الفصل الثاني والعشرون - كما يحلو لي نسخة حصرية (النسخة القديمة)
رواية كما يحلو لي النسخة القديمة بقلم بتول طه
حصريًا لمدونة رواية وحكاية
الفصل الثاني والعشرون
تبعته وهي تتعجب
بداخلها ما الذي قد يُريده منها جعله يتوجه لغرفة مكتبه ولم يكسر الهدوء حولهما غير
صوت خطواتها الأنثوية، لم تشعر إلا بالخوف يملؤها مما هي مُقبلة عليه فلقد بات
يرهبها مجرد التفكير في أفعاله ومما قد يُريده ومما قد يقوله بينما هو لم يُغضبه إلا
كيف ستراه بعد أن يدعها ترى كيف يتم الأمر.
توجه لغرفة
مكتبه ولم تمكث بها كثيرًا منذ زواجهما ولكن أثارت إعجابها حيث ترتيبها والأثاث الموضوع
بداخلها بشكل عصري، وأحست ببرودة غريبة تسيطر عليها بالرغم من أن بالخارج البرودة كانت
أكبر!
وجدته يخـ
ـ ــلع سترته فانتظرت متابعة إياه بعسليتيها وبداخلها ينمو فضولًا جديدًا بما تركه
بكلماته مُجبرًا عقلها أن يسبح بطيات تشتيته ولاحظته يشير لها لتجلس على أحد الكراسي
أمام مكتبه ففعلت وظلت تتابعه بنظرها وهو يتوجه خلف مكتبه ثم جلس على كرسيه ليقابلها
لها ليكسر صوته الصمت حولهما وهو يخبرها بنبرة آمرة:
- اجلسي...
تنهدت وهي تتوجه
لِوَاحِد من المقاعد وجلست منتظرة إياه فتابعته وهو يُشمر أكمام قميصه القطني الأسود
غير الرسمي ثم توجه ليُشعل غليونه بتريث مما ضرب أفكارها لتتدافع ولم يسعها
الانتظار فسألته محاولة أن تتغلب على فضولها وحاولت أن تترك التلقائية لتتضح بصوتها
المتسائل:
- ما الذي سنفعله،
أو ما الذي سنتحدث بشأنه؟
تكومت شفـ
ــ ــتاه إلى إحدى الجوانب وهو يستنشق من غليونه ذاهبًا لِوَاحِد من أدراج مكتبه وعسليتيها
الفضوليتين تتابعانه بينما وجدته يُخرج عدة أوراق مُغلفة داخل ملف ويبدو أنها أوراق
كثيرة لتنظر نحوها بتعجب ووجدته يتجه نحوها مُلقيًا بالأوراق أمامها بطريقة جعلت كتفيها
ترتجف لجزء من الثانية بينما جلس أمامها واضعًا كاحله الأيمن على ركبته اليُسرى متفوهًا
بنبرة آمرة من جديد:
- اقرئي...
ووقعي!!
رمقته
بابتسامة وملامح وجهها يُغلفها الاستغراب ثم تذكرت أنه ذكر شيئًا ما عن اتفاق كتابي
فامتدت يدها لتُمسك بهذه الأوراق على مُكث بينما استمعت له وهو يتحدث بنفس اللهجة
الآمرة:
- ولكن قبل قراءتك
استمعي للتالي... أولاً، يجب عليك العلم بأن كل كلامنا منذ قليل لم يكن سوى بيني وبينك
بسرية تامة، ليس لكِ الحق بالإفصاح عنه وكذلك أنا، ثانياً، أن كل ما ستريه الآن ليس
له شكل قانوني موثق، بمعنى، نحن سنتفق فقط على ما ستشعرين معه بالراحة وما سترفضينه...
حدق بها لبرهة
ليرى أثر كلماته عليها فظهر عليها التوتر الذي يعلم أنه سيُلاقيه منها ومُقلتيها متوجستين
ولكنه أكمل:
- هناك بعض البنود
إلزامية وليس لكِ يد بأن تغيريها أو تعد...
انفرج ثغرها
وعينيها بدأت تتنقل بفضول بأولى تلك الكلمات التي لا تُمثل سوى العناوين لتقول
باندهاش:
- كيف لك أن...
قاطع مقاطعتها
له بنبرة غلفها القسوة مُحذرًا:
- إياك ومقاطعتي...
كما أنكِ بدأتِ بالقراءة قبل أن اسمح لكي أن تفعلي...
ابتلعت بوجل
وهي تنظر له ثم تدارك فعلته وحاول ألا يخيفها فهو يحتاج لموافقتها على الكثير من الأمور
وقراءتها لهذه التفاصيل ستُمهد له القادم معها:
- تلك البنود
إلزامية لي ولكِ... علينا الالتزام بها معًا، المسيطر هو أنا، أو هذا ما يمثلني في
الاتفاقية، الخاضعة هو أنتي، ستميزين بسهولة بين الاختياري والإجباري في هذه الاتفاقية،
ولكن أهم من هذا كله، إن لم تثقي بي، وإن لم أبادلك تلك الثقة، فلا داعي لتوقيعها
من الأساس...
نهض مبتعدًا
واضعًا إحدى يديه بجيبه وأخذ يجوب الغرفة بهدوء مستنشقًا من غليونه ورجولته الطاغية
تمثل هالة حوله، ولكن بداخله أوشكت تلك الرجولة على أن تتحطم أمام أنوثتها العاتية
التي لا ترأف به، فمظهرها لم يفشل ولو لمرة في أن يُحرضه على أن يمـ ــ ــزق هذا القماش
الرقيق الذي يفصل جـ ــ ــسدها عنه وهو بالكاد يُسيطر على نفسه منذ بدايتهما لتناول
العشاء.
قاطع صوته
الصمت الذي غرقت هي به ولا تُصدق ما تقرأه بعينيها ولكنه سيطر كذلك على أفكارها بكلماته:
- ربما قد تتساءلين لماذا إذن
هناك اتفاقية وبنود طالما أنها ليست قانونية، سأخبرك حتى لا يدفعك عقلك للتساؤل
أكثر..
نظر لها
وقد تأكد أن هذا السؤال كانت ستسأله عاجلًا أم آجلًا خاصة بعد نظرة الاندهاش التي
علتها فجأة فزفر مُكملًا حديثه:
- هذه الاتفاقية تضمن لكِ حدود ما قد أقوم به، ما سيعجبك
ومالا تقبلينه، يضمن لنا أن نتشارك الصدق والصراحة في علاقتنا ببعضنا البعض، خاصة
العلاقة الجــ ــنسية بيننا..
وما إن نطق بها حتى خجلت وطأطأت رأسها فهي لا تُصدق أن
علاقتهما الحميمة ستُحددها بضعة كلمات مطبوعة على أوراق بيضاء ليحاول تكرار كلماته
علها تُخلصها من خجلها:
- ليس هناك ما يُخجل روان، لقد أصبحتِ امرأة الآن، وما حدث ليلة أمس يبرهن أنكِ كنـ...
توسلت
لتقاطعه كي لا تخجل أكثر وقد تحول وجهها لقطعة من الجمر ليلعن نفسه بداخله آلاف
المرات فهي تبدو شهية بطريقة تجعله يريد الهرولة نحوها وليحترق
هذا العقد بالجحيم:
- أرجوك توقف، لا تتحدث بالمزيد من التفاصيل بصوتٍ مسموعٍ
هكذا..
علت شـ ــ ــفتاه ابتسامة ماكرة ثم تكلم باعتدال دون
قسوة أو نبرة مُلقية للتعليمات:
- حسناً..
ولكنك سترين أنه لا يجب أن تخجلي مني بعد اليوم
حمحمت ثم نظرت له بارتباك لمدة فحدق بعينيها مبادلًا
اياها النظرات ثم سرعان ما تفوه آمرًا وناقض نبرته الأولى:
- ابدئي.. وأُفضل أن استمع لصوتك..
❈-❈-❈
بدأت في القراءة هذه المرة بتمعن وأول كلمات بصفحته الأولى
دفعتها لتتجمد مكانها مما وقعت عيناها عليه في ذهول لتقرأ بصدمة:
- هذا العقد بمثابة وثيقة ملزمة بين طرفين، الطرف
الأول، المُشار له ب "المُسيطر" في هذه الاتفاقية، والطرف الثاني المشار
له ب "الخاضعة"... إقرار من الطرفين قائم على المساواة والتفاهم. إن كسر
هذا العقد من قبل أي من الطرفين سيؤدي إلى الإنهاء الدائم للعقد وللطرف الآخر آخذ ما
يلزم تجاه الجاني كما تم الاتفاق عليه مُسبقًا من قبل الطرفين عند توقيع هذا
العقد.
نظرت له بدهشة لترى عينيه مثبتتين عليها وتكاد نظراته الثاقبة
تخترقها مما وترها أكثر ثم استكملت القراءة لتجد توقيع الطرف الأول وكذلك للطرف
الثاني وتاريخ بداية ونهاية العقد لتتساءل باستنكار:
- كيف
نحدد نهاية العقد؟؟ هل... هذا... يعني إنهاء زواجنا؟
أجابها وهو يغلق عيناه بغضب من تأثيرها عليه فلا يُفكر إلا
في معاشرتها بعنف كما لم يفعل من قبل صاعدًا بها إلى الغرفة بعد أن يُقيدها، ليلعن
بداخله مرارًا على اندفاعه الذي لا يتوانى عنه معها، لقد كان عليه أن يتريث قبل أن
يخبرها بأن تقرأه وتوقع عليه، ولكن ما لم يكن بحسبانه أنها زوجته وليست مجرد امرأة
سيتركها بعد مدة:
- ليس علينا أن نضع تاريخ نهاية له الآن قد نتركه قائمًا
دون وضع نهاية له... أو لنا أن نجدده كل عدة سنوات أو أشهر...
قلبت أول صفحة لتقرأ أغرب ما قد تقع عليه عيناها على الإطلاق
ولم تستطع النطق بها:
"جميع البنود الواردة في هذا الجزء تخص الجانب المُسيطر
(عمر يزيد أكمل الجندي) من العقد ويجب أن تتبع دون أي مخالفة من قِبَل المسيطر أو تهاون
وللخاضعة أن توافق عليها كاملة"
تعجبت لوهلة لما يُفرض على نفسه مثل هذه الأشياء خاصةً وأن
اسمه مطبوع بجانب كلمة المُسيطر منذ بدئها في قراءة هذه الاتفاقية الغريبة؟!
هبطت بعينيها لتجد ما لا تتصور أنه موجود حَقًّا كشروط وكالتزام
منصوص ليُنبهها من صمتها:
- أريد سماعكِ روان، اقرئي بصوتٍ مسموع...
اشرأبت عسليتيها له تتفقده بتعجب ثم بدأت في القراءة بصوتٍ
مهتز:
- المسيطر يجب عليه أن يكون مسؤولاً عن أمان الخاضعة مع
مراقبة السلامة الجسدية والعقلية بكل وقت، كما يجب أن يضع المسيطر جميع تدابير الأمان
لسلامة الخاضعة.
- المسيطر مسؤول عن صحة الخاضعة مسؤولية تامة مع مراقبة
الصحة الجسدية والعقلية بشكل دائم، كما للمسيطر أن يحدد ترتيبات زيارات الأطباء (لضمان
الصحة الجسدية والعقلية) كما يراه مناسب حتى ولو لم تقبله الخاضعة.
- المسيطر مسؤول عن جميع قرارات واختيارات الخاضعة
في الحياة (الخاصة أو العامة)
توقفت من تلقاء نفسها، فكل ما قرأته قبل هذا ولو كان سيتحكم
في أمانها وصحتها ولكنها منطقية نوعًا ما ولكن ما إن وقعت عيناها على هذا حتى بدأت
في الغضب والتعجب فظهرت عقدة حاجباها وملامحها الغاضبة ليلاحظها عُمر وبدأ صبره في
النفاذ لردة فعلها تلك فسرعان ما نبهها زاجرًا:
- صوتكِ روان، لماذا اختفى؟
نظرت له أمامها بغيظٍ شديد ولوهلة شعرت وكأنما جــ ــ
ــسدها وعلا قتها نفسها معه كسلعة تُباع وتشترى ليكتسب صوتها حدةٍ شديدة وقرأت بصوتٍ
مرتفع نِسْبِيًّا:
- ليس مسموحا للخاضعة أن تقرر دون استشارة
المسيطر.
- يجب التأكد من قبل المسيطر أن القرارات لن تضره أو الخاضعة
بأي شكل سلبي.
- نتيجة أي قرار غير مناسب من قِبَل الخاضعة يتخذ المسيطر
العقاب اللازم من وجهة نظره كما تم الاتفاق عليه بين الطرف الأول والطرف اَلثَّانِي.
- قرارات المسيطر يجب أن تكون مناسبة للخاضعة.
ضحكت هاكمة باستهزاء جارف وهي ترمقه قائلة:
- ما هذا الهراء
ألقت ما بيديها على سطح المكتب الخاص به أمامها ونهضت
بمنتهى الغضب وحدثته باستنكار:
- أهذا
يعني أنني لن أتخذ قراراتي بنفسي متى شئت؟ هل علي حقا أن أستشيرك بكل شيء؟ هذا لا
يُعقل!!
اتجهت في طريقها نحو الخارج أوشكت على
المغادرة ليوقفها متسائلًا بمنتهى الهدوء والبرود ولم يغب عن نبرته الجفاء:
- إلى أين أنتِ ذاهبة؟
التفتت له
مندهشة من سؤاله وكأن كل ما قرأته هذا ليس بكافٍ كإجابة مقنعة عن سؤاله اللعين
وتكلمت بغضب:
- لن أوقع على مثل هذا أبدًا.. ولن أقبـ..
نصف
ابتسامة تكومت على أركان فمه وقاطعها عابثًا بسبابته ببعض شعيرات لحيته
النامية:
- سنرى ما الشروط غير المناسبة وسنتناقش
عنها.. هيا عودي، اجلسي وتابعي القراءة..
تعجبت من
نبرته الهادئة والعجرفة التي بدا بها ولم تصدق أنه يبدو كمن يمُن عليها بالتفاوض
فجلست على حنق وتعالت أنفاسها الغاضبة وعكست قدميها بمنتهى الزهو والأنوثة وأكملت
بصوت عالٍ وبأسلوب ركيك لتستفزه مثل ما فعلت بها تلك الكلمات:
- المسيطر
مسؤول عن تدريب الخاضعة.
- يجب
على المسيطر ضمان إنشاء جدول التدريب وتحديثه بانتظام.
- لا
ينبغي استخدام أساليب التدريب القاسية على الخاضعة إلا لو وافقت هي على ذلك.
- التدريب
القاسي يجب ألا يترك ضرر بدني أو عقلي دائم على الخاضعة في أي وقت.
- يجب
تسجيل التدريب ومراقبته على أساس منتظم.
ضحكت مستهزءة ثم قالت بغيظ:
- بالطبع،
وما الذي ستتغاضى عنه، حتى هذا تذكرت أن تذكره في عقدك السخيف، أم هذه الإتفاقية،
أو لنسميها عقد التفاهة اللازم للتراهات.. ما رأيك بهذا الإسم!
منعت نفسها بأعجوبة أن تقطع كل تلك
الأوراق لتنثرها بوجهه لتجده يهمس مُحذرًا بتوعد:
- احذري
طريقتك تلك معي، لن يأتِ من ورائها خير!
رفعت حاجبيها بمحاكاة لنبرته
الهامسة منذ قليل لتهمس مثله بنفس طريقته:
- وكأنما
سيأتي الخير من توقيع صك عبوديتي بنفسي
ضحكت بمزيد من الاستهزاء ثم أكملت
بصوتٍ مسموع ولم تغفل على أن تُعلق بنفسها على كل ما تقرأه:
- يجب
أن يتأكد المسيطر من كتابة الخاضعة لمذكراتها يوميًا. والذي
يبدو لي جنون تام فأنا بالكاد أستطيع
إنجاز
عملي!!
- المسيطر
لا يستطيع أن يُعاقب الخاضعة بأي شكل من الأشكال على عدم كتابة مذكراتها في أي وقت
وليس هناك عقاب أياً كان ما ستذكره. يا
له من كرم منك! كيف تسمح بهذا، ألن يكون هناك عقابًا.. يا لك من رقيق القلب..
نطقت بجملتها الأخيرة باستخفاف به
وهي ترمقه بطرف عينيها بينما هو يُعيد تعبئة غليونه بالمزيد من التبغ ولكنها أكملت
علها ترى أين ومتى ستنتهي هذه السخافة:
- للمسيطر أن يقرر ما يراه مناسب إذا ثبت عدم صحة الخاضعة العقلية.
- يجب أن يقرأ المسيطر مذكرات الخاضعة بشكل يومي لضمان سلامتها العقلية.
لم تستطع أن تمنع نفسها وضحكت ضحكة
رنانة ليكور قبضتيه
بغضب لكل هذا الاستهزاء الذي تقابله به وكادت إحدى يديه أن تهشم غليونه وتكلمت بين ضحكاتها:
- أحقًا؟! هل هناك من الأساس احتمال أن تكون شريكتك مجنونة أو بها اختلالا عقليا؟! أظن أن من وضع هذه
الشروط هو الذي يُعاني من خلل عقلي بكل ما تحمله الكلمة من معنى!
قلبت عينيها بمزيدٍ من الاستهزاء
وكم تمنت أن يكون هو من كتب كل حرف بهذا العقد السخيف وهي تهزأ من كل حرف أمامها ولكنها تابعت
عبر الصفحات:
- المُسيطر مسؤول عن جميع الاحتياجات الغذائية للخاضعة، وسيضمن لها اتباع
نظاما
غذائيا
صارما
وصحيا،
كما أن ممارسة الرياضة ستتوافق مع شروط النظام الغذائي للخاضعة.
توقفت واضعة يدها على صــ ـــ ــدرها
وتحولت ملامحها للتعاطف الزائف وقالت:
- يا
له من اهتمام!! حقًا لا أُصدق كم أنت لطيف، أتود أن تعرف أيضًا كم مرة تصيبني
الحكة وأدعك تقرر هل
أحك جـ ــ ــسدي أم لا؟!
تعالت نبرتها كلما اقتربت من نهاية
إكمالها لجملتها بكل سخرية لترى فكيه
أوشكا على الخروج من جانبي وجهه وبالكاد أخبرها وهو يتمالك أعصابه ألا ينهض
ويذيقها أشد عقابًا قد تتعرض له بحياتها، كما حاول أن يذكر نفسه بأنه يريد أن يبدأ
من جديد معها فعليه أن يتريث أكثر حتى يصلا لاتفاق فيما بينهما:
- روان.. تذكري أنني احذرك للمرة الثانية، لن أتهاون فيما يصدر من
تصرفاتك تلك.. كما أننا كان لدينا اتفاقًا وأتذكر جيدًا أنني لم اتحدث لكِ بهذه
الطريقة المستهزئة!
لم تُلق له إلا بنظرة حادة غاضبة
أثارت غضبه أكثر بينما قلبت الصفحة وأكملت القراءة بصوتٍ عالٍ مُبيتة النية أن يتثنى لها الاستخفاف بهذه الوثيقة
السخيفة أكثر:
- يجب على المسيطر ضمان أن كلمة الأمان يتم الاتفاق عليها من أجل
الخاضعة ولا تنطبق كلمات مثل (توقف - يكفي - وما يشابهها أو بنفس معناها).
- يجب
على المُسيطر احترام كلمة الأمان الخاصة بالخاضعة.
- السماح
التام للخاضعة أن تستخدم هذه الكلمة التي تمت باختيارها في أوقات عقابها و
الممارسة الجنــ ـــ ـــسية.
توقفت ثم توسعت عيناها بصدمة عند
إدراكها أنها قرأت هذه الكلمة بصوت عالٍ وتحول وجهها ليبدو وكأنه قاع الجحيم ثم حمحمت بتوتر وأكملت
بهدوء نسبي بنبرتها:
- عند
استخدام هذه الكلمة من قِبَل الخاضعة يجب على المُسيطر التوقف فورًا عن المتابعة
بالعقاب أو أي نشاط جنـ ــ ــسي
سكتت لبرهة محاولة استيعاب كل ما
قرأته إلى
الآن وابتلعت بصعوبة لتتابع بنظرها وهي تقرأ بصوتٍ مسموع:
- المُسيطر لن يستخدم الحدود الصعبة
كعقاب إلا إذا تم الاتفاق على ذلك بين الطرفين.
- يجب
أن يحترم المسيطر كل الحدود الصعبة التي تم الاتفاق عليها وإقرارها من قبل الخاضعة.
- على المسيطر أن يراقب كل الأنشطة والحدود الصعبة عند الممارسات في جميع
الأوقات.
تمتمت بما تقرأ وتحول غضبها لحزن
ممزوج بالخوف من مجرد تخيل ما اختبرته سابقًا معه بهذه الغرفة، ثم أصرت بفضولها
واندفاعها أن تُكمل بنبرة مسموعة في محاولة منها أن تتحكم بما تشعر به:
- المسيطر
هو المسؤول عن العقاب أياً كان شكله، وتكراره، وكميته.
- سيتم
معاقبة الخاضعة في كل مرة تستحق العقاب بشكل مناسب ومتناغم ومتغير.
- يجب
ألا يعاقب المسيطر الخاضعة إلا عندما تستحق العقاب فقط.
- يجب
على المسيطر أن يوضح للخاضعة سبب عقابها مع التأكد على عدم تكراره مرة أخرى عند
تنفيذ العقاب.
- الحصول
من الخاضعة على إقرار (لفظي - معنوي) بأنها لن تكرر ما أدى إلي عقوبتها وإذا تم
تكراره مرة أخرى سيتكرر عقاب أشد من سابقه.
توقفت بينما بدأت تدمع عيناها
رغمًا عنها، ليتعالى غضبه تجاه بكاءها
وكأنه أخطأ بشيء ما، أحقًا أبكتها
تلك الكلمات؟! هو لا يُصدق وبالكاد سيطر على نفسه بعد أن تعالت أنفاسه الغاضبة
ليستنشق المزيد من غليونه وشرع في تدخينه بغضب بينما خلل صوتها الصمت مرة ثانية
ولكن نبرتها تأخذ في التغير:
- المسيطر
مسؤولً
عن المكافآت.
- ستتم
مكافأة
الخاضعة في كل مرة تستحق المكافآة بشكل مناسب ومتناغم ومتغير.
- يجب
ألا يكافئ المسيطر الخاضعة إلا عندما تستحق المكافآة فقط.
قرأت وهي تتنقل بين الصفحات بينما
تهاوت دموعها على الأوراق ثم صمتت وطأطأت رأسها وهي تحاول تبين الكلمات من بين
دموعها المتكومة الحاجبة لمُقلتيها:
- ليس
للمُسيطر أن يتخذ إلا خاضعة واحدة فقط في نفس الوقت ولا يجوز له أن يمارس أي أنشطة
جنسية أو جسدية غير مع الخاضعة نفسها.
تعالى
نحيبها ليصل هو لأقصى درجات التحمل التي لديه، لم يستطع أن يراها تبكي من مجرد بعض
الشروط.. ردة فعلها تُشتت عقله وتفكيره، إذا كانت تبكي الآن، ماذا ستفعل عندما
ستواجه كل هذا بالفعل فآمرها بحدة:
- توقفي..
توجه إليها
وجذبها من يدها بعنف أيضًا لتنهض وأوشكت أن تتحدث ولكنه أوقفها بقـ ـ ــبلة لم
تتلاقى شـ ــ ــفاههما بها من قبل، لا تفهم ما الدافع لها، ولم يُدرك هو ما كان
يفعله ولا ما الذي دفعه لفعلها..
كانت تحمل
الكثير من المعاني، نعم، قبـ ــ ــلته يوجد بها عنـ ـ ـف وقـ ــ ــسوة ولكن ليست
تجاهها هي، ليس لأنه غاضب منها، تشعر وكأنه يواسيها بتلك القُبلة على حقيقته، على
تحكمه بها، على فرض كل تلك الشروط اللانهائية.
أخذ يُعمق قبـ ــ ــلته أكثر ويدفعها للخلف
حتى استقر ظهرها على حائط خلفها، استكشف فمها بأكمله، سمحت له بأن يجوب لسانه في
استكشافه بدون أي اعتراض فهي لا تزال تُعاني من أثر تلك الصدمة التي عصفت
بعقلها مما قرأته..
شعرت
بأنفاسه التي استنشقت عبيرها، أراحت يدها على صدره لتشعر بتلك الخفقات توشك على أن
تخرج قلبه عن جسده، احتاجت أن تتنفس فقد طالت القبلة أكثر مما توقعت فابتعد عنها
عندما شعر بذلك ثم نظر إليها بر غبة جا محة عاقدًا جبينه ليهمس أمام شـ ــ ــفتيها:
- لقد امتلـ ــكتك روان منذ أن وقعتي على عقد زواجنا، أنا وحدي
من أملكك، فقط أريد أن نبدأ من جديد حتى يكون كل شيء واضحا لكِ ولا تندهشين عندما تريه وتختبريته بنفسك، أريد الأمر برضائك، لذا، ستُكملين القراءة وستوقعين بعد أن نُعدل ما لا تقبليه..
عاد ليلـ ـ
ــتهم شـ ــ ــفتيها مرة أخرى بعـ ــنف ممتزج بشـ ـ ــبق غريب لأن يذ وقها
واعتـ ــ ــصر خـ ــ ــصرها بقبضتيه ولم تدرك هي كيف تقابل مثل تلك القبـ ــ ــلة
العنـ ــ ــيفة، ليس لديها الخبرة لتفعلها، ليس لديها حتى القدرة على أن تقابل
مثلها، لا تملك من الأمر شيئًا إلا أن تقبل وتذعن له بكل قبلة تختبرها معه..
وكأنما قبـ
ــ ــلته الآن تذكرها بأنها ليس أمامها اختيار إلا أن تكون خاضعته، شعرت بحقيقة ما
قال، قبـ ــ ــلته لم تدل إلا على الامتلاك الواضح لها، شعورها بأصا بعه تكاد
تخترق ضلوعها تؤكد مدى مصداقيته فيما قاله منذ البداية، تؤكد كل كلمة قرأتها
بالعقد، تبرهن سيطرته عليها منذ أن وطأت قدماها منزله وبهذه اللحظة تحديدًا علمت
أنها مساومة، ماضيه وحياته أمام تقبلها لكل ما يُريده..
ابتعد عنها
ليلتقطا أنفاسهما من شدة تلك القُـ ــ ــبلة وجمو حها وحدق عينيها بعينه المظلمة
ونظرته التي لا تحتمل النقاش ثم همس سامحًا أن تلفح أنفاسه الساخنة وجهها:
- أريدك أن تختبري كل شيء معي، لو فقط توقعين على هذا العقد سترين كم المتعة التي لم تتخيليها من قبل، وأنا أعلم كل ما تقبلينه وكل ما لا توافقين عليه، الأمر سيكون أسهل بكثير..
نظرت له
بقلة حيلة في تضارب بين رؤيتها لتلك الكلمات التي لا تعبر سوى عن الجنون وبين تلك
المشاعر التي تتحكم بها كلما اقترب منها فهمست له:
- عُمر.. أنت تؤثر علي هكذا، أنت لا تتفاوض بعدل، أنت.
سكتت متأوهة عندما لفحت أنفاسه عنقها وبدأ يوزع تلك القُـ ــ ــبلات
التي تؤجج شبـ ــ ــقها لتجده يتحدث بلهاثٍ وتحركات شـ ــ ــفتيه تنطبع على ما ظهر من ثيا بها:
- كيف هو تأثيري عليكِ روان؟
ارتفع بجانب
أُذنها محيطًا اياها بخبثٍ هيمن عليها دافعًا القشعريرة لتسري بجـ ــ ــسدها
لتهمهم باستمتاع وتوصد عينيها ليُمطر عنقها قُبــ ــ ــلاً عنــ ــ ــيفة ولكن
تأثيرها قد أفقدها القدرة على التفكير، حتى أفقدها القدرة على الشعور بأي شيء آخر
عدا ذلك الإلحاح الفطري منها بالر غبة أن يسكت عن الحديث ويُكمل ما يفعله بها..
- أجيبي، كيف هو تأثيري عليكِ؟
أتاها صوته مرة ثانية هامساً بأذنها الأخرى
وهي لا تُصدق أنه يسألها هذا الآن بل ويريدها أن تُجيب في مثل هذه الحالة لتتلعثم بأنفاس
ملتهبة ولم تدري ما الذي عليها قوله ولم تتبين ما تتفوه به:
- ممم.. أنت.. تـ.. كل ما تفعله يجعلني أريدك.. و..
يبعدني كل البعد بأن أفكر بمنطقية.. و.. و..
توقفت ما
إن شعرت بيــ ــ ــديه قد وجدت طريقها لمضاعفة اثا رتها اسفل ثيا بها ولا تعلم متى
وكيف حدث ذلك لتصرخ فجأة:
- عمر.. يكفي.. توقف أرجوك.. لا استطيع التحدث وفعل هذا
بآنٍ واحد
لم يستجب
لإرادتها وابتسم بغرور ونظر لها بنظرة لعوب وقد تورد وجهها نتيجة لما يفعله بها ثم
التهم شـ ــ ــفتيها التي خلبت عقله عند قراءتها للعقد أمامه، وترك لتلك الإثا رة التي لم يشعر بها
من قبل أمام امرأة أخرى أن تستحوذ عليه .. لم يظن أن قراءة العقد بهذا الشكل
ستنتهي بشكل مُثـ ــ ــير للغاية..
بدأ في أن
يُسرع بحركات يـ ــ ــديه كما اشتد عنفه لها متذ وقًا ثغرها الوردي لتجد نفسها
تصرخ بين قبـ ــ ــلتهما لا تدري من شدة شبـ ــ ــقها أم من قسوة قبلته والألم الناتج عنها ولكنه لم يتوقف، أسرع أكثر حتى تمسكت
بذراعيه وشعرت أن قدميها لن يستطيعا حملها بعد الآن، ليقاطع ذلك الشعور الذي تُحلق
به بتساؤل منه:
- ماذا تريدين؟
تفقدته
بأعين نصف واعية لتجد أن تلك النظرة اللعوب بعينيه قد اختفت وأصبحت مظلمة بشكل
مخيف لتحبط عندما ابتعد عنها ثم نظر لها ليفترس بعينيه كل قوا مها وكأنما نظراته
واحدة كفيلة بأن تؤثر على كل إنش به.. شلالات من الر غبة تتدفق من عينيه بشكل يخيفها، بالرغم من أن نظراته تجعلها
تشعر وكأنما تملك أنوثة لا تملكها امرأة أخرى سواها ولكن عينيه بهما تلك الظلمة التي تؤجج الرعب بقلبها.
صاح بنبرة
عالية كمن ينهرها:
- أجيبي روان!
صياحه بها
كان بشكل أخافها حقًا ولكنه لم يكن سوى من غضبه الذي ينمو بداخله على شدة ارادته
لها التي لا تندثر أبدًا ورطبت شـ ــ ــفتيها ثم أجابته مُبتلعة بوجلٍ:
- أريدك..
- ماذا تريدين أن أفعل بك؟
سألها
مبتسمًا بزهو وعيناه لم تفارق عيناها ليتورد وجهها أكثر وتطأطئ رأسها أكثر ليصرخ بها:
- اللعنة على عنادك، فلتخبريني ماذا تريدين، انطقي بها،
كفِ عن خجلك..
رأت ملامح الغضب الممتزجة بتلك الظلمة وأوشكت على البكاء
من مجرد ملاحظتها لتحول وجهه من الابتسامة والر غبة لتلك الملامح المُفزعة لينفذ
صبره مُهشمًا فكيه بعنف وتحدث مُحذرًا من بين اسنانه:
- أمامك دقيقة واحدة، إما تنطقي بما تريدين وأعدك أن أكون
لطيفًا قدر استطاعتي، او، لا تنطقي بشيء وتدعيني أفعل ما يحلو لي.. وأعدك أنه
سيكون بتلك الغرفة التي ترفضين التواجد بها، الاختيار لكِ
أخبرها وهو
يعلم جيداً أنه يضيق عليها الخناق ويحدد اختياراتها ولكنها قد أثـ ـارته ولن يمر
هذا مرور الكرام، لقد استخفت واستهزأت به، لقد سخرت من شروطه، نعم هو يريد البداء
من جديد ولكنه صمم بداخله أن يريها عقاب هذا والآن، وليذهب توقيعها للجحيم!
ظلت تنظر
له، لم تتوقع ما قاله أبدًا، كيف يجبرها على هذا؟ تآكلها الغضب وكبرياءها لم يسمح
لها بأن تنطق بما أراد وتمالكت رباطة جأشها لتواجهه بشجاعة تاركة تلك الر غبة
لتغادر جـ ــ ــسدها:
- لن أفعل أيًا منهما..
توجهت
لتذهب لغرفتها ولكنه تبعها وأوشكت على تسلق أول درجة بالسلم ولكن صوته المُحذر
أوقفها:
- إلى الآن أحاول ألا أكون عنيفاً معكِ ولكن أنتِ لا تساعديني
لذا، لديك الاختيار مرة أخرى، إما هنا على هذا الدرج أو بالأعلى في غرفة المتعة،
الاختيار لكِ
التفتت
لتنظر إليه ووجدته واقفًا بمنتهى الزهو والكبرياء، يداه بجيبي بنطاله ينظر لها بتسلط هائل ثم ارتفع حاجبها الأيسر كردة فعل تلقائية لطريقته المتحكمة التي يواجهها بها:
- أتقصد غرفة العذاب التي كدت أن تغــ ــ ــتصبني بها؟ أم
تقصد على هذا الدرج وكأنك تعا شر فتاة اتيت بها من أحد الشوارع!
تريثت
لبرهة وتحدثت بملامح جعلت دمائه تغلي:
- لا هذا ولا ذاك.. وشكرًا لكرمك بإعطائي الكثير من الاختيارات
❈-❈-❈
أخبرته
بجملتها الأخيرة بنبرة هاكمة ثم أكملت الصعود لغرفتها وسمعت خطواته تتوجه في اتجاه
آخر ثم توجه للدرج خلفها فكادت أن تُسرع ولكنه كان أسرع منها وجذب خـ ــ ـصرها
لتشعر وكأنها تسقط ولكنه أحكم قبضتاه جيدًا عليها وأخبرها بأنفاس متعالية انعكـ ــ
ــست بجانب أذنها ولم تخل نبرته من التوعد:
- سأريك كيف تشكرينني وتفعلين ما آمرتك به روان.. ستوقعين العقد اللعين.. وستنطقين بكل ما أريد، أليس أنتِ من بدأت الأمر بيننا.. لقد
وافقت لكِ على كل شيء والآن حان دورك أن توقعي ولاحقًا سنذهب للغرفة، ولكن اتركيني
أبين لكِ كيف سيكون أول عقاب لكِ
لاحظت أنه قد ألقى بشيء ما على الدرج وبلمح البصر حملها
ونزل مرة أخرى ليقفا بالأسفل جانب الدرج حيث اصبحت حافته فوق رأسها تمامًا ونظرت
له بخوف بينما لاحظت نصف الابتسامة التي جعلت ملامحه مرعبة مع ضعف الضوء حولهما
كانت أجواء مهيئة كي تثير بقلبها الريبة.
رمقته دون
تصديق وهي لا تُصدق أنه ينقض عهده معها وهمست متسائلة:
- ماذا ستفعل؟ هل..
ابتلعت تلك
الغصة بحلقها كي لا تبكي وتابعت بلومٍ شديد انهمر من عينيها:
- هل ستعيد محاولة اغتـ ــ ــصابي مرة أخرى؟ أهذا ما
تقصده بعقابي؟
امتلأت عينيها بالدموع لتسمع ضحكته تدوي عاليًا لتنهمر
احدى دموعها من ردة فعله ليتنهد هو براحة وهو يراها تبكي ثم اجابها:
- العكـ ــ ــس تمامًا، اليوم ستعلمين أن العقاب ليس به
سوى المُتعة الخالصة!
هدأت آثار
ضحكته ثم دفعها ليستقر ظهرها على الحائط الذي يعلاه الدرج ومن ثم التـ ــهم شـ ــ
ــفتيها في افتراس مرة أخرى استكمالاً لما كان يفعله منذ
قليل.
أخذت في إطلاق صيحات الاعتراض بين قبلتهم ولكن لم يستجب لها وشرع في عزف تلك
السيمفونية على شـ ــ ــفاهها وكأنها أصبحت هوايته الجديدة، تلك الهمهمات التي
تصدرها، أنفاسها الرقيقة المتسارعة كلما قبــ ــ ــلها، أطبق عليها بجــ ـــ ــسده
في تحكم حتى يصطدم صـ ــ ـــدره العريض بمفاتنها كلما تنفست، حاولت أن تدفعه بيدها
ولكنه رفعهما للأعلى وأطبق عليهما بقبضته وشعرت بيده الأخرى تبحث عن شيء ما أعلى
رأسها بقليل.
ابتعد عنها لاهثًا بعدما شعر أنها بدأت تستجيب
لقبـ ـــ ــلته المحمومة حتى يلتقطا أنفاسهما ليهمس بلومٍ بجانب أذنها:
- لماذا تصعبين الأمر على نفسك روان؟ دائمًا ما
تدفعيني لاختيار الطريقة الصعبة معك، بعد حديثنا منذ قليل ظننت أن الأمر تغير ولكن
لا زلت تريدين عصياني بكل الطرق الممكنة
دفن وجهه بعـ ـــ ــنقها مستنشقًا رائحتها
بقوة استغربت هي من لطريقته بها ولكنه تنعم هو بما يفعل مستنشقًا المزيد وكأنها رائحة
الجنة بالنسبة له ثم بدأ أن يعبث بشـ ــ ــفتيه ثانيةً والتـ ــ ـهم شحمة أذنها بفمه
ثم بدأ بلــ ــ ــعقها بلطف لتصــ ــدر تأو هات جاء على أثرها اندفاع ما أسفل خـ
ــ ــصره لتشعر هي به فابتلعت بارتباك ولكنه سيطر على هذه اللحظة بكل ما فيها...
هبط بفـ ــ ــمه على جيـ ــدها ليفعل مثلما
فعل بأذنها ومن ثم شعرت به يمــ ـــ ــتص بشرتها بين أسنانه، الألم يكاد يكون
طفيفًا بينما المتـ ــ ــعة التي تشعر بها كلما فعل هذا لا تضاهيها متـ ـــ ــعة لتتساءل
بينها وبين نفسها ما الذي تغير هذه المرة.
باغتها بنظرة غاضبة بعد أن ابتعد عنها وقد ظلمت
عيناه بشكل مخيف ليسألها بجدية بين تثاقل أنفاسه:
- من قبل تلك الشـ ــ ــفتين غيري؟
تعجبت من سؤاله وتوسعت عيناها ليصيح بقسوة:
- أخبريني الآن ولا تُغضبي...
- لا أحد، أقسم لك أنك أول من قبل...
أوقفته مُجيبة بسرعة صادقة بكل حرف تنطق به بينما
قاطعها هو بِقُـ ــ ــبْلَة عميقة لم تكن عنـ ــ ـــيفة مثل السابقة فتثاقل جفنيها
رغمًا عنها من لـ ــذة قبــ ـــلته وذلك الشبـ ـــق الذي سيطر عليها لتتـ ــذ وقه
هي الأخرى وأخذت تبادله على استحياء وخجل وفجأة أحست بارتخاء قبضته على يديها ففتحت
عينيها فوجدته ينظر لها في تشفي كمن أخذ بثأره للتو.
أخبرها مبتسمًا ولا زالت تلك الظلمة تستحوذ على
عينيه ولكنها شعرت بالمكر خلالهما بل والشماتة:
- كم تبدين شهـ ــ ــية ومثـ ـــ ـــيرة
تعجبت من كلماته لتحاول أن تُخفض يدها وهي تعافر
خلال أنفاسها المتسارعة فأدركت أنه قيدها بالفعل أثناء تلك القبلات والمداعبات، وما
ألقاه على الدرج كان هذا الحبل الذي يقيدها الآن معلقًا حول درجات السلم وهذا ما
تيقنت منها عندما رفعت عينيها للأعلى، وعندما شعرت بيده تتحرك لتبحث عن شيء كان فقط
ليقيدها! الآن كل شيء منطقي... وهي كانت بمنتهى السذاجة الشديدة...
صاحت به وهي تلتقط أنفاسها ناظرة له
برفض لما يفعله:
- أنا لم أوقع العقد، وأنت أيضًا لا تعرف ما هي
شروطي، ولا ما الذي أوافق عليه ولا ما أرفضه، هذا ليس بعدلٍ عُمر... قم بتحريري من
هذا ال...
قاطع غضبها بقـ ــ ــبلة مرة أخرى تأنى بها للغاية
لتشتعل بها الر ـغبة من جديد وأخذت تهمهم بغضب وشيء فشيء استطاع دفعها للاندماج بما
يفعله وهدأت استجابةً للسـ ـــانه الخبير في اكتشاف معالم ثغــ ـــرها ومن ثم بدأت
في إطلاق الصر خات المكتومة وأوصدت عيناها عندما شعرت بيــ ـــ ــده داخلها وهو لا
ينفك عن إثا رة تلك المنــ ـــ ــطقة لتتشتت هي بين مشاعر شتى مُصابة ببلبلة عقلية
بين أن تُبعده عنها وبين توسله لأن يُتابع لتلعن بداخلها كم هو خبيث لا يرأف
بها ويستخدم كل ما يفعله بها كي تستجيب له...
أكمل ما يفعله وما إن شعر بتأو هات المتــ ــ
ــعة بين قبلتهما ابتعد عنها وأخذ ينظر لها مستمتعًا بملامحها الرا غبة وذلك الشـ
ــ ــبق الذي يصرخ به جـ ــ ــسدها وأخيرًا شعر بمتعة سيطرته المريضة بأن يتملكها أمامه
مُشتتة شاردة بين الر غبة وبين وجوب أن ترضخ له وإلا لن يُتابع ما بدأ بفعله...
- اُنْظُرْ إلي روان
آمرها ففعلت وحاولت أن تتماسك كي لا تطلق صر خاتها
بالرفض فهي لا تريد أن تُفسد الأمر وانتظرت لما سيقوله واستمعت له:
- لقد اتفقنا أنك ستصبحين ملكٌ لي
بتوقيعك على عقد الزواج وسأفعل ما يحلو لي بكِ، أليس كذلك؟
عيناه المظلمتان بالر غبة ولأول مرة ترى
جبروتا خفيا ينهمر من عينيه فهزت رأسها بالقبول ولكنها ترددت في اختيار كلماته ليسألها
محاولًا أن يُسيطر على غضبه الذي يتصاعد بصمتها:
- أجيبيني، أليس ما قلته صحيح؟
لمحت شبحًا من الغضب بنبرته لتهمس مُجيبة:
- نعم...
ابتسم بتلاعب وضيق عينيه بتشف ثم تحدث لها
قائلًا:
- أعلم أنكِ لم تتفقدي بقية العقد، ولكن دعينا
نعتمد على ذاكرتك القوية...
ابتعد رامقًا جـ ــ ــسدها بر غبة وأعينه
وحدها كانت كفيلة بأن تُقيم علا قة بتلك النظرات مع كل جزء وقعت عليه بها كما عبـ
ــ ــثه بتلك الطريقة أسفل شــ ــ ــفتيه دفعتها للتشتت وأزادت من ر غبتها الفطرية
ليستطرد بنبرة خافتة أشعلت حواسها:
- اليوم العقاب لفعلتك التي لا تدل سوى على عدم
تقديري واحترامي... غادرت بمنتصف ما كنا نفعله... ودعيني ألفت نظرك أيتها الصغيرة
الفاتنة أنه ليس هناك زوجة جيدة تترك زوجها وهو مُقترب لها... لذا، ستعاقبين لهذا،
سأُمتعكِ دون عنف ولا إجبار... فقط يدين مُقيدتين ولقد اختبرتِ الأمر بالسابق، هل هناك
اعتراض منك على هذا؟ وتذكري جيدًا ما حدث بيننا بالسابق قبل أن تُجيبي... هيا... هل
ترفضين الأمر؟
رمقته متوجسة بينما اقترب منها ممررًا أنامله
على شــ ــ ــفتيها وأعينه الرا غبة تُدمر كل ذرات عقلها الذي لا يستطيع مواكبة ما
يحدث خصوصًا بعد أن اندمجت يده عازفة على أوتار أنو ثتها برفق شديد لتهتف به:
- نعم أتذكر ولكن عمر أرجوك أن تـ..
- هش ش... لا تكوني ثرثارة...
قاطعها مُقــ ــ ــبلًا إياها قُبــ ــ ــلة شغــ
ــ ــوفة لم تدم سوى لعدة ثوان ثم ابتعد عنها ليسألها متمعنًا بعسليتيها بنظرة ثاقبة
وهمس بخفوت أذابها وهو يُقــ ــ ــبل وجنتها:
- الليلة سأُمــ ــ ــتعك، وستفعلين أنت المثل،
هل تتذكرين بم أُحب أن أُنادى؟ مناداتك لي بعمرٍ جيدة، وأعــ ــ ــشق الاستماع لك تنطقين
باسمي ولكن لو ناديتني بسيدي ستسببين لي إثا رة ورضاء سيملؤني سعادة، ألا تريدين أن
تُسعديني بهذا أيضًا؟
انتظر وهو يوزع قــ ــ ــبلات شتى على وجــ
ــ ــهها ها بطًا لعُـنــ ـــ ــقها وعندما طال الوقت ارتفع ليُحدقها بسيطرة وغضب وقد
فهمت ماذا أراد ولكن لا يزال بداخلها كبرياء يمنعها بأن تدعه يستمع لهذا فهمست
متصنعة العفوية وأوصدت عيناها جراء ما لا يتوقف عن فعله بيده:
- نعم صحيح، أُريد إسعادك...
زفر ضاحكًا بغيظ دون أن تظهر أسنانه ثم صرخ بها
غاضبًا:
- اللعنة!! لا تستفزيني!
أزاد من سرعة يـ ــ ــده ثم صاح آمرًا
بِصَوْت أجش غاضبًا من تلاعبها:
- انظرِ إلي وانطقي بها...
تصاعدت حدة يــ ــ ــده الخبيرة بصحبة نظراته
التي لا تصرخ سوى بإرادته لتصيح متأ وهة والأحرف تتباعد في تردد:
- نعم سيدي...
يُتبع..