ومهمل، مددت يدي ألتقطته منه بينما قال:


- حاولت أن أجعل شكله مقبولًا قليلًا بعد أن أفسده المطر.


- شكرًا


همست بضعف نتيجة لتأثري وكنت حقًا ممتنة له، فقد وضحت محاولاته لبسط الأوراق المجعدة بسبب المياه، لم أستطع أن أفهم لماذا يفعل هذا دائمًا معي؟ ولماذا يخرسني بتلك الطريقة اللطيفة ولكنه يفعلها، ببساطة لأنه مانويل.


تركتني ورحل حتى أتناول عشائي والذي كان لذيذًا بحق، وعندما انتهيت وقفت بالشرفة أتأمل سكون الليل والكتاب في يدي، شعرت بالفضول تجاه محتوى الكتاب ففتحته لتقطت عينيّ جملة أشبه برسالة كُتبت في الصفحة الأولى والتي كانت: « لا فائدة منكِ، دافني. »


هذا مانويل مؤكد، تمكنت من قراءة تلك الجملة بصوته مما جعلني ارتجف تلقائيًا، هذا المانويل يؤثر فيّ بطريقة سيئة، بطريقة لا أريدها.


- لا فائدة منكِ حقًا.


أخرجني من شرودي صوته، استدارت لأواجهه لأجده يقف مستندًا إلى باب الشرفة، هيئته رثة وشعره أشعث، ولكن هذا لم يمنع أني كنت انجذب له في تلك اللحظة أكثر من أي وقت مضى.


وضع يديه في جيبي بنطاله الأزرق الداكن وقال:


- تعلمين؟ وددت لو قابلت دافني القديمة، ربما لما تركتها دون أن أجعلها عشيقتي.


شعرت بالهواء يُسحب مني بينما وقفت أحدق به في دهشة لبعد من الوقت قبل أن أهرول هربًا من هذا المختل الذي أخذ يضحك وصاح:


- هاربة!


❈-❈-❈


وقفت في شرفتي أطالع المرج الواسع بشرود بعد أن تمكنت من ظبط نفسي ومشاعري بعد نوبة الهلع التي تسبب بها مانويل، ليست نوبة هلع مرضية ولكني الهلع الذي سيطر عليّ في تلك اللحظة كان لا يوصف، حاولت أن أعطي مئات الافتراضات، ربما هو يمزح، مؤكد هو يمزح وربما أساء استخدام كلمة « عشيقتي » ربما جميعها افتراضات، جذب نظري الطيف الطويل لميلاني يسير عبر المرج وبنفس اللحظة يظهر مانويل في اللقطة، وقفا يتحدثان طويلًا بينما سمعت ضحكات ميلاني الصاخبة والأنثوية بشدة تكسر هدوء الليل، شعرت بالضيق مما رأيت، أنا لا ألتقي بمانويل دون أن نتجادل ويسخر مني والآن هو يقف يمازح ميلاني ويغازلها كما يبدو ويضحكها، سيطر عليّ غضب شديد من كليهما، إمرأة مثالية أكثر من اللازم وشاب لعوب، فليذهبا هما الاثنين إلى الجحيم، لا أهتم، أم تراني أهتم؟ كلا! دلفت غرفتي وأغلقت باب الشرفة بعنف، ألقيت بجسدي فوق الفراش بنفس العنف ودفنت رأسي بالوسادة لأكتم غضبي غير المبرر مما رأيت.


❈-❈-❈



كم هو مرهق العمل كطبيبة! لا أفهم لماذا جعلني أبي ذات طموح ورغبة في الوصول إلى القمة بتلك الطريقة! لولا أبي العزيز الذي بدأ يغرز تلك البذور فيّ منذ الصغر لما كنت طبيبة الآن.


خلعت حذائي وجلست فوق الفراش في تعب، الغرفة رائعة، هادئة وأثاثها عتيق، تجعلني أشعر وكأنها سيدة عجوز حكيمة تنتظر من يسرد لها مشكلته لتقوم بحلها بسلاسة، وربما سعادتي ونشوة الانتصار التي تتملكني الآن بعد أن أنقذت قدم أحد الأطفال في الوقت المناسب قبل أن نضطر لبترها جعلتني أريد البوح ببعض من أفكاري، بالنهاية ما الذي قد تبوح به طبيبة عانس سوى ضيقها من الزواج؟، في الواقع أنا لا أشعر بالضيق من الزواج كفكرة، ولكني أشعر بالضيق من جميع الأقارب والأصدقاء الذين يجبرونني على تلك الفكرة، لا أفهم ما هي المشكلة في أن أكون في الخامسة والثلاثين دون الانخراط في أي علاقة عاطفية؟ في الواقع أنا فخورة بهذا، فبالنسبة إليّ قلبي جوهرة ثمينة وقد تمكنت من الحفاظ عليها حتى اليوم، أنا سعيدة بحياتي هكذا وسعيدة بأني أفنيها في شيء مهم وهدف نبيل وهو تخفيف الألم على البشر، ولكن الجميع يتهم أبي بأنه أفرط في تدليلي حتى أصبحت مغرورة لا أطاق ولهذا أرفض الزواج، ولكن والدي لم يدللني بل أضاء لي الطريق الصحيح، الطريق الذي يجب أن تسير به ميلاني والذي خُلقت منه أجله، لست بائسة بكوني لم أشعر بطعم الحب يومًا ولست نادمة على رفضي لتجربته، أنا إمرأة عملية ولم يوجد بعد الرجل الذي يستطيع التعامل مع إمرأة عملية دون أن يتذمر، هذا ما جعلني اختصر رحلة بحث مرهقة وعديمة النفع بألا أخوضها من الأصل، حتى وإن شعرت بالفضول تجاه هذا الشعور المسمى بالحب حتى وإن في لحظة من اللحظات تمنيت أن أتزوج وأنجب، ولكني لن أستطيع أن أفعل هذا، هذا يتطلب عدة تضحيات وأنا غير مستعدة لتقديمها، حياتي جيدة على النحو والحب الوحيد الذي أحتاج إليه هو حب الأطفال البريء لي وأنا أعالجهم، نقطة وانتهى. 


يتبع