-->

رواية مملكة الذئاب black الجزء الثاني - بقلم الكاتبة زينب عماد - الفصل الخامس

رواية مملكة الذئاب Black الجزء الثاني 
بقلم الكاتبة زينب عماد





الفصل الخامس

رواية مملكة الذئاب Black 

الجزء الثاني


كان جورج يسير بثبات وهو يقوم بسحب سابين مقيدة الأيدى خلفه بحبلاً قوى بثياب شبه ممزقه ووجه به بعض الكدمات...وقطعة من القماش موضوعه على فمها تمنعها من التحدث....كما أن كيشان لم يعد معهم...


وبينما هم يسيرون لاحظ جورج وعلى بعد قريب منه ذلك الدخان الذى يتصاعد للأعلى...ليدل على اقترابه من هدفه وخلال سيره شعر بوجود أحدهم يراقبه فإدعى الجهل...وأكمل سيره وهو يجذب سابين بالحبل قائلا بغضب وصوت مرتفع نسبياً:هيا أيتها اللعينه أسرعى....فنظرت له سابين بحقد نجحت بتصنعه...وهى تحاول جذب يدها من تلك الحبال التى تخنق كلا يديها...إلا أن جورج سحبها بقوة مما جعلها تسقط أرضا وهى تتأوه بصمت بسبب تلك القطعه التى يضعها على فمها تمنع صوتها من الخروج...


لم يمضى وقت واصبح جورج وسابين أمام مخيم يضم رجال أشداء فوق الخمسة عشر رجلاً...ينظرون إليهم بتحفيز واستعداد للمواجهه...إلا أنهم أخفضوا أسلحتهم حين أشار لهم صديقهم الذى كان يراقب جورج أنه بمفرده...


تقدم قائدهم من جورج قائلا بغلظه:من أنتَ ومن هذه الفتاة قالها وهو ينظر إلى سابين بفضول هو ومن معه...


أجابه جورج بجمود:أنا تاجر للعبيد أتيت من بلاد أقسى الجنوب لأقوم ببيع ما جمعت من العبيد والجوارى فى ممالك الشمال...


عاد القائد ليسأله من جديد بشك:وما الذى حدث لهم؟!..هل قمت ببيع جميع ما معك من جوارى وعبيد ولم يبقى لديك سوى هذه؟!...قالها وهو يقترب من سابين ويمسك بأحد خصلات شعرها يقربها من أنفه ليشتم رائحتها...فنظرت له سابين بحده وابتعدته بيدها المقيده بعنف وتراجعت عنه خطوة وهى تهدده بنظراتها أن يبتعد حتى لا تقوم بإيذاه...مما جعل القائد ينجذب لها ويبتسم بجرائه وهو ينظر لمعالم جسدها...وبدون سابق إنذار جذبها من شعرها وصفعها بقوة على وجهها مما جعلها تسقط أرضاً... اشتعلت عينى جورج الذى أغمض عيناه يحاول الثبات حتى لا يفتك بهذا اللعين وهو يرى صغيرته ساقطه أرضاً وهو لا يملك القدرة على حمايتها...


بينما لم تستقم سابين سريعاً وحاولت التحلى بالهدوء حتى لا تخرب الأمر...فهى تعلم أنها ووالدها لن يتمكنان من هزيمه هؤلاء الرجال جميعاً....وقد يتسببوا بموت الصغار عند هذه النقطه عاد ل سابين هدوئها وهى تستقم وتنظر أرضا...حتى لا تعقد الأمور  ويحدث مالا يحمد عقباه ..


عاد القائد بنظراته ل جورج الذى قال بجمود حاول التمسك به حتى لا يفتك بهذا الحقير الواقف أمامه: لقد خرج مجموعه من اللصوص وقاموا بقتل رجالى وأخذوا جميع العبيد والجوارى....إلا أننى استطعت الفرار بتلك الجاريه....والتى لن تفيدنى بشئ سوى إرهاقى لهذا سأقوم ببيعها.....من أجل شراء بعض العبيد ليقوموا بتدبير شؤونى حتى أصل لموطنى 

من جديد...فكما ترى أنا رجل يحتاج لمن يساعده... 


أومأ له القائد متفهما بصمت ثم إلتمعت عيناه قائلا بحماس:حسنا لنعقد صفقه فيما بيننا أنت ستعطينى تلك الجاريه وأنا سأعطيك غلامان ليقوموا بتلبية ما تريد....


كاد جورج يجيبه إلا أن أحد جنود القائد شعر بالغضب...فهو يعلم أن قائدهم يميل إلى تلبية رغباته الحيوانيه لهذا كره قيادته....إلا أنها كانت أوامر الملك الذى يكون على قرابة بهذا الفاسق.....لهذا هم مجبورين على طاعته إلا أنه قد فاض به الكيل من تصرفاته الجدباء فقال بحده:هذان الصغيران يعودان لقصر الملك إستيفان....الذى يملك مثل تلك النوعية النادرة من هذه الذئاب....لهذا يجب أن نذهب بهم للملك حتى يكونوا ورقة رابحة لنا...بينما أنت لا تفكر سوى بشهواتك اللعينه التى ستسبب بضياع الكثير... 


اقترب منه القائد بهدوء حتى أصبح بمواجهته...

وبلحظه واحده أخرج سكينه وشق عنق الرجل...

وقام بمسح سكينه وأعادها لمكانها من جديد وهو ينظر للجميع الذين يظهر على ملامحهم الصدمة التامه من فعلة هذا القائد الذى سيتسبب بمقتلهم جميعاً....


وقال بسخرية:هل هناك من معترض أخر؟!...لم يجبه أحد فعاد لجورج من جديد وهو يمد له يده ليصافحه قائلاً:هل اتفقنا أيها العجوز؟!.. 


أومأ له جورج بالموافقه وهو يفكر بأن هذا الحقير ليس حيوان شهوانى فقط بل هو مختل فاقدٍ لعقله...

وكم تمنى أن يمنع سابين من إتمام الأمر إلا أنها أجبرته على معاهدتها على فعلها....لهذا أتم صفقتة مع هذا الحقير الذى أقسم على قتله بعدما يطمئن على وصول الصغار لمكان أمن...


وبالفعل أمر القائد بجلب الصبيان من إحدى الخيم لإستبدالهم بالجارية...وحين خرج الصبيا كان يظهر الخوف على ملامحهم ولكن لم يصدر من أحدهم أى رد فعل يدل على معرفتهم المسبقه بمن أمامهم...

فهذا ما تم تعليمهم إياه منذ بدأ تدريبهم على يد الملك ورجاله...من خلال المهام التى كانوا يعطونهم إياها ألا يظهروا صلتهم أو مشاعرهم لأحد خاصه فى مثل تلك الحالات...لهذا إدعوا عدم معرفتهم للملكة ولجدهم الواقفين أمامهم... 


فقام القائد بتسلمه الصبيان وأخذ منه الحبل الذى كان يسحب به سابين وجذبها منه بقوة واتجه لخيمته...بينما أخذ جورج الصبيا وأسرع بالرحيل حتى يعود لإنقاظ فتاته....


بينما القائد بخيمته أخذ سابين وقام بربط حبلها بأحد الأعمده....وخرج للرجال وهو يقول ببردو ناظر لذلك الذى شق عنقه:لقد قام بتحديد مصيره فلو انتظر قليلاً لعلم أننى لم أكن لأفرط بالصبيان...


فقال أحد الرجال بقليل من الخوف:ولكنك أعطيت الصبيان للرجل بالفعل...ابتسم القائد بمكر قائلاً:أجل فعلت...إلا أن ذلك لم يمنعنى من إرسال أحد رجلى خلفهم ليقوم بقتل هذا العجوز ويعود بالصبيان مرة أخرى...


تعجب الجميع من فعلته فقال أخر:ولما لم تفعل ذلك هنا سيدى؟!...أجابه القائد بعيون تلمع بالمكر والشر: وأين المرح بهذا؟!...كما أن ثياب هذا العجوز تدل على ثرائه أن معه الكثير من النقود...والتى من المؤكد أنه يخبأها بمكان ما...والتى سيأتى بها رجلى بعد قليل  مع رأس هذا العجوز والصبيان ونقودى...


لم يعلق أحد من الرجال فهم يعلمون أن هذا الرجل فاسق ومليئ بالخبث...لهذا لم يرد أحد الاشتباك معه خاصه أنه يستخدم سلطته التى خولها له الملك وأعطاها له منذ أصبح قائد عليهم...


انهى القائد حديثه وذهب لخيمته لينعم بالجارية التى ستنسيه الجهد والارهاق الذى عايشه طوال الفترة المنصرمه....وبالوقت الذى دلف فيه للخيمه هجمت عليه سابين وقامت بطعن كتفه بخنجرها ثم أخرجته بحده....وكادت تعطنه من جديد إلا أنه دفعها بعيداً عنه بقوة فتراجعت بضع خطوات...إلا أنها عادت لتهجم عليه من جديد إلا أنه استطاع تفادى طعنتها....وابتعد عنها وهو يخرج سكينه الحاد الذى قتل به الجندى منذ قليل....ووهو يبتسم بجنون لها ويقول:فتاتى الشرسه أخيراً بعض المرح...


وتقدم منها وهو يلوح بسكينه بيده السليمه ببراعه وكاد يصبها أكثر من مرة...إلا أن سابين كانت تتفاده بسرعتها المعهوده....وهذا تسبب بإغضابه كثيراً فقام بالتحامل على يده المصابه وجذبها من شعرها...وكاد ينحر عنقها إلا أنها ركعت أرضا فتسبب بإيلامه فلم يستطع إصابة هدفه...كما لم تعطيه سابين الفرصه لمباغتتها....فقد رفعت خنجرها وطعنته بأمعائه وقامت بسحب خنجرها للأسفل مما جعل الدماء تتدفق بكثره على وجهها وجسدها....إلا أنها لم تهتم وأخرجت خنجرها من جسده وجذبت شعرها من يده وهى تستقم واقفه بشموخ رغم الدماء التى تغمر وجهها وجسدها....


وهى تنظر لذلك القائد الذى كان يرهب الجميع بالخارج وسكينه يسقط منه مصدراً صوتاً حاد...

وجسده يهوى أرضاً أمامها...


ظلت سابين تنظر لجسده وللخيمه التى امتلأت بدمائه...بينما هى لم يصبها بجرح واحد تنهدت ثم قامت بإمساك الحبل الذى قام بربطها بها بعدما أخذها من جورج...وقامت بربط عنقه بالحبل وجره للخارج بعدما حملت أحد السيوف بيدها....


باللحظه التى خرجت بها سابين من خيمته بوجهها وثيابها المليئه بدمائه....وجسده الذى تسحبه خلفها أصابت الجميع بالذهول...إلا أنهم أخرجوا أسلحتهم فى مواجهتها....بينما هى لم تقم سوى بالتبسم بطريقه ساخره رأها الجميع مرعبه...


خاصه حين قالت بصوت مهيب ذو قوة وسلطة لا تناسب سواها:كيشان....كاد أحدهم أن يتقدم نحوها لقتالها....إلا أنهم استمعوا لصوت زمجرة عنيفه تأتى من خلف الاشجار....فتوجهت نظراتهم نحو الصوت ولم تمر سوى لحظات وظهر كيشان الذى كشر عن أنيابه من بين الأشجار الضخمه.....وهو يهجم على أول جندى يراه ليفتك به ويقطعه لأشلاء... 


بينما سابين تركت الحبل الذى كانت تتمسك به وحملت السيف بيد والخنجر باليد الأخرى...وبدأت بالقتال هى الأخرى كان الأمر محسوم للجنود من البدايه بسبب تفوقهم العددى...إلا أن قوة وبراعة كيشان فى اصطياد فريسته أصابتهم بالضعف والتشتت...


كما أن سابين هى الأخرى إستغلت قوتهم ضدهم وبدأت تقاتل بضراوة...وهى لا ترى سوى تلك الذئاب التى لا ذنب لها لتقتل بهذه الطريقه البشعه...اصيبت سابين بعض الاصابات المتفرقه بجسدها إلا أنها لم تكن تشعر بشئ...كما أنها لم تحاول إلتقاط أنفاسها حتى انتهت هى وكيشان من قتل جميع الرجال الثمانيه...


فأصبحت لمن يراها من بعيد كتلك اللوحه التى رسمها فنان بارع ولكن بطريقه عشوائى خطيرة...

حين استخدم  فرشاته لجعل بطلة لوحته...فتاة شديده الجمال وجوارها ذئبها الشرس لتحطيم كل 

ما يعيق تقدمها....وتغافل عن ذلك الشعر المتناثر على وجهها ولم يلاحظ تلك الدماء التى لطخت وجهها وجسدها...والتى أعطتها طابع دمويا سثيثير خوف من يراها...ويجعلهم يفكرون آلاف المرات قبل إغضابها حتى لا ينالهم ما نال غيرهم... 


بدأت الدماء تجف على وجهه وجسد سابين...وهى تنظر للجثث المتناثره حولها بجمود ثم حولت نظراتها ل كيشان قائلة بحب:أحسنت يا صغيرى... وربتت على فرأه بحنان ثم عادت لجثة القائد وأمسكت بالحبل وظلت تسحب جثته التى بدأت أجزائه الداخليه بالخروج من جسده.....إلا أنها لم تهتم حتى وصلت لشجره قويه.....وقامت بإلقاء الحبل حول أحد أفرعها المتينه وبدأت تجذب الحبل وكيشان يساعدها لرفع الجثمان....


استمرت بجذبه لمده لا تعلم وقتها إلا أنها لم تهدأ حتى قامت بتعليق جثمان هذا الحقير العفن على تلك الشجره وأعضائه الداخليه تتدلى منه كما فعل بصغارها...وبعد انتهائها جلست أرضا تلتقت أنفاسها وبعدما هدأت أمسكت بقطعة من القماش وقامت ببلها وبدأت بمسح وجهها ببطئ...


وأثناء ذلك وجدت الملك آيدان ورجاله أمامها من جهه...ومن الأخرى قد أتى والدها والجميع ينظرون إليها وإلا تلك الجثث بصدمه...إلا أنها لم تعير أهميه لصدمتهم ...وهى تنظر ل جورج قائله بثبات:هل الصغار بخير؟!...


أومأ لها جورج وهو ينظر لجسد الرجل المتدلى من خلفها قائلا بشك:هل قمتى بكل هذا وحدك؟!...نفت سابين برأسها وقالت بإبتسامة ساخره:بالطبع لا فقد قام كيشان بمساعدتى....


ثم إلتفتت بأنظارها للملك آيدان قائله بإمتنان:أشكرك على قدومك لمساعدتى...إلا أننى أظن أن إستيفان هو الأحق بمساعدتك الأن ملك آيدان...أليس كذلك؟!.. 


أومأ لها الملك بهدوء قائلا بهدوء:لقد أرسلت الجيش للمساعدة بالفعل....كما كنت سأذهب خلفهم إلا أننى أردت مساعدتك أنتِ والصغار أولاً....إلا أننى أرى أنه لا يستطع أحدهم الاقتراب مما هو ملك لك ملكتى... 


ابتسمت سابين بود وهى تجيبه بثقه:هذا ما يجب أن تكون عليه الملكة....ألا وهو الدفاع عما تملك وبقوة حتى لا يطمع بها أحد...ألا تظن ذلك...


شرد آيدان بحديثها وهو بتذكر زوجته التى لا تشبه سابين بشئ....فتنهد بألم قائلا:بالطبع لكِ كل الحق والأن إسمحى لى بأن أرسل معكِ بعض الرجال حتى أطمئن أنكِ والصغار ستصلون للقصر بأمان.... 


أجابته سابين بثبات وهى تستقم:لا تقلق بهذا الشأن فأنا سأذهب معك...بينما رجالك سيذهبون مع كيشان ووالدى والصغار للمملكه بأمان... 


تعجب آيدان من حديثها وقال بهدوء:ولكن...إلا أن جورج لم يعطه الفرصه ليكمل حديثه وتدخل قائلا بحده:هل فقدتى عقلك سابين؟!...فأنا لن أسمح لك بالذهاب إلى هناك...كما أن ذهابك سيثير غضب إستيفان....وهذا ما لا نريد حدوثه...


لم تعبأ سابين لحديث والدها...كما كان الجمود التام يحتل قسمات وجهها فكانت كالجوكر بالنسبه إليهم... لا يدركون ما تشعر او تفكر به...ثم قالت وهى تنظر لوالدها بهدوء:وهذا ما أريده سيد جورج أن أقوم بإغضابه وإشعال نيرانه كما فعل بى.... 


ثم نظرت إلى الملك آيدان مكملة:هيا فنحن لا نملك الكثير من الوقت....أومأ لها آيدان بطاعه وساروا سويا مبتعدين عن جورج الذى كاد يخرج نيران من أذنيه على أفعال إبنته الصبيانيه...إلا أنه يعلم جيداً أنه لا يستطيع منعها فهى إذا أردت فعل شئ ستقوم به وإن كان أخر ما ستقوم به بحياتها....إلا أنه أمر  الحرس بإنتظاره حتى يعود وأمر كيشان بالتحرك معه...وعاد للمكان الذى أمر الصغار بالبقاء به بعدما قتل الرجل الذى أرسله ذلك القائد اللعين خلفه....


عاد جورج للصغار وقرر أن يعود بهم للمكان ذاته.... اتسعت عينى الصبيا صدمه وزهول من هول ما رأوه حتى أن أدريان أفرغ ما بجوفه....حين رأى جثمان الرجل المعلق وأعضائه الداخليه تتدلى منه...إلا أن أوريليوس كان ينظر للجثث بجمود حتى قال لجده بثبات:من الذى فعل بهم كل هذا؟!...


أجابه جورج بسخريه:ومن تظن أنه فعلها؟!...أجابه أدريان بعد أن هدأ من إفراغ ما بجوفه:لا أظن أنه أنت جدى...فأنت لم تستغرق وقت كبير حتى عدت لنا من جديد....لهذا من قام بهذا العمل...


نظر جورج إليهم بجمود قائلا:إنها سابين هى من قامت بقتلهم جميعاً بمساعدة كيشان...كما أنها قامت بتعليق هذا الحقير كما فعل مع الصغار الأن...هيا لنعد فالجميع ينتظرونكم بالقصر....انهى حديثه وتركهم ورحل فنظر الصبيان لبعضهم ثم لتلك الجثث ثم ساروا خلف جدهم للعودة إلى القصر من جديد...


❈-❈-❈  


كانت السيدة بيترس تهتم ببعض الأعمال وهى تستمع لأحاديث الرجال عن رغبتهم بخوض الحروب...خاصه حين وصل إليهم خبر تلك الحرب التى يخوضها الملك إستيفان منذ أيام...والتى كانت لصالحه حتى الأن...وكم أردت بيترس إرسال رجالها لمساندة حفيدها...إلا أنه أصر على عدم إرسالهم ووعدها أنه إذا إحتاج إليهم سيرسل فى طلبهم.... وها هى تنتظر هذا اليوم منذ سنوات...إلا أنها تعلم أن صغيرها لن يفعلها ويطلب برجالها....فهو لا يحب الاعتماد على غيره وهذا أمراً جيد إلا أنه ليس مقبول لديها....فهى ليست كالجميع... 


ولكن عن مَن نتحدث نحن فرغم أنه قد تغير به الكثير منذ دخلت تلك الفتاة المتصابيه حياته....إلا 

أنه لايزال عنيد حد اللعنه فى الكثير من الأمور...


تنهدت بيترس بحزن وهى تعود لتستكمل عملها...ولم يمر بعض الوقت ووجدت أحد رجالها مع أحد حراس القصر الملكى يركضون نحوها...فنظرت لكبير خدمها نظرة فهمها جيداً...


فقال الرجل بصوت خشن قوى يدل على هيمنته القويه:فاليستعد الجميع للذهاب إلى الحرب... سنلتقى أمام القوارب بعد ساعة من الأن...


ولم يمضى سوى لحظات وأصبح المكان الذى كان مكتظ بالكثير من الرجال خالى...كان آدمز قد وصل ورأى ما حدث....فنظر بإحترام للسيدة بيترس وأعطاها الرسالة التى أتى من أجلها...والتى أدركت معناها منذ رأت الحارس يقبل عليها... 


أخذت الرسالة من آدمز وهى تبتسم بهدوء وبدأت عينيها تلتهم الكلمات المكتوبه بعنايه...إلا أن ملامحها بدأت تتحول من الهدوء والتبسم إلى الغضب والتجهم...وبعدما انتهت من قرأت الرسالة استقامت بعنف وتحدثت بصوت حاد مشبع بالخوف موجهة حديثها ل آدمز:منذ متى والصغير مختفى؟!...


ابتلع آدمز ما بجوفه قائلا:منذ ثلاثة أيام أو أكثر سيدتى...ولكن الملكة لم تنتظر وذهبت خلفه للبحث عنه هو والسيد أدريان...


اتسعت عينى بيترس وهى تقول بغضب:ماذا تقول وأيضا الصغير أدريان مختفى؟!..وكيف سمح ماكس بذهاب تلك الفتاة للبحث عن الصغار؟!...ألا تعلم أنه إذا تم الإمساك بها من قبل هذا اللقيط ستتحول كافه الأمور لصالحه وستتسبب بمقتل الكثيرون...


نظر لها آدمز بتشتت وقال بلا حيله:أنتِ تعلمين سيدتى أن لا أحد يستطيع إيقاف الملكة سوى الملك بنفسه...لهذا لم يستطع أحد إيقافها إلا أن والدها السيد جورج ذهب بصحبتها...وهو رجل مخضرم لن يسمح أن تصاب بأذى...


تنهدت بيترس بإرهاق وقالت لكبير الخدم:جهز قارب على وجه السرعه أريد أن أكون بالقصر الملكى بحلول المساء....انهت حديثها وسارت عائدة لمنزلها لتبديل ثيابها والإسراع نحو القصر الملكى...لترى تلك الكارثه التى ستحل عليهم إذا حدث مكروه للصغار...

أو لتلك السابين التى تعلم أن حفيدها قد يحرق العالم أجمع إذا أصيبت بجرح سطحى...


❈-❈-❈


كانت سابين صامته طوال رحلتها مع الملك آيدان الذى لم يحاول جذب أطراف الحديث معها رغم إشتياقه لسماع صوتها...خاصه حين رأها غارقه بأفكارها..فتركها تأخذ مساحتها الخاصه بالتفكير...

فهو يكدرك جيداً ما عايشته منذ قليل...فقد كانت ستفقد أحد صغارها لو لم تتصرف بحكمه...فهو قد توقع ما قامت به لحماية الصغار...


ظل آيدان ينظر تجاه سابين طوال الرحلة...حتى توقفوا لأخذ إستراحه قصيره من أجل خيولهم... جلست سابين على إحدى الصخور تنظر للأشجار بشرود...فتنهد آيدان حزناً على حالها واقترب منها يمد يده ببعض الطعام قائلا بعاطفه لم يستطع إخفائها:سابين يجب أن تتناولى بعض الطعام حتى تستطيعى إستكمال الرحلة...


نظرت سابين له بجمود ثم للطعام الذى بيده...فمدت يدها وأخذت ثمرة واحده وبدأت تتناولها بهدوء وصمت....وبعد مده لم تدم كثيرا عادوا لإستكمال رحلتهم...


بينما على الجانب الأخر تعجب إستيفان......حين طلب قائد الحرس الملكى للملك آيدان دخول خيمته وأخبره أن الملك آيدان سيصل خلفه بعد ساعات لمساندته....ورغم تعجبه إلا أنه أمر ديفيد بمساعدة الرجال لأخذ أماكنهم واخبارهم بما يجب عليهم فعله....وبعد خروجهم نظر نحو ألفين نظرة فهمها جيداً...


فقال ألفين مبتسماً بمكر:أقسم أنه ليس أنا هذه المرة بل إنها سابين من فعلتها....حديث ألفين جعل إستيفان يغمض عيناه وهو يحاول التحكم بغضبه... هو لا يريد سوى الفتك بتلك الفتاة التى لا تسمع له حديث ودائما ما تتصرف بعقلها دون الرجوع إليه... وهو يحاول التحلى بالهدوء وعدم التفكير فى تلك المشاعر التي من المؤكد شعر بها آيدان حين أرسلت له زوجته المصون رسالتها...ذلك العاشق الذى يتمنى كلمة منها فهو يعلم جيداً أن آيدان يكن حباً عظيماً ل سابين ولا يخجل من إظهار ذلك....


وكم يتمنى أن يقتله أو يقطع جسده لأشلاء حين يراه حتى تهدأ تلك النيران المشتعله داخله الأن...إلا أنه لا يستطيع فعل شئ الآن...ولكنه يقسم أن يفعلها ولكن بعدما ينتهى من ذلك اللقيط أولاً...


عاد إستيفان من شروده على صوت دراكوس القائل بهدوء:بعيداً عن تلك الضغائن التى تكنها له فنحن نحتاجه....فهذا الحقير يمتلك جيش ضخم وحرب المناوشات التى نقوم بها ضده منذ البدايه ستنتهى فى اقرب فرصه...لهذا نحن بحاجة الملك آيدان وجيشه... 


نظر له أستيفان بجمود فهو يدرك جيداً صحه حديثه كما أيده جميع الجالسين...فقال إستيفان ببرود وهو ينظر ل ألفين:أنت من ستتعامل معه...لا أريد أى تواصل فيما بيننا ف أنا لا أريد أن أشق عنقه قبل 

بدأ الحرب...


أومأ له ألفين بثبات وعادوا لإستكمال حديثهم...مع وضع تقسيم جديد لصفوفهم بعدما انضم لهم جيش الملك آيدان...


❈-❈-❈


مر الوقت سريعا ووصل كلا من آيدان وسابين التى صدمت الجميع بحضورها مع الملك آيدان...وخاصة ألفين الذى كان الوحيد المتواجد لإستقبالهم بأوامر من إستيفان...


نظرت له سابين بجمودها الذى كان ولايزال يحتل قسمات وجهها...وهى تقول بإرهاق ظهر جلياً على ملامح وجهها:أين خيمتك؟!..


نظر لها ألفين بقلق إلا أنه أشار لها نحو خيمته... فتوجهت سابين نحوها بأليه دون كلمة إضافيه... فنظر ألفين ل آيدان يسأله بعينه عما حدث لها... 


فأخبره آيدان بما رأه وما يظنه السبب وراء فعلتها هذه...فصدم ألفين وأرد الذهاب إليها سريعا إلا أنه ليس من اللائق ترك الملك آيدان بمفرده...وذلك بعدما منع إستيفان الجميع من الإقتراب منه أو التحدث إليه سواه هو وحده....وكأنه يعاقبه على تواطئه المستمر مع سابين ضده... 


إصطحب ألفين الملك آيدان إلى خيمته أولاً...وبعدما أخبره بوضعهم الحربى والخطه التى سيتم وضعها مساء اليوم للإستعداد لليوم العظيم...وأطمئن أنه لم يعد يحتاج إليه خرج مسرعاً نحو خيمته...


وحين دلف للداخل كاد يتحدث...إلا أنه وجد سابين قد سقطت بسبات عميق وهى متقوقعه حول نفسها 

بوضعية الجنين وكأنها تحتمى بجسدها ممن حولها...


تنهد ألفين بحزن وهى يقترب منها ببطئ حتى لا يقوم بإفزاعها...حتى أصبح أمامها وركع على قدميه ينظر لوجهها الزابل...وهو يشعر بالضيق من كل تلك الجروح السطحيه المنتشره على جسدها...وخاصه تلك التى تقبع جوار عينيها اليمنه...


استقام ألفين سريعا وخرج من خيمته متوجه لخيمة أحد الأطباء....فوجد ديفيد مع الطبيب يعطيه بعض التعليمات....والذى توقف حين رأى ما يفعله ألفين الذى لم يعبئ لأحد منهم.....وأخذ يبحث عن بعض المطهرات وبعض الأقمشه النظيفه...وحين وجد ضالته أخذهم وكاد يخرج...


إلا أن ديفيد أستوقفه قائلا بسخريه:هل قررت أن تدواى جروحك وحدك من بعد اليوم؟!..


أجابه ألفين وهو يكمل طريقه للخروج:كنت أتمنى  أن أقول لك نعم...إلا إن هذه الأشياء من أجل سابين وخرج من الخيمه سريعاً كما دخلها... 


بينما شك ديفيد أنه لم يسمعه جيداً فنظر للطبيب الواقف بجانبه وقال بحاجب معقود:هل قال هذا الفتى إسم سابين أم أنه يهيئ لى هذا؟!...


نظر له الطبيب بهدوء واحترام قائلا: أظن ذلك سيدى هنا اتسعت عينى ديفيد بصدمه....ولم يفكر بل أسرع يركض خلف ألفين الذى رأه يدخل خيمته...


أسرع ديفيد من خطواته ودخل خيمة ألفين قائلا بصدمه متسائلاً:عن أى سابين تتحدث؟!...هل...


ولكنه لم يكمل تسأله فقد وجد إجابة سؤاله سريعاً... حين رأى سابين مسطحه على فراش ألفين ويبدو عليها الإرهاق الشديد....كما أنها مصابه بالعديد من الجروح المتفرقه بجسدها...كما توجد الكثير من أثار الدماء على ثيابها...


فإقترب منها ديفيد هو الأخر بقلق وهو يقول لألفين بخفوت حتى لا يوقظها:ماذا حدث لها؟!..وما كل هذه الدماء؟!...ما الذى أصابها؟!..وكيف أتت إلى هنا؟!..وهل يعلم إستيفان بتواجدها هنا أم لا؟!...


نظر له ألفين ببرود قائلا وهو يعود لتطهير جروحها بتركيز حتى لا يؤلمها أو يوقظها:هل حقا تريد منى الإجابه على هذه الأسأله جميعاً؟!...


أومأ له ديفيد بتصميم فقال ألفين متنهداً:كل ما أعلمه أنها أتت بصحبه الملك آيدان...أومأ له ديفيد بتركيز وكاد ألفين يكمل حديثه...ولكن عيني ديفيد اتسعت بصدمه وهو يقول:ماذا تقول؟!.. 


أومأ له ألفين مؤكداً لحديثه....وعاد ليكمل حديثه...

إلا أنه وجد إستيفان ودراكوس وماثيو يقتحمون خيمته هم الأخرون....ويظهر الصدمه على وجههم بينما إستيفان يظهر عليه الغضب الشديد...


فأدرك ألفين أن الجنود قد أخبروه بقدوم سابين مع الملك آيدان...لهذا استقام ألفين إستعداداً لأى تهور من ذلك الجبل البركانى...وهو يدرك جيداً ما يفكر به الأن....أن سابين قد عصت أوامره وطلبت المساعدة من الملك آيدان وليس ذلك وحسب بل أتت بصحبته

أيضاً...


لهذا قال بصوت خافت حاد وهو يشير ل سابين...

حتى يجعل قلب إستيفان من يتحكم به وليس غضبه....وحتى يدرك أن ما توصل إليه عقله خطأ محض:إنها لم تنم منذ أيام..كما أنها تعرضت للكثير من الإصابات لهذا فالتهدأ إستيف...هى لن  تتحمل احدى نوبات غيرتك اللعينه...


تحولت نظرات إستيفان لجسد تلك النائمه...وأسرع نحوها بعدما ابعد ألفين عنه بعنف...وجثى على قدمه ينظر لجسدها ذو الملابس المليئه بالدماء والجروح كما لم يسلم وجهها أيضا....


إزداد غضب إستيفان من تلك الجروح...ولكن ليس منها بل من ماكس الذى سمح بحدوث هذا لها...ولكنه عاد ليغمض عينه وهو يضع رأسه فوق رأسها بإرهاق مضاعف...لأنه يدرك كيف تفكر فتاته وأنه لا يستطيع أحد إيقافها...حتى هو لا يستطيع الصمود أمام عنادها الشديد فى أغلب الأوقات....


ظل إستيفان يربت على وجهها بحب وإشتياق شديد ثم قبل ذلك الجرح الذى زين جانب وجهها الأيمن... ثم نظر ل ألفين بعينين تشتعل غضباً قائلا:ما الذى حدث له؟!...


نظر ألفين له ثم ل سابين قائلاً بتريث:أظن أنه من الأفضل أن نتحدث بالخارج...كما سيكون من الأفضل أن يخبرك بهمن رأه وهو الملك آيدان بنفسه...ولأن ما سيخبرك به سيجعلك أكثر غضباً لهذا أريد منك التحلى بالهدوء إستيف ليس من أجل أحد سوى سابين...


ضاقت عينى إستيفان بحده وأصبح تنفسه أقوى... وهو يؤمى له قائلا بصوت خرج مرتعشاً ذو بحه قويه من شده غضبه:حسنا...انتظرنى بخيمة الإجتماعات... 


وإلتفت ل سابين وحمل جسدها فتحرك وجهها للجهه الأخرى حتى تستند برأسها على كتفه...فوجد أصابع يد مرتسمه على وجهها الأيسر مائله للون الأرجوانى لاحظها الجميع....مما جعلهم يلعنون وهم يشعرون بالمحيط حولهم يزداد توتراً...


كان إستيفان يحاول التسلح بأخر قواه للهدوء...

وخرج من الخيمه مسرعاً نحو خيمته...بينما الرجال الأربعه ينظرون لبعضهم البعض بقلق كبير....ولم يتحدث أحد بل تحركوا جميعا نحو خيمة الإجتماعات كما أمر الملك...


وخلال سيرهم أمر ألفين أحد الجنود بأن يذهب لخيمة الملك آيدان....ويخبرونه أن الملك يريده بخيمة الإجتماعات على وجه السرعه...


وصل إستيفان لخيمته ووضع سابين علي فراشه بهدوء شديد وكأنها زجاج يخاف تحطيمه...ثم بدأ بنزع ثيابها برقه متناهيه وهو يقبل كل جرح يراه...

ولم يلاحظ تلك الدموع التى تساقطت من عيناه

وهو ينظر لجسدها المصاب...أجل يبكى ولما لا فهذه الفتاة جعلته يشعر بطفولته التى حرم منها قسراً... حين جعلته يشعر بحنان والدته التى تركته صغيراً... وبشبابه الذى أفناه فى القتال من أجل مملكته...

أعطته كل شئ...بينما هى لم تطالبه بشئ سوى قلبه وهو لم يبخل عليها به فأعطاها حبه ووهبه لها روحه...


وبينما هو يحاول نزع ثيابها شعرت به سابين فإستيقظت ونظرت له بضعف....ثم رفعت يدها تتلمس وجهه بحب...ثم عادت لإغماض عينيها من جديد وسقطت بسبات عميق...


فأكمل إستيفان عمله وعيناه لا تبتعد عن وجهها...

حتى انتهى من تنظيف جسدها وتبديل ثيابها بأخرى نظيفه من ثيابه....ودثرها جيداً وظل جوارها بعض الوقت ينظر لها...ثم خرج من خيمته متجهاً لخيمة إجتماعاته....


فوجد رجاله والملك آيدان جالسون بصمت حزين منتظرون قدومه...جلس إستيفان على مقعده قائلا بصوت جامد لا حياة فيه:أسمعك ملك آيدان فالتخبرنى بما حدث لصغيرتى ومن تسبب لها بهذه الجروح؟!... 


نظر الجميع لبعضهم البعض بتوتر فالوحيد  إلا أن الملك آيدان تحدث بهدوء:لقد بدأ الأمر حين وجدت بعض رجال قصرك ومعهم أحد حيوانتك النادرة يريدون مقابلتى على وجه السرعه...وهم يخبروننى أن الملكة تبحث عن الأمير اوريلوس وأدريان بعدما تركوا القصر الملكى ورحلوا دون علم أحد...وأنها تطلب مساعدتى بأن أرسل جيشى لمساندتك بالحرب بينما هى ستذهب للبحث عن الصغار...الذين صادف أنهم إتخذو من الغابه طريقاً للعودة إلى مملكتهم... والذى يكون مليئ بقطاع الطرق ورجال ذلك الحقير الذى أعلن الحرب على الجميع...فقمت بإرسال الجيش كما طالبت...وأخذت بعض رجالى وذهبت إلى الغابه للبحث عنها هى ووالدها كما أخبرنى الجنود... استمر بحثى بعض الوقت حتى استطعت الوصول إليها....ولكن بالوقت الذى وجدتها بها كانت جالسه أرضا بوجه وجسد مليئ بالدماء...ويحيط بها ثمانية جثث لرجال أشداء....بينما يوجد أحدهم معلق على شجرة خلفها بأمعاء تتدلى من جسده....كما كان

ذئب ضخم يجلس جوارها...فأدركت أن هؤلاء من إختطفوا الصغار وانها قد انتقمت منهم ولكن بطريقتها الخاصه...


انهى الملك آيدان حديثه فنظر له إستيفان ببروده المعتاد....وهو يقول:وهل أخبرتك بما حدث؟!...


اومأ له الملك آيدان بالنفى قائلا بصدق:لا لم تقل سوى أنها قادمه معى إلى هنا رغم رفض والدها...إلا أنها أخبرته أنها ستذهب للحرب...حتى تجعلك تشتعل غضباً كما أغضبتها...ولم تتحدث بعدها حتى وصلنا إلى هنا...


كالعاده كان ديفيد أول من تحدث قائلا:اللعنه هذه الفتاة تبرع فى جعلى أشعر بالصدمه يوماً بعد يوم...


لم يتحدث إستيفان بشئ بل استقام خارجاً من الخيمه كما دخلها...وعاد لخيمته ونزع عبائته بهدوء وتسطح جوار سابين...وهو يضمها أقرب لقلبه...وعقله يعنفه على تركه لها...وقلبه المرتعب يوبخه خوفاً من فكرة فقدانها التى من المؤكد ستصيبه بالجنون الحتمى...


لهذا ظل يقبل وجهها ورأسها ويشتم رائحتها ويضمها أقرب لقلبه...وهو يقيد جسدها بجسده ويحيطها بيديه وقدمه وكأنه يخشى رحيلها...حتى غلبه النوم وسقط نائماً وهو يدفن وجهه بجوفها...ذلك الملاذ الأمن الذى سيقاتل من أجله حتى أخر رمق بجسده وروحه...


❈-❈-❈


وصلت السيدة بيتريس للقصر الملكى وهى تغلى غضباً من أفعال الملكة...وخوفاً من أن تصاب هى والصغار بالأذى....وبالوقت الذى دخلت فيه القصر إزداد الوضع التوتر بأرجاء القصر...


خاصه حين ظلت العجوز تصرخ على الجميع بغضب وخاصه جوليا التى لم تهتم بصغيرها حتى اختفى ولا يعلمون عنه شئ حتى الأن...وهذا جعل جوليا تنهار أكثر ولم يستطع أحد لوم العجوز على غضبها... فالجميع خائفون على الصغار وسابين من إصابتهم بالأذى...


ظلت الأوضاع متوترة حتى وجدوا جورج يدخل قاعة الحكم ومعه الصغيران معافين لم يصبهم أذى... وذلك بعدما أرسل كيشان لمنزله والإطمئنان عليه... ولكن أين هى ذئابهم لم يفكر أحدهم بالسؤال عنها كما لم يلاحظ أحدهم تغيب سابين...سوى ماكس والعجوز...


فقد كان الجميع مشغولون بالإطمئنان على سلامة الصغار...حتى دلفت جوليا للقاعه ورأت الصغيران فأسرعت نحوهم...وقامت بإحتضان أوريليوس وقبلته...ثم نظرت ل أدريان ورفعت يدها وصفعته على وجهه بقوة...ثم بدأت نوبه بكاء جديده وهى تقربه لها تحتضنه أقرب لقلبها تشتم رائحته التى افتقدتها....


بينما ماكس الذى لاحظ عدم تواجد سابين منذ البدايه نظر ل جورج قائلاً بتسأل:أين هى سابين؟!.. 


أجابه جورج بسخريه:قم بسؤال من تسببوا بكل هذا...ثم نظر للصبيان وأكمل عقابكم سيبدأ بعد ساعة من الأن فانتهوا سريعاً...وتركهم ورحل من القاعه... 


فنظر الجميع للصغيران بحزن ولم يحاول أحد إيقاف جورج أو منعه..لأن له كامل الحق بعقابهم فقد تسببوا بالكثير من المشاكل التى قد تؤدى بحياتهم....


فقال أوريليوس بثبات:لقد ذهبت الملكة مع الملك آيدان للحرب لمساندة الملك إستيفان...


أكمل أدريان هو الأخر قائلاً:كما أنها قامت بقتل جميع الرجال الذين قاموا بإختطافنا...وإخراجت أحشاء أحدهم لأنه قام بقتل ذئابنا...


شهقت النساء صدمة من سماع هذا الحديث...بينما تنهدت العجوز بإرتياح لسلامة الصغار ولذهاب سابين لمساندة زوجها...كما حزنت على تلك الذئاب رغم خوفها منها إلا أنها لاتزال روحاً...لهذا أمرت الجميع بالذهاب لغرفهم ليستريحوا بعض الوقت...


ثم نظرت للصبيان وقالت بقوة:بعدما ينتهى جدكم من عقابه فالتأتوا لغرفتى حتى أبدأ عقابى أنا الأخرى...رغم أننى لا أظن أنه لن ينتهى منكم سريعاً... 


أومأ لها الصبيان بطاعة وتحركوا للخارج لتلبية نداء جدهم ولنيل عقابهم الذى يستحقونه...


❈-❈-❈


استيقظت سابين من سباتها على أصوات الجنود المرتفعه بالخارج...رمشت بعينيها لأكثر من مرة حتى تستطيع الرؤيه جيداً...ثم بدأت تنظر للمحيط من حولها وهى تحاول معرفة أين هى...حتى تذكرت قدومها أمس مع الملك آيدان وذهابها لخيمة ألفين... ثم سقوطها بنوماً عميق دون ان تشعر...


إلى أن شعرت ب إستيفان وهو يحملها...إلا أنها لم تستطع فتح عينيها والتحدث إليه...فقد كانت تشعر بإرهاق شديد ووجدت صعوبه شديده فى فتح عينيها...إلا أنها كانت تشعر بكل ما كان يقوم به... 


وبتلقائيه رفعت يدها تتلمس وجنتها وهى تتذكر تلك الدموع التى تساقطت على وجنتها...لهذا حاربت من أجل رؤية عينيه لتخبره أنها بخير...


ابتسمت سابين وهى تقول بحب رغم حزنها الدفين على فقدانها لذئابها الصغيره:وها أنت تعود لتثبت لى أنك الدواء الأنسب لكل ألامى...


أغمضت سابين عينيها تحاول إسترجاع كافه الأحداث التى تمت خلال بحثها عن صغارها...فلقد شعرت أنها كانت كالمغيبه....وكأن عقلها وقلبها منفصلان عن جسدها وهذا جعلها تبذل الكثير من الجهد للتركيز من أجل صغارها....


إلا أن مشهد صغارها وهم معلقون لا يبارح عقلها...

كما أنها لا تعلم ماذا ستقول ل جرومز المريض حين تعود...هل ستخبره أن صغاره قد تم قتلهم من أجل حماية صغارها هى...


هنا نزلت إحدى دموع سابين وهى تحاول التماسك... حتى قررت التوقف عن ذلك والخروج للخارج حتى لا تفقد أعصابها...وحين استقامت لاحظت أنه قد تم تبديل ثيابها بأحد ملابس زوجها العزيز...وهذا أجبرها على رسم إبتسامه هادئه على شفتيها وهى تعدل من ثيابها...


ثم خرجت للخارج تبحث عن أحد تعرفه...حتى وجدت أحد الجنود الذين كانوا يعملون بالقصر فى وقت سابق....وطلبت منه أن يساعدها فى الوصول إلى مكان تواجد الملك.....وبالفعل أخذها الجندى لمكان تواجد الملك...


فى خيمة الاجتماعات دلفت سابين للداخل بهدوء فتوقف الجميع عن التحدث ونظروا صوبها...وهذا جعلها تبتسم بسخريه قائله:ماذا هل رأيتم شخص غير مألوف؟!...فالتكملوا عملكم....


أنهت حديثها وإستدارت تنظر للخرائط والمخططات من حولها بتركيز شديد...ليس لأنها تحب هذا بل حتى تجد المكان المناسب الذى ستسطيع أن تصل من خلاله لهذا اللعين....الذى تسبب بقتل صغارها وقتل الكثيرون غيرهم...


بينما عاد إستيفان لإستكمال إجتماعه مع الملك آيدان ومع رجاله...بينما كانت سابين تستمع لحديثهم بصمت حتى أتى ذكر ذلك اللعين الذى تسبب لها بالكثير من الأذى دون أن تراه...


استمر الإجتماع لأكثر من ساعتين إستمرت خلالهم سابين تبحث عن تلك الثغرة التى من خلالها ستستطيع الوصل لضالتها....وبالوقت الذى دخل به أحد الحرس قائلا بلهفة:مولاى لابد أن تأتى معى على وجه السرعه هناك ما يجب أن تراه... 


إستقام إستيفان ومعه الجميع وخرجوا من الخيمه... بينما لم يلاحظ أحدهم تك التى أمسكت بأحد المخططات وخرجت من الخيمه مسرعه...وذهبت نحو خيمه زوجها وأخذت خنجرها وقامت بتخبئنه بين ثيابها ثم أخرجت الكثير من ثياب زوجها وقامت بإرتدائهم جميعاً فوق ثيابها كما ظلت تبحث حتى وجدت تلك القفازات الجلديه التى يرتديها زوجها العزيز وخبئتها هى الأخرى...ثم خرجت وسألت أحد الجنود عن غرفه أحد الحكماء....وأشار لها على أحدها...


فأسرعت نحوها وحين دلفت لم تجد أحد بالداخل وهذا جعلها تبتسم بسعاده...وهى تبحث عن مبتغاها والذى لم تستمر طويلاً بالبحث عنه...وبعدما حصلت على بعض من كل ما أردت خرجت من الخيمة سريعاً...


وإتجهت نحو الغابه من الجزء الشرقى حتى تستطيع الوصول لمكان تخييم العدو...وذلك بإجتياز تلك الغابه التى يستمر المشى خلالها لمده لا تقل عن ساعة واحده...كما أنها قامت بإختيار هذا الجزء لأن الجميع يهاب هذه الغابه...فقد أطلقوا عليها الغابه القاتله لوجود الكثير من النباتات القاتله بها...وخاصه تلك النبته التى تدعى منشانييل  والتى تكون ذات شكل جذاب....وبها ثمار التفاح التى تراه طازج وترغب بتناوله لسد جوعك....إلا أن تلك النبته تسبب إلتهابات حاد تصل للحروق لمن يقوم بمجرد لمسها... وإذا تناولت ثمارها المعروفه ب تفاحة الموت الصغيره التى تسبب القئ والإسهال المتواصل...

حتى يصاب جسد الإنسان بالجفاف الحاد ويسقط صريع الموت...


لهذا لم يحاول أحد إجتيازها أو الإقتراب منها خوفاً من الموت والهلاك...وهذا ما شجعها على إختيار تلك الغابه لتكون طريقها للوصل إلى هذا اللعين...الذى علمت من خلال سماعها لأحاديث زوجها مع رجاله أنه يتخذ من تلك الغابه ساتر أو حامى له من الجهة الشرقى...كما لا يضع حراسه عليها لعلمه أن الجميع يهابونها...لهذا قام بوضع خيمته على مقربه منها...


انتظرت سابين اللحظه المناسبه ودخلت الغابه دون أن يلاحظها أحد....ثم قامت بوضع شال على رأسها وأحكمت إغلاقه وإرتدت القفازات...ثم أخرجت إحدى الزجاجات التى قامت بسرقتها من غرفه الحكيم وأمسكتها بيدها....وبالأخرى أمسكت بقطعة قماش ثقيله ونظيفه....وبدأت رحلتها داخل الغابه....



كانت سابين قد قامت بإخراج تلك الماده الصمغيه من جيبها وتلطيخ ثيابها الأماميه بها...وكانت تقوم بوضع علامات على الصخور حتى تستطيع العودة بسهولة لمخيمها من جديد...كما كانت بين كل فنية والأخرى تضع قطرة من ذلك السائل الذى تحمله بقطعة القماش لتتنفسها بدلا من هواء الغابه السام... حتى وصلت لوجهتها...



إلا أنها لم تخرج من موقعها بل ظلت تراقب الوضع جيداً...حتى تأكدت أن الحراسه لا تمر سوى كل نصف ساعه وهذا أكثر من كافى بالنسبه لها حتى تستكمل خطتها...



خلال ذلك كان إستيفان قد أنهى حديثه مع الرجال الذين أرسلتم الجده بيتريس لمساندته...لقد أصبح عدد رجال إستيفان الأن مقارب بشده من جيش ذلك اللعين نيكولاس...


وأثناء تحدثه مع القائد الذى تذكر أمر ما فسأله عن سلامة الصغار وهل هم بخير الأن أم لا؟!..فقد وصلت إليهم أنباء إختفائهم...



هنا لاحظ إستيفان عدم تواجد سابين جواره...فشعر بقلق غريب ينهش روحه فأمر أحد الجنود بالبحث عنها...وبالفعل ذهب الجندى ليبحث عنها وظل هو يكمل حديثه مع القائد...إلا أن داخله ينتظر قدوم الجندى على أحر من الجمر ليخبره أن صغيرته بخير...


وبعد مرور بعض الوقت عاد الجندى بوجه مائل للإصفرار وهو يقول بتوتر شديد:لم أجد الملكة مولاى لقد اختفت كما لم يراها أحد سوى جندى قد سألته عن خيمة الحكيم...ومنذ ذلك الوقت ولم يراها أحد... 



هنا أدرك الجميع ما قد يحدث...فتدخل ماثيو قائلاً للقائد الذى ينظر إليهم الأن بقلق:أظن أنه من الأفضل أن أصطحبك لخيمته فقد قام الجنود بتجهيزها...

وسار معه ليدله عليه... 


بينما قال دراكوس لأحد قادته:فالتقم بتمشيط المكان بأكمله وأبحث عنها جيداً...من المؤكد أنها تقوم بمساعدة أحدهم...قالها بعدم اقتناع لعله يهدأ من روع هذا الواقف أمامهم...والذى لم يصدر عنه أى رد فعل سوى تحول عيناه من الهدوء والسكينه للجمود والغضب والخوف الذى يحاول إخفائه إلا أنه لم يستطع....


ظل البحث عن سابين قائم لأكثر من ساعة ولم يستطع أحد الوصول إليها....وهذا جعل الخوف والقلق ينهش قلوب الجميع....حتى تحرك ألفين وابتعد عن الجميع دون قول شئ....وأسرع نحو خيمة الاجتماعات يبحث بين المخططات والخرائط حتى وجد أحدهم مفقود....


فقال بغضب:اللعنه على عنادك سابين الذى سيتسبب بمقتلك يوماً ما....وإلتفتت ليخرج فوجد إستيفان أمامه ينظر له بتسأل وخوف لم يراه يوماً بعينيه....



فقال ألفين بتحسر:كما أخبرتك أمس هى لن تترك موت الذئاب يمر مرور الكرام...كما أنها لم تكن ستسمح لأحد بالتدخل...فمن المؤكد أنها تحمل ذاتها السبب وراء موت الصغار...لقد ذهبت لتقتص ممن تسبب بموتهم والغابه القاتله كانت حلها الأنسب لتنفيذ مخططها...


هنا لم يعد يستطيع إستيفان السيطرة على غضبه فقام بتحطيم كل ما تطوله يده...ولم يحاول ألفين منعه فهذا هو شعوره أيضاً...ف سابين قد تخطت الكثير بفعلتها هذه... 


إلا أنه بعدما انتهى إستيفان من تحطيم كل شئ قال له ألفين بثبات حتى لا يقوم إستيفان بالتهور:أظن أن هناك نسبة كبيره من نجاحها فى الوصول إليه دون أن تصاب بالأذى...


نظر له إستيفان بعيون تلمع بالخطر...فأكد له ألفين حديثه قائلاً:كلانا يعلم تهورها إلا أنها أذكى من أن تضحى بنفسها بمثل هذه الطريقه...فهى لن تقبل بإحزانك أو إحزان أحد من أحبتها....لهذا أنا متيقن من نجاح خطتها...


أغمض إستيفان عيناه يحاول التماسك قائلاً بغضب: اللعنه على يقينك....قم بتجهيز الرجال سنذهب لجلبها الأن...



بينما سابين تقوم بدراسة المكان توقف نظرها على عربه حديديه صغيره لحمل الأمتعه ملاقه بإهمال بأحد الأركان....فأسرعت نحوها وأخذتها وعادت لموقعها من جديد وبدأت بتجهيزها كما تريد...وبعدما انتهت انتظرت حتى ينتهى الحرس من مراورهم...



وبعدما تتأكد من رحيلهم اقتربت من خيمة هذا اللعين...والتى كانت الأضخم والأكبر من بين الجميع ودلفت للداخل بعدما شقت مكان للدخول من الخلف..فوجدت اللعين يتحمم بأحد الزوايه...وهناك جوارى تساعده وهو أكثر من سعيد بتلك المساعده...



وبينما هى تنتظر خروج الجوارى رأت الطعام المعد له ليتناوله بعد إستحمامه...وكادت تبعد عينيها عنه إلا أنها عادت لتنظر له مرة أخرى وقد أتتها فكرة جيده لتخدير هذا اللعين...وهذا جعل إبتسامه شيطانيه تظهر على شفتيها... 


لهذا أخرجت قاروة كانت تحملها واقتربت من الطعام بهدوء...ووضعت منه بعض القطرات فى كل الصحون وأثناء فعلها لذلك رأت ظل احدهم يقترب من الخيمة...فأسرعت لتختبئ خلف أحد المقاعد الضخمه حتى لا يراها أحد...وبالفعل نجحت بالأختباء بعدما كاد يُمسك بها...


تنفست سابين بهدوء وظلت جالسه بموضعها تستمع لأحاديث ذلك العابث...عن كونه سيملك العالم أجمع وسيكون الجميع خدم تحت قدميه...وسيتم ذكره بالتاريخ على أنه أول الملوك الذين حكموا الأرض بعدله وحكمته...


كادت سابين تضحك على حديثه الغير واقعى....إلا أنها ظلت تستمع له حتى انتهى من حمامه الذى ظل لساعة كامله...ثم جلس وبدأت جواريه بإطعامه..وما جعل سابين تصاب بالغثيان أنها إستمعت لأصوات جواريه وهو يعاشرهن...إلا أنها تعلم أن مفعول دوائها سيبدأ بالعمل الأن...


فهى لم تختر دواء سريع المفعول حتى لا يشك أحدهم بالأمر...ولكى يكون الأمر  طبيعى فقد اختارت دواء إذا تناولت منه القليل يصيبك بالتخدر والخمول الشديد ولا تستطيع تحريك جسدك بسهوله وإذا تناوله الشخص بكمية أكبر يصيبه بالإغماء لمدة لا تقل عن خمس ساعات متواصله...لهذا يستخدمه الحكماء لتخدير المرضى عند إجراء عمليه...أو إذا كان هناك مصاب لإصابه حاده حتى لا يشعر صاحبها بالألم... 


وبالفعل صدق حدسها حين أمر نيكولاس جواريه بالإنصراف وعدم إدخال أحد لأنه يرغب بقليل من الراحه...خرج الجميع وانتظرت سابين حتى تأكدت من خلو المكان ومن نتيجة دوائها...



وحين شعرت بإنتظام انفاسه اقتربت من فراشه بهدوء...بعدما أخرجت خنجرها حتى اصبحت أمامه وقامت بوخزه بيدها لترى هل سيتحرك أم لا...إلا أنه لم يعطيها أى رد فعل يدل على شعوره بها أو بغيرها... 


نظرت سابين لوجهه للمرة الأوله وقالت بغضب:لقد تسببت بقتل الكثيرون من أجل أطماعك أيها المدلل... أتعلم لو لم أكن أقسمت على قتلك أمام الجميع لكنت فعلتها الأن وسلبتك روحك..إلا أننى أحمل من الشرف ما يمنعنى من قتلك وانتَ بهذا الضعف...


تنهدت سابين بإرهاق وهى تقول بصوت مسموع يحمل الحنق بين طياته:والأن جئنا للجزء الأصعب فأنا لا أعلم كيف سأقوم بحملك...فإن جسدك ضخم عكس ما توقعته اللعنه على ذلك...


ظلت سابين تنظر له لبعض الوقت وهى تفكر بكيف ستحمله للخارج نحو عربتها...ثم قررت جره للخارج وكان هذا هو الحل الأنسب...لهذا قامت بإعادة خنجرها لمكانه...


وحين أمسكت بيده لتقوم بجر جسده...وجدته هو من يسحب يدها ويسقطها على فراشه...وهو يظللها بجسده ينظر لها بقوة قائلاً بسخريه لازعه:لم أكن أعلم أننى محط أنظار الجميع سوى الأن ملكة سابين... 


يتبع...