الفصل الثامن - كما يحلو لي نسخة حصرية (النسخة القديمة)
رواية كما يحلو لي النسخة القديمة بقلم بتول طه
حصريًا لمدونة رواية وحكاية
الفصل الثامن
تملكها الذعر أكثر من ملامحه وأعينه تحدق بها بهذه الطريقة لتتمنى للأرضية أسفلها أن تبتلعها بطياتها المُظلمة على كلٍّ ستكون أفضل حالًا من مظهره هذا لتتعالى أنفاسها غير المنتظمة ثم من جديد سألها وبعينيه تخبو سعادة غامرة مُدركًا شعور التوتر والخوف الذي يُسببه لها: أتدرين ما الذي سأستخدمه الآن؟ اتسعت عيناها بصدق وهو تومئ بالإنكار ونبرتها أتت مهتزة بشدة أكثر من كل حديثها السابق: لا أعلم سيدي التوت شفتاه بابتسامة جانبية وكلمها موضحًا بهدوء:
- ستعلمين ولكن عندما تذهبين على أربع في هذا الطريق الذي رسمته لك، ستجدين بالنهاية شيئًا، ستحضرينه كالكلبة بفمك وستأتين لي به! وإياك وسقوطه منكِ! ستعيدين الأمر من البداية حينها!
صفعتها كلماته وحدها لتكون كفيلة بالمزيد تسبيب الخوف لها وصُدمت مما يطالبها أن تفعله، وكادت أن تصرخ به أن يتوقف ولكنه تحدث قبلها:
- ولا تنسي أن عليك أن تمشي على ما رسمت لك ذهابًا وإيابًا، لقد اخترت لكِ عقابًا بسيطًا... لم أرد أن أؤلمك بشدة... حذارِ أن ترفضي هذا... هل هذا مفهوم؟
ذهب ليقف خلفها بينما تهاوت دموعها في صمت وارتجفت شفتاها بخوفٍ مما سيفعله وهي تنطق في تمن أن ينتهي كل ذلك:
- مفهوم سيدي
ما إن نطقت بتلك الحروف حتى جذب خصرها ليوجهها نحو الطريق ثم باغتها بصفعة مدوية على نهاية ظهرها التي عشقها حد الجنون ولم يستطع أن يبعد يديه عن تلمسها أكثر من ذلك.
فعلت ما آمرها به كي تنتهي من الأمر وعله لن يُعيد أمر عقابها هذا وما إن بدأت في السير على يديها وركبتيها حتى وجدت حبيبات أرز نيئ بالفعل، إذن لقد كان الأمر صحيحًا... هذا ما رأته بالفعل...
آلمها بشدة بصحبة الإهانة أن تسير على أربع بمثل هذه الطريقة، وصوته وملامحه وكل ما تختبره معه فبدأت دموعها في الانهمار بكثرة ولم تحاول أن تبدي له ذلك، هي فقط تبكي من أجل نفسها، لم تظن بيوم أن هذا هو الزواج ليس هناك رجلا يفعل هذا بزوجته...
على الرغم من أنها قد تصرخ، تجادل، أو تطالبه بالتوقف ولكن خوفها كان أكبر وهي تدرك أنهما بمفردهما سَوِيًّا... ما إن وصلت حتى وجدت عصا جلدية سميكة تنتهي أطرافها بكثير من نهايات طويلة جلدية رفيعة للغاية ولم تدر ماذا سيفعل بها فهي تبدو شيئًا غريبًا غير مؤذ ولكن ما الذي سيفعله بها على كل حال؟
لوهلة توقفت والألم يشتد بسبب ثقل جسـ ـدها، تريد أن تنهض وتغادر، تطالبه بأن يكف عما يفعله، ولكن بداخلها يزداد الخوف لو تفوهت بهذا، هل وقتها ستكون ردة فعله جيدة؟ أم أسوأ من كل ما يفعله معها؟ تساقطت دموعها بملامح مرتجفة ثم اقتربت وأمسكتها بين أسنانها لتنتحب بصمت وتلك العصا تحول بين إطباقها لشفاها ثم عادت في نفس الطريق وكلما مرت على الأرز آلمها حتى ظنت أنه بدأ في أن يجرحها، هي لا تعلم قد بدأت ركبتاها في أن تتخدر من كثرة الألم وما إن عادت حتى آتت أمامه تنظر له في توسل لائمة تمتلئ بالعتاب الشديد، بأي حق ما يفعله بها الآن وهي تُعامل هذه المُعاملة هل هذا هو معنى أن تكون زوجته أو شريكته بالحياة؟
انتظرت وانتظرت ورغماً عنها بدأ يسيل لعابها لتجده ينظر لها ضاحكًا لتتهاوى المزيد من دموعها لملامحه المخيفة التي لا يبدو عليها أي معاناة مثل التي تشعر هي بها ولكنها حاولت التمسك باحتمالية أنه بعد كل يفعله سيتوقف عن طريقته هذه...
- هذه اللحظة تحديدًا لا تختلفين عن الكلبة في شيء، هذا لنباحك المُزعج بالكثير من الكلمات التي تفتقر لاحترامي... كوني فتاة جيدة ولا تكرري الأمر!
نبهها صوته الذي غُلف بالجمود ولم تفهم لماذا يبدو سعيدًا للغاية بينما هي تُعاني وما إن أهدأ من ضحكاته حتى سألها باستهزاء:
- كيف حال ركبتيك؟ أتشعرين بالألم؟
شاهدته لوهلة وهي تتنفس بلهاث ولم تستطع فهم لماذا يفعل كل ذلك ولماذا يُعاقبها من الأساس وأجابت بمضض حاولت أن تُخفيه:
- نعم سيدي
همهم وهو يراقبها بفحميتين بمنتهى الاستمتاع كمن يتشفى بألمها وهي بالكاد تحملت وأوشكت أن تقع في أي لحظة الآن ولكنه جذبها من شعرها لتتبعه ومن ثم أوقفها وأسندها على أحد الجدران ليُلاحظ هدوء بُكائها النسبي ليعود من جديد لأوامره:
- أغمضي عينيك
نظرت له بتردد وتوقف نحيبها تمامًا ليحل محله الترقب المُرعب فيما قد يفعله بها ثم شعرت بيديها يُكبلان في شيء ما على الحائط ومن ثم دُفع بهذا الشيء من الأمام ليجبرها على التقدم للأمام قليلًا وكأن هناك زرا إلكترونيا قام بهذا لتحاول تذكر أي محتويات الغرفة كان هذا الشيء الغريب الذي تُقيد به وهي تتفقدها بينما لم تستطع التذكر ونبهها صوته السائل من فضولها:
- ألا زالت عيناك موصدتين؟!
يعلم جيدًا أنها لم تسترق النظر وخوفها البادي عليها لن يترك لها الفرصة أن تحاول مُخالفة أوامره أو أي مما يقول ليستمع لهمسها المهتز:
- بلى سيدي
ابتسم برضاء وهو يتيقن من حالة فزعها ثم تكلم بتلذذ طاغ:
- فتاة جيدة
وضع عصابة جلدية فوق عينيها فهي الآن حتى ولو كانت مُطيعة منذ قليل فبما فعله لن يكون عليها سوى الإذعان لعدم رؤية أي مما يفعله...
انتظرت وانتظرت ما يقارب من عشر دقائق كاملة، وساقيها بالكاد تستطيعان حمل جـ ـسدها فما فعله بها منذ دخولهما الغرفة وهو يشعرها بالألم الشديد بعظام كلتا الساقين...
فجأة أحست بتواجده عندما أقترب من خلفها لتشعر به ملتصقًا بظهرها، صـ ،دره العا ري السا خن جعلها تشعر بارتباك جلي أثر عليها بشدة لينعكس على جـ ـسدها كرجفة تلقائية، لم تدرك متى خلـ ـع قميصه وهي منذ دقائق رأته بنفس ملابسه، ولا تدري هل عليها الشعور بمثل ذلك الارتباك ورأسها يجول به الكثير من الأفكار وهي تعاقب وتشعر بالخوف؟
ظل واقفًا بمكانه إلى أن سكن جـ ـسدها بين ذراعيه إلى أن احتـ ضنه بالكامل وهو يُمسده بِلُطْف بالغ به حتى شعرت بالتشتت بداخلها من لمساته التي أصبحت لطيفة فجأة...
تقسم أنه لو لم يكن قد صفعها بالفعل وجعلها تحبو وهو يلقبها بكل تلك الصفات المُهينة لكانت شعرت بالأمان لعناقه هذا...
تساءلت بينها وبين نفسها، هل عليها أن تطمئن باحتضانه لها فقط للطفه ولينه ورفقه وهو الجلاد الذي بيديه عقابها وألمها؟! لم يحتضنها قط بمثل تلك الطريقة، كان ما يفعله بهذه اللحظة يولد بداخلها شعورًا جديدًا محببًا ومختلفًا بالنسبة لها وتمنت لو كان مثل هذا العناق هو البداية بينهما وليس التحدث عن السا دية والعقاب.
دا عب جانب أذنها بأنفه وهو يمررها ببشرتها الناعمة بمدا عباتٍ متوالية ثم همس بخشونة مثـ ـيرة بجانب أذنها اليمنى وكل ما بداخلها يتحول للشعور بالإثا رة في ثوانٍ معدودة:
- فلتخبريني فتاتي الصغيرة، بم تشعرين الآن؟!
أدرك جيدًا ما تفعله نبرته الهامسة بهذه المنطقة التي تُعد من أكثر مناطق الاستجابة للكثير من النساء وأخذ ينثر أنفاسه الساخنة لتُلهب عنقها بالمزيد من الشبق لتهيئها للاستجابة للتالي مما خطط أن يفعله وبدأ في توزيع أنفاسه وهو يدنو بوجهه لأعلى كتفها ولم يتريث أو يرأف بها بل أخذ يؤثر عليها أكثر بتلثيمات متتاليات جعلتها تتشتت تمامًا كالضائعة وهي لتوها تختبر كل هذا بصحبة رجل!
ترددت وهي تحاول أن تتذكر سؤاله بل وحاولت أن تصمد بين لمساته وأنفاسه المنثورة عليها لتهتز شـ ـفتاها وهي تتساءل بخوف:
- هل لي أن أتحدث بصراحة سيدي؟!
شعر بالخوف الحقيقي بصوتها ليُرضيه للغاية تلك النبرة منها التي خالفت نبرتها التي تحدثت بها له منذ أن وقعت عيناه عليها وهي تتشبث بشراسة بدور سيدة الأعمال ليتنهد وعاد ليُحدثها بجانب أذنها ولكن الجدية كانت تطغى على صوته:
- أنتِ تعلمين جيدًا أنني لا أُحب أن أُجاب بسؤال ولكن لتعرفي أنه لن يوجد بيننا شيء إلا الصراحة وإياك والكذب علي روان، أنا لا أتسامح مع الكاذبين...
التصقت شـ ـفتاه الماكرتان بأذنها ليلتـ ـهم شحـ ـمتها بين أسنانه بروية مدغدغًا بشر تها وهو يُدخلها في حالة من الشتات كي لا يُنسيها الحديث هذه الإثا رة الفطرية لتشعر بالفعل وكأنها في عالم آخر ولبراءتها الساذجة أجابته بمنتهى الصدق:
- شعرت بالأمان عكس الخوف الشديد الذي كنت أشعر به منذ بداية تواجدي بالغرفة، ما تفعله الآن أفضل ولا أريده أن ينتهي... وبعدها والآن أشعر بالإثا رة والنشـ ـوة الشديدة ولا أستطيع التركيز بأي شيء آخر...
كان على يقين أنها لا تكذب، والصدق يختلط ببراءتها ليُسببا له المزيد من الاندفاع نحوها، وأما ما اكتسبته نبرتها كان لحنًا جديدًا لأول مرة يستمع إليه وهي متأثرة بهذه الطريقة ليلاحظ هو تأثر جـ ـسده كما شعرت هي بتأثير طريقتها عليه عندما لامس جـ ـسدها، الاستجابة هذه متبادلة بينهما هما الإثنين إذن وليس هناك من هو أفضل من الآخر... ولكن ما يحدث له لم يُعجبه خاصة عندما بدأت تتحرك بعفوية وهي ترتطم بجـ ـسده لينفر بشدة من حقيقة تملكها السيطرة على ما يشعر به...
لم يكن عقله وإدراكه يتقبل كل ما يحدث ففكر بصمت بينما أعتصر جـ ـسدها تحت قبضتيه وهو يَلْــثِم عنقها كي لا يفقد استجابتها:
- اللعنة أيتها العا هرة الصغيرة!! أتريدين أن تفعلي بي مثل ما أفعل بكِ؟! سأريك من أنا حقًا!
لاحظ أن ساقيها بدأت في الاختلال رغمًا عنها وما إن اختلت إحداها أوشكت أن تسقط ولكنها نست أنها مكبلة بالفعل فآلمها ذراعها بأكمله آثر الجذبة العنيفة التي امتدت بداية من يدها حتى نهاية كتفها فعلمت أن عليها أن تحتمل كل هذا وهي واعية تمامًا غير مسموح لها أن تغرق بهذه اللــ ــذة التي تمنت أن تُشاركها زوجها يومًا ما ولكن ليس بمثل هذه الطريقة!
مد يديه بحصافة متأنيًا كي يدا ـعب مفاتنها ثم خـ ـصرها بلمـ ـسات متأنية يتيقن أنها ستدفع الشبـ ـق ليسير بداخل عروقها بدلًا من الدماء ولاحظ تعالي وتيرة أنفاسها ليُصاعد من أفعاله وانتقلت مداعـ ـباته إلي منطــ ــقتها...
أنهار تلمـ ـسها بأنامله ليعلم أنها لا بد من أنها تأثرت بما يفعله بجـ ـسدها معدوم الخبرة الذي يستجيب بمنتهى اليُسر إليه، علم جيدًا أن الرجفة التي بها تحت يده الآن وقشعريرة بشرتها تصرخ متوسلة أن يُكمل ولن تكون هذه ردة فعل إلا لمن تعشق لمـ ـساته ولا تريده أن يتوقف أبدًا...
ظل يؤجج شبـ ـقها أكثر وأكثر حتى نسيت لما هي هنا، لماذا تقف مُكبلة، ولماذا يعاقبها، كل ما تأكدت منه الآن أنها تريده، تريده مهما كان الثمن، لم تظن ولو ليوم واحد أنها ستلهث مثل الآن فقط لأنها تريد رجلا ما، هي من كان يتمناها الرجال بل ويتهافتون عليها وترفضهم تحولت تمامًا لأنثى تقتل كبرياءها من أجل رجل، وبين يديه، متنازلة عن كل خوفها وكل ما جعلها تشعر بالإهانة والذعر فقط من أجل الإبقاء على لحظة، وتلا مس، واقتراب... ولسوء حظها أو لحسنه، هي ليست متأكدة، كل تلك المشاعر المتناقضة بداخلها تشاركها مع نفس الرجل، وهذا الرجل هو زوجها!
ظلت يد اه تسبح وتهرول على ثنايا قوا مها الفاتن لتنهل وترتوي مما حُرم منه منذ الوهلة الأولى التي رآها بها، عرف جيدًا كيف يُشعل رغبا تها، وفي نفس الوقت فعلت هي المثل على الرغم من عدم تجربتها للأمر قط، أراد فعل المزيد ليس للشـ ـهوة وحسب بل لر غبته في أن تريده هو خصيصًا دون أي رجل آخر وعلم بثقة شديدة أنها بعد خروجها من تلك الغرفة معه لن يستجيب جـ ـسدها ورغبـ ـاته إلا له فقط، فقد أصبحت ملكًا له وانتهى الأمر منذ أن وافقت على هذا الزواج ولم يكن ليتركها ألا وهي مُذعنة لكل ما يُريد.
لم يتوقف ولو للحظة عن الاستمرار ليهمس بخشونة مثـ ــيرة تدغدغ بشر تها:
- ماذا تريدين؟
همهمت وهي تحاول تفسير تساؤله بعد غيابها بخضم تلك المشاعر الفطرية بينها وبين زوجها، عيناها موصدتان حتى ولو أسفل عصابة عينين هي ولأول مرة تشعر بمثل هذا الشعور ولا تريد أن تستيقظ منه أبدًا، تشعر بالكثير من الشرود ولا تستطيع حتى النطق بوضوح لتهمس متلعثمة:
- أنا.. مممم ..أريــدك..
لم تكن هذه الإجابة لتُرضي الرجل السا دي بداخله، هو يُريد من تتوسل وتتذلل من أجل اقترابه، هذا الأمر لا يُشعره سواه بنفس مقدار الغبطة والسرور فسألها مرة أخرى بنفس البقعة جانب أذنها وبنفس صوته الخافت الذي يجعل جـ ـسدها يستجيب رغمًا عن أنفها:
- ماذا تريدين أن أفعله بكِ؟
ازداد لُهاثها وهي لا تدري لماذا عليهما أن يخوضا بمثل هذا الحديث لتبتلع وهي تجيبه بارتباك جلي:
- كل شيء
استمع لهمسها الذي اتضح به صعوبة نطقها للحروف وأنها عانت كثيرًا حتى تجيبه ليبتسم بتلذذ ثم بدأت يــ ده تحـ ـتكبمنطقتها ذهابًا وإيابا كي يُسبب لها المزيد مما تفتقر للتعامل معه ولن تستطيع الصمود أمامه وهذا بالفعل ما حدث في غضون لحظات حيث بدأت آهاتها في التعالي وأنينها المتأثر لم يكن مثل قبل...
كان شيئاً جديدًا عليهما هما الإثنين، فلا هي اختبرت رجالا قبله ولا هو الآخر تملك فتاة لم يلمسها غيره مما دفع نشوته لبلوغ عنان السماء ليراها ويسمعها هكذا بسبب تأثير مداعباتٍ قليلة ولمساتٍ لا تعرف هذه الصغيرة كيف تتعامل معها ليُزيد من حدة لمساته حتى انتقلت إلى عالم آخر وكأنها فقدت الشعور بكل الماديات حولها ولم تكن تدري أين هي، وماذا يفعل بها لتطلق تلك الصرخات والأنات التي كانت تُفاجئها هي نفسها، ولو كان عقابًا، لو كان إجبارا، ولو سُمي بأي مسميات، هي لا تريد منه سوى أن يستمر وألا يتوقف لأي سببٍ كان
❈-❈-❈
أستمر فيما يفعل بينما حرر عصابة عينيها بخفة وهي حتى لم تكترث لأن تفتح عينيها وأرادت أن تستمتع بيــ ـده على جــ ــسدهاقدر الإمكان ومشاعرها تتقد بلهيبٍ لم تكن تظن أنها ستشعر بمثله لأنها فقط تزوجت لتجده يلـثمها بالمزيد من التلــثيماتالماكرة ويده لا تتوقف لتنطق بعفوية شديدة صارخة بتوسل حيث شعرت أنها ستنهار أسفل يديه ولم تستطع الصمود أمام ما يفعله بها:
- عمر أرجوك
عقد حاجبيه بعد ما استمع له منها ليهمس غاضبًا وأنفاسه الدافئة لا تملك شفقة ولا رحمة وهي تُسبب لها المزيد من الاستجابة الفطرية:
- ماذا
عليه حَقًّا أن يكف عن التحدث إليها بمثل هذه اللحظات كما عليه التوقف عن التصرف بنفس الطريقة التي تدفعها للجحيم لو كان يُريد حَقًّا أن تُجيبه بعقلٍ واعٍ ومدرك ما يتحدثا به فحاولت أن تُجيبه بين لهاثها الذي اختلط بآنينها الفطري:
- عمر أرجوك أريد أن... أريد... أريدك أنت
لم تستطع أن تُكمل كلامها الذي فقدت المقدرة على النطق بها في لحظة تحكم هو بها تمامًا وكان يُسير كل ما يحدث كما يحلو له ولم يكترث لتلعثمها الناشئ عنه واقتربت أن تُكمل ما بدأه بها ولكن جذب شعرها بعنف بقبضته، فهو لن يقبل أن تتحكم امرأة أو فتاة صغيرة مثلها في أي مُجريات لعلاقتهما سواء علاقة حميـ مة وجـ ـسديةأم علاقة زواج، أو حتى علاقة عمل وقرر أن يُداهمها بكلماته المؤلمة حتى تستيقظ على حقيقة أنه هو الوحيد الذي يُهيمن على كل شيء:
- ماذا قلتِ أيتها الوضيعة؟
تهدج لهاثها ولكن هذه المرة بخوفٍ من ردة فعله الغريبة، هي لا تعلم لماذا غضب هكذا، أو حتى ما جعله فجأة يتحول من مدا عبتها إلي الانتقال فجأة ليسألها هذا السؤال وحاولت استجماع وعيها ظَنًّا منها أنه يُكمل حديثه مثلما كانت الأسئلة تنهمر من بين شــ فتيه منذ قليل فأجابته بسذاجة منها وهي لا تفهم ما يفعله ولا الغاية من استفساره وحاولت أن تحمل ذلك الألم بداخلها إلى أن ينتهي، هي لم تكن يومًا فتاة سيئة، ولم تُقدم قط على السماح لرجل أن يلمسها، لماذا يُصمم على قول هذه الصفات الحقيرة لها؟ لا بد من أن تحدثه بهذا الأمر وعليه أن يتوقف عن قول هذه الصفات البذيئة فهي يستحيل أن تقبل بها حتى ولو كان الذي يُنادي بها هو زوجها!
- أريدك! ما الخطأ في هذا؟
تساءلت هامسة ظَنًّا منها أنها تُفكر بمنطقية واستفاقت قليلًا من مشاعرها السابقة ولكنها لم تستمع لهذه النبرة المتفلتة من بين شفتيها التي لا تُنبأ سوى أن همسها هذا آتى بمنتهى الخضوع والإذعان لكل ما يفعله...
أحــست بشيء يلـمس جــ سدها ثم خلف صوت خافت للغاية لينتهي أسفل قدميها لتنظر له فوجدت أن هذه هي عصابة عيناها التي كان يضعها في البداية ولكنها لاحظت كذلك أنه بات يقف أمامها، لا يلمسها، ويتفحصها بطريقة غريبة للغاية لترمقه بتوجس وهي تبتلع لا تدري بخجلٍ أم مزيد من الخوف بينما أخذت عينيه تنهل من بدنها المتورد أمامه ونطق بجمود متخليًا عن نبرته الهامسة التي كان يتحدث بها منذ قليل:
- أرى أنكِ تخالفين تعليماتي
ربما يتحدث ويتكلم ويظن أنه هو المُسيطر على كل ما يحدث بينهما ولكن عقله كان في مكان آخر، حمرة بشر تها الممتزجة ببياضه عبثت بعقله بقسوة وكأنه لأول مرة ينظر لامرأة، لا يدري ماذا يحدث له، كيف أصبح شعرها شعثًا كالغجرية وقفصها الصد ري يعلو ويهبط بكل هذه الر غبة الملتاعة، هذه الفتاة بكل ما فيها وكل ما هي عليه تجعله يفقد السيطرة التي لطالما مار سها لسنوات دون أن تستطيع امرأة أن تتحداها، فكيف لها الآن تفعل ذلك به وتتركه أمامها كالمراهق الطائش الذي لا يستطيع أن يتحكم في مشاعر الر غبة بداخله؟
أقترب منها ورغمًا عنها وعنه تبادلا النظرات للحظات، تشعر هي بأن هناك شيئًا حبيسًا في عينيه لا تستطيع تبين ماهيته، شيئًا أسيرًا لا يريد له أن يظهر، كأنما يكتفه بين جفنيه ويأسره ليظل حبيسًا للأبد... وعيناها هي الأخرى لم تكن لترأف به، تنهمر منها الر غبة الممتزجة بالتساؤلات العديدة التي تُحيرها ليلا نهارا وهو يعلم جيدًا براءة فتاة مثلها لن تهون عليها تلك الأسئلة التي تعصف بعقلها المسكين ولكنه لو أجابها عن كل ما تريد معرفته لن ينتهي الأمر سوى بفقد نفسه من جديد!
تفحص المزيد بثاقبتيه التي لم تفشل قط في التسلل لقراءة من أمامه بينما هي عسليتيها المشتتين بين السذاجة والر غبة والبراءة تحاول تفهم ما يحدث، فكليهما يدرك أن مهما كان كبرياءها، هناك ما تغير بنظرتها ويدل على الخضوع ومهما كان ما يدعيه من بأس وصلابة وسيطرة وتحكم وجل ما يحاول ألا يفعله إلا بتوسل منها سيفعله يومًا ما بل وجـ ـسده نفسه وأنفاسه وحتى نظراته لا تستر ر غبته بها. فكل منهما أصبح يملك سُلطانًا على الآخر!
على الرغم من أنه ود أن يتبادلان النظرات لمزيد من اللحظات التي لا تنتهي ولكنه أفاق نفسه بسرعة مُذكرًا نفسه بما يفعله، هما ليس هنا إلا لتعلم من هو حَقًّا، ولن يدع تلك الأفاعيل التافهة من فتاة قليلة الخبرة أن تؤثر عليه ولن يحيده عم برأسه، هو لن يلتفت أبدًا لمشاعر طفولية، لقد انتهى وقت هذا منذ زمن، فهو رجل سا دي مع النساء، لا يريد العشق ولا المشاعر في البداية، هو يُريد أن يؤلم من أمامه ويُعامل بمنتهى الإذعان والخضوع من أي امرأة، فتنبيهها وتذكير نفسه بكل ما هو عليه كان يجب أن يتملك زمام الأمور من جديد وانهال على وجهها بصفعتين سريعتين كي تتألم وتنكسر بداخلها وهي تتذوق قسوته كي تتعلم منذ الآن وصاعدًا أنه لن يُعامل إلا بطريقة مُعينة ولن ينتظر منها سواها...
رمقته بانكسار حقيقي وهي تندهش بفعلته بعد هذه اللحظات الحميمة التي تشاركانها بينما حاول هو أن يحافظ على جمود سواد عينيه المتفحصتين بتمعن بعسليتيها إلى أن تكومت سحابة من عبراتها فوق مُقلتيها حتى حجبت لونهما ولم تدرك ماهية هذه المشاعر التي تندفع بداخلها، شعور بالإهانة، الخزي، خيبة الأمل أم بالحزن والانكسار وسرعان ما انطلقت تلك العبرات لتُصبح سيلا من الدموع لا يريد أن يتوقف.
انتـ ـصب بوقفته وهي ينظر لها مباشرة ولا يحول بينهما سوى دموعها الواقفة بالمنتصف بينها وبينه ثم استحث نفسه أن يسألها بجفاءٍ وهو يُذكر نفسه أنه ليس عليه اللين أبدًا ولا التخلي عن سيطرته على من أمامه حتى ولو كانت هي:
- أتعلمين لماذا تلقيتِ هاتين الصفعتين؟!
شاهدته بقهر ونحيبها بدا وكأنه لن يتوقف أبدًا وتأكدت أن ما حدث منذ قليل لم يكن ليدوم، فها هو قد اختفى هذا الرجل الذي منذ ثوان شعرت معه بالأمان وهو يُعانقها، ومشاعر الفطرية التي استجابت للمساته، وهذه الألفة التي سارت بدمائها عندما احتواها بين ذراعيه، كل ما حدث تلاشى في غضون لحظات ثم تحول لهذا الرجل العنيف الصارم الذي يقسو عليها دون معرفة السبب خلف كل ما يفعله...
رفرفرت أهدابها وهي تشعر بالمرارة جراء ما يحدث ثم همست على مضض:
- لا أدري!
بالكاد سمع إجابتها وسط بكائها لينهال بالصفعة الثالثة بتشف شديد وصرخت باكية بالمزيد وهو يُنبهها بلهجة آمرة مُحذرة بطياتها الكثير من الوعيد:
- تناديني سيدي دائمًا وأبدًا، أول صفعتين لتخليكِ عن تلقيبي بسيدي، والصفعة الثالثة كي تتعلمي أن تجيبي بأدبٍ وخضوع، فهذا الرفض والمضض المُختفيان خلف كلماتك لن أتقبلهما قط، والمرة المقبلة عقابك سيكون عسيرًا لو كررتِ أفعالك!
بداخلها تتيقن تمام اليقين أنه هو السبب في كل ما حدث، هو من وضعها بتلك الحالة ثم أخذ يتساءل بالأسئلة المتوالية، لم تدرك ماذا قالت ولا ماذا فعلت وفقدت حتى القدرة على التنفس والوقوف، بل شعرت أنها كانت بعالم آخر تمامًا ثم يأتي ليصفعها لمناداته باسمه دون سيدي، وكذلك لم يُرضي هذا السلطان المغرور القاسي أن تتكلم على مضض، لماذا يفعل بها كل ذلك؟ أهناك انتقاما خفيا أو ثأرا بينهما وهي لا تعلم؟
تمنت لو أن لها الفرصة لتتساءل بالكثير ولكنها على كل حال ليست في وضع يسمح لها بالمجادلة لتومئ بالموافقة وهي تبتلع غيظها بداخلها وهمست باقتضاب:
- آسفة سيدي
رمقها متمعنًا بملامحها وأدرك أنها يستحيل بعد مضضها وقهرها الذي رآه بعينيها تكون تحولت فجأة هكذا لتُصبح مُذعنة ومطيعة بمنتهى الخضوع ولكنه لن يتركها حتى وهي على يقين أنه يستحيل أن يقبل سوى بخضوعها ثم أعلن ببرود قاسٍ:
- ستتلقين عقابك على أفعالك السابقة الآن...
يُتبع..