رواية صمت الفتيات - الفصل السابع عشر - بقلم الكاتبة خديجة السيد
رواية صمت الفتيات بقلم الكاتبة خديجة السيد
الفصل السابع عشر
صمتت ريحانه للحظة قبل ان تتحدث بنبرة متحشرجة وهى تنظر الي عينيه حمزه وهو جالس أمامها بصمت بداخل تلك الغرفه التي بجانب المأمور
= كنت فاكرك مش هتيجي او حتى لو جيت هم هيرفضوا يخلوك تسمعني من ثاني! عشان انا بحكي اللي هم مش عاوزين يسمعوا.. هم كل اللي يهمهم أحكي اللي حصل يوم الفرح والجريمه تمت ازاي عشان ياخذوا كلامي في المحضر ويقفلوا القضيه على كده.. انما اسباب ودوافع واللي دفعني لكده مش مهتمين بي اصلا
عقد حمزه حاجبيه باستغراب قائلا باقتضاب
= انا ما ليش دعوه بغيري بس انا يهمني اعرف باقي الحكايه، وانك فعلا لو مظلومه اوعدك اني مش هاسيبك غير لما اسمع بقى الحكايه وانشرها زي ما كنتي عاوزه
ثم حاول رسم ابتسامه صغيره وهو يتساءل باهتمام
= انتي اخبارك ايه دلوقت؟ بقيتي احسن
لم تجيب بالطبع سؤال ساخراً في ظل حالتها، حمحم قائلا بهدوء مفتعل
= انسه ريحانه مش اسمك كده برده! ممكن تسمعي مني الكلمتين اللي هاقولهم وتحاولي تفكري فيهم كويس.. انا مش كل اللي يهمني الشهره واعمل سبق صحفي ما حصلش و اكون اول واحد ينشر قصتك واطلع ترند والكلام ده لاني زي ما عاوز شغلي يتم عاوز برده اساعدك واظهر الحقيقه
ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة وهي تردف بصوت مخنوق
= طب ما انا كمان عاوزه الحقيقه تظهر امال انا بحكي ليك ليه؟
ضيق عينيه محدقاً بها بتركيز حيث هتف بلهجة عميقه
= بس انا شايف الافضل انك تحكي لي سياده الضابط الأول اللي ماسك قضيتك عشان توفري على نفسك وقت ومجهود في أن الحقيقة تظهر واللي يتعاقب الجاني مش أنتي! وهم مش عاوزين الصحافه تدخل في الموضوع او ما تكونش هي اول وجه.. صدقيني انا مش عاوز اضرك بالعكس انا عاوز اساعدك اعتبريني زي صديق او اخ ليكي وانا عاوز مصلحتك.. لو عاوز اؤذيك اكيد مش هقول لك احكي للحكومه وما تحكيش لي الاول.. لان انا اللي هاستفاد لما اسمي يتحط بعد ما انشر قصتك في الجرايد
هزت رأسها بعدم فهم وقالت بنبرة حائرة
= انا مش فاهمه حاجه منك ما انا عارفه انهم سامعين كلامنا دلوقت وهيعرفوا الحقيقه.. بس ممكن ما يسمحوش ليك تنشر او يدوك اقوالي بعد ما اقولها عشان كده انا عاوز الصحافه تنشر الاول والناس كلها تعرف حكايتي، صدقني انا كمان مش عاوزه البراءه اكتر ما عاوز الناس تاخذ بالها من اولادها والبنات تاخذ قصتي تحذير ليها عشان ما تقعش في نفس اللي انا وقعت فيه.. بسبب ان انا سكت
ليقول حمزه ناظرا إليها مرادفا بتوضيح
= بس اقوالك مش هتبقى مثبته في محضر رسمي كده يا ريحانه غير انك بتعطليهم فانهم يحققوا ويثبتوا ان كلامك صح ويشوفوا دليل اكيد هيلاقوا دليل على كلامك لو انتي صادقه وده هيفيدك في المحكمه
اخذت تتطلع اليه عدة لحظات بصمت قبل ان تغمغم بصوت يملئه الحزن
= هيفيدني في ايه؟ انا قتـ ـلت وعارفه اخرتي هتكون ايه، غير انهم ازاي اصلا هيلاقوا دليل واللي انا باحكيه عدي عليه سنين وكمان اللي عمل كده مات خلاص.. انا لما قررت احكي مكنش في نيتي اصلا ولا فكرت في الحكم يتخفف ولا اطلع من هنا
تنهد حمزه بضيق شديد قائلاً بصرامة
= انا عارفه ان قضيتك صعبه بس فكري فيها من ناحيه ثانيه لما تنشري قصتك للناس والبنات تشوفها زي ما انتي عاوزه عشان تحظريهم وتوصليهم رساله انهم ما ينفعش يسكتوا زيك.. هيبقى كلام جميل وكويس بس كلهم هيبصوا على نهايتك لما قررتي تتكلمي انتي اللي دفعتي الثمن مش هو!!
ثم اطلق حمزه زفرة مرتجفة قبل يقول بجدية
= اسمعي نصيحتي وخلي كلامك مع الشرطه عشان لو في اي حاجه بايديهم يتحركوا بسرعه.. وما تخافيش من ناحيه نشر قصتك لان انا برده هفضل موجود واتابع.. واكيد هعرف كل حاجه زي ما انتي دلوقتي بقيتي حديث اليوم على السوشيال ميديال والناس كلها بتابع قصتك على المواقع ، بس للاسف اللي مكتوب حاجه ثاني غير اللي انتي حكيتهالي عشان كده يا ريحانه ما ينفعش تسكتي ثاني لازم تتكلمي
نظرت إليه بصمت بينما غصة تتشكل بحلقها و للألم المرتسم بعينيها الملتمعة بالدموع.. تنهد هو شاعرا بالعطف نحوها ليقول بصوت هادئه
= هو انتي ليه عاوزاني اكتب عن قصتك يا ريحانه اشمعنى دلوقتي بس فكرتي أن لازم الناس تسمعك وتتكلمي.. ايه الغرض من اللي انتي عاوزه تعمليه؟ غير انك عاوزه تنبه البنات
كانت عينيها ممتلئة بأوجاع و دقات قلبها تضرب بجنون لتهمس بصوت مرتجف
= هي ما كانتش في دماغي الفكره جاءت بالصدفه لما تعبت من كثر ضغطهم عليا وطول الوقت عمالين يتهموني اني وحشه قوي واني انانيه ودمرت مستقبل العيله وما فكرتش فيهم، مع اني سكت ثاني عشانهم.. ما كنتش عاوزه ادمر حياتهم اكثر لما يعرفوا اللي انا مخبياه طول عمري.. مش هيقدروا يستحمله حقيقة زي كده.. بس ظلموهم والضغط اللي اتعرضت لي منها عليا كان اصعب المره دي..
غمغمت ريحانه بخفة بينما الدموع تنساب من عينيها لتغرق وجهها و هى تهمس
= عشان كده اخذت قرار اني لازم اتكلم بالذات لما فكرت ان بعد ما اموت ما حدش هيفتكرني غير بالوحشه وكلهم هينسوا كل حاجه عملتها كويسه معاهم.. لان ده العادي اول ما حد بيغلط غلطه واحده بينسوا كل حاجه لي.. واللي تعبني اكثر انهم فاكرينه الملاك الوديع وعمالين يدعوا له بالرحمه والمغفره و صعبان عليهم.. وانا.. آآ انا ما حدش افتكرني ولا استنوا حتى يسمعوا اسباب هو انا يعني بالعقل كده هصحى الصبح من نفسي عاوزه اقتله من غير ما يعمل لي حاجه..
كان هو يراقبها وقد جعل الحزن المرتسم على وجهها قلبه ينقبض زفر بحنق بينما هي كتمت بكائها منتحبة بشهقات ممزقة و هى لا تقتنع ببرائتها ان تظهر فاحد الأيام بتلك الصور الحقيقية.. ضغطت على يدها بقوه محاوله التمسك هاتفة بحزن و الارتعاب مرتسم على معالم وجهها
= رغم اني عارفه انه قرار صعب اني فكرت احكي بس ملقتش حل ثاني.. رغم ان برضه صعبان عليا دلوقت حالتهم كل ما اتخيل اللي هيعرفوا ممكن يجرا ليهم حاجه لقدر الله، تفتكر انا غلطت عشان اتكلمت مش كان الاحسن زي ما فكرت في الاول افضل ساكته واموت وارتاح بكل الاسرار دي
انقبض صدر حمزه بالألم فور سماعه كلماتها تلك لا يعلم لماذا مصممة علي مساعدتها رغم ان جميع الادله ضدها لكن بطبيعه عمله يستطيع التفرقه بين الصادق والكذب! ولدي رغبه في مساعدتها و اظهار الحق اذا كان معها بالفعل، مرر عينه عليها بغضب مكتوم قائلاً بحده
= طبعا غلطانه! ايه اللي انتي بتقوليه ده بس يا ريحانه انتي اكبر غلطه عملتيها أنك سكتي سواء وانتي صغيره او وانتي كبيره دلوقت، سكوتك هو اللي خلى اللي قدامك يزيد في اللي بيعمله عشان كده لازم تكملي اللي بداتي وتحكي
صمتت لحظه مترددة ثم أجابته بصوت مرهق بشده
= بس انت هتعرف اللي باحكيه منين اكيد النيابه هتمنع انك تعرف اللي انا بحكي ليهم عشان كده انا طلبت اني لازم احكيلك الاول
تلاشى غضبه وقد ارتسمت ابتسامة حنونة علي شفـ ـتيه قائلا
= لا دي شغلتي انا بقى بصفتي صحفي، عادي جدا هعرف ايه الاخبار وممكن كمان احاول معاهم انهم يخلوني اقابلك ثاني ونتكلم في التفاصيل اللي عاوزاني انشرها، الموضوع مش هيكون صعب زي ما انتي متخيله اكيد بتسمعي وبتشوفي اعلاميين بيروحوا ويحققوا في السجن مع المساجين بعد أو قبل الحكم كمان عادي.
كان الضابط يقف خلف لوحه الزجاج متراقب ويتابع ما يحدث بأعين متسعه باستغراب فلم يتوقع ان ينصحها حمزه بالتحدث والاعتراف بالحقيقه إليه أفضل لها، عقد حاجبيه يفكر قليلا وهو ينظر الى حمزه مطولاً يشرد في كلام رشوان عنه وقد بدأ يقتنع قليلا انه يريد مساعدتهم بالفعل.
❈-❈-❈
كنت اجلس بداخل المكتب في انتظار وصول الضابط حتى يحقق معي اخذت قدمي ترتعش ولكن لا مفر أنا اعلم ان في تلك الحالتين قد تم كتابه هلاكي.. اشعر إني الان بين نارين لا اعلم ماذا افعل اتقبل هذا الجنون ام احاول ان افر هاربة؟! بكشف الحقيقة.. حسمت امري علي ان اختار الانسب بالتأكيد لن اتقبل ان اشعر بذلك الالم الجـ ـسدي والعصبي الرهيب الذي عاشته منذ سنوات بمفردي والذي كان هلاكاً بالنسبة لي تنهدت بثقل.. حتي وصلت لأذني كلمات الضابط بصوته الغليظ التي يرجف لي جـ ـسدي قائلا حديثه
= ريحانه انا عايزك تتكلمي وتقولي كل اللي انتي عاوزاه وتاكدي ان عمري ما هسمع نصف الحقيقه ولا عاوز اعرف اللي حصل يوم الحادثه وبس! زي ما انتي فاكره، بالعكس انتي لو ليكي حق هاجيبهلك برده.. وده مش استثناء ليكي ولا حاجه ده اللي انا بعمله مع اي متهم هنا، زي ما يهمنا نعرف مين القاتل بيهمنا برده نعرف الاسباب
هتفت أنا بتشتت وصوت مهتز مرتبك
= احكي من اول فين؟ هتسمعني من البدايه يعني؟
أشار الضابط برأسه الي العسكري الذي بجانبه يجلس ليكتب حديثي في المحضر وقال بصوت هادئ
= احكي من الاول خالص زي ما حكيتي مع الصحفي حمزه.. احكي اللي انتي عاوزاه يا ريحانه ما حدش هنا هيغصبك على حاجه ما تقولهاش.. وكل كلمه هتقوليها هتتسجل في المحضر
التفت له بخوف وتوجس فلم اجد شئ غير أن أتحدث و احكي مره ثانيه ما حدث و بإرهاق جسدي نفسي بدأت من بين شفـ ـتي المرتعشه اتحدث و أعيد كلامي بينما دموعي بدأت تهطل بغزارة رغماً عني و احاول كتم صوت بكائي المنتحبة
عقد الضابط حاجبيه متسائلا باهتمام
= معلش اسف في السؤال يا ريحانه بس هو اتحرش بيكي بس زي ما كان بيعمل في البدايه ولا اغتصبك؟
تلي كلماته جعلت انتفاض جـ ـسدي بعنف بشكل هستيري واخذ جسدي ينتفض بعنف وأنا أحاول فتح فمي علي اخره محاوله اخذ انفاسي الذي انقطعت عني تماماً للحظات لاغمض عيناي بقوه وأنا امسك برأسي وهتفت بهستريا وألم جـ ـسدي و عصبي
= ما اغتصـ ـبنيش! بس كسرني اعتـ ـدى عليا بس مش علاقه كامله واللي عرفته لما كبرت عشان ما يسيبش وراءه دليل واتفضح والناس و أهلي تسالني فقدت عذريـ ـتك مع مين وتبدا تعرف، بس هو ما كانش بيسيب رواء حاجه تدينه وفي نفس الوقت يعمل اللي هو عاوزه.. بدون تعقيد، عاوز توضيح اكثر من كده ولا كفايه؟
اعتدلت الضابط من فوق الكرسي هاتفاً بقلق شديد
=انسه ريحانه انتي كويسه تحبي نوقف هنا ونكمل بعدين.. انا مش باضغط عليكي في الاسئله بس صدقيني كل سؤال بساله وكل جواب منك مهم في القضيه.. لو حابه نقف هنا زي المره اللي فاتت انا ما عنديش مانع
هززت رأسي عددا مرات برفض اصرخ بألم حقيقي ليتحرك فمي مجدداً بارداتي وصوتي اصبح اغلظ واشد
= لا هكمل المره دي مهما حصل مش عاوزه اوقف كلام خالص
تنهد الضابط بشده وقال متسائل
= طب بعد ما اعـ ـتدى عليكي عملتي ايه؟ عرفتي حد من اهلك؟
امائت له برفض بخفوت ورعب وانا امسك بقلبي واضغط عليه بتعب حين شعرت بالألم والرعب قد تملكوا مني من جديد والماضي يتراجع أمامي مره ثانيه.. وقلت بشفاه مرتعشه
= ما حدش عرف حاجه بس انا كنت هقول.. والله العظيم كنت هاقول واتكلم وحاولت اكثر من مره! بس محدش كان بيسمعني بل علي العكس كانوا بيمنعوني من الكلام! ويقولوا لي عيب تتكلمي في حاجه زي كده وما يصحش وما ينفعش انت بنت محترمه وكلام من ده كثير.. وهو كمان كان بيستغلي ده وبيخوفني قوي انا كنت بترعب منه وانا صغيره جدا
ليقول الضابط وهو يصب تركيزه معي باهتمام
= قصدك عمك حمدي! لسه فاكره كان بيقول لك ايه وقتها؟
_عارفه لو اتكلمتي وفتحتي بقك اهلك هيعملوا فيكي ايه، هيـ ـمـ ـوتوكٍ!
_مش قلتلك قبل كده ما تحاوليش تتكلمي مع اهلك في الموضوع ده؟ انتي مفكره لو عرفوا هيعملوا حاجه، ده انتي هتجيبي ليهم الفضيحه والعار وهيبعدوا عنك ويسيبوكٍ لوحدك.
_هتفضلي هنا محبوسه في الاوضه الظلمه دي لحد ما تبطلي ما تسمعيش كلامي!
_انتي خلاص جبتي لي اهلك العار و الفضيحه عاوزاهم يعرفوا ويذبحوكٍ.. وما حدش هيصدقك اصلا.. وكل اللي هيفكروا فيه انهم يخلصوا منك عشان العار اللي هيفضل ملازمهم طول عمرهم
حاولت بكل الطرق بخوف أن امنع نفسي من التخيل لكني فشلت وقد استعد جميع الذكريات.. قلت بصوت بشبه هستيرية و قد شحب وجهي بشدة وأنا ابكي بمرارة و بحرقة وصوتي المتوسل له يرن باذني يصعقني كرعد
= انا مش بعمل حاجه غير اني بفتكر ومش بانسى.. فاكره كل الكلام اللي كان بيقولهلي عشان يخوفني وما اقدرش افتح بوقي ولا احكي لحد اللي بيعمله فيا، وفاكره كمان عقابه لما كنت بفضل اعيط واحاول اهرب منه باي طريقه عشان ميلمسنيش ولا يعمل اللي بيعمله معايا.. كان بيعاقبني ويحبسني في اوضه ظلمه لوحدي مكنش بيطلعني غير لما يتاكد اني مش مش هتكلم ولا هنطق بحرف واحد لحد.. والاوضه دي كان بيحبسني فيها برده لما يعرف ان انا حاولت اتكلم مع حد او حتى المح
صمت الضابط قليلاً ثم تابع بصوته يتحدث متردداً بشك
= هو موضوع الاعتـ ـداء ده اتكرر ثاني ولا كانت هي مره واحده وخلاص
اغمضت عيناي بقوه واخفضت بوجهي الشاحب متالمه كـالأموات وقد زاد انتفاض جسدي وصرخت وانا اقول بنبره مرتشعه و امسك برأسي بعنف
= الموضوع ده اتكرر لمده ثلاث سنين كان بيستغل اي فرصه عشان يقرب مني.. ويعمل اللي يعمله!
اتسعت عينا الضابط بذهول وهو يرمقني بعدم تصديق قائلا بصوت بطيء
= ثلاث سنين وما حدش عرف من اهلك ولا انتي حاولتي تتكلمي معاهم؟ ليه يا ريحانه ما حاولتيش تقولي لاحد طالما الامر استمر معاكى لفتره طويله زي كده
تظاهرتُ بأن كل ما حدث لي كان عاديًا، بينما كان يؤلمني، يؤلمني جدًا.. واستمريت في اِخفاء الحُزن، حتى ينجح هو في اِخفائي! فأنا الان اتراقص علي شريط الحياه و اتمايل لناحية الموت كلما انحدرت لحياه هنية كثيرًا..
ظليت لي فتره طويله تلازمني الكوابيس المخيفه واستيقظ في منتصف الليل وانا اصرخ متألمة وخائفه وكانت امي دائما تركض الي غرفتها وتضمني الى احضانها الدافئ وهي تهمس بنبرة هادئه باذني
=اعوذ بالله من الشيطان الرجيم استغفر الله العظيم .. شفتي من شقاوتك ولعبك طول اليوم اتحسدتي قلت لك اكثر من مره بلاش تلعبي قدام حد وتتشقى قوي
في تلك اللحظه انفتح الباب ودلف ابي بخطوات سريعة وهو يقول بقلق بالغ
= في ايه يا نشوى بنتك مالها بتصرخ ليه؟
اختبئت داخل احضان امي وانا ابكي بصوت مكتوم بينما نظرت امي نحوي ابي بنظرات مطمئنه باني بخير ولا داعي للقلق وكان مجرد كابوس وذهب ،لم يدعي ابي للأمر اهتمام و تحرك اسماعيل للخارج بينما عندما حاولت امي تبعدني عنها قليلا تشبثت بها بقوه وأنا ابكي بحرقه
= ماما ماتسبنيش انا مش عاوزه انام لوحدي، حاسه في حد في الاوضه معايا وبيراقبني
كانت هذه بالتاكيد اسباب غير حقيقيه حتي تقلق عليه أمي وتضطر الى النوم بجانبي وبالفعل نجحت في ذلك، واقتربت مني امي أعلي الفراش وهي تضمني وتهمس بكلماتها الدافئه حتى تطمئني، وبدات تقرا ايات قرانيه بصوتها الجميله حتي يسكن الأمان قلبي.
ظليت احضنها بقوة وأنا أضع رأسي فوق
صـ ـدرها وهي تمسح بيدها أعلي رأسي و ظهري بحنان حتي اغفي لكني ظليت فترة عيناي متسعه و الدموع تسقط بهدوء حتي مسحت دموعي ونظرت إلي امي لاجدها تنظر إليه بابتسامه حب.. جعلتني اتشجع و أتكلم بصوت متوتر
=ماما آآ هو مش غلط بنت تقـ ـلع هدومها قدام ناس غريبه عنها أو حتي حد يقربلها، مش كده عيب
تحولت ملامح وجه أمي الي صدمه و نظرت اليه بحده وقالت بصوت منخفض
= ايه اللي انتي بتقوليه ده عيب بنت ذيكٍ تتكلم في الحاجات دي، احمدي ربنا ابوكي ما سمعكيش، ايه الاسئله اللي بتساليها دي ..وبعدين هي محتاجه اجابه ما انا من زمان معرفاكي عيب تعملي حاجه زي كده قدام حد غريب
هززت رأسي برفض وانا اعتدل فوق الفـ ـراش واتحدث بسرعه بخوف
= يا ماما انا
تعالي صوت أمي قليلاً تهتف بغضب و نبره تحذيريه
= اسكتي ولا كلمه مش عاوزه اسمع منك حاجه ذي كده واياكي ثاني مره تقولي الكلام ده فاهمه ولا لاء
يـتـبع..