رواية نعيمي وجحيمها - أمل نصر- الفصل الثامن والستون
رواية نعيمي وجحيمها
بقلم الكاتبة أمل نصر
❈-❈-❈
رواية نعيمي وجحيمها
الثامن والستون
خرج من السجن؟ ازاي يعني؟
هتف بالسؤال نحو محدثه في الهاتف بعدم تصديق، ليظلم وجهه بعد ذلك وهو يستمع إلى التفاصيل تباعًا، ثم يهدر بالرجل غاضبًا:
-إزاي يعني عرف ينفد من كذا قضية؟ دا كفاية قضية محروس والتهمة لابساه لابساه؟ لا وكمان رفقي نحاس هو اللي يدافع عنه، ودا عرف يجيب أجره منين أساسًا؟
صمت قليلًا يستمع لقول الرجل عبر الأثير، ثم هتف موبخًا:
-كان لازم تقولي في ساعتها وانا اشوف الموضوع ده تم ازاي؟ وعشان اللحق اتصرف وقتها وان شالله حتى أغير كل فريق المحامين بتوعي.... تمام يا سيدي اقفل بقى من عندك.
أغلق مع الرجل ثم نهض عن مكتبه، نحو الشرفة الزحاجية في حائط المكتبة، ينظر منها لخارج المبنى، علٌه يهدئ هذا النيران التي تسري بداخله، أن يفقد حيلته مع فرد مجرم كهذا، قام بأذيته وأذية أقرب قطعة من قلبه، بل كان هاجس لها من قبل التعرف عليه وبعد أن تزوجته أيضًا، تنهد من عمق صدره يمسح بأنامله على طرف ذقنه بتفكير متعمق، فلابد من إيجاد الطريقة الأمثل لإعادة هذا المجرم إلى محبسه، حتى ينال عقابه المستحق، ولا بد في البداية أن يجده.
التفت رأسه على طرق خفيف على باب الغرفة قبل ان يلج منه خالد بعد أن أرسل له منذ دقائق:
-صباح الخير.
تفوه بالتحية وهو يتقدم بعملية حتى جلس على الكرسي المقابل للمكتب، يضع عدد من الملفات التي كانت بين يديه على سطحه وهو يردف بالقول متحمسًا:
-أنا جيبتلك كل أوراق المناقصة اللي قولت عليها وكمان كلمت البنك عشان الصفقة الجديدة والتفقت معاهم على.....
-بس بس يا خالد.
هتف بها جاسر قبل أن يخطو هو الاَخر ويجلس محله خلف المكتب، طالعه خالد باستفهام حتى وجده يخاطبه بصوته الأجش:
-سيبك من كل أخبار الشغل دلوقتي، أنا عايزك في حاجة تانية خاصة متتحملش التأجيل.
ردد خالد خلفه سائلًا بدهشة:
-حاجة ايه دي اللي متتحملش التأجيل؟
طالعه جاسر بنظرة غامضة قبل أن يسأله:
-إنت كنت عارف إن فهمي صنارة أخد براءة من كل القضايا اللي عليه، ومخدتش حكم غير في قضية زهرة وكمان مخفف.
-إيه؟
هتف بها خالد متفاجًأ، قبل أن يُكمل:
-لا طبعًا معرفش وهعرف ازاي؟ انا مش متابع القضية، دا غير إني كمان كنت مشغول أوي الفترة اللي فاتت، بالفرح وتجهيزه، دا غير شهر العسل وشغلي معاك بعدها، بس هو ازاي يعني براءة؟ دا انا اعرف ان الولد شاهد على نفسه وعلى صنارة، دا غير البلاوي اللي طلعوها من شقته والناس كلها في الحتة شافت بعنيها .
زفر جاسر يطرق بكف يده على سطح المكتب بعنف يقول بغيظ:
-وانا كمان كنت مشغول عن المتابعة مع المحامين، خصوصًا في الأيام الأخيرة من حمل زهرة، وبعد الولادة وحفلة السبوع دي اللي أصرت عليها والدتي، والمحامي اللي مكلفه بالقضية بيقولي انه خرج بلعبة من رفقي نحاس.
قطب خالد سائلًا باستفسار:
-رفقي نحاس مين؟..... إنتي قصدك على المحامي المشهور ولا انا سمعت غلط؟
-لا مسمعتش غلط يا خالد، هو نفسه المحامي الكبير بتاع القضايا المشهورة، لكن اللي هيجنني، هو الحيوان ده عرف يجيب أجره منين؟ ولا هو الواد ده بيشتغل على كبير يعني ولا أيه بس؟
تغضن وجه خالد بالغضب يردد:
-بصراحة معرفش، انا معرفش تجارته دي واصلة لفين، عندنا في الحتة نعرف من زمان إن مشيه مش مظبوط وانه بيتاجر في البرشام، مفيش اكتر من كدة، بس انا برجح إنه يمكن يكون مسنود من حد كبير .
أكمل على قوله جاسر:
-وأكيد الكبير ده واحد وســ خ زيه، من تجار الصنف... بس على مين؟ أنا مش هسيبه غير لما اطلع عليه القديم والجديد، ولازم اخليه يتعاقب على كل البلاوي اللي عملها.
أومأ له خالد برأسه يقول بحماس:
-وانا من جهتي هروح اطل على بيتنا القديم، واشوفه رجع نشاطه في الحتة ولا لأ.
❈-❈-❈
ومن داخل النادي المشهور، هتفت ميري فور أن وصلت لتجلس وتنضم مع صديقتها تحت المظلة الشمسية على الطاولة المخصوصة لهم:
-شوفتي قلة الأصل يا ميرفت، حتى خالتي، خالتي اللي كانت بتعزني زي بنتها اللي مجبتهاش، تعمل فيا انا كدة؟
ناظرتها ميرفت باستفهام جعل الأخرى تتناول الهاتف لتأتي بالصورة المقصودة وترفعها أمامها ففهمت على الفور، لتقول لها مدعية الإشفاق:
-ما هو دا المتوقع يا ميري، ولا انتي تفتكري يعني إنها هتحبك أكتر من ابنها ودلوقتي مراته كمان، بعد ما جابت لهم الطفل اللي بيتمنوه من زمان، مشكلتك انك طيبة قوي يا ميري، ومعرفتيش تحققي نص اللي عملتوه البنت دي في الشهور القليلة من جوازها بابنهم.
قالت الاَخيرة، بخبث قاصدة به قهر المذكورة والتي هتف بتصديق:
-ويعني كنت هحققه ازاي يعني؟ وصاحبنا ده مكنش مديني فرصة حتى اقرب منه؟
-عشان ظالم وبيكيل بمكيالين.
قالتها ميرفت لتزيد من غضب الأخرى، وهي تحدق بصورة عامر الذي كان يضحك بملئ فمه وامرأته لمياء لا تقل عنه سعادة في صورة عائلية مع جاسر وزوجته والدي الطفل بمناسبة حفل الأسبوع الذي أقيم للمولود، بحنكة شديدة كانت تشاهد بقناع الا مبالاة، لتخفي حقدها الدفين مما تراه، وتعوض ما ينقصها بالكلمات الشامتة في ألأخرى، مستغلة غباءها:
-بقت بني أدمة تانية، بعد ما نضفها جاسر الريان بجوازه منها، وعلمتها لميا الزوق الراقي في اللبس كمان، مكنتش اتخيل أنها تنساكي وتتقبلها بالسرعة دي؟ دا إيه دا يا شيخة، طب تفتكر اختها اللي وصيتها عليكي قبل ما تموت.
تنهدت ميري بأعين ترقرقت بها الدموع، وقد نجحت ميرفت بكيدها:
-محدش بيفتكر دلوقتي يا فيفي، دي مصدقت اني اتورطت في جوازي من مارو عشان تخلص مني، ومن وصية ماما، انا لا يمكن اسامحها ع اللي بتعمله، ولا يمكن هحن لها أبدًا.
تبسمت ميرفت داخلها بانتشاء، مستمعتة بهذه الحالة التي أصبحت عليها ميريهان، فقالت بمحبة زائفة:
-عندك حق طبعَا يا حبيبتي، بس انتي ليه تشيلي ولا تقهري في نفسك، ما تحملي انتي كمان، وجيبي بيبي يفرح والدك ويورث الفلوس الكبيرة لوالد جوزك تاجر الســ لاح الشهير..
-ياي.
تفوهت بها ميريهان بقرف، لتردف باشمئزاز:
-يعني انا اكون عايز اخلص من العيلة البيئة واتطلق من ابنهم، وانتي عايزاني اخلف منهم، مكنتش اعرف انك بتحبيني اوي كدة ميرفت.
قالت الأخيرة بتهكم، اثار ضحك الأخرى لتقول لها:
-لدرجادي انتي مخنوقة من مارو؟ أمال كان عاجبك ازاي بس قبل الجواز؟
زفرت بقوة ميريهان قبل أن تجيبها:
-لحد دلوقتي مش قادرة تفهميني يا فيفي، يا حبيبتي قبل الجواز كان وقتنا محدود، نضحك، نرقص، نقضي وقت جميل، لكن بعد الجواز بقى ولما شوفت عيلته، مش عايزة اقولك ع الإنشكاح إللي بحس بيه، لما يجي عندنا حد من عيلته، او نروحلهم احنا، واشوف بقى تصرفاتهم البيئة والمتخلفة...
توقف لتكمل بنبرة باكية:
-انا مقهورة قوي يا ميرفت، من ساعة ما شوفت صور البنت دي اللي خدت مكاني في عيلة الريان، لأ وكمان تبتت رجلها وبقت وكأنها فرد منهم، وانا.... ابقى مرات واحد والده بيبع ســ لاح.
❈-❈-❈
أنهت إطعام ابنها وخرجت من غرفتها الجديدة في الطابق الأرضي تحمله على يديها، حيث الجلسة التي ضمت جدتها رقية وزوجة ابنها نوال ومعهما لمياء وعامر الذي كان جالسًا بالقرب يباشر إحدى أعماله على حاسبه، وهو يرتشف من فنجان قهوته، والذي ما أن رأى زهرة انتفض تارك كل شئ على صوت رقية التي هتفت على حفيدتها معترضة:
-خرجتي ليه يابت بالواد؟ مش خايفة لتبردي؟
-وفيها إيه بس يا سيتي؟ الجو هنا دافي أساسًا.
قالتها بحرج قبل أن يتناول منها عامر الطفل يضيف هو الاَخر:
-لا وكمان شايلاه بنفسك، مش تندهيني طيب عشان اساعدك، دا إيه التسيب ده؟ حبيب جدو .
قال الأخيرة مهللًا بمرح نحو الطفل، اعتلى وجه زهرة ابتسامة مشرقة لفرحة الرجل، وخطت لتنضم إلى مجموعة النساء لتُجفلها لمياء بندائها على زوجها:
-شيل الولد كويس يا عامر.
اومأ لها بمهادنة، لتردف له باعتراض:
-طب انا عايزة افهم، هتشغل ع اللاَب وانت شايل الولد ازاي بس؟.
رد عامر يعدل من وضع الطفل على حجره، بعد ان عاد لجلسته أمام الحاسوب:
-ملكيش دعوة، انا هعرف اخد بالي منه.
حدجته بغيظ ثم تمتمت بتحذير:
-طب خلي بالك بقى ليميل منك كدة ولا كدة.
أومأ برأسه مرة أخرى مكشرًا بوجهه بطريقة فكاهية اثارت الضحكات والإبتسامات منهن، حتى هي لم تقوى على كبح ابتسامة مستترة، فخاطبتها نوال بتأثر:
-شكله فرحان أوي ب مجد الصغير، ربنا يحرسه ويبارك فيه.
تنهدت لمياء لتقول لها:
-الله يبارك فيكي يا حبيبتي انتي كمان ويقومك بالسلامة، أكيد رقية هتفرح بيه، بس معتقدتش انها هتبقى مجنونة أوي كدة بيه زي صاحبنا ده.
قارعتها رقية بعفويتها:
-دا على أساس ان انتي اللي عاقلة أوي؟ اشحال إن ما كنتي بيتخانقي معاه يوماتي على شيلة العيل .
ردت لمياء تكبح ابتسامتها:
-يعني بتعيبي علينا يا رقية، طيب لما نشوف احنا العقل بتاعك ده مع الطفل اللي جاي.
شهقت رقية قائلة:
-ليه يا حبيبتي؟ لهو انتي فاكراني هسمح لحد تاني يشيله معايا عشان اديلوا فرصة إنه يتخانق اساسًا كمان؟
صدحت ضحكاتهن جميعًا على قول رقية لتردد لمياء خلفها:
-طب والله جدعة، ياريت اقدر اعملها مع عامر عشان اريح مخي بقى.
هتف عليها المذكور من محله وهو يقبل الطفل على وجنته:
-دا بعينك.
قالها وزادت ضحكاتهن حتى خرجت إليهن سمية من المطبخ الكبير وخلفها ابنتها فتمتمت بمودة:
-ربنا يدوم عليكم الضحك يارب
قالتها ثم انضمت إليهن مع ابنتها لتردف:
-احنا حطينا الحاجة كلها في التلاجة وانا فهمت البت الطباخة جوا ازي تسخنهم.
عقبت لمياء بعدم استيعاب:
-طب والله انا ما فاهمة، إيه لزوم التعب بتاعكم ده؟ ما الخير الكتير يا جماعة، فرقت إيه يعني الفرخة اللي بنشتريها احنا من الفرخة اللي بتجيبوها انتم؟
ردت رقية بزهو:
-فرقت يا غالية إن انا اللي مربياهم، فراخ بلدي، عشان يرموا العضم، مش الحاجات البراني دي اللي بتتربى في المزارع، وما حد عارف هما بيعلفوها إيه؟.
توسعت عيناها لمياء بدهشة فتدخلت زهرة تقول بلطف:
-قصدها يا حماتي، إن دي عوايد نشأت عليها ومينفعش تتخلي عنها.
أومأت لها لمياء بتفهم، فقالت نوال لرقية:
-طب اعملي حسابك عليا أنا كمان وجهزي للحدث التاريخي من دلوقتي، انا ناوية أقعد عندك بعد ما اخلف عشان اَكل من فراخك اللي بتعمليها بالسمنة البلدي يا رقية.
-طبعًا يا بت دا لازم، لهو انتي فاكرة امك هتعرف تهتم بيكي اللي تأكلك الاكل اللي هيتخنك قدي، أكيد لا.
قالتها رقية بثقة وتفكه أضحكت الجميع وزادت من شعور الإعجاب لدى لمياء، التي اصبحت تندمج بالحديث الطريف معهن، حتى عاد جاسر من عمله مصطحبًا خالد معه، والذي هتف متفكهًا فور وصوله:
-يا هلا يا هلا، طب مش تقولوا يا جدعان إن المدام عندكم، يعني العيلة كلها هنا.
قالها واقترب ليرحب ممازحًا بزوجته ليتخذ مقعده بعد ذلك بجوار زهرة ووالدته، أما جاسر والذي قَبل رأس امرأته لتهديه ابتسامة رائعة منها، قبل أن يذهب نحو ابنه الذي يحمله والده على حجره، ليُقبله أيضًا ويداعبه فور أن وصل إليه، قبل أن يخاطب والده باستياء:
-تاني برضوا يا والدي شايل الولد، هو احنا جايبين المربية دي وظيفها إيه بالظبط؟
رد عامر بحزم:
-وهو شيل الولد شغلانة يا ولد انت، دا احب ما على قلبي جدو ده.
تبسم جاسر بابتهاج يغمر قلبه رغم التعب الذي كان باديًا على وجهه ف لفت انتباه زوجته إليه، وأبيه أيضًا فور أن توقف عن تقببل الطفل، فسأله بقلق:
- مالك يا جاسر؟ هو انت تعبان؟
سأله باندهاش:
- ليه بتقول كدة يا والدي؟
قال عامر بفراسة:
-عشان شكلك المتغير يا حبيبي، ولا انت مش واخد بالك من نفسك، دا انا بعرفك من ملامحك المشدودة ولا حواجبك دي اللي بتتعقد أكتر ما هي متعقدة.
تبسم جاسر لطرافة الحديث مع والده، ونفى برأسهِ ليقول مطنئنًا:
- لا ماتقلقش نفسك انت يا باشا، دي شوية مشاكل بس في الشغل نتيجة الغياب في الكام يوم اللي فاتوا.
- ياراجل.
قالها عامر بعدم تصديق ليردف قائلًا:
-ع العموم تمام، ربنا يبعد عنك المشاكل والتعب يا سيدي.
أممم خلفه جاسر وارتفعت عيناه إلى الجهة الأخرى نحو زوجته بنظراتها المتسائلة، ليومئ لها بابتسامة جعلها تبدوا طبيعية حتى يطمئنها هي الأخرى، قبل أن يتجه بأنظاره نحو صفية والتي كانت منشغلة بالحديث الدائر بين خالد ومزاحه مع زوجته ووالدته، فتوقف قليلًا بتفكير قبل أن يهتف عليها بإسمها:
-صفية.
التفت إليه مجفلة ليفاجأها بقوله:
-ممكن معلش تيجي ورايا المكتب عشان عايزك دقيقتين.
قالها واستدار على الفور ذاهبًا، ليجعلها تغمغم مستغربة نحو زهرة:
-هو عايزني في إيه؟
مطت شفتيها زهرة واهتز كتفيها بعدم معرفة، فتدخل خالد والذي بدا أنه فهم مقصد جاسر ليقول لها:
-ما تروحي تشوفي عايز إيه؟ هو هياكلك، حركي رجلك يا بت اخلصي.
على صيحته الأخيرة، أذعنت صفية لتلحق بجاسر سريعًا.
وبداخل الغرفة الواسعة والمزودة بمكتبة ضخمة لمجموعة متنوعة من الكتب العربية والمترجمة، طرقت بخفة على بابها ثم تقدمت بعد ان سمح لها بالدخول:
-ادخلي يا صفية، إنتي لسة هتستأذني.
ولجت إليه بخطوات مترددة وحرج، عيناها ذهبت على الفور نحو المكتب الذي وجدته فارغ، وجاءها الصوت من خلفها:
-أنا هنا ياصفية، تعالي.
وجدته على الاَريكة الجانبية فتقدمت حتى جلست بحرج على الكرسي المقابل له، فبادرها على الفور قائلًا:
-صفية بلاش توتر وكسوف عشان عايزاك في حاجة مهمة، وياريت الكلام يبقى سر دلوقتي ولما تخرجي من عندي تخترعي أي حاجة غير اللي هقوله.
أومأت رأسها بتوتر تقول له:
-تمام حاضر، بس هو فيه أيه يعني انا بدأت اخاف.
تنهد جاسر يحاول السيطرة على أنفعاله حتى لا يخيف الفتاة، ثم خاطبها بحرص:
-كنت عايز أسألك يا صفية، هو انتي لسة بتروحي بيتكم القديم او الحتة نفسها؟
ردت بلهفة:
-ايوة طبعًا، مش كل صحابي اللي اتربيت معاهم هناك .
-تمااام.
تفوه بها بتفهم، ثم تابع بسؤاله الاَخر:
-طب انا كنت عايز أسألك عن الراجل اللي اسمه فهمي صنارة، تعرفي بقى إن كان رجع لنشاطه الإجرامي ولا بيع الب.....
-استنى يا عم جاسر .
قالتها صفية مقاطعة له لتتبع بسؤالها:
-انت مين قالك ان فهمي صنارة خرج من السجن؟
-ليه هو انتي متعرفيش انه خرج من السجن من اكتر من اسبوع؟
قالها جاسر باستغرابٍ ازداد بعد ذلك مع قولها:
-لا طبعًا معرفش،لأني كل يوم بروح الحتة ومع ذلك ولا مرة شوفته فيها، دا غير ان صحباتي نفسهم، مفيش واحدة فيهم قالتلي خرج.
ذهل جاسر من إجابتها الغريبة، ف افتر فاهه يناظرها صامتًا لعدة لحظات، ثم تمتم بفمه:
-يا سلام .