-->

الفصل الثاني - غرف فندقية

 


الفصل الثاني

 

مجددًا يأتي موظف الاستقبال ليجلس على طاولتي بعد الانتهاء من فطوري، كان صامت منذ أن جلس، فنظرت له بصمت بدوري ولم أتحدث، بعد قليل من الوقت قال:

- وددت أن أشارككِ العصير ولكني بالفعل قد احتسيت حديثي.

ثم ابتسم بسخرية، لم ابتسم ولم أفعل أي فعل قد يدل على أنني على قيد الحياة، كنت بالفعل قد انعزلت بغرفتي لثلاثة أيام لأنسى ما قُلته وذلك الإحراج الذي شعرت به في تلك اللحظة، ولكنه عاد ليذكرني بما قُلته ليهدم ما بنيته على مدار ثلاثة أيام، حاولت أن أحافظ على ثباتي الإنفعالي وألا أظهر خجلي وحرجي مما حدث، فقررت أن أقلب الأدوار لأنسيه ما حدث وقُلت:

- بما أنك رجل.

بترت عبارتي لأسترعى انتباهه وأثير فضوله، وبالفعل نظر لي باهتمام منتظرًا مني أن أكمل، صمت لدقيقة ثم تابعت:

- ما الذي يجعل الرجال يخونون؟

ابتسم ونظر للفراغ للحظة، ثم عاد للنظر لي وأجاب:

- أنهم لم يحبوا من الأصل.

نظرت له باستنكار وأنا أرفض تصديق ما يقوله، هو أحبني، لقد فعل، حتى وإن قام بخيانتي ولكنه في وقت من الأوقات أحبني!، طويت المجلة التي كنت أمسكها وضعتها على الطاولة، رفعت نظر له - بعد أن استمررت في قطع التواصل البصري بيننا - وقُلت:

- وكيف يقع الرجال في الحب؟

حك وقد بدا لي من ملامح وجهه أنه يسخر من شيء ما، وأجاب:

- كيف لي أن أعرف وأنا لم أقع في الحب يومًا؟

يسخر من نفسه إذًا، لقد شعرت بالمرارة في لهجته وكأنه يتمنى أن يشعر بشعور كهذا، هذا بائس، ورغم مرارته تلك إلا أن هذا لم يمنعني من السخرية منه قائلة:

- ما دمت لم تقع في الحب يومًا، كيف أجبت على سؤالي الأول؟

- لقد كانت لي مغامرات عاطفية كثيرة، وجميعهن تمكنت من خيانتهن دون ذرة ندم وهذا لأنيولم أقع في حب إحداهن.

- وهذا يعني أنك إن أحببت لن تخون، أليس كذلك؟

أكملت بدلًا عنه فابتسم وأومأ موافقًا، لم أعلم لماذا شعرت أن هذه إهانة لي كإمرأة، فقُلت بانفعال طفيف:

- ما العلاقة بين جميع ما قُلته؟ أن لم تقل شيئًا منطقيًا يا هذا.

- ما زلتِ صغيرة حتى تفهمي كيف يفكر الرجال يا آنسة.

فرغ فاهي بدهشة من إهانته تلك، أجل أنا أعتبر السخرية من سني إهانة، لهذا قُلت بغيظ:

- أنظروا إلى الرجل الثلاثيني! أنت لن تكبرني بأكثر من عام أو اثنين كحد أقصى.

ضحك بخفوت مما زاد غيظي، أخذت أسبه في أفكاري وأبعدت نظري عنه، وفي اللحظة التي تلتها وجدته يقترب مني حتى أصبح وجهينا متقاربان بشدة، هذا خطير حقًا، حبست أنفاسي حتى لا تصطدم أنفاسي بأنفاسه ولم أستطع التحكم في دهشتي، رأيته يبتسم بخفة ابتسامة لم تصل إلى عينيه وهمس:

- هذا صحيح، ولكنكِ تفتقرين إلى الخبرة التي أمتلك منها الكثير، آنسة.

ثم ابتعد وعاد للجلوس على الكرسي في مواجهتي، هذا اللعين تعمد أن يحرجني، كلما تقربت منه وجدته أكثر كائن مثير للأعصاب إلتقيته في حياتي، نهضت وأخذت مجلتي وقُلت قبل أن أغادر غاضبة:

- فلتحترق في الجحيم أيها الوغد!

وبينما أنا أقطع الطريق نحو الباب سمعته يقول:

- هذه ألطف أمنية سمعتها يومًا.

--

مستلقية فوق فراشي عاجزة عن النوم، الأفكار تهزني يمينًا ويسارًا، أو ربما هذا بسبب الرياح الباردة الآتية من النافذة التي تركتها مفتوحة، ربما هذا هو سبب رجفتي، ليس تذكري للمزيد من الذكريات التي جمعتنا سويًا في الماضي، بدأت أمزج بين الحاضر والماضي، فالأمس كنت آراه الزوج المستقبلي والعاشق الذي أُحسد عليه، اليوم أراه خائن حقير، لقد خانني عندما تخلى عني وهجرني، لا أفهم كيف للمرء أن يمل من الشخص الذي يعشقه، لقد أحببته وقد متيمة به حد الثمالة، لم أمل يومًا من أحاديثه الذي وصفها الجميع بالمملة ولم أتذمر حتى وإن شعرت بالملل منها في بعض الأحيان، لماذا لم يعاملني مثلما عاملته؟ لماذا في المجمل لا أحد يُعامَل مثلما يعامِل؟ لماذا دائمًا هناك فئة تأخذ وحسب؟، تأخذ حتى تشبع احتياجاتها ولا تعطي في المقابل؟، كيف يشعرون بالسلام في داخلهم؟، كيف ينامون كل ليلة وهم مدركون أن هناك أحدهم يتألم بسببهم؟، لماذا هذا الجشع المفرط؟، هل الاستبداد والسيطرة يعوض عن الفراغ الذي يشعرون به؟، هل سيطرتهم تشعرهم أنهم موجودون في الحياة؟، هل إيذائهم للغير يجعلهم لا يشعرون أنهم مهمشون؟

الكثير من التساؤلات التي لم تراودني يومًا تعصف بكياني الآن، ربنا لأني كنت في علاقة مع أحد هؤلاء البشر، ولكن هل يُمكن وصفي كضحية؟ لا أعلم ربما هذا مبالغ، وربما غير مبالغ، لا أعلم حقًا، بات التفكير في هذا الأمر يحيرني ويربكني، لا أعلم هل عليّ التقدم نحو التعافي من تلك العلاقة السامة أم عليّ أن أتراجع قليلًا وأعيش مع ذكرياتنا التي لا زالت تبعث الدفء في نفسي، الكثير من التشتت والكثير من الوقت لعلاجه، فأنا ليس لدي عمل ووالديّ أعطياني إجازة مفتوحة حتى أشعر أنني تحسنت قليلًا، لذا لا مانع من استكمال تساؤلاتي غدًا.

--

جلست أراقب ظلمة الليل بعد أن زارني الأرق، ذلك الضيف المزعج الذي يرافقني من وقت لآخر، قد تحتاج تلك الليلة لسيجارة، ولكني لن أضيع مالي وصحتي على شيء كهذا، عائلتي أولى بكل قرش قد أنفقه على أشياء كتلك، فماذا يفعل ذلك الشاب ليساعد في توفير المال لعائلة تتكون من ثمانية أفراد؟، رغم أني الأوسط بين إخوتي إلا أني أحببت أن أساهم وأساعد عائلتي على الأقل بإغنائهم عن الإنفاق عليّ، تبدو أحيانًا مهنة موظف الاستقبال في فندق عتيق كهذا مهنة لا توفر الكثير من المال، ولكنها توفر لي ما يكفيني والفائض يعود إلى عائلتي.

لطم الهواء وجهي ليخرجني من تلك الأفكار ويدخلني في أخرى أكثر رقة، ألن تكون ليلة كتلك مثالية إن قضيتها مع عشيقة حسناء؟ يرضيني أحيانًا هذا التخيل، رغم أني أعرف أنني لن أحب حدوثه في الواقع، فأنا لا أحبذ تلك العلاقات لأني لا ألتزم بكل الوعود التي أقطعها، ربما إن وقعت بالحب حقًا لن أخون وسألتزم بكل وعد أقطعه، ربما هذا ليس مؤكدًا، فربما أنا وغد بالفعل مثلما وصفتني تلك الفتاة صباحًا، ربما لن أكتفي بفتاة واحدة، ربما أكون شخص سام ووجوده مؤذي في حياة الجميع، هذه جميعها فرضيات لن تثبت صحتها إلا عندما أقع في الحب.

حاليًا كل ما أفعله هو العبث مع الفتيات، البعض اللواتي يردن عشق صيفي دون قيود، والأخريات التي أحاول مضايقتهن فقط بداعي التسلية، مثلما أفعل مع ضيفتنا الوحيدة، غير هذا أنا لا أريد أن أتعامل مع النساء لأي غرض، النساء الوحيدات اللواتي أتعامل مهن دون وجود غرض أو سبب يدفعني للتعامل معهن هن أمي وأخواتي، وتن يكفوني حتى الآن، عندما أحتاج لعشيقة وأشعر أنني أصبحت ناضجًا بما يكفي للإلتزام بالوعود سأبحث عن واحدة.

- والآن يا موظف الاستقبال البسيط، ألم يحن وقت النوم للنهوض بالعمل غدًا؟

سألت نفسي بصوت عالٍ نسبيًا وكأني أوجه سؤالي لشخص آخر غيري، ابتسمت بسخرية من نفسي الخرقاء ودلفت لغرفتي للنوم.

--

أنتابني الصداع طوال جلوسي بغرفة الطعام في إنتظار الفطور، لم أنم جيدًا بالأمس بسبب كل تلك التساؤلات التي ساورتني، لهذا أحضرت معي مسكن للصداع لأتناوله بعد الفطور والذي انتظرته للكثير من الوقت.

دلفت فتاة ترتدي قميص أبيض متسخ قليلًا وتحمل الطعام، وضعت الطعام أمامي وقد وضح توترها من يدها المرتجفة التي تحمل الصحون.

- أتمنى أن تنول الوجبة إعجابكِ.

همست بتوتر بينما لم أستطع نزع عيني عن البقعة المتسخة في قميصها، فابتسمت بحرج وقالت:

- كثيرًا ما يتسخ قميصي بالطعام أثناء الطهي.

- إذًا أنتِ الطاهية.

قُلت بنبرة لم تخلو من الدهشة، فقد بدت تلك الفتاة في عمري أو في عمر موظف الاستقبال كحد أقصى، أومأت تلك الفتاة فلم أمنع نفسي من التساؤل:

- لماذا فتاة صغيرة وموهوبة تعمل مع مكان شبه معزول كهذا؟ لماذا لا تستثمرين موهبتك في شيء يفيدك؟

- مالك الفندق يكون عمي وقد تولى تربيتي منذ الصغر، لهذا أحببت أن أساعده وأقدم له معروفًا فطلبت منه تولي مهنة الطاهي هنا.

ابتسامة خفيفة شقت فمي، خاصة بعد استماعي لطريقتها اللطيفة في التحدث عن عمها، فقُلت بأكثر نبرة لطيفة لدي:

- حسنًا يبدو أن عمكِ يحتفظ بطاهية محترفة هنا.

ابتسمت وبرقت عينيها بسعادة، جلست بعفوية - على ما أظن - أمامي وقالت بحماس:

- حقًا؟ هل يعجبكِ طعامي؟ هل هناك أي تعليق يمكنكِ إعطائي إياه؟

رفعت حاجبي بدهشة من قدرتها على التحدث بتلك السرعة وأجبت:

- إنه رائع، ليس لدي أي تعليق عليه.

لوحت الفتاة بذراعيها يمينًا ويسارًا مؤدية إحدى رقصت الانتصار خاصتها ربما وقالت:

- أنتِ من اليوم صديقتي.

- بتلك السرعة؟

ضربت الفتاة بيدها شيئًا خياليًا وقالت بلا مبالاة:

- أنا أثق بالبشر بسرعة البرق.

سألتها متعجبة من لا مبالاتها:

- ولم يوقعك هذا في المشكلة يومًا؟

كان شيئًا خياليًا بالفعل، أن أرى فتاة تثق بإحداهن أنها ستكون صديقة جيدة لمجرد أنها مدحت طعامها، بل كونها تعترف بأنها تثق في البشر بسرعة بكل أريحية يبدو كأكثر شيء خيالي سمعته.

- لا لم يوقعني، تعلمين لا ينجذب أحد لطاهية بسيطة في فندق عتيق، لست مادة جيدة ليستغل أحدهم نقطة ضعفي تلك ويوقعني في المتاعب.

- ولكنكِ لن تستمري على هذا المنوال، مؤكد ستقعين في المتاعب عاجلًا أو آجلًا.

قُلت مجادلة، لا أعلم لماذا ولكني وددت أن أقدم لها النصح بكافة السبل الممكنة، فربما لن تقع فيما وقعت فيه أنا في السابق، لا أريد أن أرى إحداهن لقمة سائغة منتظرة من يضعها بفمه ويمضغها بقسوة، فتلك الصفعة التي تلقيتها كانت مؤلمة بشدة، مؤلمة بدرجة جعلتني أنهار ولا أستطيع النهوض، بل أتعامل وأتحدث مع الحياة من العمق الذي سقطت به.

- آه لا تقلقي عزيزتي، ما زلت صغيرة على تلك الأمور.

قالت لتنتشلني من بؤرة أفكاري، كانت بريئة وحمقاء، مثلي، مؤكد أمها تحسن الظن بالجميع مثلما كنت أفعل أنا، وجدتني أردف بجمود لم أتعمد التحدث به:

- لقد كنت أقول نفس عبارتك تلك حتى تلقيت صفعة كادت تكسر فكي.

صمتت الفتاة للحظة وكأنها تبتلع عبارتي القاسية، حمحمت منظفة حلقها وابتسمت بحرج وقالت:

- ربما تكوني محقة.

ثم تابعت وهي تنهض:

- حسنًا لأترككِ تنعمين بفطوركِ الذي أفسدته عليكِ.

احترمت رغبتها في الهروب فلم أعلق على ما قالته، ولكنها قبل أن ترحل قالت:

- مانويل لن يعود سوى بالمساء، لهذا سأتولى مهمة النادل اليوم.

قطبت جبيني وسألت:

- من مانويل؟

نظرت لي بتعجب أقرب إلى البلاهة وأجابت:

- مانويل موظف الاستقبال، لقد تحدثتي معه كثيرًا لهذا ظننت أنك تعرفيه.

- لم أسأله عن اسمه قبلًا.

قلت فأومأت وتقدمت خطوة للأمام، ثم عادت وقالت مبتسمة:

- وبالمناسبة أنا أدعى كارين، لم تسأليني عن اسمي أيضًا.

ثم تركتني ورحلت لأتناول فطوري الذي برد بسبب حديثي معها.

--

في موعد الغداء أتت كارين مجددًا لغرفة الطعام، وضعت الغداء على طاولتي وجلست دون أن أسمح لها، وقالت:

- حسنًا لقد فكرت فيما قُلته صباحًا، واستنتجت شيئًا ما.

صمت منتظرة منها أن تكمل، يبدو أن جميع النساء يستخدمن لعبة بتر العبارات لجعل أحاديثهن مشوقة، وبالفعل بعد لحظة أو اثتنين تابعت:

- أنكِ خذلتِ.

تركت الشوكة التي كنت أحملها ونظرت لها بتعجب، قرأتني بسهولة وهي تعتبر عديمة الخبرة مثلي، في تلك اللحظة ذهب عقلي نحو مانويل الذي لديه الكثير من الخبرة - على حد قوله -، هل يعني هذا أنه قرأني بسرعة؟ أسرع من كارين حتى؟، كان هذا التخيل يشعرني بالضيق، لا أحب أن أكون مقروءة أو أن أجد شخصًا ما يستطيع قراءة أفكاري بسلاسة، وما زاد ضيقي هو حديثنا بالأمس الذي أثبت له كل ما شعر به، هذا مؤكد.

- بماذا شردتِ يا آنسة؟

استيقظت من شرودي وقُلت بلا وعي:

- شيء تحدثت مع مانويل عنه بالأمس.

أسندت كارين ذراعها على الطاولة وقالت بفضول:

- ما هو؟

قد يبدو هذا السؤال تطفلًا للبعض ولكني تمكنت من فهم الوحدة التي تعاني منها كارين، والتي فهمتها من إحدى عبارات مانويل المبهمة، فيبدو أن علاقتهما تقتصر على العمل فقط وليس هناك صداقة بينهما مما يجعلهما يشعران بالوحدة، لهذا ابتسمت بلطف وقُلت موضحة:

- لقد سألته عن الرجال عندما يخونون.

- أجل وماذا قال؟

أجبت وأنا أمضغ الطعام:

- قال أن الرجل الذي يخون لا يحب.

صمتت كارين للحظة، ثم أومأت باقتناع وقالت:

- ربما هو محق.

قُلت وأنا أقطع قطعة اللحم:

- هذا غريب، فأنا لم أقتنع بكلامه أبدًا.

قطبت كارين جبينها بتعجب وقالت:

- كيف لم تقتنعي؟

تنهدت بقوة وأجبت:

- لأني رأيت الحب والخيانة يجتمعان معًا قبلًا.

- لماذا تظنين أنه كان هناك حبًا من الأساس؟ لماذا لا يكون مانويل محقًا؟ فهو رجل ويعرف كيف يفكر الرجال.

شردت للحظة في إحتمالية حدوث هذا، هو لم يحبني، كان يتسلى فحسب ربما؟ كلا هذا ليس صحيحًا، هو أحبني، وخانني، خانني عندما تركني وتخلى عني، الحب والخيانة اجتمعا معًا، اجتمعا فيه، هذا ما عليّ تذكره، هذا ما عليّ أن أكرره على نفسي حتى تكون حقيقة واقعة لا يمكن طعنها.

استيقظت من شرودي وهززت رأسي بالنفي مجيبة:

- ما زلت لا أظن هذا.

أومأت كارين ونهضت قائلة:

- حسنًا، سأذهب الآن للإهتمام ببعض الأمور بدلًا عن مانويل وأترككِ تكملين غدائكِ.

رفعت نظري نحوها وسألت قبل أن ترحل مندفعة بسبب فضولي الذي لم أستطع مقاومته:

- أجل وددت لو أعرف إلى أين ذهب اليوم؟

توقفت كارين ونظرت لي بتعجب من سؤالي ربما وأجابت:

- يذهب في أول كل شهر لأقرب مدينة بها مصرف حتى يقوم بتحويل جزء من راتبه لعائلته.

أومأت لأدعها تذهب، وبالفعل ذهبت كارين لتتركني بين أفكاري، يساعد عائلته، تقليدي للغاية، أشهر أنني انتقلت للعيش في إحدى الروايات العاطفية التي كُتبت في الثمانينات والتي هويت قرأتها كثيرًا في وقت ما من حياتي، كانت معظم تلك الروايات بطلها رجل لاتيني عانى بالفقر في صغره وشبابه ويقوم بمساعدته عائلته التي تكون كبيرة بشكل مخيف، ثم يتحول في لحظة من شاب فقير إلى رجل ثري وسيم لديه الكثير من المعجبات، حقًا تقليدي، ولكنه جعلني أشتاق لقراءة هذا النوع من الروايات، والتي يذكرني شعره الفحمي وبشرته السمراء بالبطل الذي دائمًا ما يتحلى بملامح شرقية - كما يصفونها - خشنة، لهذا قررت بعد أن أنهي غدائي أن أصعد لغرفتي للبحث عن إحدى تلك الروايات التي أظن أنني وضعتها بين ثيابي بإهمال وأنا أحزم حقائبي.

 

يُتبع..