-->

رواية زواج مثالي - بقلم الكاتبة منى محمود - الفصل العاشر

 

رواية زواج مثالي 

بقلم الكاتبة منى محمود





الفصل العاشر

رواية زواج مثالي 


في الناس الحب بالنسبالها انها تشوف نفسها بعين حبيبها 


في اللي بيشوف نفسه في عين حبيبه حاجة كبيرة أقصي احلامة وامانيه فبيبدء هو كمان يشوف نفسه حاجة كبيرة 


عكس اللي بيشوف نفسه في عين حبيبه شيء ثانوي سهل الاستغناء عنه مفهوش اي شيء مميز فبيدء هو فعلا يشوف نفسه كدة 


وكتير من علاقات بتنهار بسبب أن طرف من الطرفين انتظر يشوف نفسه في عين حبيبه ومشفهاش



زهرة انهارت لما عرفت أن ابنها خلاص مات واندفن عمار فشل أنه يهديها ومكنش قدام الدكتور إلا أنه يديها حقنة مهدئة عشان تنام وتهدي 


فضل قاعد جمبها وهو باصصلها وجواة حزن الدنيا كله حاسس ان ال جاي اصعب بكتير من ال عدى لسه القبضة اللي في قلبة زي ماهي لا راحت ولا هديت 


تلفونة رن برقم لمار بص للرقم كتير كان محتار يرد ولا لا حاسس أنه السبب الرئيسي في كل اللي حصل بين وبين مراتة لكنة في الاخر حسم أمره ورد عليها


عمار بهدوء ...

الو 


لمار بلهفه ...

حبيبي عامل ايه طمني عليك قلبي عندك 


عمار ...

الحمد لله قدر الله وماشاء فعل انتي عرفتي ازاي 


لمار ...

مكة اتصلت بيا كتير لما مردتش بعتتلي فويس قالتلي فيه ال حصل البقاء لله طمني زهرة عامله ايه دلوقتي ؟ عرفت ولا لسة ؟


عمار ...

ونعم بالله .. اه عرفت وانهارت مسكتتش الا بالمهديء اللي نيمها 


لمار ...

معلش هتبقي فترة صعبة عليها حبيبي انا محشنينش عنك الا الشديد القوي امبارح لما روحت كنت دايخة شوية و وقعت اتخبطت في سن ترابيزة اللي في الصاله ومحستش بحاجة فوقت لاقيت معتز جمبي وفي شاش علي راسي والدم مغرق الدنيا انا حتي والله منزلتش اطمن علي البيبي كويس ولا اتاثر بالوقعه لسة الدوخة مش سيباني خالص حقك عليا


لاول مرة يشك عمار في كلامها لاول مرة قلبه ميتخلعش من مكانة مجرد ما يسمع أن فيها حاجة رد عليها ببرود استغربتة جدا وخلاها تفكر ايه ممكن يكون غيرة كدة من ناحيتها


عمار ...

الف سلامة عليكي ابقي خلي بالك من نفسك وكانك جيتي بالظبط احنا تمام الحمد لله متقلقيش


لمار سكتت ثواني تستوعب طريقه كلام عمار وبعدين ردت 


لمار ... 

ا اوك يا حبيبي هكلمك تاني اطمن علي زهرة 


عمار ...

تمام ماشي مع السلامة


لمار ...

مع السلامة 


لمار قفلت وفضلت بصه للتلفون مش فاهمه ايه حصل ليه عمار بيتكلم بالبرود دا هل سبب الظروف اللي هي فيها ولا يمكن تكون في حاجة تانيه مغيراه من ناحيتها هي بالذات أو يمكن فكرها بتكدب ومش تعبانة بس مش عايزة تشوف زهرة ف خدها في نفسه إنها مش واقفه جمبة 


هزت راسها باقتناع أن دا هو التفسير المنطقي الوحيد لطريقه عمار في الكلام معاها وعشان تتأكد ومتخسرش عمار خصوصا دلوقتي قررت تروح المستشفي بنفسها منها اخوها يتأكد أنها تعبانة ومنها هي كمان تتأكد في حاجة مغيراه ولا لا اتصلت علي معتز الي كان قاعد علي قهوة جمب البيت وعرفته أنها لازم تكون جمب اخوها ولما حست أنه هيرفض لمحتله أنه ممكن يزعل ويفكر أنها مش عايزة تقف جمبة زي ما هي لما بتحتاجة ماديا بيقف جنبها


وزي ما توقعت معتز خاف يخسر عمار ماديا فوافق وقالها تجهز وهو كمان هيروح معاها بنفسه وفعلا في خلال نص ساعه كانو في طريقهم للمستشفي 



❈-❈-❈


في بيت محسن كان الكل بيجهز عشان يروح يطمن علي زهرة ... مكة كانت بتجهز تالا عشان تخدها معاها دخلت هايدي هايدي ... صباح الخير مكة ... صباح النور يا ديدي هايدي ... بتعملي ايه علي الصبح كدة ؟ مكة ... بجهز تالا لأن للاسف هاخدها معايا المستشفى هايدي ... ليه كدة ما تسيبها مع أي حد هنا علي ما ترجعي مكة ... مفيش حد خالتو وصابرين هيسافرو من المستشفى علي البلد علي طول مش راجعين هنا وماما طنط ابتسام وبابا وانس وانتي رايحين فهسبها مع مين ؟ هايدي بتفكير ... مممم طيب هقولك انا هستني بكريم وتالا ولما ترجعو ابقي اروح أو نبدل بكرة تفضلي انتي معا العيال واروح انا ايه رايك ؟ مكة ... ياريت والله يا هايدي انا مش حبه اخد تالا المستشفي فعلا هبقي ملخومة فيها ومش هعرف اساعد زهرة وكدة هايدي ... خلاص يا ستي هاتي حبيبه قلبي دا تقعد معايا فوق انا وكيمو ولما ترجعي رني عليا ويمكن الدكتور يطمنكم علي زهرة وابص الاقيكم راجعين كلكم سوا من المستشفى مكة ... اللهم امين يارب يا حبيبتي بعد وقت بسيط وصلت لمار ومعتز المستشفي سألو في الاستقبال وعرفو رقم الغرفه طلعو واول ما قربو شافو عمار وعدي قدام الاوضه واقفين سوا .... عمار وعدي كمان شافوهم وفي اللحظة دي عمار حس انه متلخبط اختة فعلا دماغها مربوطة وباين عليها التعب والارهاق يعني مكنتش بتكدب عليه طيب وكلام أمة وكلام زهرة ايه ؟ في وسط ماهو محتار ومش عارف ياخد رد فعل اتفاجاء ب لمار قدامة وبتحضنة جامد لمار بلهفه .... حبيبي قلبي عندك طمني علي زهرة عامله ايه دلوقتي ؟ عمار مقدرش ميبادلهاش الحضن بس مكنش بنفس الاحساس في حاجة جواه اتكسرت في حاجة اتغيرت ملهاش رجوع ... لمار حست أن حضن اخوها متخلف ضمة ايديه مختلفه مفيش لهفه عليها حاولت تتماسك رغم أنها حست بوجع في قلبها بس اتكلمت عادي لمار ... احم ازيك يا عدي معلش مخدتش بالي عدي ... الله يسلمك ... مالك يا بنتي سلامتك ما كنتي ماشيه زي الفل من عندنا معتز رد ... رجعت من السفر لاقيتها واقعه ومخبوطة في ترابيزة كانت دايخه تقريبا واغم عليها بس الحمد لله محتاجتش ل خياطة عدي هز رأسه ... الحمد لله الف سلامة لمار ... الله يسلمك (بصت ل عمار اللي ساكت) ايه يا عمار ساكت يعني عمار بهدوء ... سلامتك يا حبيبتي مكنش له لزوم تيجي وتتعبي نفسك كملتيني في التلفون وقلتلك احنا كويسين لمار ... لا مقدرتش مجيش واطمن عليكم بنفسي حتي معتز اول ما قلتلو قالي لا طبعا لازم نروح نطمن بنفسنا عمار ... تسلمو يا حبيبتي الحمد لله على كل حال معتز ... البقاء لله تعوضوه قريب إن شاء الله عمار ... ونعم بالله تسلم لمار ... هي زهرة لسه نايمة كنت عايزة اطمن عليها عمار لسه هيرد اتفاجا بصوت ابتسام من وراهم ابتسام بحدة ... انتي بتعملي ايه هنا ؟ و زهرة مين الي هتطمني عليها ؟ لمار بحزن ... جايه اطمن علي اخويا ومراتة واكون جمبهم رغم تعبي يا ماما غلطت في ايه عشان اول ما تشوفني تزعقي كدة ابتسام ... بقولك ايه يا بنتي انا الضغط مش راضي يتظبط عندي ولسه الحزن والوجع واكل قلبي ولسه الغلبانة اللي جوة دي مقهورة علي ضناها اللي مشفتوش وفاقت لاقيتيه اندفن كمان فارجوكي مش وقت مواويلك دي اصبري علينا .. (خدت نفس وحاولت تهدي) لمار جيتي وعملتي الواجب شكرا جدا يا حبيبتي روحي بقا وارتاحي في بيتك واحنا هنطمنك بالتلفون لمار كشرت ... انا مش عارفه ايه الهجوم دا ؟ وسببه ايه ؟ دا انا تعبانة وكنت امبارح سايحة في دمي ومع ذلك جيت (بصت لعمار اللي ساكت) عمار انت ساكت ليه انت فعلا عايزيني امشي وابقي اطمن عليك بالتلفون ؟ الكل سكت مستني رد عمار وهما متوقعين محايلته ليها زي كل مرة لكنهم اتفاجاو برده عمار ... اه يا لمار عايزك تروحي وارتاحي في بيتك وانا بنفسي هتصل اطمنك كل شوية بس لو سمحتي زهرة فعلا أعصابها تعبانة ف بلاش تشوفك دلوقتي لمار اتصدمت ومعتز مكنش أقل صدمة منها بس فرح أن السند اللي ديما لمار تتقوي بيه وتهددة بيه بدء يبعد عنها وينفر منها زيه زي باقي الناس حواليها لمار بدموع .... اوك يا اخويا وانا ميرضنيش ان اتعب أعصابها في ظروفها دي ربنا يكون في عونكم ويعوضكم خير أن شاء الله عن ازنكم ... يلا يا معتز انسحبو بهدوء ومحسن اول ما لاقاهم بعدو حب يخف التوتر الي موجود ويغير الكلام محسن ... طمني يا بني زهرة عامله ايه عرفت ولا لسه ؟ عمار ... الحمد لله الدكتور بيقول الحاله مستقرة بس ع بعد الفجر كدة لما صحيت وعرفت انهارت اوي ومكنش فيه طريقه تهدي بيها غير المهدئات ولحد دلوقتي لسه نايمة ابتسام ببكاء ... يا حبيبتي يا بنتي ربنا يهون عليكي يارب عدي ... اومال فين هايدي يا ماما مجتش معاكم ليه ؟ سال عدي بتوتر كان خايف تكون سابت البيت فعلا ومشيت ايمان حست بيه ايمان بجمود ... قعدت مع كريم و تالا في البيت عشان مكة تعرف تيجي معانا اتنفس بهدوء بعد ما كان كاتم أنفاسه وهز رأسه بتفهم عمار ... أنا هروح للدكتور لو الوضع تمام هخليه يكتبلنا علي خروج بدل قاعدة المستشفى دي محسن ... يكون احسن بردو احلام ... طيب شوفها كدة لتكون فاقت نطمن عليها انا وصابرين قبل ما نرجع البلد عمار ... ليه كدة ما تخليكم معانا شوية كمان ملحقناش نقعد سوا صابرين ... معلش هنسافر بس نظبط امورنا وهنرجع علي طول تاني نقعد معاكم يعني هو اسبوع وهنرجع تاني ندوشكم ابتسام ... والله لولا احلام حلفتلي أنه اسبوع بالكتير وراجعه تاني انا كنت زعلت اوي منها احلام ببتسامة ... وانا مقدرش علي زعلك يا غاليه اكيد هرجع تاني عمار ... تمام يا خالتو هنستناكم عن ازنكم هشوف بس زهرة صحيت ولا لا احلام ... ازنك معاك يا حبيبي


❈-❈-❈

انس كان وصل معاهم المستشفى بس راح علي شغله علي طول أو نقول هرب علي شغله وجودة في وسط كل النظرات اللي بتتوجهله بتوجعه مبيقدرش يواجه ولا نظرة فيهم رغم اختلاف النظرات دي في نظرات خبيه وخذلان ونظرات قهر ووجع ونظرات لوم وعتاب كلهم نظرات بتحسسه بالم في قلبه كلهم نظرات بيهرب منها ومش قادر يعرف آخره هروبه دا ايه ؟؟؟ لمار كانت ساكتة طول الطريق بتفكر ايه قلب عمار عليها بالشكل دا وازاي تقدر ترجعه تاني زي ما كان واكتر كمان خطتها اللي رسمتها عشان تنتقم من معتز مبنيه علي علاقتها القويه ب عمار لكن دلوقتي حست أن كل حاجة مشوشه لازم ترتب أفكارها من تاني لازم تكسب اخوها في صفها بقوة من تاني لازم تنتقم من معتز وتخرج زهرة من حياتهم هي مش هتستحمل أنها تطلق و ترجع وزهرة تكون مبسوطة في حياتها مع اخوها معتز كان مركز معاها وعارف أنها بتفكر في اللي غير عمار من ناحيتها وعارف أنها مش هتسكت الا لما ترجعه ليها تاني كان محتار يساعدها ترجع عمار في صفها تاني عشان ميخسرش الفلوس اللي بتطلع ليهم منه ولا يضيق عليها في مرواح والمجي ويخرب اي محاوله ليها عشان تفضل لوحدها وتبطل تستقوي باخوها !! نروح ل هايدي اللي نيمت تالا وسابت كريم قدام التلفزيون وقعدت هي سرحانة ومحتارة في هل قرارها كان صح ولا الأصح أنها تطلق من عدي من غير ما تفكر في وليد طليقها واللي ممكن يعمله ؟ قاطع سرحانها صوت تلفون ولاقت رقم عدي قدامها اتنهدت وحاولت تهدي نفسها وردت هايدي بهدوء ... الو عدي .... عامله ايه ؟ وكريم عامل ايه ؟ هايدي ... الحمد لله احنا كويسين عدي ... هايدي ممكن لو سمحتي وحياة كريم عندك اطلب منك طلب وتنفيذة ؟ هايدي بترقب ... طلب ايه ؟ عدي برجاء .. متسبيش البيت الا لما ارجع واتكلم معاكي انا مش هجبرك علي اي حاجة كل اللي طالبه منك تستني لما ارجع ونتكلم سوا ممكن ؟ هايدي ... حاضر يا عدي هستناك مع أن أي كلام هتقولو مش هيغير اي حاجة بس اوك هستناك عدي ابتسم ... شكرا يا ستي لو كريم صاحي هاتيه اكلمو واحشني اوي هايدي ... اه صاحي ثواني اندهله كانت بتراقب كريم وهو بيكلم عدي بلفهه وحب ببتسامة حزينة متنكرش أنها هتتوجع لوجع كريم اللي ميعرفلوش اب غير عدي وكان مبسوط وفرحان اوي وهو بيقول كلمة بابا زي باقي الاطفال دموعها نزلو تاني المرة دي مش علي وجع قلبها هي بس لا علي الوجع اللي هيحس بيه ابنها وهي مش قادرة تعمله حاجة ورددت بصوت واطي بينها وبين نفسها هايدي ... ربنا يسامحك يا عدي ربنا يسامحك علي وجع قلوبنا في المستشفي دخلو كلهم يطمنو علي زهرة اللي كانت صامتة تماما حتي دموعها كانو رافضين ينزلو قربت منها ابتسام وقعدت جمبها ابتسام بصوت مخنوق ... حبيبتي طمنيني عليكي متسكتيش كدة زهرة لا رد عمار ... زهرة انتي تعبانة حسه بوجع أو حاجة اندة الدكتور تاني ؟ محسن ... مظنش يا عمار ما هو لسه خارج ومطمنك عليها وراح يمضي تصريح الخروج كمان هي بس مش قادرة تتكلم بلاش تضغطو عليها ابتسام ... انا مش عايزة اضغط عليها انا عايزة اطمن بس ايمان .... بطلي انتي بس عياط الاول عشان هي تهدي وتتكلم شوفي نفسك وبعدين اتكلمي ابتسام ... انا كويسه طول ما هي كويسه ردي علي امك يا زهرة طمني قلبي اللي وجعني عليكي يا بنتي زهرة بصلتها وعينيها بتلمع بالدموع .... ااانا انا تعبانة اوي يا ماما تعبانة اوي خدني في حضنك ابتسام حضنتها جامد وهو الاتنين انهارو من العياط ومهما اي حد حاول يهديهم أو يبعدهم عن بعض مبيقدرش لما يأسو سابوهم يطلعو كل اللي جواهم يمكن يرتاحو ... عمار كان بيبص عليهم بحزن عارف أن الوجع اللي جواهم دا مش بس بسبب اللي حصل وان جزء كبير بسببه هو بيلوم نفسه وبيحاسبها وفي كل مرة بيقف عند يا تري زهرة هيكون عقابها له ايه ؟؟؟ مكة تلفونها رن برقم هايدي خرجت من الاوضه ترد برة عشان تعرف تتكلم بس قبل ما تفتح المكالمة لمحت انس واقف في بلكونة في اخر الممر و سلوي الممرضه رايحة عليه اتجمدت مكانها حست أن الدنيا بتلف بيها عايزة تصرخ عايزة تجري عليهم عايزة تتكلم لكنها ثابته عينيها عليهم وبس وقبل ما تاخد أي رد فعل اتفاجاءت بلي حصل


يتبع