-->

رواية مملكة الذئاب Black الجزء الثاني - مكتملة - بقلم الكاتبة زينب عماد - الفصل السادس

رواية مملكة الذئاب Black 
الجزء الثاني 
بقلم الكاتبة زينب عماد



رواية مملكة الذئاب Black الجزء الثاني

الفصل السادس


كان كل شئ يدعوا للخوف والقلق...فقد كان جميع القاده بخيمه الاجتماعات...يحاولون إيقاف إستيفان الذى تحول من رجل حرب بارد يتحكم بإنفعالاته أمام الجميع....ل رجل بربرى لا يفقه شئ سوى أنه يريد الذهاب خلف زوجته لإسترجاعها....حتى وإن كان الثمن حياته وحيات جميع رجاله بالخارج... 


كما أن إستيفان لم يكن يصغى لحديث أحداً...ف لقد كان عقله منفصل عن الواقع وهو يفكر بما قد تواجهه صغيرته إذا تم الإمساك بها...وما الذى قد يفعله بها هذا المريض نيكولاس....


وعند هذه النقطه تحرك إستيفان وأمسك بسيفه يخمده بخاصرته ليخرج من خيمته بحثاً عن زوجته...إلا أن ديفيد أمر الجميع بالخروج ولم ينبقى سوى هو وماث وألفين ودراكوس....


وقاموا بمحاصرة إستيفان الذى نظر لهم بغضب تام قائلاً بأنفاس متسارعه:وهل تظنون أن بمقدوركم منعى من الوصل إليها؟!...


رد عليه ألفين بتريث وهو يشير له بإستسلام ليهدأ وليخبره أنه لا يريد قتاله: جميعاً يريد الوصول إليها 

ليقوم بإنقاظها كما تريد أنتَ...لهذا سيذهب أحدنا ليقوم بإعادتها معافه...حتى وإن كان هذا أخر ما سيقوم به فى حياته...


هنا انفلت زمام إستيفان وهو يقول بإنفعال:واللعنه أنا الأحق بالذهاب إليها إنها زوجتى أنا....وأنا من يجب أن يحميها لا أنتم...


أجابه ألفين بذات الثبات وهو ينظر له بهدوء يحسد عليه:ولأنك الملك لا يحق لك إتخاذ مثل هذه القرارات دون النظر لما ستسببه من دمار للجميع ولمملكتك على وجه أدق...لهذا يجب أن تبقى أنتَ... بينما أنا من سيذهب للإتيان بها...قالها وهو يخرج خنجراً من خاصرته وقام بشق كف يده وهو يكمل بصدق:وأقسم لك أننى لن أعود بدونها إستيف... 


تبدلت نظرات إستيفان من مشتعله غاضبه إلى مهتزه وهو ينقل نظراته لرجاله المخلصين...والذين ينظرون له بقلق وخوف كبير ورجاء أكبر لعله يستمع لحديث ألفين...وهذا جعله يغمض عيناه ويستدير ليعطيهم ظهره وهو يحاول العوده لهدوئه من جديد...


بينما نظر الجميع إلى ألفين الذى أومأ إليهم بهدوء ثم عادوا النظر لظهر إستيفان الذى يشعر بأن نيران قلبه تحرق روحه وجسده...ولا تسمح له بالتفكير بطريقه صحيح....مما جعله يسير ذهاباً وإياباً دون هواده... لعله يحصل على بعض البرود الذى طلما تسلحبه أمام الجميع... 


كان الرجال ينظرون لملكهم وصديقهم منتظرين قراره...حتى توقف إستيفان فجأة وقال بصوت قد بح من شده إنفعاله وعيون أصبحت مائله للإحمرار بسبب حبسه لدموعه:حسنا ولكن لن أنتظر أكثر من نصف يوم...فإن لم تستطع إعادتها حينها لن أسمح لأحدكم بإيقافى عن الذهاب لها....أومئ له الجميع فى طاعه تامه... 


وبينما يحاول الرجال تهدأة الملك كان الجميع فى الخارج يجلس مترقباً منتظراً خروج أحد ليتم تحديد مصيرهم....فإذا خرج إليهم الملك عندها لن يستطيع أحداً إيقافه أو منعه عما إنتوا فعله..وحينها سيتسبب بالكثير من الأضرار الفادحه...لهذا وللمرة الأولى تمنى الجميع خروج أحد رجال الملك لا الملك نفسه... وبالفعل لم ينتظروا كثيراً وخرج أحدهم من الخيمه...


وقد كان دراكوس الذى قال بصوت جوهرى ذو سلطه ليسمعه الجمع الغفير أمام خيمة الإجتماعات:فاليعد كلا إلى عمله فمازال أمامنا الكثير من الأعمال التى يجب إنهائها قبل مساء غد... تنهد الجميع براحه وعاد كلا لعمله...


بينما نظر دراكوس للقاده وخاصه آيدان يحيهم بثقه فرد له الملك آيدان التحيه...وهو يعود لخيمته مشير لقائد جيشه بأن يتبعه...


دلف آيدان لداخل خيمته وخلفه قائد جيشه فقال آيدان بثبات:جد لى طريقه للوصول إلى صفوف ذلك اللعين نيكولاس...كما أريدك أن تقوم بتجهيز أفضل رجالنا ليقوموا بمرافقتى لإعادة الملكه دون أن تصاب بأذى....


نظر له القائد بعينى متسعه قائلا:ولكن مولاى مع كامل إحترامى لجميع قراراتك....إلا أن هذا القرار خطأ محض فأنت ك ملك لا يحق لك التصرف بمثل تلك الطريقه الهوجاء...فهناك شعب بأكمله ينتظر عودتك سالم معافى...كما أننى لا أستيطع قبول مثل ذلك الأمر...


نظر له آيدان ببرود قائلا بهيمنه وكأنه لم يسمع كلمة واحده من قائده:قم بتنفيذ ما أمرتك به أيها القائد والأن أخرج حتى أستعد...


تنهد القائد بسأم من تصرفات هؤلاء الملوك الرعناء وخرج من الخيمه وهو يقول بصوتٍ حاد خافت: ويتسأل الجميع لماذا أبغض النساء؟!...فاليأتوا ليروا ما أستطاعت أن تفعله إمرأة واحده بهذا الجمع الغفير من الرجال...


وخلال سيره صادف ماثيو فأوقفه قائلاً برجاء:سيد ماثيو هل لى بكلمة؟!...أومأ له ماثيو بالموافقه رغم إنشغاله...فقال القائد بثبات:لن أطيل الحديث فأنا أعلم بمدى إنشغالك...ولكن الملك آيدان قد أمرنى الأن بأن أقوم بتجهيز أفضل مقاتلينا ليذهب معهم لأعاده الملكه...ولكننى حاولت منعه من ذلك ألا أننى وللأسف الشديد لم أستطع فعلها...لهذا أنا أريد أن أعلم متى ستبدأون التحرك حتى أخبره بالأمر...


تنهد ماثيو بإرهاق قائلا بحده طفيفه:مابال هؤلاء الرجال؟!...هل فقدوا عقولهم اللعينه؟!..أقسم أن من تسببت بكل هذه الفوضى قد تكون وصلت لخيمة هذا اللعين....وقامت بقتله وهى الأن فى طريقها للعودة إلى هنا...


إرتفع حاجب القائد تعجباً من حديث ماثيو...الذى إبتسم وهو يقترب منه بضع إنشات قائلاً بعيون تلمع ثقه:أتعلم أن هذه الصغيرة تبرع دائما بفعل ما لا يستطيع أعتى الرجال فعله... 


نظر له القائد بسخريه لم يستطع منعها قائلاً:إذ كان الأمر كما تعتقد....ف لماذا الملك قلق بشدة ويريد الذهاب خلفها؟!.. 


إتسعت إبتسامة ماثيو وهو يجيبه بثقه أكبر:لأنها قد لا تكتفى بقتل ذلك اللعين وحده...وتبدأ حربها الخاصه وحدها هناك دون أن تعبأ لأحد....أنهى ماثيو حديثه وهو يتحرك مبتعداً عنه...تاركاً خلفه رجل يقسم أنه متواجد مع رجال حالهم لا يختلف عن ملكتهم...


بينما اتجه ماثيو لخيمة دراكوس يخبره بما يخطط له الملك آيدان....فلعن دراكوس بغضب قائلاً:وهل أملك الكثير من الوقت حتى أقوم بإسكات كل من يريد الذهاب لإعاده تلك المختله التى لا تستمع سوى لصوت عقلها...أقسم أن أقوم بتعذيبها ولكن فالنأتى بها حتى نطمئن هذا الحقير إستيف أولاً....ومن ثم أقوم بالتخلص منها لعلنى أجد السلام بعد قتلها...


أنهى دراكوس حديثه وهو يخرج من خيمته متجها لخيمة الملك آيدان ليمنعه من الذهاب خلف هذه الحمقاء...وبعد الكثير من الأحاديث وافق الملك آيدان على البقاء مرغماً....وذلك بعدما أكد له دراكوس أنه سيستعين ببعض من رجاله فى هذه المهمه...


كان الإختيار قد وقع على ألفين وديفيد وبعض رجالهم للذهاب لهذه المهمه....والتى ستبدأ فى محاولة التفاوض من أجل إعادة الملكه دون أى أضرار...وإن لم ينجح الأمر حينها ستشتعل الحرب من جديد...


بعد أن كاد الأمر ينتهى على خير فقد هدأت الأوضاع حين قام نيكولاس بإرسال رسوله صباح اليوم...بأنه يريد التفاوض لإنهاء هذه الحرب بأقل الخسائر...وأنه لم يرغب بهذه الحرب من البدايه...كما سيقوم بالتنازل عن تلك الممالك التى أخذها...فى المقابل يوافق الملك إستيفان وحلفائه من الملوك على تقبله ك ملك لممالك الشرقيه....والتى تكون حقه الشرعى من إرث والده...


إلا أن كل هذا أصبح هباء منثورا ومِن أجل مَن...من أجل تلك الصغيرة التى تظهر مخالبها حينما يحاول أحدهم الإقتراب من أحد صغارها...فما بالك بقتل إثنين منهم والتمثيل بهم...


❈-❈-❈


على صعيد أخر كان ديفيد يتجهز للتحرك مع ألفين نحو الجهه الأخرى...للتحدث مع هذا النيكولاس والوصول لحل يحول بينهم وبين اقامه حرب... 


وبعدما انتهى من ارتداء ثيابه....اقترب من فراشه ورفع وسادته فظهر مظروف ورقى مغلف....فأمسك به وخرج من خيمته متجهاً لخيمة دراكوس فوجدها فارغه...فخرج يبحث عنه حتى وجده فقام بمد يده إليه بذلك المظروف قائلاً بهدوء وهو ينظر للمظروف بشرود:قم بإيصاله لتلك المشاكسه حين تراها بعد عودتك... 


نظر دراكوس للمظروف وقال بتريث متسائلاً:هل لازلت مصر على قرارك بالرحيل؟!...نظر له ديفيد مبتسماً وهو يقول:كلانا يعلم أن هذا هو الحل الأمثل من أجلها دارك...


أومأ له دراكوس مؤيد له وهو يربت على كتفه قائلاً: أتمنى أن تجد راحتك يوماً ما أيها الفتى...تم تركه وذهب ليكمل عمله...


بينما ظل ديفيد مكانه قائلاً بشرود:أرجو ذلك...ثم تحرك صوب خيمة ألفين ليرى هل انتهى هو الأخر أم لا...وهو يتذكر كيف أصر على رحيل ليلى منذ يومين مع تلك السريه العائده للملكه...وذلك بعد أن تمت اصابتها ببعض الاصابات السطحيه...


إلا أنه لم يكن يعلم أن بفعلته هذه جعلها تذهب لخطر أعظم من ذلك الخطر الذى ظن أنه سيصيبها إن ظلت معه...


عوده إلى الماضى منذ يومين


حين تحركت تلك السريه نحو الجنوب...والتى رحلت بها ليلى كانت عباره عن بضع وعشرون جندى متوجهون نحو الحدود للإنضمام مع زملائهم لتأمينها...بينما ليلى ستقوم بإكمال طريق عودتها إلى المملكة...


ولكن كان للحظ رأى أخر فرغم أن ليلى قد خططت للإستمرار فى القتال والبقاء مع الجيش...كان إصرار ديفيد على رحليها وعودتها للملكة أقوى وأكبر...لهذا رضخت له حينما لم تجد مساندة من أحد....رغم أنهم من شجعوا قدومها من البدايه...إلا أنها متيقنه أن ديفيد قد أقنعهم بوجوب رحيلها...وإلا لما رحلت بهذه السرعه...


وهذا جعلها تشعر بغضب شديد نحو الجميع...لكن ظل أليجا ذلك الرفيق الذى صادقته منذ ثلاث سنوات بأحد التدريبات التى كان الملك ينشأها....  كان هو من حاول أن يهون عليها الأمر....أليجا الصديق المهووس بتربية الطيور خاصه الحمام..


بعد مرور خمس ساعات من رحيلهم من المخيم... وبعدما أصابها أليجا بصداع حاد بسبب كثرة حديثه عن حمامته التى تساعده فى التواصل مع والدته وصديقه المقرب والإطمئنان عليهم...


لكن ليلى لم تكن تصدقه حتى حدث وأتت حمامه تحمل رساله بقدمها ووقفت أمامهم...اقترب منها أليجا وأخذ الرساله وبدأ يقرأها....ولقد كانت من صديقه مارف الذى حدثها عنه...والذى لم يراه لما يقارب العامين...والأن هو يخبره أنه على بعد سبع ساعات من مخيم جيشهم...وذلك لإرسال هدية سيده للملك نيكولاس....وإنه يود لقائه إذا سنحت له الفرصه لأنه قد اشتاق له...وأخبره عن المكان الذى سينتظره به...


سعد أليجا بهذه الرسالة كثيراً وأخرج ورقه بيضاء كان يخبئها بعنايه بين ثيابه...وأمسك بريشه ليكتب لصديقه ليخبره أنه سيلتقى به هناك...فهو على بعد ساعتين من موقعه....لهذا سيستغل هذه الفرصه لرؤيته....


وخلال ذلك كانت ليلى تتابع ما يقوم به بهدوء.... وعقلها يفكر بالكثير من الأمور وظلت على صمتها حتى انتهى أليجا من كتابة رسالته...وأطلق إحدى حمامته لتذهب لصديقه...


وأثناء ما كان يتجهز للرحيل قالت له ليلى برجاء:هل تستطيع أن تأخذنى معك لرؤية صديقك؟!...فلقد تملكنى الفضول لرؤيته والتعرف عليه... 


توتر أليجا ولم يدرى ماذا يقول لها...فالسيد ديفيد هو من أصر على رحيلها...ولهذا أفرج عما يوتره قائلا:ألا تظنين أنكِ يجب أن تعودى للملكه من جديد كما أمر السيد ديفيد...


هنا تحولت عينى ليلى من اللطف إلى الغضب قائله بإنفعال:واللعنه إنه ليس بوالدى حتى أطع أمره.... لهذا هل ستوافق على أخذى معك أم لا؟!...


ابتلع أليجا ما بجوفه وهو ينظر لها بتفكير ثم تنهد قائلاً:أنا فقط أشعر بالخوف من أن تصابى بالأذى... ولكننى أفضل مصاحبتك لهذا فلا ضير من قدومك...

عادت ابتسامة ليلى من جديد وهى تجهز متاعها وتسير معه للقاء صديقه... 


أثناء سير ليلى مع أليجا كان عقلها يخبرها أنها يجب أن تفعل ما يمليه عليها عقلها حتى تثبت للجميع من هى ليلى ألكدورى...لهذا توقفت فجأة عن السير وأمسكت بكتف أليجا....فأصبحت وجوههم متقابله...


فتنفست ليلى بقوة ثم قالت برجاء:أليجا هناك أمراً أود التحدث معك بشأنه...إلا أنك يجب أن تعدنى أن تستمع لى للنهايه دون توتر أو غضب...


نظر لها أليجا بتسأل قائلاً:ماذا هناك ليلى؟!..نظرت ليلى لعينه قائله:أريدك أن تساعدنى فى الدخول لصفوف جيش هذا اللعين نيكولاس من خلال صديقك مارف...


اتسعت عينى أليجا صدمه قائلاً بعدم تصديق:ماذا تريدين؟!..هل فقدتى عقلك يا فتاة؟!..


أجابته ليلى بعيون تلمع بالدموع وصوت منفعل:

واللعنه لقد كنت كالدميه بأيديهم يحركونها كيفما يشائون.....أتعلم لما سمحوا لى بالقدوم من البدايه لقد كان من أجل حماية السيد ديفيد.....ولكن حين قرر هو إيقاف الأمر بدافع خوفه المزعوم...فجاءة توقف الجميع عن المحاولة من أجلى...ولم يحاول أحدهم منعه او محاولة سؤالى إن كنت أريد الرحيل أم البقاء...


توقفت ليلى عن التحدث لتلتقط أنفاسها ثم عادت لتكمل بأمل:أرجوك أليجا لا تحطمنى كما فعلوا... إجعلنى أقوم بها أرجوك من أجل صداقتنا...


أنهت حديثها وهى تمسك يده بقوة وتنظر له برجاء....أغمض أليجا عينه بإرهاق قائلاً:اللعنه على عنادك ليلى...ثم عاد لفتحها من جديد وهو ينظر إليها بضياع قائلاً:وإذا حدث ووافقت على خطتك كيف سنقوم بها؟!...ولا تخبرينى أنكِ ستدعين أنكِ أحد تلك الجوارى...فأنتِ ستفشلين حينها فشلاً زريعاً... 


ظهرت ابتسامة ليلى وهى تجيبه قائله بثقه:بل سأفعل ما لن يصدقه أحد...تجعد ما بين حاجبى أليجا بتفكير لعله يصل لما تفكر فيه ليلى...إلا أنه لم يستطع فهذه ليلى بالأخير لا يمكنك معرفة ما تفكر به...


فقال بتسأل:إذا كيف ستدخلين إلى صفوف جيشه دون أن يدرك أو يشعر بكِ أحدهم؟!...


أجابتة ليلى بثقه:سأخبرك ولكن هل تضمن لى موافقة صديقك على ذهابى معه...أومأ لها أليجا قائلاً:إذا إستطعتى إقناعى أظن حينها سأستطيع إقناعه بالأمر...


نظرت له ليلى بحماس قائلة:انتظرنى هنا سأعود لك خلال دقائق...وابتعدت حتى اختفت عن أنظاره فتنفس أليجا بفضول يغلب قلقه...فهو يدرك أن ليلى دائما ما تصدمه بقراراتها وأفعالها منذ تعرف عليها وأصبحت صديقة له...


ظل أليجا ينتظر ليلى فوق النصف ساعه حتى شعر بالقلق من تأخرها..وكاد يتحرك للبحث عنها ليطمئن عليها...إلا أنها قد أتت ولكن أتت بشكلاً مختلف عن الذى ذهب به...


وهذا جعل عينى أليجا تتسع بزهول...فقال بعدم تصديق:هل حقاً قامت بقص شعرها؟!..أم أنه يهيئ إلى؟!..


كانت ليلى تتابع نظراته الصادمه وهى تبتسم بثقه...

فهذه لم تكن هذه هى مرتها الأولى فى قص شعرها...

فقد فعلتها وهى بالثالثة عشر من عمرها...حين دخلت بأحد المسابقات القتاليه أمام أحد الفتية الذى سخر منها حين علم أنها فتاة وسمحوا لها بالدخول للمسابقة القتاليه...


وحين أتى وقت مواجهتها له...وكادت تتغلب عليه حين جزبها بقوة من شعرها وأسقطها أرضاً...

واستطاع انهاء القتال لصالحه...حينها قامت ليلى بالبقاء فى غرفتها ل يومٍ كامل...وحين خرجت منها كانت قد قامت بقص شعرها فأصبحت تشبه الصبيا بحق...ولم تصمت حتى جعلت سابين تقسم لها أن الملك سيجعلها تنضم للقتال من جديد...ورغم صعوبة الأمر لخسارتها إلا أنه فعلها وأدخلها من جديد...ولكن بإسم فتى وليس فتاة ووقفت أمام الفتى الذى تسبب بخسارتها لشعرها الذى تعتز به....


وبالفعل استطاعت التغلب عليه بجدارة وأعلن الحاكم فوزها...واستمرارها بالمسابقه ولم تكشف عن هويتها سوى بالمسابقة الأخيرة....وهذا ما صدم الجميع خاصة لمن يعرفها....ف ليلى رغم ملامح وجهها الجذابه التى تقترب من سابين إلى حد كبير... إلا أن ليلى ذات ملامح حاده وبنية جسديه قويه... وهذا أعطى لها الأفضليه على سابين من حيث الشكل...


إلا أنها أكثر تهوراً وغضباً من سابين...فهى لا تفكر فى عواقب ما قد يحدث لها ما دامت ستطيح بخصمها مهما كلفها هذا الأمر...وهذا مخالف لتفكير سابين التى كانت كثيرة التفكير بكل ما تقوم به...والتى كانت تتمنى التخلص من روحها إلا أنها لم تفعل لتمسكها بحماية شقيقاتها...حتى وإن كانت روحها المعذبه هى الثمن لهذا...


وبعدما انتهت تلك المسابقة لم تتركها سابين حتى أقسمت لها أنها لن تعود لفعلها من جديد تتذكر هذا جيداً أغمضت ليلى عينيها تتذكر كلمات سابين لها 


سابين بثبات وهدوء:أتظنين أن الأمر جيد...أن تكونى على غير طبيعتك...أو أن تناطحى الرجال وتقاتلى هذا وذاك...أتعلمين لو أنهم خيرونى يوماً أن أظل ساب....أو أن أتواجد ك فتاة مسالمه لأخترت أن أكون تلك الفتاة المسالمه....لا تظنين أن الغضب والألم هما ما يجعلونك قويه...لا يا صغيرتى بل هما ما يحطمون كل ما هو جميل داخل روحك...لهذا لا تفعلى ما قمتى به مرة أخرى....لأننى لن أتحمل ذلك الذنب الذى ستوصمين روحى به...كما أننى لست بتلك الجدارة حتى تتخذين منى قدوة تريدين أن تتشبهى بها ليلى...بل يجب أن تتشبهى بذات....تشبهى ب ليلى تلك العفويه الجميلة ذات الذكاء الحاد....تشبهى بتلك التى تنشر السعادة بقلوب الجميع...واتركى أمر القتال لأهله.... 


تنهدت ليلى وهى تعود لواقعها حين توقفت أمام أليجا قائله:أعلم أن الأمر سينجح فهذه ليست مرتى الأولى بفعلها....


اتسعت عينى أليجا من تصريحها قائلاً بتسأل:أحقا لم تكن هذه مرتك الأولى؟!...


أومأت له ليلى وبدأت تقص عليه ما قامت به وهى ب الثالثة عشر...وهو منبهر بكل ما قامت به وبعدما انتهت من سرد ما حدث...قالت بهدوء:والأن أصبحت تعلم كيف سأتخفى بين صفوفهم...


أومأ لها أليجا بالموافقه...فبالفعل أصبحت ليلى متقاربه من حيث الهيئه مع الرجال....خاصة أنها أخفت جزء من وجهها بشعرها مما جعلها أقل لفتاً للأنظار...وهذا ما كانت تفعله سابين...


ثم أمسكت ليلى بأيدى أليجا تضعها على صدرها فكاد يبعد يده....إلا أنه توقف حين لاحظ أن صدرها أصبح يشبه صدره ك رجل إلى حد كبير... فنظر لها بتسأل فقالت بهدوء:ما تراه الأن هو درع الملكة سابين... أعطتنى إياه حتى أحتمى به أثناء قتالى لهذا هو دائما ما يكون معى وبين أمتعتى.... 


أومأ لها أليجا بتفهم إلا أنه عاد ليسألها من جديد:لن أجادلك فى هذا فأنتِ بالفعل أصبحت كما نحن معشر الرجال....ولكن ماذا عن صوتك ليلى....فإنه واللعنه مميز ورغم حدته فى أغلب الأوقات بسبب غضبك المتواصل...إلا أنه مميز كصوت فتاة أكثر منه ك رجل.... 


ابتسمت ليلى وهى تجيبه بمكر:وهل تظن أننى قد أغفل عن هذا...فأنا أعلم أن صوتى مميز لهذا سأظهر أمام الجميع على أننى فتى فاقد للنطق....حتى لا يحاول أحدهم التحدث معى أو التقرب إلى...


أومأ لها أليجا إلا أنه عاد ليقول بتذكير لها:أتعلمين ما قد يحدث لكِ إذا تم كشف أمرك ليلى....أقسم أنه لن يتساهل معكِ أحد...فقد يقومون بقتلك وهذا إذا أراد أن يرأف بحالك لكونك إمرأة...هذا على اقل تقدير  وقد يفعلون ما هو أسوء...لهذا هل أنتِ مدركه لما أنتِ مقدمة عليه؟!...


أومأت له ليلى بتفهم فتنهد ألجيا وعادوا لإستكمال طريقهم لمقابلة صديقه...وبالوقت الذى اصبحوا على مقربة من مكان تواجد صديقه....توقف أليجا وهو يمسك بأيدى ليلى قائلاً بجديه:هل أنتِ متأكدة مما أنتِ مقبلة عليه ليلى؟!...


أومأت له ليلى بالإيجاب وهى تبتسم له بثقه...لعلها تبث لقلبه القلق بعض الراحه...إلا انه تنهد بقلة حيله وعادوا لأستكمال طريقهم حتى وصلوا لمكان تواجد رفيقه مارف...


وبالفعل تعرف مارف على يورى الفتى الفاقد للنطق والذى قد جمع بعض الثمار معه...وأعطى له وللجندى معه بعضاً منها...وأثناء حديثهم سقط الجندى بنومٍ عميق...


فقام أليجا بأخذ صديقه لمكان شبه خالى وبدا بالتحدث معه قائلاً:أريد أن أطلب منك خدمة ما...


اومأ له صديقه بتوتر وهو يقول:ماذا هناك أليجا؟!..

هل حدث لك شئ سيئ؟!..


أومأ له أليجا بالنفى قائلاً بتلهف:لا يا صديقى أنا بخير...ولكننى أريدك أن تصطحب يورى بدلاً من الجندى الذى معك لمخيم الملك نيكولاس...


نظر له مارف بتسأل منتظر منه إيضاح أسبابه فأكمل أليجا حديثه قائلاً:نحن نريد جمع بعض المعلومات عن تحركات جيش الملك نيكولاس....حتى يتم التوصل لإتفاق قد يمنع من حدوث حرب سنفقد بها الكثير من الأرواح....


نظر له مارف بصمت لبعض الوقت حتى قال من جديد:ومَن مِن القادة يعلم بالأمر؟!...أم إنه من تخطيطك أنت....


اومأ له أليجا سريعاً وهو يقول بثقه:بلى هناك القائد الأعلى ديفيد...فهو من أرسلنا ولقد قام بإختيار يورى لأنه لن يلفت الأنظار إليه....لأنه فاقد للنطق كما أننى من اقترحتك لتنفيذ هذا الأمر...لأننى على علم تام أنك سترفض أن تراق الكثير من دماء الأبرياء...كما أننى لن أجبرك على هذا...فإن أردت الرفض فسأنهى زيارتى لك على خير...وكأن تلك المحادثه لم تدور بيننا...والأن ما هو ردك يا رفيقى؟!...


ظل مارف صامت لبعض الوقت حتى نظر لصديقه قائلاً بثبات:حسنا لنفعلها لعلنا نوقف هذه الحرب كما نتمنى...


ظهرت ابتسامة أليجا الواثقه على وجهه وهو يربت على كتف صديقه....عائدين لمكان تواجد يورى والجندى الفاقد لوعيه والجاريتين بالعربه...وأليجا يتمنى من كل قلبه ألا توقع ليلى نفسها بالمشاكل حتى لا يندم على تلك مساعدتها التى قدمها لها....


وحين عاد مارف وأليجا أومأ أليجا ل ليلى بتخفى عن موافقة مارف لذهابه معه بدلاً من الجندى...

ووقف أمامها قائلا:يورى أنت ستذهب مع السيد مارف كما هو متفق عليه....


فأومأ له يورى بالطاعه ثم عاد أليجا لينظر لصديقه قائلاً:لقد نسيت أن أخبرك أن يورى رغم فقدانه للنطق إلا انه يستطيع السمع...


فأومأ له مارف بتفهم وهو ينظر للجندى الفاقد لوعيه قائلاً:ومتى سيستيقظ هذا الجندى؟!...


نظر له يورى وأشار بيده أنه سيستيقظ صباح الغد لأن المخدر قوى...فأومأ له مارف وأمره بأن يذهب ليجلس بخلفية العربه لأنهم سيرحلون الأن...


فأومأ يورى بطاعه وذهب مسرعاً ووضع حقيبة أمتعته جواره...ولم يمر سوى لحظات وبدأت العربه فى التحرك نحو مخيم الملك نيكولاس...


وأليجا يراقبها تبتعد عنه حتى اختفت تماماً...فتنهد وهو يعود لينظر لهذا الجندى الفاقد لوعيه...وهو يتذكر خطة ليلى بالذهاب مع مارف لمخيم نيكولاس للتأكد من صحة رسالته....التى بعثها مع أحد رسله عن كونه يريد الصلح وأنه ليس فخاً منه للإيقاع بهم...فهذا ما كان يثير ريبة الجميع بمخيم الملك إستيفان قبل رحيلها...وهذا ما ستحاول التأكد منه وبعدما تفعل سترحل مع مارف باليوم التالى... عائدة للمخيم لإخبارهم بحقيقة الأمر...وكم يتمنى أليجا أن ينتهى هذا الأمر على خير...كما خططوا له...


تحرك أليجا مقترباً للجندى وترك جواره بعض الطعام ورحل عائد فى طريقه...


❈-❈-❈


وصل مارف للمخيم بسلام وبعد أن تم تفتيش العربه وتم التأكد من كونها أمنه....سمح لهم الجنود بالعبور وبعدما استقرت العربه بمكان ما...بدأ يورى يحمل حقائب الجوارى ووضعها أرضاً...وانتظر جوارها كما أمره مارف....الذى أخذ الجاريتين نحو خيمة الملك وهو يحمل بيده رسالة سيده للملك...وقام بإعطائها للحارس على خيمته ليعطيها للملك نيكولاس...


وبينما دلف الحارس لإعطاء الرسالة للملك كانت ليلى تتابع الأمر من بعيد...وهى ترى تحركات الجميع الشبه مألوفه وأكثر ما يعبر عن استرخائهم ذلك القتال القائم فيما بينهم...ولم يمضى سوى لحظات وخرج الحارس قائلاً ل مارف بعض الكلمات وسار معه نحو خيمة أخرى... 


كانت ليلى تتابع الأمر بهدوء دون أن تعطى أهمية لاولئك الرجال الذين يتقاتلون بشراسه...والجنود تحيط بهم وتشجع بقوة وصراخ حماسى...


حتى حدث أن قام أحد المقاتلين بلكم الأخر بقوة فأطاح به بعيداً عنه.....فأفسح الجنود الطريق لهم ولم يحاول احدهم التدخل...


اقترب الرجل من الأخر الساقط أرضاً وأمسكه من تلبيبه وأوقفه ثم عاد ل لكمه مرة أخرى...ولكن لكمه أشد قوة من سابقتها فسقط أرضاً أمام ليلى...حتى انه إصطدم بأحد الحقائق التى كانت تجاورها فسقطت أرضاً... 


فنظرت ليلى للرجل الذى تقسم أنه قد فقد عدد لا بأس به من أسنانه...ووجهه الذى لم يعد هناك جزء سليم به...ثم نظرت للأخر فوجدته يقترب منهم... فأغمضت عينيها قائلة بإصرار:لن تتدخلى ليلى أنتِ هنا من أجل شئ محدد لهذا لن تتدخلى...عادت لفتح عينيها وحملت الحقائب وتحركت مبتعدة عن القتال...ولكن ما استوقفها حديث أحد الجنود القائل بتشفى:إنه يستحق ما يحدث له...حتى لا يكرر فعلته مرة أخرى مع من هم أعلى شأن منه...


أجابه الأخر فى أسى:وماذا فعل غير أنه طالب بما له..فهو من حقه أن يحمل اللواء الشرقى للجيش...

أم أن سعيد لأنك حاقد عليه....


عاد الأخر ليقول بسخريه:ومن الذى قال له أن يقف أمام السيد صمويل ليثبت جدارته...ف جميعاً نعلم بصلابة السيد صمويل فى مثل تلك الأمور...وها هو يتلقى ما يستحقه حتى يعلم مكانته...


تنهد الأخر قائلاً: حسنا ولكن يجب على أحدهم إيقافه قبل أن يفقد الرجل روحه...ولكن كيف لأحدهم أن يقول للسيد صمويل توقف... 


أخرجت ليلى كلمة نابية من بين شفتيها  وهى تلقى الحقائب أرضا...وتنظر نحو المدعو صمويل والذى كاد يفتك بالرجل ثم وجدت ذاتها تتقدم تلقائيا نحوهم... 


وقامت بإطلاق صفير حاد جعل جميع الأنظار تتجه نحوها...حتى أن صمويل توقف عن لكم الرجل الذى قد فقد وعيه بالفعل...وينظر لهذا الفتى الواقف أمامه والذى اشار له بأن يتوقف...


وبالفعل توقف صمويل واستقام واقفاً أمامها قائلاً بسخريه رغم هيجان تنفسه بسبب قتاله:ماذا ألا تستطيع التحدث؟!...


أومأت له ليلى بالإيجاب ثم أشارت نحو الرجل الذى لم يعد يحمل وجه ملامح...وهى تخبره بيدها أن يتوقف...فظهرت ابتسامه ماكره على وجه صمويل قائلاً:حسنا ولكن القواعد تنص على من يحاول إيقاف قتال ما يسقط هو بالشرك....ويصبح هو بموضع من كان يدافع عنه...لهذا هل أنت مستعد لتصبح جثة هامده مثله....


وتقدم منها ورفع يده وصفعها بقوة جعلت أذنها تصدر صفير حاد...جعلها تنحنى وهى تضع يدها على وجنتها تحاول العوده للواقع...وكاد يركلها بوجهها إلا انها تنحت بالإتجاه المعاكس...وتقف مستقيمه واصابع يده قد تركت أثارها على وجهها...


إلا أنها لم تهتم وهى ترفع يدها تشير له بالنفى...

وهى تظهر ابتسامه على شفتيها أشد مكراً من ابتسامته...وهى تشير له بيدها ليقترب منها مرة أخرى...


وبالفعل تقدم منها وكاد يلكمها من جديد إلا أنها تفادتها ببراعه...إلا أنه باغتها بأخرى أشد قوة بأمعائها جعلتها تتاوه بصمت....ولكنها تتداركت ذلك ولكمته بقوة جوار عينه حتى يبتعد عنها...وهى تعود خطوة للخلف لتعود لتوازنها من جديد...


ثم قررت التحرك وهاجمته من خلال نقاط ضعفه...

فقد أدركت أنه مقاتل شرس إلا أن خطواته معلومه لهذا أدركت خطوته التاليه...وأسرعت نحوه بخطوات متشابكه حتى لا يعلم ما هى خطوتها التاليه...وحين كاد يمسك بعنقها راوغته وقامت بلكم فكه برسغها...

ثم أمسكت بإحدى يديه وقامت بثنياها وهى تستدير لتركله بقدمها على جانبه الأيسر ثم دفعته بعيداً عنها...وهى تتنفس بقوة تنظر له وهو يناظرها بصدمه من سرعتها...فما قامت به الأن أحد أشهر حركاتها بين المقاتلين...


تقدم صمويل منها وكاد يلكم وجهها إلا أنها ابتعد عنه برشاقه...وظل كلاهما يسددون اللكمات لبعضهم البعض...حتى استطاعت ليلى لكمه بقوة وعرقلته ولم تعطه فرصه وجثت فوقه وبدأت تسدد له اللكمات القويه...فقام هو بقلب الأمر واصبح هو المسيطر...وبدأ يسدد لها اللكمات بكل مكان تطوله يده...وهى تحاول صده وحين شعرت أنه سيتمكن من حبس جسدها وحينها سيقضى عليها...


حركت خصرها أقصى اليمين ورفعت خصرها للأعلى بقوة...فأجبرت جسده على التقدم للامام وهذا سمح لقدمها بالتحرك بحريه....فقامت برفع كلا قدميها وجعلتهما تلتف حول عنقه لتبعده عنها....وقامت بسحب قدمها للخلف بقوة وهى ترفع يدها لتلكم معدته التى تواجه وجهها....


بينما هو يحاول إبعاد قدميها عن عنقه بيده...إلا أنها لم تفلته فرفع إحدى يديه ليلكم معدتها...فأدركت هذا فقامت بجذبه بقوة أكبر للخلف...فصرخ متألما وهو يلعنها....


فقامت بإبعاده عن جسدها وهى تنظر له وتتنفس بقوة...وهو لم يكن مختلفاً عنها واستقام ينظر إليها بإعجاب...قائلاً فى نفسه"كيف لجندى ان يكون بكل هذه الإحترافيه" 


وكاد يتقدم نحوها إلا أن صوت أحدهم اوقفهم.... وجعل الصمت يخيم على المكان بعدما كان التشجيع الحماسى يملأه....تقدم رجل ليس بالصغير ولا الكبير يدل مظهره على الوقار الشديد والهيبه قائلاً:واللعنه صمويل ألم أخبرك أن تكف عن افتعال المشاجرات... الأن أنت وهو...وأشار ل ليلى...ستأتون معى للملك حتى يرى ما يقوم به قائد جيشه أثناء أداء عملك... 


وتحرك متجهاً للخيمه التى كان مارف يقف أمامها منذ قليل...أغمضت ليلى عينيها بإستياء وهى تضم يدها وتضرب رأسها بقوة...وهى تسب نفسها على تسرعها...ولكنه واللعنه كاد يقتل الرجل وهى أقسمت أن تساعد كل من يحتاج مساعده....وها هى تفى بعهدها لذاتها وفى المقابل جعلت حياتها على المحك...


وخلال سيرها نحو خيمة الملك...رأت مارف ينظر لها بعيون متسعه وهو لا يعلم ما الذى يجب عليه فعله...

إلا انه تقدم مسرعاً نحوها وهو يقول بخوف ولهفه... خاصه أن وجهها صار مليئ بالكدمات والرجل الذى يجاورها لم يكن أقل منها...



بينما دلف الرجل الغاضب لخيمة الملك...ثم لم تمضى سوى لحظات حتى دعى ليلى وصمويل لخيمة الملك...ابتلعت ليلى ما بجوفها وهى تحاول التسلح بالهدوء والثبات...ونظرت بأسف ل مارف ودلفت خلف المدعو صمويل....ولم تحاول ليلى أن ترفع نظراتها إلي الجالسين....


فهى تحاول ترتيب أفكارها ولكن بالوقت الذى قال فيه الملك بسأم:ما الذى قمت بإفتعاله هذه المرة صمويل؟!...


عندها رفعت هى نظراتها إليه...ويالتها لم تفعل فقد كانت نظراته مثبته عليها بالفعل...وهذا جعل أنفاسها تتوقف وهى تراه ينظر لها بقوة أصابت قلبها برجفه جعلتها تدرك انها لن تخرج من هنا كما دخلت...



يتبع...