رواية - كما يحلو لي - نسخة حصرية (النسخة القديمة) - بقلم بتول طه - الفصل الثامن والعشرون
رواية كما يحلو لي النسخة القديمة بقلم بتول طه
حصريًا لمدونة رواية وحكاية
هذه الرواية لا تتحدث عن السا دية والترويج لها أو الغرض منها مناقشة اضطراب السا دية.
بينما تتحدث عن علاقة أحد أطرافها سا دي والطرف الآخر يرفض هذا بكل كبرياء بل ولم يتعود على أن يتحكم به أحد.
فيا تُرى كيف سيستمر كل منهما مع الآخر؟
تصنيف الرواية
روايات رومانسية، رومانسيه، حب، اجتماعية، دراما، قصة، خيالية، قصص رومانسية، روايات للكبار
حوار الرواية
حوار باللغة العربية الفصحى، لهجة فصحى
حصريًا لمدونة رواية وحكاية
❈-❈-❈
الفصل الثامن والعشرون
تعجبت من ذلك اللمعان المريب بعينيه بعد أن نطق بتلك الكلمات آمرًا إياها
لتبتلع ما بحلقها بتوترٍ ولن تُنكر أنها ربما كانت في منتهى الغباء بأن تقرر هذا
القرار وتعود من جديد معه بنفسها إلى تلك الغرفة مما دفع عقلها للسُباب وهي تلعن نفسها
أكثر من مرة بداخلها على ما سيحدث قريبًا، ولكن كذلك هي لا تستبعد أن يكون هذا هو الحل
معه الذي سيجعلهما بخير!
نهضت لتفعل ما آمرها به فهي تقصد تمامًا أن تخوض التجربة كاملة، دون
عقا ب ولا دون أن يريد هو ذلك بل بموافقة منها، وبعد كل ما حدث بينهما لا زالت تأمل
بداخلها أن هذا قد يجعل علاقتهما أفضل...
انتزعت ثو بها بسرعة لتنفذ ما قاله لها ليجد أنها لم ترتدِ أسـ ــفله أي
شيء ولا أية ملا بس أخرى وفعلت من جديد كما آمر بأن تر كع على يـ ــديها وركبتيها لتنتظر
أمره القادم ولم تجرأ أن ترفع نظرها لترى ما الذي يفعله ولكنها أحـ ــست بهاتين
الفحميتين يحرقانها نظراتٍ وكأنها تلتــ ــهم ما تراه منها لتلعن داخل نفسها من
جديد وتحاول أن تصرخ عقلها الذي قارب على دفعها للنطق بما يصرخ به:
-
اللعنة عليك أيتها الغبية... والآن تحملي نتيجة استسلامك لفضولك
ومحاولاتك التي تظنين أيتها الغبية أنك ستنجحين بها!
فجأة عاد لأوامره التي لا تنتهي لتستمع وهو يأمرها بهدوء دون أن تجد بنبرته
أي مشاعر:
-
ستصعدين الدرج على هيئتك تلك ومنها إلى
غرفتي
تعجبت لصوته الهادئ للغاية الذي تحول فجأة بعد أن كان غاضبًا منذ قليل
ففعلت دون نقاش كي تنتهي من تفكيرها بشأنه الذي يُشتتها... لقد صممت على أن ترى أسوأ
ما به وليكن ما يكون... كيف له بعد أن كان هادئًا معها ومفعمًا بالمشاعر ويكترث بها
ويُحدثها ويُراقصها ويصحبها للعشاء ويعتني بها عند توعكها أن يتحول ليؤلمها بشدة؟
لا بد من أن موافقتها اليوم له ستحرك به أي مشاعر نحوها وسترى حَقًّا ما إن كانت مناداته
بشأن بداية جديدة حقيقية أم لا!
غادرته مبتعدة كما آمرها لتنهال عليها الأفكار وهي بداخلها تشعر بغضاضة
من الأمر وهي تسير متجهة للأعلى بمثل هذه الطريقة لتجد أنه بعد أن كانت مُصممة على
التجربة معه منذ قليل هي بداخلها تعارض كل ما يقوله شاعرة بالغيظ الشديد من فعلته وأخذ
عقلها يغمغم على الأقل هو لن يستمع لما يدور في عقلها:
-
أتعلم سيد عمر، نفس الأيدي ونفس الأرجل سأذهب بهما إلى غرفة العذاب
الجحيمية اللعينة خاصتك، ولكن ما السبب لتجعلني اصعد وأتحرك على أربعة مثل الحيوانات...
أيعجبك أن تُهــ ــينني... حسناً لا تكون الإها نة هكذا، سأريك ما الذي سأفعله معك
توعده عقلها بينها وبين نفسها بأفكارٍ كثيرة لا تُعد ولا تُحصى ولكنها
سَتُكْمِلُ لعبته إلى النهاية، لقد تبقى القليل وستكون بصحبة عائلتها عما قريب
ووقتها لو لم يكن يُعاملها بأفضل طريقة ممكنة تُقسم أنها ستنتهي منه بعد أن فعلت كل
ما بيديها من محاولاتٍ معه لإنجاح هذا الزواج ولإيجاد السعادة فيما بينهما مثل أي زوجين
وكادت أن تُفكر بالمزيد ولكنها همست بغيظٍ بنبرة لا تُسمع بالكاد تحركت شـ ــفتاها
أثناءها:
-
وَتَبًّا لهذا الدرج الطويل
وصلت بعد عناء ليس بهين ودخلت حيث أمرها منذ قليل حيث غرفته لتراها
مُزينة بأوراق الورود الحمراء في كل مكانٍ، على السرير وبالأرضية وحتى هناك شموع رائحتها
أكثر من رائعة تغلف ذرات الهواء حولها... تعجبت لماذا لم يخبرها عن هذا بأكمله، وما
الذي أثناه عما قام بإعداده لها إن كان قد فعل كل ذلك من أجلها فما الذي تغير هكذا
فجأة ليغضب بشدة واختار أن يتركها وتذهب دون أن يُكملا هذه الأمسية التي تعتبر أفضل
ما حظيت به معه من وقت منذ أن تزوجا؟.
لوهلة جعلها ما تراه تُعيد التفكير بشأنه، كل ما يُحيط بها يُبرهن أنه
لم يكن يقصد الأمر ولا الغضب فهو هنا معها وحدها ويستحيل أن يكون قد فعل ذلك سوى لها،
قد تصل في النهاية لحلٍّ مع هذا الرجل الغريب بتقلباته المفاجئة لو كان حقًا يُريد
أن يُسعدها ويبدأ معها بداية جديدة فهي تعرف أنها على أتم استعداد أن تفعل أي شيء
فقط لإرضائه...
❈-❈-❈
في نفس الوقت...
أثناء ذهابها بعيدًا الذي تقصد أن يحصل عليه ليبقى بمفرده لبعض
اللحظات وعقله يصرخ به آلاف المرات وهو يحاول أن يُسيطر على نفسه وكل تخيلاته
بشأنها:
-
اللعنة... لقد توسلتني أكثر من مرة لفعلها... وَتَبًّا! إذا فقدت السيطرة
قد تتركني وأنا لم أفعل معها بعد أي مما أفعله مع النساء... هي حتى لم تختبر الأمر
بأكمله بعد!
ابتلع بتوترٍ ثم نظر لنفسه بالمرآة بلمحة سريعة من فحميتيه وهو يرى نفسه
وكأنه خلف القضبان الحديدية كالمذنب تمامًا الذي يستعد لسماع الحكم عليه ليُضيق عينيه
بغضاضة تجاه ملامحه التي تنعكس أمامه وزجر نفسه كارهًا دون صوتٍ مسموع:
-
تَبًّا لك أيها السا دي الوضـ ــيع! ما ذنبها هي لتتحمل كل تلك السا دية
والعدو انية منك وهي مجرد فتاة لا تعرف عن الخضوع شيئًا ولا تعي ما الذي يعنيه
قرارها المُفاجئ! لماذا وافقتها على الأمر بأكمله؟!
حاول أن يفكر وهو يرتب ما سيفعله معها برأسه ثم زفر كل ما برئتيه من
أنفاس متثاقلة كجبل هائل لا يتزحزح عن صدره ثم امسك بمنشفة ليجفف شعره ووجهه من المياه
الباردة التي حاول أن يفيق نفسه بمساعدتها ثم توجه لصنع القهوة الثقيلة عله يستفيق
من أثار الخمر التي تجرعها بشراهة منذ عودتهما وأمسك بفنجانه ثم توجه كي يصعد
لغرفته...
بداخله يعلم أنه يعشق السا دية، هذه هي ميوله التي لم تتغير خلال سنواتٍ
كثيرة، نعم منذ أن كان بالثامنة عشرة وهو يعرف عن نفسه أنه رجل سا دي الميول، لا تُثار
ر غبته الشديدة ويشعر بالاكتفاء سوى عن طريق السا دية مع النساء وهو يؤلــ ــمهن...
ولكن هي بكل ما هي عليه تدفعه لليقين أنها لن تحتمل كل ما سيحدث... ربما الحل الوحيد
أن يجعلها تعشق الأمر وألا يُبالغ حتى تمر هذه الليلة بما فيها، وبعدها سيُحدد بناءً
على ردة فعلها ما إن كان سيستمر معها دون قيود أم سيعود من جديد لعذ ابه بمحاولته أن
يتخلص من سا ديته والسيطرة على نفسه أمامها من جديد!
وطأت قدماه بالداخل ليراها مثلما آمرها لتدفع شياطينه بأكملها على
الرقص بداخله لرؤية هذا الانصياع منها وتوجه ثم جلس على الكرسي ذي المسندين الموضوع
بِوَاحِد من أركان الغرفة وظل ينظر إليها وإلى منحنيات جـ ــسدها ومنها إلى نهاية ظـ
ــهرها التي طالما عبثت بعقله حد الموت وهو يُخفي ارتباكه بداخله مما أوشك على فعله
معها!
ارتشف من قهوته بدلًا من أن يبتلع وتلاحظ ارتباكه واكتفى بأن يأمرها
باقتضاب:
-
اقتربي
فعلت ولكن دون أن تنظر له أو تلمحه فهي تتذكر أوامره بالسابق بشأن
النظرات والأفعال وهي تريد فقط أن تنتهي من هذه الليلة بكل ما فيها لترى لاحقًا بعد
الخروج من هذه الغرفة المُشابهة لغرفة التعذيب ما الذي سيفعله معها وأثناء أفكارها
فجأة شعرت بسخونة فنجانه على ظـ ــهرها التي لم تكن مبالغا بها وتكلم بلهجة آمرة من
جديد:
-
لا أريد أن أرى قطرة خارج ذلك الفنجان... امتثلي الأمر روان!
ابتلعت بارتباك من تصرفه الغريب ثم ردت مُعقبة بنبرة تلقائية لتقول:
-
نعم سيدي
حاولت ألا تتحرك قدر الإمكان ولعنت آلاف المرات بداخلها على عنادها بأن
يأخذها لغرفة العذاب الجحيمية تلك ولكنها قررت أن تتحمل لترى ما النهاية، فإما أنهما
سيكونان بأفضل حال وتستطيع أن تتوقف عن التفكير والتشتت بعد أن تفعل كل ما يرضاه
وإما عليها التخلص من هذا الزواج برُمته حتى لو أن بداخلها مشاعر قوية له، عليها أن
تحسم قرارها بشأنه، إما هو بكل ما هو عليه وإما أن تتركه ويتركها شاء أم آبى!
فكر فيما أراد أن يفعله بها ومعها، فكر في تلك الأدوات التي اشتاق
لأن يرى تأثيرها على جـ ــسدها البض الفا تن التي لا تملكه سواها، أو ربما هكذا ينعكـ
ـــس بعينيه بسبب ما يشعر به تجاهها، فكر في تلك الحُمرة التي تشتعل ببياض ذلك الجـ
ــسد التي وقتها ستزلزل كيانه بأكمله وهو يقوم برسمها عليها، عندما تصرخ متألمة، تجتاحه
الر غبة بأن يفتك بها وقد لا يتركها إلى أن تدمي أسـ ــفله... لو حدث كل ما يُفكر به
الآن ستكون قمة نشو ته بالحياة، وخصوصًا أنه سيفعل ذلك معها هي وحدها برضائها التام
وموافقتها وإذعانها...
حاول السيطرة على نفسه قدر الإمكان وأخذ يرتشف قهوته واضعًا ساقه على
ركبته الأخرى بمنتهى الغطرسة والزهو والهيمنة الشديدة، فقط تتهاوى صور من مُخيلته على
ما سيفعله بها... ولكن بنفس الوقت وعلى الرغم من كل ما يلوح بمُخيلته من أفكار لا يستطيع
سوى أن يزجر نفسه لأنه لو بالغ مع فتاة نقية مثلها ستكون بمثابة النهاية!
ذكر نفسه أنه لا يجـ ــبر النساء، لا يعـ ــتدي عليهن ولا يقوم باغتـ
ــصاب امرأة رغمًا عنها، كما أنه لا يدري لماذا هكذا فجأة بعد كل محاولاته في السيطرة
على نفسه أمامها ورؤيتها للين والرفق منه أخذت القرار بأن يذهبا للغرفة وهي تنادي بأنها
تريد رؤية كل شيء وألا يُخفي عليها شيء... هل هذا بسبب ما أخبرها به بعد أن تناولان
العشاء أم ما الذي تريد أن تعبث به معه؟!
سيتبين ما خلف كل هذا الرضوخ والخضوع المفاجئ حتمًا ولن يتوقف حتى
يتأكد من نيتها تجاه الأمر!
آمرها بنبرة فارغة من المشاعر وهو يتفحصها مَلِيًّا:
-
اُنْظُرِ إلي
ابتلعت ببعض الارتباك ثم رفعت بصرها نحوه ممتثله ما قاله في ثوانٍ على كل حالالنظر له مباشرة سيكون أفضل من أن تظل مسلطة نظرها نحو حذائه لتجده يتفحصها
بفحميتيه الثاقبتين وكأنه يُعري كل ما يدور بعقلها أمام عينيه القارئتين لكل ما يدور
بخلدها لتجده يسألها:
-
لماذا تريدين الدخول للغرفة؟
سألها ببرود لتتعجب من سؤاله وحاولت ألا تقول شيئًا قد يدفعه للغضب وبكل
ما لديها من قدرة على الإدراك لا تريد سوى التمسك بالمزيد من الهدوء معه لترى لو سار
الأمر هذه المرة بعد هدنتهم النسبية وتغيره الملحوظ هل يُمكنهما التعايش سَوِيًّا فأجابته
إجابة مُقنعة:
-
لأنال رضاك سيدي، هذه ميولك وأنا موافقة على الأمر كي أسعدك
كادت ملامحه تتفلت بالاندهاش من إجابتها المُقنعة التي تفوهت بها خلال
نبرة صادقة ولكنه تماسك مُسيطرًا ألا تعكس ملامحه أيا مما يدور بعقله بخصوص كلماتها
ثم تساءل بنبرة فارغة من المشاعر:
-
وماذا أيضا؟
تعجبت أكثر وتسارعت ضربات قلبها فهي بالكاد أجابت سؤاله المسبق وهي
كانت تظن أنها قد أجابته بكل ما لديها فتلعثمت قليلًا لعدم إرادتها بالبوح
بالحقيقة:
-
ولأنــك سيــ..
توقفت من تلقاء نفسها عن الإجابة بينما لاحظ تعثرها وأدرك أن هناك أمرًا
خلف كل ما تفعله فكلمها بنبرة آمرة ولكن كان صوته باعثًا على الاطمئنان وحاول ألا يُخيفها
فهو لا يزال يريد معرفة ما خلف كل ذلك:
-
تحدثي بصدق... ولا تخافي... أنتِ لستِ مجبورة على فعلها روان
ترددت لوهلة من كل ما تفعله وهي مُشتتة بين إخباره الحقيقة خلف كل ما
تفعله وبين استمرارها في ستر ما تريده من خلف قرارها بل وطلبها هي بنفسها أن يخوضا
الأمر سَوِيًّا من جديد فزفرت بإرهاق بعد أن تيقنت من أنه لا يفشل ولو لمرة واحدة في
استخراج الحقيقة منها وأردفت بمصداقية:
-
لأنك زوجي، لأنني أود فعل ما يُرضيك... ولأننا كنا سعداء، كذلك لأنني أريد
أن تستمر هذه السعادة بيننا طوال الوقت... ولأني أريد أن أرى كل شيء تود أن تفعله ويُسعدك
كميول ور غبات تشتهيها، أود أن أختبر كل شيء معك لأنني زوجتك التي من المفترض أن
تعيش معها بسعادة ونتبادل فيما بيننا ما يُسعدنا... لا أريد أن نبتعد حتى إذا كنت
غاضبا أو تريد فعل شيء أو حتى حزينا بسبب ذكرى أو تفكير معين
..أود أن أكون بالقرب منك في كل حالاتك، ونحن بخير،
لست مُعاقبة ولا فعلت ما يُغضبك، لذا أود تجربة الأمر... قد يجعلنا هذا أفضل
سَوِيًّا..
أجابته ثم ترقبت أي ملامح منه أو قول فلم يبدر عليه أي تغيير ملحوظ
فتعالت أنفاسها خوفًا وارتباكًا من ردة فعله القادمة تجاه ما صرحت له به وبدأ رجيف
قلبها في التوالي رغمًا عنها وأخذت تضع الاحتمالات لتصرفه في توالي لو أكملته سيصيبها
بالذعر حتمًا..
بعد عدة لحظات وجدته يلا مس أســفل
ذقنها بأنملة سبابته حتى يحصل على ملامحها بأكملها وهو يقرأ عسليتيها ليتأكد جيدًا
من تلك المصداقية التي صدقها هو نفسه من نبرة صوتها ونظراتها واسترسالها بالحديث
ليتفحصها بعناية فائقة باحثًا عن المزيد من اليقين والمصداقية:
-
هل تتذكرين كلمة الأمان؟
أجابته مباشرة دون التململ أو التفكير المبالغ به:
-
نعم سيدي... أزرق
أمسك الفنجان ثم وضعه على منضدة صغيرة بجانبهما بعد عدة نظرات متفحصة منه
لها ولم يجد سوى أن يُصدق كل ما قالته ليتنهد بخفوت ولم تلحظ هي تنهيدته بينما أمرها
بهيمنة طاغية:
-
اتبعيني
❈-❈-❈
نهض حتى يتوجه للغرفة ثم قام بفتح الباب وكلاهما خائف مما سيحدث عندما
يخرجا منها، فهو لا يريد المبالغة وفقد سيطرته بعد أن حاول منع نفسه كي لا يخسر
هذا التقدم فيما بينهما، وهي تشعر بالذعر لو أن ما ستختبره في حالتهما هذه قد
يُفسد كل ما وصلت له معه من رفق ولين وأخيرًا زواجا شبه طبيعي.. هي فقط تود رؤية الأمر
بأكمله حتى تستطيع أن تقرر النهاية.. إما الاستمرار وتصديقه بشأن البداية الجديدة
وإما ستفعل كل ما لديها من حلول التي تملكها لتركه والابتعاد عنه!
تبعته إلى أن قام بالتوقف ووجدته يأمرها بنبرة فارغة من المشاعر:
-
انهضي..
فعلت وهي تمتثل لأمره بينما حاولت استراق النظرات لملامحه ولكنه اتجه
ليقف خلفها مباشرة ليحبط محاولتها، فهي منذ أن وافقت ودخلت معه غرفته ليحصل على متـ
ــعته بالأمر لن يدعها أبدًا كي تُصبح لها اليد العُليا في مجريات الأمور!
شعرت بيــ ــده ترفع كلتا ذرا عيها لتُصبح في النهاية مُكبلة من يديها
وبعدها وضع فوق عيناها عصابة عينين داكنة اللون لتبتلع متوترة مما يخطط له..
كان هذا هو الحل الوحيد أمامه لأنها لن يتركها بالطبع تشاهد ارتباكه
الذي يحمله فكان عليه التهرب من عسليتيها كي لا تلاحظه ليزفر بمنتهى الهدوء كي لا
تستمع له وبعد لحظات آتى صوته الرخيم مُعلنًا:
-
عندما تشعرين بعدم التحمل أخبريني وكفي عن العناد، يُمكنك النطق بكلمة
الأمان متى شعرتِ أنكِ لا يُمكنك التحمل روان، هل هذا مفهوم؟
وترتها أكثر كلماته لتبتلع شاعرة بجفاف حلقها ولكنها قد حسمت امرها
بالفعل فهمست مجيبة:
-
مفهوم سيدي
رمقها بتردد لوهلة ولكن ما يراه أمامه جعل ارتباكه يتلاشى بنسبة وهو
بالكاد كان يتماسك بالأيام الماضية فتوجه ليبدأ الاستمتاع حقًا وها هي اصبحت أمامه
خاضعة لكل ما يُريده بمنتهى الرضاء والرغبة منها دون أن يُجبرها على شيء!
استمعت بعض الأشياء الرنانة والثقيلة أيضًا ترتمي على الأرض مُخلفة
صوتًا جعلها تتوجس ليرتجف جـ ــسدها في نفس لحظة ارتطام هذه الأشياء بالأرضية
فتابعها بفحميتيه الراغبتين وتوسعت ابتسامته بمجرد رؤيته ردة فعلها التي دفعتها
للإرتجافة الضئيلة تلك..
تنهد براحة وعقله يُصرح متهللًا بما يراه:
-
وأخيرًا.. علي أن استمتع بكل لحظة طالما هذه هي ر غبتها هي الأخرى!
لقراءة باقي الفصل
يُتبع..