رواية - كما يحلو لي - نسخة حصرية (النسخة القديمة) - بقلم بتول طه - الفصل التاسع والثلاثون
رواية كما يحلو لي النسخة القديمة بقلم بتول طه
حصريًا لمدونة رواية وحكاية
هذه الرواية لا تتحدث عن السا دية والترويج لها أو الغرض منها مناقشة اضطراب السا دية.
بينما تتحدث عن علاقة أحد أطرافها سا دي والطرف الآخر يرفض هذا بكل كبرياء بل ولم يتعود على أن يتحكم به أحد.
فيا تُرى كيف سيستمر كل منهما مع الآخر؟
تصنيف الرواية
روايات رومانسية، رومانسيه، حب، اجتماعية، دراما، قصة، خيالية، قصص رومانسية، روايات للكبار
حوار الرواية
حوار باللغة العربية الفصحى، لهجة فصحى
حصريًا لمدونة رواية وحكاية
❈-❈-❈
الفصل التاسع والثلاثون
بعد مرور عدة أيام...
استطاعت التشبث بالصمت وإقناعه أن كل شيء لا يزال كما هو مثلما كانا
قبل انتهاء إجازتهما، لا تزال زوجته المُحبة التي غفرت له، وتمسكت بأن كل ما حدث لم
يكن سوى زوبعة في فنجان وقد مر وقد تناست الأمر... هي حتى لم ترفض اقترابه ولم ترفض
أي من أوامره التي لا يتوقف عن إلقائها هنا وهناك!
ولكن في الحقيقة هي بعيدة كل البعد أن تنسى، وصراخها بكل تلك التفاصيل
المُرعبة لا تزال تتلاعب بخلفية عقلها وخصوصًا كلما نظرت له وتفحصت ملامحه المُخيفة
التي أصابتها بالذعر يومها...
ربما ساعدها ذلك الشغف الدائم بينهما في عدم التظاهر ولا صعوبة الأمر عليها
كلما أعرب عن رغبته بها وبإقامة علاقة معها أو كلما تغزل بها، ولكنها ولو ادعت ظَاهِرِيًّا
أنها تناست ما مر بينهما بذلك البيت الجبلي الغريب فبداخل عقلها يستحيل أن تنسى ما
حدث!
أغلقت حاسوبها وذهبت كي لا تتأخر على أول موعد لها وهي تتمنى بداخلها
أنها ستجد ضالتها التي بحثت عنها طوال تلك الفترة بفارغ الصبر...
توقفت أمام إحدى البنايات الشاهقة التي تصرخ بالفخامة والعصرية لتدلف إلى
المصعد بتوتر ثم طرقت أحد الأبواب لتستقبلها فتاة يافعة وتبدو عملية ورسمية
للغاية:
-
تفضلي... أهلاً بكِ
دخلت وهي متوترة وابتلعت بوجل ثم حمحمت ونظفت حلقها، لأول مرة تبدو
بهذا الشكل من قلة الثقة، يبدو أن كل ما يتعلق به يُرعبها حتى ولو كان بعيدًا عنها
بأميال شتى...
حاولت استجماع تلك الثقة التي تعقد بها اجتماعات عملها وهي تنظر لتلك
الفتاة ثم حدثتها قائلة:
-
اسمي روان وقد... لدي موعد بالحقيقة
تلعثمت لوهلة ثم نفرت من نفسها لترددها هذا واستجمعت من جديد جرأتها وهي
تلح على نفسها ألا تبدو بهذا المظهر، فهي ليست بها ضرر وكل المشكلة هي أفعال زوجها
التي لا تدري هل سينفع لها أي علاجٍ أم لا!!
ابتسمت لها الفتاة برسمية وحدثتها قائلة:
-
بالطبع آنستي هل فتحـ ...
-
سيدة روان
قاطعتها وهي تصحح لها بكبرياء وحزم متفحصة إياها وكأنها بدأت أن
تستعيد تلك الشخصية التي تظهر مع الجميع سواه هو، وما كان سبب كبريائها سوى أنها تندم
أشد الندم أنها فجأة باتت متزوجة وهي لم يكن لديها أي فكرة عن وجود رجل كمثل
زوجها، يا ليتها اختبرت الأمر مع آلاف الرجال بدلًا من أن تقع بالعشق مع رجل مثله!
حمحمت الفتاة واعتذرت لها بلباقة:
-
اعذريني، أتأسف... لهذا، الطبيبة مريم أوشكت على أن تُنهي جلستها مع
أحد المرضى... رجاء تفضلي بالانتظار لبعض الدقائق!!
ابتسمت لها باحترام لتتبعها "روان" على عجل وهي تصحبها لمقاعد
الانتظار لتتجول عيناها بالمكان ولم يُعجبها أمر الانتظار بتاتًا فلقد قامت بالحجز
المُسبق بالفعل!!
جلست في انتظار انتهاء الجلسة التي تعقدها الطبيبة بعد أن حاولت كثيرًا
مع تلك الفتاة التي تُنظم الحجز والأدوار بعد أن أقنعتها بوجود ما لا يستطيع الانتظار
وأنها على استعداد أن تدفع أضعاف المبلغ المطلوب لو فقط سمحت لها بالدخول، فهذه الطبيبة
حتى ولو بالنهاية تُساعد الناس لقد أسست هذه العيادة من أجل الأموال أيضًا وبعد
تفاوض معها أخبرتها أنها تستطيع امتلاك ساعة واحدة فقط التي ستكون بعد عدة دقائق من
الآن، وهذا بالطبع آتى بعد إكرامية هائلة منها لتلك المساعدة أو السكرتيرة، لا تكترث
ما مُهمتها في هذه العيادة، هي فقط تريد الحصول على كلمات تؤكد لها حقيقة ما
تتعامل معه!
جلست ترمق تلك الدقائق وهي تمر بينما حاولت أن تُنظم بداخل عقلها ما
ستستفسر عنه، عليها أن تُلخص ما حدث في أكثر من ثلاثين يومًا خلال ستين دقيقة بل والحصول
على عدة إجابات تستطيع خلالها أن تُقرر ما عليها فعله!
استغراقها في التفكير ساعدها على ترتيب ما تود قوله الذي نظمته بعقلها
مرارًا بالأيام المنصرمة وسرعان ما مرت الدقاق التي ظنت في البداية أنها ستمر ببطء
ولكن التشتيت الذي كان نتاج كلماته وأفعاله لا يفشل أبدًا في التهام وقتها!
أخيرًا وجدت نفسها في مواجهة هذه المرأة بوجهها البشوش التي تبدو في
أوائل عقدها الخامس لتجلس "روان" بعدم راحة واضعة قدمًا تُعاكس الأخرى
لتسألها الأولى بابتسامة رسمية:
- أهلاً بكِ، كيف حالك؟
توترت عسليتيها ثم أجابتها باقتضاب على الرغم من ترحيبها الذي صدر من تلك
الطبيبة بابتسامتها الدافئة:
- بخير...
أشارت لها لتجلس على إحدى الأرائك:
-
تفضلي بالجلوس
جلست مكان ما أشارت لها بينما تحركت المرأة من خلف مكتبها لتتجه وهي تجلس
في مقابلتها بعد أن استشعرت منها بعض التوتر وسألتها قائلة:
-
هل ترغبين بتناول شيء؟
أومأت بالرفض واكتفت بانبعاج عفوي مرتجف بشفتيها كابتسامة ممتنة لبقة،
وحمحمت لجزء من الثانية وهي تُفكر، هي لم تأتِ هنا كي تتلقى أسئلة عادية تستمع لها
طوال اليوم من كل من حولها لتستطرد بسرعة مستفهمة:
- اعلم أن الوقت محدود، وكذلك وقتي، ولكنني أريد التيقن، كل ما يُعقد هنا
سريا، من خصوصياتي ولا يستطيع أحد معرفته، أليس كذلك؟
أومأت لها الطبيبة وهي تحافظ على ملامحها المختلطة بين الرسمية
والتلقائية وأجابتها:
- بالطبع، اطمئني... تستطيعين التحدث عن كل شيء دون المبالغة في التفكير
بشأن ما يُقال وخصوصية المعلومات، هذا من أساسيات مهنتي كإخصائية!
حمحمت من جديد لتزفر ثم جلست بثقة وتحدثت قائلة:
-
حسنًا، سألخص الأمر... لدي، أو لنقول، لدى زوجي مُشكلة...
تلعثمت بتوتر لتشعر المرأة بخوفها من الحديث والتوتر يمنعها أن تتحدث بصراحة:
-
عزيزتي كم عمرك؟
أجابت "روان" بتعجب وهي تتساءل بينها وبين نفسها لماذا تسألها
عن هذا الآن وقد بعثت لها بتلك المعلومات:
-
أنا بالسادسة والعشرين...
حاولت أن تطمئنها وهي تبتسم لها بودٍّ غير مبالغ به وحدثتها بنبرة هادئة:
-
وأنا بالخمسين من عمري... أنتِ من عمر ابنتي... تحدثي كما شئتِ لن يحكم
أحد على حديثك وتستطيعين أن تثقي بي... هنا كل ما يُعقد سيكون بمنتهى السرية ولا
يستطيع أحد أن يعرف أيا من التفاصيل التي ستقومين بذكرها... لذا تحدثي بأريحية مثل
ما شئتِ...
تنهدت "روان" وهو تومئ لها ثم بدأت في الحديث:
-
لقد تعرفت على رجل بمحض الصدفة، محام وطلب مني أن أتزوجه في مقابل أن يترافع
لي بإحدى القضايا المهمة وكان مليئًا بالثقة أنني سأربح القضية، لا أدري لماذا ولكنني
تقبلت الأمر بعد أن صعب علي الحصول على محامٍ آخر، كنت رفضت في البداية ولكن بسبب معارفه
على ما أظن لم أجد من يساعدني غيره، وتعاملت مع الأمر وكأنه زواج حقيقي لم يتم
بالمساومة أو الإجبار...
لاحظت المرأة طريقتها الواثقة التي دخلت بها قد تبددت وهي تتحدث الآن
بارتباك واضح وانتظرت أن تتابع ففعلت:
- في البداية انتبهت لوجود بعض التحكمات الطفيفة من قِبَله ولكن ما
جعلني أظن أن الأمر سيتغير بعد الزواج هو طريقة معاملته لوالدتي ولأخي، بل ولي أنا
أيضا، أَيًّا كان ما قد تتمناه فتاة وجدته يُنفذه، ونظرًا لانشغالي دائمًا بالعمل لم
أستطع رؤيته فترة خطوبتنا كثيرًا ولم يتواجد بيننا تلك الأمسيات والحديث والمشاعر
كأي اثنان مخطوبين... وبعد شهرين من عرضه للزواج تزوجنا بالفعل!
التقطت بعض أنفاسها ثم بدا عليها عدم الراحة لتضيق ما بين حاجبها وهي
تحاول أن تصوغ البقية:
- حسنًا، نحن متزوجان الآن منذ شهرٍ وعدة أيامٍ قليلة، ببداية الزواج كان
صامتًا، وكأنه منعزل بعالم آخر، بالكاد يتحدث معي، ولم يقترب مني... وعندما واجهته
فسر لي أنه لا يُعجبه طريقتي في التعامل وأنه رجل سادي، وهناك ثواب وعقاب لكل شيء،
وأنه من يقود هذه العلاقة، وعندما اختبرت معه الأمر، هو...
هزت رأسها بإنكار وتبددت ثقتها أكثر ولمحت التوتر يكسو ملامحها لتنظر
للإخصائية التي وجدت ملامحها داعمة وأخفت عنها حقيقة تخليها عن ثقتها التي اتضحت على
وجه "روان" لتُكمل وهي تمرر يدها على جبهتها:
- لديه غرفة، مليئة بأدواتٍ غريبة، الأمر دائمًا ما يتم بشكل جنسي أو ما
أقصده أنني أكون عارية، ولكن ما تعجبت له هو عقابه لم يخل من القسوة والعنف والإهانة،
ولقد بحثت عن الأمر بمساعدة الإنترنت لأجد من يقول إن السادية مرض والبعض يقول أنها
ميول... ولكنني لم أستطع التحمل وخصوصًا أنه قد أوشك على اغتصابي مرة بالفعل ولكنه
توقف وقتها...
رطبت شفتيها وشردت لوهلة مُسترجعة تفاصيل ما حدث لتُردف:
- لقد أخبرني أننا سنبدأ من جديد، ولطوال ما يزيد عن عدة أيام كان
لطيفًا، حنونًا أحيانا، كان يستمع لي ونتناقش، ولن أنكر أن مشاعري تحركت نحوه، تعلقت
بهذا الرجل الجديد... وتطور الأمر حتى حدث بيننا علاقة حميمة، ثم فجأة مع تكرار الأمر
أجد نفسي مستمعة بكل ما يحدث بيننا أثناء العلاقة... الأمر هو... أن ... هذا الشغف
بيننا كلما اقتربنا... يزداد ببشاعة و...
حمحمت مجددًا ثم رمقت ساعتها بيدها لتجد أن سرعان ما مرت عشر دقائق
بينما تتفقدها الإخصائية وقد دونت بعض ملاحظات على حاسوبها لتتنهد بألم ثم أكملت بلهجة
يبدو عليها السرعة:
- زوجي يبدو أنه لديه الكثير من الماضي، كما أحب فتاة وخانته وعلاقتهما
استمرت لسنوات اعتقد، ودائمًا ما يُشتتني كثيرًا كلما أفكر به أو أتحدث معه... لا يفشل
في فعلها... كل مرة يُشتتني ببراعة وأنا لا أكره أكثر من أن أكون مُشتتة! لطالما كنت
فتاة عملية، واعرف جيدًا ما أريده وما أسعى له بينما الأمر معه مُغايرًا لكل ما تعودت
عليه!
هزت كتفيها ثم تابعت:
-
لا يُحب أن يلمس أحد ظهره، لا أدري لماذا ولكنه أخبرني منذ عدة أيام أعانقه
بعد أن قام بفعل أشياء قاسية للغاية لا أود أن أتذكرها، لقد آلمني كثيرًا بشناعة يومها...
الأمر هو أنه لا يزال مصممًا على أن الغرفة للمتعة وليست للألم، وأنه ليس رجلا ساديا
بل مسيطرا بعد أن أخبرني في البداية أنه سادي، ولكنني أرتاب بكلماته، وعندما أدخل
تلك الغرفة مجرد جدرانها تُصيبني بالفزع والتشتت وأنا أكرره المعلومات المغلوطة كثيرًا،
أكره أن أتعامل مع الغموض، أريد أن أصل لليقين، أنا فقط أريد نهاية كي أستطيع أن
أقرر...
أشارت بإصبعها فجأة كعلامة تطالب خلالها أن تتريث قبل أن تقول شيئًا وإنها
لم تنته مما تود قوله وحاولت صوغ كلماتها وهي تقول:
- آخر مرة عاهدني أننا لن نكون بداخل هذه الغرفة من جديد خبرني أنه
يعشقني ولن يفعل بي مثل تلك الأشياء من جديد، وتم الأمر بمنتهى السلاسة لعدة أيام حتى
تلمس ظهره بات تِلْقَائِيًّا به، يجعلني الأمر أتعجب، فأنا أتذكر بالسابق مرة بعد نهاية
علاقتنا الحميمة تلمست ظهره بعفوية ليُعذبني بعدها أثناء العلاقة وكأنني أصبته بطلقٍ
ناري... ومن هذا الوقت ابتعدنا عن بعضنا لأيامٍ كاملة قال إنه يُعاقب نفسه بها... الأمر
هو أنني أريد التأكد، هل هو سادي أم مسيطر؟ وما الفرق؟ وهل هذا مرض؟ هل تحكماته بملابسي
وتحدثه دائما عن طاعتي له واستئذانه في كل ما افعله وأمر ظهره وماضيه مع تلك الفتاة،
هل هذا مرضي أم طبيعي؟ ولو كان مريضًا، هل هناك علاج؟ كما أنني أجد بتصرفاته
الكثير من التقلبات... أحيانا صامتا وأحيانا يتحدث كثيرًا، يبتسم ثم فجأة يغضب بعد
أن يُفسر الأشياء بطريقة مُغايرة لما هي عليه، ببعض الأوقات يكون رومانسيا وهادئا وبأحيان
أخرى أكره مجرد النظر إليه، لا أدري هل هذا أمر مرضي... أشعر طوال الوقت بأنه ليس
طبيعيا!
زفرت بعمق وهي تنظر للإخصائية بثقة وقالت بحزم:
- وأكثر ما يُقلقني هو أنني كلما اقتربنا من بعضنا البعض أثناء علاقتنا
الحميمة، حتى ولو هناك ما يُزعجني منه، أشعر بإثارة غريبة لا أستطيع التغلب عليها ولا
الصمود أمامها... وكأنني لا أملك عقلًا ولا إرادة، وأكره نفسي لذلك ولكنني لا أستطيع
التوقف وقتها! هل أنا مريضة أيضًا؟ أم أنا مجرد جاهلة بكل ما يتعلق بعالم الجنس بين
الأزواج؟ هل أعاني من شيء؟ وهل يُمكن لهذا الزواج أن ينجح؟
توقفت وهي ترمق ساعتها لتجد أن هناك بعض الدقائق المُتبقية لتنظر للمرأة
في انتظار ردها بينما أدركت هذه الإخصائية أن الأمر لن يكون سهلًا عليها أن تُدلي بالحقيقة
المُجردة ولكن سيتحتم عليها ذلك طبقًا لمهنتها فهي بالمقام الأول لا بد من أن تُساعد
من يطلب المساعدة ولكن أغلب العلامات المرضية خلال تعامل هذا الزوج الذي يبدو أن زوجته
آتت دون علمه ولا مناقشة الأمر معه يبدو أنها ليست هينة!
❈-❈-❈
-
وأخيراً... لقد أنهيت الاختبارات اليوم... غداً العطلة الأسبوعية وسأذهب
معكِ الأسبوع القادم
تحدث "فارس" بحماس بينما تناول طعامه مسلطًا نظره نحو أخته التي
حدثته معقبة بابتسامة:
- وأنا أشتاق لبداية الأسبوع القادم عزيزي
أكمل بقية حديثة أثناء تناوله للطعام وقال:
-
لقد وعدني عمر أننا سنذهب سوياً لنرى حصانه، هل ستأتي معنا؟
سألها بعفوية لتنظر نحو "عمر" بتعجب ممتزجاً بتوتر وحاولت جاهدة
ألا تنظر بغضب وقررت بداخلها أنها لن تتجادل معه وستناقشه بهدوء، فهي لا تريد لأخيها
أن يعرف شيئاً عن غرفة العذاب الجحيمية خاصته كما أنها لا تستطيع نسيان كلمات الطبيبة
بشأنه ليرى هو تلك النظرة المتوجسة بعينيها فتحدث قائلًا:
- سيكون يوماً للرجال فقط...
غمز إلى "فارس" ببعض المزاح وحاول هو الآخر ألا يغضب من قلة
ثقتها به، فهو علم خلال تلك الأعين التي تلبكت بمجرد ذكر الأمر ما تفكر به
جيداً...
انتهى من طعامه ولم يُعجبه تلك النظرات معدومة الثقة به ونهض ثم قبل يد
"روان" بلباقة أمام الجميع وقبل أن تبادر هي بالحديث أمام والدتها
وأخيها تدخل هو مُعلنًا:
-
لدي بعض الأعمال أستأذنكم ساعتين
ابتسم للجميع ليقبل جبين أمها ثم توجه لمكتبه فلم تنتظر "روان"
كثيرًا بعده والفضول الممتزج باندفاعها وتسرعها تحكم بها ثم تظاهرت بالشبع
والانتهاء من طعامها وتبعته لمكتبه لتجده جالسا أمامه ملفا مليئا بالأوراق لتتوجه نحوه
بملامح واجمة فتفحصها بنظراته الثاقبة وهي تُقبل بطريقها له ثم سألها بهدوء:
-
ما الأمر... أتريدين شيئاً؟
كان الهدوء بعد اختبارها للبيت الجبلي هو أفضل ما يستطيع التعامل به معها
فهو لن يُبالغ بتكرار شناعة مطالبتها للطلاق منه، ولقد جرب الابتعاد عنها بالسابق وكان
الأمر أشد معاناة وألما من أن يحصل على متعته ورغبته بالطريقة التي يُفضلها... فلو
قارن بين الأمرين سيختار دون تفكير أن يظل بالقرب منها مهما كانت العواقب!!
حصل منها على تنهيدة وقامت بعقد ذراعيها بملامح كبريائها التي تنعكس
على وجهها دائمًا بعفوية وكأنها ولدت بها وسألته بانزعاج اتضح بنبرتها:
-
لماذا لم تخبرني أن فارس سيذهب معك؟ ماذا إن رأى غرفة العذاب...
-
روان...
قاطعها ثم نهض وتوجه نحوها وعانق خصرها ليصطدم ظهرها بصدره وهو يحاوط جسدها
ليُحدثها بنبرة مُطمئِنة:
-
ثقي بي... لن يرى شيئاً... وحتى إذا سأل سأخبره أن خلف الباب خزانتي وأحفظ
بها أوراق القضايا المهمة... هل اطمأنت الآن؟
سألها محافظًا على هدوئه معها كالأيام السابقة ثم دفن وجهه بعنقها يستنشق
تلك الرائحة التي تتميز بها دائمًا وأغمض عينيه باستمتاع لتتنهد من جديد وهي
الأخرى لا تريد خسارة هذا الوقت الهادئ كي تستطيع أن تُفكر وتحكم مليا على ما أخبرتها
الطبيبة بشأنه وهمست بالموافقة قائلة:
-
حسنا
حمحمت منظفة حلقها ثم التفتت له لتحدق بعينيه التي اعتادت على
اختلافهما في الفترة الأخيرة، تغير به كل شيء، كأنه أصبح مسالما، لا يُفرض عليها كل
شيء، لم يعد يعاملها بجفاء وقسوة مثل الماضي، كل نقاش واعتراض يأخذ منحنى سهلاً وبسيطاً
دون تصرفات لاذعة منه، لم تظنه أنه سيكون حنوناً هكذا بيوم ما، هل كل هذا لأن ما فعله
واختبره معه بهذا البيت كان مبالغا به وأعاده لرشده؟ هي حتى لا تستبعد أنها بعد كل
محاولاتها هذه معه أن تطالب بطلاقهما، ولكن هل كل ما يبدر منه منذ أن تركا هذا البيت
يُعد تَغَيُّرًا؟ وهل سيملك هذا التغير منه أن تعيد التفكير بشأن أن يتوقف عن تصرفاته
الغريبة بمرضه الذي تيقنت الآن أنه ليس بميول كما أخبرتها "مريم"؟
رطبت شفتاها وهي تحاول إسكات صوت أفكارها الذي يتردد بشدة كلما لمحته أو
اقتربت منه وسألته:
-
متى ستنتهي من عملك؟
ابتسم لها ابتسامة ماكرة قاصدًا المُزاح:
-
لماذا تسألين؟ أاشتقتِ إلى؟
-
مممم... فقط...
تلعثمت بينما توردت خجلًا وهي تل. عن نفسها آلاف المرات بداخلها على رغبتها
به التي لا تنعدم فكيف لها الخلاص لو حَقًّا تريد أن تبتعد عنه؟ كيف يجتمع
الأمران؟ هل هذا الشغف بأكمله لأنهما جديدان العهد بالزواج ليس إلا أم أن هذه المعاناة
ستستمر دائمًا بداخلها؟!
-
أنسى الأمر، سأخلد للنوم على كل حال... كنت فقط أتساءل ليس إلا!
أخبرته مُجيبة ثم قبلته قبلة خاطفة على وجنته وهمست له بابتسامة
مرتبكة:
-
طابت ليلتك!
توجهت كي تغادر ذاهبة لغرفتهما لتجده مُطبقًا على خصـ ــرها مانعًا إياها
من أن تتركه وجذ بها نحوه لتلتــ ــصق به أكثر وهمس لها بخبثٍ مرح:
-
عندما تريدين التقبـ ــيل لا تفعليه هكذا
لا تعلم لماذا شردت بعينيه الفحميتين التي تصيبها دائمًا بالشتات بذلك
البريق الذي يُنهكها بالرغبة التي تتقد بفعل عينيه من مجرد اقترابه والنظر إليها، هي
فقط لا تُصدق كمْ تغير معها ليُصبح لينا وحنوناً بهذه الطريقة، كيف له أن يجمع بين
الرجلين بداخله؟ هل لو ابتعدت عنه الآن سيكون هذا الاختيار الصائب؟
-
بل هكذا
همـ ــس أمام شـ ــفتيها بأنفا سه الدا فئة ليجعلها تستيقظ من أفكارها
على كلماته التي نبهتها لتجده يسـ ــحق شـ ــفتيها بحب بالغ وبمنتهى الرفق والود ولم
تمر سوى ثوانٍ حتى بدأت في أن تبادله بينما تعرف لسا نه على منحـ ـــنيات ثـ ــغرها
وشـ ــفتيها الكرز يتين حتى احتاج كلا هما للهواء، ففصل قبـ ــلتهما وأراح جبـ ـــينه
على جبـ ـــينها مُغمضًا عينيه واستمتع بتلك اللـ ــذة المدا عبة لكيانه بمذاق شـ
ـــفتيها التي لا يكتفي منهما أبدًا...
-
كمْ أتمنى ألا أبتعد عنك ولا ان أتوقف عن تقبـ ــيلك ولكن
لدي الكثير لفعله الآن
همـ ــس بخفوت متنفساً أنفا سها اللا هثة لتومئ له بتفهم ولكن كليهما
مغمض العينين وبدا كلاهما كمن لا يريد الافتراق للأبد بتناغم شديد وحاولت التخلص من
هذه اللحظة بكل ما فيها وحدثته وهي تتفقد ملامحه عن قرب:
-
سأراجع أنا أيضاً بعض الأشياء... سآتي بحاسوبي وسأعمل معك...
توجهت لتحضر حاسوبها كما أخبرته وحاولت التخلص من هذا الشغف القاتل الذي
يسري بعروقها وظلا يعملان حتى أقترب الفجر دون إدراك منهما وكلاهما يُسلطان تركيزهما
على العمل وحسب ولا يتوقفان عن النظر لبعضهما البعض كل عدة دقائق ليشعرا بألفة غريبة
فيما بينهما بعيدة كل البُعد عن العلا قة الحمـ ــيمة، الغضب، والمشاجرة!
❈-❈-❈
- لا أعلم... كانت من أحلى الأوقات التي أقضيتها معه بحياتي... ربما جعلني
هذا أشعر كم نتشابه أو مثلًا كأننا نتشارك بعض الصفات التي تبعد كل البعد عن
العلاقة الحمـ ــيمة والزواج والشجار... هو
حتى توقف عن العنف المبالغ به، حسناً، ربما يكون عنيفاً أحياناً عند المما رسة ولكن
ليس مثل قبل... دائماً ما يُفاجئني بالعديد من المشاعر أثناء ال...
- هل يروقك عنفه؟
سألتها لتتورد خجلاً وتعض على كرزيتيها وآخذت تعبث في شعرها في توتر
ثم فركت يدها لتزفر بعمق وأجابت ببعض التلعثم:
- لا أعلم... أنا مم أحياناً أشعر أن عنفه لا بأس به... فلنقل إنه يروقني
طالما أنه خالِ من العقاب وتلك النظرات المخيفة والمما رسات الشا ذة التي ينتج عنها إدمـ ــاء جـ ــسدي بالطبع...
لا أعلم ربما أحب كل ما يدمجه بالمتعة وأحياناً المزاح... هو حقاً يشتت عقلي
تنهدت وهي تحاول أن تصوغ الكلمات وترددت ثم واصلت في النهاية:
- ربما ساعدني تغيره بتقبل عنـ ــفه الطفيف... لا أعلم حقا ماهية شعوري
تجاه الأمر ولكنني لا أقبل الأمور المبالغ بها كمثل بيت الجبل هذا!!
نظرت لها الطبيبة بتمعن ثم سألتها بعملية دون أن تبالغ برسمية نبرتها:
- إما يروقك العـ ـــنف أو لا يروقك، فقط لنتخيل أنه توقف عن كونه عنـ
ــيفاً وأصبح رومانسياً للغاية، أو روتينياً ويعاملك معاملة مليئة بالتقدير
والاحترام دون عـ ــنف داخل الفراش وأيضاً أمام الجميع، هل سيروقك أكثر أم ستبحثين
عن عنـ ــفه أيضاً؟
تطلعت بحركاتها التي تغيرت كثيراً للانزعاج عندما صاغت سؤالها بتلك
الطريقة لتتريث روان قبل الإجابة وارتبكت بقولها:
- إنه ليس فقط العـ ــنف، إن العنـ ــف جزءاً من...
زفرت بصعوبة وهي تحاول أن تضع الكلام في عدة جمل مفيدة تستطيع أن تشرح
خلالها ما تشعر به:
-
عمر يأتي بجميع ما به من شخصيات ليُمثل شخصاً واحداً يتصرف بحزم وتملك
وإصرار وعزم وسيطرة، تلك الطلة التي لطالما أبهرتني أمام الجميع وهالة ثقته بنفسه ومعاملته
الجيدة لأمي وأخي بالإضافة إلا أنه لم يهني أبداً أمام أحد، بعيداً عن عنـ ــفه معي
بالسابق أشعر وكأنني محظوظة لأتزوج من ذلك الرجل بل وأتفاخر أحياناً أنني زوجته...
ولكن عندما نصبح وحدنا بكل ما يملك من قدرات وهيبة بل وغرور، يما رس عنــ ــفه أو سيطرته
أو حتى سا ديته وبعدها، يتغير، الأمر يشتتني ويجعلني أشعر بالخوف والفضول في آن
واحد...
لا أعلم، كأن لديه زرا أو جهاز تحكم ليختفي هذا الجبروت به ويتحول
كالطفل الصغير الخائف الذي يبحث عن حماية وأمان... لذا أستطيع أن أجيبك عن سؤالك بأنني
بالطبع أريده كما هو ودون عنـ ــفه قد أشعر وكأن شيئاً ليس على ما يرام، أحبه بكل تلك
الشخصيات المتضاربة بداخله... لا أتصور أنني سأسعد معه وهو رومانسي حد الثمالة وكذلك
الحال لو كان روتينياً... نعم أقر لكِ بأنني أخاف من أن يتحول لسابق عهده في لمح البصر
وأقسم لكِ أنني لا أستبعد هذا، فقد يحدث فجأة ويعود لتفتر سني سا ديته المتوحشة ولكن
أحاول قدر الإمكان ألا أستفزه، فعندما أنظر كيف تعاملت معه بالسابق من عناد وكبرياء
أدركت أنني أخطأت... فهو زوجي وليس كمثل الرجال الذين حاولوا الحصول علي من قبل! وبنفس
الوقت لقد بالغ هو الآخر...
لا اعرف حَقًّا من المخطئ وهل أريد الاستمرار معه أم لا! كان لا بد لي
أن أنتبه أنه زوجي ووجب عليّ احترامه وعدم التعامل معه بغضب ولكن سيطرتي في حياتي العملية
أعمت عيناي عن هذا وخُيل لي الأمر أن الزواج كذلك لابد من أن أكون أنا المتحكمة
به... لا أجزم بالطبع أنني فقط المخطئة، هو أيضاً كان كمن يبحث عن الانتـ ــقام
وإشباع سا ديته ولكنه تغير معي بمرور الوقت ومعاملته لي أيضاً قد تغيرت... هذا قد يُنبأ
بأنه سيكون جيدًا وهذا ما آمل به!
زفرت نفسًا مطولًا بعد أن تحدثت بما في صدرها وأخرجته بالكامل على مسامع
تلك المستشارة الزوجية التي باتت تشعر معها بالراحة المجردة لحديثها معها بينما
فاجأتها سائلة:
- ما الذي يجعلك متأكدة أنه قد يعود لسا ديته؟ وما الذي يضمن لكِ أنها
لن تعود؟
سألتها بعد أن دونت شيئاً أمامها وصمتت روان وهي تحاول أن تبحث عن
إجابة بداخلها وأجابت بحيرة وهي تهز كتفيها كدلالة عن عدم تيقنها من شيء بخصوصه:
- لا أعلم... شعور دائم يتملكني أنه قد يتحول في لحظة
حمحمت وهي تحاول أن تبحث عن المزيد من المعلومات بينما انتظرتها روان
لتأتي بما في جعبتها:
- أتذكر أنكِ قمت بإخباري عن ماضيه ولكن من أخبرك سواه؟ هل تحدثتِ
لأحد أفراد أسرته؟
- لا... منه هو فقط
أومأت بإنكار وحيرة وهي تجيبها باقتضاب ثم سألتها بنبرة مقترحة:
- ماذا لو حاولتِ أن تعرفي أكثر؟ ولكن لتحذري يجب أن تكوني واثقة مما
يخبرك به أي شخص ولا تصدقي كل شيء، فأنا بالكاد أبدأ بتكوين صورة عما حدث له ليُصبح
هكذا
زمت شفتيها وهي تشعر وكأنما العبء يقع عليها هي وحدها فهمست لها
بإذعان:
- حسناً، سأحاول...
❈-❈-❈
جلست على مكتبها وكل ما يدور بعقلها منذ الأسبوع
الماضي بأكمله منذ جلستها الأخيرة مع الطبيبة مريم وهي تسأل نفسها نفس سؤالها:
- إما يروقك العنـ ــف أو لا يروقك!!
سحقت شـ ــفتاها تقضمهما مُفكرة ونهضت تجول
لتبحث عن حل، هي حقاً لا تستطيع أن تُحدد... هي أيضاً تود أن تعرف عنه أي شيء من أي
أحد سواه... وما أشغل تفكيرها أكثر من هذا هو تأثرها بالعنـ ــف عموما، هل هناك جزء
منها بالرغم من كبريائها يحب عـ ـنفه في العلا قة؟ أم هي تحب فقط الشعور بأنها صغيرته
عندما تنهال عليها كلمات مثل عقاب وفتاة جيدة وذلك العنـ ــاق بعد سيطرته الفائقة والكلمات
التي يهـ ــمسها بأذنها تفقدها صوابها واعترافاته لها المتكررة بكم يُحبها وتلك المرات
التي حدثها عن ماضيه، هل تحب تحوله ذلك المفترس معها ليد حنونة تعتني وتهتم بها وتتملكها
بمسؤولية دون سيطرة، فهي لن تُنكر، قد شعرت كثيراً معه بأنها لا تخاف شيئاً أبداً،
لم تعد تكترث أنه هناك من يستطيع أن يؤذيها على صعيد العمل، لم تعد خائفة بأن أي رجل
قد يُفكر بالاقتراب منها...
وكأنه الحامي لها ولن يحدث لها شيئا أبداً ببقائها
بالقرب منه فهو كجبل من الأمان بالنسبة لها ويستحيل أن يُفكر أحد مرتان بالتعدي عليها
طالما هو زوجها...
وقعت في حيرة طوال اليوم ولم تستطع أن تُركز بأي
شيء، تذكرت كم طلبت منه أن يعاقبها ويأخذها لتلك الغرفة ولكن كان دائماً له تأثير عليها
وتحكم منه بأن تطلب منه هذا حتى يقترب منها، ولكن ماذا إذا أرادت هي ذلك؟! وفجأة
انفرج ثغرها مما طرحه عقلها وهي تغمغم بصدمة لنفسها:
- واللعنة هل من الممكن أن يكون لدي ميول لتلك
المما رسات؟!
تعجبت داخلها هل هي تستمتع بهذا حقاً أم تبغضه؟
ولكن الطبيبة أخبرتها أن هذا مرض وليس مجرد ميول كما يقول هو!! هي متأكدة
أنها لا تُحب الإها نة والذ ل ولكن العـ ــنف نفسه لا تستطيع أن تُحدد ما إن كانت تكرهه
أم يروقها! ماذا لو أن العنف دون جدال وعقاب؟ هل يوجد من الأساس أمر كهذا بين
الأزواج؟
- إذا ذهبت لمنزلنا قد يتهور وقد تسمع أمي وفارس
ورحمة وكل العاملين هناك والحراس!!
فكرت بينها وبين نفسها وهي تحاول أن تعرف ما نهاية
كل ذلك فتغيره المفاجئ يخيفها ويجعلها تتراجع عن قرارها وكلمات الطبيبة نفسها تقلقها،
هل يمكن أن تكون هي الأخرى مريضة؟
زفرت كل ما برئتيها لترتب أفكارها كما علمتها
مريم ودونتها على شاشة حاسوبها بعد أن أخبرتها أن تكتب أفكارها كتدوينات يومية وحاولت
أن تتخذ القرار وهي تحسم أمرها فهي لن تتقبل أن تكون مريضة أبدًا!!
- إلى منزله إذن...
تمتمت لنفسها ثم نهضت وهي تجمع أشياءها وأخبرت
مساعدتها الشخصية بمغادرتها:
- علا لقد طرأ لي أمراً، أرجوكِ أبلغي فارس أنني
ذهبت وسأهاتفه لاحقاً
تحدثت إلى علا بالهاتف ثم أنهت مكالمتها
وتفقدت جهات الاتصال المحفوظة لتتمتم وهي تحدق بشاشتها:
- حسناً... لنبدأ باستخدام تلك الهدايا
الثمينة سيد عمر...
هاتفت إحدى الأرقام الذي تركها لها بالورقة لتذهب
لمنزله بالطائرة فهي لا تُريد أن تضيع وقتاً وتعلق بالزحام كما أنها تعلم أن عمله قريباً
من منزله كثيراً على عكس مقر عملها... وقررت بداخلها أن تعرف ما إن كان الأمر هو استمتاع
مرضي بحت أم مجرد شغف، أم ما الذي يحدث لها بصحبته منذ أن تزوجا...
فهما من المفترض أنهما بأفضل حال، وكذلك
أيضًا لقد عاهدها أنه لن يفعل من جديد مثل تلك التصرفات معها، ربما ما تُقدم عليه سيجعلها
تتأكد من الكثير..
يُتبع..