رواية كما يحلو لي الفصل 58 بتول طه 2
رواية كما يحلو لي - النسخة القديمة
حصريًا على مدونة رواية وحكاية
رواية وقصه جديدة تنشر حصريًا من قصص و روايات
الكاتبة بتول طه
وهي النسخة القديمة لـ رواية كما يحلو لي غير النسخة الجديدة المعدلة
تابع قراءة الفصل الثامن والخمسون
قاطعها وحاول التماسك والتحدث بهدوء كي لا يفقد سيطرته ويقوم بفعل شيء
سيندم عليه لاحقًا فتنهدت لتخبره:
-
سأقص عليك ما حدث ولك الاختيار بالنهاية!
أخذت تخبره بكل ما حدث وبتهديد يمنى لها وما فعلته معها وأنها قد أتت هنا
حتى تخرب خطتها تماماً وأخبرته ما خطتها بشأن هذا وما أرادت أن تفعله حتى تنفى أي خُطة
ليُمنى!
لم يعجب عمر الأمر ولكنه تنازل من أجلها ووافق على أن يظهر معها بالبرنامج،
كان يستطيع أن يهدد يمنى بالكثير وأن يتبع معها طريقة صعبة وسيذيقها وابل تلك السنوات
التي تألم بها بسببها هي ولكن لأول مرة يشعر وكأنه ليس عليه أن يسلك هذا الطريق.
-
عدنا مع السيدة روان والمفاجأة حضور زوجها السيد عمر الجندي، أهلاً
وسهلاً بك
-
أهلاً بكِ...
أجابها باحترام وعملية غير موافق على كل ما يحدث حوله بينما أكملت
هذه المحاورة حديثها:
-
اسمح لي أن أتوجه بالسؤال أولاً للسيدة روان، كيف هي الحياة الزوجية
بالنسبة لسيدة أعمال وكيف تنظمين بين العمل والزواج؟
أجابت سؤالها بثقة وتلقائية:
-
الحياة الزوجية بالنسبة لسيدة أعمال هي مثلها مثل أي الحياة الزوجية لأي
سيدة أخرى
تريثت لبرهة وابتسمت لها ثم أكملت:
-
أنا ببداية حياتي الزوجية واجهت صعوبات وأشياء لم أستطع حلها بالطبع
ولكن كله يعتمد على ترتيب الأولويات من فترة للأخرى ومدى إرادة الشريكين على أن ينجحا
سوياً... أيضاً عدم الأنانية والتفاني بالزواج مثل العمل تماماً
-
وماذا عن الحب؟! أليس له دوراً بقاموس حياتك؟
سألتها بغتة لتتريث روان ثم ابتسمت وتلمست يد عمر بحبٍّ حقيقي داخلها
ولكن أمام الجميع بدا كلباقة منها وأجابتها بثقة مبتسمة:
-
هذا أهم شيء
نظرت له مبتسمة ليقابلها بابتسامة ولم يكترث أن الجميع سيراه، لقد ود أن
يحصل على هذه الابتسامة منذ الكثير من الوقت وشرد بها تمامًا إلى أن أتى صوت هذه المذيعة
التي ود أن ينهض ليقتلها على انتشالهما من هذه اللحظة:
-
وماذا عن الصعوبات، كيف تواجهينها؟
انتبهت لها لتنظف حلقها ثم أجابتها:
-
مناقشات ومحاولات اتفاق بالطبع، كما ذكرت لك إذا كان الطرفان متحابين
ولديهما الإرادة والإصرار على إنجاح الزواج سيتغلبان على أية صعوبات، كما أنه لا ضرر
من التوجه والبحث عن المساعدات من ذوي الخبرة المختصين أو من العائلة كالوالدين
والأخوة!
-
كيف هي علاقتك بعائلة السيد عمر؟ هل أنت قريبة منهم؟
لم يعجبه استرسالها بتلك الأسئلة الشخصية ولكنه تحمل واستمع لإجابتها:
-
أنا أحبهم جميعاً... حتى عندما أجتمع معهم أشعر وكأنني ولدت بينهم
-
ومن هم ذوو الخبرة الذين قصدتهم بكلامك
واشرتِ إليهم؟
شعر بالاستفزاز الشديد ولكنه حاول التماسك:
-
مستشارين
الزواج بالطبع، لدي إحدى صديقات والدتي تعمل كطبيبة، أحياناً أتوجه لها
بالسؤال، لأنني أريد أن أنجح زواجنا، مثل أن تريدي أن تنجحي بالعمل فتبدئين بالحصول
على تدريب مثلاً حتى يؤهلك لاكتساب مهارة ما... بالطبع المثل والمقارنة مختلفة ولكن
ما أقصده هو الشغف تجاه إنجاح شيء
-
وماذا تظن سيد عمر في رأيك؟
حدث ما كان يتجنبه، الإجابة على هذه الأسئلة السخيفة، ولكنه سيفعلها
بمنتهى الاقتضاب:
-
أتفق معها تماماً
قرأت بملامحه كمْ كان مُقتضبًا بإجابته ولكنها قامت بالضغط عليه
بالحوار:
-
عذراً سيدي من هذا السؤال وأتمنى لكما السعادة دائماً، ولكن لماذا تأخرت
بقرار الزواج كثيراً على الرغم من شهرتك ونجاحك
بسن صغير أيضاً؟
حمحم عاقدًا حاجبيه ورد على سؤالها بجدية:
-
لا أرجح الزواج التقليدي، بالرغم من أنني شخص جاد وعملي تماماً ولكن كنت أبحث عن تلك المرأة
التي أحبها فور أن تقع عليها عيني وهي الآن بجانبي...
نظر لروان مبتسماً ثم نظرا مجدداً للمذيعة واستكملا اللقاء الذي ود أن
يُنهيه بأقرب فُرصة ممكنة وترك البقية إليها هي لتُنهي هذا الحوار برُمته!!
❈-❈-❈
-
أيتها العا هرة الحقيرة افتحي الباب...
صرخت يمنى وأخذت تهشم كل شيء تقع عيناها عليه بمكتب روان ولكن لم تفعل
علا بناء على تعليمات روان لها وهاتفتها وأخبرتها بكل ما يحدث حتى تستطيع التصرف فهي
لا تدري ما الذي عليه فعله معها...
-
أقسم أنني سأقوم بتحرير محضر باختطافي... افتحي الباب ودعيني أغادر!
❈-❈-❈
توجها سوياً ليعودا لشركتها ولكن صمم عمر أن يقود السيارة ويتبعهما الحراس
في سيارات أخرى...
على الرغم من مدى جدية الاثنين ولكنهما شعرا بالتقارب كثيراً أثناء
تسجيل البرنامج، ساد بينهما الهدوء نوعاً ما وظلا يختلسان النظرات لبعضهما البعض في
صمت حتى قررت روان أن تكسر هذا الصمت ولكن حاولت ألا تبدو غاضبة:
-
أنا لست غاضبة ولكن... كيف علمت أنني ذهبت لتسجيل الحلقة؟
سألته لينظر لها ثم أهدأ من سرعته وصف سيارته ثم أطفأ المحرك والتفت
لها ليُجيبها وهو يحاول انتقاء الكلمات:
-
أنظرِي روان... أنا لست أراقبك أو أمنعك ولكن...
تنهد وخلل شعره ثم أكمل:
-
أنتِ أهم ما بحياتي الآن، أنا لدي الكثير من الأعداء بسبب طبيعة عملي،
كل من خسر قضية أمامي يود الانتقام، علي فقط أن أحميكِ بكل ما أوتيت من قوة
تريث ثم لامس يدها لتنظر لملامحه ونظراته التي تبدو عليها الصدق بينما
واصل هو:
-
أنا أعرف أنني كنت غاضباً عندما قابلتك منذ قليل... ولكنني أقسم أنني
أحاول، لذلك قلت لك أن تعطني سببًا
تريث لتصدق خوفه من حتى أن يظن بها أمرًا خاطئا وتابع بنبرة خافتة:
-
لو حدث لكِ مكروهاً سأجن... سأفقد عقلي وسأدمر من كان السبب بهذا، لا
أستطيع أن تـ...
-
أنا حقاً أقدر كل هذا عمر ...
وضعت سبابتها فوق شـ ــفتيه لتوقفه عن الحديث ثم تابعت كلماتها:
-
صدقني لم أجد غير هذا الحل أمامي، أنا لم أفعل شيئا خاطئا ولا أنت أيضاً
بذهابنا للدكتورة مريم، وليس لدينا ما نخفيه، وأقسم أنا فقط أود أن نكون بخير، أن نكون
سعداء دائماً وحتى يمن...
-
أتقصدين أنكِ غفرتِ لي ما حدث، روان؟
قاطعها متسائلاً بلهفة لتدمع عيناها فلامس أسفل ذقنها بعد أن شردت
بنظراتها بعيداً وناشدها متوسلًا:
-
فقط، أخبريني، أتفعلين هذا من أجلي؟ لي أنا فقط أم بسبب ابنتنا؟ هل
سامحتني حقاً؟
ترقب إجابتها بلهفة وعينيه ينهمر منها الانكسار والاشتياق لها على حد سواء
لترطب شفتيها ونظرت له باحثة بملامحه عن بعض القوة التي تلزمها للتحدث بهذا الأمر وهمست
له:
-
أتعلم... كدت أن أفقدها، وكان حملي غير مستقر بعد خروجي من المشفى،
ولكن على الرغم من كل شيء لم أستطع أن أبتعد عمر... أنا أحبك، أحبك أنت، بكل ما أنت
عليه، أتظن أنه تلك الشهور كانت سهلة؟ أتظن أنني لم أتألم لابتعادك عني؟ لقد كان أسوأ
من ألم تلك الليلة التي...
لم تستطع أن تستكمل لتتساقط دموعها فقبلها عمر من جبينها وأوقفها
عن المتابعة ليتكلم هو بنبرة صادقة:
-
أنا آسف... لو فقط يريحك أن تقتليني فافعليها ولكن أرجوك لا تبكي، لا
أستطيع أن أرى دموعك دون أن أبغض وأحتقر نفسي... أقسم أنني نادم على كل شيء فعلته،
كل تفكير وتصرف خاطئ مني... اغفري لي روان أرجوكِ!!
رمقته بتردد ثم زفرت بعمقٍ لتقول:
-
أولًا لا تقول مثل تلك الكلمات السخيفة فأنا لن أقوم بقتلك... ثانيًا أقسم
لك سأكسر قدميك لو فعلتها مجددًا وسأجعلك تتذوق مدى المعاناة بداخل هذا الجبس الخانق،
ثالثًا، ستكون والدًا عمر وأنا سأكون والدة... لن يُمكننا أن نكون مثل السابق أبدًا...
ولم يعد هناك بيننا سوى هذه المحاولة وإلا سيتدمر هذا الزواج بأكمله!
رمقته بجدية شديدة منتظرة منه إجابة أو رَدًّا فتسائل باندهاش:
-
أهذه هرمونات الحمل التي يتحدث عنها الجميع؟
لكمته بصدره غاضبة ثم تمتمت:
-
ربما كان علي أن انفصل عنك!
عقدت ذراعيها واعتدلت بكرسيها ثم حدثته بلهجة آمرة:
-
هيا تحرك لأخرجها بأكملها على تلك الأفعى بمكتبي... وإن لم تداوم على
علاجك وتغييرك سأخلعك!
-
أحب شراستك صغيرتي
تمتم لها بابتسامة وهو يتفقدها بإعجاب ثم أضاف:
-
ولكن فلتعلمي... سأدعك تتدخلين هذه المرة فقط... لن أسمح بالتصرف في كل
أمر كما يحلو لكِ
التفتت له وهي تستمع لتلك النبرة المُحذرة منه ثم رفعت أحد حاجبيها
بتحد:
-
ولماذا نتصرف كما يحلو لك أنت؟
هز كتفيه وأجابها بتلقائية:
-
لأنني أفعل ما يحلو لي... وأنت زوجتي... تلك العنيدة التي أحبها ولن أستطيع
أن أعرضها لأية مخاطر حتى ولو كان شيئاً تافها من وجهة نظرك، سأحميك بالطريقة التي
أراها مناسبة... ولن نتناقش بهذا!!
انزعجت ملامحها بجدية ثم غمغمت:
-
وغد متسلط!!
-
أتسبينني؟!!
سألها مُعقبًا بجدية لتنظر له بدهشة:
-
نعم أفعل، ماذا الآن؟ ستعاقبني؟ حسناً... هل نسيت ما كنت تفعله بالأيام
الماضية من علاج ومداومة على جلساتك واشتقت لكل تلك الترهات؟ أقسم عمر لو بالغت بشيء
سأحـ ...
-
احذري!!
قاطعها محذرًا ثم تابع:
-
لا تبالغي حتى لا أو...
-
هشش!! هيا لتلك لأفعى وسنتجادل فيما بعد!!
قاطعته ليتمتم متنهدًا بالنهاية:
-
من الواضح أن هرمونات الحمل أيضاً بها هرمونات سيطرة!! لن أنجب غير هذه
الطفلة بحياتي
أدار المحرك لينطلقا سوياً لشركتها ولم يشعر أي منهما بحسم أمرهما بعد،
فلا تزال هي لا تقبل تحكمه ولا يزال هو يُريد فرض سيطرته بأي طريقة ممكنة فيما
بينهما!...
-
أقسم سأفضحك روان إن لم تفتحي هذا الباب... سأدعي أنك اختطفتنني...
سأبلغ عنك... افتحوا هذه اللعنة
ظلت تقرع الباب بجنون صارخة بعد أن دمرت كل ما استطاعت أن تدمره بمكتب
روان وسمعتها عندما أتت فاعترت ابتسامة الانتصار شفتي روان وفتحت باب المكتب ليقف خلفها
عمر وكادت يمنى أن تصفعها ولكن يد عمر قابلتها بعنف:
-
واضح أنك لم تضيعي وقت...
أخبرتها روان بعد أن نظرت لمكتبها المدمر وتوجهت للتلفاز واختارت القناة
وتفقدت الوقت فعرفت أن البرنامج على وشك أن يذاع.
توجهت بعدها ليمنى التي تصنعت البكاء ونظرت بمقلتين متوسلتين لعمر الذي
لم يكترث لوجودها من الأساس لتتساءل روان بعجرفة واستفزاز:
-
أخبريني كيف تودين أن تفضحيني إذن؟ ما فكرتك العظيمة الذكية التي
ستفضحينني بها؟
فقدت يمنى كل الكلمات التي ودت أن تخبرها بها، فهي لو نطقت الآن سيعرف
عمر الكثير وهي لا تود أن تظهر أمامه بذلك المظهر وسيضيع كل ما خططت له:
-
قلت لك لا أريد شيئاً إلا أن تسامحيني لما فعلت... لم أقصد أن آتي وأعكر
زواجكما ولكن لما احتجزتنني رغماً عني وتـ ...
كست ملامح روان الدهشة بينما ابتسم عمر بسخرية وقاطعها:
-
أيتها الكاذبة... إذا فقط حاولت أن تزعجيها مرة أخرى سأقتلع قلبك من جـ
ــسدك بيدي!
أتت جملته الأخيرة بجدية وهدوء استعاده للحظة من ذلك الرجل المهيمن
بداخله لتتدخل روان قائلة:
-
أتظنين أن كذبتك ستنطلي علينا وسيصدقها عمر... حسناً لدي تسجيلات كاميرات
المراقبة بمكتبي وببعض التعديلات أستطيع جعلها وكأنك تهدديني بمقر عملي وبعدها
تتهجمين علي وسيكون دليلاً معترفاً به أمام الجهات القضائية...
ابتسمت مرة أخرى بانتصار ثم أردفت:
-
آه بالحق كدت أن أنسى... شاهدي ذلك البرنامج الذي سيذاع الآن... ستجدين
ما يسرك، بينما أنا وعمر لدينا الكثير لنفعله...
همست بنبرة استفزازية وتوقفت بجانب عمر وتمسكت بيده التي شعر بها وكأنها
ترتجف ولكن لم يظهر ذلك على ملامحها ثم حدثتها بتشفي ولهجة آمرة:
-
أمامك ساعة بحد أقصى حتى تغادرين قبل أن أرفع عليكِ دعوى باقتحام
شركتي وتدمير ممتلكاتي، وحاولي وأن تقتربي مني أو من زوجي مرة أخرى ووقتها سأدعك تعلمين
ما هو الندم وكيف ستعيشين به طوال حياتك!
جذبت عمر بخفة ليمشي معها فتبعها في صمت، كان لديه الكثير ليقوله وود أن
يهشم رأس يمنى بيده ولكنه لم يرد أن يتدخل كما وعد روان... سيدع هذه المرة لها
فقط...
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة بتول من رواية كما يحلو لي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية