-->

رواية عشق بين نيران الزهار- بقلم الكاتبة سعاد محمد سلامة- الفصل الثاني والعشرون

 

رواية عشق بين نيران الزهار 

بقلم الكاتبة سعاد محمد سلامة 


الفصل الثاني والعشرون 

رواية

عشق بين نيران الزهار 



بسرايا الزهار بجناح رامى 

كانت مروه تتمدد على الفراش، تنظر ل لا شئ عقلها شارد، مضى على زواجها من رامى أكثر من أسبوع، المعامله بينهم لا تتخطى بعض كلمات ينامان تحت سقف غرفه واحده لكن كل منهم على فراش منفرد، كل ما جمعم بعض القُبلات فقط، وبطرق غير مقصوده، هى تنهار أمام لمسات رامى، لكن رامى لديه قدره فى التحكم فى ذاته عند حد معين، يبتعد عنها، يتركها وبعدها تشعر بغُربه وتشتُت، رامى مراوض بارع، هكذا قال عقلها، لكن عقلها سيشت منها إذا كان رامى أصر على زواجها من البدايه كى ينالها فقط وبعدها تخُفت زهوتها لديه ويتركها مُهشمه، لما يؤجل ذالك الآمر، هل هو صادق بما قاله لها سابقاً حين كانت تنفُرهُ دائماً، هو قال أنه يعشقها وعاد من أجلها فقط، هى حاولت كثيراً إبعادهُ عنها، حتى أنها نعتته بالمسخ المشوه، حتى يبتعد عنها، فوجئت بجسده ليس مشوه كما أعتقدت وإن كان هنالك بعض الأثار الواضحه على جسدهُ تُشبه البهاق، 

تفكر وتفكر وعقلها لا يُعطى جواب، رامى قال أنه كان يعشقها، هل مازال أم كما قال لها أم مشاعرهُ إتجاهها تغيرت بعد محاولة إنتحارها التى لا تتذكرها، كأن أحداً محي ذاكراتها فى ذالك الوقت. 

شعرت بدوار خفيف بسبب التفكير، أغمضت عيناها علها تتذكر، كل ما رأته أنها تنظر للسماء بليله قمريه كانت تلعب مقابل القمر كالاطفال حين يظنون إن القمر فى السماءيسير مع خطواتهم بالأرض، وبعدها يفصل عقلها وتشعر بظلام تتوه به، أين هذا الجزء المفقود،كيف وقفت على سور المنزل،وقفزت كما قال والداها،ركزت بالظلام،سمعت صوت....


فتحت عيناها بسبب ذالك الصوت،هو طرق على باب الجناح،نهضت من على الفراش،وذهبت الى الباب،رأت أمامها إحدى الخادمات تقول:

مدام مروه الغدا جاهز فى السفره.


ردت مروه:رامى جه من الاستطبل.


ردت الخادمه:مش عارفه،من شويه رفعت بيه قالى أجهز الغدا وأنادى لحضرتك.


تبسمت مروه بغصه وقالت:تمام هنزل وراكى.


تنهدت مروه وأغلقت الباب،تُزفر أنفاسها تقول: بالتأكيد رامى هيجى زى عادته على وقت الغداء،يتناول غداؤه ثم يعود مره أخرى للأستطبل،ويعود ليلاً على النوم،حقاً كل من بالسرايا يعاملها بأحترام وتقدير كسيدة المنزل،لكن صاحب الشآن رامى اوقات كثيره يتجاهلنى،حسناً،لن يستمر هذا كثيراً. 


❈-❈-❈

 

بالاسفل بالسرايا 

ابتعد رفعت عن ريما وعيناه تنظر لوجه زينب لا يعلم حقيقة معالم وجهها، ولا نبرة صوتها التى تحدثت بها، أهى فضول أم غِيره 

منها،صمت ينتظر سؤالها مره أخرى ربما يستطيع تحديد إن كانت غِيره منها أو فضول؟ 


أما بالنسبه لزينب 

صدمه كبيره ألجمت لسانها للحظات ثم قالت: أنا مش فاهمه حاجه، إنت جوزها ولا كنت متجوزها،وطليقتك،وإزاى اصلاً كنت متجوز وأنا معرفش؟! 


تبسمت ريما تنظر لزينب بأستهتار 

وكادت تتحدث لكن سبقها رفعت وإقترب من مكان وقوف زينب، ولف يدهُ حول خصرها وقبل إحدى وجنتيها قائلاً بصدق: 

مقولتش ليكى علشان نسيت الموضوع ده من أصلهُ، يا حبيبتى. 

أعرفك: 

الدكتوره زينب رفعت الزهار 

ومدام.. ريما الزهار طليقتى منفصلين من حوالى أربع سنين فبالتالى الموضوع كان منتهى ومالوش لازمه يُذكر بينا يا حبيبتي 


إنصدمت زينب، ماذا سمعت... أقال حبيبتي! مرتين لا فضولها يقول هنالك قصه كبيره مخفيه عنها،يبدوا أنه يحاول أغاظة تلك المتبرجه الوقحه التى ترتدى زى أقل ما يُقال عنها عاهره،فهى ترتدى شورت جينز فضى اللون يصل لنصف فخذيها وفوقه كنزه بنصف كُم من نفس اللون وبالمنتصف حول خصرها حزام فضى مرصع ببعض الأحجار،وتضع مكياچ صارخ بالأخص على شفتيها،وشعرها القصير المصبوغ منه بعض الخصلات بالفضى،همست زينب لرفعت:

إنت كنت متجوز الموزه الفضيه دى، غلطان ليه طلقتها،دى فضلها وصلة كهربا وهتنور فى الضلمه،إبعد إيدك عنى يا همجى،حسابك بعدين، أهو لقيت سبب أحطه فى قضية الخلع، وهاخد الحكم من أول جلسه، هكتب السبب كان متجوز من الفتاه الفضيه، وخبى عليا. 


كتم رفعت ضحكته وتبسم وهمس يقول: بس مثبوت فى قسيمة الجواز يا زوزى أنى كنت متجوز قبل كده، يعنى فين الكذب القاضى هيقول عليكى، ساذجه ومش بعيد يطلع قرار بألزامك ببيت الطاعه، ووقتها فرصتى مش هخرجك من السرايا، أو بالأصح من أوضة نومى وآخد حقى الشرعى اللى سيادتك هدراه وبتنامى فى أوضة تانيه لوحدك بعيد عنى.


ردت زينب:كسر حُقك يا وقح يا همجى،جايبلى طليقتك هنا البيت تحضنها قدامى،ماشى أستحمل بقى يا رفعت. 


شعرت ريما بنيران ساحقه فى قلبها من فعلة رفعت ووقوفه جوار تلك الحقيره بنظرها،هى لا تمتلك مثلها أنوثه ولا أناقه،ترتدى مثل بقية البسطاء،ماذا بها جعل رفعت يتزوجها،بل ويتركها ويذهب يقف جوارها يتحدث بهذا التقدير وماذا يهمس لها وهى ترد عليه بنفس الهمس،ماذا تقول له تجعله مبتسماً،هكذا.


سلتت زينب يد رفعت من فوق خصرها وتوجهت الى مكان ريما ومدت يدها كى تصافحها تقول بترحيب فاتر:

أهلاً بطليقة جوزى نورتى الحِصن،"أنتم السابقون ونحن الاحقون " 


كاد رامى الذى دخل للصالون يقع أرضًا من الضحك، من رد تلك السرشه، لو أخرى غيرها لكانت أقل شئ طردت ريما، أما تلك الشرسه تُرحب بها، ورفعت هو الآخر يكتم ضحكهُ بأعجوبه. 


أما ريما نظرت ليد زينب الممدوده بتعالى وصافحتها بقرف وتعجب، لو الوضع معكوس لكانت قتلت تلك الحمقاء، ألديها ثقة كبيره برفعت لهذا الحد هو قال لها حبيبتي مرتين وقبل خدها أمامها، أنسي رفعت أنه فى يوم تزوج منها،لا تتذكر أنه قال لها يوماً،حبيبتي،لا تعلم لما،هى حقاً بالماضى أحبته وأوقعته بين شباكها وتزوج منها لبضع أشهر،كانت العِشره بينهم فاتره كثيراً، رفعت ليس هنالك وقت مُحدد لعملهُ الذى كان يأخذ معظم وقتهُ، ليس هذا فقط السبب فى إنفصالهم، بل كان السبب هو طلب رفعت منها العوده لهنا لبلدة الزهار وتكملة حياتهم معاً، لكن هى تريد الحريه والأنطلاق، لا تريد الأنغلاق هنا فى قريه ليست لها وجود على الخريطة من الأساس.


دخلت فى ذالك الحين مروه الى غرفة الصالون،نظرت بأندهاش ل رامى الذى يكاد يفطس من الضحك.

وقالت:فى أيه يا جماعه هنا،بتضحك بالطريقه دى ليه يا رامى؟


لم تنتظر مروه الرد كثيراً،حين إقتربت ريما من رامى وقامت بحضنهُ هو الآخر قائله:

وحشتنى....رام.


ماذا قالت...رام

ماذا فعلت...حضنته

لا،لا داعى للانتظار،لما لا أنتف شعر تلك الوقحه الفضى...هذا ما أرادت فعلهُ مروه.


لولا ضحك زينب وأقترابها من مكان وقوفها: وقالت بتريقه وهى تنظر ل مروه:

مفيش داعى تلوثى إيدك يا ميرو،بالدم

الاتنين دول واضح دمهم بارد وزفر،أنا بقول أحنا نبدأ إجراءات الخُلع من دلوقتي،أنتى من البلد وتعرفى محامى شاطر، يخلعنا من الأتنين الهمجين دول،تعالى نتسند على بعض ونطلع أوضنا أنا السكر شكلهُ هيهيج عليا،وانتى رجِلك بترعش. 


ردت مروه: بس أنا جعانه أنا على عشايا من إمبارح حتى الصبح مفطرتش. 


تبسمت زينب قائله: أقولك أنا كمان جعانه أصل مريض السكر بياكل كل ساعتين، تعالى نتغدا أنا وأنتى فى المطبخ، نتسلى مع الشغالات، تيتا إنعام بتقولى دول عندهم قصص البلد كلها حتى تبقى قاعدة ستات وبس. 


تبسمت مروه قائله: على رائيك والنبى ما فيه أحلى من نم النسوان. 


بينما الآخان رفعت ورامى، نظرا الى ريما التى إقتربت من رفعت وكادت تحضنه مره أخرى، لكن إبتعد للخلف وأحرجها قائلاً: 

جايه هنا ليه، يا ريما قصتنا القديمه خلصت، وأنا خلاص، بدأت حياتى مع غيرك، وفعلاً بحب مراتى، وإلا مكنتش أتجوزتها. 


دمعت عين ريما بتمثيل قائله: رفعت إنت لازم تسمعنى، أنا راجعه علشان، إبننا،لازم يتعرف مع باباه الحقيقى. 


إنصدم رامى ونظر لوجه رفعت الهادئ وقال: 

إبن مين؟ إنتى عندك ولد من رفعت طب هو فين الولد؟ 


ضحك رفعت بسخريه: عايش مع باباه الحقيقى فى اليونان،(فابيو مونتريس) 

لعبه قديمه مش ده اللى كان على الفلاشه، ريما بلاش كدب زياده خلاص قصتنا القديمه إننا كنا متجوزين إنتهت، خلينا نبقى على صداقتنا، زى ما سبق وقولتى. 


تعصبت ريما قائله: 

لأ قصتنا مخلصتش يا رفعت وانا راجعه علشان أسترد حقى فيك، ولازم تصدق إن (جامى) إبنك مش إبن فابيو. 


تبسم رفعت بسخريه غير مُصدق كذبها، وقال: شرفتى يا ريما وزى ما أنتى شايفه أنا بقيت راجل متجوز، وبحب مراتى، ومش عاوز بينا مشاكل بسببك. 


ردت ريما بتصميم: وياترى رد فعل مراتك هيكون أيه لما تعرف إن عندك ولد،وأنى هفضل هنا، أنا من عيلة الزهار أعتبرنى ضيفه عندك،فى السرايا. 


ضحك رفعت يقول: تمام، بس ياريت تلتزمى بأسلوب وذوق أنك ضيفه و سيدات السرايا هنا هما الدكتوره زينب وكمان مروه مرات رامى، هأمر الخدم يجهزولك أوضه. 


❈-❈-❈

 


عصراً

لا يوجد بين الرجل وزوجته، شئ إسمه حياء أو خجل، بالأخص إذا كان ذالك الوحش المشوه العقل، كما أصبحت تنعتهُ، 

ذهبت مروه الى إستطبل الخيل 


ووقفت تتوارى بالقرب من ذالك السياج الخشبى 

تتابع بعيناها 

كيف يروض رامى ذالك الفرس الصغير، الشرس

بدأ بأدخال اللجام الى عُنقه، ثم صعد على ظهره، لكن الفرس،مازال شرساً، حاول أسقاطه من على ظهره، لكن هو تشبث باللجام قوياً، وخرج من داخل السياج،الى ذالك المجرى المائى الصغير الذى يشق المزرعه

كانت تسير،خلفه،تتوارى خلف الأشجار،كى لا يراها

لكن هى من فضحت أمرها حين 

صرخت بخضه حين كاد، يقع من على ظهر الفرس، 

سمع هو صرختها، نظر لها وتبسم،هو كان يشعر بها خلفه منذ البدايه،لكن تغافل بمزاجه 

شعرت بالخجل حين نظر إليها، وابتسم، تصنعت عدم الامبالاه، وأدارت ظهرها، تلوم نفسها، لكن تبسمت بشعور لا تعرفه، شعور جديد، يغزوها،لكن هل 

وقعت الجميله بعشق الوحش هذا ما أخبره رامى لنفسه ويتمنى تصديقهُ. 


نزل رامى من على الفرسه، وذهب الى مكان وقوفها، أسفل إحدى الشجيرات، تبسم قائلاً: 

أيه اللى جايبك هنا، غريبه دى أول مره تطلعى من السرايا، بعد أسبوع من جوازنا. 


ردت مروه بكذب: 

زهقت من القاعده لوحدي فى الجناح قولت اطلع أتمشى شويه،الدكتور بعد ما فكلى جبس رِجلى قالى أبقى أتمشي عليها،كل يوم شويه،أهو منه علاج ومنه أشم هوا العصارى . 


تبسم رامى وأقترب من مروه بخبث قائلاً:

لازم تسمعى كلام الدكتور،عالعموم انا خلاص خلصت تدريب الفرس ده،أو تقدرى تقولى ماليش مزاج أدربه النهارده،وحاسس بشوية إرهاق،هدخله للاستطبل،وأرجع عالسرايا،أخد شاور،ينعش جسمى،وبعدها.....


ردت مروه:بعدها ايه،تلزق للبومه اللى إسمها ريما اللى حضتتك من غير حيا،صح،إنسى يا رامى،بقولك،متخلنيش أجيبها من شعرها قدامك،واحده وقحه ورخيصه زى أختها بالضبط.


تبسم رامى وأصبح لا يفصله سوا خطوه من مروه وقال بهمس:أعتبر دى غيره من ريما وأختها.


تعلثمت مروه ليس من قول رامى،بل من إقترابه بهذا الشكل وهمسه لها قائله:

مش غِيره،ده تقدر تقول عاوزه أحافظ على كرامتى، كفايه إنصدمت إن رفعت كان متجوز من البومه ريما، وانتم فى إسكندريه، الله أعلم إنت كمان عملت فى الفتره دى أيه، يمكن كنت دنچوان الجامعه، الفلوس لها سطوه برضوا، ممكن تخلى البنات مكنوش يشوفوا المسخ، ويشوفوا فلوسهُ، عاوز تفهمنى إن مكنش ليك علاقات ببنات قبل ما ترجع لهنا. 


تبسم رامى وقال: 

كان ليا علاقات كتير، يا مروه، وكنت فعلاً دنچوان الجامعه، بس عمر قلبى ما دق لأى واحده قربت منى، عارفه ليه 

نظرت له مروه هو يؤكد ما سمعته عنه سابقاً. وقالت بخفوت: ليه قلبك مدقش لاى واحده من اللى كانوا حواليك؟ 


رد رامى وهو يضع يدها فوق قلبهُ: 

القلب ده مدقش الإ لواحده بس، بس يا خساره هى مقدرتش الحب ده. 


قال رامى هذا وعاد يسحب الفرس ودخل به الى داخل الاستطبل يبتعد عن مكان وقوف مروه التى تدمعت، وقالت: 

وأنا كمان للأسف يا رامى، قلبى مدقش لغيرك حاولت كتير أشغل نفسى بحب تانى، بس حتى الوهم كنت مرافق قلبى فيه. 


❈-❈-❈

 

مساءً

بغرفة زينب، 

شعرت بحراره تغزو جسدها وقالت: 

الهمجى الحقير تلاقى هو اللى طلب من طليقته تفضل هنا فى السرايا عاوز يحرق دمى ويعلى لى السكر، كل ما أشوفها. 


قالت هذا وقامت بحقن نفسها بحقنه الانسولين، بذالك الوقت دخل رفعت. 


نظرت زينب له قائله: هتفضل همجى، خير أيه اللى جابك. 


نظر رفعت ليد زينب وحاول الثبات قائلاً: بتاخدى أنسولين دلوقتي ليه؟ 


ردت زينب بتهكم: علشان يدينى باور أصلى محتاجه باور إضافى. 


تبسم رفعت. 


تحدثت زينب: إعمل حسابك من بكره إنى راجعه للوحده تانى، أهو أسيبك مع طليقتك يمكن الود يتوصل من تانى، وأطلع أنا من الحِصن ده. 


إقترب رفعت من زينب، ولف خلفها قائلاً: 

مين اللى قالك إنى عاوز الود يتوصل بينى وبين طليقتى، لو كنت عاوزها كنت رجعتها من زمان، ريما صفحه قديمه وإنتهت خلاص. 


تحدثت زينب: ولما هى صفحه قديمه، أيه اللى رجعها وكمان خلاك وافقت تفضل هنا فى بيتك. 


إقترب رفعت أكثر من زينب ووضع يديه على معصمي يدها ووضع رأسهُ على كتفها قائلاً:

ريما...ضيفه عاوزانى أطردها.


حاولت زينب السير لخطوه لتبتعتد عن رفعت لكن هو تشبث بمعصميها.


تحدثت زينب:طردها من وجودها ميفرقش معايا أصلاً،إنفصالنا شئ مؤكد هيحصل مع الوقت.


ضعط رفعت بقوه فوق معصمي،زينب وقال:

إنفصالنا أو بقائنا شئ فى إيد القدر،مش فى إيدنا،زى لُقانا كان من ترتيب القدر.


قبل أن ترد زينب بلذاعه،إستدار رفعت وأصبح وجهه بوجه زينب،وقال:

أنا عمرى ما كان بينى وبين ريما أى مشاعر،كانت جوازه غلط من أولها،وكان تصحيحها هو الطلاق. 


نظرت زينب لعين رفعت الصافيه، يبدوا أنه صادق، للحظه تاهت لكن قالت له: 

ميهمنيش جوازك منها كان بمشاعر أو لأ، اللى يهمنى نفسي، أنا....... 


قطع رفعت حديث زينب حين تهجم على شفاها بالقُبلات العاشقه. 


نفرت زينب فى البدايه قُبلاتهُ، لكن كادت تذوب بين يديه، لكن فاقت حين شعرت بيديه تسير على جسدها أسفل منامتها، دفعته عنها قليلاً وعادت للخلف قائله: 

إخرج بره يا رفعت. 


نظر لها رفعت قائلاً: جسمك ليه سخن يا زينب. 


ردت زينب بعصبيه: قولت بره أوضتى يا رفعت. 


تبسم رفعت بمكر يقول مره أخرى: جسمك ليه سُخن، أنتى.......؟ 


ردت زينب زينب: قولت بره يا رفعت كفايه لحد كده، أنا مليت من القصه دى، مبقتش متحمله اللى بيحصل، كل يوم أتفاجئ بواحده جديده، آخرها طليقتك اللى جايه وعاوزه تستردك من تانى،أى نكان مشاعرك إتجاها كان لازم تحافظ على كرامتى قدمها،مش ترحب بقعدتها هنا فى السرايا بوجودى أنا كمان،بس ده ميفرقش معايا،لأنى عارفه نهايه اللعبه اللى إحنا فيها.


رد رفعت بسخريه: جوازنا لعبه، إنتى شايفه كده. 


ردت زينب: أنا مش شايفه غير كده، واللعبه هتخلص قريب، أنا هطلب نقلى من هنا، لأى مكان تانى حتى لو هتنقل لحلايب وشلاتين ووقتها جوازنا هينتهى بالأنفصال. 


نظر رفعت لزينب بتحدى يقول: ومين اللى هيسمحلك بالنقل من هنا، ومين اللى قالك إن جوازنا هينتهى بالأنفصال، زينب إنتى مش هتخرجى من حياتى غير بموتى. 


قال رفعت هذا، وخرج من الغرفه يصفع خلفه الباب بقوه وغضب، من قول تلك الحمقاء. 


بينما زينب تنهدت بسأم وجلست على الفراش، تشعر بغصه بقلبها، ودت من داخلها أن يبقى، رفعت بالغرفه، لكن هو خرج، لا داعى للوهم، قصتهما معاً، لعبه فى يد القدر. 


❈-❈-❈

 


بمنزل هاشم الزهار

بغرفة وسيم. 

كان نائماً على فراشهُ

شعر بحراره تغزو جسده بقوه، وصداع يفتك برأسهُ، وجسده يؤلمه،تحامل على ذاته ونهض من الفراش وتوجه الى الحمام،وقف بمنامته أسفل المياه البارده، تسيل فوق رأسه،لكن الصداع مستمر،ينهش برأسهُ،خرج من الحمام، بملابسهُ المبلله،سمع طرق على باب الغرفه،كان بالنسبه له صوت طرق الباب كصوت المطارق القويه،وضع يديه على أذنيه وسمح بالدخول لمن يطرق الباب،علها تكون خالته وتساعده بشئ يتخلص من ذالك الصداع،لكن كان مُخطئ،كانت تلك الافعى،لمى التى نظرت لالتصاق ملابسه على جسدهُ تظهر معالم جسده الرجوليه بشده،عضت على شفاها تشتهيه،لكن قال وسيم بعصبيه:عاوزه ايه يا لمى فى وقت زى ده.


ردت لمى بادعاء:أنا كنت جايه أطمن عليك لاحظت أنك عالعشا مكنتش مظبوط،ولما عمتو مهره سالتك قولت لها إجهاد من الشغل بين التدريس ومزرعة الخيل.


رد وسيم:فعلاً عندى صداع،هاخد أى مسكن وانام بعدها وهصحى الصبح كويس شكرا ليكى،أتفضلى أخرجى من الاوضه علشان أغير هدومى،علشان ماخدش برد من التكييف.


آتت ل لمى فكره شيطانيه ستستغلها،وربما تأتى بثمار وتأخذ ما تخطط له،خرجت لمى ببراءه.


زفر وسيم أنفاسه وذهب الى دولاب الملابس أخرج منامه أخرى له وخلع التى كانت عليه وبدأ فى ارتداها.


بينما لمى،ذهبت الى غرفتها،وأخرجت ذالك الشريط الدوائى،ونظرت له بأنتصار قائله:جه وقتك.


أخذت حبه وذهبت الى غرفة رامى،وطرقت الباب ودخلت وجدت،رامى ممدد على الفراش يغمض عيناه،يرتدى بنطال قطنى وفوقه قميص قطنى من نفس لون البنطال،لكن لا يرتديه جيدا،بالكاد يدخل من عُنقه وصدره عارى،نظرت له بأشتهاء وقالت:وسيم،أنا جبت لك كبسولة مسكن،باخده لما بحس بصداع،هو علاج مستورد مخصوص من إنجلترا.


رد وسيم:لأ مش محتاج لعلاج قولتلك هنام وهصحى كويس.


قالت لمى:براحتك بس ده مفعوله سريع،وبيساعد كمان على راحة الجسم.


تنهد.وسيم يقول:تمام هاتى الكبسوله أخدها،يمكن تريح جسمى،حاسس أنه مكسر.


تبسمت لمى وأعطته الكبسوله،ونظرت الى دورق المياه،وقامت بسكب مياه بكوب صغير،وأعطته ل وسيم الذى وضع الكبسوله بفمه،وإبتلعها ببعض رشفات المياه،ليغوص،بعدها بمتاهه لا يشعُر بشئ مع تلك الافعى الرقطاء. 


❈-❈-❈


بعد مرور أربع أيام 


صباحاً

دخل رفعت الى غرفة زينب كعادته دون طرق الباب، وجدها تجلس محنيه على الفراش ترتدى حذائها الرياضى، نظر لها بتقييم يقول: 

كويس لبسك ده ينفع للمشوار اللى رايحين له. 


نظرت له قائله بأستعلام: مشوار إيه اللى هنروحه، أنا عندى شغل فى الوحده، ونفسى اعرف عامل ليه باب للأوضه طالما بتدخل من بدون استئذان. 


رد رفعت بتحرش: والله نفسى أفتح الأوضه دى على الأوضه التانيه، وملهاش لازمه البيبان بينا، يعنى هتدارى أيه. 

نظرت له زينب قائله: مش فاضيه لتحرشك عالصبح، أنا خارجه عندى شغل فى الوحده. 


رد رفعت: النهارده أجازه، مفيش خروج وهتيجى معايا. 


ردت زينب: أجازة بمناسبة ايه بقى؟ وهاجى معاك فين؟ 


رد رفعت بوقاحه: أعتبرى الاجازه بمناسبه عيد الحب. 


سخرت زينب قائله: شكلك فاضى، ورايق وطالما الإجازه بمناسبه عيد الحب، يبقى ريما موجوده هى ألاولى، واولى بالأجازه دى. 


رد رفعت: بلاش رغى كتير، قولت مفيش مرواح للوحده، يبقى عارفه أن كلامى هيتنفذ، خلينا ننزل نفطر وبعدها هنقضى بقية اليوم كله فى إستطبل الخيل. 


نظرت له زينب: يعنى آمر بقى، ماشى، بلاش أروح الوحده النهارده، لو أحتاجونى فى حاجه هيتصلوا عليا، حتى انا محتاجه أنى أغير مكان، والاستطبل بين الخيل مكان كويس. 

.....

بعد قليل 

بإستطبل الخيل 

وقفت مروه أمام باب احدى الغرف الخاصه بالخيل 

ملست على شعر عنق أحدى المُهرات التى تمزج بين اللونين البنى الداكن وبعض البطشات الصفراء على جلدها 

حتى أنها غزلت من شُعيراتها ضفيره صغيره 

دخلت عليها 

تلك الشرسه، تبسمت قائله: واضح أن عندك حب للخيل، ومش بتخافى منها. 


تبسمت مروه: أنا من صغرى ليا تعامل مع الخيل، زى ما انت عارفه، بابا كان سايس 


أنخضت زينب بسبب صهيل تلك المهره المفاجئ حين وضعت يدها على عنقها وعادت للخلف 


تبسمت مروه

لكن صوت الأثنان اللذان دخلا معا أربكها أكثر حين قالا معاً: متخافيش. 


لكن هى عادت للخلف لتصتطدم بصدر ذالك الفارس

ضمها بين يديه. 


بينما تبسم رامى هو الآخر وهو يتجه الى مروه مبتسماً، والتى بادلته البسمه بعبوس. 


لكن رامى أدعى عدم الأنتباه 

وفتح باب الغرفه وأخرج المُهره ووضع عليها لجاماً. 

وسحبها وخرج من داخل الأستطبل، وصعد خلفه رفعت 

تاركين 

زينب، ومروه معاً


تحدثت زينب قائله: نفسى أعرف سبب هما جابونا هنا ليه، ومن وقت ما جينا هما مشغولين، وأنا زهقت. 


تبسمت مروه قائله: المزرعه كبيره، أيه رأيك نتمشى، وندردش سوا، أحنا صحيح سلايف بس مينعنش أننا ندردش سوا. 


ضحكت زينب قائله: أه قصدك يعنى علشان سلايف أننا لازم يكون بينا حرب، لأ متخافيش أنا مسالمه ومستأنسه. 


ضحكت مروه: أنتى مسالمه، دا رفعت مش بيقول عليكى غير الشرسه. 


ضحكت زينب قائله: أه بيقولى كده بس ليه معرفش. 


ضحكت مروه قائله: بقى أنت مش عارفه انك شرسه، دا البلد كلها ملهاش سيره غير الدكتوره زينب السمراوى مديرة الوحده الصحيه بالبلد والى بتعمله فيها، دول بيقولوا عليكى دكتوره زينب حُقنه، ماشيه تهددى الناس بالحقن. 


ردت زينب: هو فى نوعيه كده من الناس لازم تظهرى لهم القوه، علشان تعرفى تتعاملى معاهم 

بس سيبك منى، أنا فى البدايه أستغربت انك وافقتى تتجوزى من رامى، أنا متأكده إنك رميتى نفسك من على السطح قبل كده مكنش زى ما قالوا وقعتى من عالسلم،وأكيد عملتى كده علشان متتجوزيش رامى ، وده كان السبب فى جوازى من الهمجى رفعت بالأجبار قصاد رفضى أنك تطلعى من الوحده الصحيه وكمان خطفهُ لماما. 


ردت مروه: هتصدقينى لو قولتلك إن مش فاكره إن أيه اللى حصلى فى الليله دى و اللى خلاكى وافقتى تتجوزى من رفعت، هو الأجبار، أنا نفس الشئ الأجبار، ولاد الزهار معندهمش مكان للرفض، لازم يوصلوا للى عايزينه حتى لو بالأجبار، وأنا أبويا راجل بسيط، بيشتغل سايس عندهم ومامتى هى المسؤله عنى أنا وأخواتى الاتنين التانين، أحنا تلات بنات، أنا الكبيره فيهم، أتخرجت من كذا سنه، من كليه التربيه طفوله، كنت بشتغل من وأنا فى الدراسه، فى كذا حضانه فى البلد 

حتى لما أتخرجت،فضلت أشتغل من حضانه للتانيه،ومن سنه ونص تقريباً سمعت أن فى مدرسه خاصه فتحت لها فرع هنا فى الشرقيه و طالبه مُدرسات لحضانه تابعه لهم، قدمت، وقبلونى، مرتبها كويس، وكمان برستيچ عن حضانات البلد، عالأقل فى المدرسه، هيقولولى يا مس، مش زى هنا، كانوا بيقولوا لى دادا، بس بقى أبن الزهار من يوم رجع تانى للبلد وهو بيطاردنى، وكمان أتقدملى أكتر من مره،وكنت برفضه، بس طبعاً بالنسبه لبابا، هو يطول بس أبن الزهار يسلم عليه، ما بالك طالب بنته وهيخليها زوجه قدام البلد كلها، طبعاً، أبويا وافق، 

وانا مكنتش موافقه، بس النصيب محدش بيقدر يقف قدامهُ


تبسمت زينب قائله: إحساسك إنك مش فاكره أيه اللى حصلك الليله دى، شئ طبيعى بيحصل لبعض الناس وقت حدوث شئ صعب، العقل بيفصل، يمكن ده من رحمة ربنا وتفسير للمثل اللى بيقول(وقت القدر، يعمى البصر) 

و فعلاً النصيب محدش بيقدر يقف قدامه عندك أنا أهو أتنقل لهنا علشان أقابل رفعت الهمجى ويتجوزنى، بالغصب، بعد ما خطف ماما. 


تبسمت مروه قائله: عاوزه تفهمينى ان معندكيش مشاعر إتجاه رفعت، وبتنبسطى بافعاله. 


ردت زينب: انا عندى مشاعر إتجاه رفعت الهمجى ده، دا انا نفسى اتخلص منه ومن تحكماتهُ. 


تبسمت مروه قائله: 

طب وريما أللى نفسى أجيبها من شعرها وأمسح بكرامتها السرايا والمزرعه الوقحه شايفه طريقة لبسها ولا العاهرات. 


ردت زينب: هى فعلاً عاهره، دى ماشيه بمايوه، انا بنكسف لما بشوفها. 


تبسمت مروه قائله: والله انا كمان بنكسف لما بشوفها، وبحس انى عريانه زيها كده، شكلها لسه مطوله هنا. 


ردت زينب: لا مطوله ولا مقصره متفرقش معايا أنا طول الوقت ببقى فى الوحده، بعيد عن السرايا، وبرتاح من وشها. 


ردت مروه: بس انا بقى طول اليوم هنا فى السرايا، وشيفاها راميه شباكها، وأحنا اللى مدينها الفرصه دى، سواء انها تقف مع رامى او رفعت. 


ردت زينب: وهتعملى معاها ايه، هتطرديها هتتواقح وتقولك سرايا ولاد عمى وانا من عيلة الزهار. 


ردت مروه وإقتربت من زينب قائله: بس انا عندى فكره تخليها تسكن اوضتها من المغرب ونرتاح أحنا الاتنين منها. 


ردت زينب وأيه هى الخطه دى؟ 


تبسمت مروه قائله: 

أقولك لانى هحتاج مساعدتك. 


تبسمت زينب قائله قولى أنا بصراحه متغاظه من وقاحتها قوى،أيه هنعمل أيه هنحط لها سم فى الآكل،ولا أغزها حقنة هوا،بس مع النوعيه دى لا السم ولاحُقنه الهوا هيأثروا فيها،لأن ممكن حقنة الهوا تجيب معاها مفعول كويس وتزود عندها الأنوثه أكتر وهى كلها نفخ أصلاً دى عندها البالونات منفوخه بمعايير قياسيه مظبوطه مش زينا ناقصنا شنبين ونبقى رجاله رسمى.


ضحكت مروه قائله: ولو حطينا لها سم فى الاكل كمان مش هيأثر فيها دى حيه متنكره فى صورة أنثى، ايه رأيك بمُلين! 


نظرت زينب ل مروه بتفكير قائله: هو ده اللى يجيب معاها، تصدقى إنى كنت مفكره بس نفسى اللى شريره، لكن واضح كده إننا هنتفق، يا ميرو. 


تبسمت مروه قائله: بصراحه هى إستفزازيه، وأنا خلاص جبت آخرى منها، ولاحظت إنها بتتعشى كميه قليله من الأكل وبعدها بتاخد زبادى بلمون،قال أيه بتهضم وتحرق الكالورز،أيه رأيك نزود لها الهضم وحرق الكالورز.


تبسمن الأثنين لبعضهن بشر وتوافق،فهى تستحق ذالك. 


❈-❈-❈

 


عقب الظهر مباشرةً

بمنزل هاشم الزهار أيضاً، لكن بغرفة هاشم ذاتهً

كان نائماً وحدهُ بالغرفه، مُهره منذ ليلة زفاف رامى تمكُث بغرفتها القديمه قبل الزواج منه، هو يتركها بمزاجهُ، يتركها لظنها أن لديها القُدره على الوقوف أمامه، لكن بالحقيقه هو قادر بسهوله أن يُعيدها لغرفته بالأجبار كما سبق وتزوج بها، وأجبرها تمتثل لطغيانهُ سابقاً، لكن هو زهد منها، لم يعد لديه رغبه بها، كالسابق، هو كان يظن أنه يعشقها، بلا كانت زهوة وقت، وجبروت منه نيلها،أما الآن هنالك ما تُشغل بالهُ بقوه،هل يشتهى جسدها كمُهره،أم أنها هى العشق،لا يعرف تفسير لذالك الشعور الذى يجتاح جسده حين تكون قريبه منه وأمامهُ،يريد إقتناص جسدها،حين يشعر بوضع يديها على جسدهُ، يُريد المزيد، لكن هنالك ذالك الوغد رفعت، هو الحائل بينهُ وبين تلك الطبيبه، سبقُ بالوصول إليها تزوج بها مفاجأه صدمتهُ وأفشلت خِططهُ فى نَيل زينب..... 

أغمض هاشم عيناها علهُ يتخيل جسدها بين يديه يسحقها أسفل منه كما يفعل مع الآخريات. 

لكن لسوء حظهُ حتى الخيال لم ينالهُ، حين آتى لخيالهُ، ذالك اللقاء السابق له مع زينب بالوحده الصحيه، بذالك اليوم. 

فلاشــــــــــــــــــــ*باك

يوم أن قتل أمامها الثعبان بالوحده. 

سار لجوارها الى أن دخلا الى مكتبها، تبسمت له بمهنيه قائله: إتفضل يا سيد هاشم، غريبه أيه اللى جابك الوحده فى وقت زى ده؟ 


رد هاشم: يمكن القدر، يا دكتوره. 


تبسمت زينب وهمست لنفسها: القدر، فعلاً كان مجي للبلد دى قدر علشان اقابل قدرى هنا، الهمجى. 

لكن تحدثت لهاشم قائله: خير أيه الظرف اللى فى إيدك ده، واضح أنه لمعمل آشعه وتحليل. 


وضع هاشم الظرف امام زينب قائلاً: فعلاً دى نتيجة الفحوصات والتحاليل اللى طلبتيها منى عملتها وكنت مستنى ترجعى للشغل فى الوحده من تانى علشان تعاينيها بنفسك، أنا سألت دكتور الآشعه قالى إن النتايج كويسه الحمدلله بس مش عارف سبب الوخزه اللى أوقات بتجيلى وبتعِل على إيدى الشمال. 


فتحت زينب الظرف وبدات بقراءة نسب نتائج الفحوصات، بتركيز، غير منتبهه لنظرات ذالك الذئب الذى يود إلتهامها الآن، يتخيلها وهو يمارس عليها ساديته، لا لا زينب لا تستحق تلك الساديه هو يود الظفر بها بأى شكل. 


إنتهت زينب من قراءة الفحوصات قائله: فعلاً نتيجة الفحوصات والآشعه بتأكد كلام الدكتور، ممكن الوخز اللى بيجيلك فى ايدك الشمال ده يكون شد عضلى، أو لو حضرتك بتاخد أى نوع من المنشطات.


إرتبك هاشم قائلاً:أنا مش باخد أى منشطات،حتى قليل لما بستعمل الادويه،غير فى الحالات القصوى.


ردت زينب:ممكن...وممكن يكون شد عضلى بسبب زياده تحميل على أيدك دى،ممكن تستعمل مراهم الشد العضلى،وتحاول تريح إيدك.


تبسم هاشم يقول:تعرفى إنى إطمنت من رايك اكتر من الدكتور اللى متابع معاه،طب ممكن لو مفيهاش مضايقه لحضرتم تعاينينى مره تانيه.


ردت زينب:أعتقد معاينتى لخصرتك مش هتقدم جديد الفحوصات كويسه جداً،ووممكن الاعراض دى وقتيه وهتزول،بعد شويه.


شعر هاشم بخذو.


لكن زينب قالت له بمفاجأه:مدام مهره إزي صحتها دلوقتي


قبل الوقت بمزرعة رفعت. 


كان يقوم بترويض إحدى المهرات، حين ذهي اليه أحد العاملين وقال: رفعت بيه، الحق صفاء أختى بتشتغل مع الدكتوره فى الوحده، ومن شويه كنت بتصل عليها، وسمعت صريخ، سالتها السبب قالتلى، إنهم بيقولوا فى تعبان كبير فى أوضه العمليات، والكل بيجرى وبيصرخ، ما عدا الدكتوره راحت لأوضة العمليات. 


قفز رفعت من على المهره سريعاً، قائلاً: دخل المهره الاستطبل. 


قال رفعت هذا وهو يجرى سريعاً وركب سيارته وخرج من السرايا، ضرب مقود السياره بيديه قائلاً بعصبيه: 

متبقاش زينب السمراوى لو الفضول ماخدهاش وإتحققت من وجود التعبان بنفسها، بترمى نفسها فى الخطر من غير ما تفكر. 


سريعاً كان بالوحده، نزل من السياره، ودخل الى داخل الوحده منها الى غرفة زينب مباشرةً وفتح الباب دون طرق قائلاً بلهفه: 

زينب أنتى.......


قطع رفعت قوله حين راى هاشم يجلس أمام زينب.

تسأله عن مهره. 


رد هاشم: 

مُهره الحمدلله صحتها بقت كويسه تقدرى تجى للبيت بنفسك تطمنى عليها وكمان تطمينينى عليها، بصراحه بقيت بخاف على صحتها قوى بعد الوعكه الاخيره دى. 


دخل رفعت الى الغرفه وقال: 

الدكتوره زينب مش بتروح لحد بيته، اللى محتاج لها، يا يجى هنا الوحده، أو سرايتى مفتوحه، إنما الدكتوره مش بتروح لحد بيته، وعمتى مهره أول واحده سرايتى مفتوحه ليها تدخل بدون إذن، دى سرايتها. 


نهض هاشم واقفاً، نظرات العين بينه وبين رفعت حارقه. 


نهضت زينب هى الاخرى، ونظرت لهما، أيقنت هنالك حرب بين الأثنين لا تعرف سببها، ولا تعرف أيضاً أنها أصبحت جزءً كبير من تلك الحرب. 


إقترب رفعت من مكان وقوف زينب ولف يدهُ حول خصرها، يقول: لما عرفت إن فى تعبان فى الوحده جيت فوراً، خير؟ 


ردت زينب: خير الحمد لله فعلاً كان فى تعبان معرفش دخل منين وشكله كمان كان غضبان، بس السيد هاشم تعامل معاه وقتله. 


نظر رفعت لهاشم وقال: السيد هاشم عنده خبره فى التعامل مع التعابين، عالعموم بشكر شجاعتك. 


رد هاشم: الدكتوره تستحق كفايه إللى بتقدمه لاهل البلد، هستأذن انا. 


ردت زينب: مره تانيه بشكرك، وسلميلى على مدام مهره. 


تبسم هاشم وخرج، بنيران تود سحق رفعت الحائل بينه وبين الدكتوره. 


بينما بداخل المكتب 

نفضت زينب يد رفعت عنها وقالت: هتفضل همجى فى التعامل مع الناس، هاشم مغلطش فى حاجه لما قالى اروح بيته أطمنه على مدام مهره، لازمته ايه كلامك الغبى انى مش بروح لحد بيته، انا دكتوره وبأدى مهنتى اللى اقسمت عليها يمين، انى اعالج اى شخص محتاج ليا، فى اى مكان، ومتنساش سبق وخطفتنى علشان اكشف على جدتك فى سرايتك. 


رد رفعت: انا ممنعتكيش عن تادية مهنتك لكن ممنوع رِجلك تدخل بيت هاشم الزهار فاهمه، ودلوقتى بقول كفايه وخلينا نروح للسرايا. 


ردت زينب: إحنا لسه نص النهار وعندى شغل، ومش هسيب الوحده. 


نظر رفعت لزينب يقول: تمام بعد كده لما أمنعك من الخروج من السرايا متبقيش تشتكى. 


قالت زينب يعنى ايه بتهددنى تحبسنى فى السرايا. 


رد رفعت: وارد جداً، طالما مش بتسمعى كلامى. 


ردت زينب بغيظ: بتحلم يا رفعت، واتفضل مع السلامه بلاش تعطلنى. 


نظر رفعت لها وحاول الهدوء: تمام يا زينب أنتى اللى أختارتى، بس خليكى فاكره وخليكى قد كلمتك، حسابنا مش هنا حسابنا فى السرايا. 


خرج رفعت هو الآخر من الغرفه مستشاط غضباً. 


جلست زينب على المقعد تشعر ببوادر دوخه خفيفه، فوضعت قطعة حلوى بفمها. 

عودهـــــــــــــــ،،،، 

عاد هاشم من تذكره لهذا اليوم يشعر بنار ساحقه فى قلبه يريد إشعالها بجسد رفعت وهو ينظر بعنياه وهو يحترق، يتلذذ بذالك وسيحدث هذا قريباً، لا داعى لطول الوقت، ولا للانتظار كثيراً. 




يتبع