-->

قراءة رواية جديدة نعيمي وجحيمها أمل نصر - الفصل 70 الجزء 2

 رواية نعيمي وجحيمها
بقلم الكاتبة أمل نصر



قراءة رواية نعيمي وجحيمها
من قصص وروايات أمل نصر



الفصل السبعون2

للعودة للصفحة السابقة

بعد قليل 

خرج المدعو مصيلحي حتى يلتقي برعد الذي كان ينتظره، خلف سور المنزل الخارجي، حتى أذا وصل إليه هتف بمزاح خشن:

- انا جيت اهو يا خويا، بتتصل عشان اخرجلك، عايز إيه يالا؟....

لم يكمل جملته حتى تفاجأ بذراع ضخمة التفت حول عنقه، وقبل أن يحاول المقاومة، وجد مجموعة من الرجال التفت حوله، وجاسر الريان يصوب السلاح بوجهه يقول بتهديد:

-هسألك وتجاوب على طول، يا إما هدفنك وانت حي مكانك دلوقتي، وملكش عندي دية.

تطلع الرجل نحوه بجزع وقد فقد حتى حق المقاومة، او ادعائها أمام هذه القوة الغاشمة التي التفت حوله.


❈-❈-❈ 


تتأمله بوله لتُشبع عيناها من براءته، كل همسة منه تلتقطها بشغف، لا تصدق انها سوف تحظى اَخيرًا بحياة كريمة في بلاد غريبة تعيش بها بحرية ورفاهية ومعها طفل سيكون بإسمها، وسيكون طفلها، تتعامل معه بأمومة حرمت منها، يناديها يا أمي، وليس بعزيزة المربية التي تتساوى مع الخدم، لقد وافقت على هذه المهمة رغم خطورتها من أجل هذا الهدف أولا، ثم يأتي بعد ذلك المال الذي سوف يضمن لها حياة كريمة كالسيدات التي عملت عندهن، بعد أن ملت من الخدمة في بيوت الأغراب، حتى تصبح نهايتها عجوزًا في دار مسنين، او تموت وحدها بمنزلها ولا يشعر بها احد. تنهدت بقوة لتقبل غمازة الدقن لهذا الوسيم وهي تذكرها بغمازة جون ترافولتا الممثل الهوليودي الشهير، هللت بسعادة بأن طفلها سوف يكون له مستقبل ممتاز مع الفتيات.

رفعت رأسها فجأه عن مراقبته على صوت خطوات كعب حذاء أنثوي، وشئ ثقيل يجر على الأرض، لتفاجأ بهذه المرأة وهي ترتدي طقم ملابس الخروج وتسحب بيدها حقيبة السفر العملاقة بأناقة ليست غريبة عن أمثالها.

احتدت عيناها من المفاجأة الغير متوقعة، فهتفت لتوقفها وهي تضع مجد على اَريكة القريبة منها، قبل أن تنهي ميرفت طريقها للخروج:

-رايحة فين يا ست هانم؟

استدارت إليها لتناظرها من فوق نظارتها قبل ان تجيبها بتعالي:

-أفندم، وانتي بقى هتسأليني، إن كنت رايحة فين؟ ولا جاية منين؟

تقدمت منها المرأة تصيح بغضب:

-طبعًا ليا حق اسألك لما الاقيكي مغيرة اتفاقنا، وواخدة شنطة السفر عشان تمشي لوحدك وتسبيني، هو انتي مش قولتي ان ميعادنا على ٧ بالليل؟

-تأففت ميرفت تجيبها بامتعاض:

- اه قولت على ٧ بالليل، بس دا على ميعادك انتي، انا بقى هسافر واسبقك، فيها ايه دي؟ ولا انتي عيلة صغيرة مثلا وعايزيني اجرك في إيدي؟

- لا مش عيلة صغيرة.

هتفت بها لتتابع وهي تشير بيدها نحو مجد:

- بس انا معايا العيل الصغير اللي عايزه اخرج بيه، وانتي قولتي انك هتساعديني في دي، عشان طبعًا مش هقدر اخرج بيه لوحدي. 

خطفت نظرة نحو الطفل قبل ان تعود ميرفت للمرأة قائلة بنزق:

-وانتي بقى صدقتي؟ هو انتي عبيطة ولا متخلفة؟ فاكرة الخروج بطفل من البلد ومش ابنك كمان، كدة حاجة سهلة، ولا صدقتي اني ممكن اساعدك صح في مصيبة زي؟ لا وكمان عايزاني اخدك في إيدي عشان اروح في داهية معاكي؟

صرخت عزيزة مع شعورها بتحطم الحلم، واستهزاء هذه الملعونة بها:

- ولما هو مش حاجة سهلة وعدتيني ليه وخلتيني اخون الناس اللي شغالة معاهم؟ بعد ما فرشتي الأرض حرير قدامي.

ابتسامة ساخرة اعتلت وجه ميرفت، لتردف للمرأة بعدم اكتراث:

-انا اديتك فلوس على انك تأدي مهمة، انتي شطحتي في الأحلام دا مع نفسك، انما بقى ف القانون لا يحمي المغفلين يا قلبي.

على الاَخيرة لم تحتمل المرأة وهجمت نحوها مرددة بغل، تريد الانتقام منها:

- مغفلة، انا مغفلة يا ولية يا غلاوية، دا انا هشرب من دمك .

صرخت ميرفت على حارسها وهي تدافع بحقيبتها  الغالية تضرب بها على كفي المرأة وهي تبتعد برأسها وجسدها عنها بقرف:

-أبعدي عني يا مجنونة إنتي، يا مصيلحي، إنت يا مصيلحي، أتى رجل اخر غير المذكور على أثر صيحتها لينزع كفي عزيزة عنها التي كانت تقاوم بشراسة، بل ويرفعها ليُكبل حركتها بعد أن فصل بمسافة كافية عن المرأتين، لتهدر ميرفت على الرجل:

-أمال الزفت مصيلحي غار فين؟

أجابها الرجل:

-مصيلحي خرج من شوية يا هانم على اتصال تليفوني، بس معرفش راح فين. 

-غار في داهية.

غمغمت بها قبل أن تتابع اَمرة للرجل:

- خد المجنونة واتخلص منها على اقرب مقلب زبالة .

- مقلب زباله يا ولية يا ظالمة ربنا ينتقم منك.

صرخت بها عزيزة بصوتها العالي، لتناظرها الأخرى بنظرة مشمئزة قبل أن تعود للرجل الذي يسيطر بصعوبة على حركة المرأة لتقول:

-اتخلص منها هي والولد ده.......


قطعت مع سماعها لهذه الأصوات الغريبة والجلبة في الخارج، همت لتخرج وترا بنفسها قبل ان تصعق بعد ذلك بدلوف جاسر الريان بصحبة خالد وطارق أيضًا، وحارسها المدعو مصيلحي مكبل الذراعين ارتمى على الأرض من قبل إمام، وامتلأ المنزل برجال جاسر بعد ان سيطروا على من في الخارج من رجالها. 


برقت عيني ميرفت بهلع في البداية قبل أن تتمالك لتهتف هادرة تدعي الحزم:

-إيه البجاحة وقلة الزوق دي؟ انتو ازاي تدخلوا بيوت الناس كدة هجم ومن غير استئذان، هي حصلت البلطجة كمان يا جاسر يا ريان؟

طالعها المذكور بأعين نارية، يقف أمامها متخصرًا، قبل ان يلتفت نحو المدعوة عزيزة على أثر صيحة زوجته:

-الزفتة اللي أخدت ابني أهي....

قالتها وهي تركض نحوها تريد الفتك بها وفور أن وصلت إليها أمسكتها من تلابيب بلوزتها لتسحبها من الرجل:

-وديتي ابني فين يا حيوانة؟ انا هقتلك النهاردة لو ما نطقتي.

طأطأت عزيزة رأسها بخزي فور أن تقابلت عينها بعيني زهرة، والتي انتبهت على صيحة خلفها:

- الولد اهو يا زهرة؟

هتفت بها كاميليا والتي انتبهت على رؤية الصغير في الجانب الاخر لتركض اليه وتبعتها زهرة صارخة لتسبقها وتناولت تضمه بقوة، لتسقط على الأرض تبكي بحرقة.

جاسر والذي اتى سريعًا هو الاَخر احتضن الأم وطفله، ليحاول تهدئتها هي وتقبيل مجد برزانة يتصنعها بصعوبة، للسيطرة على مشاعره العنيفة في هذه اللحظة تدعوه لسحق الاثنان على صدره. 

ربت على كتفه خالد وطارق بفرحة، قبل ان يستقيما لهذه الأفعى التي تتصنع القوة رغم وقوعها في شرك ما فعلته، ف اقترب طارق يقول بكره:

- دا انتي السواد والغل، حرقك من جوا، مش ملا قلبك وبس. 

.ارتفع حاجبها لتحدجه بنظرة مستنكرة ببجاحة، ولكنها انتفضت فجأة على رؤية شبح جاسر الذي كان يقترب بخطوات بطيئة زادت من الرعب الذي تخفيه بداخلها،  حتى إذا اقترب منها، وبدون سابق إنذار رفع كفه ليلطمها على وجنتها بقوة جعلت رأسها تهتز حتى كادت أن تقع أرضًا، لولا أنها تماسكت بإصرار لتصرخ به:

- إنت اتجننت يا جاسر الريان، وديني لاوديك في داهية. 

- وانتي لسة شوفتي حاجة؟

قالها بنبرة مخيفة وأعين حمراء تشتعل من الجحيم، هم لتكرار ما فعله ف ارتدت هي للخلف بفزع من تكرار الألم، لف خالد ذراعه حوله ليمنعه عنها بقوله:

- امسك نفسك يا جاسر، ما تقلش قيمتك مع واحدة متستهلش زي دي؟

صاحت ميرفت بغل من ألم المهانة مع الألم الموجع بفكها من لطمة جاسر القوية عليه:

- هدفعك تمن القلم دا غالي اوي يا جاسر يا ريان، مش انا اللي اسكت عن الإهانة دي.

احتدت عيناه وحاول فك ذراع خالد ينتوي تأديبها، فهذه المرأة تستحق منه ابشع الإنتقام ولكن اوقفه مجي رجال الشرطة التي اقتحمت في دقيقة ليمتلأ المنزل زيادة على أعداده، التفت ميرفت نحو الضابط تصرخ بدفاعية وقحة:

- سيادة الظابط، تعالى شوف جاسر الريان بالبلطجية اللي معاه عملوا ايه معايا ومع حراسي، انا عايزة اقدم فيهم محضر حالا دلوقتي. 

رد الظابط بابتسامة ساخرًا:

- تعملي في مين حضرتك؟ دا الباشا هو اللي قدم البلاغ فيكي انك خطفتي ابنه مع المربية اللي اسمها عزيزة، ولا انتي مش واخدة بالك ان احنا جاين نظبطك متلبسة بالجريمة؟ 

سمعت منه لتصيح على الفور بسرعة بديهة ليست غريبة عنها:

-وانا مالي بقى، دي واحدة جات تشتغل عندي بطفل، قالت انه ابنها، انا هعرف منين انها حرامية أطفال..

صاحت بدورها المدعوة عزيزة بعدم استيعاب، 

- انا اللي حرامية؟!

توقفت تخطف نظرة متحسرة على الطفل الذي تضمه زهرة بقوة، لتعود لميرفت متابعة بانهيار:

-يعني انتي مش مكفيكي انك ضيعتيني من كله؟ كمان عايزة تلبسيهاني لوحدي؟!

هتف بها ميرفت ترد بعنف:

- اخرسي يا حيوانة، انا اعرفك منين اساسًا، انتي اكيد حد زاقك عليا، انا لازم اتصل بالمحامي بتاعي يشوف المهزلة دي.

رد ظابط الشرطة بنزق:

- حضرتك اتفضلي معانا دلوقتي،  وبعدين اتصلي واعملي اللي انتي عوزاه.خلصونا يالا.

صاح بالاَخيرة نحو رجاله، لتضطر ميرفت للأنصياع للأمر جبرًا، وخلفها عزيزة التي علمت من تلاعب هذه المرأة وانكارها الفاضح لما حدث، انها سوف تستطيع بنفوذها الخروج من القضية لتلبسها هي وحدها، لتتعفن في السجن حتى تموت، فمن هي لتجاري افعى كهذه في عقلها، على خاطرها لم تدري عزيز بنفسها وهي تتناول السكين الصغير من طبق الفواكة الذي كان موضوعًا على الطاولة التي تمر بجانبها، وبحركة سريعة غافلت رجال الشرطة لتغرزه في رقبتها من الخلف، بدون ذرة من الندم، سقطت ميرفت على الأرض مغرقة في دمائها، والتف رجال الشرطة يكبلون المرأة ليُسيطروا على حركتها، وهي مستسلمة أمام النظرات المذهولة من الجميع، تطالع احتضار الأخرى وهي تتلوى من الألم، متشفية بها وهي لا تستطيع حتى إخراج صوتها، والظابط يطلب لها سيارة الأسعاف، علّه يستطيع إنقاذها.


❈-❈-❈ 


على نهاية اليوم 

كان الجميع بقصر الريان ملتفين حول زهرة التي كانت تطعم صغيرها، بعد أن حممته بنفسها، وقد استوعبت اَخيرًا أنه بحضنها، يسألون عن تفاصيل ماحدث ويتسامرون بحديثهم حوله، فقالت كاميليا:

-بس اقولكم يا جماعة، انا لحد دلوقتي مش مصدقة اللي حصل، انا ولا كأني كنت في فيلم سينما يا جدعان.

ردت رقية:

-يختي نحمد ربنا انها جات على قد كدة، دا انا اعصابي لحد دلوقتي مش قادرة امسكها من ساعة ما عرفت باللي حصل، واللي غايظني وفرسني هي المسهوكة دي، كانت  معايا في نفس البيت وخبت عليا.

قالتها مشيرة بيدها نحو نوال التي ضحكت قبل ان تبرر موقفها:

- طب انا إيه ذنبي طيب؟ ما ابنك هو اللي حرج عليا اقول قدامك واقلقك، ما تقول حاجة يا عم انت.

صاحت بالاخيرة نحو زوجها الذي ابتسم لها بحب، قبل ان يرد على والدته:

-يا ست الكل، إذا كان عامر الريان نفسه خبينا عليه، احنا كان عندنا امل اننا نلاقي الطفل قبل ما الخبر ينتشر، وحمد لله ربنا جبر بخاطرنا .

تمتم الجميع بالحمد، ثم قالت صفية بفخر:

- بس انا فرحانة بيكي اوي يا أبلة زهرة، اصلك طلعتي شجاعة كدة وعرفتي تخلصي من المجرم دا اللي اسمه فهمي، ربنا ياخده هو كمان،  زي اللي اسمها ميرفت دي.

تبسمت لها زهرة صامتة، لتضيف سمية هي الأخرى:

-فعلا يا زهرة، انتي يا حبيبتي ربنا قواكي في الساعة الصعبة دي عشان ابنك، ربنا يا حبيبتي يخليهولك، وميحرمك منه ابدًا. 

تممت على قولها زهرة، قبل ان تجذبها رقية لتقبلها على رأسها،  تقول بزهو:.

- زهرة عمرها ما كانت جبانة، وانا طول عمري عارفة انها قوية، بس قوتها داخلي متطلعش غير وقت الشدة.

عقب على قولها طارق:

-عندك حق يا حجة، بس انا اعتقد ان الحكاية دي في كل البشر، بس طبعًا في اللي بيقدر يخرجها، وفي اللي بيسلم ويرضى بالجبن، ربنا ما يجعلنا منهم.

ردت زهرة تقول بامتنان:

-بس لو هنيجي للحق، انا من غير الجلسات وتعليمات الدكتورة، مظنش اني كنت هقدر اخرج القوة دي، او يمكن تكون هي اللي ساعدتني، والبركة في جاسر طبعًا، - ربنا ميحرمك منه.

صدرت من محروس الذي كان صامتًا منذ بدء الجلسة، وتابع يُذهل الجميع بقوله:

- انتي ربنا عوضك بجوزك عن يتم الام والأب كمان، ربنا يخليلك عيلتك الجديدة يا بنتي. 

قوله الصادق جعل حالة من التأثر تنتاب زهرة وباقي افراد اسرته؛ فيبدوا ان الرجل بدأ يتخلى عن أنانيه قليلًا، ليستجيب ويشارك لما يحدث معهم، وهذه بارقة أمل.

أجفلهم طارق بقوله المرح:

- طب يا جماعة، متخلوش الفرحة بمجد باشا،  تاخدكم وتنسوا حدث الموسم .

التفت الرؤس نحوه بتساؤل، دارت كاميليا بكفها على عينيها بحرج جعله يضحك بمشاكسة ليقول بابتهاج قلبه:

- معقول تكونو نسيتوا يا بشر، الخميس الجاي ميعاد فرحنا فيه إيه؟.

قالها وانطلقت كلمات التهاني والمباركات، نحوه ونحو كاميليا التي كانت تجيب باشراق وجهها بالسعادة رغم خجلها، ليسود جوًا من المرح محملا بالألفة والمودة، حتى همست رقية لزهرة سائلة باستغراب؟

-هو جوزك بيعمل دا كله إيه في المكتب مع غادة وخطيبها؟ دول اتأخروا قوي. 

مطت بشفتيها زهرة تجيبها:

-والله ما عارفة يا ستي، اصل انا لما سألته قالي انه هيقولي ع اللي في دماغه بعدين، واديني صابرة اما اشوف.


❈-❈-❈ 


-هو دا كل اللي حصل؟

سألها بأعين متفحصة بعد أن قصت عليها كل ما حدث مع ميرفت من بداية معرفتها بها، حتى إنقاذ إمام لها وتدخله لمنع استغلالها من قبل المذكورة وشقيقها 

ردت غادة والتي كانت لا تقوى على النظر في وجه جاسر:

- اقسم بالله العظيم دا كل اللي حصل، وانا عارفة اني استاهل الحرق بعد اللي حصل بسببي، بس انا متقبلة لأي عقاب منك يا جاسر باشا، دا حقك .

سمع منها وانتقل بأنظاره نحو إمام الجالس على الكرسي المقابل، فقال مخاطبًا له بلوم:

-طب أعاقبها هي، وانت اعمل معاك إيه بعد ما خبيت وانت راجلي؟

رد إمام بشجاعة اعتاد عليها:

- حضرتك وانا كمان مستعد لأي حاجة منك، بصراحة انا اتصرفت من دماغي وطفشت الزفت اللي اسمه ماهر برا البلد، عشان احمي غادة من ابتزازهم، وكنت فاكر انهم هيتهدوا عن الاذية، لكن اظاهر كنت غلطان.

ظل جاسر يحدق به صامتًا، فتابع إمام:

-انا عارف اني اتصرفت بأنانية لما خبيت عنك عشان مشوهش صورة الست اللي بحبها في نظرك، بس حضرتك غادة اتغيرت، واقل حاجة كانت واجبة عليا هو اني ادفن كل غلطها اللي فات، عشان نقدر نعيش مع بعض صفحة بيضا، دي كانت وجهة نظري، وانت حر يا باشا في قرارك. 

على كلماته الاَخيرة لم يقوي جاسر على كبح ابتسامته، فهذه كانت اول مرة يرى الوجه الاَخر لرجله حارس الأمن الضخم، وهو وجه المحب الحقيقي،  والذي يغفل عن الأخطاء ويغفر ويسامح ليحمي محبوبه، ويراعى ويحمي، فقال يجفلهم بقوله:

- هو انتو فرحكم إمتى؟


يتبع..




إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر من رواية نعيمي وجحيمها، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية






رواياتنا الحصرية كاملة