الفصل الثامن عشر - همس الشيطان
الفصل الثامن عشر
كان يقف علي باب القبر... وهو يتأمله بحزن بالغ.. ليقترب بتلك الخطوات البطيئه... وعيناه مسلطه علي الأسم المكتوب بذلك الخط.. الذي يشعرك بكم الألم الهائل...
اخذ دموعه تتساقط وهو لا يعي لذلك... كان نظره مسلط فقط علي القبر.. الذي يحتوي بداخله علي اغلي الناس الي قلبه... الذي اذا طالت السنوات سيبقي يلوم نفسه يوميا... علي انه السبب في قتلها....
تهاوت قدميه.. ليسقط بجوار قبرها...
وهو يحاول الحفاظ علي شهقاته
-لتاني مره بخسر اغلي الناس.. يا أمي...
-انا حاسس اني بخسر لتاني مره....
-لتاني مره باخد قلم علي وشي.....
انا اخترتها هي المره دي.......
لينطق بتوهان:
-اخترتها عشان معدش نفس الغلطه من تاني....
-سامحيني يا أمي...
-هي الكانت مخففه عني غيابك....
-مش قادر اوصف ليكي انا كنت بحس بأيه وهي قريبه مني....
-مشاعر غريبه وجديده.عليا
ليتوه في أحداث الماضي قائلا:
-انا كل يوم بعذب نفسي علي الانا عملته..
-انا أه كنت تحت تأثيرهم...
-بس انتي اغلي حاجه في حياتي....
ليضحك بسخريه:
-كنت بقولك سامحيني..
-ازاي وانا مش مسامح نفسي
flash back........
افاق هو علي تلك الدماء علي يديه... لا يدري كيف اتي الي هنا بعد كل تلك السنوات... لا يدري كيف أستطاع.. ان يقتلها بيديه.....
كان أخر ما يتذكره... انه خرج من عند سيده بعد تلك الطقوس...
بعد أن كلف بقتل أغلي الناس لديه...
لكي يعلن ولائه... لهم..
ولكي يتعين سيد علي هذا العالم بأكمله لا يجب ان يكون لديه.. عزيز او غالي...
لذلك فهم قررو ان يختبرو قدره تحمله وولائه....
تذكر.. موسي انه حينها... لم تأتي تلك الفكره... كان من المستحيل تنفيذ ذلك الامر الموجه اليه.....
لا يتذكر شئ من وقتها.
ليفيق وعلي يديه.. تلك الدماء.. ووالدته امامه... تنظر له بتلك الأبتسامه التي عاهدها منها....
رغم بعده كل تلك السنوات عنها الا أنه لن ينساها وكان يرسل لها الكثير.. من النقود....
وكان دائما يتصل بها لكي يسمع صوتها وهي تسب في شباب تلك الايام كانت تعتقد انه يعاكسها....
يتذكر تلك الابتسامه... عندما توفت بين يديه....
ليجد بعدها ديفيد بجانبه وهو يخبره.. انه قتل والدته..
ونفذ الامر المطلوب منه......
لا يصدق انه قتل والدته بيده...
ليفيق موسي من تلك الدوامه وهو يفكر... بعمق...
ديفيد كان بجانبه وكيف هو لا يتذكر انه قتل والدته...
وقام ديفيد بأقناعه انه قتل والدته.....
ليسرح في تفكيره قليلا....
لتعلن الدهشه قدومها علي ملامح وجهه...
ليقرر انه يجب ان يقابلها لكي.. تساعده في ذلك الأمر
لأنه يشعر بشده وجود شئ خاطئ...
فالآن اصبح ديفيد خائن...
وكيف وثق موسي في كلامه حينها...
ألم يفكر.. ولو لبرهه من الزمن..
انه يقوم بخداعه.....
ليتلفت الي قبر والدته... قائلا:
الابتسامه العلي وشك وقت موتك بين ايدي...
الخليتني اعيد حساباتي مليون مره...
ليخرج وهو ينوي تنفيذ مخططه وان يعود اقوي بكثير من قبل.. لكي يكتشف ما حدث حينها...
وان يجلب حبيبته مره أخري......
❈-❈-❈
كانت جالسه بجانبها تحاول أطعامها.. فهي لم تأكل الا القليل .. منذ اسبوع تعيش علي المياه فقط...
اصبحت همس ذابله... تبدو علي ملامحها البأس...
بعد ان كانت مفعمه بالحياه..
كانت تلك الافكار تأتي بكثره في مخيلتها....
كيف ان تعشق اختها ذلك الشيطان...
هل لأنها لم تراه بعيناها.
ورأته بقلبها...
كيف لتلك المده القصيره ان تجعلهم واقعين في الحب لتلك الدرجه...
لتسلط نظرها عليها وهو ترجوها مره اخري:
عشان خاطري يهمس... كلي دي بس هتقعي مني كده...
كانت همس سابحه في تفكيرها....
هل سوف يعود موسي لهم...
هل سوف يضعف مره أخري..
هل سوف يكون حبهم أضعف من سمهم الذي يبثونه في اذنيه.....
لتفيق علي كلمات أختها بأن تأكل....
نعم فهي يجب ان تاكل لكي تحصل علي تلك الطاقه التي سوف تجعلها... تفكر بعمق
لتحتضنها اختها... بحب... قائله:
-كل حاجه هتعدي....
-لازم ترجعي اقوي من الأول...
لتبدأ ميرال في أطعام شقيقتها بكل حب.. ووفاء...
كانت ميرال تتمزق من أجل شقيقتها... فرؤيها هكذا.. تشعرها بالضعف..
فهي تستمد قوتها من شقيقتها....
قدرُ الأخوةِ فيكِ لا يعلى عليه وإن بعدتِ فمكانكِ بين الحنايا والشغافِ فأنتِ أختي إن قدَّرَ اللهُ الّلقاءَ فأنا سعدتُُ وأنت طبتِ أو لمْ يكنْ فرضىً بما قسمَ المليكُ وقدْ عرفتِ قسماً أحبُّ ترابَ رجلكِ أيما أرضٍ وطأتِ
❈-❈-❈
موسي بثقه وغرور:
انا دلوقتي بخيركم يا تبقو معايا حاليا وبمزاجكم....
يا تبقو معايا بعد مده بس هيبقي غصب عنكم... ومذ هرحم حد...
ليؤكد كلامه بغضب:
-ديفيد ده حشره اهرسه برجلي....
-كان الكلب بتاعتي.. وهيرجع أقل من الكلب كمان....
-هو اعلن تمرده....
-اظن كلكم عارفين مين بن الشيطان....
-وبعلن ليكم حاليا...
-أسمي الحقيقي..
-وهو موسي الكفراوي
لينطق بغرور:
-مين معايا
قبل محد يجاوب.. اعرف ان مصيرك هيبدا مجرد متقرر..
انا مش هرحم حد... والمش معايا
كانت ملامح الذعر علي وجه أتباعه...
ليعلم هو قرب اقتراب مخططه......
لتتعالي صيحات أتباعه.. مره أخري..
لتعلي علي ثغره تلك الأبتسامه الخبيثه مره أخري....
اختيار موفق يرجاله وبما أنك اختارتوني.. فكسبتوني...
هنستني شويه بس مش كثير.....
وانا هتعامل معاه عادي... لحد متيجي الفرصه المناسبه وارجع مكانتي تاني..
حد عنده اي أستفسار.....
ليجيبه احد الاتباع بتوتر:
-هو مش ممكن ديفيد. يعرف حاجه ويقتلنا...
-لو عرف هيبقي واحد مننا وساعتها يهتعرف...
-متقلقش انا مخطط لكل حاجه..
ليتعجب الجميع من نبره موسي.. الهادئه...
فهو اصبح يتساير معهم... ويعطي وقت للنقاش....
حد عنده استفسار تاني؟؟
تمام كل واحد يروح علي شغله...
واول مقرب من الأنا عاوزه... هيتبعت جواب لكل واحد يتقال فيه.. دوره وهيعمل اي....
ليتجه موسي نحو المقر... لكي لا يشعر ديفيد بأي شئ من مخططه..
كانت يدخل القصر بتلك الثقه والثبات المعهودين عنه...
حتي وصل الي غرفته التي كانت ملكه ليستولي علي منصبه ذلك الأحمق...
نعم فهو كان يريد انهاء كل شئ والابتعاد ولكن ليس ان يأخد احدهم منصبه ويساير تلك الأعمال الشيطانيه
اقتحم الغرفه... ليجده.. يجلس يحتسي من مشروبه...
فذلك المريض... يقلده.. بطريقه مريعه....
الغي شيخصيته ليتقمص شخصيه.. موسي...
رفع نظره ليري من اقتحم تلك الغرفه.. بدون اذن...
لتعلي علي وجهه ملامح الانتصار...... وهو يري موسي يقف أمامه وغاضب بشده....
الحوار بالأيطاليه
ديفيد بأستفزاز:
-اخرج وقم بالطرق علي الباب..
-وبعدها سوف افكر ان كنت سوف اسمح لك بالدخول او لا....
ليقبض موسي علي يديه.... وهو يحاول السيطره علي غضبه....
وعيناه قد بلغت حدتها من غضبه...
ليقترب منه بغضب وهو ممسكه من ملابسه.. ويعطيه بعض من اللكمات التي توحي بغضبه الدفين الذي يكتمه بداخله....
ليبدأ ديفيد بالضحك...
حتي اعلنت صوت ضحكاته... المكان...
ليتركه موسي... يسقط علي ارضيه الغرفه....
ووجهه ملئ بالكدمات... من ضرباته.....
ليحاول ديفيد الوقوف والوصول الي الشاشه القابعه.. علي مكتبه....
ديفيد بضحك:
انظر.. ايها العاشق...
ليقترب موسي ليشاهد ما يرمي كلامه عليه....
ليجدها تحتل الشاشه.. وهي جالسه في غرفتها....
تمسك احدي صوره.. وهي تتأمله.. وتبكي...
ليشعر انه وصل لأعلي مراحل الأستغلال... والغضب....
ليقترب محاول تسديد بعض الكلمات له...
ديفيد بخبث:
انتظر أيها العاشق.....
بمجرد ان اضغط علي ذلك.. الزر..
سوف تري قطتك وتلك الطلقه تخترق راسها..
لتراها تموت أمامك...
ما رأيك....
ليحاول موسي تهدأت نفسه لكي لا يتهور...
فهو يري حبيبته.. امامه الآن.. منذ اسبوع....
لا يعلم هل يحزن ام يفرح في ذلك الموقف...
ليترك ملابسه وهو يحاول تهدأت غضبه..
ديفيد بفحيح تلك الافعي:
-الا يجب ان تترجاني كي أسامحك...
اضاف وهو يتصنع البراءه..
-أنظر ماذا فعلت بي
موسي بهدوء مصطنع.....:
-اتظنني سوف اترجاك ايها الكلب....
ديفيد ببرود وهو يشير الي الزر..:
يبدو انك لا تخاف علي روحها.....
ليهدئ موسي من وتيره تنفسه.....
ليلاحقه ديفيد قبل ان يتكلم موسي:
-اركع..
لا يدري ماذا يفعل.. فهو في موقف لا يريد ان يضع في احدا...
يراهن علي الحب.. او الكرامه....
ليبتعد بعيدا عنه وهو يفكر عميقا فيما سوف يفعله...
ليفكر انه لو ركع فسوف يسمح له بأستغلاله دائما...
وهمس بالنسبه لديفيد كارت رابح لكي يذل به موسي...
يجب ان يشعره ان همس لا تهمه كثيرا.. لكي يستخدمها مره اخري بينهم.. يريد ان يشعره بأنها لا تهمه...
فهو سوف يجاذف الآن...
اجابه وهو يدعي بقلبه الي ربه ان لا يؤذيها.....
موسي بهدوء مصطنع:
اضغط...
ليتفاجئ ديفيد:
ماذا؟؟
موسي ببرود:
-اقتلها فهي لا تهمني....
ديفيد بشك:
-ما الذي تفعله...
موسي بلامبالاه:
هل تظنني احمق لأدع الحب يحتل قلبي فأنا شيطان لا يعرف معني الحب...
-فقط كنت استغلها...
ديفيد بشك:
-تستغلها في ماذا
ليكمل بخبث:
-هل كانت تعجبك
موسي وهو يتمزق من الحديث عليها بتلك الطريقه:
-نعم...
وقد اخذت منها ما اريده...
ديفيد بشر:
-هل تريد مني ان اصدق.. ما تقوله...
-هل تراني أحمق....
موسي في نفسه..
اراك احمق كثيرا ايها******....********
-ما الذي تريده مني.....
حسنا لا اريد شيئا فقط خذ تلك الورقه وأتجه الي المقر***
لتكمل بعض من الأعمال الهامه
ليتابع... بخبث..
فأنت اصبحت التابع... الوفي لدي....
لياخد موسي تلك الورقه وهو يتجنب الحديث مهو
فثواني اخري وسوف يمزقه اربا.....
خرج موسي وهو يتنهد.... بعمق..
فهو يعلم ان ديفيد.. لن يصدق كثيرا ما قاله ولكنه سوف يصرف نظر لتهديده بها........
❈-❈-❈
قام ديفيد بالظبط علي أرسال....
وهو يحدثها قائلا:
استمعتي عزيزتي بذلك الحوار سوف يروق لكي....
Ciao....................
ليغلق هاتفه... وهو يتنهد بشر..
واخذت مشاعر الحقد تبدو علي وجهه.....
فهو لا يريده بيوم واحد هادئ....
❈❈-❈-
شهقاتها ارتفعت في غرفتها وهي تبكي... بتألم....
وهي تسمع ذلك الحوار....
لتقوم بأعادت ذلك الحوار كثيرا...
ظلت تسمعه كثيرا من الساعات.....
لتحتضن الهاتف بشوق قائله:
كنت واحشني اوي...............
لتبقي طوال الليل تستمع الي صوت حبيبها....
هل جنت... هل تستوعب ما سمعته.. هل اصابها جنون الحب......
او هي تصدق حبيبها... ولا تفكر بخيانته لها أبدا...
هل حقا سمعت هذا الحوار بقلبه.... هل كانت تري توتره الواضح.....
حسنا فالعاشق.. يري بقلبه قبل ان يسمع بأذنه....
يتبع