-->

الفصل العشرون - همس الشيطان

 



الفصل العشرون 

كان ينظر من شرفه المنزل وهو يتفحص المكان بعينيه..  كالصقر...  يريد التأكد هل من أحد كان يتبعه ام. لا

 

فهو كان حريص للغايه....  لينفذ خطته تلك. ويهرب من رجال ديفيد..  لبرهه من الزمن..

 

فهو قد ضمن ولاء اتباع ديفيد له..  ولكن لن يثق بهم الثقه العمياء......

 

فهو يتوجب عليه الحرص..  

 

اقفل شرفه الغرفه بعنايه......  وهو يتوجه الي تلك النائمه..

 

حتي وجدها تتملل في نومها وهي ترفرف بأهدابها.....

 

معلنا أسيقاظها.......

 

أخذت تتفحص المكان بعنايه.   لتجده غير مألوف لها....

 

ليقع نظرها علي ذلك الجالس أمامها.   وابتسامته تزيد من وسامته....

 

لترتفع ضربات قلبها وتتورد وجنتيها.......

 

لتنطق بشوق:

 

-المشهد بيتكرر تاني....

 

موسي بحب:

 

-بس المره دي مش هقولك Welcome to my hell

 

-هقولك....  نورتي مملكتك...

 

ليقترب منها محتضنا اياها بشوق... اخذ يحتضنها بعمق..  وهو يشد من احتضانه لها الذي اعلن..  افتقاده لها بشده...

وهو يهمس لها في أذنها عبارات تعبر عن مدي حبه لها.....

 

ليبتعد عنها وهو يوزع نظراته عليها.... متحدثا:

 

-مش قولتلك هنتقابل قريب

 

همس بلهفه:

 

-مكنتش متخيله أنه يكون بالسرعة دي

 

موسي بخبث:

 

-هو انتي شكه في قدرات جوزك ولا اي يمدام

 

همس:

 

-لا مش شكه..  بس متخيلتش بالسرعه دي

 

ثم أضافت بصدمه:

 

-جوزك...؟؟

 

-ومدام؟؟

 

لتحيط يديها علي جسدها قائله:

 

-انت عملت فيا اااي؟؟

 

ليضحك علي افعالها قائلا:

 

-بأعتبار ما سيكون بعد ساعه....

 

همس بصدمه:

 

-لي اي الهيحصل

 

موسي بأصرار:

 

-هتجوزك طبعا

 

همس بصدمه:

 

-تتجوزني ازاي... مش فاهمه..  هو انت خطفتني عشان تتجوزني

 

موسي:

 

في الحقيقه انا كنت برتب الموضوع ده بقالي مده.. واما لقيت الوقت المناسب مكنش لازم اضيعه....

 

همس بحيره:

 

-طب انت عرفت تهرب منهم ازاي....

 

-وهنتجوز ازاي...

 

-وبعد منتجوز هنروح فين ولا هنعمل اي

 

موسي بغرور:

 

-هربت منهم ازاي فدي سهله اوي... وعندي ناس معينها الموضوع ده...

 

-هنتجوزه ازاي.. هنتجوز عند مأذون عادي هيوصل كمان ساعه.....

 

-هنروح فين دي بقي...  مش دلوقتى...

 

-في حاجات أهم دلوقتي

 

ليتقدم من خزان الملابس وهي تتابعه بنظراتها...  ليفتحه...

 

لتشهق هي بصدمه....وهي تقترب منه.....متأمله هذا الفستان فهو أجمل ما رأت عيناها.... لتدمع عيناها قائله:

 

-ده عشاني انا

 

موسي بعشق:

 

كان نفسي اعملك فرح كبير....  بس اوعدك اول مكل ده يخلص..  هعملك أكبر فرح...

 

اما الفستان ده...  فده متصمم مخصوص ليكي انتي وبس...

 

أتمني أكون فرحتك.....

 

ليتركها ويخرج لكي تكمل ملابسها.   وهي تتابعه بنظراتها وهو يخرج.... لتلتفت الي هذا الفستان....

 

ثم اخذته واخذت تدور به بفرحه...  بالغه تعبر عن مدي سعادتها....... فهو سوف تتزوج حبيبها بعد قليل...  وسوف تكون علي أسمه..

 

يا اللهي كم أعشقك وأنت تهتم بالتفاصيل التي تدخل السرور الي قلبي.  الي تلك النظرات التي تشعرني..  انني ملكه متوجه...  الي أنعكاس صورتي وأنا اراها في عيناك..  الامعه حينما تنظر لي..... أحبك بعدد النجوم والبحار....  لا توجد كلمات تعبر عن مدي سعادتي الآن...

فأرحم قلبي الصغير من تلك السعاده التي تهلكه...

 

--

كان هو يرتدي تلك البدله التي زادت من وسامته...  وهو يقوم بتسويه شعره..... أخذ ينظر الي ملامحه في المرآه...

 

ليجدها تشع سرور وضوء...  نكاد نسمع صوت خفقات قلبه....

 

هل حقا سوف تصبح زوجته...  هل حقا تلك الليله سوف تصبح اسعد ليله قد عاشها.....

 

اخذ يتأمل تلك العلامه التي كانت بالنسبه له عقده..  لا يريد النظر في المرآه بسببها....

 

اخذ يتذكر عندما واجهته بنقطه ضعفه ليجد. أنها شئ عادي.....لا يستحق كل تلك الجلبه...

 

لتمتعض ملامح وجهه حينما تذكر من فعل تلك العلامه....

 

كم كان يشعر بالألم حينها...  كم كان يريد الهروب من الواقع.......

 

كم كان يريد وقتها الهروب من نفسه لكي لا يفعل ذلك..

 

نعم هو من فعل ذلك في وجهه....

 

كان ينتقم من نفسه...  بما فعله في والدته....

 

ولكن الآن أصبح متأكد أنه لم يكون في وعيه ولم يكون مخمور..  بل الأمر اكبر من ذلك....

 

تذكر أنهياره عندما واجهته همس بمقتله لوالدته وعدم اكراثه لبكاءه أمامها.  ..

 

ليفيق من تلك الافكار التي سوف تعكر صوف مزاجه فهو اليوم لا يريد ان يجعل اي شئ يؤثر عليه فاليوم هو زواجه من همس الشيطان.....

 

ليتحرك من أمام المرآه قاصدا غرفتها.....

 

--

كانت تضع اللمسات الأخيره علي وجهها....

 

لتبتعد عن المرآه لكي يتيح لها رؤيه شكلها كاملا....

 

لتدور حول نفسها بسعاده...  فكانت تبدو كالفراشه التي وجدت..  زهرتها التي كانت تبحث عنها كثيرا....

 

اخذت تتحسس الفستان بيديها...  وهي تراه مرصع بالألماس.....

 

كم كان يبدو جميل...  كم تري ذلك الحب الذي صنع به....

 

تشعر وكأنها اميره من اميرات ديزني وخرجت للتو لتبقي معنا في الواقع....

 

لتسمع دقات الباب...

 

لتتنهد بتوتر وهي تذهب لفتحه...

 

لتفتحه ولكنها لم تجد أحد....  كادت تغلق...  الباب ولكنها لمحت تلك الزهور علي الارضيه لتنحني لتأخذها...

 

وهي تقرأ تلك الورقه....

 

اخترت تلك الورود لأني رأيت وجهك بها... الي رفيقه روحي..  وملكه قلبي اهدي لكي تلك الورود لتعبر لكي عن مدي شوقي..  وعشقي لكي..  احسد تلك الورد عندما تضعيها  علي انفك لتستنشقي عبيرها.. وانا لا أستطيع ذلك..  احسدها عندما تلثم شفتاكي.. بدلا مني.. اشتقت لكي.بشده اشتقت الي دفئك التي لا أشعر به سوي معك.. لا تبكي..  لا اريد رؤيت تلك الجواهر تسقط علي خديكي الورديان..  لا يستحقان ذلك..

 

أنتظرك في الخارج.....

 

أهداء

 

رفيق روحك..........

 

كانت تبتسم وسط قرأتها.  لتلك الكلمات... 

 

كم تشعر انه شاعر موهوب...  ام أنه اصبح عاشق..  فاصبحت تلك الكلمات لا تحتاج الي شعر....

 

لتشم تلك الورود وهي تغمض عيناها..  وتبتسم......

 

لتتوجه الي الخارج....

 

كان ينتظرها في الخارج في توتر..  لا يعلم لما كل هذا التوتر....ليجدها تخرج وهي تمسك تلك الورود...  والفستان يبدو عليها..  اجمل مما توقع.....

 

اخذ يتامل بساطتها وهي تتقدم منه...  ومع كل خطوه منها يخفق قلبه معها.....

 

خرجت هي لتجده واقف أمامها بتلك الهيبه..  التي عاهدتها منه... كم يبدو وسيم بتلك البدلة....  كم تسريحه شعره راقت له....

 

لتجد في عينيه تلك اللمعه التي عاهدتها منه......

 

لتجده يبتسم لها......

 

وهو يمسك يديها ويقلبها....... قائلا:

 

مفيش حد أجمل منك في العالم ده كله....

 

اخذ ينظر لها بهيام:

 

-دقايق وتبقي علي أسمي...

 

-جاهزه يا همس الشيطان...

 

لتقترب وتقبله من وجنته قائله:

 

-جاهزه.....

 

ليتوتر هو من تلك المشاعر التي شعر بها الآن بعد فعلتها تلك....

ليأخذ يديها ويضعها في يده وهو ينزل الي الأسفل.....

 

--

 

كانت تجلس أمام المأذون..  تحت النظرات العاشقه منه...

 

ليردف المأذون قائلا:

 

ماشاء الله عروستك حلوه اوي....

 

لينظر له موسي نظره اخرسته.....

 

لتضحك همس بخفه..  عليه....

 

ليميل عليها..  قائلا:

 

-اضحكي بكره كله يطلع عليكي...

 

لتصمت همس من وقاحته....

 

المأذون بتوتر من نظرات موسي:

 

-فين وكيل العروسه....

 

موسي:

 

-هي وكيله نفسها

 

ليشير موسي اليهم:

 

-ودول الشهود

 

ليومئ له....

 

...... بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.....

 

ليفيق كلا منهما علي تلك الكلمات التي اعلنتهما زوج وزوجه.....امام الله وأمام القانون....

 

ليأمرهم موسي بالأنصراف وعيناه مسلطه علي تلك الفراشه.....

 

ليتأكد من ذهاب الجميع.....

 

ليلتفت لها....

 

محتضنا اياها...  قائلا:

 

مبروك يا حرم موسي الكفراوي...

 

لتحتضن اياه هي الأخري....

 

لتشهق بخفه وهي تراه يحملها....... هامسا لها بعض الكلمات التي جعلت من وجنتها تتورد لتدفن وجهها في صدره......

 

وهي تتابعه وهو يحملها الي الأعلي.....

 

كان يحملها والسعاده تكاد تجعله يفقد وعيه..  الآن تزوج حبيبته..  واصبحت علي اسمه وهي بين يديه....

 

كم كان يشعر بخجلها بين يديه... وهي كالفراشه تتملل بين يديه......

 

كم يعشق وجنتيها المتورده بتلك الحمره....

 

 

أخذ يهمس في أذنها بعض كلمات الغزل والفرحه....

 

لَآ آحًدٍ يَرآکْ غُيَريَ

آعٌذِر آنِآنِيَتٌيَ.....

فُأنِآ آعٌشُقُ مًآ أمًلَکْهّ

وٌآنِتٌ جّزٍء مًنِيَ....

آيَ آنِآ آعٌشُقُکْ.....

 

أُعللُ قَلبي في الغرامِ وأكتمُ ولكنَ حالي عن هَوايَ يُترجمُ وكنتُ خَلياً لستُ أَعرفُ ما الهوى فأصبحتُ حَياً والفؤادُ متيمُ

 

مرت تلك الليله وهي مليئه بالكثير من الفرح..  والعشق..  مليئه بالمشاعر الصادقه التي يعجز البشر عن العثور عليها......

 

فأنا داخل تلك الغرفه انظر لهم واري العشق والمشاعر الصادقه الخاليه من المصالح والحقد....

 

بل مليئه..  بالحب فقط.....

 

هتقولو ليا اي الدخلك دلوقتي انا واحده حشريه.....  وبحب اغتت علي الناس....

 

 

--

كانت تجلس تنتظر شقيقتها...  بتوتر....

 

وتجري في رأسها كل الأحداث..  التي تجعلها تجن...

 

حتي وجدت تلك الرساله التي أعلنت صوتها وصولها الي هاتفها...

 

متخفيش هي معايا.. محدش هيعرف يأذيها... امسحي الماسدج دي بعد متشوفيها....

 

لتجد صور شقيقتها معه....  لتبكي بفرحه...

 

وهي تري تلك الفرحه المزينه علي وجه شقيقتها.... اخذت دموعها تسقط بفرحه...

 

كم تري. شقيقتها جميله للغايه...

 

لتمسح تلك الرسائل كما قال.... 

 

واخذت تدعو لهم بالتوفيق وهي تتمني لهم كل خير....

 

--

الحوار بالإيطالية....

 

ديفيد بشك:

 

 

-هل انت متأكد انه متواجد في هذا الشاليه..

التابع بحذر:

 

-نعم سيدي فهو لم يخرج من حينها

 

-يبدو حقا انه لا يوجد شي مريب

 

-هل استطيع الأنسحاب سيدي....

 

ديفيد بتنهد:

 

حسنا خذ باقي اليوم اجازه....

 

التابع بفرح:

 

شكرا سيدي....

 

اغلق وهو ينظر بعمق في الفراغ..... وهو يرتشف من هذا الكوب الذي بيده...

 

ليرسل تلك الرساله ويجلس ينتظر الاجابه.......

 

بعد قليل.......

 

نعم سيدي  همس في منزلها عادت من عملها..  ولم تخرج...

 

ليخرج شكوكه من رأسه.....

 

ليجد تلك الفتاه وهي تدخل عليه..  بتلك الابتسامه الخبيثه...

 

ليتأملها بتفحص قائلا:

 

-يبدو أننا سنستمتع

 

ليضئ هذا الضوء..  لكي لا يقاطعه احد.....

 

 

--

 

كان يتملل في نومه...  وهو يتعرق ويهزي ببعض الكلمات الغير مفهومه....

 

 

-مقتلتهاش...

 

-هو.....

 

-ديفيد

 

لتفيق همس علي حركته المفرطه....

 

لتجده يتعرق وحالته سيئه....

 

لتحاول افاقته.... من هذا الكابوس...

 

ليشهق بحده وهو يفيق وينظر حوله.....

 

ليجدها تنظر له بقلق...  متسائله:

 

-اي يحبيبي مالك كنت بتحلم بأيه

 

موسي بتنهد وهو يسند ظهره:

 

لسه بيجيلي في الأحلام....

 

مبقاش يقدر يجيلي في الواقع....

 

ليضحك بسخريه وهو يشعل سيجاره:

 

اخره بقي يجيلي في كابوس.. 

 

لتأخذ همس منه هذه السيجاره بغضب...:

 

-موسي احنا قولنا أيه

 

ليقترب منها..  ضاحكا...:

 

-عيون وقلب موسي....

 

همس بتساؤل..:

 

-كنت بتقول مقتلتهاش....

 

-هي مين

 

لينطق بصوت ناعس...:

 

هحكيلك كل حاجه بكره...

 

-عاوز أنام

 

لتحتضن أياه وهي تقبله من تلك العلامه.. ليبتسم هو براحه.....فأخذت  تهمس... له ببعض الكلمات المطمئنه:

 

ولم يفوت الكثير من الوقت ليستغرق كلا منهم في النوم..

 

يُتبع..