الفصل السابع - كما يحلو لي نسخة حصرية (النسخة القديمة)
رواية كما يحلو لي النسخة القديمة بقلم بتول طه
حصريًا لمدونة رواية وحكاية
الفصل السابع
هرولت بسرعة لتفعل ما أمرها به وبداخلها تشعر بالخوف والرهبة
يكتسحانها، لا تدري هل السبب طريقته أم ما فعله معها بالطائرة جعلها تشعر بالرعب، وبعد
مُدة بحثت خلالها عن المكان الذي حدثها عنه وجدت غرفته بالنهاية فخـ ـلعت ملا بسها
بتردد لتنتهي منها وهي كل ما تريده أن يتوقف عن أفعاله الغريبة ظَنًّا منها أنهما سيكونان
بخير لاحقًا...
تجر دت من كل الملا بس عدا ملابـ ــسها الدا خلية مُعتقدة أن هذا ما يُريده
وجلست على ركبتيها منتظرة وبداخلها الكثير من الأفكار، وهي كل ما تعتقده أن
باستجابتها لما يقول سيجعل هذا منهما زوجين طبيعيين مثل أي أزواج ولم يأتِ هو إلا بعد
عشر دقائق كاملة وقد بدأت ركبتيها أن تؤلمها نظرًا للدقائق التي لامستها للأرضية وباغتها
متحدثًا بتساؤل هاكم:
- هل تعصيني أم أنتِ غبية لا تستطيع فهم
كلامي؟!
ابتلعت واتسعت عينيها لتساؤله المُهين غير المُبرر ولكنها أخفت اندهاشها
ناظرة للأرضية وتلعثمت وهي تحاول أن تتحدث مثل ما نبهها دائمًا:
- أعتذر لك سيدي ولكن فيما أخطأت؟!
لم تبرح عيناها موضع نظرها ببقعة فارغة أمام ركبتيها ليأمرها بهدوء:
- أنظرِ إلي
فعلت ببطء وهي تبتلع خوفًا لتلاحظه قد بدل ملابسه لبنطال وقميص أسودي اللون
مما جعله يبدو جذابًا أكثر مما هو بالفعل بنظرها لتزجر نفسها بداخلها عن ذلك التفكير
لتجده ينظر لها بطريقة غريبة تصرخ بالهيمنة وتحدث مُحذرًا:
- عندما أقول عا ر ية يعني لا أريد أن أرى
عليك ولو خيطاً واحداً يعلو جــ ــسدك!
وبعد هدوءه الذي دام لعدة ثوانٍ باغتها بصفعة قوية على إثرها وقعت أرضًا
لتقع بالصدمة وهي لم تكن تتصور أنه سيكون غاضبًا لسبب كهذا لتتغلب عليها مشاعر الانكـ
ــسار ومباغتته إياها فبكت دون أن تدري لتجده يجذبها من شعرها وبنفس الوقت يضغط جسدها
إجبارًا لتنتصب على أربع ثم مشى وهو يجبرها خلفه على اتباعه حتى وقفا أمام باب به جهازًا
إِلِكْتِرُونِيًّا للحماية ثم لمسه بإحدى أصابعه فعرفت أن هذا الباب لا يُفتح إلا ببصمته
ولن يستطيع غيره الدخول لتبتلع وهي تُفكر بداخلها لماذا عساه أن يفعل ذلك بمجرد غرفة
بمنزله...
لم تختلف حالته الهادئة ثم تحدث آمرًا إياها باستمتاع وهو يترك شعرها:
- اتبعيني كلبتي
شعرت بالخوف لو تلقت منه صفعة أخرى لو فعلت نقيض ما يقول فلم يكن منها
إلا أن فعلت رغم غرابة أقواله وأفعاله بالنسبة لها وعندما توقف توقفت هي الأخرى عن
التحرك ونظرها لا يبارح الأرض ليتكلم آمرًا من جديد:
- أنظرِ إلي
اشرأبت نحوه بأعين تحمل آثار البكاء ولرجل سا دي لن تملك عليه ملامحها
أي شفقة ولا رحمة بل العكس هذه هي غاية الاستمتاع بالنسبة له وسألها بجفاء ظاهري ورضاء
تام بداخله:
- لماذا أنتِ هنا؟
راجعت بذهنها كل كلماتهما معًا ثم أجابت في وهن وهي تكره هذا الشعور
بداخلها:
- كي تعاقبني سيدي
همهم ثم تساءل بهيمنة مستمتعًا بهذا النقاش وهو يُملي عليها أسئلته ويشعر
بقمة المُتعة وهي مسلوبة التحكم طوع عدة حروف ينطق بها:
- ولماذا أعاقبك؟
حاولت اعتصار كل ما تحدثا بشأنه وهي تتذكر لماذا قال إنه سيُعاقبها منذ
البداية بتلك الليلة التي عرفت بها أنه رجل سا دي وقالت مُجيبة بتردد:
- لأن سلوكي يحتاج للتقويم وكنت فتاة
سيئة
همس متكلمًا بابتسامة:
- جيد أنكِ تدركين خطأك.
انتصب بوقفته واضعًا كلتا يديه خلف ظهره وسألها مجددًا:
- وهل ستعيدين ما فعلتِه في السابق؟
أومأت بضعفٍ وأجابت بخفوت وعينيها تلتمع من جديد بالعبرات المكتومة:
- لا سيدي
هز رأسه بغبطة ثم أطرى متكلمًا:
- أعجبني كيف أصبحت مطيعة... فلتنتظري
مكانك
توجه للباب ليغلقه فنظرت نظرة خاطفة حولها وبداخلها مضض لا نهائي
لتندهش وهي تبدأ في رؤية أشياء غريبة معلقة على الجدران ذات اللون الأسود القاتم وأنوارًا
خافتة وسلاسل لا تدري أين بدايتها، أصفاد، عُصي وأدوات غريبة، هنا أيضًا الحوائط مصنوعة
من قماش، كل شيء مُرتب بطريقة غريبة، بل مبالغ بغرابتها وترتيبها، غرفة عقابها،
غرفة مُتعة!
ماذا تفعل هذه الأداة أو لماذا هذه المنضدة موضوعة هنا، أطالت النظر
بهذه المنضدة الغريبة متوسطة الحجم وهي فارغة تمامًا، لتتعجب، لمّ يحتاجها؟ بم يستخدمها؟
لم يكن هذا الأمر بأكمله عندما رفعت عينيها لسقف الغرفة وجدته قاتمًا يتدلى منه شيئًا
كالحبال والسلاسل... أو حتى هذه المجموعة البغيضة من اَلْعِصِيّ والأسواط والأحزمة
الجلدية...
اشرأبت للأعلى وهي تتفقد ما يُشابه إطار صور ولكنه ضخم بطريقة مبالغ
بها فاقدًا لضلعه الأخير الذي يُفترض أن يُلامس الأرض ولكن ثُبت بالأرض بدلًا منه حلقتان
معدنيتان لتحاول ترجمة هذا بعقلها بم قد يُستخدم فرفعت نظرها من جديد لتجد به بعض
الفراغات بأعلاه فتعجبت لكل هذه الأشياء لتشعر بداخلها، هذه الغرفة ما هي إلا الانعكاس
الحقيقي لكلمة "الجحيم السوداء"... فكل ما بها من محتويات جعلها تشعر بالرعب
الذي تحكم برجيف قلبها الذي يتسارع كحصان جامح!
تهدجت أنفاسها برعب وهي تتذكر بعض الصور التي رأتها بالسابق ليشحب
وجهها، هو يريدها أن تكون مثل كل هذه النساء التي وجدتهن أثناء بحثها تمامًا بكل تلك
الآلام التي رأتها تنعكس على وجوههن لتشعر بالرعب الهائل!
ما إن سمعت الباب يُغلق خلفها اندلع جسدها تِلْقَائِيًّا برجفة لم تستطع
التحكم بها ولا السيطرة عليها ثم سمعت خطواته فطأطأت برأسها للأرض وتحولت أنفاسها المُرتبكة
للهاثٍ شديد لتجده يسألها مباغتًا دون أن تستمع لخطواته التي اقترب منها بها:
- أيعجبك ما أفعل بكِ إلى الآن؟!
شعرت بالرعب وعقلها لا يُريد الإطناب أكثر بتلك الأدوات والغرفة الجحيمية
السوداء بكل متعلقاتها ولو استخدمها عليها ستفقد وعيها حتمًا أو ربما لا تدري ما الذي
ستفعله معه لتلعن نفسها آلاف المرات وهي تتذكر أنها من وافقت وأخبرته أنها تريد عقابه
وستفعل كل ما يُريده!
لم تستطع سوى أن تمتثل الإجابة كي لا تتعرض لما يُثير رعبها أكثر:
- نعم سيدي شكرًا لك
لاحظ ما يعتريها من خوفٍ ولكنه لا يبالي بالأمر وقرر بداخله أن يستمتع
بالمزيد من سيطرته وهي جاثية أمامه هكذا بتلك الجلسة التي اشتاق لها للغاية:
- أنظرِ إلي
فعلت على الفور وهي تموت رعبًا مما سيفعله بها ووتيرة أنفاسها لا تهدأ
فسألها بخبث:
- من يملك هذا الجـ ـسد؟
أجابت بعفوية وهي لا تقصد حَقًّا أن تغضبه:
- أنا
مجرد نطقها لتلك الحروف حتى انهال على وجهها بثلاث صفعات حتى أخذت في
البكاء لا إِرَادِيًّا واهتز جـ ـسدها على إثر البكاء لتقول متوسلة بحروف انطلقت
من لسانها دون وعي:
- عذراً سيدي، أنا آسفة، لم أكن أدري ما
تقصد، أنا اشعر بالخوف، لم اقصد، فقط رجاءً لا تقوم بضربي
سبب له ألمها وخوفها رضاء بداخله وشاهدها بمزيد من الاستمتاع المنهمر
من فحميتيه ثم تكلم بخفوت ونبرة جعلتها تموت بداخلها ذعرًا:
- ستعاقبين الآن كما لم تتخيلي بحياتك
أكملها
صوته المخيف جعلها تشعر بالرعب مما هي مقدمة عليه وهي تريد قول الكثير
وبنفس الوقت لا تعرف ما الذي سيحدث لو تحدثت له بينما جذبها خلفه من خصلاتها الطويلة
حتى لم تقو ركبتيها على الاحتمال أكثر ثم جلس على أحد الكراسي الجلدية ذو مسندان ومدد
ساقاه عليها متمتعًا بإهانتها وتكلم محذرًا:
- إياكِ أن تتحركين
تعجبت لفعلته بداخلها وفي البداية كان كل ما يؤلمها هو ركبتيها ومع مرور
الدقائق شيئًا فشيء أصبح ألم ظهرها من ثقل ساقيه لا يُحتمل إلى أن بدأت تتحرك تحركات
تلقائية وهي تحاول أن تخفف من ثقل جـ ـسدها ودموعها لا تتوقف عن الانهمار بصمت فهي
بحياتها بأكملها لم تكن تتخيل أن يحدث لها ذلك!
لقد اشتاق لفعل كل هذا، وعلى ما يبدو أنها ستستجيب مُذعنة لذلك الرجل
السا دي الذي لطالما كان عليه، كما يتوجب أن يحظى بالمزيد من هذه السكينة التي تسري
بداخله وهي أسفل قدميه لا تملك حيلة ولا كبرياء ولا أي فعل تستطيع أن تفعله فعاد لأسئلته
من جديد:
-
أتعلمين لماذا تجلسين أسفل قدمي كالكلبة؟
هي لا تستطيع أن تُفسر بعقلها كل ما يحدث، ولكنها متأكدة أنها لا تقبل
كل ذلك، فهمست بطريقة جديدة عليها، مُغايرة لكل ما تعودت عليه بحياتها بالسابق:
-
لأنك تعاقبني سيدي
كانت نبرة خضوع محض، هذا ما لم تُفسره هي ولكن نطقها بهذا الخضوع أطرب
أُذنيه للغاية ليبالغ متمتعًا بالمزيد:
ليس للعقاب فقط، ولكنك ستصبحين كلبتي منذ اليوم، فعلى كلٍّ لا تختلفين
عن الكلبة السيئة في أي شيء، النباح المزعج مثل حديثك، غضبك مثل حيوانية الكلبة، وحتى
عندما عرضت جـ ـسدك أمام كل أعين الر جال بذلك البار كنتِ كالكلبة تريدين أياً كان
ليقترب منك... أتتذكرين؟
بدأ في أن يرفع سقف العقاب قليلًا فبدأ بإهانتها لترى ما ستفعل لتقول بتلعثم
واضح:
-
نعم سيدي ما تراه صحيحا، أنا أتذكر نعم ... شكرًا لك، لن أفعلها أبدًا...
لن أكرر الأمر...
فاقت كلماتها توقعه ولكنه لن يرحمها ولن يدعها دون أن يطرق على نقاط
ضعفها كلها الواحدة تلو الأخرى بينما بداخلها كانت بالكاد تتحمل كل ما يصفع عقلها أمرًا
يلي الآخر ولكنه أكمل إلي أن يصل لليقين بأن هذا تمامًا يخرج عن إرادة منها:
- أعجبني كيف أصبحت مطيعة... ولكن،
هل تعرفين أخطاءك بالكامل؟
وقعت في الحيرة وهو ينتشلها من حالة إلى أخرى تمامًا دون مجهود منه يُذكر
فهي كانت مفزوعة والآن هو يحاول أن ينعش ذاكرتها بالكثير مما حدث لتهمس بتلعثم وهي
تشعر بداخلها أنها ليست هي هذه الفتاة التي ستقول هذه الكلمات ولكن ماذا لها أن تفعل
وهي بداخل هذه الغرفة المُرعبة بصحبته بمفردهما بعيدًا عن أي بشر ولن يستطيع أحد أن
يُنقذها منه:
- اعتذر سيدي، ولكن، أنا... أنا أتذكر بعض الأشياء، كمخالفتي لما تقوله
وأن ... يوم... أقصد ونحن عائدان من المطار لقد قلت الكثير من ال...
تلمـ ـس وجنتها بأنامله ثم قاطعها موقفًا إياها عن تلعثمها وهو يُخفض ساقاه
عندما شعر أن جـ ـسدها قد ينهار لتحملها كل هذه الدقائق:
- لا تخافي... سأساعدك على التعرف على أخطائك
كاملة... اجلسي على ركبتيكِ أمامي... هيا!
تفقدته بأعين متعجبة وفعلت كما أخبرها ولكنها بداخل عقلها تتشتت أكثر،
لماذا يريدها جالسة هكذا تارة وتارة بالقرب منه ويقترب ثم يبتعد... لماذا هو مُصمم
أن يُصيبها بالذهول التام؟! كيف عليها النجاة
منه، لماذا وافقت منذ البداية؟ يا لها من غبية! ولكن ربما لو فعلت ما يُرضيه ويُريده
اليوم لن يفعلها ولن يُعيد عقابها ولن تُخطئ هي وسيمر الأمر بسلام!
كانت شاردة تمامًا بالكثير من أفكارها المُخمنة لينبهها صوته الآمر:
- انظرِ إلي...
رفعت عسليتيها المُشتتين نحوه ليقترب هو منها
مُمْسِكًا بجانبي وجهها بين كف يده وعينيه لم تغادر خاصتها ليقترب أكثر وبدأ في الهمس
أمام شفتيها:
- هيا لنتذكر سَوِيًّا... منذ البداية... منذ
رأيتك أسفل عيناي بمكتبي... تقتحمين مقر عملي دون موافقتي، تلقين بالأوراق أرضًا، وبعدها
أتيت إلي بمنزلي لتسخري بشدة من كلماتي... وبعدها توقعين العقد وتلقي بالقلم أرضًا
وتعصيني لتذهبي مساءً وحدك تتناولين القهوة فقط لتنفذي كل ما يدور برأسك... هل
تتذكرين ذلك؟
اتسعت عينيها في اندهاش، هل حَقًّا يتذكر هذه
التفاصيل الصغيرة؟ مع من تتعامل؟ هل هو إحدى أنظمة الحواسيب التي لم تسمع عنها ولا
تعرفها؟ وملامحه حَقًّا مُرعبة، هذا الرجل كل ما به يرعبها وخصوصًا وهو يتحدث هكذا
بالقرب من وجهها، ولا، هو لن يُعيد تكرار أمر هذا العقاب، ستخبره أنها لا تريد أن تُعامل
هكذا ولكن ليس أمام ملامحه هذه الآن!
أضاف مُنبهًا بصوته:
- أجيبي، لا تجادلي، واحترسي من أن تغضبيني، غضبي
لن يرأف بكِ...
لاحقها بنظرة يعلم كم تبدو بعينيه ليرى
ارتباكها واضحًا وانعكس كذلك على إجابتها له:
- نعم أتذكر... آسفة سيدي...
تعالت أنفاسها في ارتباك إثر خوفها الذي لا يريد
الانتهاء ليُحدثها من جديد مُذكرًا إياها بالمزيد:
- كلماتك لي وقتها لم تتحل بالاحترام،
تجادلي، لا تقومين بتنفيذ أوامري، عناد طوال الوقت، ولكن إلى الآن حذرتك وقلت أنكِ
لا تعرفين مع من تتعاملي لذا نبهتك يومها... أتتذكرين هذا؟
ابتلعت بارتباك ورعب من تذكره كل شيء بهذه الدقة
وأنفاسه وملامحه تجعل الوجل يسيطر عليها لتومئ وهو لا يزال ممسكًا بوجهها بينما
همست:
- نعم أتذكر...
ظل ممسكًا إياها وبسبابة يده الأخرى تلمس شفـ
تاها وتلاحقت أنفاسه، هو يريد أن يشعر بالإثا رة بدلًا من الغضب ليُلهي عقله، وهي بالنسبة
له تحدٍّ هائل بمزيج من نظراتها الرافضة لكل ما يفعله وفتنتها تُصعب عليه الأمر كثيرًا...
ولكن خوفها ورعبها البادي على ملامحها كان له مفعول سحري في أن يبقيه ساكنًا كي
يستمتع بالمزيد...
حاول من جديد السيطرة على غضبه ثم تابع حديثه
وهو قاصد أن يُشتتها بلما ساته ودنا أكثر حتى قاربت شفتاه على الالتـ ـصاق
بخاصتها:
-
من أنتِ؟!
ابتلعت وهي ترتعب مَن أن تُجيب إجابة خاطئة لتهمس
بتلعثم:
-
زوجتك سيدي
قبض على خصلاتها بقوة شديدة وشعرت بتسارع خفقات
قلبها ولم تعد تفهم هل هو يريد أن يقترب منها فهو لتوه كان على وشك تقـ ـبيلها، أم
يعاقبها، أم يؤلمها ويهينها؟ الأمر بات غير مفهومًا لها تمامًا لتجده يهسهس بحرقة:
-
ستكونين كلبتي في المقام الأول... واستمعي جيدًا
لما أقول لأني لن أكرره... إذا أردت اختبار الموت اقتربي إذن من رجل آخر، لم أنس بعد
كيف تراقص جسدك بعهر يومها، أدركي أنكِ ملكي، ستكونين خاضعتي، جاريتي، خادمتي،
فتاتي، امرأتي، وزوجتي أمام الجميع أم بمفردنا...
أي رجل أَيًّا كان من هو سأقتله وسأعذبك ثم أقتلك
عندما فقط ارتاب بالأمر، لن احتاج التيقن، سيكفيني الارتياب والظن فقط لأقوم بفعل ذلك،
هذه أهم القواعد، تُحفظ عن ظهر قلب، هل هذا واضح أم تريدي المزيد من التوضيح؟
تعالى غضبه بداخله بينما تفقدته في ذعر من ملامحه
المخيفة ونبرته التي تحدث بها لتومئ بسرعة وقالت:
- نعم، أنا آسفة، لم أقصد أن ت...
قاطعها وأكمل حديثه هادرًا هذه المرة ببقية ما
ستُعاقب عليه وقد اندفع غضبه رغمًا عنه ودون سيطرة منه لتفشل كل محاولاته في
تكبيله:
- عندما صرخت بالطائرة علي ورفضك المتكرر، سُبابك،
افتقارك للتهذيب، كلامك ونحن عائدان، كل ذلك ستُعاقبين عليه، وإياكِ وتكرار أخطائك
وإلا العقاب سيكون مؤلمًا أكثر، لا تغامري معي... ولا تظني أنك ستفعلينها،
المغامرة معي ستُهلكك! كما فعلت بنساءٍ ورجالٍ عدة... كل ما كنتِ عليه يومًا ما
انسِه، الأمر معي مُختلف وأنتِ ستتعلمين أن تلتزمي قواعدي!
دفعها بعيدًا عن يديه لتختل جلستها ولكنها تماســكت
وظلت كما هي وهي لا تزال مرتعدة من صدى صوته الهادر بصحبة ما قاله لتشعر بالإهانة
الشديدة من كلماته ثم نهض في لمح البصر ليتوجه خلفها كي لا ترى عدم سيطرته على غضبه
ليفرك وجهه بيديه وحاول إيقاف أنفاسه الغاضبة لينظر لها أسفل قدميه وهو يحاول التركيز
بعيدًا عما يشعر به! فهو لم يعد يدري لم هو متلهفًا عليها وعلى الاقتراب منها هكذا
وفشل في إيجاد سبب منطقي بداخل عقله...
قررت التماسك، حاولت أن تنفض خوفها بعيدًا، ستحاول ألا تفعل شيئاً
غبياً يعرضها للصفع وجذب شعرها، ومنذ الآن فصاعداً قررت أن ترى وتعلم كل شيء، هي
لم تألف ما يفعل وتجد كل شيء غريباً عليها ولكن حب استطلاعها أجبرها على أن تسايره
للنهاية، ليس حب الاستطلاع فحسب، ربما قد تتحدث معه لاحقًا أنها لا يُعجبها الأمر..
باغتها سائلاً من جديد وهو يقف مشاهدًا لجسدها من على مسافة:
-
كلبتي، خاضعتي، فتاتي، خادمتي وزوجتي.. وماذا أيضًا؟
تريثت قليلًا ثم تذكرت حديثه معها عند الشاطئ واجابت بتردد:
-
جاريتك سيدي
أجابته في خضوع وإذعان ليُثلج صدره من هذه الكلمة التي لم يتوقع أن
تقولها فهو كان ينتظر أن تخبره بتوتر أنها لا تدري فتكلم مُطريًا:
-
بدأتِ بالتعلم.. فتاة
جيدة.. هيا.. انهضي واثبتي بمكانك..
فعلت ما قاله وتعجبت والذعر يملأها، ما الذي سيفعله الآن، هي حتى لا
تلمح منه شيئًا ولا من بقية الغرفة، أم سيفعل مثل ما خلع حزامه بالطائرة؟ تعالت
خفقات قلبها أثناء تفكيرها بينما شعرت بيـ ـديه تجر دها من ملا بسها الدا خلية
التي أبقتها عليها فاستجابت لحركاته رغمًا عنها لتشعر بالخجل مرة أخرى
ثم أحست بيديه يُمسكا بكتفيها وأدركت أنه واقف خلفها وكلتا يديه تتلمـ ـسانها لذا هو ليس ممسك بشيء.. ربما كون هذه
الأشياء بعيدة عنها هو أمر مُطمئن في حد ذاته..
وجهها نحو ما يُريد فعله فبدأت بأخذ الخطوات أمامه وتفقد هو جـ سـ دها
أمام عينيه ليشعر بغضبه يزداد بشدة ولكنه أرغم نفسه على كبته ليهمس بأذنها:
- جـ
ـسدك رائع.. أريد أن أراه
دائمًا.. توقفي
عن الخجل وكوني فتاة جيدة!
مشت وهي تتفقد محتويات الغرفة
لتزداد ذعرًا فوق ذعرها، وهي لا تعرف من هذا الذي تزوجته محامي مرموق أم رجل مُرعب
لتجده يقترب مرة أخرى من أذنها ليُحدثها بخبثٍ مُطريًا على كل ما تفعله:
- أنا
أتمتع
بهذا، تجعليني سعيدًا للغاية بكل ما تفعليه، لو ظللتِ هكذا ستنولين رضائي.. ستكونين فتاة جيدة لو فقط
استمررتِ بهذه الطاعة..
قبلها على شامة وجهها برقة لم
تُشابه أي من تصرفاته معها بينما تكلم آمرًا:
- انتظري
مكانك..
وقفت وهي كانت تظن أن هذه البقعة
تحديدًا هي نهاية الغرفة بينما الآن تدرك أن هناك جزء آخر خشبي كممرٍ يقود لمكانٍ
ما ووجدته يذهب مختفيًا به واستمعت لشيء يُسكب على الأرض وصوته بدا كحبيبات صغيرة
صلبة تصطدم بالأرض لينتابها القلق وشعرت أنها ستبكي مجددًا من كثرة عدم تحمل عقلها
المزيد من التخمينات، فمجرد الإيحاء لها بما قد يفعله يصيبها بالفزع..
وجدته ينتشلها من أفكارها ثم رفع
وجهها إليه بسبابته التي تلمس بها أسفل ذقنها ثم تفحص عينيها بملامح ثابتة وتكلم
بهدوء:
- اتمتع
كثيرًا برؤيتك على أربع..
أمسك بشعرها مرة أخرى وبيده الأخرى دفع كتفيها للأسفل حتى استقرت على
يديها وركبتيها ثم جذبها وهو يعود لنفس كُرسيه حتى جلس مرة أخرى فوقه وجذبها من
خصلاتها لتواجهه ومن ثم رفع وجهها إليه وحدثها بنظرة استمتاع بعينيه وهو يُعلن بمنتهى
البرود:
-
ها قد حان وقت بدء عقابك، فما فعلناه حتى الآن لم يكن
سوى مُقدمة مختصرة صغيرة للقادم..
يُتبع..