رواية مملكة الذئاب Black الجزء الثاني - بقلم الكاتبة زينب عماد - الفصل السابع
رواية مملكة الذئاب Black الجزء الثاني
بقلم الكاتبة زينب عماد
الفصل السابع
رواية
مملكة الذئاب Black
الجزء الثاني
دون قصداً منها تعلقت نظراتها بنظراته للحظات...
إلا أنها تداركت الأمر وأخفضت نظراتها أرضاً...وهى تتمنى من مارف أن يساعدها فى الخروج من هنا... وتقسم أنها ستظل بمكانها ولن تحرك ساكناً حتى ولو أقمت حرباً فهى لن تتدخل....كما أنها لن تفعل سوى ما يأمرها به مارف...
أبعد الملك نيكولاس نظراته عن ليلى وهو ينظر للرجل الذى أمرهم بإتباعه قائلا برزانه:كيف حال المصابين الأن سيد ريكمان؟!..
أجابه الرجل بإحترام شديد:لقد بدأ البعض منهم فى التعافى ويستطيعون البقاء حتى ينتهى الأمر كما نرجوا ونتمنى....إلا أن هناك البعض الأخر مصابون اصابات بليغه ستحتاج لمزيد من الوقت لتتعافى... لهذا أمرت بعودتهم للديار حتى يتلقوا العلاج المناسب...
أومأ له الملك بتفهم وهو يقول بسأم ناظراً ل صمويل والواقف بجانبه:والأن نأتى للسيد صمويل وما يسببه من مشاكل...تتسبب بمضايقه مستشارنا الأمين...
ثم ثبت نظراته على ليلى ذات العيون المختبئ خلف خصلات شعرها المشعس...قائلاً بثبات:ما اسمك أيها الجندى؟!...
نظرت ليلى له من جديد ولكن بجمود هذه المرة دون أن تظهر أى إنفعالات لوجهها....ثم رفعت يدها لتشير له أنها لا تستطيع التحدث...
فقال صمويل بهدوء:إنه يستطيع القتال...إلا أنه لا يستطيع التحدث...أومأ له الملك بتفهم فقال الرجل الذى أتى بهم والذى كان غاضباً...والذى أدركت ليلى أنه المستشار الخاص للملك ويدعى ريكمان:أنا لن أقبل بأن تدع الأمر يمر دون عقاب رادع كما تفعل كل مرة ملك نيكولاس...فهذا اللعين متكاسل عن أداء مهامه....ولقد قمت بتحذيره أكثر من مرة إلا أنه لا يعبئ لما أقول...لهذا فأنا سأترك الأمر لك ولن أتدخل لإنقاذه من بطشك...
وخرج من الخيمة وهو لايزال غاضباً من تصرفات السيد صمويل الصبيانيه...بينما تنهد الملك نيكولاس بإرهاق ظهر جلياً على صفحات وجهه...وهو يعود لينظر للواقفان أمامه سائلاً إياهم ببرود:من منكم قد افتعل هذا الشجار؟!...
أشارت ليلى نحو صمويل وهى تنظر له بثبات...فنظر الملك بجمود ل صمويل الذى حك خلف رأسه بتوتر وهو يقول بتأسف:أقسم أننى لم أرد مقاتلة أحدهم... ولك...
وكاد يكمل حديثه إلا أن الملك أوقفه قائلاً ببرود وصوت يحمل من السلطه ما يجبر الجميع على الرضوخ له:أنا لن أكرر حديثى مرتين صمويل...لهذا أنت ستتوقف عن هذه الأفعال الصبيانيه كما قال السيد ريكمان....وإذا حدث وقمت بتكرار مثل هذه الأفعال حينها ستواجهنى...وأنت تعلم ما الذى سيحدث حينها أفهمت...أنهى حديثه بحده أصابت ليلى والواقف بجوارها برجفه خوفاً من
أومأ له صمويل أكثر من مرة بطاعه وهو ينظر أرضاً بخوف قائلاً:أجل سيدى...أجل...
فتنهد الملك وأشار له ول ليلى بالخروج...والتى تعجبت كثيراً من هذا الملك...الذى كان مختلفاً كثيراً عما رسمته بخيالها لهذا الوحشى الذى لا يفكر بعقله... كما لا يهتم لأحد غير نفسه...والذى أقام حرباً من أجل الحصول على ما ليس له....كما أنه مختلف عن ذلك الذى أباد تلك القرى المعادية له...
تنفست ليلى كمية كبيرة من الهواء حتى تحاول التفكير بهدوء...لعلها تصل إلى حلاً لهذا اللغز المحير ولكن أثناء سيرها اصدمت ب مارف...الذى سألها بتوتر قائلاً:يورى ما الذى حدث؟!...لماذا تم إستدعائك لخيمة الملك؟!...
فبدأت ليلى تشرح له بالإشارة على قدر إستطاعتها... ما حدث بينها وبين صمويل حتى اصبحوا أمام خيمة الملك يوبخهم على ما قاموا به....وبالطبع لم يستطع مارف فهم جميع ما أشارت له ليلى بيديها...إلا أنه فهم ما حدث....فربت على كتفه براحه قائلاً بثبلت: حسنا....ولكن فالتبتعد عن المشاجرات والتزم بما أنت قادم من أجله....فنحن سنغادر صباح الغد لهذا سنقوم بتحميل بعض الصناديق التى كانت تخص سيدى قبل رحيله...حتى إذا حل الصباح نرحل من هنا...
أومأت له ليلى بطاعه وذهبت لتحميل الحقائب التى تخص سيد مارف...ولكنها توقفت وهى تنظر ل تلك الحقائب التى كانت تتخطى العشرون حقيبه...إلا أنها تنهدت بإرهاق وقررت إتمام عملها حتى تعود لمخيمها صباحاً....
واثناء عملها شاهدت الملك وهو يسير متجهاً لخيمته وقد ظهر الإرهاق جلياً عليه...فتوقفت ليلى عن إكمال عملها وهى تراقبه دون إدراك منها...حتى دلف لخيمته فتنبهت ليلى لذلك....فتنهدت وهى تضع احد الحقائب أرضاً.....
وتجلس على أحداهم وهى تنظر لخيمة ذلك الملك الذى جعلها فضولية بدرجة كبيره تجاه...فمن خلال حديثه مع مستشاره الخاصه أمامها فى أنه يريد الصلح كما ارسل إليهم...إذا لماذا قام بإعلان الحرب من البدايه إذ لم يكن يريد حرباً؟!...هل تم إجباره على فعلها؟!...عادت ليلى لتستبعد هذه النتيجه لأن شخصاً كالذى رأته لن يسمح لأحدهم بأن يحركه كيفما يشاء..
ظلت تفكر لبعض الوقت إلا أنها لم تجد إجابة ترضيها فعاد عقلها ليطرح عليها سؤالاً مغايراً"كيف له بأن يأمر بقتل الكثيرون فى القرى والمدن التى رفضت الرضوخ له...وبالمقابل يهتم لحياة هؤلاء الجنود"
فرد عليها ضميرها ساخراً"هذا لأن هؤلاء من يقومون بحمايته ويحاربون من يحاول مخالفته....لهذا يجب أن يخشى على حياتهم"
صمتت ليلى لبعض الوقت تحلل تلك الإجابة إلى أن ادركت أنها الإجابه الأقرب للصواب....فعاد عقلها ليسأل من جديد"ولكن كيف لبربرى لا يملك عقلاً أن يكون بمثل هذه الرزانه والثبات والتعقل....حتى أنه لم يعنف مستشاره وهو يحدثه بغضب على شئ لا يستحق غضبه...بل بالعكس عنف الرجل الذى قاتلها ولكن بسطوته أجبر المدعو صمويل على الرضوخ له"
تنهدت ليلى للمرة التى لا تعلم عددها....وهى تحاول أن تجد تفسيراً لكل ما رأته منذ قليل إلا أنها لم تجد... كما شعرت بألم حاد برأسها بسبب كثرة تفكيرها...لهذا قررت إكمال عملها حتى تعود صباحاً للمخيم وإعطائهم المعلومات التى حصلت عليها...
بعد مرور بعض الوقت وهى لاتزال تعمل وجدت أحدهم يقف أمامها...فرفعت أنظارها إليه فوجدت رجل يحمل الكثير من الكدمات المتفرقه على وجهه...
إلا أنه لايزال ينظر لها بإبتسامة صافيه....فتجعد ما بين حاجبيها وهى تقف أمامه بإستقامه حتى تراه جيداً....فهم الأن قد تخطوا منتصف الليل لهذا فالإضائه ليست جيده إلى حداً كبير....
فقال الرجل الذى يواجهها وهو يمد لها يده:أدعى رالف...وأنا أكون ذلك الذى دافعت عنه ضد السيد صمويل منذ عدة ساعات مضت...
أومأت ليلى بتذكر وهى تمد يدها لتصالفحه....وهى تحرك يدها فى الهواء تسأله عن صحته فإبتسم رالف قائلاً بمرح تحببى:لا تقلق لن يسعد هذا اللعين بموتى قريباً...فمازال أمامى الكثير لأفعله...
أومأت له ليلى بتفهم...فقال رالف بإبتسامه جذابه:أنا لم أتناول طعامى بعد...وأنت هل تناولت طعامك أم لم تفعل مثلى؟!...
أومأت له ليلى بالنفى فقام رالف بالتربيت على كتفها يحثها على التقدم...وهو يقول بتشجيع:حسناً لنتناول الطعام معاً...حتى ارد لك ولو مقدار ضئيلاً مما قدمته لى اليوم...إلا أنه توقف فجأة وهو يقول متسائلاً:
ولكننى لا اعلم إسمك حتى الأن؟!...
فأخرجت ليلى ورقة من جيبها قد قامت بتدوين إسم يورى عليها....وأعطتها له فقرأ الإسم ثم قال بعدها: أنا سعيداً لتعرفى عليك سيد يورى....
أومأت له ليلى باحترام وجلست جواره...ولم يمضى سوى لحظات وأتى طعامهم...فبدأت ليلى بتناول الطعام بشراهة وهى تشعر الأن بكم كانت جائعه...
فهى لم تتناول الطعام منذ صباح اليوم...
❈-❈-❈
عودة إلى الحاضر
حين حاولت سابين الإمساك بأيدى الملك نيمولاس لتقوم بجر جسده...فوجدته هو من يسحب يدها ويسقطها على فراشه...وهو يظللها بجسده ينظر لها بقوة قائلاً بسخريه لازعه:لم أكن أعلم أننى محط أنظار الجميع سوى الأن ملكة سابين...
لن تنكر سابين أن إستيقاظه قد أصابها بالفزع اللحظى....إلا أنها عادت لثباتها قائلة بقوة:فالتبتعد أيها القاتل اللعين....حتى لا أقوم بإخراج قلبك من بين ضلوعك الأن...وقامت بغرز سكينها نحو قلبه تخبره بصدق حديثها...
إلا أنها لم تستمر بالضغط كثيراً فقد قام بأخذ سكينها وألقاه بعيداً عنها...وقرب وجهه منها بدرجة خطيره قائلاً بذات السخريه اللازعه:أستطيع الأن أن أقوم بقتلك وإخفاء جثمانك ولن يستطيع أحد معرفة مكانها...إلا أننى احترم شجاعتك التى جعلتكِ تأتين بمفردك إلى هنا لتقتصى منى لأجل موت أحد لا دخل لى بموته....ولأنكِ رفضت قتلى رغم أننى لم أكن سوى جثة هامدة أمامك...
تحركت سابين بعنف وهى تحاول التحرر فسمح لها بذلك...حين ابتعد عنها واقفاً بإستقامه وهناك خيط من الدماء على صدره بسبب سكين سابين الذى غرز بصدره....إلا أنه كان يقف بشموخ وهدوء يليق به وهو ينظر لها منتظراً حديثها...
وبالفعل تحدثت سابين بإنفعال....وعيون قد امتلأت بدموع تأبى التخرر حفاظاً على كرامة صاحبتها:لقد قام رجالك بقتل إثنين من صغارى...ولهذا أقسمت على القصاص منك....فأنت من تسببت بحدوث كل هذه الفوضى...
فتنهد الملك نيكولاس وهو يدلك ما بين عينيه... وكأنه سأم سماع هذا الحديث...إلا أنه قال ببرود:لقد أخبرتك سابقاً ألا تحكمين بشأن أمراً أنتِ لست على دراية بكل جوانبه....كما أريدك أن تخبرينى بهوية بمن قام بقتل صغيريكى وأقسم أن أقتص لكِ منه وأمام الجميع أيضاً....
ظهرت ابتسامه ساخرة على شفتى سابين وهى تجيبه بشراسه:وهل ظننت أننى سأتركهم أحياء بعد ما فعلوه بصغارى...إذا أنت لا تعلم من أكون أيها الملك...
لم يستطع الملك نيكولاس أن يخفى ابتسامته وهو يقول:ومن ذلك الذى لا يعرف تلك الفتاة التى تخفت بشكل صبى...لما يقارب العشر أعوام دون أن يستطيع أحد كشف حقيقتها....وليس ذلك فحسب بل جعلت ملكين من اقوى الملوك يتشاجرون ضد يعضهم البعض من أجلها...حتى تزوجت بأحدهم وظل الأخر عاشقاً لها رغم زواجه من غيرها...كما أنها تهوى تربية كل ما هو نادر وغريب...أظن أنكِ شخصية يفضل الشخص الإستماع عن كل ما يخصها دون أن يشعر بالسأم...
إرتفع حاجب سابين من كل هذه المعلومات التى يعلمها بشأنها....ورغم أنها معلومات عامه إلا أنها لا تنكر تعجبها من معرفته بها....إلا أن ذلك لا يمنع تسألها:كيف أدرك أنها هى سابين؟!...إلا إذا رأها من قبل....
فقالت بثبات وهى تنظر لعيناه بقوة:هل رأيتنى من قبل؟!...أومأ لها نيكولاس بهدوء وهو يجيبها بصدق: لقد أثرتى فضولى...فأنا لم أصادف إمرأة مثلك يوماً إستطاعت أن تكون محط أنظار الجميع رجالاً ونساءً...لهذا أردت أن أرى تلك الفتاة التى أطاحت بعقل ذلك الجليدى إستيفان وجعلت آيدان يعلن عشقه لها دون خجل....وللحق أنتِ تستحقين أكثر من ذلك...
كادت سابين أن توبخه وقد أدرك هو ذلك لهذا أكمل قائلاً بتسأل جدى:بالحديث عن الملك إستيفان...هل يعلم بقدومك المفاجئ إلى هنا؟!...
إرتفع حاجب سابين ساخراً وهى تجيبه بسؤلا:ماذا تظن أنت؟!...ظهرت ابتسامة نيكولاس التى قد تؤثر الكثيرات بحبه....ولكن ليس سابين وهو يجيبها بثقه: من خلال معرفتى القليله بكِ فلا أظن أنكِ ستقومين بمثل هذا الأمر بموافقته....لهذا سأطلب منكِ أن تنتظرى حتى أقوم بتجهيز عربه لتساعدك على الوصول لمخيم الملك إستيفان...حتى لا يقلق بشأنك....
أخفضت سابين جسدها لتحمل سكينها وهى تقول بعناد:أنا لن أرحل بدون قتال بيننا ملك نيكولاس... المنتصر فيه يستطيع أخذ ما يشاء من المنهزم....
لهذا إن إنتصرت أنا سأقوم بقتلك...
تنهد نيكولاس بإرهاق فهو يدرك عناد هذه الملكة وأنها لن تتوقف حتى تحصل على ما تريد...لهذا قال بصوت حاد مرتفع وهو ينظر لعينيها:أيها الحارس...
وانتظر حتى دخل الحارس لخيمته وصدم مما رأه فهناك جرح بصدر للملك...وإمرأة تقف أمامه وتحمل سكين بيدها...فقام برفع سيفه ليواجهها فأمره الملك قائلاً:ابتعد عنها....وأخبر الجميع أن هناك مبارزة ستقام الأن بينى وبين الملكة سابين إستيفان والتر أوين....
توترت نظرات الحارس حين أخبره الملك بإسم الواقفه أمامه....إلا أنه أسرع بالخروج وهو يخبر الجميع بما قاله الملك...ولقد كانت صدمة الجميع لا تقل عن صدمه الحارس...
إلا أن ليلى التى بصقت طعامها كانت أشد صدمه من الجميع...فشقيقتها هنا على بعد أمتار قليله وليس ذلك فحسب بل وستقاتل الملك نيكولاس...ما الذى يحدث هنا...هل أنا أحلم؟!...قالتها ليلى بخفوت وهى تسرع نحو المكان الذى يتجه له الجميع ليشاهدوا الملك والملكة وهما يتبارزان...
حين وصلت ليلى وجدت سابين تقف أمام الملك نيكولاس الذى يملك جرح سطحياً بصدره...وكلاهما يحملان سيفاً ولم تمضى سوى لحظات وبدأ القتال... ولقد كان عنيفاً من قِبل سابين التى كانت تقاتل بضراوة....
بينما من كان يعرف الملك نيكولاس فسيدرك أنه يتفادى ويصد ضرباتها دون محاولة منه للهجوم....
وهذا تسبب بإغضاب سابين التى توقفت عن مقاتلته وهى تقول بإنفعال:واللعنه فالتقاتل دون مناوشات أيها الجندى...فليس من الحكمه مراوغتى وأن بقمة غصبى....لهذا أرنى ما لديك...
أومأ لها نيكولاس بطاعه وهو يقول بخفوت:لكِ ذلك ملكتى...وبالفعل تقدم منها وبدأت مبارزتهم تشدد وكلاهما تسبب بجروح سطحيه للأخر...
وخلال ذلك كانت ليلى تنازع ذاتها حتى لا تتدخل فتسوء الأمور...ولكن سابين قد أصيبت بالكثير من الإصابات السطحيه رغم شعورها أنه لا يستخدم كامل قوته...وأثناء مشاهدتها قام الملك نيكولاس بإسقاط سيف سابين....ووضع سيفه على صدرها كما فعلت معه من قبل...
قائلاً بصوت حاد بسبب سرعة تنفسه:والأن هل أدركت فداحة ما أراده ملكة سابين؟!..كادت سابين تجيبه إلا أن الجواب أتاه من الخلف حين أمسكت ليلى بسيف أحد الواقفين واصبحت خلفه بسرعة البرق...وهى توجه سيفها لعنقه بينما أحاطها الجنود من خلفها يوجهون لها عشرات السيوف...
إلا أنها لم تهتم وهى تنظر ل سابين التى اتسعت عينيها بصدمه...من رؤية شقيقتها وهى بأرض العدو وقد تنازلت عن ما يميزها ك فتاة....أخرج سابين من صدمتها حديث ليلى الغاضب:فالتبعد سيفك عن شقيقتى حتى لا أقوم بشق عنقك الأن....
واللعنه لقد كان صوتها مميز لأن الجميع أدرك أنها فتاة حين قالت كلماتها الأوله...فصوتها به بحة نسائية مميزة ومثيرة للحد الكبير...
وهذا جعل ابتسامة الملك تتسع وهو يقول بثبات: فاليقم الجميع بإخفاض سلاحه...وبالفعل لم يحتج لتكرار أمره لهم....
فلقد ابتعد عنها الجميع بينما هى إستدارت لتصبح أمامه وسابين خلفها قائلة بقوة:أنت ستتركها تخرج من هنا دون أن تصاب بأذى...وبالمقابل سأفعل لك ما تشاء...
لم تدرك ليلى خطورة حديثها...فهى لم تكن تعلم بذلك الإتفاق الذى أقامته سابين بينها وبين الملك نيكولاس...فقد حكمت هذه الصغيرة على ذاتها بما لا تدرك مهيته...
لهذا كادت سابين توقفها إلا أن نيكولاس كان الأسرع حين قال بإبتسامه ماكره:حسناً لك ذلك بكمائى...
لم تعى ليلى المغذى من حديثه...
بينما إستندت سابين برأسها على ظهر ليلى قائلة بخفوت متألمه....ليس من تلك الجروح المتفرقه بجسدها بل مما سيحدث لصغيرتها....فقد قامت ببيعها للعدو دون أن تشعر:اللعنه ليلى لما قمتى بذلك يا صغيرتى....اللعنه على ذلك...
حاولت سابين إصلاح الأمر قائلة بثبات:إنها ليست على علم بما إتفقنا عليه لهذا...وكادت تكمل حديثها إلا أن الملك نيكولاس أوقفها قائلاً بحده وغضب وهو ينظر ل ليلى:بالفعل إنها ليست على علم بما دار بيننا من اتفاق...ثم نظر ل سابين مكملاً:إلا أنكِ لا تستطيعين إنكار أنها قد أتت من أجل التجسس...
وأخذ المعلومات من بين صفوفى لإرسالها لزوجك العزيز...لهذا الخيار لكِ الأن ملكة سابين ف أنتِ لستِ بمركز قوى حتى تملى على ما أقوم به ك ملك...إلا أننى سأظهر لكِ رحمتى وأجعلك أنتِ من تقومين بالحكم عليها...وتخبرينى أما عقابها ك شخص خائن أو تنفيذ ما سأطالب به أى كان...
كانت سابين تشعر وكأنها ستفقد عقلها بأى لحظة ف حياة شقيقتها على المحك....وهى لا تملك لها شئ لإيقافه لهذا أردت المماطله فقالت فى محاولة منها لمنع ما يريد فعله:كلانا يعلم أننى لن أرتضى لها كلا الأمرين....لهذا لما لا تقم بتنفيذ حكمك هذا عَلَىِ...
فأنا من حاول قتلك بالأخير...
ابتسم الملك نيكولاس ساخراً وهو يجيبها:بالفعل أنتِ أردتى قتلى ولكنك لم تخشى أحد وأتيتى للقائى... ورغم أنكِ كنتِ تملكين الفرصه لفعلها إلا أنكِ لم تفعلى....ألم تتسائلى لما لم أمسك بك باللحظه التى علمت بها بوجودك بل إدعيت أن الأمر قد انطلى على...
نظرت له سابين بثبات منتظرة إجابته التى كانت تتسأل عنها بالفعل...فأكمل نيكولاس بثقه:لقد فعلتها حتى أرى ما الذى ستقدمين على فعله؟!..هل ستقومين بقتلى باللحظة التى ستتأكدين فيها من نومى؟!...أم ماذا أنتِ فاعله؟!...وأقسم أننى كنت سأشق عنقك حينها ولن أهتم لكونك الملكة...إلا أنكِ تمتلكين مبادئك الخاصه مع الجميع حتى أعدائك وأردتى القتال بشرف...لهذا قدمته لكِ فأنا لم أراكِ مذنبه....كما أننى أعلم أنكِ لن تستطيعى الإختيار...
لهذا لما لا نطالب بحضور الملك إستيفان هنا الأن... حتى يخبرنا بالشخص الذى سيقبل التضحيه به...
هل هى زوجته أم شقيقتها؟!...
كادت سابين تتحدث إلا أن نيكولاس...لم يعطيها فرصه وهو يدعو أحد رجاله ليرسله إلى الملك استيفان يخبره بما حدث....وأنه يطلب قدومه هو ومن يشاء من رجاله بأرض محايده ليتم النظر بهذا الشأن...
وبالفعل تحرك الجندى مسرعاً فى طريقه...وساد صمت مميت حتى قررت ليلى أن تنظر له وياليتها لم تفعل...فقد كانت نظراته نحوها كانت نظرات محمله بالإستحقار والإشمئزاز جعلتها تقف متجمده تشعر برغبه فى لكمه...إلا أنها تماسكت حتى لا تسوء الأمور....
بينما سابين استغلت الأمر قائلة بثقه زائفه إلا أنها أتقنتها:لقد أتت ليلى إلى هنا بأمر منى فأنا من أمرتها بالقدوم حتى تساعدنى بتنفيذ مخططى...
أجابها نيكولاس ببرود:هذا لا يمنع أنها جاسوسه أتت لسرقة المعلومات من بين صفوفى...
وأثناء ذلك كان ديفيد وألفين قد وصلوا بالفعل للجانب الأخر حيث جيش الملك نيكولاس...وطالبوا بلقائه على وجه السرعه لأمر هام...
فإبتسم نيكولاس بمكر قائلاً:لا أظن أن رسولى يمتلك مثل هذه السرعه...لهذا لما لا نتأكد من مدى صحة حديثك الأن ملكة سابين...فإن قام رجالك بالسؤال عنها كما سيقومون بالسؤال عنكِ...حينها سأتركها ترحل كما أمرتى...وهذا لأنه من المؤكد أنكِ وهى كنتما معاً بالمكان ذاته قبل خروجكم...ولكن إن لم يفعلوا فسأقوم بتنفيذ ما أراه صائب بأمرها...
ثم نظر لرجاله قائلاً بجمود:أوصلوهم لخيمة السيد صمويل...إبتلعت سابين ما بجوفها وهى تنظر ل ليلى بعتاب شديد....إلا أنها أومأت له وهى تتمنى حدوث معجزة ما تخرجهم من هذا المأزق....
بينما أمر نيكولاس بأخذ ليلى لأحد الخيم حتى لا يراها أحد...بينما طلب من سابين أن تسير معه نحو الخيمة التى ينتظرها بها رجالها...
وبالفعل دلف كلاهما لخيمة صمويل فوجدوا كلا من ألفين وديفيد الذان أسرعوا نحوها...وقام كلاً منهم بإحتضانها والإطمئنان عليها وأنه لم يتم إيذائها... فتركهم الملك نيكولاس حتى انتهوا من الإطمئنان عليها...
وتحدث ألفين بثبات:الملك إستيفان يرسل إعتذاره الشديد عما بدر من الملكة...والتى تمتلك عاطفه كبيره تجاه ذئابها وخاصه الصغيرة منها...لهذا تتصرف بقوة تجاه من يحاول تهديدهم...كما أن الملك يريد التحدث معك بأقرب فرصه حتى يتم وضع حد لهذه الحرب...
بينما كان ألفين يتحدث لم يستطع نيكولاس منع ذاته من قولها...فقام بمقاطعة ألفين وهو ينظر ل سابين بصدمه:ذئابك هل أتيتى لقتلى من أجل ذئابك...لقد ظننتهم صغاركِ بالفعل...أنهى حديثه وهو يتنهد ثم نظر ل ألفين بشموخ يليق به ك ملك قائلاً بثبات:
أنا أيضاً أتطلع لهذه المقابله...كما أنها ستكون بوقت قريب فأنا قد أرسلت له رسولى بالفعل...لأن هناك ما حدث ويجب أن يكون حاضراً أثنائه...لهذا إن أردتم أخذ الملكة والرحيل الأن فأنا لن أمانع هذا...وإن أردتم البقاء لحضور ما سيحدث فأنا لا أمانع هذا أيضاً...سأترك لكم حرية الإختيار...تستطيعوا البقاء بالخيمه حتى تتوصلوا لقرار ما...
وخرج من الخيمه ولكنه نظر ل سابين اثناء خروجه نظرة فهمتها جيداً...وجعلتها تطلق سباب عنيف بعد خرجه وهى تسير ذهاباً وإيابا وتجذب شعرها بعنف... بينما كان ديفيد يحاول تهدأتها...كان ألفين ينظر فى أثر ذلك الهمجى كما عرف عنه....ذلك الملك سريع الغضب المتباهى بقوته...والذى يحكم ك طاغيه لا يعبئ لأحد سوى نفسه...إلا أن الملك الذى رأه الأن عكس ما سمع عنه...فهو من خلال خبرته فهذا الملك ليس بمتباهى بل لا يكاد يعباء برأى أحد به...كما أنه هادئ وحكيم فى إختيار كلماته لدرجه تجعلك تتعجب لها...
حتى حين علم أن صغار سابين لم يكونوا سوى ذئاب لم يعلق سوى بكلمات بسيطه...بل وسمح لها بالرحيل دون أن يطالبوا هم بذلك...فلو كان ملكاً غيره لإستغل الأمر لصالحه خاصة أن الجميع يعلم بعشق إستيفان الشديد ل سابين...
جلس ألفين على ذلك المقعد الوحيد بالخيمه وعقله يعمل دون توقف...حتى تذكر كلمات الملك نيكولاس عن قدوم الملك إستيفان إلى هنا بعد قليل...لهذا رفع عيناه لينظر ل سابين التى ترفض إخبار ديفيد بمقصد الملك نيكولاس من قدوم الملك زوجها...وما الذى حدث حتى يطالب بحضوره...خاصة أنه قد وافق بالفعل على رحيلها...فإذا لماذا يريد لقاء إستيفان الأن...
فقال ألفين بقوة:إن لم تخبرينا بما يحدث سابين...
حينها سأضطر لأخذك والرحيل الأن...لهذا من الأفضل أن تتحدثى وتخبربنا بما يحدث هنا لعلنا نجد حلاً قبل قدوم إستيفان...
ابتلعت سابين ما بجوفها ثم نظرت لهم بثبات قائلة: لقد أصريت على مقاتلته بالمقابل من ينتصر يستطيع فعل ما يشاء بالمنهزم...وحدث ما أردت إلا أنه هو من فاز...وذلك لأننى قد رأيت فتى يشبه ليلى كثيراً بين الجنود الواقفين...والذى لا يختلف عنها سوى بشعره القصير....وهذا جعل توازنى يختل مما جعله ينجح بإسقاط سيفى ويضع سيفه أمام صدرى ليعلن خسارتى....ولم تمضى سوى لحظات حتى وجدت ذلك الجندى الذى ظننته ليلى يقف خلف الملك نيكولاس ليوجه سلاحه إلى عنقه...اتعلمون من كان هذا الفتى...
صمتت تحاول إبعاد تلك الغصه التى تشكلت بحلقها وهى تقول قد امتلأت عيونها بالدموع:لقد كانت ليلى بالفعل...ولقد أتت متخفيه على شكل فتى لجمع المعلومات عن نيكولاس وجيشه...وما سمعته من الجنود خلفى أثناء وقوفى أنها كانت تدعى أنها لا تستطيع التحدث...حتى لا يكتشف أحدهم حقيقتها بسبب صوتها المميز...لقد تم الإمساك ب ليلى على أنها خائنه تستحق الموت وبالطريقه التى يراها الملك مناسبه...ولرحمته قرر أن أحدد نوع عقابها...إما عقاب الخائن وإما أن تنال العقاب الذى كان لابد أن أناله أنا...وحين رفضت الإختيار أمر رسوله بالإتيان ب إستيفان حتى يحكم هو فى الأمر...ولكنه لا يعلم أننى لن أتحرك من هنا قيد أنمله بدون صغيرتى...
حتى لو إضطررت لمحاوربتهم جميعاً...
كان كلاً من ألفين وديفيد ينظرون لها بصدمه وعقل كلاهما لايزال لم يستوعب ما قالته سابين...إلى أن تحدث ديفيد بجمود يحاول أن يخفى به قلقه على ليلى:أين هى؟!...
نظرت له سابين بسخريه وهى تجيبه:ليس من حق أحدكم أن يسأل مثل هكذا سؤال سيد ديفيد...فأنتم من أتيتم بها إلى هنا...لهذا أنا من يجب أن تسأل أين هى ليلى؟!..قالتها وهى تقف أمامه لا يفصل بينهم سوى سنتيمر واحد...
إلا أنها ابتعد عنه وهى تكمل بسخريه أكبر:أتعلم أنا أستحق كل ما يحدث الأن لأننى من أخطأت حين وثقت بكم...أنهت حديثها وخرجت من الخيمه والجمود يغلفها....
فكاد ديفيد يخرج خلفها لمعرفة أين توجد ليلى...إلا أن ألفين أمسك بيده يمنعه من الخروج وهو يقول بتريث:لقد قررت تركها منذ علمت بمشاعرها نحوك... وهذا كان واضحاً باللحظه التى أمرت بعودتها للمملكه وأذعنا جميعاً لحديثك...وغم أننا وأنت خاصة نعلم أنك قمت بتدميرها خلال فترة بقائها معانا بالحرب... لهذا نصيحتى لك أخى إبتعد عن...ليلى ليس من أجلها وحدها...ولكن لأجل سابين فأنا أشعر أن القادم سيئ سيئ جداً....ف سابين ليس بالغبيه فهى ستدرك سريعاً أننا وزوجها من تسببنا بحدوث ذلك لشقيقتها لهذا هى لن تدع الأمر يمر على خير...سواء لنا أو ل إستيفان أو لهذا النيكولاس...خاصة إذا سارت الأمور عكس ما تريد...
أغمض ديفيد عيناه يحاول التحلى بالصبر وهو يؤمى برأسه ل ألفين الذى يدرك صحه حديثه...فربت ألفين على كتفه يؤذره وخرج كلاهما من الخيمه...فوجد ما صدمهم لقد كان إستيفان والملك آيدان وبعض رجالهم يقفون أمامهم....وهذا جعل ألفين يلعن إستيفان بصوت خافت...
فقد أدرك فعلته لقد جعلهم اللعين يظنون أنهم نجحوا بإسكاته...إلا أنه قرر ملاحقتهم وها هو يقف أمامهم ينظر للملك نيكولاس بعيون ثلجيه....إلا أنك إذا دققت النظر إليها لأدركت أنه بركان خامل قد ينفجر بأى لحظه....
لهذا أسرع ألفين وديفيد نحوه وقال ألفين بثبات يحسد عليه:الملكة بخير...ولقد أراد الملك نيكولاس أن يرسلها إلينا إلا أننا قد سبقناه بالقدوم...
نظر له الملك إستيفان بشك إلا أن ألفين أومأ له بتأكد فبدأ يهدأ تدريجياً..وهو ينظر للملك نيكولاس بتعجب فظهرت إبتسامة الملك نيكولاس الهادئه...وهو يقول بثبات:لقد رأيتك من قبل بين الحشود ولقد كنت تمتلك سلطة تجبر الجميع على الخضوع لك...وتقديم الإحترام لشخصك...
تعجب إستيفان من حديثه فسأله قائلاً:ومتى كان هذا؟!...أجابه نيكولاس ليوضيح له:كان هذا منذ خمس سنوات مضت...حين كنت هارباً من زوجة والدى التى أردت قتلى...وذلك حتى يحصل ولدها على العرش...
لم يعلق الملك إستيفان على حديثه لأنه لم يجد ما يقوله له بالمقابل...عاد الملك نيكولاس ليقول:أظن أنه من الأفضل أن تأتى معى لبعض الوقت حتى أستطيع أخبارك بكل شئ....
أومأ له إستيفان وهو يقول:لك ذلك...ولكننى أريد رؤية زوجتى أولاً....أومأ له الملك نيكولاس وهو يقول:حسناً سأرسل أحد الجنود للإتيان بها...
فسار إستيفان والملك آيدان الذى لم يتحدث منذ أتى بل يتابع بصمت ومن معهم خلف الملك نيكولاس... حتى دخلوا خيمة إجتماعاته وجلس كلا منهم على مقعد...
بينما ظل الملك إستيفان ونيكولاس كما هما واقفان.. وكاد يسأل إستيفان عن سابين مرة أخرى...إلا أنها بالفعل قد أتت بعدما جعلت ليلى تخبرها بما حدث... وما الذى جعلها تقدم على فعل شئ كهذا وتنقض عهدها وتقوم بقص شعرها مرة أخرى...
سابين بصوت بارد:ها هى أنا ملك أوين...كاد إستيفان يتقدم نحوها إلا أنه توقف حين دعته بإسمه الأخير والذى لا تدعوه به سوى فى أقصى مراحل غضبها الشديد منه...
وهذا جعله ينظر لها بحاجب مرفوع إلا أنه بدأ يدرك الأمر حين دلف أحدهم خلفها....والتى لم تكن سوى ليلى فأدرك أن هناك كارثه قد حدثت...لأن الفتاة قد قامت بقص شعرها...
هنا نظر إستيفان للملك نيكولاس وألفين وديفيد قائلاً ببرود اصاب لأغلب الحاضرين بالقشعريره: فاليخبرنى أحدكم ماذا حدث؟!...وما الذى تفعله ليلى هنا؟!...
تكرم الملك نيكولاس وبدأ يقص عليه الأمر....منذ دخلت ليلى بين صفوفه على أنها فتى فاقد للنطق حتى قامت برفع سيفها عليه تهدده بالقتل...
هنا أغمض إستيفان عيناه يحاول الثبات فهو قد أدرك ما سيقوم به الملك نيكولاس بشأنها... كما أنه واللعنه لن يستطع أحد منعه لأنه ليس مخطأ فى أى قراراً سيتخذه بشأنها...ولكن هل ستتركه سابين يفعل ما يريد...
لهذا فتح عيناه وتنفس بثبات ونظر تجاه سابين التى نظرت له بسخريه....حين أدركت أنه لن يستطيع مساعدة شقيقتها وكذلك الجالسون.....وهذا جعل قلب إستيفان يتحطم وكاد يتحدث...
إلا أنها سبقته بالحديث وهى تخرج سيفها بهدوء من خمده....وقد تحولت عينيها لعينى زجاجيه لا حياة بها...فيظن من يراها أن صاحبتها قد فارقت الحياة وهناك إبتسامة مخيفه قد إرتسمت على شفتيها...
قائله وهى تسير ذهاباً وإيابا بخطوات هادئه بطيئه: أتعلم أيها الملك أننى من أجل هذه الفتاه قمت بقتل الكثير من الفتيات والصغار وأنا بعمر الحادية عشر فقد حين حاول أحدهم تهديدى بحياتها....كما أننى أصبحت ساب لأكثر من عشر أعوام حتى أستطيع حمايتها...فهل تظن أنك أو أحد هؤلاء الحاضرين يستطيع الإقتراب منها أو المساس بشعرة واحده منها....
قالتها وهى تنظر لها بإبتسامه ساخره مكملة:إذا أنت واهم...لأنك لا تعلم من هى سابين ألكدورى....لهذا أمامك أحد الخيارين إما قتلى وإما أسرى ولا خيار ثالث لهما....وإن لم يعجبك هذا فالتحاول الإقتراب منها.....وحينها سأفصل راسك عن جسدك...
كانت ليلى تقف خلفها وهى تحاول منع دموعها من التساقط إلا أنها لم تستطع...لقد أردت أن تكون شبيه ل سابين....ولكن أين هى من تلك المرأة التى جعل ملوك ورجال يقفون أمامها بصمت....لا يدركون ماذا هم فاعلون أمام ثباتها وقوتها...
لهذا سمحت لدموع الخذلان أن تتساقط من عينيها وهى تتذكر أخر ما قالته لها سابين قبل خروجهم للقاء الملوك"ألم أخبرك قبلاً أن العلاقه التى بينك وبين ديفيد تشبه تلك العلاقه التى تبنى على نيران لم تنطفى...وحين حاولتى إشعالها من جديد إشتعلت ولكن بنيران الحزن والألم المحمله بغبار الماضى المميت...حتى حولت تلك العلاقه بمرور الوقت إلى حريق يحطم كل ما كان جميلاً بينكما يوما كما يحدث الأن"
أخرجها من شرودها صوت الملك إستيفان المتريث وهو يقول:حسناً أظن أنكِ تحتاجين للتحلى ببعض الهدوء ملكة سابين...فما تقولينه لن يحدث وأنا لن أسمح به لهذا فالتهدأى....حتى نصل لقرار حكيم يرضى كلا الطرفين...
ختم حديثه بنظرة فهمتها سابين جيداً إلا أنها واللعنه لم تعد تأبى لشئ سوى لسلامة شقيقتها....ولكنها أعلنت إستسلامها له بدون مقاومه حين عادت خطوة للخلف وهى تقول له بجمود:لك ذلك ملك أوين...
نظر لها إستيفان نظرة لو كانت لغيرها لبلل سرواله من شدة خوفه...إلا أننا نتحدث عن سابين التى نظرت له بقوة ثم أبعدت نظراتها عنه...
مما جعله يزفر أنفاسه بحده فهذه الفتاة تبرع فى إغضابه بأقل نظرة او كلمة...عاد إستيفان بنظره للملك نيكولاس قائلاً بثبات يليق به: حسناً لننهى هذا الأمر...هى أخطأت وتستحق الموت بالطريقه التى تريدها ولا يحق لأحد منا إيقافك او شق عنقك...قالها وهو ينظر ل سابين نظرة اخرستها....إلا أنها أقسمت أن تذيقه العذاب ألوان...ولكن ليس الأن فالتخرج صغيرتها من هنا ثم ستقتص منه بالطريقه التى تريدها.... لهذا عقاباً لها واحتراماً لقرارك ستعمل ليلى خادمة لك على مدار عامٍ كامل...هكذا تكون قد نالت عقابها وأنت نلت انتقامك...الأن ما هو رأيك؟!...
نظر نيكولاس نحو ليلى التى تنظر أرضاً بجمود وكأنها بعالم أخر غير العالم...ثم عاد بنظره للملك إستيفان قائلاً بهدوء:أنا موافق...
يتبع