-->

رواية نعيمي وجحيمها - أمل نصر- الفصل الثامن والستون2

رواية نعيمي وجحيمها 
بقلم الكاتبة أمل نصر

رواية نعيمي وجحيمها 

الفصل الثامن والستون2

للرجوع للصفحة السابقة



-أنا لحبيبي وحبيبي إلي

يا عصفورة بيضا، لا بقى تسألي

لا يعتب حدا ولا يزعل حدا

أنا لحبيبي وحبيبي إلي


وحبيبي إلي


أنا لحبيبي وحبيبي إلي

يا عصفورة بيضا، لا بقى تسألي

لا يعتب حدا ولا يزعل حدا

أنا لحبيبي وحبيبي إلي


على نغمات الاغنية الخالدة للرائعة فيروز كانا يرددان كلماتها خلف المذياع في السيارة التي كان يقودها طارق بيد والأيد الأخرى ممسكة بيدها، ينقل أنظاره من الطريق وإليها، وهي جالسة بجواره في الكرسي الأمامي، مستندة برأسها للخلف، وشفتيها تتمتم بالأبيات مستلذة طعم الكلمات بفمها وسحر الالحان على أسماعها:


-حبيبي ندهني قالي الشتا راح

رجعت اليمامة، زهر التفاح، حبيبي

حبيبي ندهني قالي الشتا راح (حبيبي)

رجعت اليمامة، زهر التفاح

وأنا على بابي الندي والصباح

بعيونك ربيعي نور وحلي


أنا لحبيبي وحبيبي إلي


لا يعتب حدا ولا يزعل حدا

أنا لحبيبي وحبيبي إلي


-حبايبي جوز العصافير، خلو بالكم والنبي من الطريق، مش عايزين نعمل حادثة، وخلو المشاعر الفياضة دي لبعدين.... مع نفسكم

هتفت بها لينا والتي كانت جالسة في الكنبة الخلفية، زفر طارق ليتمتم ببعض الكلمات الحانقة منها، لتغمض كاميليا عينيها بيأس مع ابتسامة مستترة، لتوقعها الحديث القادم، والذي بدأه خطيبها:

هو انتي مبتزهقيش يا لينا؟ كام مرة انبهك يا زفتة واقولك، خلي عندك دم يا بني اَدمة وبطلي تقطعي علينا كدة قفش، بتطيري المود الجميل مني، الله يخرب بيتك.

ضحكت كاميليا، وجاء رد الأخرى بكل بساطة:

-أديك قولت بنفسك، بتطيري المود، افرض بقى في الحالة اللي انت عايشها دي وبتبص للسنيورة بتاعتك برومانسية، يدخل فينا سواق غشيم مثلًا بعربيته، هتفيدك بإيه الحالة ساعتها؟

ردد طارق على الفور بقلة حيلة:

-اعوذ بالله، يا ساتر منك ومن لسانك يا شيخة، اعمل فيكي إيه بس؟ أعمل فيكي إيه؟

كاميليا والتي أجفلها الرد تطلعت لانعكاس صورة الأخرى في المراَة، وهي جالسة بتحفز، فالتفت إليها برأسها تسألها بذهول:

-أنا اللي عايزة اعرفه بس، انتي ازاي بتقدري تعمليها دي؟ في الشغل بتبقي الموظفة الكيوت، وكل اللي كل على لسانك في التعامل معانا، حاضر يا فندم، تؤمر بحاجة يا فندم، برا الشغل بقى، تقعدي كدة زي ما انا شايفاكي دلوقتي، العجوز الشمطاء.

-العجوز الشمطاء!

رددتها لينا باستنكار، ثم تابعت:

-انتي قولتيها بنفسك، في الشغل! يعني لازم اعمل كنترول واعرف اسيطر على مشاعري، لكن برا الشغل، أعبر بقى براحتي. 

هتف لها طارق معقبًا:

-عبري يا ختى على كيفك واجلطيني، سيبك منها يا كاميليا البت دي، مفيش فايدة منها .

لوت ثغرها لينا ترمقه بفيروزتيها مكشرة بوجهها، ف التفت عنها كاميليا تقول بيأس مبتسمة:

-مش معقولة، بجد مصيبة


❈-❈-❈ 


أنا شاكرة قوي جميلك معايا يا رفقي..... طبعًا كل اللي طلبته اتحط في حسابك، حتى اسأل السكرتير بتاعك...... طبعًا أكيد إنت تستاهل، دا كفاية انك خرجتني من القضايا اللي عليا من غير ما تظهر في الصورة، واَخيرًا كمان الولد دا اللي دافعت عنه، بشكرك تاني انك مصرحتش بإسمي قدامه، ولا قدام أي حد...... انا عاملاه مساعدة مش أكتر، يعني يعتبر عمل خيري، عشان إنسان مظلوم اتلفقتلوا قضايا ظلم من واحد ظالم عشان يخرج والد مراته من السجن..... ربنا يجازيه بقى، المهم انا بجدد شكري قبل ما اقفل معاك .


أغلقت المكالمة لتلقي الهاتف على الاَريكة بجوارها، ثم التفت لهذا الرجل الذي كان واقفًا خلفها مع عدد من حراسها الشخصين، يطالعها بابتسامة لم تعجبها وأعين متسائلة، لا تخلو من وقاحة النظرات. 


رمقته بازدراء لتجلس واضعة قدمُ فوق الأخرى، وصرفت الرجال من جواره بإشارة من كف يدها ، قبل أن تتحرك شفتيها لتُخاطبه بتعالي:

-إنت بقى فهمي اللي كان جاسر الريان حاطك في مخه،

تبسم بزواية فمه فظهر جزء من أسنانه المصبوغة بالصدأ، ليثير اشمئزازها وهي تسمع لأجابته:

-إنتي قولتي بنفسك يا هانم، هو اللي حاططني في دماغه، عشان كدة بقى لفقلي التهم الكتيرة دي وكان عايز يوديني في داهية منه لله.

أطلقت ضحكة عالية ساخرة لتُعقب على رده:

-إنت هتعملهم عليا يا صنارة؟ وليكونش صدقت الكلمتين اللي قولتهم للمحامي من شوية، انا عارفة السبب الأساسي لكره جاسر ليك....

توقفت لتردف بغمزة بطرف عينها:

-وهو طبعًا عشان عينك على مراته، اللي انت حاططها في دماغك من زمان ونفسك تتجوزها.

تسمر بوقفته مذهولًا من علم هذه المرأة الغريبة بهذه الأشياء التي لا يعلمها سوى عدد قليل في محيطه، مسح بسبابته وإبهامه على طرف فكه ليُخاطبها بشك:

-واضح كدة إن حضرتك عارفة الحكاية من أولها، وبكدة بقى انا اقدر افهم من دماغي، إن وقفتك معايا بالمحامي الأبهة يدافع عني ويخرجني، فدا عشان غرض في دماغك؟

أومأت برأسها تجيبه كموافقة بابتسامتها، فتابع استنتاج عقله الخبيث:

-والغرض اللي في دماغك ده مش شريف،

هذه المرة ردت بإعجاب:

-تعجبني دماغك.

أكمل يذهلها بسؤاله:

-إنت عايزة تضربي جاسر الريان بيا؟

التمعت عينيها ببريق غريب، ف ردت بوجه جامد بعد أن وصل للنقطة التي تبتغيها منذ البداية:

-واضح ان دماغك حلوة وبينك كدة مش هتخليني اندم على أي مليم دفعتولك.

اشتدت ملامحه هو الاَخر واحتدت عينيه ليفاجأها بصفع رقبــ ته بكف يده وهو يردد لها:

-على رقبــ تي جميلك ده، انا معرفش اللي بينك وبين جاسر الريان، بس مدام مصلحتنا واحدة ضده، ف انا تحت أمرك في كل اللي تطلبيه، ومدام ظاهر كدة ان دماغك الماظ بعد الترتيبات اللي عملتيها معايا بعد خروجي من السجن، ف انا بسلمك اهو الراية، عشان تخططي وانا انفذ.

قال الأخيرة وهو يشير بكف يده على صدره ليختم بقوله:

-أنا من إيدك دي لإيدك دي يا ست الكل. 

تبسمت بانتشاء وقد أسعدها هذا التناغم السريع بينها وبين هذا الفهمي، فتفوهت اَخيرًا وهي تُشير بيدها على إحدى المقاعد أمامها:

-حلو أوي، تعالي بقى اقعد هنا عشان افهمك بالظبط انا مخططة لإيه!


❈-❈-❈ 


توقف بسيارته أمام البناية بعد أن أوصل لينا لمنزلها، همت للترجل هي الأخرى فجذبها من مرفقها يوقفها فجأة:

-استني هنا رايحة فين؟

نزعت ذراعها لتنهره بحزم زائف:

-إوعي كدة متقربليش ولا تلمسني خالص

-ليه يا حبيبتي بتتكهربي؟

قالها فجأة، فحاولت هي بصعوبة السيطرة على ضحكاتها، لتردف بلهجة راجية:

-يا عم كفاية بقى هزار وخليني انزل، قعدتنا في العربية كدة وحشة، ولا منظرنا قدام الجيران.

عبس بوجهه ليومئ لها برأسهِ بتفهم، في محاولة للتصرف بجدية، ولكنه وفور ان همت بالتحرك، لاحقها بعرضه:

-طب هو انا ينفع انزل معاكي اسلم على والدك؟

تبسمت له قائلة بترحيب:

-أكيد طبعًا يا طارق، البيت مفتوحلك في أي وقت .

انتابه الحماس ليترجل سريعًا قبلها، ولكنه استدرك وفترت حماسته، ليتراجع عما انتواه، استقامت بجسدها فور خروجها من السيارة، لتسأله:

-وقفت ليه مش ناوي تنزل؟

اجابها بحرج:

-لا خلاص بقى، ٠خليها وقت تاني.

-ليه يا طارق؟ مش قولت نازل؟

سألته با ستغراب، ورد يجيبها بانفعال:

-يا بنتي اليوم كله معاكي في الشغل، منظري هيبقى إيه قدام والدك، لما اهل عليكم من غير مناسبة.

- يا طارق متبقاش حساس كدة.

قالتها في محاولة لأقناعه، فهتف عليها بحزم:

-إمشي يا كاميليا الله لا يسيئك، أمشي بلا حساس بلا نيلة .

أطاعته بابتسامة مستترة لتذعن وتذهب على الفور نحو وجهتها لمدخل البناية، ليتمتم خلفها:

-وربنا بقى يصبرني المدة اللي فاضلة دي ع الفرح، يارب


ولجت لداخل الشقة لتجد ميدو في استقبالها يضحك بغمازتيه لتُقبله باشتياق مرددة:

-عامل ايه القمر بغمزاتك؟ عامل إيه يا ولا؟

رد ميدو بمرح:

-الحمد لله يا ست كاميليا، عمو طارق بقى عامل إيه؟

دنت لتجيبه وهو تقبله مرة أخرى:

-عمو طارق كويس وبيوصلك البوسة دي.

استقامت لتسأله:

-المهم بقى، والدك ولا وخواتك فين؟

اجابها وهو يتناول دفاتره من حقيبة المدرسة:

-بابا خرج وقالي انه رايح لواحد صاحبه، وخواتك، كل واحد في اوضته، وانا بقى خارج عشان درس السنتر، سلام .

رددت خلفه ضاحكة.

-سلام .

تابعته حتى خرج من الشقة، ف استدارت للذهاب نحو غرفتها، ولكنها فضلت الذهاب إلى شقيقتها اولًا، لتطمئن عليها، فهذه الفترة أصبحت بالكاد تراها بينهم في المنزل، ولا تعلم إن كان السر بانشغالها هي بالعمل واتصالات طارق الدائمة لها، أم هو استغراق الأخرى في استذكار دروسها في الجامعة.

همت للطرق على باب الغرفة ولكنها وجدته مفتوح قليلًا بمواربة، وشقيقتها تظهر لها جالسة على طرف التخت، تتحدث في الهاتف بصوت بالكاد يسمع مع أحدهم، استنتجت من عقلها أنها مكالمة من إحدى صديقاتها، فهمت بفعل بشئ لم تفعله منذ مدة طويلة، لتدفع بيدها الباب فجأة بغرض تخويفها:

-تتتتتا.

أجفلت رباب من فعلتها شاهقة برعب حتى سقط الهاتف من على أذنها، فضحكت كاميليا مرددة:

-خضيتك صح؟

توقفت لتزيد الضحكات بصوتها العالي مقهقه بهستيرية على رؤية شقيقتها ولون وجهها المخطوف، مما اثار غيظ الأخرى، لتتناول من على الأرض الهاتف سريعًا وتغلق بعنف المكالمة ثم صرخت بها:

- ما كفاية بقى ضحك، في إيه؟

توقفت كاميليا على اللهجة الحادة التي تخاطبها به شقيقتها وهذا العبوس والغضب الشديد على وجهها، فقال باعتذار:

-اسفة يا رباب لو مقلبي زعلك، بس دي مش اول مرة احنا نعمل كدة في بعض.

ردت بحدة غير مبالية:

-اه بس احنا بقالنا فترة طويلة بطلنا المقالب من فترة طويلة، تقريبًا من ساعة ما كبرت انا وعقلت. 

ردت غير مستوعبة الكلمات:

-يعني انتي كبرتي وعقلتي، واختك العبيطة مش عارفة انها كبرت؟

سمعت رباب لتُشيح بوجهها للناحية الأخرى، تزفر بغيظ، فخاطبتها كاميليا برقة، رغم ما تشعر من تغير  بشقيقتها:

-انا يا رباب كنت جاية اطمن عليكي، عشان بقالي مدة مبشوفكيش معانا في قعدتنا مع بابا، انتي دايمًا حابسة نفسك الأوضة....

-عشان بذاكر، ولا انتو مش عارفين اني في اَخر سنة في الجامعة؟

اومأت لها كاميليا قائلة:

-ربنا يقويكي يا حبيبتي. 

لهجتها الرقيقة معها جعلت ربنا تخفف من لهجتها لتردف لها ببعض اللطف:

- ع العموم انا اَسفة لو زعقت فيكي، بس انا اتخضيت بصراحة. 

تبسمت كاميليا تقول لها:

-يا حبيبيتي وانا مش زعلانة، المهم بقى كنتي بتكلمي مين؟

اردفت الأخيرة وهي تجلس بجوارها على التخت، فردت شقيقتها، تجيبها ببرائة:

-أكيد كنت بكلم واحدة صاحبتي ، امال هيكون مين يعني؟


❈-❈-❈ 


أمام المراَء الصغيرة والمعلقة على الحائط توقفت تلقي بنظرة اَخيرة على زينة وجهها وشكل الحجاب على الفستان الجديد، بعد أن أخبرها بقرب مجيئه ودخول البناية التي بها شقة والديها، مصمصت خلفها إحسان تقول بتهكم:

-واقفة على رجلك قدام المراية تتزوقي وتتسبسبي في انتظار البار نديلوا، واللي مجاش في الدنيا من حلاوته ولا جماله.

سمعت غادة والتفت ترد ببرود وابتسامة كادت ان تجلب لوالدتها الجلطة:

-طب ما هو فعلًا مجاش في الدنيا واحد في حلاوته ولاجماله، ده مش برنس الحتة وبس، لااا دا برنس قلبي من جوا، قاعد كدة ومستربع، ربنا يخلهولي يارب. 

-ربنا ياخدك.

هتفت بها إحسان بغل وهي تستدير عنها وتغادر من أمامها، بعد أن افحمتها ابنتها بردها المستفز كالعادة منذ أن ارتبطت بهذا الملعون الذي سحبها من محيطها وكأنه يشكلها كما يريد، لتُصبح فتاة أخرى لا تعلمها، وليست ابنتها التي أنجبتها وتربت على يديها. 

و عند غادة، والتي شعرت براحة لنجاحها هذه المرة بصرف والدتها عنها سريعًا قبل أن يأتي إمام ويستمع لحديثها وكلماتها السيئة في ظهره، وهي لا ينقصها، يكفيها المعاملة الجافة في حضوره، لتجعل شعور بالقلق يكتنفها في كل جلسة له معهما، مع الخوف الشديد أن يمٌل ويتركها من أفعال والدتها المقصودة، بعد أن وجدت أمانها اخيرًا معه.


صدح صوت الجرس فخطت سريعًا لتستقبله بلهفة ظهرت على إشراقة وجهها بهذه الابتسامة التي زينته بفرحتها وكأنها طفلة صغيرة، لتنعاد عليه ببهجة غمرت قلبه ناحيتها ف يتفوه فمه بدون تفكير:

-اللهم صلي ع النبي، وكأن القمر هو اللي فتح في وشي طاقة الهنا يا خواتي.

ضحكت بمرح لتقول له:

-طب استني ادخل الأول وبعدها غازل براحتك، ولا هتفضل واقف كدة على باب الشقة، ادخل ياعم ماتلمش علينا الجيران. 

قالتها لتفسح له الطريق، فدلف معها ليفاجأ بوقوف إحسان بتجهمها المعتاد، وحاجبها الرفيع مرفوعًا بشر، غمغم بصوت خفيض:

-اعوذ بالله، هي الخلقة دي ما بتتعدلش أبدًا؟

لكزته غادة بمرفقها ترمقه بنظرة خاطفة محذرة، ف استدرك هو سريعًا بذكائه يهلل بتصنع:

-حماتي ازيك يا ست الكل يا قمر.

اومأت تجيب التحية على مضض، فتجاهل ليكمل:

-عاملة إيه يا غالية؟ دا امي موصياني ابعتلك السلام مخصوص. 

بنظرة كاشفة ردت بعدم تصديق.

-فعلًا!... طب ابقى سلملي عليها وقولها إن إحسان قوية، قوية قوي.

لم يغفل عن مغزى كلماتها، ومع ذلك تابع مدعي عدم الفهم رافعًا أمام عينيها أكياس الفاكهة:

-ربنا يديكي الصحة يارب، خدي كدة شوفي جايبلك إيه، اتنين كليو جوافة يستاهلوا بقك، وعليهم اتنين موز منقط،  عشان يسهل الدنيا معاكي لو حصلك إمساك من أكل الجوافة، خدي يا غادة.

هتف بالاخيرة نحو خطيبته متعمدًا ليلتف برأسه عن  إحسان التي تصلبت بأعين يتطاير منها الشرر وهي تراه يعطي ابنتها من اليد الأخرى، علبة كبيرة مغلفة، وهو يقول لها:

-وانتي بقى يا قمر، جايبلك الجاتوه اللي بتحبيه وتشكيلة تانية لأحلى الحلويات اللي يستاهلوا جمالك.

اطبقت عليهم غادة بفرحة تهديه ابتسامة ممتنة بسعادة قائلة:

- تسلملي يا حبيبي، ربنا ما يحرمني منك ولا من أي ماجيبك... ادخل بقى، ولا انت هتفضل واقف كدة في المدخل؟

هم ليتحرك ولكنه توقف فجأة يسألها بجدية:

-طب من البداية كدة أبوكي قاعد ولا لأ، عشان لو مش موجود يبقى اخدها كدة من قاصرها وامشي، مش عايز اتفاجأ زي المرة اللي فاتت واعرف في نص القعدة انه مش موجود،  انا راجل اعرف الأصول والعيبة.

ردت غادة وهي تجذبه من ساعده ليسير معها:

-لا يا سيدي اطمن هو موجود، بس نايم وانا حالا هروح اصحيه.

استسلم أمام لسحبها، يغمغم داخله:

-الحمد لله، اينعم هو قعدته زي قلته، بس ع الأقل مقيد في الشهادة راجل .

إحسان والتي تابعت ذهابهم بغيظ يأكلها، تمتمت من تحت أسنانها، هي جايبلها الجاتوه والحلويات،  وانا الجوافة والموز المنقط عشان يسهلي،  دا انت اللي هتنقطني يا بعيد ببرودك ده.


يتبع...