-->

رواية فاتنة والهوى - بقلم الكاتبة أميرة أحمد- الفصل الثالث

 

رواية فاتنة والهوى 

بقلم الكاتبة أميرة أحمد





الفصل الثالث 

رواية 

فاتنة والهوى

 


صمت رهيب سيطر على المكان، دقات قلب كلأ من الموجودين يدق بعنف شديد حتى أنه ظهر للعلن 

و الجميع يغمض عينه لا يريد فتحها حتى لا يصتدم بالواقع المرير الذى حدث 


فتح مصعب عينيه على وسع وهو ينظر بصدمه شديدة لحسن الغارق فى دماءة لا حول ولا قوة 

و يديه التى يمسك بيها المسدسه و المليئه بالدماء 


و جوهرة التى نظرت بعنف لأخيها الغارق بدمائه و لمصعب 


و قالت بصدمه 

: حسن:


و نظرت له ولا تستوعب ما تراة عينيها و أن.. أن أخيها غارق فى دماءة بسببها!! 


نظرت لمصعب التى حالته لم تكن أقل عنها شئ و للتو قد أفاقت فصرخت بشدة 


و هى تسرع لحسن و قالت : حسسسن أخويه: 


أقتربت منه بجنون شديد و هى تهزة بعنف و تقول 


: حسن.. حسن بالله عليك أصحى يا حبيبى، أصحى و أنا هفهمك على كل حاجه : 


و بصراخ : أصحى عشان خاطرى و أنا هفهمك، صدقنى محصلش حاجه و الله ما حصل حاجه :


و أخذت تدفعه بعنف و هى تقول " يا حسن قوم بالله عليك ، قوم و انا هفهمك" 


كانت تصرخ بجنون و هى تهزة بقوة كى يفيق، 


و نظرت لمصعب و قالت بجنون " مات بسببى؟

مات بسببى أنا " 


و بصراخ و هى تصفع وجهتها 


" مات بسببى أنا "


حاله مصعب لم تكن أقل منها بشئ كان مصدوم للغايه مما رأة 

لكن فاق سريعا عندما رأى تدهور حاله جوهرة 


أسرع إليها يجذبها بعيدا عن جثه حسن و هو يقول بدموع 


" خلاص يا حبيبتى أهدى " 


و كأن تلك الكلمه " حبيبتى" أحضرت شيطانيها و فكرتها بأن كل ما حدث كان بسببها هى و هو!؟ 


لو لم تنزل لرؤيته لم يكن حدث هذا ، لو لم تكن تحبه لم يكن أخيها ميت ألان


دفعته بعيدا عنها و هى تقول بصراخ 


" أبعد عنى أنت السبب، أيوة أنت السبب بكل إللى حصل، بسببك أنت مات أخويه" 


و نظرت لجثه أخيها" بسببك أنت مات حسن" 


هز مصعب رأسه بنفى و هو على وشك أن يقترب منها يحتضنها و يفهمها ما حدث لكنها أبتعدت عنه بقسوة و هى تصرخ بعنف شديد و تصفع وجهها الذى أصبح عبارة عن كتله من اللون ألاحمر 


ف الحفل 


توقفت أصوات الموسيقى عندما سمعوا بعض الصراخ من بعيد، نظر فايز حوله هو و الحضور 


ثم أبتعد قليلا و خلفه عائلته و هو يقترب من مصدر الصوت الذى كان خلف بيتهم 


و هنا كانت المفاجأة التى صعقتهم حسن الغارق ف دمائه و جوهرة التى تبكى بعنف و هى تصفع وجهها بقسوة و مصعب الذى كان يقف و بيديه المسدس دليل أدانته..


تجمع أهل البلدة سريعا عندما رأو سيارة ألاسعاف التى تدخل إلى بيت كبيرهم 

يروا ما حدث حتى صدموا بشدة بخبر موت صغير تلك العائله 

و مثل اى شخص هناك من حزن لهذا الخبر و هناك من فُرح و كان يتمنى معرفه السبب الرئيسى لموته 


و قد فعل و عرفوا عندما أنهارت أمل فى وجه مصعب و هى تصرخ به 


و قالت " أنت إللى قتلت أبنى منك لله" 


لكن هذا الخبر لم يصل للشرطه ليس هناك من يستطيع أن يفعلها و أن يتحدى اى من العائلتين التى مهما حدث سيعودوا و يرجعوا مع بعضهم 


و يبقى هذا الشخص وحدة وسط الميدان 


مر ثلاثه أيام ك سرعه البرق ولا أحد يعرف كيف مروا 


و قد أقاموا عزاء لحسن مدته ثلاثه أيام و لم يتحدث اى أحد من العائلتين بشئ حتى جوهرة تجلس فى غرفتها و لم تخرج منها أبدا 


و اليوم قد أنتهى فترة العزاء كما أمر فايز و لم يتحدث أحد 


لهنا كانت ألامور بسيطه نوعا ما لكن القادم لا لم يحدث.....!


كانت يجلس فايز فى صاله بيته شارد حزين بشدة لفراق أبنه 

وهو يضع رأسه بين يديه 


و بدر الذى يقف بجانبه و بكل غضب قال


" قولت نعمل عزاء لحسن و عملنا و بعدها ؟" 


رفع فايز وجه لبدر و قال بشرود " بعدها اى؟" 


نظر بدر له بغضب هل نسى للتو تار أبنه؟ هل نساة؟ 


هل نسى كيف مات عزيزة؟ أم أنه يخاف ع أبن متعب لتلك الدرجه ؟


ركل الطاوله بقوة و هو يقول بصراخ " بعدين اى ؟ فين حقنا؟ 

فين حق حسن؟ مش ف تار لازم ناخدة ولا انت خايف ع أبن اخوك مننا؟" 


قاطعته والدته التى أتت سريعا و قالت " تار ؟ تار اى" 


صمت بدر وهو ينظر إلى فايز و لم يتحدث مراعاة لحالتها التى تدهورت بشدة بعد وفاة حسن 


نظر فايز لبدر بيأس من تهورة و صمت هو ألاخر 


أقتربت أمل من بدر و هى تمسك وجهه بين يديها و قالت 


" تار اى إللى عايز  تاخدة يا بدر ؟" 


و صرخت بقوة " تار اى اللى عايزين تخدوة؟؟" 


" مفيش حاجه من دى هتحصل ف بيتى سامعين ولا لا " 


بدر بغضب" ماما لو سمحتى متدخليش أنتى ف المواضيع دى " 


هزت أمل رأسها بنفى و صرخت بعنف و قالت 


" لا أدخل و أتكلم زيي مانا عايزة سامعين ولا لا " 


و بصراخ " أنا خسرت أبن ليه ساامعين خسرت واحد و مش مستعدة أخسر التانى ولا هسمحلك بداا يا بدر سامع؟" 


و أنهارت بشدة فى البكاء 


و هى تنظر لبدر تستعطفه و هى تمسك وجهه بين يديها 


" عشان خاطرى يا بدر أنا دلوقتى بقاا معنديش غيرك أنت و أختك اللى تعبانه فوق عشان خاطرى مش عايزة أخسرك" 


بدر بغضب " و حق أخويه ؟ أسيب أبن *** داا عايش كدة و طليق؟" 


قاطعه ذلك الصوت الذى دخل و هو يقول 


بقوة " و ابن ***** جالك لحد عندك و بيقولك خد تارك يا بدر "


❈-❈-❈


عند جوهرة 


كانت تجلس فى غرفتها على سريرها وسط العتمه التى تملأ المكان و تحتضن نفسها بشدة كالطفل الصغير فى حضن والدته 

و دموعها تنزل بغزارة على وجهتها البيضاء الناعمه 

و مازال موقف موت حسن فى ذاكرتها لم تنساة أبدا أو يغادر بالها دقائق حتى 


أحتضنت نفسها بشدة و هى تتذكر كيف مات أخيها بسببها هى 


نعم بسببها و لو أنكر الجميع لكن ليس سبب متعب او غيرة السبب سببها هى، هى من أحبت و عشقت رجلا و تعلم أن هذا حرام 


هى من فعلت شئ يكرهه الله بل يبغضه لكنها كانت دوما تحلل لنفسها أن ما دامت لم يفعل شئ خاطى تبقى ف أمان! 


عن اى أمان تتحدث و هى كانت السبب فى مقتل أخيها الصغير لأنه رأها و هى تحتضن ذلك الغريب 

حتى لو كان أبن عمها! 


و غضب و ثار لشرفه و حاول قتل متعب و لكن جاءت الرصاصه به هو و مات 


كتمت شهقاتها بيديها و هى تتذكر كيف فتحت عيونها و رأته غارق فى دماءة لا حول ولا قوة له 


كيف أنهارت و صرخت بعنف شديد أن يستيقظ و تخبرة هى بكل شئ، كيف ترجته أن يفيق فهى ليس لها سواة 

و ستجعله يسامحها لكنه لم يفعل و لم يجيبها

و تركها بعذابها و رحل 


لقد مر أيام عزائه ولا تدرى كيف مروا كيف ذهب أخيها هكذا من بينهم ببساطه!؟ 


أخيها الذى كان قبل أيام ينام على رجليها بدلال كيف تركها و غادر هكذا براحه دون حتى أن يسامحها؟ 


و كيف عاشت هى و هى السبب ف موته ليتها ماتت هى لكنه كان يبقى فهو ليس له أى ذنب يذكر 


نظرت لصورة حسن التى لم تفارقها من موته 


و أحتضنتها بشوق و قالت ببكاء"

أنا عارفه انك مش طايقنى دلوقتى ولا طايق تسمع صوتى، و أنا عارفه أن معاك حق بس أنا حبيته يا حسن حبيته الحب إللى فقلبى كله و أدتهوله، فاكر كلامك عن الحب و قد اى هو احلى احساس؟ مانا عشان كدة مقدرتش أبعد عشان هو إحلى أحساس 


و بدموع " بس وغلاوتك عندى يا حسن معملتش اى حاجه ممكن تغضب ربنا و تغضبك، و يوم ما شوفته حضنى كانت أول مرة فيها يلمسنى كدة 

أنا مش بدى أعذار لغلطى إللى عارفه أنه كبير اوى بس عايزة أعرفك أن أختك كانت و هتفضل أشرف واحدة عرفتها 


و قبلت صورته و قالت بدموع " ربنا يرحمك يا حبيبى و يجعل مثواك الجنه " 


و أحتضنت الصورة مثلما تفعل كل ليله و راحت فى سباق عميق 


فى نوم لا يخرجها منه سوى صوت حسن و هو يفيقها كالعادة فتستيقظ بلهفه لعلها تجدة لكن يكون كالعادة كابوس مزعج!!


❈-❈-❈


أسرع ذلك الرجل الذي رأي متعب وهو يدخل إلى قصر عمه بقوة لا مثيل لها 

و خلفه والدة يحاول منعه بقوة فخاف بشدة من بحور الدم التى ستفتح على يد كلا من بدر و متعب 


و التى ستنتهى بخسارة أبن أخر لتلك العائله أو ربما ألاثنين 


كان يجرى بشدة حتى وصل إلى منزل يعرف أحدهم جيدا و قال بصراخ 


" يا شيخ عزت.. يا شيخ عزت"


خرج ذلك الرجل الذى يدعى ب الشيخ عزت و نظر له و قال 


" خير يا رجب فى اى" 


رجب وهو يلهث بشدة " شوفت متعب يا شيخ عزت وهو داخل عند فايز بيه و شكل القيامه هتقوم ف جيتلك ع طول عشان توقف سلسال الدم داا قبل ما يبدأ " 


بان على وجهه عزت الخوف من حديثه فأغلق باب بيته و نزل إليه سريعا و قال 


" كويس أنك جيت يا رجب و ربنا يستر و ميكونوش عملوا حاجه تضيع العائلتين" 


رجب " يارب" 


ثم تحرك كلا منهم الى جهه قصر فايز القريبه منهم لحسن الحظ و يتمنى الشيخ عزت من كل قلبه أن يكون كل شىء بخير حتى يصل هو 


ف يكفى بحور الدم التى أصابت البلدة و التى لا تريد أن تزيد واحدا اخر..


فى قصر فايز 


فتحت الخادمه الباب للطارق و الذى لم يكن سوى متعب الذى دخل إلى الداخل سريعا 


و هو يستمع لجمله بدر البذيله فى حقه، 


فأجاب عليه بنفس طريقته و قال 


" و ابن ***** جالك لحد عندك و بيقولك خد تارك يا بدر " 


و كان الصمت حليف المكان بعد تلك الجمله و تحولت أنظار الجميع إلى متعب الذى كان يقف ولا يهتم بنظراتهم ولا بالحديث الذى يدور داخل أذهانهم.


وقف بدر سريعا و هو يقول بغضب 


" و الله و جبت لقضاك يا ابن مصعب" 


فى تلك اللحظه دخل مصعب إلى الداخل و هو يقول بسخريه 


" بس متنساش أن مصعب داا يبقى عمك يا بدر " 


صاح بدر بصراخ " انا ماليش أعمام" 


" عم أنهى عم داا ؟ إللى أبنه يقتل أخويه بكل دم بارد ليه و أزاى منعرفش؟ إللى يحرق قلب أمى على أبنها يبقى عمى ازاااى؟! " 

" و يجى و بكل بساطه يقف فى دفنته؟ أنا لولا ابويا كنت قتلتك انت و أبنك وقتها بس معلش للميت حرمه و دلوقتى هاخد حقى بأيدى " 


و أخرج سلاحه من بنطاله و قبل أن يتحرك جهه متعب كانت تقف والدته أمامه و التى قالت بصراخ 


" مش هتتحرك يا بدر، مش هتتحرك غير و أنت شايفنى جثه قدامك"


وقف فايز سريعا بخوف على أبنه وهو يرى الوضع قد تأزم بشدة 


و نظر لمصعب الذى قال 


" أنا مقتلتوش.. أبنك إللى حاول يقتلنى" 


ثار بدر و قال بغضب 


" بقالك كام يوم ماسك ع الجمله دى و أنه هو إللى حاول يقتلك! انت مصدق نفسك؟ حسن إللى بيحبك يحاول يقتلك ليه أتهبل؟ 

ما لو أنت بتقول الحقيقه تقول ليه عمل كدة ؟! 


أخفض متعب نظرة فى ألارض و لم يتحدث فماذا يقول هل كانت يحتضن أخته لذلك أراد قتله ؟ 


و هل هذا يشفع لك ؟ أنت بالنهاية السبب فى قتله حتى لو بدون أن تلامسه الذنب كل عليك أنت


جن جنون بدر الذى أبعد والدته سريعا وهو يرى متعب يخفض وجهه فى ألارض كأنه لم يفعل شئ و كأن تلك الحركه تشفعله 


و شهر سلاحه و أقترب من متعب و قال بصراخ 


" سااكت ليه؟ عشان عارف إنك غلطان و أنك أبن *** قتلته و جاى دلوقتى تقول هو السبب ؟" 


ثم شهر سلاحه مرة أخرى و قال 


" و دلوقتى أنا هقتلك و هاخد تار أخويه و أقول للناس كلها أنك أنت السبب " 


فى ذات الوقت 


خرجت جوهرة من غرفتها و هى تسمع لصوت الصراخ الذى ملأ المكان بألاسفل فتحركت ببطئ ترى ماذا يحدث 


حتى وصلت لنهايه الدرج و هى تقف عليه ترى ما يحدث بألاسفل 


و لكنها تسمرت مكانها و هى ترى أخيها الذى على وشك أن يقتل أحدهم.. أن يقتل من تحب! 


إندفعت سريعا إلى أسفل حتى توقف هذا التار الذى يريد أن يأخذة 


أقترب بدر من متعب وسط صراخ والدته ب أن لا يفعل 


و أنطلقت الرصاصه كما أراد بدر لكن أصابت أحد أخر 


فتح الجميع عينه و متعب الذى يشعر أنه بخير فمن الذى أصاب 


وسط صراخ والدتها و الجميع " جوهرة ؟" 


و كان صراخهم مع دخول الشيخ عزت إلى الداخل وهو يرى أنه قد تأخر كثيرا و قد أنفتح سلسال الدم و أنتهى ألامر!!!!!


يتبع