الفصل السابع عشر - أنين وابتهاج
الفصل السابع عشر
هل يجلب العناد قرارات صحيحة؟!
منذُ متى والعند يولد القرارات الصحيحة
بالطبع ستكون كل القرارات خاطئة عندما يدلف العند بداخل العقل الذي يتخذ القرارات، فتصبح جميعها خاطئة
❈-❈-❈
في الصباح
استيقظت آلاء بعدما غفت بصعوبة في أمس البارحة، لا تعلم متى وكيف قد غفت؟! فهي كل ما تتذكره هو أنها ظلت تفكر في حديثها الأخير مع عُمر وقرارها الذي أخبرته به، حتى أرهق التفكير خلايا عقلها، وغفت في النهاية من دون أن تشعر بأي شئ آخر حولها.
يدور داخل عقلها العديد من التساؤلات ولكن ما يدهشها أكثر ويؤ.لم قلبها هو كيف تخلى عنها عمر بتلك ؟! يالله تشعر بو.جع كبير في قلبها تريد أن تشاركه مع أحد يخفف عنها، قلبها يصر.خ بداخلها يطلب منها الرحمة...يريد أن ترحمه من كل ما يحدث له بسببها، هو أكثر من يتأ.ذى بسببها وبسبب كا بداخلها وما تمر به.
لم يطلب قلبها شئ صعب أو مستحيل بل كل ما يطلبه أمر طبيعي، يريد أن يُرحَم ويشعر بالرحمة، الرحمة كلمة مكونة من عدة أحرف قليلة ولمن بين طيات حروفها شعور ثمين يتمناه الجميع ليس قلبها فقط.
صدر عنها تنهيدة حا.رة حار.قة تعكس مدى النير.ان المتأ.هبة المشـ.تعلة التي توجد بداخلها، مشاعر متعددة تشـ.تعل وتزداد اشتـ.عالا وهي كالتا.ئهة بين كل ذلك، لا تعلم أي شئ لا تعلم الصواب من الخطأ، تشعر بالقـ.هر قلبها وكل ما بداخلها يُقهَر وما في أصعب من ذلك.
قررت ألا تظل طويلًا في حالتها تلك والدوامة التي دلفت بها فجأة، وحيرتها مع ذاتها التي تشعر بها الآن، نهضت من فوق الفراش، وبدأت تعد ذاتها وأشياءها الخاصة بداخل حقيبتها خاصة بالسفر، بعدما حسمت أمرها، فممكن أن ترتاح حينها وتنطـ.فئ تلك النير.ان المشـ.تعلة، ولكن مهلا كيف أن ترتاح وهي ستسافر من دون رضاها فقط لمجرد أمر عنادها وتحديها مع عمر، هل العناد سيجلب نتيجة تريحها وتريح قلبها؟!
لا تعلم إذا كان الإبتـ.عاد هو الحل الأسلم لقلبها أم أنه سير.هق قلبها أكثر ويضاعف وجعه؟
هي الآن تائهة لا تعلم أي شئ، لا تعلم ماهو الذي سيسعد روحها ويزيل همو.مها والآم قلبها، تبدل حالها من دون أن تعلم كيف، ويستوعب عقلها ما يحدث، تلقت صدمة تلو الأخرى، عدة صدمات جعلت بداخلهت جبلا كبيرا من الحزن الذي لم ينتهي، وجعها يكفيها ويزيد وكأن الحياة قررت أن تنتـ.قم منها على السعادة التي كانت تعيش بها، فقررت أن تعطيها نصيبها من الحزن دفعة واحدة، لا تعلم متى سيزول وتعود كما كانت بإبتسماتها المشرقة؟!!
هل قالت للتو ابتسامتها المشرقة؟!! عن أي ابتسامة تتحدث هي، فهي قد نست تماما كيف تبتسم بسعادة حقيقية وإشراق كما كانت، تندر إلى صورها وابتيامتها بإندهاش، تقارن حالتها في الصور وحالتها الآن بحزن وحسرة شديدة تملأها، دعت ربها أن يظل بجانبها ويسعدها في حياتها ويصلح لها أمرها بأكمله.
توجهت صوب الأسفل حيث يوجد الجميع، لكنها كانت تسير وتجر حقيبتها التي يوجد بداخلها اشياءها الخاصة خلفها، قررت أن تخفي حزنها بداخل قلبها، وألا تظهره لأحد..
وجدتهم متحلقين جميعهم حول طاولة الطعام يتناولون فطورهم، والصمت كان هو الشئ السائد بينهم، ولكن سرعان ما صدح صوت سناء يدوى بهدوء تقطع هي ذلك الصمت، ومعالم الدهشة تبدو بوضوح فوق قسمات وجهها، الاستنكار كان يملأ نبرة صوتها وكل ما بها
:- إيه دة يا الآن كنت لسة هبعتلك حد من جوة يصحيكي يا حبيبتي تعالي اقعدي افطري، بس هو أنتِ رايحة فين وإيه الشنطة اللي معاكي دي؟
انتبه عمر إلى حديث والدته معها بجميع حواسه، وأسرع يتطلع نحوها على الفور بطرف عينيه من دون أن يجعل أحد يلاحظ شئ، جاهد أن يكبت غضبه ووجـ.عه بداخله حتى لا يشعر أحد بشئ، يخفي عن الجميع كل ما يمر به، لا يخبرها أنه يفعل ذلك من أجل حمايتها وإبعـ.اد أي خطر عنها، والجميع يراه مُخـ.طئ، وهو بداخله آلـ.م يضاهي ألـ.مها، حرمان من حبها الذي يحاول بقدر الإمكان أن يخفيه، وقلقه عليها الذي سيفـ.جر عقله.
أردفت الاء تجيبها هدوء وتحدي عندما رأته غير مبالي، وقد تأكدت من صحة قراره، وكل شئ بداخلها بعدما رأت هدوءه وكأن لم يحدث شئ
:- مفيش يا عمتو، أنا قررت إني خلاص هسافر فرنسا عند ياسين اخويا.
_إبقى هادئًا يا عمر، كل ما عليك فعله هو التحلي بالهدوء الآن_
ظل عمر يحدث ذاته بصمت شديد، ويحاول السيطرة على غضبه حتى لا يجعلها تنفذ قراراها، هو يعلمها جيدًا، حاول أن يظل كما هو وكأن لم يحدث شئ أمامه يستدعي ظهور غضبه، سيعطي فرصة لوالدته لعلها تنجح في حل الأمر معها وتجعلها تتراجع.
هبت سناء واققة في دهشة، وغمغمت بذهول وعدم تصديق، وهي لا تفهم شئ من ذلك القرار المباغت لها
:- تسافري إيه يا آلاء، ليه يا حبيبتي هو في إيه مين زعلك، تعالي بس اقعدي وفهميني مالك ما أنتِ عارفة ياسين وأسلوبه، وعارفة مش بتتفقي معاه خالص هتقعدي هناك ازاي بقى.
عقدت زراعها بعند وإصرار أمام قفصها الصدري الذي كان يعلو ويهبط بعنف، ثم أردفت ترد غليها بنبرة خافتة تعكس مدي دوامة مشاعرها الدائرة بداخلها
:- لأ يا عمتو معلش بس أنا هرتاح لما اسافر، وأنا خلاص قررت وجهزت كل حاجة، حتى التذكرة ظبطتها امبارح ومخلصة حاجة.
نهضت فريدة من فوق مقعدها تقترب منها، ربتت فوق كتفها برفق، ثم تحدثت معها بهدوء في محاولة منها لجعلها تتراجع عن تنفيذ فكرة سفرها الذي باغتها وباغت الجميع
:- لأ يا آلاء عشان خاطري إيه اللي حصل عشان تسافري، هو أنتِ مش كنتِ شغالة خلاص، وقولتي إنك فرحانة بالشغل أوي، إيه اللي جد بقى عشان تسافري مرة واحدة كدة.
أصرت على موقفها وقرارها كما هي؛ لذلك ردت عليها بعناد ورفض
:- معلش يا ديدا، بس أنا هكون مرتاحة هناك اكتر بكتير من هنا.
حدثت محاولات متعددة قبل تامر وفريدة وسناء لأجل اقناعها بإلغاء فكرة سفرها، ولكن باءت جميع محاولاتهم بالفشل أمام عنادها وإصرارها.
استكملت طريقها نحو الخارج، ونهض تامر معها يوصلها على الرغم من عدم موافقته لذلك القرار لكنه لا يجب أن يتركها تذهب بمفردها، بينما نغم كانت تبتسم بفرحة ولا مبالاه وهي تشعر أنها ستستعيد حياتها كما ترسم من جديد، ستأخذ حب وإهتمام والدتها بأكمله من دون أن تشاركها آلاء بشئ، ستأخذ ايضا خوف عمر عليها بدلا من آلاء، تشعر أن حياتها ستصبح كما تريد وأخيرا.
ظلت فريدة تتطلع نحو عمر بدهشة وذهول، تريد أن يتدخل في الأمر ويحاول مع آلاء ولو لمرة واحدة، لكنه ظل كما هو ملامح وجهه مسترخاه تماما لم يبدي عليه أي رد فعل، على الرغم من الغضب الذي يخفيه بداخله ببراعة متقنة.
لكنه لم يستطع أن يظل هكذا وهو يراها ترحل، يشعر بغضبه يزداد بداخله، كأن يوجد بر.كان على وشك الانفـ.جار في أي وهلة، حاول أن يدعي اللامبالاه لكنه فشل، فأسرع يأخذ قراره سريعا قبل أن تذهب ليمنعها عن الرحيل..
قبل ان تخرج من باب المنزل صدح صوته الجهوري الحاد، بعد صمت دام طوال حديثهم جميعا، غمغم إسمها بصوت غاضب، يعكس ما يشعر به بداخله في تلك الوهلة
:- آلاء استني عندك.
لا تعلم لما قد وقفت متسمرة في مكانها، لم تستطع ان تخطي خطوة واحدة للأمام؟ نبرته وحدها كفيلة ان تحـ.رق المكان بأكمله، فماذا عن غضبه الذي يوجد بداخله؟
اقترب منها مسرعا بخطواته، وقبض فوق يدها يجرها خلفه يبتعد عن الجميع؛ حتى لا يستمع احد إلي حديثه وقراره الذي يعلم مدى خطأه، لكنها لم تعط له فرصة أخرى، بينما هي كانت تسير خلفه كالبلهاء لا تفهم ما هو رد فعله معها؟...كانت تحاول جاهدة أن تسرع في خطواتها؛ حتى تلحق سرعته في السير وهو لازال مستمر في جرها خلفه.
ابتعد عن الجميع، ثم ترك يدها، ووقف للحظات يطالعها بنظرات حادة حارقة وعيناه الغاضبتين معلقة نحوها يخترقها بنظراته، ثم تحدث بحدة وضيق و هو يضع يديه في جيب سترته و يعتدل في وقفته أمامها
:- الهانم آلاء بقت بتتحداني كتير على غير العادة، وأنا سايبك تتدلعي عليا وتعملي كل اللي يعجبك، لكن سفر إيه وهبـ.اب إيه على دماغك، الهانم لقت بتتحداني وتنفذ اللي هي عاوزاه كمان لا حلو وحلو أوي شاطرة، برافو عليكي أنك بتتحدي أكتر واحد خا.يف عليكي وعاوز مصلحتك، بتبهريني بذكاءك.
قال حديثه الاخير بسخرية تامة آثارت حنقها وغضـ.بها هي تلك المرة.
رمقته بغيظ شديد من طريقته الباردة الساخرة، التي تستفز إياها، لكنها لن تصمت؛ لذلك ردت عليه بشراسة وجدية
:- لأ شوف أول حاجة أنا حرة، أنتَ ملكش دعوة بيا أنا اعمل اللي يعجبي على فكرة، وبعدين بقولهالك أهو متخا.فش عليا خالص، وملكش دخل في حياتي بعـ..
قطع جملتها بحدة وهو يزمجر غاضبا، ثم تحدث بصرامة وجدية، و هو يضطر أن يخضع لما تريد على الرغم من عدم موافقته به، ويعلم أن قراره خطأ، لكنه لم يجد سوى تلك الطريقة؛ حتي يهدأ من غضبها وقرار سفرها الذي يعلم جيدا ما سببه
:- مبدأيا كدة ياريت أعرف أني مخا.فش عليكي، بس أنتِ روحي في حد ميخا.فش على روحه، قبل اي كلمة تتقال عاوز أعرفك إن أنا ليا دخل في حياتك ونص ودة شئ مش بمزاجك، لأن حياتك هي حياتي أصلا، ثانيا بقى والاهم هسيبك تكملي شغل في المكان اللي يعجبك، أنا فكرت في الموضوع ولاقيت ان أنتِ حرة وبراحتك، انا كنت خا.يف عليكي مش أكتر، بس طبعا شغلك دة ليه كم معلومة كدة هتوافقي عليهم تمام هتكملي شغل، مش هتوافقي يبقي مفيش ز.فت خالص، ومتنسيش ان خالي الله يرحمه موصيني عليكي يعني ليا حق قبل ما تتكلمي بس عشان عارف هتقولي إيه.
شعرت بالإننصار عندما رأته يخـ.ضع لطلبها، رفعت شفتها بغيظ وضيق، لكنها قررت ألا تعقب على حديثه، تاركة له الامر ليواصل حديثه، وتفهم ما هي شروطه، اكمل يواصل حدبثه بنفس ذات النبرة
:- اولا كدة يا ست لولي مفيش دلع في الشغل مع سي ز.فت دة، ولا يوصلك ولا أي حاجة، انتي محترمة مش من البنات اللي فاكر نفسه يعرفهم، عدي ملكيش اختلاط بيه غير في الشغل يا آلاء، اديني وضحت أهو، ثانيا هتروحي الشغل وتاخدي معاكي عربية حراسة كاملة زي أي حد طبيعي بيخرج من البيت، ثالثا بقا والأهم انِّك متضغطيش نفسك عشان شغل ولا بتاع تلاقي نفسك تعبانة توقفي شغل على طول، أو أنا لو لاحظت كدة هتوقفي من غير نقاش، وأخيرا مفيش شغل بعد سبعة ونص ودي حاجة مش مشكلتي، لو مش عاحبك تعالي عندي الشركة وامشيكي من خمسة لو حابة.
وجدها صامتة كما هي، تتطلع نحوه فقط، فتمتم بجدية وبرود
:- بس كدة خلاص خلصت اللي عندي، هتلتزمي بدول اشتغلى في المكان اللي يعجبك، وقبل ما ترفضي اللي بقوله، انا مش باخد رأيك على فكرة ودة اللي هيتنفذ عشان مصلحتك.
انهى يثه وهو يتنهد عدة مرات بغضب شديد، على الرغم من شروطه التي تحفظ سلامتها إلا أنه لازال غير راضي على عملها هناك في شركة عدي لأجل حمايتها، هو يريد أن يبعدها عن كل ذلك لكنها مصممة على ما يوجد بداخلها، فلم يجد سوى ذلك الحل المؤقت.
بينما هي طالعته بعدم رضا وغضب، ثم ردت عليه بضيق وهي تضغط فوق اسنانها بغيظ
:- والله هو إيه اللي سبعة ونص إن شاء الله، هي شركة ابونا مثلا، أنا عاوزة اعمل كيان لنفسي حرام عليك بقى يا عمر، متبقاش أنا.ني وتقف قصاد احلامي كدة وخلاص.
اقترب منها يقطع المسافة التي كانت توجد بينهما، ثم تحدث بحنو ونبرة عاشقة نابعة من صميم قلبه المغرم بها وبجبها
:- أنا عمري ما كنت أناني معاكي يا آلاء، ولا عاوظ اقف قدام احلامك أبدا، أنا لو اطول اجيبلك كل احلامك بين ايديكي مش هتردد ثانية واحدة وهجيبها ليكي يا قلب عُمر كله.
جاهدت كل الجهد أن تمنع قلبها من التراقص بداخل قفصها الصدري، لكن جميع محاولاتها باءت اكملها بالفشل خاصة بعدما استمعت الى كلمته الأخيرة التي افتقدتها منذ زمن، استكمل هو حديثه معها لكنه تحدث بمرح تلك المرة
:- تعالي اشتغلي عندي، زي ما كنت بعلمك أنا قبل كدة، وهعملك أحلى كيان واروحك من خمسة مش سبعة ونص ايه رأيك؟
كعادتها لم تستطع أن تمسك لسانها وتتحكم به، فتمتمت ترد عليه بكلمتها المعتادة التي كانت دائما تقولها له عندما يغيظها بحديثه
:- عمر اتفوو بجد.
أردفت جملتها وانطلفت هاربة من أمامه متوجهة نحو غرفتها وصوت ضحكتها يعلو، متجاهلة هتافه بأسمها لأنها تعلم رد فعله.
أغلقت الباب خلفها بإحكام، وعي تبتسم بإنتصار شديد، بينما هو شعر بتراقص قلبه على صوت ضحكتها التي بالنسبة له كالانغام الموسيقية المفضلة، ضحكتها هو الشئ الوحيد الذي يجبره على أن يواصل كل ما يفعله؛ حتى يظل يستمع إليها دائما، هي اكثر شئ تريح قلبه وتزيل همومه ووجـ.عه.
يتمنى أن ينسحب من كل شئ حوله، ويأخذها و يهر.ب بها بعيدا، يعوضها عن كل ما عانته تلك الفترة، ويغمرها بحنانه وعشقه لها، يبتعد عن كل شئ، يذهب معها فقط، عشقها هو الذي ينبضه قلبه، لولاه لكان كل شئ حلو بحياته قد تبخر وانتهى منذ زمن.
وقفت آلاء خلف الباب الخاص بغرفتها بعدما اغلقته خلفها وظلت تبتسم بسعادة تزين محياها ووجهها، لكنها سرعان ما نهرت ذاتها عما تفعله مستنكرة افعالها تلك، ظلت تذكر نفسها بحبه لنهى التي استمعت إليه بأذنيها، تجـ.بر قلبها على انه لا يجب عليه أن يظل يحبه، تجـ.بره على أن يخرجه من حياتها تماما.
لكن هيهات فماذا تقزل تلك الحمقاء؟ الحب الصادق والحقيقي لم ولن يمحي ابدا من القلب مهما فعلنا، فهو يكون كالدم الذي يسير في جميع انحاء الجسد يختلط مع الروح والقلب وكل شئ يخصنا، من الصعب ان نتخلى عنه مهما حدث ويحدث.
نعم هي تحاول إن تضحك على ذاتها بتلك الاوهام لتثأر لكرامتها كأنثى ليس اكثر، قضت باقي يومها تفكر فيما ستفعله في حياتها القادمة، وكيف ستستطع تخطي حب عمر نهائي، ذلك الحب النابض في قلبها وروحها وحياتها بأكملها..
❈-❈-❈
بعد مرور يومين
داخل مكتب عمر التابع لشركته الخاصة به، كان يجلس مندمج أمام حاسوبه، منكب فوقه يعمل بتركيز شديد، ويحتسى فنجان القهوة البنية الخاصة به، يذكره لون القهوة بلون أعينها الساحرة لقلبه، يشرد فيها من حين إلى آخر، عينيها الخلابة المتيم هو في عشقهما.
لم يستطع إنكار حبها من قلبه مهما حدث، يحاول أن يخفيه عن الجميع حتى يحميهت لكنه في الحقيقة لم يستطع، يضغط فوق ذاته ومشاعره حتى أصبح على وشك الإنـفـ.جار، ابتسم على أفعاله المراهقة الذي يفعلها عندما يتعلق الأمر بها، فهو قد اتصل برئيس الحراسة المتواجد معها حتى الآن اكثر من أربع مرات؛ حتى يطمئن قلبه عليها، قلبه يشـ.تعل بنيران الغيرة، الخوف والقلق عندما يتذكر أنها الآن تعمل في الشركة مع عدي، يعطي العديد من الأوامر على الحراسة التي معها، يخشى عليها بشدة وعي هناك، لن يتحمل أن يحدث لها أي شئ، من الممكن أن تنتهي حياته للأبد.
قرر أن يظل مستمر في محاولاته معها لـمنع عملها في شركة عدي، لكنه سيسايرها في البداية مثل ما يحدث، لأنه يعلم انها ستفعل ما تريد إذا رفض، يقسم أنه إذا جاء احد وأخبره انه سيفعل كل ذلك في المستقبل لكانوكذبه على الفور من دون ثانية واحدة من التفكير، لكن معها هي الأمور جميعها تختلف، هي ليست مثل أي واحدة طبيعية بل هي بالنسبة له كالنجمة الذي سيظل يحاول مرارا وتكرارا دون ذرة ملل؛ حتى يستطع و ينجح في الوصول إليها، ولكن بعد ذلك لم يرتاح كما كان يظن بل سيبدأ حر.ب جديدة، كيف سيحمي تلك النجمة لتظل لامعة دائما؟
هو بالفعل قد وصل إليها، وحاليًا في طريقه لإبعاد اي شئ سئ عنها حتى لو سيضطر أن يقسو على قلبه وقلبها للأسف، قطع تفكيره بها سريعا وأخفى كل مشاعره، ووميض عينيه الذي يلمع بمجرد التفكير بها فقط، استمع إلى صوت دقات فوق الباب الخاص بمكتبه، قطب ما بين حاجبيه بدهشة ثم اردف بجدية تامة، يسأل عن هوية من يدق الباب على الرغم من انه يعلم مَن الطارق
:- مين؟
همهم تامر يرد عليه يجيبه وهو يفتح الباب ويدلف، طالعه عمر من أعلاه إلى أدناه ببرود تام ولا مبالاه، ثم عاد ببصره ينظر مرة أخري نحو الحاسوب، وهو يتجاهل وجوده تماما، كأنه يجلس بمفرده في الغرفة.
تنهد تامر بضيق يلعن ذاته عما تفوه به في ذلك اليوم، يعلم انه مازال غاضب منه، لم يهدأ حتى الآن، اقترب يجلس فوق المقعد الذي امامه، وهو يطالعه بتوجس وقلق، ثم ردد اسمه بتوتر؛ حتى يجعله يتطلع نحوه.
لكن محاولته تلك باءت بالفشل، وجد عمر يرد عليه بصرامة وجدية، ومازال كما هو لم يسلع نحوه، بل ينظر نحو الحاسوب، لم يرفع بصره عنه
:- نعم يا تامر، لو في أي أوراق أو ملفات محتاجة تتراجع، سيبها مع نيرة برة، وأنا هبقي اراجعها واتفضل روح كمل اللي بتعمله.
حمحم تامر بضيق، ثم رد عليه بأسف، وهو يشعر بالندم من فعلته وحديثه القاسي لشقيقه الأكبر منه الذي طوال عمره يحترمه، حديثه الذي ليس له أساس من الصحة، تفوه به وقتها بسبب غضبه ليس أكثر من ذلك
:- عمر هو مش أنتَ بتقول دايما، إنك بتعتبرني ابنك مش اخوك اصلا، طيب في إيه بقى، هو في حد ممكن أنه يزعل من ابنه اللي غلط ومعترف بغلطه كمان.
طالعه بطرف عينيه ببرود، ثم اعاد بصره أمامه مرة اخري، وتحدث بلامبالاه، ونبرة جافة باردة من دون أن يعطيه أي ذرة اهتمام كأنه لم يجلس امامه
:- والله أنا كنت فاكر كدة، وشايفك اخويا وابني وصاحبي، لغاية ما اكتشفت بعد كدة، إي أنا.ني، وأخويا وابني وصاحبياالي حافظني هو اللي قالهالي كمان.
كاد تامر أن يرد عليه ويخبره أنه لم يتحدث بذلك الحديث عن عمد، لكن أوقفه عمر وواصل حديثه بنبرة تزداد حِدة عن السابق
:-المهم مش وقت الكلام دة خلاص، شوف لو عاوز حاجة في الشغل، غير كدة لأ الصراحة انا مش فاضي لأي حاجة تاني برة الشغل.
توجست ملامح تامر بضيق من ذاته، خو يريد أن يمحي أي توتر دخل في علاقته هو وشقيقه، لذلك ظل كما هو وتحدث بندم وإصرار
:- خلاص يا عمر عديهالي، دة أنا اخوك الصغير على فكرة، من امتى وأنتَ بتزعل مني أصلا.
اشار له بسبابته صوب الباب، يطرده خارج الغرفة، وتحدث بجدية، وهو يهندم من ساعته الذي يرتديها في معصم يده الأيسر
:- اطلع برة حالا، يلا يا تامر روح شوف شغلك وسيبني اركز أنا كمان في شغلي، بدل ما اكون أنا.ني وبعطلك عن شغلك كمان.
طأطأ راسه ارضا بندم وخجل، يشعر بالضيق يعصف بداخله، تمنى لو انه لم يقول له حديث مثل ذلك في تلك الليلة الذي فقد بها أعصابه.
لكنه لن يصمت ويترك الأمر يكبر بينهما سيصر على موقفه حتى ينهي الأمر تماما، نهض من فوق مقعده، ظن عمر أنه سيسير متوجها صوب الباب حيث اشار له ويخرج بالفعل، لكن على عكس ما توقع، فقد تفاجأ عندما رآه يقترب منه ثم قام باحتضانه مسرعامن دون سابق انذار حتى لا يمهله فرصة للإبتعاد، وهمهم يتحدث بأسف، وندم حقيقي
:- خلاص بقى يا عمر، مبعرفش والله أعمل أي حاجة طول ما أنتَ زعلان مني.
ابتسم عمر رغما عنه وربت فوق ظهره بحنان، ثمتحدث بحب اخوي بينهما
:- وأنا مبعرفش ازعل منك أصلا، وبجد مش هاممني حاحة غير مصلحتك، ومصلحتك يا تامر في بيتك مع مراتك مش مع أي حد تاني، بلاش تهد بيتك على الفاضي، فريدة بتحبك بجد وإلا مكانتش صبرت عليك كل دة خلي النقطة دي في بالك دايما، وأبقى ابعدها عن الاء عشات آلاء خطـ.ر خد بالك.
قال جملته الأخيرة بمرح، وهو يضحك بصخب، اتبعه تامر وشاركه الضحك هو الآخر قبل أن يرد عليه
:- ايوة عارف أنتَ هتقولي، تلاقيها هي اللي قالتلها تجي تقولك اصلا، فريدة مش هتعمل كدة من دماغها.
أومأ له عمر برأسه إلى الأمام، فاعتدل تامر وانتهز الفرصة سأله بجدية وقلق
:- مش ناوي بقا تقولي ايه اللي بيحصل معاك ومخبيه عني وعن الكل كدة؟
تطلع عمر أمامه بشرود ونظرات غير مفهومة، لم ينجح تامر في فهمها، ورد عليه بتوعد وضيق
:- قريب أوي هحل كل حاجة خلاص، ومن بعدها كل حاجة هترجع لطبيعتها.
اومأ له تامر ثم ربت فوق ظهره بحنو، ولم يضغط عليه أكثر من ذلك، خرج من الغرفة وتركه يواصل عمله كما كان..
❈-❈-❈
كانت آلاء تجلس في مكتبها داخل الشركة الخاصة
بـ "عدي السعدني"
كانت تعمل بجد وتركيز عالٍ لعلَّها تنجح في ارهاق قلبها وعقلها حتى تنجح في النهاية بعدم التفكير بما يشغلها.
قطعت تفكيرها عندما رأت عدي الذي دلف المكتب الخاص بها من دون استئذان، فقطبت جبينها بدهشة أخفتها مسرعة؛ حتى لا تجعله يلاحظ شعورها، اقترب منها وجلس أمامها ثم بدأ يطالعها بنظراته التي يملأها الإعجاب، لا تعلم لماذا اتسعت ابتسامتها لا اراديا من دون أن تشعر بسبب نظراته لها؟
فهو يهتم بها كثيرا منذ أن بدأت تعمل عنده، تمنت لو أن تكن تلك المشاعر التي يقنعها بها عقلها صحيحة، اقترب منها بجذعه، ومسك كفها طبع فوقه قبلة رقيقة هادئة، جعلتها تطير عاليا بأجنحتها المزيفة التي اخترعها عقلها تشعر أنها كالفراشة لكنها ترفرف في عالم غير عالمها، لكنها سرعان ما تنهدت بصوت مسموع خجل، وهي تحاول ان تسحب كفها بهدوء من بين ييديه، ثم تمتمت بارتباك وتوتر كالمراهقة التي تشعر بالخجل
:- شـ.. شكرا يا عدي، مكنتش متوقعة انك توافق على الشروط اللي حاططها عمر، وقولت إنك هترفض مش هتوافق، بجد شكرا ليك، أنتَ شخص كويس اوي حقيقي.
ابتسم في وجهها ابتسامته الماكرة، وهو مازال يمسك بكفها لم تنجح في سحبه من بين يديه، و تحدث بخبث ومكر
:- انا عشانك مستعد إني اوافق على كل حاجة، واعمل أي حاجة عادي ، بس أنتِ مش ملاحظة إنك سامحة لـ عمر يتدخل في حياتك زيادة عن اللازم، وانا شايف أنه ملوش حق، يعني قصدي أن هو دلوقتي خاطب وخلاص هيتجوز، بدل ما يتدخل في حياتك يروح يشوف حياته ويتدخل في حياة خطيبته ولا أنتِ إيه رأيك يا لولو؟
اومأت برأسها تيماءة بسيطة إلى الامام بإقتناع، تري انه مُحق في حديثه معها، ردت تجيبه بضيق وقد تحشرج صوتها في دلالة على انها على وشك البكاء، تريد أن تنفجر في دوامة بكاء مريرة لن تنتهي
:- آه والله معاك حق، المفروض يشوف حياة خطيبته دي بدل ماهو عامل معايا أنا كدة، بس بابا الله يرحمه يعني هو اللي كان قايله أنه ياخد باله مني وكدة.
طالعها بإستهزاء من أعلاها إلى أدناها بصمت، يعلم كم أنها كاذبة، هي مَن سمحت لعمر أن يتدخل من البداية، لكن تلك الاوهام الكاذبة تقنع بها عقلها ليس هو، فهو لم يكن أحمق، يعلم جيدا حقيقة مشاعرها نحوه، والإضطرابات المتعددة التي تمر بها مقررا أن يستغل كل ذلك لصالحه هو فقط، فأدعى الإقتناع بحديثها، ورد عليها بتعقل وهدوء
:- أنا بتكلم بس في إن لازم يكون ليكي شخصية معاه هو بالذات، أنا شايفه بيتحـ.كم فيكي زيادة عن اللازم وشروطه انا وافقت عليها عشان خاطرك أنتِ بس.
قبل أن ترد عليه تطلع هو نحو ساعته الالذي يرتديها في معصمه الأيسر، وتحدث ببرود
:- آلاء على فكرة الساعة عدت سبعة ونص وأنتِ مش واخدة بالك.
انفلت منها ضحكة صاخبة بصوتها المميز ترن في أرجاء الغرفة، ثم ضربت فوق جبهتها بخفة وتوجس، ثم بدأت تلملم اشياءها مستعدة للنهوض.
ولكنها تفاجأت عندما رأت ذلك الحارس الشخصي الخاص بها الذي اصر عمر على إرساله مع ضمن طقم الحراسة يقف امامها على الباب الخاص بالمكتب، ومن الواضح انه قد استمع إلى حديثها مع عدي، شعرت بالتوتر مما يحدث،ولكنها لم تبدي شئ بسبب وجود عدي، تحدث الحارس بتهذيب وهو يخفض بصره أرضا
:- اتفضلي يا هانم يلا، عمر بيه قالي اطلع ابلغ حضرتك عشان متتأخريش عن كدة.
تأفأفت عدة مرات ىصوت مرتفع، تشعر بالضيق مما يحدث معها، تعلم جيدًا أنه يفعل كل ذلك؛ حتى يجبرها على ترك العمل الذي لم تنتفع منه؛ بسبب تلك الشروط والقيود التي وضعها، لكن في الحقيقة هو يفعل كل ذلك لأجلها ولأجل خوفه عليها، يفعل كل ذلك حتى يحميها من أي شئ من الممكن أن يصيبها.
لكنها لم تفهم ذلك الشئ، قررت بالطبع ألا تيأس، عدلت خصلات شعرها المتمردة على وجهها، ثم سارت أمامه بشموخ وهي تدعي البرود واللا مبالاه، لكن كل ما يشغل عقلها هل ذلك الحارس استمع الى حديثها مع عدي أم لا؟
فإذا استمع إليه بالطبع سوف يخبر عمر بكل شئ، تشعر أنها مقيدة بتلك الحراسة الذي ارسلها هو معها، تنهدت بغضب وضيق، ثم تحدثت مع الحارس بصرامة وغضب، وهي ترفع سبابتها أمام وجهه
:- بعد كدة اياك تطلع تاني مكتبي ولا تقولي حاجة، أنا هبقى أنزل وقت ما اخلص أكيد.
اوما لها براسه إلى الامام بهدوء تام، ثم رد عليها بإحترام وعملية، وهو يقوم بفتح باب السيارة الخلفي الخاصة بها
:- حاضر يا آلاء هانم، بس عمر بيه هو اللي قال اطلع ابلغ حضرتك بإنك تنزلي.
وقفت تطالعه بغضب، وصاحت به بحدة، وقد فاض بها الأمر
:- هو كل حاجة عمر عمر في إيه، لأ بجد بقى أنا مش فاهمة أنتَ جاي معايا أنا ولا مع عمر، إيه دة.
لم يستطع أحد أن يرد عليها، توجه كل منهم الى مكانه، ثم انطلقت السيارة الخاصة بها أولا، واتبعها سيارة الحراسة خلفها.
ترجلت آلاء من السيارة مسرعة ما أن توقفت، وأغلقت باب خلفها بقوة وغضب، ثم دلفت الفيلا وهي تتأفاف بغضب عدة مرات، عقدت سناء حاجبيها بدهشة، وقبل أن تصعد الاء صوب غرفتها أردفت اسمها تستوقفها، وهي تسألها بإهتمام
:- في إيه يا حبيبتي مالك زعلانة كدة ليه، حصل حاجة انهاردة في الشغل؟
برطمت آلاء ترد عليها بضيق وتذمر، غير راضية تماما لأفعال عمر معها، تشعر انها مقيدة، محاطة من جميع الجهات بسببه
:- بصراحه بقى يا عمتو الشغل ملوش دعوة، أنا اتخنقت من اللي عمر بيعمله على فكرة، فهميه أنه ملوش دعوة بيا بعد كدة، بالله يا عمتو فهميه عشان خاطري، أنا مش فاهمة هو ليه مصر أنه يتدخل في حياتي.
ربتت سناء فوق ظهرها بحنان، و اردفت قائلة لها بهدوء وتعقل
:- حاضر يا حبيبتي هقوله، بس أنتِ عارفاه يا الاء خايف عليكي عادي يا حبيبتي ميقصدش انه يتحـكم فيكي زي ما أنتِ فاهمة.
أسرعت ترد عليها مسرعة برفض حازم وضيق
:- لأ يا عمتو، أنا مش صغيرة عشان يخاف عليا للدرجة دي، بس اعتقد أنه يخاف على نهي احسن مني، هي دلوقتي اللي خطيبته على فكرة.
أنها جملتها وسارت متوجهة صوب غرفتها من دون أن تتفوه بحرف آخر زيادة، قررتان تنسحب من المكان بأكمله بعدما تفوهت بما تريد.
جلست في غرفتها تشعر بالغضب، ترى أن عدي محق بالفعل فيما قاله لها، عمر يريد أن يتحـ.كم بها بطريقة زائدة عن الأمر الطبيعي ةمن دون سبب مفسر بالنسبة لها.
لكن سرعان ما محي كل الغضب الذي كانت تشعر به، وحل محله الفرح وتلاشت ملامح وجهها الغاضبة رويدا رويدا ليحل محلها السعادة، عندما استمعت الى صوت هاتفها الذي اعلن عن وصول رسالة لها ووجدتها من عدي يقترح عليها سهرة عشاء معه غدًا.
ابتسمت بفرح من اهتمامه بها الذي افتقدته تماما من حياتها، وقد شعرت ان مع موت والديها قد انتهي و نفذ اي اهتمام من حياتها، لكنها الآن شعرت أن عدي جاء ليجدد مشاعرها مرة أخري من جديد ويهتم بها هو وبسعادتها.
❈-❈-❈
في مكان اخر
كانت نهي تجلس في مكانٍ ما ترتدي فستان قصير للغاية اشبه بقميص النوم يظهر أكثر مما يخفي، تحرص على أن تزين ذاتها وتجلس تتطلع نحو الساعة بنفاذ صبر، من الواضح انها تنتظر أحد ما.
كانت تجلس تشعر بالتوتر والخوف ينشهان في قلبها، تخشى أن يراها أحد، لكن سرعان ما تبخر ذلك التوتر عندما استمعت الى صوت الباب يُفتح بالطبع تعلم هوية مَن يفتح الباب، فانطلقت مسرعة نحو عدي الذي دلف الشقة، فهي كانت تجلس تنتظره كل تلك المدة.
القت ذاتها داخل حضنه، وتحدثت بنبرة مغزية وهي تطبع قبلة فوق وجنته
:-وحشتني يا عدي.
احتضنها بعدم اكتراث، لكنه كان يمرر يده فوق مفاتنها المبروزة من الفستان، ورد عليها ببرود ولا مبالاه
:- وأنتِ كمان أكيد.
سارت معه نحو الداخل حتى وصلت معه داخل عرفة النوم، وتحدثت بتوتر وهي تلف زراعها حول عنقه بدلال
: كنت قاعدة خايفة على فكرة مستنياك، مش قولت انك مش هتقابلني تاني دلوقتي، خايفة احسن عمر يعرف ان اللي بينا مش اتفاق ضده هو وآلاء بس ويعرف العلاقة الحقيقية.
طالعها عدي بحدة أخرستها، وتحدث بحدة وصرامة
:- تعرفي تسكتي خالص، بعدين عمر لو عرف مش هيعمل حاجة الاء بقت تحت ايدي هي سهلت المهمة عليا خالص، بدل ما اهدد عمر انك هتأذ.يها لا نقوله أن أنتِ من ناحية وأنا من ناحية، هينفذ كل اللي عاوزينه أسرع
لوت شفتها بسخرية وردت عليه بغيظ وتهكم وعدم رضا من حديثه وثقته الزائدة
:- حاضر خرست اهو خالص، استغل انتَ بس حوار شغل آلاء معاك صح.
اومأ برأسه الى الأمام، وتحدث بشرود وعينيه تلمع بانتصار والفرح
:- أنا عارف كويس هستغلها ازاي، هستغلها كويس أوي، دي الورقة الرابحة اللي في أيدنا عشان نهـ.د بيها عمر اللي مش ناوي يجيبها لبر معانا.
يُتبع