-->

الفصل الخامس عشر - صمت الفتيات

 


الفصل الخامس عشر



عندما قررت اكتب عن الألم..!!

لم اقصد أبداً لفت الأنتباه ، أو أن يشفق عليا أحد...أحياناً تكون المشاعر المخزونه بداخلنا كثيرة...و نخففها بالكتابة عنها فنشعر ببعض الراحه...قد يكون ما يحزننا شئ لا يذكر...

و قد نخجل أن نبوح به كي لا نُستصغر

لكنـها رواسب الأيام تراكمت فشكلت حمـلاً ثقيـلاً أتعـبنا حمـله فنبوح به....


كعاده مثل كل يوم يمر عمي حمدي لياخذني لاجلس معه في منزله وفي المساء تاتي امي او ابي لياخذوني ونعود الى منزلنا، وفي ذاته يوم ركت بخطوات سريعه لاحضنة وبعدها يعطيني الحلوي التي يشتريها مخصوص لي فقد كسب رضايه بافعاله المميزه معي.. ركبت السيارة معه لنسير الى منزل جدتي فهي تزال تقيم في منزل مني وتعتني بابنتها المريضة، وعندما دخلنا الى المنزل ركت فوق الاريكه و قفزت بقدمي بشقاوه ،نظر إليّ عمي وابتسم ثم اغلق الباب خلفه ونزلت من فوقه الأريكة ومشيت نحوه لأطلب منه ، كالعادة ، هاتفًا لتشغيله لالعب لكن فاجأني بقولة هذا قائلا بأسف


= التليفون بايظ يا ريحانه.. وقعي مني بالغلط امبارح يا حبيبتي وعند الراجل بيصلحه


ضميت شفتي بعبس وحزن عندما علمت ان الهاتف قد سقط منه بالخطأ ولم احصل عليه اليوم للعب.. ذهبت لاجلس فوق الأريكة بوجه عابس ليتقدم مني عمي وحوط كتفي بيده بقوه كعادته وهمس بابتسامه هادئه مرددا


= ما تزعليش يا حبيبتي انا كمان اتضايقت انه اتكسر عشانك.. بس انا عندي لعبه احسن وهنلعبها انا وانتي سوا 


عقد حاجبي ثم تحرك وجلس امامي وجهه يقابل وجهي وهو ينظر لي بطريقه اقشعر لها بدني يردد


=تلعبي لعبه الغميضة معايا.. بس بطريقه ثانيه هنغمض عينينا احنا الاثنين وهنعد بصوت عالي واكثر واحد فين هيفضل مغمض عينيه لوقت اطول هو اللي كسبان.. وهاديكي مكافاه كبيره قوي 


هززت رأسي وأنا أتساءل بفضول 


=مكافاه زي ايه؟ 


ابتسم بتلاعب وقبلة خفيفه اسفل أذني سرقتني من هدوئي ليكمل صوته مهمة 


= مممم.. ممكن العاب او اجيبلك تليفون ليكي لوحدك كمان 


وهنا سرحت بعيداً وابتسامة رسمت لها خطا رفيعا على شفـ ـتي وهززت راسي بالإيجاب مواقفه بحماس وسعاده.


❈-❈-❈


امسك عمي حمدي بيدي وقادني للدخول إلى تلك الغرفه الصغيرة لم ادخلها قبل سابق لكن تفاجأت بها مرتبه وأنيقة وبها معقد واحد و عددا كراتين بداخلها أغراض غير صالحة للاستهلاك لذلك تضع هنا و باقي الغرفه فارغه، أفقت علي صوته قائلا بحزم


= يلا غمضي عينيك و زي ما اتفقنا اللي هيفتح قبل الثاني عينه هو الخسران.. اما اذا فضلتي مغمضه عينيك وما فتحتهاش مهما حصل انتي اللي كسبانه يا ستي ليكي عندي مكافأة كبيرة اوي


هززت رأسي بحماس وأنا أغمض عيني بقوه معتقدة هو الاخر أغلق عينيه وبدات بالعد بتركيز حتي افوز أنا واحصل علي مكافأة كبيرة من عمي حمدي مثل ما قال لي من يغمض عيونه اكبر وقت مهما حدث فهو الفائز ..هتفت بصوت سريعة بلهفة مبتسمة 


= ! آآآه 1،2،3،4


أطلقت صرخة ألم صغيره من بين أسناني عندما سرحت يده والتقطت العـ ـضلة المتضررة اسفل عنـ ـقي.. وفجاه كشف 

ملابـ ـسي عن كتفيّ واخذ يدلكهما بيديه القوية الضخمة وعضلاتي تأن و عيونه تراقبني بتوجس وهنا سرحت بعيداً وابتسمت بتوتر شديد وكسرت قواعد اللعبة لافتح عيني ببطىء شديد بقلق لي اترعب عندما قابلت عيناه السوداء تلتمع بشـ ـهوة قذرة و التي لأول مره أرها بعينيه نحوي.. 


فتحت فمي غير قادرة على فهم ما يحدث شاهدت هذا الرجل الذي من المفترض يكون عمي وهو يقترب مني بنظرات غامضة، فارتجفت واسرعت اتحرك واهرب منه للخارج ولكن أسرع هو في وضع يده فوق فمي يكتم صوتي ..ولكن الرؤيا كانت واضحة ، وذلك المشهد الأسود يأخذ مكان داخل عقلي في متاهات عميقة لذكرياتي حتي لا أقدر على النسيان ابدا .. إلا أن قشعريرة سرت في جسدي إنها النهايه لامفر! وكأنت قدمي تمرده لتتحرك بحذائي الاسود وبقوه للنجا.. أفكاري تعثرت ولا أفهم ما يحدث حولي.. ولكن تجرأت يده وخطت تستكشف أماكن جـ سدي الصغير وكانت الصدمه التي لم استوعب بعدها ما حدث..


ثم قبض على ملابـ ـسي بقوه وفي داخلة تصميم وإرادة على ان يخلع ملابـ ـسي عني وبالفعل نجح في ذلك بكل سهولة فجثة ضخمه تتعدي جـ ـسدي بمراحل فأنا اشبه مقارنه بيه كالعصفور في نحافة جـ ـسدي.. تفحصت عينه جـ ـسدي العـ ـاري بطريقة مقرفة ومثـ ـيرة للاشمئزاز. 


تساؤلات كثيرة تبعثرت في عقلي ولكني ساعتها كنت خائفه بشده من طريقه انتهاكة لجـ ـسدي الذي اطبق عليه كفكيّ سمكه قرش وبدأت تلتهمني بلا رحمة.


دقائق.. مرت أو ربما ..ساعات لا اعرف لكن كان الوقت بطئ جدا بطريق أوجعتني أكثر من ألم انتهاك جـ ـسدي، وكنت كل ما اتمناه في تلك اللحظات الصعبة أن تنتهي بسرعه البرق لأخذ انفاسي و اركض لاترمي في حضن أمي وأشعر بـ الأمان!  


وبعد فترة كنت لا اصدق أنه أبتعد اخيرا عني.. وتركني و رحل بكل هدوء للخارج فتعلقت عيوني المليئه بالدموع به و تصلب جـ سدي من الصدمة واخذت امرر نظراتي المندهشة إليه لكن قد خرج ولم يعطني اهتمام! 


كنت أموت حقا في ذلك الوقت! وانا أتعرض لأغرب موقف في حياتي فلا افهم منه شيئا سوى الألم! .. أصواته وهو يتنهد باستمتاع مرتفعه فقط تتراقص امامي ! النعاس يداهمني بشده وانا لا افهم لماذا يشعر بالاستمتاع وأنا أتألم بشكل كبير لدرجة أصبح الوجع لا يطاق


ظليت صامتة اتطلع الي الفراغ باعين متسعة ممتلئة بالفزع حيث كان يمر امام عيني ما انا فيه الآن و نبضات قلبي تعلي خوفاً .. حتي لا اعرف لمن أشتكي في ذلك الوقت وهززت رأسي ببطئ هامسة بصوت منخفض مرتعش "عمي أنا أتألم"رغم أنه هو الذي تسبب في هذا الألم! 


❈-❈-❈


عوده لمجلسي بداخل الحبس أمام الصفحي وانا اعترف بجزء من الحقيقه التي عشتها وانا اتجول بين ذكرياتي البشعه بيأس قبل ان انتفض لي الواقع من خيالاتي وعندما وصلت إلى ذلك الجزء لم اقدر على التحمل لاسقط بالأرض الصلبه بركبتي بقهر و بنواح مصاحب صوت بكائي المرير الذي يشكل اثر درامي حزين.. لم تترك الدموع سبيل لعيني كنت ملقاه بضعف بالأرض ادفس رأسي بين يدي فلا مناجي


صرخت بألم منفجره في بكاء مرير فالتفاصيل اخذت تمر داخل عقلي بجنون ولا تريد التوقف ولا النسيان ولو حتي جزء واحد فقط! أخذت أبكي بهسترية واصرخ باكية فقد كان الالم داخلي يكاد يمزقني حرفياً.


نهض ذلك الصفحي الذي يدعي حمزه بوجه شاحب و اتسعت عيناه بقلق وصدمة فكان متجمد وهو يستمع الى قصتي وتركني اتحدث واتحدث دون ان يقاطعني وهذا ما كنت اريده لكن عندما قادتني ذكرياتي الي الماضي البائس لم اتحمل وانفجرت لأول مرة أظهر الألم وحقيقه ما حدث لي؟ بعد طال هذه السنوات اعري الماضي و أطلق صرختي تنطلق في وقت لاحق حبستها داخلي! 


لم يعلم حمزه ماذا يفعل الان وانا بهذه الحاله فما قالته كانت صدمه كبيره للجميع؟ وفجاه انفتح الباب ليدلف المامور و رشوان وهم لا يصدقون ما سمعوا عندما كانوا يراقبوني خلف الزجاج و استمعوا الى كلماتي! وما هي الحقيقه التي اخفتها لسنوات داخلي! ولم يعلمها احد ولم اتحدث عنها الا الان فقط. 


اقترب رشوان مني بخطوات متردداً بقلق ليقول بصوت حزين جدا علي حالي


=ريحان انتي كويسه.. خلاص يا بنتي ما تعمليش كده .. ريحانه انتي سامعاني طب ردي عليا


ليشعر حمزه بالصدمة فور رؤيتي ملقية علي الارض وابكي بشده واصرخ ليهتف بصوت يملئه الشفقه والقلق


=انا من رايي تطلبوا ليها دكتور يديها حقنه مهدئه انتم مش شايفين حالتها ازاي؟ حد يطلب دكتور بسرعه 


هز رشوان رأسه بعطف شديد و قلق 


=صح دكتور السجن تعالي يا بنتي اسندي عليا 


وقبل أن يقترب مني أحدهم رفعت راسي صائحه بانفس لاهثة بقهر من بين بكائي المرير


=لااااا انا لسه ما خلصتش الحكايه القصه ما انتهتش لحد هنا؟ انا مش هاسكت ثاني طالما اتكلمت مش انتم اللي فضلتوا تضغطوا و تضغطوا عليا عشان اتكلم واقول اللي حصل؟ اديني عملت اللي انتم عاوزينه واتكلمت.. 


ابتلعت لعابي برعب و تراجعت لخلف و احتضنت قدمي لصـ ـدري خوفاً من الجميع حولي وانا اصرخ متألمة بهسترية.. متجاهله الألم الذي يعصف بجـ سدي لكني كنت احرك رأسي يمنياً ويساراً واصرخ بهسترية


= بس مش هي دي كل الحقيقه مش ده كل الكلام اللي المفروض تسمعوا بس.! بطلوا انتم انانيه واسمعوني مش هسكت زي زمان ما حدش هيخرسني طالما اخذت قرار وهتكلم .. ايوه هتكلم وهقول كل حاجه انا ليا صوت ولازم تسمعوا 


اهتز جسد حمزه بقوه شاعرة بالبرودة تتسلل الي عروقه وقد اتسعت عينيه برعب عليه عندما همست بانفاسي الاخيره بضعف شديد رغم اصراري قائله


= ومش هاسكت ثاني؟؟ فاهمين ولا لاء؟؟ لازم اتكلم غصب عن أي حد


حاولت فتح فمي و قول المزيد لكني لم أستطع حيث اغلقت عيني و استسلمت اخيراً للدوامة السوداء التي ابتلعتني بداخلها..


اندفع حمزه نحوها ينحني عليها يتفحصها بقلق فور ان رأي اغماءها هذا متفحصاً نبضها بيده لكن تفاجئ بيد رشوان تبعده عنها حتى يقترب هو ويحملها خارج الغرفه باتجاه غرفه طبيب السجن. 


❈-❈-❈


فوق فراش السجن بالمستشفي.. شعرت بضربات خفيفه علي وجهي و كثرة المياه التي تنثرت علي وجهي وسمعت كل الهمهمات من حولي لاشعر بأنفاس مضطربة قلقه عليا لكن جسدي يأبي الاستيقاظ اكتفي من تلك الضغوط يحتاج الراحة للأبد.. لكن اين تلك الراحه؟ سمعت صوت رشوان الرجولي يناديني باسمي و اخذ يكرر و أنا اتجاهل ليس لدي القدرة علي محاورة اي حد الآن! 


شعرت بالألم ورمشت عيناي بقوة اعصرها داخلها و بحركة بطيئة استطاعت فتح عيني و العودة للحياه بعقل اكتفي من اضطرابات تحاوطه في حياتي.. وجدت غيمة بيضاء تخمر عيناي عن البصر بدأت تدريجياً بـالازاله واحتلال الواقع ..لاحاول المقاومة متنسدة علي الفراش بارهاق و تعب وحاولت مقاومة جـ سدي الهزيل و التماسك بالاعتدال.. وضع رشوان يده علي رأسي يدخل خصلات شعري متمرده داخل الحجاب بهدوء ليخرج تنهيدة من قلبه قائلا برعب


= حمد لله على سلامتك يا بنتي انتي كويسه 


اخذت نفس عميق محاولة كتم دموعي التي سكنت علي خدي الناعمة بشره القمحاويه الممتزجة بـلون الوردي الرقيق ..امتصيت شفتي السفلية بجفء واعتدلت جالسة باستقامة متوجهه بنظره الي عم رشوان المشفق علي حالي .. رفعت يدي و ازاحت دمعتي عن عيني و قلت بصوت خافض مؤلم يخرج من ثغري بالغصب 


=لسه عاوزاني اتكلم؟ هتديني الفرصه اتكلم وتسمعوني ولا بعد اللي عرفتوا رجعتوا في كلامكم كلكم وهتتخلوا عني ذي زمان


ربت علي يدي بهدوء و هو يقول 


= اهدي يا حبيبتي هنتكلم بعدين.. بس خليكي متاكده ان طالما انتي مظلومه وليكي حق وبتقولي الحقيقه ما حدش مننا هيتخلى عنك


قاطعته بإلحاح باكي بإحباط فقد زاد الحمل فوق طاقتي


=هو انت هتعمل زيهم مش هتصدقني صح


يـتـبـع...