مملكة الذئاب BLACK الجزء الثاني - بقلم الكاتبة زينب عماد - اقتباس
رواية مملكة الذئاب Black الجزء الثاني
بقلم الكاتبة زينب عماد
إقتباس
رواية
مملكة الذئاب Black
الجزء الثاني
كانت الخيول تركض بسرعة كبيرة حتى تواكب ركض كيشان وركان السريع...حتى وصلوا على مشارف مملكة الملك دانيال الثالث....والذى يحكمها الأن وريثه الشرعى الملك آيدان...وهم يرون المشاعل تنير سورها العالى ليستطيعوا الرؤية بهذا الليل الحالك...
لكن قبل أن يستكملوا الطريق توقف كيشان وهو يعوى ليلفت أنظار سابين...التى قالت بصوت مرتفع:
فاليتوقف الجميع...
فتوقف الجميع متعجباً من توقف كيشان المفاجأ... هبطت سابين من على جيادها واقتربت من كيشان لتستطيع النظر له جيدا....فهم بجنح الليل ولا ينير لهم الطريق سوى شعاع ضعيف للقمر...وهى تربت على رأسه بحنان قائلة بتلهف:ماذا هناك يا صغير؟!..
هل وجدت شئ؟!..
نظر كيشان بأنفاس مهتجه من كثرة ركضه...نحو الغابه التى ام تلاحظها سابين بالبدايه بسبب الظلام وتشتت تفكيرها...ثم عاد ونظر لها وهو يزمجر بحزن فإتسعت عينى سابين بصدمه....وهى تنظر له ثم للغابة بجزع من أن يكون ما توصلت له صحيح.....
فإذا ذهب الصغار نحو الغابه فلا مفر من ملاقات رجال نيكولاس....كما أنها تتذكر جيدا تلك المخططات التى كان يضعها إستيفان على مكتبه.... والتى كانت تؤكد أن الحرب ستقام بعد مسيرة نصف يوم من الأطراف الجنوبيه لهذه الغابة...
أغمضت سابين عينيها بتحسر...وهى تتمنى أن يكون إستيفان قد وضع بعض رجاله بأرجاء الغابه لعلهم يجدون الصغار قبل غيرهم...إلا أنها تعلم أنه لم يفعل لإحتياجه الشديد لوجود جميع رجاله لهذه الحرب... لهذا شعرت سابين بألم حارق يحتل صدرها...إلا أنها تماسكت من أجل الصغار...فهى لن تخلف بوعدها أنها لن تعود سوى بهم وإلا فلا...
لهذا استقامت وهى تنظر لوالدها ولرجالها قائله بثبات:لقد اتجه الصغار للغابة لهذا سنقوم بالتالى ستذهب جورج ومعك الحرس للملك آيدان لطلب العون....وسأذهب أنا وكيشان وركان بإتجاه الغابه للبحث عن الصغار....
انهت سابين حديثها وكادت تتحرك...إلا أن أيدى جورج أوقفتها وهو يقول بحده:وهل تظنين أننى سأسمح لكِ بالذهاب إلى تلك الغابة بمفردك فأنتِ تحلمين يا صغيرة...
أنهى حديثه معها ثم إلتفت للحرس وقال بقوة: ستذهبون كما أمرت الملكة للملك آيدان لطلب العون...ولإثبات صدققك سيذهب معكم ركان فهو خير دليل على أنكم من مملكة الذئاب....لهذا فالتسرعوا....ومن ثم بعد انتهائكم من مهتكم ستعودون أدراجكم لتنتظروننا أمام الأطراف الشماليه للغابه...بعد طلب الممد من القصر فى حال حدوث شئ ما....
أومأ له الجميع بطاعه وتحركوا تجاه المملكة...بينما نظرت سابين ل ركان واقتربت منه تربت بحب على فرائه قائلة له بحب:عد حياً يا صغير...
تمسح ركان ب سابين ثم تركها وبدأ يركض خلف خيول الحرس حتى أصبح بمحاذتهم...وبعدما تأكدت سابين من دخولهم لتلك البوابات العملاقه...نظرت ل جورج قائلة بصوت خرج مهتزاً:لنذهب...
وبدأت تسير خلف كيشان الذى بدأ يسير بهدوء وجوارها جورج....دالفين داخل الغابة بعد ان تخلوا عن خيولهم فهى ستعرقل حركتهم داخل الغابه...
بعد مرور بضع ساعات وقد بدأت السماء تنير والشمس تعلن عن وجودها وهم يسيرون بلا راحه خلف كيشان...ورغم التعب البادى على ملامح وجه جورج لكثرة سيرهم وسابين التى تعاند إجهادها... وجدوا كيشان يعوى بحزن وهو يركض تجاه شئ ما...
فأسرعت سابين خلفه هى وجورج لرؤية ما وجده... إلا أنها وقفت مكانها بصدمه وهى تنظر للجراء الصغيره الفاقده للحياة وقد قتلت بطريقة وحشيه... معلقه بأحد الأشجار وكأن من قام بقتلها يتباهى بصنيعه...وهذا جعل قلب سابين يتحطم وعينيها قد امتلأت بالدموع وهى تقترب من كيشان وتضمه بأسى....
وهى تنظر للجراء بحزن وألم وغضب يكاد يحرق الأخضر واليابس...فقد يظن البعض أنها مجرد هاوية لتربية الحيوانات النادرة كزوجها...إلا أنها تراهم عائلتها وقد تجرأ أحدهم وقتل اليوم إثنين من صغارها...لهذا ظلت متمسكه ب كيشان وهى تبكى بينما هو يعوى بألم...
تألم قلب جورج لمقتل الجراء كما أنه أنهك من كثرة الركض...لهذا لم يعد يحتمل فجلس أرضا وهو ينظر للجراء المعلقه بحزن... إلا أن رعبه على الصغار قد تفاقم لأن موت الجراء بهذه الطريقه الوحشيه...ليس سوى دليلاً على أن الصغار قد تم الإمساك بهم من قِبل رجال ذلك اللعين الذى سيتمتع بإخراج أحشائهم...
لهذا تمسك جورج وهو يقترب من سابين يربت على كتفها بحنان قائلا بقوة حتى تستفيق من حزنها وألمها على موت الجراء:الأن نمتلك دليلاً على أن الصغار قد تم الإمساك بهم...كما أنهم على مقربه منا فدماء الجراء لاتزال سائله كما هى لهذا فالتتماسكى حتى لا نفقد كلاهما معاً...
نظرت سابين بعيون متألمه ل جورج وقد أدركت الأمر...ثم نظرت أمامها بشرود تفكر كيف ستخرج الصغار دون أن يتم إيذائهم...حتى أتت لها فكرة جنونيه يجب أن تقوم بها ولكن يجب أن تقنع جورج بها مسبقا...
لهذا استقامت سابين لتواجه جورج قائله بتصميم: قتل الجراء دليل على براعة هؤلاء فى اصطياد الحيوانات وقتلها...لهذا هم ليسوا جنود هواه وأنما هم رجال مدربون أى أنهم مرتزقه..لهذا لن يفلح القتال معهم نحن اثنان فقط وأنا لن أقبل بالإطاحه بك أو بكيشان...لهذا ألديك أى خطة للخروج أحياء من هنا بالصغار؟!...
قالتها سابين رغم أنها تملك الخطة إلا أنها على معرفة بعقل أبيها الذى سيرفض الأمر خاصة حين يعلم مهيتها...كما أنها أردات أن تثبت له أن خطتها هى الوحيدة التى يمكن تنفيذها بنجاح...
لهذا نظرت له منتظرة حديثه...تنهد جورج بتشتت فهو يدرك صحة حديثها....فهم لا يملكون الغلبه لهزيمة هؤلاء الرجال...إلا أنه قال بتفكير:أظن أننا لو اقتربنا من مكان تواجدهم أستطيع أن اقوم بصنع أفخاخ لهؤلاء اللعناء ونصيد كل واحد منهم على حدى من خلال تشتيتهم وتفرقتهم...هذا هو الحل الأمثل للإيقاع بهم...
أجابته سابين بثقه:وهل تظن أن الأمر قد ينطلى على هؤلاء....ولو حدث وإنطلى على بعضهم فلن ينطلى على الجميع...وهنا سنقع بمشكله وقد يتم الإيقاع بنا كما أننا لسنا على علم بخفايا الغابه...وقد نسقط نحن بأيديهم قبل أن نوقع بهم....
تجهم وجه جورج بغضب فهى محقه للمرة الثانيه لهذا نظر لها قائلا بضياع:إذا ماذا نفعل نترك الصغار أم نذهب لمواجهتهم ويتم قتلنا وقتل الصغار معاً؟!...
نفت له سابين برأسها قائله بثبات تحسد عليه:بل سنذهب إليهم وسيقومون بترك الصغار لنا دون رفع إصبعاً واحد لقتالهم...
إرتفع حاجب جورج متعجباً من حديث إبنته إلا أنه سألها مستفسراً:وكيف هذا؟!...نظرت سابين لعينيه قائله:لقد استعان هذا الوضيع بالكثيرون للإطاحه بكل من يقف أمام وجهه...لهذا رجاله كثيرون وغير معروفين لكثرتهم...ومن هنا ستقوم بالمقايضه سيد جورج...
تجعد ما بين حاجبى جورج بتسأل قائلا:وبما سنقاضيهم هل تملكين شئ لإغرائهم...
أجابته سابين بثقه:لقد أخطأت بطرحك للسؤال...بل الأصح أن تقول بمن سنقاضى؟!...
اتسعت عينى جورج حين أدرك مرادها وهو يقول بغضب:واللعنه هل فقدتى عقلك يا فتاة؟!...أجابته سابين بحده دون قصداً منها:لا لم أفقده بعد إلا أننى سأفعل إن لم يعد الصغار...لهذا أنت ستذهب إليهم على أنك أحد أتباع هذا اللعين لتقوم ببيعى له مقابل بعض المال...
اتسعت عينى جورج صدمه من حديث سابين وقد ألمه حديثها...فبدون قصداً منها ذكرته بما لم ينساه أبداً...حين قام ببيعها بالصغر...لهذا قال بسخريه رغم الألم الذى رأته بعيناه:أتريدين أن أقوم ببيعك كما فعلت سابقاً أيتها السابيه؟!..أتظنين أن قلبى سيحتمل ألماً كهذا مرة أخرى؟!..أم أنك تريننى بهذا القبح لأفعلها بك من جديد؟!...
رمشت سابين بعينها صدمة من حديثه فهى لم يأتى بخاطرها هذا الأمر....لهذا قالت مسرعه لإيضاح حديثها:أقسم لك أن هذا لم يخطر بعقلى فكل ما أفكر به كيف سنخرج الصغار أحياء من هنا....وهذا هو الحل الأمثل جورج يجب أن تدعى أنك رجل يبحث عن المال....إستطعت أن تأسر الملكه لتعطيها للملك نيكولاس مقابل الكثير من المال ليسمحوا لك بالبقاء معهم...
نظر جورج لها بعدم اقتناع ورفض تام...فبدأت سابين
تستعطفه وقد سمحت لمشاعره بالظهور قائله بعيون دامعه:أقسم أن روحى تحترق كما لم تفعل من قبل... أرجوك جورج....أرجوك أبى أفعلها من أجلى...أقسم أن قلبى لن يحتمل فقدانهم....إن كنت تفضل تلك السابيه كما تقول إفعلها من أجل روحها الممزقه... فقلبى لن يحتمل مثل هذا الذنب أرجوك أبى...بحق حبك لى بحق كل ما فعلته من أجلى ساعدنى على إستعادتهم....أرجوك..أرجوك أبى...
ختمت سابين حديثها وهى ترتمى بأحضانه وتبكى كفتاة صغيره....وجورج ينظر لها بصدمه من منادتها له بأبى فهى لم تقولها له منذ كانت بالعاشره من عمرها....
أغمض جورج عيناه وهو يقربها أكثر لقلبه قائلا بألم: وتظنين أن بعد حديثك هذا سأقوم بالتفريط بكِ صغيرتى...ابتعدت عنه سابين وكادت تتحدث...إلا أن جورج منعها وهو يكمل بتأكيد:سأفعل ما تريدين ولكن فالتخبرينى أولا بخطتك كامله...
قالها وهو يقوم بمسح وجهها من تلك الدموع العالقه به والتى لاتزال تتساقط...فأومأت له سابين بالموافقه وبدأت تقص عليه ما يجب أن يقوموا به وهو يستمع إليها بأنصات شديد...وداخله يقسم أن يعود بها وبالصغار أحياء حتى وإن كان هذا أخر ما سيقوم به بحياته البائسه...ولعله يحصل على مسامحتها يوماً ما....