رواية زواج مثالي 

بقلم الكاتبة منى محمود 

الفصل الثالث عشر

رواية

زواج مثالي

بعد حوار دام حوالي ساعه 

محسن بهدوء ...

انا خلصت كلامي اكيد انتم التلاته عارفين اني عايز مصلحتكم واكيد يا زهرة انتي و هايدي عارفين كويس اوي أني بحبكم زي مكة بالظبط واي حاجة قولتها نابعه من حبي ليكم وخوفي علي مصلحتكم

مكة بتردد ...

بس يعني يا بابا مش غريبه شوية

محسن ...

ايه اللي غريب يا مكة

مكة ...

يعني انا جوزي اتجوز عليا عرفي وحضرتك شايف اني مطلقش وهايدي جوزها بيحب طلقيته وحضرتك طلبت بردو منها متطلقش وجيت عند زهرة اللي بس شوية زعل وعمار اتاسف وبتقولها هطلقك منه طب ازاي انا مش فاهمه ؟

محسن ابتسم ابتسامة صغيرة واتكلم ...

تفكيرك زي تفكير اغلبية الناس دلوقتي يا مكة أن الست تتطلق لما تنضرب أو جوزها يتجوز عليها أو يخونها لكن طالما معملش حاجة من دول يبقي تعيش وترضي وتسكت ودا بردو علي فكرة كان تفكير زهرة دا كان الكلام اللي كانت ديما بتقوله لنفسها عمار لا بيضربني ولا بيخوني ولا متجوز عليا يبقي ارضي واسكت مش كدة يا زهره

زهرة عينيها دمعت وسكتت ومحسن كمل كلام

محسن ...

هو معلمش كدة فعلا بس عمل شيء اصعب جدا في غفرانة يا مكة ... محترمهاش واستقل بيها من جواه كان عارف انها آخرها كلمتين حلوين وتسكت لأن ملهاش ضهر ولا سند كان مستقوي نفسه عليها كل دي حاجات لو اتكسرت جوة الست مبتتغفرش يا مكة مهما كان في حب

هايدي ...

مع حضرتك حق في كل كلمة احنا بس كان صعبان علينا قصه حبهم تنتهي بالشكل دا

محسن ...

مش هتنتهي يا هايدي بس هتتعدل هتقوي هتمشي في مسار مظبوط بدل التخبط اللي هما فيه

هايدي ...

طب وانا يا عمي ... انا فعلا لسه كنت بحكي للبنات اني مش مقررة حاجة بشكل نهائي فرضا حتي بعد ما عملت اللي حضرتك طلبته مني حسيت اني مقفولة لسه من عدي وعايزة انفصل هبقي كدة عذبتة و عذبت نفسي علي الفاضي

محسن بثقه ...

لا اطمني مش هتتعذبو علي الفاضي ابدا انا عارف انا بعمل ايه كويس اوي

مكة ...

بابا في حاجة عرفتها امبارح وحضرتك لازم تعرفها

محسن ...

حاجة ايه ؟

مكة بحزن ...

خالتو امبارح شدت علي انس في الكلام وبعد ما خلصت هو تعب واتنقل المستشفي وبردو طلع الضغط عالي عندة

محسن برفعه حاجب ....

و يا تري بقا هو اللي قالك عشان يستعطفك تاني ؟

مكة بنفي ...

ابدا والله هما قالو له نقولها ولا لا وهو رفض وقال عشان ميبقاش كل مرة بيضغط عليا بموضوع تعبه انا عرفت من صابرين هي اللي قالتلي من وراه والله

محسن بتفكير ...

مممم تمام يا مكة انتي هتاخدي تالا وهتسافري البلد

قاطعته مكة ...

يا بابا انا مش برتاح هناك والله

محسن كشر ...

ممكن تسكتي وتسيبني اكمل كلامي ولا لا

مكة ...

اسفة يا بابا اتفضل

بالخارج كانت ابتسام قاعدة هي وإيمان بيشربو الشاي سوا علي ما محسن يخلص كلام مع البنات

ابتسام ...

تفتكري اللي محسن ناوي يعملو دا هيجي بفايدة يا ايمان

ايمان ...

أن شاء الله هيجي تفائلي بس خير انتي

ابتسام ...

تعرفي انا ايه اكتر حاجة واجعه قلبي

ايمان بحزن ...

سلامة قلبك يا حبيبتي قولي ايه هي

ابتسام

لمار بنتي ... حسه بالذنب في اللي هي وصلتله دلوقتي

ايمان باستنكار ...

ذنب ؟ ذنب ايه دا ؟ دا انتي طول الوقت مغلطاها و مغلطة عمار كمان وعمرك ما سكتي ابدا ولا قولتي دي بنتي ودي مرات ابني

ابتسام ابتسمت بحزن ...

الذنب مش علي اللي بيحصل دلوقتي يا ايمان الذنب علي اللي عملتة من زمان

ايمان قاطعتها ...

بقولك ايه يا ابتسام انا مبحبش اسمع منك الكلام دا انتي اختي اسمعي انتي مني اللي بنتك فيه دا طبع فيها مش لانك انتي وأخوها كنتم خايفين علي مشاعرها ومراعين يتمها لا لا والله بنتك طبعها صعب ومهما كانت اختلفت المعامله كانت النتيجة هتكون واحدة بردو

ابتسام ...

والحل يا ايمان انا قلبي وجعني عليها دي بنتي مهما عملت

ايمان ...

ادعليها يا ابتسام ربنا يهدلها نفسها صلي وادعي يا اختي

ابتسام ...

بدعيلها والله يارب انت العالم بحالي يارب متوجعش قلبي علي ولادي واهديهم واصلح حالهم يارب

❈-❈-❈

عمار نزل الصبح من البيت مخنوق مقدرش يقطع الإجازة اللي خدها مش حاسس أنه قادر يرجع شغله دلوقتي فضل يلف كتير بالعربيه لحد ما لاقي نفسه قدام مقابر أبوة ... التربي اول ما لمح عربيته جة وسلم عليه وفتحله الحوش وسابه وخرج 

عمار بحزن ....

وحشتني اوي يا بابا عارف اني مقصر في زيارتي ليك سامحني يا حبيبي حقك عليا انت عارف الدنيا مشاغل وتلاهي .... اااه انا تعبان اوي يا حج مش عارف طريق ل راحتي مش عارف انا فعلا كنت غلط ولا اللي حواليا اللي مش مقدرين أنه كان غصب عني ... بنتك تعبتني اوي يا بابا من بعد وفاتك وهي تعباني في حياتي حاولت كتير اخليها راضيه حاولت اعوض غيابك عنها حاولت احسسها ديما أنها اهم حد في حياتي بس كل دا كان مش كفايه ديما وانا تعبت يا حج تعبت وشكلي كدة بخسر زهرة مراتي وحبيبتي ... قولي انت يا حج اعمل ايه ؟ قولي اتصرف ازاي ؟ انا حاسس ان دماغي وقفت ومش قادر افكر محتاجلك جمبي اوي محتاج تقولي اعمل ايه وحشتني يابا

عمار عينيه دمعت فضل كتير قدام قبر أبوة ولما حس انه خلص كل الشحنة اللي جواة وقام وقفل وراة ومشي وقبل ما يوصل البيت لاقي ليستة طلبات من ابتسام بعتهالو علي الواتس وبتاكد عليه ميرجعش الا لما يجبهم كلهم لف ورجع علي اقرب هايبر ماركت

وبعد ما خلص اخيرا رجع البيت فتح ودخل لاقي ابتسام قاعدة في الصاله ومعاها محسن وإيمان 

عمار بهدوء ...

السلام عليكم جميعا 

محسن وإيمان وابتسام ...

وعليكم السلام

محسن ...

حمد لله على السلامه يا عمار انا قاعد مستنيك من بدري 

عمار ...

الله يسلمك يا عمي خير في حاجة ولا ايه ؟

محسن ...

زهرة مصرة علي الطلاق وعايزة تسافر انهاردة لخالتها في اسكندريه

عمار كشر ...

مفيش الكلام دا انا لا هطلق ولا هي هتسيب البيت وتسافر

محسن بحدة ... 

ايييه ؟ هتجبرها يعني ولا ايه ؟ هتقبل علي نفسك تعيش مع واحدة رافضاك

عمار ...

يا عمي الله يخليك بلاش انت كمان تبقي معاهم عليا انا بحبها ومش عايز بيتي يتخرب اقف جمبي 

محسن ...

اتكلمت معاها بس هي رفضت وحاولت كمان امنعها تمشي بس محدش فينا قدر عليها 

عمار بدهشه ...

نعم !!! مشيت فين ؟ وازاي محدش كلمني ؟

محسن ...

كنت هتعمل ايه يعني ما بقولك احنا التلاتة حاولنا نمنعها ومقدرناش 

عمار بغضب ...

راحت فين ؟ و ازاي اصلا وهي تعبانة كدة سبتوها تمشي اكيد مش هتقدر تسافر (طلع تلفونة واتصل علي رقمها ادالو مغلق ) تلفونها مقفول (بص ل ماماتة ) فين رقم خالتها معاكي ؟ ومشيت من امتي بالظبط انا بجد مش مصدق انتم ازاي هاديين كدة 

ابتسام بدموع ...

من قالك اني هاديه ربنا يعلم بلي جوة قلبي ايه ورقم خالتها عندك علي تلفوني بس احنا مش مستنينك تقولنا نتصل بخالتها اكيد انا عملت كدة وقالتلي اول ما توصل هتتصل بيا تطمني عليها

عمار بضيق ...

بقالها اد ايه ماشيه ؟

محسن ...

حوالي ساعه ونص كدة 

عمار ...

ساعه ونص ؟ ساعه ونص ومحدش فكر يعرف الحمار اللي هي متجوزاه أنها مشيت هو في ايه بالظبط 

محسن بحزم ...

قلتلك ميت مرة لما تتكلم معانا تتكلم بأدب وصوتك ميعلاش وبعدين عايز الصراحة احنا قصدنا اه منكلمكش بصراحة كلنا كدة موافقين علي قرارها دا 

عمار خبط الحيطة بايديه من شدة غضبه حاول يهدي نفسه حاول يفكر بعقله 

عمار ...

ماما لو سمحتي لو تعرفي عنوان خالتها هاتيه انا مش هستني لما هي تتصل بيا انا هسافر لها

ابتسام ...

طيب استني بس نص ساعه كمان نطمن أنها وصلت وبعدين ابقي روحلها انت 

عمار لسه هيعترض لاقي تلفون ابتسام بيرن وهي ردت علي الرقم بلهفه شديدة 

ابتسام ...

الو ... أيوة يا ام رامي طمنيني وصلت عندك ؟ ... كلام ايه دا هي متفقة معانا من هنا أنها هتجيلك ...ازاي يعني ... طب هي فين دلوقتي ؟ ... يعني اية اعفيكي ؟ دا كلام يا ام رامي يعني دي جزاتنا أننا ساعدناها تسافرلك وعملنا كل اللي طلبته وقالت إنه هيريحها ؟ .... طب يا ام رامي عرفيها أن انا وعمها محسن زعلانين منها اوي لأنها أخلت بكل اللي وعدتنا بيه تشكرو يا ولاد الأصول تشكرو ... مع السلامة

عمار بترقب ...

فهميني كدة بهدوء معني اللي انا سمعتة دا عشان لو اللي فهمته صح والله يا امي لهزعل منك ليوم الدين 

محسن ...

استني انت دلوقتي ... في ايه يا ابتسام 

ابتسام بتوتر ...

ام رامي بتقول أن زهرة كلمتها وطمنتها عليها وعرفتها مكانها وحلفتها أن محدش يعرفه غيرها هي وبس وبتقولك اسفة يا عمي مش هقدر انفذ اللي حضرتك طلبته مني ولما قلتها دا جزاتنا قالتلي هي بتتاسف لكم وطلبه الطلاق بشكل نهائي ومدية عمار فرصه اسبوع يا يطلقها و ورقتها تروحلها علي عننا خالتها يا هترفع عليه قضيه خلع 

محسن بغضب ...

ازاي دا احنا متفقناش علي كدة هو لعب عيال ولا ايه 

عمار بغضب وصوت عالي ...

انا اللي محتاااااج افهم هو في ايه ؟ انتم كنتم عاملين خطة عليا معاها و الهانم بوظتها وقررت تكمل لوحدها ولا ايه ؟ وخلع ايه ؟ دا انا هجيبها لو في سابع ارض وأقسم بالله وقتها للكل هيتحاسب 

عمار مستناش يسمع تفسير من اي حد وخرج بسرعه 

ابتسام بحزن ...

وبعدين يا حج أن مش مطمنة ل اختفاء زهرة كدة هي ممكن ترفع قضيه خلع علي عمار فعلا وبعدين انت مش متفق معاها تروح عند خالتها ليه الكلام اتغير دلوقتي ؟ فهمني الله يخليك 

محسن بحيرة ...

لما افهم انا يا حجة افهمك انا فعلا اتفقت معاها علي كدة معرفش غيرت كلامنا ليه بس يمكن خافت عمار يتصرف تصرف طايش وهو عارف هي فين بالظبط ف حبت تأمن نفسها عموما انا واثق أنها هتكلمني اكيد هتكلمني زهرة بنت اصول مش ممكن تغير كلامها معايا كدة ابدا 

ايمان ....

يارب هون علينا الايام الجايه دي يارب سلم

❈-❈-❈

مكة اخيرا وصلت البلد هي وبنتها كانت علي تواصل طول الطريق بصابرين عشان تعرف انس خرج وبقي في البيت ولا هيستني لسه في المستشفي وقبل وصولها ب نص ساعه كان هو وصل بيته ف هي طلعت علي هناك انس في اوضتة واحلام جمبه بتحاول تخليه ياكل انس كشر ... يا ماما الله يخليكي كفايه والله شبعت احلام ... بقولك ايه متتعبش قلبي معاك يلا كمل طبقك انس ابتسم ... ايه كمل طبقك دي يا ماما هو انا لسه عيل صغير احلام بحب ... انت هتفضل في نظري طول عمرك ابني حبيبي ونور عيني صغير بقا ولا كبير صابرين وهي بتدخل من الباب ... الله الله ولما هو حبيبك ونور عينيك انا ايه بقا أن شاء الله هه انس ... انتي مش هتبطلي العادة اللي فيكي دي مش قلت ميت مرة تخبطي قبل ما تدخلي صابرين ... كدة يا انوس وانا اللي جيبالك مفاجأة معايا لا لا بقولك يا مفاجأة لفي وارجعي عشان اخويا جاي بعد العمر دا كله يغيظني ويعملني الادب ارجعي يلاااا بيتك بيتك احلام ضحكت ... يا بت اكبري واعقلي شوية انس اتوتر وحس أن المفاجأة دي وجود مكة وعينيه فضلت علي الباب صابرين بصت ل اخوها بحب وبعدين بعدت عن الباب وظهرت مكة وهي شايلة تالا احلام قامت بسرعه ناحيتها .... يا مرحب يا مرحب ايه المفاجأة الحلوة دي يا حبيبتي اهلا وسهلا نورتي ( اخدت منها تالا ) حبيبة تيته وحشتيني مكة وهي بتهرب من عيون انس ... اهلا بيكي يا خالتو احنا جينا نطمن علي انس الف سلامة عليه انس بص ل صابرين بلوم فهي ردت بسرعه ... بقولك ايه متبصليش كدة هي اللي اتصلت بيا وكان باين علي صوتي اني معيطة وفضلت تزن تزن تزن روحت قولتلها بقا اعمل ايه طيب مكة اخيرا جابت عينيها في عينيه ... ايه مكنتش عايزنا نيجي ولا ايه ؟ انس بصوت مهزوز ... اكيد لا مقصدش كدة انا .. انا بس مكنتش عايز اتعبك احلام وهي بتشد صابرين اللي واقفه تتفرج كأنها في فيلم سينما ومبتسمة اوي ... قدامي يا آخرة صبري نشوف الاكل اللي ف المطبخ دا اكيد مش هيسوي نفسه هه يلا يلا يا بت اتحركي صابرين وهي خارجة ... بقولكم ايه اجلو كلام لحد ما اعمل الغدا ما الست دي وارجع هه اوعو تتكلمو مكة وانس ضحكو عليها وهي خرجت وقفلت الباب وراها وفضلت مكة واقفه عند الباب بتوتر مش عارفه تقول ايه وانس متابعها وحابب كسوفها واحراجها دا جدا اخيرا حس أن اللي واقفه قدامة دي حبيبتة الخجوله الرقيقه مش اللي ديما عندها طاقه غضب كبيرة انس بهدوء وابتسامة ... هتفضلي واقفه عند الباب كدة كتير تعالي يا مكة مكة قربت وقعدت علي الكرسي اللي قصاد السرير وفضلت ساكتة انس ... مكة انتي اكيد عارفه كويس انا مكنتش حابب اعرفك ليه بموضوع تعبي ... انا مش حابب اللي حصل يتكرر تاني مش هقدر اشوفك في الحاله اللي كنتي فيها دي تاني واكون انا السبب مكة بدموع ... اومال هتقدر تبعد عني يا انس ؟ هتقدر تطلقني فعلا ؟ انس بصلها شوية كانة بيحفظ ملامحها و بعد نظرات كلها شوق وحب وعتاب وندم اخيرا نطق

يتبع