رواية مملكة الذئاب Black الجزء الثاني - بقلم الكاتبة زينب عماد - الفصل الثالث
رواية مملكة الذئاب Black الجزء الثاني
بقلم الكاتبة زينب عماد
قد تظن أن الحياة قد ابتسمت لك بعد عذاب دام طويل...ثم تكتشف أن صفعاتها تلك لا تنتهى وانما تنتظر فقط الوقت المناسب لتحطيم عالمك...
❈-❈-❈
مضى على شجار سابين وإستيفان اسبوعاً حاول إستيفان أن يحصل فيهما على مسامحتها....إلا أنها أبت ذلك لعله يلبى طلبها ويرسل رسوله للملك آيدان ليشاركهم بالحرب التى سيذهب لها فجراً....ولكنه ظل على رأيه ورفض أن يطلب العون منه...كما أنه خلال هذا أمر الجميع أن يأخذوا معهم كل ما سيحتاجونه لأن رحلتهم ستدوم لخمسة أيام حتى يصلوا لوجهتم....
كانت سابين تشعر بأن هناك شئ سئ سيحدث...إلا أنها قررت عدم الإنصات لهذا الشعور الذى يجعل قلبها ينقبض ألما لشئ لا تعلم ماهيته…كما أنها قررت العودة لغرفتها فهى قد اشتاقت ل إستيفان...فغدا سيغادر وهى لا تريد أن يغادر وهما متخاصمان…
لذلك عادت لغرفتها مسائا تنتظر إنتهائه من إجتماعه مع مستشاريه…وخاصه ماكس الذى سيتولى المهام الملكيه بعد رحليه…وذلك بعد أن رفضت سابين أن تتولها لانها لا تحب الأعمال المكتبيه فهى تشعر أنها تقيدها…
بعدما انتهى الإجتماع أخبر إستيفان رجاله أن يعود كلا منهم إلى عائلته لتوديعها وسيتقابلون فجراً أمام البوابه الأماميه للقصر…وبعد ذهاب كلا منهم لغرفته..
ظل إستيفان بمكتبه لا يريد العودة لغرفته مادامت سابين ليست بها....فهى رفضت البقاء معه طوال الاسبوع المنصرم....وظلت بغرفة بيلا لأنه لم يقم بفعل ما طلبته منه...
لهذا قرر البقاء بمكتبه حتى يأتى الوقت المتفق عليه ليخرج من القصر....تنهد إستيفان بإرهاق فهو لم ينم جيداً منذ استعداته لهذه الحرب....وابتعاد سابين ضاعف من إرهاقه...
خلال ذلك لاحظت سابين تأخيره فقررت الذهاب للإطمئنان عليه...وحين اقتربت من مكتبه سألت آدمز إذا كان هناك أحد بالداخل مع الملك فأجابها بالنفى فأومأت له سابين بهدوء...
كان إستيفان شارداً حتى وجد باب مكتبه يفتح بهدوء...وسابين تدلف منه مغلقة الباب خلفها فإبتسم إستيفان بشوق لهذه العنيدة التى امتنعت عن رؤيته أو التحدث إليه...
فقال بصوت خرج مجهد:هل أتيتى لتكملى الشجار الذى بدأناه منذ أسبوع؟!....لم تجيبه سابين بل تقدمت منه حتى أصبحت أمامه...ثم قامت بالوقوف بين قدميه فأصبح هو أمامها قدمها ملاصقه لقدميها ومكتبه خلفها....ثم جلست على قدميه وهى تنظر لعينيه بحب قائلة بإجهاد...فهى الأخرى لم تستطع النوم جيدا بعيداً عن أحضان زوجها الحبيب:اشتقت لك إستيف....
ثم اقتربت منه أكثر وهى تقبل وجنته بإشتياق مما جعله يغمض عينيه براحه غادرته منذ ابتعادتها...وهى تقربه منها تحضنه بقوة وكأنها تريد إدخاله بين ثنايا قلبها لتحميه من الجميع...كما قربها هو الأخر له يملأ صدره برائحتها وهو يرد عليها بشغف وبحه مميزه:
اشتقت لرائحتك الطيبه ودفئ قلبك أيتها السابيه التى قتلتنى ببعدها...
شددت سابين من يدها التى تحضنه وهى تتمسح بعنقه قائلة بأسف:أعتذر منك ملكى لقد أدركت خطأ الابتعاد عنك...أعدك ألا أكرر فعلتى مرة أخرى أقسم لك...ختمت حديثها وقد امتلأت عينيها بالدموع...
وهذا الشعور يعود ليحتل قلبها مسببا ألما لا يطاق...
فبدأ جسدها يهتز بسبب محاولتها لكتمان بكائها...إلا أن إستيفان شعر بها فأبعدها عنده بلطف...وهو ينظر لوجهها الذى مال للإحمرار بسبب بكائها....وقد شعر بالتوتر من بكائها ف سابين لا تبكى إلا لشئ جلل... مسح إستيفان وجهها بأنامله وهو يقول بتشتت:لما البكاء جميلتى؟!..هل لأننى لم أرسل رسولاً ل آيدان؟!...
نفت سابين برأسها وهى تقول برجاء:أريد الذهاب معك للحرب...إنصدم استيف من طلبها فهى قد توقفت عن طلب مثل هذه الأمور منذ أنجبت طفلهم الأول...أرجوك إستيف لا تتركنى هنا وحدى....أريد الذهاب معك فأنا أشعر بشعور سئ وقلبى يؤلمنى بقوة وكأننى لن أراك مجدداً...لهذا أرجوك خذنى معك أرجوك....
أنهت حديثها بشهقه لم تستطع كتمانها...وعينيها الدامعه تحاكى عيناه بذلك الألم الذى يقتلها من الداخل....تضاعف الألم بقلب إستيفان الذى قربها
منه يقبل عينيها بحنان....ويربت على ظهرها بحب قائلا بصدق:تعلمين أننى لن أستطيع أخذك معى ليس لقلة خبرتك....فكلانا يعلم كم أنتِ بارعه ولكن ما أنا ذاهب إليه لا أعلم ماهيته...لهذا لن أقبل بأن يصيبك أذى حتى وإن كان جرح طفيف....كما أننى أحتاجك هنا ف ماكس لا يقوى على العمل وحده...وأنتِ لستى وحيده أنستى الصغار....لهذا يجب أن تظلى هنا حتى أظل أنا مطمئن على الجميع لأنهم سيكونون تحت حمايتك....
أدركت سابين أنه لن يغير قراره كما أنه على حق ف هى يجب أن تتحمل مسؤليتها...لهذا عادت لتحضنه من جديد فقام إستيفان بتقبيل عنقها بحب...وهو يستقيم واقفاً وهو لايزال يحملها ويقربها لقلبه... ذاهبا لغرفته لينعم بدفئ حبيبته قبل أن يرحل فجراً....متمنياً أن يتوقف الوقت ولا يشرق صباح الغد حتى يمتلأ قلبه بعبقها...
❈-❈-❈
كانت ليلى تجلس بغرفة ديفيد تعد له العدة وتنتظر عودته من اجتماعه.....كما قامت بتجهيز عدتها هى الأخرى فقد قررت الذهاب معه لتشارك بهذه الحرب... فهى الأن فارسه لها حق المشاركه بمثل تلك الحروب....
كانت ليلى تفكر بما ستقوله ل ديفيد حتى يقبل بذهابها.....وأثناء ذلك وجدت باب الغرفه قد فتح ودلف منه ديفيد الذى تعجب من تواجدها بغرفته بمثل هذا الوقت...
قائلا وهو يقترب منها مقبلا رأسها بحنان ثم يتسطح على الفراش جوارها:لماذا مازلتى مستيقظه صغيرتى؟!...
تسطحت ليلى جواره وهى تنظر للأعلى بهدوء قائله:
لقد قمت بتجهيز أشيائك وأشيائى من أجل الغد... قالتها وهى تستدير لتنظر له منتظرة رده...إلا أنها وجدت حاجبيه قد انعقد وهو يلتفت لينظر لها قائلا بتسأل:ما الذى تعنيه ب أشيائك ليلى؟!...إلى أين أنتِ ذاهبه؟!...
ابتلعت ليلى ما بجوفها قائلة بثبات زائف وهى تنظر لعينيه:أنا سأذهب معك لهذه الحرب...اتسعت عينى ديفيد بصدمه وهو يعود ليجلس على الفراش وكأنه قد تم لدغه من أفعى سامه....قائلا بإنفعال:ما اللعنه التى تتفوهين بها؟!...ثم ضربها على رأسها مكملا بحده:هل فقدتى عقلك اللعين ليلى؟!...
كانت ليلى تنظر له بتوتر رغم إدعائها الثبات وهى تقول بخفوت:لا لم أفقد عقلى....وأجل أنا سأذهب معك لهذه الحرب ولا يوجد من يستطيع أن يمنعنى من ذلك...
اتسعت عينى ديفيد وهو يشعر بأحشائه تشتعل من شده غضبه....فأمسك بوجهها يقربها إليه وهو يقول بحده أصبحت تلازمه منذ فقد زوجته وولده:ومن أخبرك أننى سأسمح لكِ بالذهاب؟!...كان الغضب يسيطر عليه وهناك خوف قد احتل قلبه من فكرة فقدانها هى الأخرى وهذا جعله يفقد عقله...
هنا لم تعد تستطيع ليلى التماسك وهى تمسك بتلبيبه قائله بعيون دامعه:واللعنه أنا لن أسمح لك بتركى.....فأنا أعلم أنك تريد الذهاب لهذه الحرب حتى تلقى حتفك هناك....فبدلاً من أن تقتل نفسك ليراى الجميع كم أنك رجل ضعيف استسلم للموت... قررت أن يروا كم أنك قوى وفقدت روحك من أجل المملكه...لهذا فالتعلم جيدا أننى سأكون ملاصقه لك بهذه الحرب وبأى حرب ستذهب إليها....حتى إذا قررت الرحيل سأكون أنا قد ذهبت قبلك سيد ديفيد.....
تشتت نظرات ديفيد وهو ينظر ل ليلى بصدمه...
فمتى أصبحت هذه الصغيرة على علم بكل ما يخصه لهذه الدرجه....كيف لها أن تعلم بما خطط له؟!...فهو بالفعل قرر أن يذهب لهذه الحرب ليحصل على موته مشرفه تليق به....
لهذا أبعد يده عن وجه ليلى الباكى وكاد يتحرك مبتعداً عنها...إلا أنها أمسكت به بقوة أكبر وهى تعود لتقول بألم وحزن:هل أدركت الأن أننى لست شخص ذو قيمه لديك؟!...وأنك مجرد كاذب وأننى مجرد فتاة لا تهتم لأمرها...أنت لا تختلف عن جورج بشئ إلا أنه واللعنه يكن لى القليل من الحب الذى أراه بعينيه بين كل فنية والأخرى....بينما أنت لم تنظر لى سوى بتلك النظرات الجامدة والفارغه....والتى ظلت تقتل ما بدخلى حتى أصبح ما بداخلى رماد....هل شعرت بى يوماً كما أشعر بك؟!...هل فكرت يوماً ماذا سيحدث لتلك الغبية التى أجبرتها على التخلى عن الجميع والتمسك بك وحدك حين قررت الرحيل بلا عودة؟!...
واللعنه لقد أحببتك أكثر من حبى ل سابين والجميع هل هكذا تكافئنى؟!....تتركنى وترحل وكأننى لا أحد بحياتك اللعينه....
تنفست ليلى بقوة وقد أفرغت ما بجعبتها منذ أعوام....لهذا الرجل الذى عزلها عن الجميع وجعلها طفلته المدلله...ومن ثم قرر التخلى عنها الأن بكل سهولة...
كانت ليلى تنظر له بمشاعر عديده الحزن والألم والتسأل والأهم الخذلان من سهولة التفريط بها...
لهذا تركت ثيابه وهى تبتعد عنه تستقم واقفه مقررة الذهاب بعيداً عنه...ولكن قبل أن تقترب من باب الخروج....منعتها أيدى ديفيد التى إحتضنتها من الخلف....
فحاربته ليلى بشراسه ليبتعد عنها وهى تقول بصوت خرج ممزق متألم يملأه الإنكسار:إبتعد لم أعد أريد قربك اللعين...فالتفعل ما يمليه عليك عقلك الحقير ولأفعل أنا أيضاً ما يمليه على عقلى...إبتعد أيها ال..كادت ليلى تكمل سبابها ل ديفيد....
إلا أنه أدارها إليه وهو يحتضنها ويجلس أرضا مقيداً حركتها أكثر....وهو يعود ليحكم قبضته على وجهها لتنظر له قائلا بإنفعال وألم حارق:واللعنه لما تظنين أننى لم أقم بقتل ذاتى من قبل؟!...لما لم أفعل ذلك رغم ألمى الذى حطم روحى وأشعل قلبى؟!..واللعنه إنه أنتِ مَن يمنعنى مِن فعل ذلك حتى الأن...فرغم ما توسوس به شياطينى من وجوب اللحاق ب طفلى ووالدته....إلا أننى أجد صورتك وأنتِ تبكى هى من عقلى فتجبرنى على عدم فعلها....إلا أننى واللعنه لم أعد أستطيع التحمل أقسم أننى لم أعد أستطيع...
قالها بصوت بح من شده انفعاله والمجهود الذى بذله...كما أنها خرجت من جوفه بألم شديد وعينيه قد امتلأت بالدموع مكملا:لن أنكر أننى فكرت بقتل ذاتى بهذه الحرب كما ظننتى....اتسعت عينى ليلى بألم وهى تذرف الدموع بسخاء وكأنها تخبره بعينيها ألم أخبرك أننى أعلم....إلا أنه عاد ليكمل قائلا:إلا أننى أقسم لك أننى تراجعت عن فعلها تراجعت من جديد للمرة التى لا أعلم عددها....فقط من أجلك صغيرتى أنتِ وحدك...
كانت ليلى قد سكنت بين أحضانه بعد سماعها لحديثه....ورفعت يدها لتربت بحنان على وجنته الناميه قائله بتسأل حزين:إذا لما؟!..لما أردت الرحيل وترك صغيرتك وحدها؟!...
ابتسم ديفيد بمرارة قائلا:لأن أحدهم أطلعنى على شئ لم أكن أراه مسبقاً أو أدعى أننى لا أراه...لهذا أدركت أنه كان من الأفضل لى أن أرحل لعلكى تحصلين على ما هو أفضل منى...لهذا يجب عليكِ تركى فأنا لا مكان لى بهذا العالم....اسمحى لى أن أجد راحتى ليلى....
عادت ليلى لتبكى بقوة وشهقاتها ترتفع وهى تتمسك به بقوة تحضنه قائله:وهل تظن أننى قد أتركك تبتعد بعد حديثك هذا....ظلت ليلى متشبسه به وكأنه طوق نجاتها...فحملها ديفيد وعاد لفراشه من جديد وهى لاتزال بأحضانه وهو يربت على ظهرها بحنان....
وبعد أن تأكد من أنها قد سقطت بسبات عميق...قرر أن يغمض هو الأخر عيناه لينعم بالقليل من الراحه قربها....وغط هو الأخر بسبات عميق لم يحصل عليه منذ وقت لا يعلمه...
بعد مرور بعض الوقت تحركت ليلى بهدوء مبتعدة عن ديفيد...وهى تنظر لملامحه بحب ثم خرجت من الغرفه بهدوء حتى لا يستيقظ هذا النائم...وأسرعت تجاه غرفة الملك وكادت تطرق بابها...إلا أن الحارس منعها من طرق بابه....فجلست أمام الغرفه حتى بدأ الفجر بالبزوغ...
وبينما ليلى تجلس أمام غرفه الملك وقد غفت بدون قصد منها...حتى وجدت يد احدهم تربت على كتفها بهدوء قائلا بخفوت لا تصاب بالفزع:ليلى...ليلى....
ففزعت ليلى واستقامت واقفه تنظر لمحدثها فوجدته ألفين قد أتى ليوقظ الملك ليرحلوا....فقد أوشكت السماء على الشروق....
نظر ألفين لوجهها الزابل قائلا:ماذا حدث هل تشاجرتم؟!...اومأت له ليلى قائله بصوت خرج متحشر بسبب سباتها وبكائها:أجل...إلا أنه اعتذر...
أومأ لها ألفين بتفهم فالجميع يعلم بعلاقة ديفيد وليلى المعقده والتى لا يعلمون تحت أى بند تقع... فعاد ألفين ليسألها من جديد قائلا:إذا ماذا تفعلين أمام غرفه الملك بمثل هذا الوقت؟!...
أجابته ليلى بثبات:أريده بأمر هام ستعلم به حين يتكرم علينا ويخرج من حصنه...إبتسم ألفين وهو يقترب من غرفه الملك طارقا بابها بهدوء...ثم عاد ليقف جوارها منتظر خروج صديقه...وبالفعل لم يمر سوى لحظات وخرج إستيفان بكامل ثيابه وهو يغلق الباب خلفه بهدوء...بعد أن ألقى نظرة حزينه نحو تلك النائمه على الفراش بعد بكاء دام لساعات وهى ترجوه أن يقبل بذهابها معه...
أغلق إستيفان باب غرفته وقد عاد الجمود ليحتل وجهه.....إلا أنه نظر بتعجب حين وجد ليلى تقف جوار ألفين فقال بتسأل وبحه خرجت مميزه:ماذا هناك ليلى؟!...هل حدث شئ ما؟!...
أومأت له ليلى قائله بثبات:أجل...أنا أطالب بعدم ذهاب ديفيد لهذه الحرب سيدى...إرتفع حاجب الملك بينما نظر لها ألفين بصمت....
فأكملت ليلى بتوضيح:إنه يريد الذهاب ليلقى حتفه وأنا لن أسمح بهذا.....ولكن إذا أردت ذهابه لهذا الحرب فيجب أن توافق على ذهابى أنا الأخرى... فوجودى سيمنعه من إيذاء ذاته خوفا من أن أصاب بالأذى....
أجابها الملك بتريث:أنتِ تعلمين أنه لن يقبل بالبقاء وإن حدث ورحلنا سيتتبعنا....هنا ردت عليه ليلى بثبات:إذا سأذهب أنا الأخرى...
تدخل ألفين مجيباً إياها هذه المرة قائلا بقوة:الأمر ليس كما تظنين ليلى فهذه الحرب مليئه بالمخاطر...
وأنت لم تخوضى حربا من قبل....كما أننا سنقابل الكثير من الصعاب ولا نعلم ماذا قد يحدث هناك؟!..
لهذا أنا لا أقبل بذهابك كما سيكون رأى ديفيد هو الأخر...أليس كذلك إستيفان؟!...
لم يجبه إستيفان بشئ بل ظل ينظر ل ليلى التى قالت بإصرار تضرب بحديث ألفين عرض الحائط:
وأنا لازلت أصر على ذهابى معكم...فهذا حقى ك فارسه بالبلاط الملكى....ونظرت للملك تنتظر قراره بقلب ينبض خوفاً من رفضه لذهابها معهم...
بينما ظل الملك ينظر لها بجمود لبعض الوقت حتى تنهد قائلا:أظن أنها لعنه قد أصابت فتيات جورج ألكدورى...تجهزى يا فتاة...لم تعى ليلى السبب وراء حديث الملك إلا أنها اتسعت ابتسامتها بسعادة لموافقة الملك....وأسرعت نحو غرفة ديفيد لإيقاظه...
بينما نظر ألفين ل إستيفان بنفاذ صبر قائلا:أنت تعلم أنه سيرفض ذهابها...وحينها ستندلع حرباً أخرى ولكن ستكون أشد بأسا...ف ليلى عنيده وديفيد اصبح حاد الطباع...لهذا فالتخبرنى كيف ستقوم بحلها؟!...
أجابه إستيفان بثبات:أنا لن أقبل بأن أعود بجثمان هذا الحقير...لهذا يجب أن تأتى ليلى معنا لأنها الضمان الوحيد لعودة هذا المخنث حياً...ولأنها الوحيدة التى منعته من قتل نفسه بالماضى...وهى من ستمنعه من فعلها اليوم وغداً...
أجابه ألفين بإنفعال:واللعنه هل ستقوم بالتضحيه بها من أجل هذا الحقير ديفيد الذى لم يعد يعبئ بأحد... حتى أنه لم يهتم لأحد وأجبرها أن تبتعد عن الجميع من أجله...أظن أنك الأخر قد فقدت عقلك اللعين مثله....أنهى ألفين حديثه وتحرك مبتعداً عنه حتى لا يقوم بقتله وهو يسب كلاهما...
تنهد إستيفان وهو ينظر لأثر صديقه قائلا بشرود:بل هذا ما كان يجب فعله منذ وقع هذا اللعين بحب طفله تصغره ب ستة عشر عام...
❈-❈-❈
دلف ألفين لغرفته لجلب أمتعته ولكن بهدوء فجوليا قد تستيقظ بأى لحظه....وحينها لن يمر الأمر مرور الكرام....فقد أمر الجميع بإخفاء أمر رحيله فجر اليوم لعلمه بما ستفعله حين تعلم بذلك...لهذا حمل أمتعته وخرج من الغرفه وأغلق بابها بهدوء خلفه...وهو يتنفس الصعداء من نجاحه بعدم إيقاظها....
وخلال سيره للخروج من القصر تقابل مع ماثيو وليليان التى تحضضن يد زوجها بقوة...وتسير معه للخارج بعد اصرار منها لتوديعه...سار ألفين جوارهم وهو صامت احتراماً لهذه اللحظه...
حتى خرجوا من القصر فتوقف ماثيو فنظر له
ألفين بتفهم قائلا:سأنتظرك بالخارج....اومأ له
ماثيو بالموافقه...
وبينما التفت ألفين ليرحل وماثيو عاد لينظر ل ليليان التى قالت موجهه حديثها ل ألفين قائله بحده لم تستطع منعها:ما فعلته كان خطأ محض ألفين...لقد كان من حقها أن تعلم برحيلك كما فعل الجميع...ما قمت به ليس حباً بل أنانيه...
أغمض ألفين عينيه بألم وهو يدرك صحه حديثها...
إلا أنه لا يملك الشجاعه لفعلها...فهو يقسم أنه إذا رأها تبكى ومن ثم تفقد وعيها أمام عينيه...حينها سيترك تلك الحرب اللعينه والجميع...ويظل جوار محبوبته ولتلعنه السماء حينها إن أردات...لهذا عاد ليكمل سيره للخارج....وهو يشعر بروحه تغادره كلما ابتعد عن القصر...
بينما عادت ليليان تنظر ل ماثيو وهى تحاول منع عينيها من ذرف الدموع...وهى تتذكر وعدها له بعدم البكاء....فقد دار بينهم نقاش حاد على ذهابه لهذه الحرب...
"فلاش باك"
ليليان حين أدركت بوجود حرب قادمه وهى قد ثارت ثورتها....كما أنها انتظرت عودت ماث مساءً وبالوقت الذى دلف فيه إلى الغرفه....
واجهته ليليان قائله بتوتر شديد ظهر جلياً على إرتعاش يديها:أنت لن تذهب لهذه الحرب....أليس كذلك؟!...
أغمض ماثيو عينيه بإجهاد فهو يعلم أن هذا الليله لن تنقضى على خير...فأعاد فتح عينيه وهو يقترب منها ممكساً بيدها المرتعشه قائلا بدفئ:لما كل هذا الخوف والغضب عزيزتى؟!...فهذه ليست الحرب الأولى التى سأخوضها....لهذا فأنا لا أرى سبب لكل هذا الخوف...
اتسعت عينى ليليان بصدمه وهى تقول:إذا ستذهب كما سمعت من الجميع؟!...أغمضت ليليان عينيها تحاول الهدوء إلا أن ألم قلبها قد فاق الإحتمال.... وهى تقول:ألم يخبرك الحكيم أن إصابة يدك تمنعك من العودة لحمل سلاحا مرة أخرى...وأنت تريد الذهاب لتقاتل...وليس قتال فقط إنما حرب....
واللعنه هل تريد الموت؟!...هل تريد تركى وحيده من جديد؟!...وماذا عن وعدك لى بالبقاء.....هل كان كل هذا مجرد كذبة جديده أم ماذا؟!..واللعنه أجبنى... أنهت ليليان حديثها بصراخ حاد وعيون باكيه...وهى تشعر أنها ستفقد عقلها من صمته...
تنفس ماثيو بصوت مسموع ثم نظر لعينيها الدامعه قائلا بصدق:أنتِ تعلمين أنكِ كل ما أملك بهذه الحياة لهذا أرجوك لا تبكى....فقلبى يتمزق لبكائك ليليان... انهى حديثه وهو يقبل عينيها بحب...ثم قربها إليه يحتضنها يطمئنها بقربه...
ثم أبعدها عنه حين شعر بهدوئها قائلا برزانه:يجب أن أذهب ليليان...كادت ليليان تقاطعه إلا أنه منعها بوضع إصبعه على شفتيها مكملا:هذا ما خلقت من أجله أن أقاتل بساحه الحرب...فإن كان مقدر لى الموت فلا أتمنى أكثر من أن يكون موتاً شريفاً يليق بى....كما لو أن ساعة موتى قد حانت وأن بين أحضانك الدفئه ألن أذهب ويظل جسدى الساكن
باقيا بقربك....كما أننى أتذكر أنكِ أحببتى ذلك الفتى الشجاع الذى يملك من الثبات ما يجعله يواجهه أى مصاعب....ولكن ها أنا أقسم لكِ لو أنكِ أمرتنى بالبقاء سأظل....إلا أننى أرجوكِ ليليان اسمحى لى بالذهاب أرجوكِ حبيبتى....أنهى حديثه وهو ينظر لها بألم جعلها تبتلع ما بجوفها توتراً وتشتت...فقد ترك لها الأمر ولكنها تعلم أنها رغم رعبها من فقدانه إلا أنها ستوافق على ذهابه....
لهذا عادت لتبكى بألم وهى تنظر له بإتهام فقد أوقع بها...قائله بحده:واللعنه أنت تعلم أننى لن أستطيع إحزانك....لهذا قمت بترك الأمر لى أنا أمقتك ماث... فالتفعل ما تشاء أيها العجوز...
اتسعت عينى ماثيو من حديث زوجته الذى رأه مهين لرجولته...وهو يشير لنفسه بصدمه زائفه:هل قلتى أننى عجوز يا إمرأة؟!...
نظرت له ليليان بحقد طفولى جعلها أشد جمالا...
رغم تلك الشعيرات البيضاء التى بدأت بالإنتشار على رأسها:أجل عجوز خرف ذو جسد متهالك...قالتها وهى تبتعد عنه بغضب...إلا أنها لم تستطع إكمال سببها بسبب جذب ماثيو لها....
وهو يقول متوعداً:فالتأتى إلى هنا حتى أريكى ماذا يستطيع هذا العجوز أن يفعل....وضمها لقلبه وهو يتمنى أن يعود من تلك الحرب حى....ليكمل حياته مع تلك المرأة التى يعشقها ولن يعشق غيرها...
"انتهاء الفلاش باك"
ماثيو بحنان وهو يمسد يد ليليان بيديه:أريد منكِ أن تهتمى بذاتك جيداً....عدينى بذلك حبيبتى...أومأت له ليليان بعيون تلمع بالدموع قائله بصوت خافت حزين:أعدك....وأنت أيضا عدنى أن تعود لى معافى...
اقترب منها ماثيو مقبلا جبهتها بحب وهو يحضتنها بقوة قائلا:أعدك أن أعود لك....أعدك صغيرتى...
ثم تركها ورحل سريعاً حتى لا يقوم بالعدول عن قراره ويظل بقربها....بينما كانت ليليان تضع يدها على فمها تحاول منع شهقاتها من الخروج....وهى تنظر لزوجها بألم متمنيه أن يعود لها معافى من كل سوء....
❈-❈-❈
وبأحد غرف القصر كان دراكوس قد انتهى من ارتداء ثيابه...وميلسيا قامت بتجهيز أمتعته وهى تمسح وجهها من الدموع العالقه به حتى لا يراها دراكوس الذى اقترب منها يحتضنها من الخلف...قائلا بحزن: أرجوك اميرتي فالتكفى عن البكاء...فأنا لا أريد أن أتذكرك وأنتٓ باكيه.... التفتت له ميلسيا بوجه مائلا للإحمرار بسبب بكائها وهى تجبر شفتيها على رسم ابتسامه فشلت برسمها...وهى تقول:وهل تريد أن اكون سعيده برحيلك؟!...هل فقدت عقلك يا رجل؟!..
قالتها بحده طفيفه وهى تلكم كتفه بضعف...
ابتسم دراكوس وهو يقربها إليه مقبلا وجنتها بحب قائلا:أجل لقد فقدت عقلى...ولكن ليس اليوم بل منذ اليوم الذى وقعت عينى عليكِ جميلتى لم تستطع ميلسيا تمالك ذاتها...فإرتمت بأحضانه تتمسك به وهى تبكى بضعف قائله:أقسم لو لم تخبرنى بإحتياج إستيفان لك لما سمحت لك بالرحيل...لهذا أرجوك عدنى أنك ستعود بخير...
أومأ لها دراكوس قائلا بحب:أعدك أميرتى أعدك أن أعود لكِ...لهذا فالتكفى عن البكاء...أومأت له بطاعه وهى تقوم يتوديعه بعدما رفض أن تخرج من غرفتها....خرج دراكوس من الغرفه وترك ميلسيا التى سمحت لدموعها بالهبوط وهى تجلس أرضا تضع يدها موضع قلبها المتألم....وهى تنظر لأعلى قائله برجاء:أرجوك يا إلهى إحفظه لقلبى أرجوك...
انهت حديثها وهى تشعر بألم قلبها الذى يشدد ويخبرها أن تسرع خلفه لتمنعه من الرحيل...إلا
أن عقلها منعها من ذلك مذكرا إياها ما أخبرها به دراكوس....حين علم بأحد مخطط ذلك اللعين لهذا كان يتوجب عليه الذهاب...فوجود بهذه الحرب لحماية إستيفان ومن معه...
ظلت ميلسيا على وضعها جالسة أرضاً تبكى...وهى تنظر أمامها بشرود حتى غفت من إرهاقها...
❈-❈-❈
كانت تشعر بالأمان والدفئ يحيطها وهو يحتضنها من الخلف بتملك كما تحب...وهما يجلسان بتلك الأرض الواسعه المليئة بالزهور....والشمس تشرق لتعلن عن ميلاد يوم جديد...كانوا يشاهدون شروقها بصمت مريح وهى تستند عليه براحه....
حتى شعرت سابين بالبرودة تحيطها بدلا من أذرع إستيفان القويه...فإستدارت تبحث عنه بتلهف إلا أنها لم تجده...ظلت تنظر حولها بقلب ينبض فزع وخوفاً من رحيله المفاجئ....لهذا بدأت تركض وهى تهتف بإسمه بلوعه:إستيفان...إستيفان أين أنت؟!...
إستيفان...
كانت سابين تركض لوجهة غير معروفه وهى تصرخ بإسم إستيفان...لعله يستمع لصوت صراخها إلا أنه لم يجبها أحد....حتى لاحظت تغير كبير بالجو فبعد أن كانت السماء صافيه والشمس تشرق...أتت رياح قويه محملة بالأتربه تصفع وجهها وجسدها....فوضعت سابين يدها على عينيها لتحتمى....حتى شعرت بهدوء الريح....
وعندما فتحت عينيها سمعت صراخ صغيرها ليوس فإستدارت تبحث عنه....حتى توقفت وتوقف معها تنفسها...فقد كان هناك رجل لا تعرفه يمسك بصغيرها ويضع سكين حاد على عنقه وهو ينظر لها بإبتسامة مستمتعه بصدمتها....وعيناه تشع حقداً كبير...
شعرت سابين أن سهما أصاب قلبها من نظرات طفلها الباكيه والمرتعبه والذى يحاول عدم البكاء ليظهر ثباته الزائف...إلا أنه لم يخفى عليها إستغاثة عينيه لها لتبعده عن أيدى هذا الرجل....
لم تحتمل سابين ذلك الخوف الذى يشعر به صغيرها.....وأسرعت نحوهم وهى تخرج خنجر دوغلاس الذى يلازمها منذ وفاته...
إلا أن الرجل قال بحده وهو يضغط على عنق ليوس الذى صرخ بألم....حين غرس السكين بعنقه وبدأت دمائه تسيل:توقفى وإلا قمت بشق عنقه أمام عينيك...
فقالت سابين بقوة وعين حارقه رغم إرتجافها من الداخل:من أنت؟!...واللعنه إترك الفتى وواجهنى إن كنت تظن أنك رجلاً...
إنكمشت ملامح الرجل بغضب بالبدايه...إلا أنه عاد لإسترخائه من جديد وهو يجييها بصوت ساخر يحمل بين طياته كره كبير:أنا من سيمحى سلالة زوجك اللعين من الوجود بأكمله...وإن كنتى ترغبين بمواجتهى كما تقولين...فلا تقلقى جميلتى فلقائنا قد إقترب....أنهى الرجل حديثه وإختفى هو وليوس معاً....
فظلت سابين تبكى بهياج وهى تصرخ بإسم طفلها وهى تبحث عنه....وقد بدأت السماء تمطر بشده وسابين عادت لتركض وهى لاتزال تصرخ بإسم صغيرها...حتى شعرت أن قلبها سيتوقف من شدة خفقانه...وصوتها ضعف من شدة صراخها وعيونها الباكية لا تسمح لها بالرؤيه جيدا...كما لا تساعدها الأمطار الغزيزة حتى اصطدمت بصخرة لم تراها فسقطت أرضا...وهى تبكى بشدة وتصرخ:
أوريليوس....
إستيقظت سابين من سباتها وهى تتنفس بقوة وخصلات شعرها ملتصقة بوجهها بسبب العرق...
وهى تشعر أن كابوسها كان حقيقى...إلا أنها كانت تحاول أخذ أنفاسها المتسارعه وعينيها قد امتلأت بالدموع...وهى تنظر حولها بخوف لم تشعر به منذ كانت طفله...وشعرت أنها تريد رؤية ليوس الآن...
أسرعت سابين تخرج من غرفتها تركض بثيابها الكاشفه...والتى لم تهتم لها متجهه نحو غرفة ليوس كان كل من يراها من رجال يبتعد عن طريقها وينظر بعيداً عنها فثيابها تظهر من جسدها أكثر مما تخفى... بينما كانت النساء تنظر لها بصدمه وتعجب بالوقت ذاته....ف الملكة ليست من عادتها الخروج بمثل هذه الملابس الفاضحه....
وبينما هم ينظرون لها بتسأل ودهشه...كانت هى لا ترى أمامها سوى ذلك الحقير الذى كان يضع سكينه على عنق صغيرها....وصلت سابين لغرفة ليوس ودلفت للداخل بلهفه دون طرق الباب...وهى تهتف بصوت خرج مرتعباً مهزوز:ليوس...ليوس أين أنت يا صغيرى؟!...
نظرت لفراشه إلا أنه لم يكن نائم فاسرعت نحو المرحاض إلا أنها وجدته هو الأخر فارغ....فدق ناقوس الخطر بعقلها أنها قد تكون فقدت طفلها... فظلت تنظر لغرفته وهى تحاول أخذ أنفاسها.....إلا أنها لم تستطع فوضعت يدها حول عنقها تحاول التنفس....وعينيها تسيل منها الدموع بغزارة وهى لا ترى سوى نظرات صغيرها المستغيثه والباكيه أمامها....
إستندت سابين على الحائط من خلفها وهى تحاول التسلح بالهدوء....فمن المؤكد أنه استيقظ وذهب لغرفة أحد إخوته كما يفعل....فعادت تركض نحو غرف البقيه تبحث عنه كالمجنونه إلا أنها وجدت غرف الجميع فارغه هى الأخرى...كما كان كل من يراها يقف متصنم من هيئتها المبعثره...
حتى رأتها ليليان التى كانت تسير رفقة جوليا تحاول تهدأتها بعد نوبة بكاء عنيفه....بسبب رحيل ألفين دون علمها وتوديعها...فقالت بتشوش:ماذا بها سابين؟!...
وكيف تخرج بهكذا ثياب من غرفتها...هل فقدت هى الأخرى عقلها؟!...
نظرت جوليا نحو المكان الذى تنظر له ليليان.... فوجدت شقيقتها بالفعل تقف بثباب فاضحه...
فإتسعت عينيها بصدمه إلا أنها تدراكتها وهى
تسرع خلف ليليان.....التى ذهبت نحو شقيقتها لمعرفة ما حدث لشقيقتها هى الأخرى....
اسرعت ليليان نحو سابين لتوقفها وهى تنزع عبائتها لتضعها على جسد سابين...قائله بقلق من هيئتها فمن يراها يعلم أنها تبكى منذ مدة لا بأس بها:ماذا حدث صغيرتى؟!...هل أصابك مكره؟!...
اومأت لها سابين بأنفاس متلاحقه:أريد رؤية ليوس الأن...ولكنى لا أجده مهما بحثت عنه...ثم نظرت ل جوليا سائلة إياها بلهفه:هل رأيتى ليوس جوليا؟!... أومات لها جوليا بالنفى قائلة بقلق إنتقل إليها من هيئة شقيقتها الباكية:لا لم أراه...لما هل حدث شئ؟!...
قالتها وقد تناست حزنها وغضبها على ألفين...
شعرت سابين بالضياع فصرخت بحده لم يعدها الجميع منها مما أصابهم بالفزع من صراخها:واللعنه أريد صغيرى....إلى أين ذهب ليوس....قالتها سابين بصوت مرتفع باكى...
بينما نظرت لها ليليان ببلاهه تشعر أن سابين ستفقد عقلها إن لم تجد ليوس أمامها الآن...لهذا تحدثت بحزم:سابين فالتهدأى سأجعل الجميع يبحثون عنه الأن...فقط إهدئى سنجده صغيرتى....
نظرت لها سابين بضياع لم تراه ليليان بعينيها من قبل....ف سابين دائما ما تكون تلك المرأة القويه والتى لا تظهر مشاعرها للجميع بسهوله...لهذا فهى تعلم أن هناك شئ سئ قد حدث...
لهذا نظرت ليليان لجميع الحرس والخدم المحيطين بهم قائلة بقوة:فاليبحث الجميع عن الأمير بالحال ويأتى به إلى هنا...بدأ الجميع يركض بحثا عن الأمير بينما اقتربت جوليا من سابين تحضننها لتهدأ...ظلت سابين ساكنه بأحضانها....حتى وقعت أنظارها على الحظيرة الخاص بحيوانتها هى وإستيفان...والتى قامت ببنائه بمساعدة من جورج لحماية حيوانتها...
ابتعدت سابين عن جوليا وتحركت نحو الحظيرة بخطوات مسرعه...فمن المؤكد أنه هناك فهو يشبهها بهذا فدائما ما يذهب للجلوس معهم لأنه يشعر بالرحه معهم....
كانت جوليا وليليان تركضان خلفها وهما يرون حالتها السيئه....بينما إنقلب القصر رأساً على عقب بسبب بحث الجميع عن الأمير الذى لم يجدوا له أثر حتى الأن....
وصلت سابين الحظيرة فلم تجد الأمير هناك.....
وكادت تخرج إلا أنها لاحظت إختفاء بروس ذئب ليوس وماركو ذئب أدريان من الحظيرة...فأصبح قلبها ينبض أضعاف وهى تحاول تكذيب ما توصل له عقلها....
فأسرعت للخارج تهتف بصوت صارخ:كيو...كيو..
أسرع نحوها شاب بالعشرين من عمره قائلا بإحترام: أمرك مولاتى....قالت سابين بغضب حارق:واللعنه أين ذهب بروس وماركو؟!...
توترت نظرات كيو وهو يقول:لقد أتى الأمير والسيد ادريان فجراً بعد رحيل الملك...وأخذ كلا منهم ذئبه للسير قليلا بالحديقه الخلفيه فكلاهما لم يشعروا برغبه فى النوم...وذهبت لإستكمال عملى وحين انتهيت عدت للحظيرة لوضع الطعام للحيوانات...
إلا أننى لم أجد الذئاب قد عادت فخرجت للبحث عنهم فلم أجد أثرهم...وكان أخر مرة رأيتهم قد مرت عليها قرابة الأربع ساعات...ولقد شعرت بالقلق فهذه ليست من عادتهم...لهذا ذهبت لغرفتك لإخبارك مولاتى....إلا أن الحرس منعنى لأن الملك أمر الحرس قبل رحيله بالا يقوم أحدهم بإزعاجك....
وأثناء ما كان كيو يتحدث حضرت كلا من كيت وسيلا ولينا وريبكا حين علموا بالأمر من الخادمات....
كما أنهن نظرن بقلق لهيئة سابين المبعثرة...وحديث كيو الذى علمن منه أن ليوس وأدريان مختفيان عن القصر منذ ساعات ولا يعلم أحد بمكانهم...كانت سابين تنظر له بصمت وعيون قد عادت لتمتلأ بالدموع...وقد تحقق كابوسها بالفعل ولكنها لم تكن تعلم أنه سيكون بهذه السرعه...
وبينما كانت سابين تشعرت أن روحها لم تعد تحتمل هذا الكم الهائل من الضغط...سمعت نخيب جوليا القوى حين أدركت اختفاء صغيرها هى الأخرى...
والتى سقطت أرضاً وقد خارت قواها وهى تبكى بصوت حاد وشهقاتها قد ملأت المكان من حولها... فأسرع الجميع حولها حين سقطت خاصة سيلا وكيت....وهن يبكين خوف على الصغيران...بينما كانت سابين ثابته لا تتحرك من مكانها...ولا تتحرك عضله واحده بجسدها سوى صدرها الذى يعلو وينخفض دليلا على تنفسها....بينما ربيكا تقف جوارها تربت على كتفها بحزن....على حال هذه السيدة التى كثيراً ما يرافقها الألم...
خلال ذلك حضر ليو والحكيم وجورج يسرعون نحوهم...فقد وصل إليهم خبر إختفاء الصبيا ومازال الحرس يبحث عنهم داخل وخارج القصر دون جدوى...
كان جورج أول من تحدث حين رأى الحالة المزريه التى وصلت إليها فتياته....فجوليا تبكى بقوة وسيلا تحتضنها تبكى معها هى الأخرى...بينما سابين تقف بصمت لا يصدر منها شئ...كانت سابين تنظر أمامها بشرود وعيون زابله ولكن عينيها أبت أن تذرف الدموع...وهى تتذكر أخر أحاديثها مع ليوس...
وكيف كان يسألها عن الملك آيدان...وهل كان سيقبل مساعدتهم إذا طلبوا منه المساعدة...
كيف لها أن تغفل عن هكذا أسأله...كيف لها ألا ترى لمعة عينيه حين أجابته كالمغيبه أنه من المؤكد سيوافق الملك آيدان على مساعدتهم....وبينما
سابين تأنب ذاتها على هكذا خطأ....
كانت جوليا قد رأت والدها فاسرعت نحوه تحتضنه وهى تبكى بقوة قائلة من بين شهقاتها:إدريان وليوس مفقودين أبى...ولا نعلم إلى أين ذهبوا أنا خائفه أن يكون قد أصابهم مكروه....
ظل جورج يربت على رأسها بحنان وهو يخبرها..... ألا تبكى فهو سيبحث عنهم حتى يعود بهم سالمين...
كما أسرعت سيلا نحو ليو تحتضنه ببكاء عاصف وهى تتشبس بثيابه كطفلة صغيرة...
كانت نظرات جورج موجهه ل سابين فصمتها هذا لا يطمئنه....فنظر للحكيم وجده هو الأخر ينظر إليها حتى إلتقطت نظرات كلاهما...فتذكر كلاهما إصرار الملك على بقاء جورج وعدم ذهابه لهذه الحرب دون البقيه....لأنه الوحيد القادر على إيقاف سابين عن فعل أى شئ جنونى بعدما رحل عنهم دوغلاس....كما أن الأخرون سيقومون بتشجيعها على فعل ما تفكر به... لهذا أذعن جورج لطلب الملك مرغماً....وها هو يرى أن بقائه بالفعل كان أفضل من رحيله....
فصغيرته تشبه بالكثير وأهم ما تشبه به هو التهور حين يقوم أحدهم بالمساس بمن تحب فما بالك بصغيرها....ولقد صدق ظنه فقد تحركت سابين بهدوء وسارت مبتعده عن الجميع....مما جعل جورج يبعد جوليا عنه بلطف ويسرع نحو سابين ممسكاً بيدها قائلا بحنان يشوبه حزن على حفيديه:سابين فالتتركى الأمر لى أنا سأعود بكلاهما...
نظرت له سابين بجمود قائلة بصوت فقد الحياة:لو أننى كنت أخبرتك بهذا الحديث عن ذلك اللعين الذى برع بتحطيمى....هل كنت ستتوقف عن البحث عنه وتعذيبه حتى قمت بقتله؟!....
توترت نظرات جورج للحظات من حديثها إلا أنه عاد ليقول بصدق:لا لما كان أحد إستطاع إيقافى فكما تعلمين...أنا أصبح شرس تجاه ما يخصنى فما بالك بحفيدى....لهذا فالتخبرينى بما تفكرين به لأن كلانا يعلم أننى لن أسمح لكِ بفعل شئ دون معرفتى به صغيرتى....
أومأت له سابين بطاعة غريبه وهى تجيبه بجمود: حسنا أنا سأذهب للملك آيدان حيث ذهب الصغيران قبل أن يقوم أحد رجال اللعين نيكولاس بالإمساك بهم....
تجعد ما بين حاجبى جورج بتشوش...فكيف علمت سابين بمخطط هذا اللعين....فقد أخبره إستيفان أنه لم يطلعها على الأمر حتى لا يصيبها بالقلق....هل يا ترى تخلى عن حرصه وقرر إخبارها...عن تواجد رجال هذا اللعين فى الكثير من الأماكن التى تحيط بمملكتهم...والذى سيكون من المحتمل أن يتصادموا مع الصغار....
رأت سابين التررد بعينى والدها...فأكملت بشك وهى تضيق عينيها بحده:هل هناك ما لا أعلمه أبى؟!...إبتلع جورج ما بحلقه وقد تمكن منه خوفه على الصغار:
اظن أنه من الأفضل أن نسرع فحيات الصغار بخطر....
كاد يتحرك إلا أن سابين أمسك بمقدمة ثيابه تجذبه نحوها وهى تقول بغضب واللعنه جورج ما الذى تعلمه ولا أعلمه أنا أغمض جورج عيناه بحزن ثم عاد وفتحها من جديد فرأت سابين الألم والخوف قابع بهما مما جعل رعشه عنيفه تحتل عمودها الفقرى من شده خوفها إستعداداً لما سيلقه والدها بوجهها...
تحدث جورج بصوت خافت إلا أن سابين سمعته جيدا:سيكون هناك الكثير من رجال نيكولاس يحيطون بمملكتنا والممالك المجاوره لقتل كل من يتبع خطى إستيفان أو ينصره...
شعرت سابين أن قلبها توقف عن النبض ثم عاد لينبض بقوة مهولة...جعلتها تشعر أنها ستفقد الوعى مما جعلها تتمسك بوالدها بقوة حتى لا تسقط...
فأحاط جورج بخصرها وضمها اقرب لقلبه...بينما سابين تضغط وجهها بصدره تحاول كتم شهقاتها التى بدأت بالظهور وهى تتذكر صغيرها وهو يطالبها أن تساعده...
فإبتعدت عن أبيها وهى تقول بصوت محطم وهى تشير بيدها لما حولها بعشوئيه وتيه:واللعنه لقد رأيت رجل يضع سكين حاد على عنق ليوس...ولم أستطع إيقافه...واللعنه لم أستطع إبعاد يده القذره عن صغيرى...بينما كانت عيني صغيرى تصرخ رعباً إلا أنه أَبَى التحدث....واشارت لنفسها مكملة بندم وأنا أنا لم أملك سوى البكاء جورج...لم أملك سوى البكاء اللعين كما هى عادتى اللعين...
قالتها سابين بصوت حارق متألم...فقربها جورج لقلبه يبث لها الأمان ويربت على كتفها بتفهم رغم الدموع التى ملأت عيناه...أغمض جورج عيناه يخفى دموعه فهو يحب أن يكون قوى من أحل فتياته...وهو يتمنى ألا يصاب أحد الصغيرين بالأذى....
وقال بثبات:يجب أن نسرع حتى نلحق بهم سابين نحن لا نملك وقتاً للبكاء صغيرتى...إبتعدت عنه سابين وهى تومئ له بطاعه.....ثم أسرعت نحو غرفتها لتبديل ثيابها لأخرى تناسب التنقل...ولم تجد أفضل من ثياب ساب...أنهت إرتداء ثيابها وخرجت مسرعه من غرفتها...
فوجدت جورج ينتظرها بالخارج فنظر كلاهما لبعضهم البعض نظرات تحمل بين طياتها الكثير من الوعود....ثم تحركوا تجاه الحظيرة فقامت سابين بإخراج كيشان ومعه فهدها ركان...فهى قررت ألا تعود سوى بالصغيرين وإلا فلا عودة لها...
بينما تذكر جورج حديثه مع الحكيم بعد ذهاب سابين والذى قال بغضب:واللعنه جورج لقد تركك إستيفان لتمنعها من التصرف بتهور....بينما أنت الأن تشجعها على ذلك...اقترب منه جورج قائلا بجمود:هذا أفضل من تركها تذهب لموتها وحيده أيها الحكيم...
يُتبع..