رواية عشق بين نيران الزهار - بقلم الكاتبة سعاد محمد سلامة - الفصل الثامن عشر
رواية عشق بين نيران الزهار
بقلم الكاتبة سعاد محمد سلامة
الفصل الثامن عشر
رواية
عشق بين نيران الزهار
بمنزل هاشم الزهار
دخل هاشم الى المنزل
إستقبلته إحدى الخادمات تقول: حمدلله عالسلامه يا هاشم بيه، تحب أحضرلك العشا.
رد هاشم: فين الناس اللى فى البيت، فين مهره.
إرتبكت الخادمه قائله:
مدام مهره مش هنا فى البيت مدام مهره إمبارح تعبت جامد وجه رفعت بيه أخدها وهى عنده فى السرايا.
تعصب هاشم قائلاً:
رفعت جه لهنا وأخد مهره،ليه كانت بتموت!
ردت الخادمه:مدام مهره كانت تعبانه جدا اتصلت على موبايل الدكتور وسيم مردش عليا،قالتلى إتصلى على رفعت بيه،إتصلت عليه وجه أخدها،وعرفت أنه أخدها عنده للسرايا،بس لما إتصلت عليه من شويه قالى إنها بقت كويسه الحمدلله.
سَخِر هاشم قائلاً بهمس:بقت كويسه،وماله.
تحدثت الخادمه:حتى وسيم بيه هناك معاها من إمبارح مرجعش،والآنسه ألمى كمان راحت للسرايا من شويه تطمن عليها.
سخر هاشم يقول:ألمى رايحه تطمن على مهره،معتقدش،أكيد فى لعبه بتخطط ليها.
نظر هاشم للخادمه:وليه معنديش خبر باللى حصل لمهره؟
إرتبكت الخادمه قائله:حضرتك مكنتش فى البلد ومدام مهره كانت تعبانه قوى،سخنه وبتهلوس وخوفت عليها.
نظر لها هاشم يقول: كانت بتهلوس تقول أيه؟
ردت الخادمه: معرفش مفهمتش منها ولا كلمه مفسرتش غير إسم الدكتور وسيم ،ورفعت بيه.
آه وكمان قالت،رفعت رجع يا رضوان تانى للزهار وهياخد مكان الفارس اللى إتغدر بيه.
للحظه رجف عقل هاشم فى معنى تلك الكلمه التى قالتها له الخادمه نقلاً عن سماعها من مهره.
تضايق قائلاً:تمام غورى وأنا رايح أشوف الست مُهره اللى عقلها خرف،وبعد كده أى حاجه تحصل هنا فى البيت يكون عندى خبر بها.
ردت الخادمه:حضرتك كنت مسافر كنت هقولك إزاى ومدام مهره كانت تعبانه قوى.
رد هاشم:قولت غورى من وشى.
غادرت الخادمه مكان وقوف هاشم،الذى وقف يُزفر أنفاسه بوجل ماذا تعنى مُهره بقولها أن رفعت عاد ليأخذ مكان الفارس الذى غُدر به، هل رجوع ذالك الوغد نُعمان سيجعل مُهره تعود لتمردها القديم،لكن لا كما سحقهم بالماضى أسفل حذائه سيفعل الآن،وأول خطوه رجوع مُهره الى هنا،وتنسى تمردها،القديم تعود تلك الخاضعه التى روضها طوال السنوات الماضيه.
❈-❈-❈
بنفس الوقت
أغلقت لمى الهاتف وهى تشعر بضجر ولم تعود لغرفة مُهره،بل نزلت لأسفل بالسرايا،وذهبت الى المطبخ وتحدثت مع العاملات قائله بأمر وتعالى:
واحده فيكم تعملى إكسبريسوا، وتجيبه فى الصالون.
ردت إحداهن:حاضر يا آنسه.
ردت لمى بأشمئزاز قائله:أيه آنسه دى،شكل رفعت مشغل شوية متخلفين عنده،عالعموم،أنا بتصل على رفعت بالفون مش بيرد عليا،إبعتى واحد من العمال اللى بره يبعتله خبر إن ألما الزهار هنا فى السرايا وأنا هستناه فى الصالون.
ردت الخادمه: أمرك يا هانم، هبعت له خبر.
بالفعل بعد دقائق دخلت الخادمه، بطلب لمى الى غرفة الصالون، وضعته أمامها وخرجت سريعاً، فى أثناء سير الخادمه تقابلت مع
زينب، إبتسمت لها: حمدلله على سلامتك يا دكتوره تؤمُرينى بحاجه؟.
ردت زينب: لأ متشكره.
تبسمت الخادمه قائله: تمام فى ضيفه فى أوضة الصالون، مستنيه رفعت بيه.
تعجبت زينب قائله: وهو رفعت فين.
ردت الخادمه: رفعت بيه فى الاستطبل وبعتنا له خبر وهو على وصول.
ساق زينب فضولها أن تعرف من تلك الضيفه وقالت للخادمه:تمام روحى إنتى يا صالحه وأنا هدخل أرحب بضيفة رفعت بيه،وأعرف هى مين.
تبسمت الخادمه وغادرت المكان،بينما زينب سارت خلف فضولها،ودخلت للصالون.
رأت فتاه ترتدى فستان قصير للغايه بنصف كُم،بطبقه شفافه من فوق الصدر،تضع معطف فرو على مسند المقعد جوارها،وهنالك العطر الأنثوي الصارخ بالمكان تجلس بأتيكيت تضع ساق فوق أخرى،لم تتعجب زينب من منظرها الفاتن فهى رأت أشباهها سابقاً،لكن لم تتوقع أن ترى هذا المنظر هنا بالسرايا.
لاحظت لمى نظر زينب لها فقالت بتعالى:
إنتى مين،إنتى شغاله هنا.
تضايقت زينب قائله:
شغاله مين أنا ......
لكن أكمل الذى دخل تعريفها قائلاً: الدكتوره
زينب رفعت الزهار مراتى،يا لمى.
لم يقول هذا فقط بل وضع يده حول خصرها وهو يقف لجوارها، يبتسم لها.
للحظه إنخضت زينب من قوله ووضعه يدهُ حول خصرها، لكن تبسمت له.
بينما ذُهلت لمى ووقفت تتمعن النظر، بزينب، هى حقاً جميلة الوجه، ولكن ترتدى ملابس شبه صبيانيه، فهى ترتدى
بدله نسائيه رسميه، تُشبه جيمبسوت
باللون الأزرق، وترتدى أيضاً وشاحاً فوق رأسها تُخبئ شعرها أسفلهُ.
بعدت لمى عيناها عن زينب وإقتربت من رفعت وبلا حياء رفعت يديها وقامت بأحتضانهُ، قائله باليونانيه:
وحشتنى "روفى" بقالنا فتره طويله مشوفناش بعض.
رغم أن زينب لم تفهم ما قالته لكن تعجبت من فعلة تلك الوقحه،وقالت لنفسها :
وحش يلهفك ويقطعك حتت يا قليلة الأدب والتربيه نفس وقاحة الهمجى،لأ وبتتكلم باليونانى كمان علشان مفهمش هى بتقول أيه،بس الغبيه مش عارفه إن الجواب بيبان من عنوانه.
بينما رفعت تضايق من فعلتها لكن تعامل ببرود و أبعدها عنه بلُطف قائلاً بالعربى: أهلاً بيكىفى السرايا يالمى، أكيد جايه تطمنى على عمتى مُهره.
ردت لمى بالعربى وهى تنظر لزينب : لأ جايه مخصوص علشانك روفى، ممكن نبقى لوحدنا دقايق، لو مكنش ده يزعج مراتك.
ردت زينب: وأيه اللى يزعجنى أنا اساساً، هطلع أطمن على طنط مُهره.
قالت زينب هذا وغادرت ولكن لم تصعد لغرفة مُهره، بل دخلت الى غرفتها، رمت حقيبتها على الفراش بقوه، وشعرت بحراره تغزو جسدها بقوه، وبعض الأختناق، فخلعت حجابها وألقته هو الآخر على الفراش، لكن سُرعان ما هدأت نفسها قائله: مالك يا زينب ليه إضايقتى من الهمجيه الوقحه دى لما حضنت رفعت، فوقى، الحب مش ليكى، كفايه اللى حصلك منه أول مره، نهاية قصتك معروفه مع رفعت،،، الأنفصال عاجلاً أو آجلاً بلاش تاخدك مشاعر مش قدها.
بالفعل توجهت زينب للحمام، وأخذت حماماً دافئاً وبدلت ثيابها بأخرى وتوجهت الى غرفة مهره مبتسمه.
.....
بينما بالأسفل أعطت لما ذالك الظرف الورقى لرفعت قائله: ريما باعته معايا الظرف ده رساله ليك.
رد رفعت بدبلوماسيه:
وأيه الرساله اللى فى الظرف ده؟
ردت لمى: معرفش انا بس مسؤله عن توصيل الرساله مش أكتر،تقدر تفتحه وتشوف فيه أيه .
تعجب رفعت وبالفعل فتح رفعت الظرف،وجد به صوره
له وهو يُقبل ريما بحميميه،إشمئز من الصوره،ثم ونظر لذالك الظرف الصغير الموجود أيضاً،وفتحه توقع ما فيه بسهوله هى فلاشه صغيره، أخرجها من الظرف، ووضع الظرف بالصوره على منضده بالغرفه وكاد أن يُدخل الفلاشه بهاتفه،لكن آتى رساله لهاتفه قرائها وتبسم ثم كان سيضع الفلاشه بالهاتف، لولا سماعه لذالك الصوت الغاضب بخارج غرفة الصالون
وضع الفلاشه بجيبه وخرج سريعاً،تاركاً الظرف والصوره، وخرج من الصالون توجه لمكان الصوت نظر الى صاحب ذالك الصوت.
قائلاً بحسم وحزم:
صوتك ميعلاش فى سرايتى يا هاشم يا زهار،أوعى تنسى إنى رفعت إبن رضوان الزهار وحفيد (رفعت الزهار) اللى كان كبير عيلة الزهار خرج من نسلهُ( رفعت) تانى كبير عيلة الزهار.
إحتدت النظرات بين هاشم الزهار ورفعت، وزاد من حِدة نظرات هاشم وقوف رامى ووسيم اللذان دخلا الى السرايا للتو جوار رفعت، وليس هذا فقط
بل مجئ زينب هى الآخرى للمكان خلف رفعت.
تقول:فى أيه يا جماعه أيه الصوت العالى ده؟
نظر هاشم ل زينب وتبدلت ملامحه كالحرباء،مَثَل الهدوء أمامها،وصمت.
بينما لاحظ رفعت نظرات هاشم لزينب،إشمئز منه وقال:زينب إطلعى لفوق،مالكيش دخل باللى بيحصل هنا.
عاندت زينب وظلت واقفه مما أغاظ رفعت وقال بأمر:زينب قولت مالكيش دخل باللى بيحصل هنا ده خلاف عائلى إنتى براه
ظلت زينب واقفه بفضول، مما أغاظ رفعت وقام بمسك يدها وسحبه خلفه قائلاً: رامى إستقبل الضيف فى أوضة الصالون وأنا دقيقه ونازل.
سحب رفعت يد زينب ودخل الى غرفتها،
نفضت زينب يدهُ قائله: مش هتبطل همجيتك دى، عملت أيه فيه وبيزعق بالشكل ده.
رد رفعت: شئ ميخصكيش تعرفيه ليه مش بتسمعى كلامى ولا عاجبك نظرات إعجاب هاشم الزهار ولا على نياتك ومش فهماها.
ردت زينب بغضب: صحيح إنسان همجى مفكر إن كل الناس زيك، أنا بفهم كويس فى نظرات الناس وهاشم الزهار عمره ما تعدى حدوده معايا مش زى همجيتك من أول ما عرفتك وأنت بتعدى حدودك معايا،بس خلاص إنسى إنك تفكر إنك تحبسنى هنا بعيد عن الناس،هخرج براحتى وأرجع براحتى وكمان أقف فى أى مكان براحتى.
سَخِر رفعت قائلاً:بتحلمى يا دكتوره أوامرى أنا اللى هتتنفذ وهتشوفى وأولها أنك هتفضلى هنا فى الاوضه دى،مش هتخرجى منها غير بأمرى.
قال رفعت هذا وتوجه الى باب الغرفه وأخذ المفتاح من مقبض الباب الذى بداخل الغرفه،ووضعه بالناحيه الأخرى،وأغلق الباب عليها بالمفتاح.
سمعت زينب تكات المفتاح بالباب توجهت الى الباب ومسكت المقبض قائله:أفتح الباب يا رفعت بدل ما أنط من البلكونه وأجيبلك مُصيبه.
تبسم رفعت يقول:براحتك نطى من البلكونه بس متنسيش ان البلكونه عاليه وممكن تنزلى على رقابتك تتكسر وتجى بمصلحه وقتها تتجبسى وترقدى فى السرير ومتخرجيش خالص من السرايا غصب عنك،راجعلك تانى يا دكتوره.
تضايقت زينب لو فتح رفعت الباب ووقف أمامها الآن لقتلته ببساطه وبضمير مرتاح، لكن فجأه شعرت بدوخه بسيطه، ذهبت وأخرجت جهاز قياس السُكرى، نظرت للنتيجه قائله:
هو ايه ده يوم السكر عالى ويوم نازل مش عاوز يتظبط،وضعت تلك العلكه بفمها وبدأت بمضغها قائله: كله من الهمجى رفعت من يوم ما شوفته بيحرق السكر فى دمى، هو ده سبب عدم تظبيط السكر عندى، بس مش هيفضل ده كتير.
❈-❈-❈
بينما رغم غيظ رفعت من زينب لكن تبسم بانتشاء وهو يتخيلها تأكل بنفسها غيظً منه.
عاد الى داخل غرفة الصالون، وجد هاشم يجلس ومعه رامى فقط تبدلت ملامحه وعادت الى طبيعتها الشيطانيه، تحدث رفعت يقول:
دلوقتي نتفاهم يا هاشم، قولى سبب أنك تتهجم عالحرس اللى هالبوابه و تدخل لسرايتى تزعق بعلو صوتك ده كان ليه،عاوز تثبت لنفسك أيه،إنك كبير عيلة الزهار،تبقى غلطان،زى ما قولتلك دايمًا كبير عيلة الزهار من نسل رفعت،ومن وراه رضوان وبعدهم أنا واللى ورايا رامى،إنسى إنك تبقى الكبير فى وجودى أنا ورامى.
بركان يغلى بقلب وعقل هاشم لكن رسم الثبات قائلاً أنا مش بتكلم عن الكبير والا الصغير،فين مُهره،إزاى أطلب من الخدامه أطلع لمهره وتقولى إنها نايمه،ولو مش فاكر أفكرك مهره تبقى مراتى.
رد رفعت:ثوانى.
نادى رفعت على إحدى الخادمات التى لبت ندائه سريعاً
تحدث رفعت إنتى المسئوله عن رعاية عمتى مهره وأنتى قولى للسيد هاشم إنها نايمه.
ردت الخادمه:أيوا يا رفعت بيه،الدكتوره زينب كانت عندها من شويه وعطتها أدويتها وقالت إنها هتنام ومش لازم نزعجها،النوم ليها راحه أفضل من العلاج نفسه.
نظر رفعت لهاشم قائلاً:أهو سمعت بنفسك الدكتوره بنفسها منعت حد يزعج عمتى مهره.
رد هاشم:بس أنا مش أى حد أنا جوزها،والمفروض كانت تتعالج فى بيتى مش هما فى سرايتك.
رد رامى:سرايا رضوان زى بيت عمتى مهره بالظبط،يعنى هى مش فى بيت حد غريب،يا سيد هاشم،وبعدين إنت كنت فين اليومين اللى فاتو،وجاى النهارده تسأل عنها بقى مفيش حد من الشغالين عندك قالك إن عمتى عيانه؟
تعصب هاشم من رد رامى وقال:أنا كنت فى إسكندريه عند هشام تعبان هو كمان شويه وروحت أشوفه ومحدش من العمال اتصل عليا،ومعرفتش غير لما رجعت،هى مهره مالها جرالها أيه قبل ما أسافر اسكندريه كانت كويسه.
رد رامى:إطمن الدكتوره قالت شوية إرهاق وزى ما سمعت من المسؤله عنها إن الدكتوره قالت محتاجه للراحه وهدوء النفس ومتهيألى أفضل مكان ممكن تلاقى فيه هدوء هو هنا طبعاً قبل ما تدخل زى أمشير بزعابيبك،بس الحمد لله صوتك موصلش عند عمتى مهره والا كان أزعجها.
نظر هاشم لرامى هو إستخف به وظن أنه سهل المنال،لكن يبدوا رامى ضلع ثانِ من رضوان ليس أقل شجاعه من رفعت،رضوان كان نسخه واحده رحل وترك منه نسختان،لكن هو بالماضى أوقع رضوان بكذبه واليوم عليه تفريق هذان الأثنان،لكن عليه التفكير بحنكه وهدوء،حتى يستطيع الايقاع بينهم وتفريقهم،وقتها سهل إصتياد كل منهما على حِده،لكن يبدوا أنه يحتاج لقوى أكبر حين دخل الضلع الثالث وسيم الذى وضع يدهُ على كتف رفعت قائلاً:
بشكرك يا رفعت فعلاً طول عمر بيت خالى رضوان هو اللى بيلمنا،أنا كمان متربى هنا من صغرى، رغم إن نصى بس هو اللى زهار، بس خالى عمرهُ ما فرق بينى وبين رامى وكان بيحللنا مشاكلنا سوا.
تبسم رفعت له وقال: إنت قولت نصك زهار بس نسيت تقول أنك أخو رامى فى الرضاعه، وإن أمك وأمى الأتنين إتشاركوا فى رضاعتكم سوا.
تبسم وسيم يقول: لأ مش ناسى، فاكر كمان اللقب اللى كانوا بيطلقوه علينا فى المدرسه الأخوه أعداء
كنا بنبقى متخانقين بس واحد فينا يحس بخطر عالتانى، من غير ما يفكر يجرى عليه، ياما أتعاقبنا سوا فى اوضة مدير المدرسه نستنى خالى رضوان يجى يجيب لينا حقنا ونطلع براءه زى الاطفال مع أننا كنا أشرار المدرسه.
عين هاشم بركان لو تركه لثار عليهم الثلاث ما تركه الأ وهو يُذيب عظامهم يُخفى معالمهم، لكن مهلاً ماذا قال ذالك الغبى وسيم... الأخوه أعداء، بالفعل هى فرصته جعل الأخوه أعداء، وقريباً.
لم يستطيع هاشم المكوث أكثر من ذالك وسماع مديحهم لبعضهم أمامه، فقال:
أنا جاى من اسكندريه مُجهد لازم أستريح، طالما الدكتوره زينب أمرت أن مهره لازمها رعايه صحيه، تمام خليها هنا لحد صحتها ما تتحسن و تستريح وترجع للبيت من تانى، همشى أنا بقى.
رد رامى: تمام براحتك.
رد رامى بلا مبالاه على هاشم كان القشه النهائيه لتحمُل هاشم الذى خرج من الغرفه كالملسوع الذى يهرب من نيران عيون هؤلاء الثلاث، الذى تبسموا بعد خروجه وقال رامى وهو يمسك ذالك الظرف قائلاً:
إزاى سايب صوره زى دى هنا على الطرابيزه مش خايف لو الدكتوره شافت الصوره دى ومفكرتش انها فوتشوب كانت ممكن تخلى هاشم يقرى عليك الفاتحه.
تبسم رفعت قائلاً: بس الصوره مش فوتشوب،وكمان قديمه والدكتوره ملهاش تحاسبنى عليها بس كويس إنك خفيت الصوره،بس يا ترى هاشم شافها ولا لأ.
رد رامى:معرفش هو دخل ورايا أنا قلبت الصوره على ضهرها وحطيت الظرف فوقها.
تبسم وسيم يقول: بس هاشم الزهار ديب وعنيه بتشوف فى الضلمه.
تبسم رفعت وقال: فين لمى؟
رد وسيم: لمى أنا وصلتها لباب السرايا، قالت أنها لسه حاسه بشوية إجهاد.
تبسم رامى، ل رفعت وقال باستهزاء:
لأ سلامتها، هنفضل واقفين كده أنا جعان، وانتم مش جعانين.
تبسم وسيم يقول: لأ انا جعان جداً جداً كمان، وبعدين إنت خلاص كلها أيام وداخل على جواز ولازم تتغذى كويس.
تبسم رامى يقول: عارف أنا شاكك أن عينك مش هتخلى الجوازه تكمل بخير،يظهر نسل الزهار نصيبهم فى الجواز مش قد كده،وعندك المثال بتاعنا رفعت زينب مطلعه عنيه مفيش كلمه بيقولها لها بتسمعها.
تنهد رفعت يبتسم.
تحدث رامى: كل دى تنهيده، يظهر الدكتوره بدأت تستحوذ على قلب وعقل رفعت الزهار.
صمت رفعت كفيل بتأكيد ذالك.
❈-❈-❈
بعد مرور ثلاث أيام
ظهراً بسرايا الزهار.
دخل رامى على رفعت غرفة المكتب وجدهُ يتحدث بالهاتف
إنتظر الى أن أنهى إتصاله وقال:
رفعت إنت زعقت لعمى صفوان قدام العمال النهارده.
رد رفعت قائلاً: بالعجل قالك أيوا زعقتله، ده مش شايف شُغله فى الاستطبل، قاعد يتمنظر على بقية العمال وعامل فيها ريس عليهم انا معنديش مانع يعمل ريس عليهم بس يشوف شُعله بالمظبوط، مش يأنتخ ويتمنظر هو ميفرقش عن العمال.
رد رامى: ناسى أنه حمايا يا رفعت،وبعدين أيه اللى عمله خلاص تزعق فيه قدام العمال؟
رد رفعت:سايب شُغلهُ وبسبب إهمالك كنا ممكن نخسر فرسه،الحدوه بتاعتها إتقلعت من رِجلها،كان من السهل يدخل مسمار او شوك من المكان ووقتها كان هيبقى صعب تعالجها ومش اول مره يأهمل فى شُغله وحذرته وإنت عارف انا ساكت عليه ليه من البدايه علشان خاطرك،بس ده إتمادى فى الإهمال بزياده،أنا من الأساس مكنتش هرجعه يشتغل عندنا فى الاستطبل،لو مش طلبك منى،أنا مصدفتش كدبته من الاول إن هاشم طردته علشان كان بيشتغل عند بابا قبل كده،هاشم طرده علشان هو مش بيحب يشتغل غير كمان أن من كام يوم شوفته مولع راكية نار بالقرب من التبن بتاع الأحصنه،أفرض النار سحبت وولعت فى التبن والاستطبل،رامى،بلاش تسمع للراجل ده،أنا لو مش متأكد من أخلاق بنته وكمان مراته وسيريتها الطيبه بين الناس كنت منعت الجوازه دى من البدايه،بس قولت البنت ملهاش ذنب فى غباوة أبوها،أنا خارج دلوقتي،عندى كم مشوار هعملهم،واعمل حسابك (جيرين جيريمان)جايه بعد يومين وعاوز الفرسه بريفكت قدامها.
خرج رفعت وترك رامى يُزفر أنفاسه بحيره.
❈-❈-❈
عصراً
الوحدة الصحيه
حاله من الرعب والهلع،بين الموجودين،بالوحده،
خرجت زينب من غرفة المدير،بسبب سماعها لبعض الأصوات العاليه.
تعجبت من ذالك المنظر امامها الجميع يجرى ويصرخ
تعجبت وبدل ان تجرى هى الأخرى،توجهت الى المكان الذى،ياتون من ناحيته يصرخون،إنها غرفة العمليات بالوحدة،بابها مغلق بأحكام.
توجهت اليها،كان هناك أحد حراس الوحده،يقف على أحد المقاعد بالقرب من الغرفه،وسلاحه مركز ناحية باب غرفة العمليات.
نظرت له بحده قائله:واقف كده ليه،ورافع سلاحك ،فى أيه فى اوضة العمليات.
قالت هذا، وتوجهت الى باب الغرفه،
قال لها الحارس بتحذير، أوعى تفتحى الباب يا دكتوره.
نظرت له قائله: ليه فى أيه جوه الأوضه.
رد الحارس: فى تعبان كبير نايم بالأوضه، منعرفش إزاى دخل للأوضه، أكيد إتسحب من الترعه اللى وراء الوحده.
نظرت له ساخره تقول: والتعبان ده،دخل أوضة العمليات،علشان يعمل عملية سلخ جلد.
تحدث الحارس وهو ينظر لها وهى تضع يدهت فوق مقبض باب الغرفه قائلاً بتحذير:
اوعى تفتحى الباب، يا دكتوره، ليكون التعبان واقف وراء الباب، الحاج طارق، راح يتصل على واحد رفاعى يعرفه يجى يتعامل مع التعبان ده.
نظرت له زينب ساخره تقول:
بلاش غباء إحنا نعتبر فى لسه فى الشتا مش شايف الجو برد، ولو فى تعبان بصحيح فى الاوضه أكيد هيكون صغير ومش فى قواه، لانه لسه فى مرحلة البيات الشتوى.
بالفعل فتحت زينب باب الغرفه، وسارت خطوات
ووقفت مذهوله مما تراه، حقاً هنالك ثعبان، شبه ضخم، عكس ما توقعت، ويبدوا غاضب من شى، يزحف وهو يخرج لسانه يستعد لبخ سُمه على فريسه له، وبالفعل إقترب من مكان وقوفها، لم يفصله عنها سوى أقل من عشره سنتمتر، لكن فجأه دوى صوت رصاصه بالمكان تفرتك رأس الثُعبان، ونثر دماؤه بالغرفه وطال ملابسها بعض دماء الثُعبان، نظرت زينب خلفها لمن أطلق تلك الرصاصه، ووقفت مذهوله وقالت سيد هاشم.
تبسم هاشم قائلاً: بلاش تجازفى يا دكتوره، كان لازم تسمعى للحارس ومتدخليش للأوضه والتعبان فيها.
ردت زينب: بصراحه متوقعتش تعبان بالحجم ده يكون موجوظ هنا فى وقت زى ده، شكله كمان كان غضبان.
رد الحارس: تلاقى التعبان ده كان مستخبى فى الاحراش اللى وراء الوحده، ولما اللودر جه وحشها هو هج على هنا ويمكن ماتت وليفته، وغضبان.
تبسمت زينب وقالت: بشكرك مره تانيه يا سيد هاشم، يمكن من حسن حظى إنك كنت موجود بالوحده خير؟
رد هاشم: خير أنا كنت جاى علشان عملت الفحوصات اللى كنتى قولتيلى عليها عملتها وكنت جايلك أستشيرك.
تبسمت زينب قائله: واضح إن الحظ بعتك ليا نجده النهارده، عالعموم إتفضل معايا على مكتبى.
تبسم هاشم وسار خلف زينب الى مكتبها، يبتسم بزهو فهو فى نظرها الآن مُنقذها من موت كاد يقترب منها.
❈-❈-❈
بعد مرور يومان
مساءً
دخلت صفاء الى غرفة مكتب زينب مبتسمه تقول:
جرى ايه يا دكتوره مش هتروحى للسرايا ولا أيه.
تبسمت زينب ونهضت تخلع معطفها قائله:
لأ خلاص الساعه بقت تمانيه بالليل، كفايه كده.
تبسمت صفاء: والله يا دكتوره أنا مش عارفه رفعت بيه سايبك كده إزاى، تفضلى لبليل فى الوحده تقدمى للناس المساعده وتكشفى عليهم ببلاش، وتتأخرى كمان ساعات للساعه تسعه وعشره بالليل، بالك المدير اللى كان قبلك كان آخره الساعه خمسه المغرب، غير أنه مكنش بيكشف فى الوحده خالص، كان اللى يجى الوحده لو صباعه مدوحس يقوله تعالالى العياده بعد ساعه، يلا اهو رجع بلده، تانى، وجالنا مكانهُ دكتوره نواره وزينة الدكاتره كلهم، والله يا دكتوره من أول مره شوفتك فيها دخلتى قلبى، ولما دافعتى عن قدام الكلب طليقى، وكمان مقطعتيش عيشى.
تبسمت زينب قائله: كل واحد بيعامل ضميرهُ يا صفاء، وانا فعلاً هلكانه، وعاوزه أروح آخد شاور دافى وبعدها أتغطى أنام،الطقس زى ما يكون الشتا رجع تانى،المفروض خلاص قربنا عالصيف .
تبسمت صفاء قائله: نوم العوافى يا دكتوره،هو كده الربيع بحالات يوم حر ويوم برد والسنه دى البرد كان زايد شويه.
تبسمت زينب وغادرت الوحده.
بعد قليل. اثناء دخول زينب الى السرايا، رأت ببهو السرايا رفعت يقف مع إمرأه، تبدوا من ظهرها بشعر أشقر
ساقها فضولها وقالت:
أما أروح اشوف مين دى كمان يمكن تكون المخفيه لمى ضربت شعرها أوكسچين، بس دى كانت بتجى علشان وسيم ووسيم خلاص رجع مع خالته لبيت هاشم ، أنا هحتار ليه أروح اشوف مين دى؟
إقتربت زينب من مكان وقوف رفعت مع تلك الشقراء، نظرت له باستغراب، هو يتحدث معها الإنجليزيه بطلاقه وسلاسه، همست قائله من كام يوم كان بيرد عالمخفيه لمى باليونانى، والنهارده بيتكلم إنجليزى لبلب كأنه عايش فى إنجلترا، رفعت ده درس أيه يا ترى، وإزاى بيعرف لغات اصلاً،.
تبسم رفعت حين إقتربت زينب وراى بعينيها الفضول، هو أصبح يعلم بالتدريج بعض خصالها، ومن ضمن خصال زينب الفضول الزائد.
تبسم وأقترب منها ولف يدهُ حول خصرها، تلك الحركه التى تضايقها وتجعلها تود الفتك به، لكن تضبظ نفسها قسراً.
تبسم رفعت يتحدث بالأنجليزيه:
دكتوره زينب زوجتى
وتلك (جيرين جريمان) من أفضل عملائى فى شراء الخيول.
تبسمت زينب تصُقك اسنانها، وقامت بالترحيب بجيرين
نظرت لها جيرين بتفحُص، كيف لرجُل مثل رفعت يتزوج من فتاه كهذه يُفضلها عليها، هى سبق وحاولت جذبهُ إليها لكن كان البرود هو المسيطر عليه، بينما تلك البسيطه كيف دخلت لحياته وجعلته يُقبل على خطوة الزواج الذى سبق وأخبرها أنه لا يفكر فى الأرتباط بهذا الوقت وما كان هذا الحديث سوا قبل أشهر قليله متى وكيف دخلت تلك الى حياتهُ
بينما زينب تشعر بغيره من تلك الفتاه وهى تراها تتدلل بخطواتها أمام رفعت
الذى اقتربت من الخادمه وقالت:
العشا جاهز يا رفعت بيه.
تبسم رفعت ورفع يده أمام جيرين قائلاً: العشاء أصبح جاهزًا، لقد أمرتهم بتحضير تلك المأكولات التى سبق وتناولتى منها وأعجبتك.
تبسمت جيرين وسارت أمامه تتهادى بخطواتها التى أغاظت زينب وقالت:
صحيح إنجليزيه ودمها بارد وهو وقح وتلاقى عجبه اللى ماشيه تتمرقص.
سمع رفعت همسها، ومال على أذن زينب قائلاً: مش ماشيه تتمرقص، دى بتمشى زى الليدى ولبسها أنيق مش ماشيه ولا لبس عبده البواب.
نظرت له زينب بغيظ وقالت: له طالما مش عجباك ليه أيه يغصبك، خلينا ننفصل.
تبسم رفعت دون رد، وسار الى غرفة السفره، ترك يدهُ من حول خصر زينب، وذهب الى مكان وقوف جيرين وشد المقعد للخلف الى أن جلست، ثم ذهب الى مكان وقوف زينب وكاد أن يفعل ذالك لكن قالت زينب له وهى تجلس، خليك فى الاتيكيت مع شررين بتاعتك ولا إسمها ايه دى.
تبسم رفعت وإنحنى على أذنها يهمس: إسمها چيرين.
قال هذا وإستقام، وذهب على رأس الطاوله
وقال: أتمنى أن يُعجبك الطعام چيرين.
تبسمت چيرين له، وبدأت فى تناول الطعام، أثناء الطعام كان رفعت وچيرين يتحدثان حول الخيل وعن تلك الجوله التى قامت بها بأستطبل الخيل الخاص بها، وعن سعادتها بمرافقتهُ لها طوال الجوله.
كان رفعت يرد بدبلوماسيه
بينما زينب كانت تتناول الطفيف من الطعام،وتختلس النظر لجيرين ورفعت لاحظ ذالك رفعت ولم يُعقب على الآمر.
بعد قليل نهضت چيرين من على طاولة الطعام قائله:
لقد شبعت، واشعر بأجهاد، واريد الراحه، سعدت بمعرفتك دكتوره.
تبسمت زينب بأماءه.
تبسم رفعت، ونهض هو الآخر قائلاً: حسناً سأصطحبك
خرج رفعت مع جيرين من السفره وظلت زينب لدقائق تجلس مكانها،لكن نهضت قائله:الهمجى راح وراءالانجليزيه البارده ولا عمل أعتبار ليا كأنى موجوده، هسود ليلته هو وهى.
قبل أن تخرج زينب من غرفة السفره إصطدمت برفعت الذى عاد يبتسم.
نظرت له زينب قائله: أنا كمان هلكانه فى الوحده هطلع اتخمد زى الانجليزيه البارده.
تبسم رفعت دون رد.
صعدت زينب لغرفتها لا تعرف تفسير لما للحظه تضايقت حين ظنت أن رفعت ذهب مع تلك الانجليزية الى الغرفه، لامت شعورها، وذهبت الى الحمام،
خرجت بعد قليل
قائله: أما أنشف شعرى وبعدها ابقى البس البيجامه، بدل ما تتبل ميه من شعرى، وتسقعنى، والجو مش ناقص برد
بالفعل جففت شعرها بالمُجفف الكهربائى، ثم خلعت عنها رداء الحمام وأرتدت بنطال المنامه، لكن قبل أن تُكمل إرتداء باقى أجزاء المنامه، فتح رفعت باب الغرفه كعادته دون طرق الباب.
إرتبكت زينب من دخوله، وأخذت باقى المنامه وأرتدته سريعاً تقول بغضب:
مفيش باب تخبط عليه قبل ما تدخل زى الهمج كده، وجاى دلوقتي لاوضتى ليه؟.
تبسم رفعت يقول: يعنى شوفت أيه جديد عادى جسم بلاستيك، أنا للأسف هنام هنا لان جيرين هتنام فى أوضتى.
ردت زينب: نعم هتنام فين عندك السرايا واسعه شوفلك أوضه تانيه.
صمت رفعت وهو يتجه الى الفراش، وخلع ساعته ووضعها على طاوله جوار الفراش، ثم بدأ فى خلع ملابسه، الى أن بقى بشورت فقط، ثم تمدد على الفراش بصمت.
تعصبت زينب وذهبت الى مكانه وقالت: أيه مسمعتش اللى قولته، قوم أطلع بره الاوضه شوفلك أوضه تانيه.
رد رفعت للأسف: لازم أنام هنا، قدام چيرين، يرضيكى تقول ان مش بنام مع مراتى فى أوضه، واحده.
ردت زينب: يرضينى جداً، قوم من على السرير مش بحب حد ينام جنبى عالسرير.
تبسم رفعت يقول: هى مسألة كم ساعه أتحملى عادى، زى ما انا هتحمل برضوا.
إغتاظت زينب وأخفضت إضاءة الغرفه ونامت على الفراش، وجعلت بينها وبين رفعت مسافه تعطيه ظهرها
لكن فجأه، شعرت بيد رفعت أسفل غطاء السرير تتحرش بها، ليس هذا فقط بل أقترب منها ولف يديه حول خصرها، شعرت بأنفاسه قريبه من عُنقها
فجأه أبعدت يدهُ عنها ونهضت من جواره
ووقفت على الفراش ووضعت يديها حول خصرها وتخصرت قائله: ما هو مش هتسيب أوضتك للست زفت الطين تنام فيها وتجى تبلينى بيك وتنام جانبى عالسرير تتحرش بيا، وهسكت
لأ أنسى، يا تنام بأدبك، يا تقوم تنام عالارض،
قالت هذا وقامت برفص جسده بأصابع قدمها
أخفى بسمته وهو نائم على ظهره ينظر لها وقال ببرود: والله السرايا كلها ملكى، أنام فى الأوضه الى تعجبنى، وأنتى كمان ملكى ومش عيب أتحرش بيكى.
قال هذا ورفع ساقه بمباغته وهو نائم يخبط ساقها وهى واقفه
للحظه أختل توازنها وسقطت بجسدها فوق جسده
سريعاً أحاط جسدها بيديه، لجم حركتها وأستدار بيهم على الفراش، وأصبح فوقها
وضع رأسه بين حنايا عُنقها.
شعرت هى بأنفاسه الملتهبه على حنايا عنقها
أغمضت عيناه، وتنفست بقوه تتحدث وهى تصُقك أسنانها قائله: قوم من فوقى، وخلى ليلتك تفوت بدل ما هرد عليك بطريقتى.
رفع رأسه ونظر لعيناها قائلاً بتحدى: مش هقوم، وعاوز أشوف طريقتك الحلوه فى الرد؟!
قال هذا وعاد يدفس رأسه بعُنقها لكن هذه المره قبل جانب عنقها مره ومرات كاد عبقها أن يُسكره.
لكن فاق من قوة الألم الذى شعر به!
رفع رأسه من عنقها ونهض عنها، ووقف على الفراش يقول بتألم: أنتى بتعضى كمان
بتعضينى من رقابتى!
نزل من على الفراش، وأشعل ضوء الغرفه وأتجه الى المرآه، ونظر الى رقابته، وجد علامة أسنانها القويه بارزه بها.
عاد بنظره لها وجدها نائمه على الفراش، تضحك بتشفى.
تحدث يقول: شايفه عضتك معلمه فى رقابتى أيه ده
أنتى حفيدة دراكولا
ردت بلامبالاه:حفيدةدراكولا حفيدةكوكولا
شوفلك مكان تنام فيه، وأبعد عنى،
أقولك روح لزفت الطين، تاخذك جنبها
أنجليزيه، ودمها بارد، ومهتصدق والجو برد،
خليها تدفيك.
أخفى رفعت بسمته وقال بوعيد: المره اللى فاتت كنتى هتجيبلى عاهه مستديمه والمره دى عضتينى، إن كنت سكتت المره اللى فاتت المره دى مش هسكت.
نظرت له بسخريه وقالت: آخر ما عندك هاته، ميهمنيش هتعمل أيه يعنى.
نظر لها رفعت وقال: إنتى مستبيعه بقى ومفكره إنى علشان بطنش عن أفعالك بمزاجى إنى مقدرش أعرفك مين رفعت الزهار اللى بس ذكر إسمه يرعب رجاله مش حتة دكتوره منقوله لهنا عقاب عن طولة لسانها، ومش بس لسانها اللى طويل، لأ إيديها وسنانها، بس أنا بقى مش هسيب حقى الليله.
نظرت له زينب بلا مبالاه، لكن فجاه وجدته يقترب من الفراش، وقبل أن يهجم عليها ازاحت الغطاء ونهضت من على الفراش، بعيداً عنه تبتسم، مما اغاظه، فتوجه إليها، صعدت على الفراش تبتعد عنه ووقفت قائله:
أنا بقول تتمسى وتشوفلك أوضه تانيه يا همجى، مش هتقدر تمسكنى.
تبسم رفعت بخفاء وأتجه يصعد للفراش،لكن كانت أسرع منه ونزلت من على الفراش،تنظر له وتبتسم،فنزل خلفها،لكن لسوء حظها أنها ترعقلت بسجاده موضوعه على الأرض لكن نهضت سريعاً،تصعد مره أخرى على الفراش،لكن حين أقترب رفعت يصعد على الفراش قبل أن تنزل،سحب الغطاء من اسفل قدمها فأختل توازها وسقطت على الفراش،
سريعاً وضع رفعت فوقها الغطاء يقيد حركتها به وجثى بجسده فوق جسدها،وتبسم بأنتصار،لكن زينب أخرجت يدها من الغطاء ودفعته عنها قائله:شكلك محرمتش من المره اللى فاتت لما كنا فى الوحده.
تبسم رفعت بزهو،
لكن زينب حين حاولت رفع ساقه لم تقدر فرفعت قيد حركتها بالغطاء،ليس هذا فقط،نظر لها يقول:هعضك نفس العضه فى نفس المكان،قال هذا ووضع رأسه بعنقها.
تخدثت زينب قائله:بلاش يا رفعت،خلاص نام عالسرير وهنام أنا عالأرض بس بلاش تعضنى.
رفع رفعت رأسه ونظر لعيناها،لكن قبل أن يتحدث قالت زينب:
أرجوك يا رفعت بلاش تعضنى.
تبسم رفعت،لكن وضع رأسه بعنفها للحظه أعتقدت أنه سيقوم بعضها،
لكن شعر رفعت بضربات قلبها العاليه،أسفله،ووجد نفسه يقوم بتقبيل عُنقها بقبلات ناعمه.
للحظه إهتز كيان زينب وهى تشعر هى الاخرى بضربات قلبه العاليه،لكن فاقت تدفعهُ بيديها قائله:قوم من فوقى يا متحرش.
رفع رفعت رأسه ونظر لوجهها وأستقرت عيناه على شفاهها،مسك يديها بيده وقام بتقبيلها،قبلات متشوقه،قاومت زينب تلك المشاعر التى تسيطر عليها، لكن بحنكته وخبرته فى التعامل مع النساء جعلها تستسلم أمام طوفانه لمشاعرها البريئه،وسحب غطاء الفراش الذى كان يحول بينهما،ويمتلك هو زمام الآمر وينعم معها بلحظات عشق يختطفها من الزمن،لكن قبل النهايه شعر بأن زينب قد تكون تؤنب نفسها،وتذكر عضها له،فقام تقبيل شفتاها ثم عض شفتاها، مما أغاظها،
تنحى رفعت نائماً بظهره على الفراش، ينظر لها ينتظر أن تثور عليه بعد ما حدث بينهم
بينما هى فكر عقلها وقالت: حالاً يشغل همجيته .
نهضت تسحب الغطاء عليها، وتقول له بحِده: قوم من جانبى يا حقير يا همجى، يا مُغتصب، المره اللى فاتت قولت أنى انا اللى جيتلك لحد أوضتك المره دى إنتى اللى غصبتينى عاللى حصل يا حيوان يا حقير يا همجى.
ضحك رفعت وهو يعتدل نائم على ظهره
يقول: برضوا متكيفتش.
إغتاظت منه زينب وسحبت غطاء الفراش كلهُ عليها وقامت بدفعه عن الفراش قائله:
كنت عارفه إنك همجى وهتقول كده، يلا قوم غور من أوضتى، وبعد كده ممنوع تدخلها، عندك السرايا فيها اوض كتير، شوفلك أوضه تانيه إتلقح فيها بعد كده ممنوع تبلينى بيك .
تبسم رفعت ونهض من على الفراش وإنحنى يأخذ بنطاله من على الأرض و إرتداه وهو ينظر لزينب بتسليه، لكن عاد مره أخرى للفراش وجلس جوارها وأخرج من جيب بنطاله سلسال من الذهب الأبيض وأقترب منها ولف يديه حول عُنقها،
للحظه رجعت زينب برآسها للخلف تضرب يدهُ بيديها تُنحى يداه عن عُنقها، لكن حاوط رفعت عنقها بذالك السلسال الذى تدلى على عُنقها، نظرت زينب للسلسال لمعت عيناها وإنبهرت به قائله:
المُصحف ده تصميمهُ جميل قوى.
تبسم رفعت يقول:
المُصحف ده متقلعهوش خالص، هيحفظك يا زينب.
تبسمت زينب وهى تُمسك المُصحف بفرحة طفله بفستان العيد.
بينما رفعت هو الآخر يشعُر براحه بعد أن وضع هذا السلسال حول عُنق زينب، فهذا السلسال كان هديه من والداتهُ، لديه يقين أن هذا المُصحف كان سبب نجاته تلك الليله من الحريق.
يُتبع..