الفصل السابع - منى محمود
الفصل السابع
قعدو كلهم مكانهم واتكلم محسن :
هايدي طلبها زي طلب زهرة بالظبط الطلاق نيجي بقا لمكة بنوتي الدلوعه حبيبه قلب ابوها اللي ديما كانت ماليه الدنيا ضحك وهزار وشقاوة ومرة واحدة كل دا اختفي واتحولت لشخص نكدي وعصبي وحاولت انا وامها كتير نعرف السبب لكن كل مرة كانت بتتحجج بحاجة شكل اتكلمي يا مكة طلعي اللي كتمتيه جواكي طول الوقت دا عرفيهم كلهم واولهم انا أننا كلنا كنا غلطانين في حقك وشوفنا اللي ظاهر وبس انك ديما الطرف الظالم (وبص لانس بغضب) وشايفين البيه الطرف المظلوم المضحي قولي للكل دلوقتي أن البيه المحترم اللي دخلتو بيتي واديته حتة من قلبي اتجوز عليكي عرفي بعد جوازكم بأربع شهور بس
صدمة كبيرة للكل كلهم كانو بيبصو لبعض بذهول وانس مقدرش يرفع رأسه ويبص لاي حد ومكة دموعها نازله من غير اي كلام ولما الصمت طال قطعة عدي
عدي بغضب ..
نعم! انس اتجوز عرفي ازاي ؟
وجه كلامه لانس وهو بيخبط براحة علي كتفه ..
رد عليا يا انس انت اتجوزت علي اختي فعلا ؟
محسن ...
استني يا عدي خلي اختك تتكلم وتقول ال عندها الاول وبعدين نشوف رد البيه ايه
احلام بذهول ...
رد ايه انت بتقول ايه يا حج اكيد في حاجة غلط مكة دي حب عمره كله من اول ما وعي علي الدنيا وهو مبيشوفش ستات غيرها ازاي هيعمل حاجة زي دي اكيد حد حاول يوقع بينهم اكيد كدب
محسن بسخرية ...
بصي لابنك اللي مش قادر يرفع رأسه ويواجهنا وانتي تعرفي إذا كان كدب ولا لا
مكة بحزن ...
لا مش كدب يا خالتو دا حصل فعلا
احلام ...
ازاي ؟ وليه ؟ انا مش فاهمة حاجة
محسن بحنان ..
اتكلمي يا مكة احكي يا حبيبتي كل حاجة
مكة بصوت مخنوق ...
بعد جوازنا بشهرين بدأت الاختلافات اللي بين شخصيتنا تظهر زي اي اتنين بيتجوزو وبيعيشو في بيت واحد اختلافات عاديه جدا مين بيحب نور مفتوح وقت النوم ومين لا مين بياكل حاجة معينة ومين لا طريقه الاكل نفسها حتي طريقه تعبيرنا عن مشاعرنا كانت متخلفة انا كنت شايفه أن دا طبيعي جدا في الجواز وأنها مسأله وقت ونتعود علي بعض ونلاقي منطقة وسط نتقابل فيها
بس انس كان شايف غير كدة .. كان شايف اني بتعالي عليه وبحسسه اني اعلي منه ديما انا لو من غير قصد نطقت كلمة انجليش في كلامي كان ممكن يتقمص فيها يومين حاولت كتير أفهمه أن اللي بيحصل بينا دا عادي بين اي اتنين لسه بيبدوء يعيشو سوا لكنة كان مصر أنه تكبر وتعالي مني واني بعرفه كل شويه أن في فرق في المستوي الاجتماعي بينا وان لو انا اعلي في المستوي الاجتماعي فهو اعلي مني في المستوي التعليمي انصدمت من طريقه تفكيره وقعدت اراجع نفسي انا عملت ايه وصله كدة عني انا زي ما انا مش بعرف اكل الا بطريقه معينه وكلامي في انجليش طول الوقت كل دا كان موجود قبل ما نتجوز ايه جد
خناقتنا كترت وبدء يبقاله تحكمات غريبه وكلام اغرب اللي هو انا الراجل وانا اللي اقول ايه يتم وايه لا ... كلي عدل زي الناس ... اتكلمي معايا كويس ... متعليش صوتك ... مش عايز مناقشه
دا كله كان كلامه معايا وانا مش فاهمه في ايه لكل دا كنت حسه أن الموضوع بيكبر وانا مش فاهمه ليه؟ وبدء يبعد عني يرجع متأخر جدا وينزل بدري جدا مكنتش بشوفه تقريبا الا قليل اوي ... حسيت أن في مشكله عندة وقررت اسيسه لحد ما يفتح قلبه ويتكلم معايا ويرجع انس حبيبي تاني وقلت لو الحاجات الصغيرة دي فارقه اوي كدة معاه انا اتغير فيها مش مشكله المهم هو ميحسش كدا وبدأت فعلا اتعامل بأسلوب تاني معاه واستنيته في يوم وطلبت منه فرصه نصلح بيها سوء الفهم اللي حصل بينا وأنه وحشني وبحبه وقالي حاضر ناخد فرصه ونشوف وبدأت فعلا في طريقه جديدة معاه اكلي زي اكله اخدت بالي من كلامي جدا بقيت اقول حاضر وطيب علي اي حاجة بعبرله كتير عن مشاعري وحبي ليه
لكني لاحظت علي قد ما كان مبسوط وفرحان جدا بمحاولاتي في التقرب منه علي قد ما كان في حزن غريب في عينيه انا مكنتش عارفه سببه احترت بصراحة لاني حسيت اني عملت كل حاجة يعني انا ابسط حاجة كان ممكن اعند قصادة واقولو انت متجوزني كدة وانا مش هتغير لكني قربت وحاولت اهدم المسافات اللي هو حطها بينا وبردو لسه في حزن في عينيه ليه
لحد ما في يوم فهمت كل حاجة وفهمت سبب حزنة ايه اليوم الي حياتي اتغيرت فيه كنت حضرتك يا بابا واخد ماما وكنتم في العمرة وانا كنت عرفت اني حامل في شهر فرحت اوي وقلت أكيد الحمل دا اللي هيقرب بينا تاني حضرت اكل هو بيحبو ورتبت البيت وزينت أوضتنا عشان افجاءه ويدوب خلصت ولاقيت جرس الباب بيرن
❈-❈-❈
فلاش باك
فتحت مكة الباب لاقت ادامها واحدة ست في العشرينات تقريبا لابسه عبايه وحطة طرحة بإهمال علي شعرها وراسمة عينيها بكحل اسود فحمي كان شكلها غريب واول مرة تشوفها
مكة ..
أيوة .. مين حضرتك ؟
سلوي ...
انا سلوي ممرضه في المستشفى اللي شغال فيه دكتور انس جوز حضرتك
مكة بخضه ...
مالو انس حصلة حاجة ؟
سلوي ..
لا اطمني دكتور انس مفيش حاجة انا بس كنت عايزة حضرتك في كلمتين مش هعطلك والله هما عشر دقائق وهمشي علي طول
مكة كل اللي جه في بالها أن يا سلوي دي محتاجة مساعدة فجيلها يا حصلت مشكلة في المستشفى بينها وبين انس وجايه عشان مكة تتكلم مع انس
مكة ببتسامة ...
اتفضلي اهلا وسهلا
سلوي ..
احم انا يعني والله ما عارفه اقول ايه محروجة منك اوي اوي
مكة ...
لا متتحرجيش من حاجة احنا اخوات خير في ايه؟
سلوي ...
بصي يا استاذة انا عارفه ان اللي هقولو صعب وكدة بس احنا في الاول وفي الاخر ستات زي بعض وانا بصراحة مهنش عليا الموضوع يبدء ويخلص كدة وانتي نايمة علي ودانك ومش عارفه حاجة
مكة بحدة ...
في ايه يا ست انتي ما تتكلمي علي طول ؟
سلوي ...
براحة عليا ما انا بتكلم اهو الدكتور انس من شهر كدة فضل يقرب مني يوم بعد يوم وبحبك وحشتيني وعيونك في الكحل دا يجننوا ولما قولتلو عيب يا دكتور ميصحش كدة حضرتك راجل متجوز قالي انا اتسرعت في جوازة دي ومش مرتاح قلتله وانا مالي قالي أنه عايز يتجوزني بصراحة يا استاذة انا اتفاجات بطلبه انا قلت عايز يمشي معايا شوية كدة وخلاص لكن جواز انصدمت قلتله بجد يا دكتور قالي اه وحالا كمان بس في الاول يكون عرفي بينا عشان أنا لسه متجوز وكدة وبعد مدة هقول اني مش مرتاح مع مراتي و نخلي جوازنا رسمي قدام الناس كلها وانا وافقت واتجوزنا وقعدنا سوا عشرين يوم هنا ودلع وخروج وغراميات لحد من عشر ايام كدة لاقيته بدء يتغير ويتهرب مني ومبقاش يجيلي وديما مكشر في وشي قلت يا بت سيبه شويه يمكن عندة مشاكل ولا حاجة لحد ما من يومين تلاته كدة مش متذكرة بالظبط لاقيته جاي يقولي مش هينفع نكمل سوا يا سلوي قلتله ليه قالي اصلي بحب مراتي وقال ايه حاسس اني اتسرعت في جوازة دي واسف والكلام الحمضان بتاع انتي كويسه وتستهلي غيري وكدة وقام مطلع الورقة اللي معاه ومقطعها وطلب مني اقطع اللي معايا وهوب قام قايلي انتي طالق وسبني ومشي
مكة كانت بتسمعها وعندها ذهول مش مصدقه اللي بيتقال عايزة تصرخ فيها وتقولها انتي كدابه بس حاجة جواها بتقولها الكلام دا صح الست دي مش بتكدب بس حاولت تطلع صوتها اللي اختفي
مكة بصوت ضعيف ...
انتي كدابه ا انا مش مصدقه ولا حرف من اللي انتي قولتيه دا امشي اطلعي بررررة يلا
سلوي كشرت ...
دا جزاتي اني بوعيكي انا مقطعتش الورقه العرفي اللي معايا اهي ( طلعت ورقه من جيب العبايه ) بصي فيها كويس ادي رقم بطاقه سي الدكتور وادي امضته وادي الشهود دكتور محمد ودكتور شريف اللي معانا في المستشفي واستني كمان بصي كدة ( فتحت تلفونها واديتهولها ) بصي علي صورنا سوا وفي فيديو اهو كمان شوفيه ولو مش مصدقه وفاكرهم متفبركين بصي اهو ( شدت التلفون من ايد مكة وفتحت محادثه واتساب بينها وبين انس وبدأت تسمعها رسائل بصوتة) خدي اسمعي صوتة اهو
رساله ،،،،
(معلش يا روحي هتاخر عليكي شوية علي ما اخلص العمليات اللي ورايا كلها بس هنسهر سوا للصبح بقولك ايه انا عجبني اوي الجو بتاع الجلابيه دا اعمليه تاني )
رساله تانيه ،،،
(بت يا سوسو وحشتيني اوي معلش معرفتش اخلع امبارح واجيلك بس وعد هعوضك عن اليوم دا بيومين كاملين)
مكة مقدرتش تكمل والتليفون وقع من ايديها مش عارفه تتكلم ولا حتي في دموع نازله منها سلوي للحظة مكة صعبت عليها بس الشعور دا متعداش اللحظة
سلوي وهي بتقف ...
انا هسيبلك الورقه مش محتاجاها و معايا رقمك كنت خدتة من تلفون انس واحنا مع بعض هبعتلك الصور والفيديو والرسائل اللي بصوتة كلها عشان لو حبيتي تواجهيه ميعرفش ينكر ابدا يلا السلام عليكم
خلصت كلامها وسابت الورقه جمب مكة وخرجت من الشقه وقفلت الباب وراها كل دا ومكة ثابتة مكانها مش قادرة تتحرك حاولت تقوم تقف رجليها مشلتهاش ووقعت علي الارض وفي لحظة بدأت تنهار وصوت عياطها علي جدا في الوقت دا دخل انس واتفاجا بمكة قاعدة علي الارض ومنهارة من العياط جري عليها برعب
انس ...
في ايه؟ مكة مالك حبيبتي فيكي ايه بتعيطي كدة لية؟
مكة بصتله بغضب ورمت الورقه في وشه من غير كلام ... انس مسك الورقه واول ما شاف اللي فيها اتصدم هو كان فاكر أنه خلاص قدر يتخلص من الغلطة دي من غير ما مراتة تحس ولا تعرف
انس بتوتر وصوت مهزوز ...
ا انا هي الورقه دي جتلك منين؟
مكة بغضب وصوت عالي ...
دا كل اللي همك جتلي منين هه انت ازاي خاين كدة ازاي قدرت تعمل فيا انا كدة ازااااي
انس كان هينكر الورقه بس مكة سبقتة ...
اوعي تكدب انا مش بس قريت الورقه و واثقه في امضتك انا كمان شوف صوركم سوا وفيديوهات وفويسات بصوتك وانت بتتغزل فيها متكدبش بقا متكدبش طلقني يا انس طلقني
انهارت في العياط اكتر وقتها انس لأول مرة دموعه تنزل قدامها
انس ببكاء ...
لا لا يا مكة انا مقدرش اعيش من غيرك والله دي كانت غلطة غلطة وانا صلحتها ومستمرتش فيها كتير والله فوقت فوقت وندمت واستحقرت نفسي اوي اني عملت كدة عاقبيني باي حاجة الا انك تسيبني يا مكة انا مقدرش ابعد عنك والله ما اقدر
مكة لسه هتتكلم اتفاجات ب انس بيحضنها بالعافيه ومهما تحاول تبعده الا انه متبت فيها جدا بكل قوتة لدرجة وجعتها واتالمت بصوت مسموع لكن انس فضل ماسك فيها جامد وكمل كلام وهو بيعيط لسه
انس ...
انا اسف اسف اسف والله انا عارف اني غلطان ومستهلش انك تسامحني بس وحياة حبنا يا مكة تحاولي بالله عليكي تحاولي انا هموت من غيرك همووووت يا مكة
اتفاجات مكة بايد انس بتسبها مرة واحدة وجسمة كله بيرتخي عليها لدرجة أنها وقعت علي ضهرها وهو معاها
مكة بخوف ...
انس .. أنس في ايه مالك انس ؟
انس كان وشه احمر جداااا ومهما حاولت مكة تفوقه الا انه مش بيستجب طلعت موبايلة واتصلت بسرعه علي دكتور شريف صاحبه ولانة ساكن جنبهم في دقائق كان موجود ساعداها أنهم ينقلوة علي الكنبه اللي في الصاله وكشف عليه
مكة بدموع ...
في ايه يا شريف هو مش بيفوق ليه؟
شريف بضيق ...
انا حذرتة كذا مرة من حوار الضغط اللي بيعلي دا ومفيش فايدة هتصل بالصيدليه تجيبلي حاجات وان شاءالله خير
مكة هزت دماغها من غير كلام كانت حسه أن كل اللي بيحصل دا كتير عليها هي مش عايزة اي حاجة دلوقتي غير حضن امها وبس مش عايزة حاجة تانيه
بعد وقت بسيط كان شريف علق محلول فيه ادويه لانس وبدء انس يفوق ببطء واول ما فتح عينيه دور علي مكة اللي كانت واقفه علي جنب ودموعها نازله من غير صوت انس الدموع اتجمعت في عينيه وحاول يقوم بس كان هيقع وشريف منعه
شريف بحدة ...
انت بتعمل ايه خليك مكانك لحد ما المحلول يخلص عشان تقدر تقف كفايه عند بقا
انس بضعف ...
سبني يا شريف .. مكة مكة
شريف حس أن في حاجة بينهم مش طبيعيه
شريف ...
طب انا هدخل البلكونة اشرب سيجارة علي ما المحلول يخلص بس انت متتحركش من مكانك يا انس الله يخليك عن ازنكم
شريف اول ما دخل البلكونة انس حاول يقوم تاني لكنة اتالم بصوت مسموع ومقدرش قربت منة مكة بهدوء
مكة ..
ممكن متقومش من مكانك لو سمحت شريف قال كدة غلط عليك
انس بصوت مخنوق ...
قوليلي انك هتحاولي تسامحني عشان خاطري يا مكة حاولي بس وانا والله هقعد عمري كله أحاول اخليكي تنسي الغلطة دي وتسامحيني انا مقدرش ابعد عنك
مكة ببكاء ...
اانا حامل
انس بصلها بصدمة وسكت وهي كملت بدموع ...
انا عرفت انهاردة الصبح و وكنت عملالك مفاجأة و زوقت الاوضه بتاعتنا عشان تكون ذكري حلوة بينا بس بس بقت اسوء ذكري بينا يا انس انت مش متخيل انا كنت حسه بايه وهي قاعدة قدامي وبتحكيلي تفاصيل جوازكم سوا وانا بسمع صوتك وانت بتتغزل فيها
انس بدموع ..غلطة والله انا معرفش عملت كدة ازاي هي هي بقالها كدة كبيرة بتهتم بيا من اول ما ادخل المستشفى لحد ما اخرج والله بصي بصي انا مش هبرر حاجة انا غلطان واسف يا حبيبتي بس متسبنيش خليكي معايا عشان خاطر حتي البيبي اللي جاي دا حاول تديلي فرصه واحدة عشانه هو مش عشاني أنا
باك
❈-❈-❈
مكة ...
ومن وقتها وانا حسه بالنقص حسه اني كتمت غضبي من خيانته ليا عشان شريف وقتها قال أن الموضوع بتاع الضغط لو اتكرر في خطر عليه مغضبتش كتمت غضبي جوايا لحد ما خنقني بقيت اتعصب عشان اتاخر عشان معرفتش اتعصب لما بص لواحدة غيري بقيت ازعق واعلي صوتي لو معملش حاجة انا طلبتها عشان مزعقتش لما خاني واتجوز عليا بقيت بتلكك علي اي حاجة عشان اتخانق معاه لاني متخنقتش معاه علي وجعي وكسرة قلبي وكرامتي اللي هانها بس انا مش قادرة ( انهارت في البكاء) والله حاولت حاولت لاني لسه بحبه بس مش قادرة انا تعبت انا تعبت يا بابا اوي
يتبع