-->

قراءة رواية جديدة روضتني لأسماء المصري - الفصل 17

 قراءة رواية روضتني كاملة (الجزء الثالث من رواية أحببت طريدتي)

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية روضتني رواية جديدة قيد النشر
من قصص وروايات 
الكاتبة أسماء المصري



رواية روضتني (الجزء الثالث من رواية أحببت طريدتي)


الفصل السابع عشر


❈-❈-❈

قيمة الخبرة ليست عبر الرؤية الجيدة...

بل عبر الرؤية بحكمة.

ويليام أوسلر.

❈-❈-❈

ارتفع صخب رأسها بداخلها وهي تشعر باقتراب الخطر، ولكن ها هي ابنة عمها تعود لعنادها الذي تعرفه وتحفظه عن ظهر قلب، انتظرت اقترابها من باب السيارة؛ فوقفت أمامها بإصرار وهتفت بحدة:

-ياسمين.


وقبل أن تتفوه بأي كلمة نظرت لها  اﻷخرى بنظرات تحذيرية وهي تهمس لها:

-مش وقته.


نظرت خلفها لأخت زوجها والمربية التي ترافقها تدفع سيارة أطفال مزدوجه بها طفليها وقالت بجدية:

-هتركبي العربية التانيه مع بوسي يا چوچو ولا ايه؟


نظرت لها چنى بنظرات متضايقة وقالت رافضة:

-ﻷ أنا عايزه اتكلم معاكي.


تنهدت ياسمين وزفرت بفروغ صبر وهمهمت بضيق:

-مش هخلص أنا عارفه.


التفتت لحارسيها وقالت بنبرة آمرة:

-أركب يا زين أنت و أمجد في عربية المرافقة عشان البنات تركب معايا.


أومأ لها باحترام؛ فجلست چنى باﻷمام بجوار مقعد السائق، وجلست كل من ياسمين ونرمين بالخلف، وتحركت السيارة وتبعتها سيارة المربية والمرافقة من الحراسات، التفتت چنى ووجهت حديثها لنرمين بغضب:

-هتتكلمي انتي ولا اتكلم أنا؟


بللت ياسمين شفتيها وردت بسرعة:

-احنا مش لوحدنا ومعانا السواق، فأجلوا كلام لما نوصل.


صرخت بها چنى معترضة:

-لأ يا ياسمين مش هنأجل كلام، انتي عايزه تثبتي لنفسك ايه بالظبط فهميني؟


أدارت وجهها تنظر من النافذة غير عابئة بصراخها؛ فتضايقت اﻷخرى من تجاهلها وتحدثت بحدة:

-انتي موافقه على رأيها ده يا نرمين؟


ردت وهي تشعر بالضيق:

-لأ طبعا، بس هي طول عمرها عنديه وعِندها هو اللي على طول موديها في داهيه.


عادت ياسمين لتحذيرهما:

-طيب أنا آخر مره هقول لكم اننا مش لوحدنا.


صمتت نرمين وعقدت ساعديها أمام صدرها بغل، ولكن تهديدها لم يردع اﻷخرى التي صاحت مجدداً:

-أنا هقول لفارس وزي ما تيجي تيجي، ولو عايزه تقاطعيني انتي حره، بس أنا مش هداري عليكي في الجريمه اللي عايزه تعلميها في حق نفسك وحق بيتك وجوزك يا ياسمين.


تزامن حديثها وصولهم لباب الڤيلا؛ فترجل الجميع فسارعت ياسمين باللحاق بها تلك التي اندفعت بغضب للداخل وأوقفتها وسحبتها من ذراعها متوجهة للمكتب، وتبعتهما نرمين التي لا حول لها ولا قوة.


اغلقت الباب وراءها واستمعت لابنة عمها وهي تحذرهما بصوت غليظ:

-اقسم بالله لو واحده فيكم فتحت بوقها بكمله واحده أنا عمري ما هعرفها تاني، ومش ههدد بفضح أسراركم اللي أنا الوحيده اللي اعرفها؛ لاني اكيد مش هستخدم اسلوبكم ده.


صرت چنى على أسنانها واقتربت منها تنظر لها بحزن وسألتها بحيرة:

-انتي بتعملي كده ليه؟ مبتخلفيش وما صدقتي حملتي؟!


تبادلت حديثها مع نرمين التي أضافت:

-لو جرالك حاجه بيتك هيتدمر، لان اللي زي فارس ده بالرغم من قوته إلا إنه مستحيل يعرف يعيش من غيرك وكلنا عارفين هو بيحبك قد إيه.


عادت چنى تحاول إقناعها:

-وولادك مين اللي هياخد باله منهم لو لا قدر الله حصل حاجه؟


لتعقب نرمين:

-ده غير المشاكل اللي فارس شايلها على كتافه ومش ناقص نزودها عليه و....


قاطعتهما وكأنها وجدت ضالتها:

-ايووووه، المشاكل اللي فارس فيها ولسه هزودها عليه بحالة چاسمين، عايزين أروح اقوله كمان اني حامل وممكن يحصل مضاعفات واعمل حسابك إن في اجهاض ولا ولا...


ابتلعت ريقها وقالت بوهن ورجاء:

-وكل ده مش هغير حاجه، الخطر موجود كملت الحمل أو لأ، وأنا أملي في ربنا كبير ومش قادره أبداً آخد قرار بقتل حته مني.


دمعت عينيها وهي تضيف:

-حاولوا تفهموني يا بنات، تخيلي كده لو مامتك ولا مامتك اخدت قرار تجهضكم، مكانش هيكون في لا نرمين ولا چنى، انتو فاهمين بتطلبوا إيه مني؟


ترجتها نرمين وهي تشاطرها البكاء:

-يا سو عشان خاطري فكري كويس، أو أقولك حاجه ... إيه رأيك نروح لدكتور تاني ونشوف رأيه ايه؟


استحسنت چنى الفكره وأيدتها قائلة:

-الله ينور عليكي، حلوه الفكرة دي يا سو.. ولو قال تمام يبقى كملي على بركة الله.


ابتسمت بسخرية وتسائلت:

-هعملها إزاي وأنا ممنوع أخرج من غير علمه وبجيش حراسه.


ردت چنى فورا وقالت:

-اي واحده فينا تعمل نفسها عايزه تكشف عند دكتور تاني وتروحي معانا.


ابتلعت ريقها من جديد وهي تفكر؛ فهدرت بها نرمين:

-هي الفكره دي كمان محتاجه تفكير كل ده؟ ولا أنتي عايزه تنتحري ونسيبك كده من غير ما نحاول نرجعك عن الفكره؟


زفرت بفروغ صبر وهتفت:

-خلاااص، يا ساتر عليكم وعلى رزالتكم، خلاص خلينا نحجز عند اي دكتوره تانيه غير دي وتكون بعيده تماما عن عيلة الفهد .. المهم دلوقتي عايزه طريقه أعرف أقول بيها لفارس على حالة چاسمين؛ لانه قالي اطمنه أول ما أخرج من المستشفى وبصراحه مش قادره اشيله هم تعبها كمان.


ربتت نرمين على ظهرها تؤازرها وتقول:

-استني لما يرجع أفضل؛ عشان تتكلمي معاه براحه بدل ما يتخض.


وقبل أن تنهي حوارها كان رنين هاتف ياسمين يصدح عالياً فزمت شفتيها وهي ترد:

-حبيبي.


تحدث بعصبية وهو يسألها:

-مش قولتلك تكلميني أول ما تتطمني على الولاد؟


ابتلعت بتوتر ونظرت أمامها للفتاتان تطلب الدعم ولكنه صاح يوبخها:

-يعني أعرف أنك وصلتي البيت من الحرس! ولحد دلوقتي ولا مكالمه تطمنيني بيها على صحتهم.


تنهدت وردت فورا:

-اطمن، الولاد كويسين و....


صاح بحدة أخافتها:

-كويسين ازاي والدكتوره دينا بتقول إن چاسمين محتاجه نقل دم؟


تعلقت عينيها بجفنيها وردت توضح:

-للأسف، بس مكنتش عايزه اشيلك الهم اكتر من اللي أنت فيه.


هدأ صوته وهو يعقب:

-مفيش حاجه أهم منك يا ياسمين، انتي والولاد أهم من أي مشاكل ممكن أفكر فيها.


اغلقت عينها فهي تعلم كم يعشق عائلته فتحدث مكملا:

-حددلك هتحتاج كام جلسة نقل دم؟


نفت وهي توضح:

-لأ، الدكتور قال ممكن نحتاج جلسه بس في الشهر وطمني إنه مش خطر.


بالرغم من أنها لم تكن بأحسن حال عندما استمعت لحديث الطبيب عن حالة ابنتها، إلا انها حاولت أن تخفف اﻷمر على زوجها الذي يحمل أطنان من الهموم تكهله حد الموت؛ فخففت عنه وطأة مرض رضيعتهما وهمست له برقة:

-متخافش يا حبيبي، إن شاء الله هتكون كويسه والله.


استمعت لصوت انفاسه المضطربة والغاضبة وهو يتمتم:

-منك لله يا عاليا.


ربما ظنت أنها قد تفرح بسماعها لتلك الكلمات، إﻻ أنها بهذا الوقت تحديداً لم يكن يشغل بالها سوى أمر حملها الذي تريد أن تطمئن عليه، ورغبتها الشديدة باﻻحتفاظ به.

❈-❈-❈

ضاقت عيناها بشكل غريب وهي تستمع لتوبيخه اللاذع:

-كل ما أقول أنك هتقدري كل حاجه بعملها عشانك، الاقيكي بتحطيني في مواقف تكسف، بجد انتي طفلة وتصرفاتك كلها بتدل على كده.


ردت بحدة وغضب:

-طفله عشان عايزه ابقى معاك وجنبك؟ طيب يا زين تشكر يا سيدي على كلامك الحلو ده ولو شايف اني طفله ومش مناسبه ليك يبقى نفضها بقى بدل ما أنت معلقني جنبك كده.


سحب نفساً عميقاً وزفره بصوت مسموع وسألها:

-انتي بتتلككي؟ ما خلاص ياسمين هانم قالت هتتكلم مع الباشا ... عايزه ايه تاني؟


صرخت به:

-مش عايزه حاجه، هو انت متضايق ليه كده وكأنك اتدبست مثلا! منا بقولك أهو لو رجعت في كلامك ومش عايز لا خطوبه ولا جواز قول.


حاول أن يهدأ من نفسه وتكلم معها بصوت منخفض:

-يا دعاء بلاش كده انتي عارفه اني بحبك، متتدلعيش عليا أنا مضغوط جامد في الشغل ميبقاش الشغل وانتي عليا.


ابتسمت وهي ترد بمزاح:

-ماشي يا ابو عضلات.


ضحك وعقب عليها:

-مالها العضلات مش عجباكي؟


أجابته متغزله به بجرأة:

-ازاي مش عجباني؟ دي هي دي اللي وقعتني على جدور رقبتي يا زينو.


اتسعت بسمته حتى أذنيه؛ فاقترب أمجد منه كعادته وشاكسه بتمثيله العزف على آلة الكمان وأصدر صوتا موسيقياً واﻵخر يدفعه بعيدا بغلظة حتى سقط أمجد على اﻷرض من قوة دفعه له، وبالرغم من ذلك لم يتوقف عن مشاكسته أو مضايقته وظل بجواره يتحرش به بمزاح ساخر حتى هدر به بصوت عال:

-يا بني بطل يخرب بيت كده.


سأله بفضول:

-هنفرح بيك امتى بس يا زين؟


سؤاله حفز تلك المستمعة على الطرف اﻵخر؛ فأضافت هي اﻷخرى:

-صح يا زين، صاحبك عنده حق ... هنفرح بيك امتى بقى؟


رد بوقاحة:

-مستجله أوي انتي.


حاولت تدارك تعجلها ففسرت:

-لأ مش كده؟ بس عايزه أعرف ميعاد محدد عشان أبلغ شادي يظبط أجازته عليه، وكمان هو وعدني هيجيب لي فستان الفرح معاه وهو جاي من دبي.


تنحنح بعد أن كاد يختنق بلعابه حتى يجلي صوته الذي تحشرج من إثر ذكرها لسيرة أخيها، وتذكر أفعاله معه وكذبه عليها بشأن عدم معرفته بأي أمر يخصه أو حتى تعرضه له؛ فتوتر قليلاً وسألها بعفوية:

-انتي عرفتيه إن أنا اتقدمتلك؟


أجابته مؤكدة:

-طبعا، أومال هقوله إن حد تاني هو اللي عايز يتجوزني!؟


علق مرار بحلقه وسألها من جديد:

-ورأيه كان ايه؟


شخصت بصرها للأمام تنظر لذلك الاطار الذي يجمع أفراد عائلتها وشادي يحتضنها بجوار والديها، ابتسمت لذكرى تلك الصورة وقالت:

-مقالش غير مبروك وربنا يتمم بخير، هو أنت كنت مستنيه يرفض مثلا؟


بلل شفتيه بلسانه وأجاب:

-يعني! بحكم اللي بينه وبين فارس باشا.


تحركت صوب فراشها وجلست عليه وهي تجيبه:

-أظن شادي أعقل من كده، وهو عارف أنك بتشتغل عنده يعني ملكش دعوه بحاجه، وإلا كان بابا رفضك برده لنفس السبب.


نظر لرفيقه الذي رأى ملامح وجهه التي تغيرت فجأة، وحاول أن ينهي معها المكالمة فقال:

-طيب أنا مضطر أقفل عشان البريك بتاعي خلص.


هتفت بلهفة:

-طيب قولي بحبك.


ابتسم رغما عنه وحاوط الهاتف وفمه معاً بكفيه وهمس لها:

-بحبك.


اغلق معها ونظر لأمجد وهتف بشرود:

-في حاجه غلط.


تعجب اﻵخر من حديثه فتسائل:

-ايه اللي حصل وغيرك كده؟


قص عليه كذبه عليها بشأن شادي ورد فعله من زواجهما وقال:

-واحد غيره كان رفض، ويمكن كمان كان قال لها على اللي أنا عملته فيه ... ده انا كنت بديله كل بوكس وشلوط يطلع من نافوخه، ولا لما كان بيقع مننا على اﻷرض وادوس على دماغه بجزمتي.


سأله أمجد بحيرة:

-وأنت كنت متوقع يحصل إيه لما يحكي لأخته؟ انها هتسامحك مثلا؟


شعر بالحيره تجتاحه وتحدث بضيق:

-مفكرتش، بجد مفكرتش لا في رد فعل فارس باشا، ولا شادي وأبوها، ولا في رد فعلها هي شخصيا لما الحقيقى تبان، مشيت في العلاقة دي زي المسحور مبصتش لا ورا ولا قدام ... كنت بعيش اللحظه بلحظتها والسبب الرئيسي في ده هي.


جعد جبينه بحزن وأطنب:

-معاها بنسى كل حاجه، مش بتديني فرصه أفكر في اي حاجه غير في اللحظات الحلوه اللي بنقضيها سوا وغير كده كله مش مهم ... كنت بأجل التفكير في أي حاجه ممكن تبعدني عنها وأقول لنفسي لما ييجي وقتها يبقى يحلها ربنا، لحد ما فارس باشا عرف؛ فوقت وعرفت اني هواجه رفض منه ومن عيلتها، بس الغريب إن الكل وافق ووقتها فرحت أوي وفكرت إن دي تساهيل ربنا، وفضل بس خوفي من رد فعل أخوها وكل اللي جه في بالي أنها تكون بتحبني لدرجة متسمعلوش لما يرفض.


ابتلع غصته المؤلمة وأكمل بتعجب:

-لكن فكرة أنه يوافق وبالسهوله دي! هو ده اللي يقلق.


سأله أمجد بحيرة:

-يعني أنت قلقان من ايه؟ مش يمكن خايف من الباشا لو قال السر اللي بينهم وعشان كده سكت ووافق؟


رفض تفسيره بحركة من رأسه:

-مش شادي، شادي ده عامل زي الحمار المتهور بيناطح اللي أكبر منه وهو عارف ومتأكد انه مش أده، فما بالك بقى بواحد راسه براسه!


سأله من جديد:

-انت شاكك في ايه فهمني؟


رد وهو صاراً على أسنانه ليس غيظا وغضبا فحسب؛ بل ألماً أيضاً:

-خايف يكون ظن الباشا في محله وتكون لعبه من دعاء وشادي عشان ينتقموا.


نظر له أمجد بتعجب وسأله بحيرة:

-يعني انت جاي دلوقتي تشك فيها!؟ طيب وافرض طلع ظنك في محله هتعمل ايه؟


نظر له بحزن وأجاب :

-مش عارف هعمل إيه ساعتها، بجد خايف ومحتار وبدعي من ربنا إنه يخيب ظني وظن الباشا.

❈-❈-❈


دلفت تلك العيادة بتوتر وهي تنظر لأسفل فتكلم الطبيب بصوت هادئ:

-اتفضلي، انتي قلقانه من ايه؟


ابتلعت ريقاً ليس بحلقها وردت بصوت مبحوح:

-أصلي جايه من ورا جوزي ومش عارفه رد فعله هيكون إيه لو عرف اني حامل.


أومأ لها بتفهم وأشار أمامه للسرير الطبي وقال:

-طيب اتفضلي عشان أكشف عليكي.


تحركت صوب السرير وتسطحت بجسـ ـدها ورفعت كنزتها لتكشف عن بطـ ـنها فاتسعت بسمة الطبيب وهو يمسك بزجاجة بها مادة لزجة زرقاء وغمز لها:

-الچيل بارد شويه.


وضع كم كاف منه وبدأ بتمر ير جهاز الأشعة التلفزيونية على بطـ ـنها ونظر أمامه على الشاشة وقال لها بعملية:

-الجنين بدأ يتكون والنبض كمان ظهر.


شهقت بخضة وقالت بحيرة:

-طيب والعمل؟


التفت ينظر لها وقال بصوت حاد:

-العمل في إيه؟


انتفضت بفزع وصاحت به:

-هعمل ايه في المصيبه دي؟ انت لازم تخلصني منها وانت السبب.


كمم فمها براحته الغليظة، وهمس وهو صاراً على أسنانه:

-هتفضحينا يا مجنونه واحنا في العيادة.


أبعدته عنها بدفعة قوية، ورمقته بنظرة مغتاظة وقالت بتحذير:

-لو مش عايز فضايح يا أنس أتصرف ابوس ايدك، أنا كده هتفضح وجوزي ممكن يموتني.


تنهد بهدوء وتحرك صوب مكتبه وجلس عليه ببرود، وكتب بعض الوصفات الطبية وناولها إياها وقال بعملية وعدم إكتراث:

-اﻷدوية دي مهمه جداً في الشهور دي.


ألقت الورقة بوجهه وصرخت به:

-بقولك جوزي هيقتلني يا أنس.


وقف متحركا ناحيتها ودا عب أسفل ذقنها وقال بمشاكسة:

-وهيعرف منين بس يا روحي انه مش ابنه؟ 


اتسعت عينها بذهول وسألته بعدم تصديق:

-انت بتقول ايه؟ انت عايزني أكدب عليه وانسب الطفل ليه؟


حرك رأسه بلامبالاة وأومأ مؤكداً:

-أومال عايزاني أروح أقوله خلي بالك أنا ومراتك كنا بنخونك وأنت مش دريان! هو ابنه وخلصنا ومش هيعرف أبداً.


بكت واقتربت منه تتوسله:

-لا يا أنس أوعى تتخلى عني، أنت وعدتني أنك هتساعدني اتطلق منه ونتجوز، وأنا معملتش كده إﻻ لما اطمنتلك واكدتلي أنك بتحبني.


ضحك ضحكة عالية وزم شفتيه بغرور:

-مش أنا اللي اتجوز واحده نمت معاها قبل الجواز، لأ وكمان بتخون جوزها، اديكي اﻷمان إزاي وانتي زي ما خونتيه معايا ممكن تخونيني مع أي حد؟


ارتمت أرضا وتمسكت بقدميه تتوسله:

-ارجوك متعملش كده، ابوس رجلك بلاااش.. انا عارفه إن اللي عملته غلط واستاهل تعمل كده معايا دلوقتي، بس انت اللي غوتني وأنا...


قاطعها وهو يدفع جسـ ـدها بقدمه بعيدا عنه:

-أنا قولت اللي عندي، ولو عايزه ابعت اجيب جوزك من شغله ونقعد بقى نقول اللي حصل من أول ما جيتي عشان أساعدك تتطلقي منه ولحد اللحظه دي انا مستعد، بس انتي لوحدك اللي هتدفعي التمن.


وقفت تنظر له بكره وغل، وصرت على أسنانها وقالت بتوعد:

-ماشي يا أنس، أنا كان لازم أعرف أنك إنسان خسيس وجبان، وزي ما خونت صاحبك وغويت مراته ممكن تبقى ندل وترمي إبنك وتنسبه لغيرك، بس أنا مش هسكت عن حقي وبينا اﻷيام يا دكتور.


تحركت من أمامه وهو يبتسم بانتصار واغلق وراءها الباب مبتسماً بمرار وتمتم:

-أنا عايز ست تكون زي نرمين، جميله وبنت ناس وتصون بيتي، مش سهله بمجرد ما اغمز لها تيجي جري تترمي تحت رجليا.


جلس ووضع رأسه على مسند مقعده الجلدي وتذكرها؛ فأغلق عينه متذكراً ملامحها وتمتم بداخله:

-انتي غيرهم كلهم، عيبك الوحيد إنك مرات اخويا وبجد مش عارف أبطل تفكير فيكي وهرجعك بأي تمن.




اكمل قراءة رواية روضتني


الفصل السابع عشر


بقلم الكاتبة اسماء المصري




تابع قراءة الفصل