-->

قراءة رواية جديدة روضتني لأسماء المصري - الفصل 17 - 2

 قراءة رواية روضتني كاملة (الجزء الثالث من رواية أحببت طريدتي)
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية روضتني رواية جديدة قيد النشر
من قصص وروايات 
الكاتبة أسماء المصر



❈-❈-❈

رواية روضتني

الفصل الحادي والأربعون


العودة للصفحة السابقة


ذهب لمقابلته بمقر عمله بعد أن هاتفه لحل اﻷزمة التي يمر بها؛ فاستقبله اﻵخر بامتعاض بعد أن عرف مقتطفات مما أخبرتها لوالدها عن مشاكلهما، جلسا بالمقهى الملحق بالشركة واستهل ياسين الحديث متسائلا بحيرة:

-ايه اللي حصل بينك وبين نرمين بس؟ بابا حكالي إنك مزعلها ووصلت إنها سابت البيت!


صر مالك على أسنانه واغلق نصف عين وهو يرد بغيظ:

-كلام فارغ، بتختلق مشاكل وزعل عشان اسيب بيت العيلة اللي بلغتكم من اﻷول اني هسكن فيه.


رد عليه بحنكة:

-ما هو لو بيت العيلة كان كويس عمر نرمين ما كانت هتشتكي، نرمين صبوره وكتومه ومش بالساهل تشتكي، وفكرة إن المشاكل بينكم وصلت لدرجة تسيب البيت يبقى أكيد الموضوع كبير.


زفر أنفاسه الغاضبة وقال بضيق:

-ولا أي حاجه، كل الحكاية إزاي أهلي هم اللي بيقضولها طلبات بيتها، عيزاني اسيب شغلي و...


قاطعه ياسين محتداً:

-مااالك..... نرمين لا تافهه ولا بتاعة حوارات عشان تتخانق على الكلام ده.


علا صوته وهو يرد عليه:

-هو أنا كل ما أكلم حد فيكم يقولي الكلمتين الحمضانين دول، لا يا سيدي أختك تافهه وأهبل ست أنا شوفتها في حياتي، وبتزعل من لا شيئ وكل مشكلتها إنها عايزه بيت لوحدها بعيد عن أهلي.


قضم ياسين داخل فمه ورد بحدة:

-لو ده طلبها يبقى نفذه يا مالك، أنا كمان محبتش لا أسكن مع أهلي ولا مع حماتي مع انها عايشه لوحدها، والست بتحب يبقى لها خصوصية و.....


قاطعه مجدداً:

-انت ليه محسسني إنها ساكنه في شقة واحده معاهم، وبعدين ده مش موضوعنا دلوقتي أنا مش جاي عشان كده.


رفع ياسين حاجبه اﻷيسر بتعجب وسأله:

-أومال جاي ليه؟


رد فورا دون تفكير:

-أنا جاي عشان تشوف حل في اللي اسمه فارس الفهد ده اللي فاكر نفسه كبير على الكل، إزاي هي تروح عندهم من غير حتى ما تفكر تستأذن مني ولا من ابوها؟ وازاي تفضل هناك وهي بتشتكي من بيت العيله ورايحه قاعده عند واحد البشريه كلها ساكنه عنده.


تفهم ياسين سبب غضبه قليلا ولكنه رد بتوضيح:

-فارس الفهد كبير العيله وبموافقة جدي يا مالك، وهو كبير بمواقفه وأثبت انه كبير في كل مره أتدخل لحل أي مشكله، وانت من مصلحتك انه يحل مشكلتك لأنه هيكون عادل بينكم يعني مش هييجي على حد لحساب حد.


ضحك ساخراً وعقب:

-لحد نرمين اعز حد على قلب مرا ته وهيرجح كفتها لخاطر ياسمين، وبانت من أول لحظه لما روحت اتفاهم معاه وفي اﻵخر قالي اخوك بيتحرش بنرمين، هي وصلت لكده؟


تعجب ياسين مما ألقاه على مسامعه وسأله بتركيز:

-انت قولت ايه؟ أخوك ايه؟


أكد حديثه مردداً:

-بقولك متهمينه أنه بيتحرش بيها، عمرك شوفت جنان بالشكل ده قبل كده؟


جعد ياسين جبينه وأردف:

-لو ده كلام نرمين يبقى انا فهمت المشكله كبيره اد ايه، وعرفت إن حلها فعلا عند فارس الفهد وبس.


صر مالك على أسنانه وهدر به:

-انت  بتقول ايه أنت كمان؟ هو أنت صدقت التخريف ده؟


أجابه بيقين:

-نرمين مستحيل تتبلى على أخوك، ولو هي فعلا قالت كده يبقى حصل.


انتفض مالك واقفا بحدة وصاح مهللاً:

-أنا الظاهر غلطت لما كبرتك وجيتلك عشان اتفاهم معاك، بس ملحوقه يا ياسين وأنا هعرف آخد حقي وحق اخويا منكم كويس.


عاد لمنزله بعد أن ظل يدور بسيارته دون وجهة محددة؛ فاستقبلته والدته بلهفته وسألته:

-عملت ايه؟ روحت لأخوها؟


أومأ لها والحزن يظهر بوجهه فربتت عليه باهتمام وقالت:

-متزعلش نفسك يا حبيبي، أنت الف واحده تتمناك، ولو هي فضلت مصممه على اللي في دماغها يبقى طلقها وانا بكره أجو زك ست ستها.


ابتلع غصته بحلقه ورد:

-انا بحبها يا ماما، وبجد مش عارف إيه الحل في اللي بيحصل ده؟


استمع لصوت أخيه وهو يخبره بصوت أجش:

-اللي حصل ده هيمس سمعتي وأنا مستحيل أقبل بده، انت قدامك حل من اتنين ملهومش تالت، يا تطلقها ونقفل الموضوع ده قبل ما تحصل شوشرة....


قاطعته والدته مؤيدة:

-ايوه يا ابني معاك حق، ما هو العيار اللي ميصبش يدوش.


أومأ أنس بغل وأكمل:

-يا أما تنفذ كل اللي هقولك عليه من غير ما تراجعني ولا تعارض في حاجه.


نظر له بحيرة فاقتربت منه والدته تمسح على ظهره بحنان وهي تقنعه بحديث أخيه:

-اخوك اكتر حد هيخاف عليك يا ابني، اسمع كلامه وهو أدرى بمصلحتك.


سحب شهيقا عميقا وزفره بحدة وسأله بتردد:

-عايزني أعمل ايه طيب؟


حاول أنس إخفاء ابتسامته المنتصرة وقال:

-تطلبها في بيت الطاعه.

❈-❈-❈


لا تعلم كيف مر يومان منذ زيارتها للطبيب، وها هي اﻵن تجلس بحضن زو جها تنتظر إنتهاء رضيعتها من تجهيزها لنقل الدم كحل أول لحالتها.


اقترب مراد منهما وتحدث مع فارس الذي كان شارداً أمامه بحزن:

-فارس، تعالى انا عايزك.


تركها ونهض، ولكنها تعلقت بذراعه وهي تسأل بتوتر:

-في ايه، مخبيين عني ايه؟


رد مراد وهو يرسم إبتسامة مزيفة على وجهه:

-ولا حاجه يا بنتي، انا عايز فارس في موضوع كده يخص الشغل.


لم تبتاع اﻷمر ولكن ليس بيدها غير الصمت واﻷنتظار؛ فسحبه عمه بعيداً وتحدث معه بجدية:

-چاسمين محتاجه فصيلة نادرة يا فارس، وللأسف مش متوفر عندنا فأنا بعت أطلب من بنك الدم فصيلتها و....


قاطعه يسأله بحيرة؟

-هي فصيلتها هتكون B لان ياسمين B.


توتر مراد وهو يشرح له:

-ما المشكله مش بس في فصيلة الدم يا فارس، البنت عندها أجسام مضادة ومحتاجه تركيز نقل دم بصورة مستمرة ومتكرره لحد ما نعالج فقر الدم ومستويات كرات الدم الحمرا؛ لان اﻷجسام المضاده اللي عندها بتحارب كرات الدم وده في حد ذاته خطر و....


قاطعه بحدة وهو صاراً على أسنانه:

-وليه استنينا كل الوقت ده؟ الدكتور قال إن العلاج هيكون كافي ومش هنحتاج لنقل دم! جاي دلوقتي تقولي كل ده؟


حاول تهدئته؛ فربت عليه محاولاً امتصاص غضبه:

-كانت محاوله ومنجحتش، ودلوقتي محتاجين إننا نصبر على العلاج وإن شاء الله هتجيب نتيجه.


مسح على وجهه ولحيته الكثيفة، وعاد جالساً بجوارها؛ فنظرت له بقلق فابتسم بوجهها واحتضنها بقوة وزفر بهدوء؛ فنزلت عبراتها على وجهها بصمت وهي تنتظر انتهاء جلسة ابنتها.


تحركت برفقته للخارج بعد الإنتهاء؛ فتقابلت مع طبيبتها النسائية فالتفتت تنظر لفارس بتوتر وابتسمت قائلة:

-هروح اسأل الدكتوره على حاجه على ما انت تركب العربية.


تعجب من طريقتها ولكنها لم تهتم وهرعت صوبها ووقفت أمامها تحدثها بتلعثم:

-دكتوره ازيك؟


أومأت لها باحترام وسألتها:

-انتي اللي ازيك؟ الحمل عامل معاكي ايه؟


أجابتها مبتسمة:

-زي الفل الحمد لله، المهم أنا كنت عيزاكي متقوليش لحد على الحمل لحد ما أنا أبلغ فارس بنفسي.


وافقتها مؤكدة:

-أنا مبطلعش أسرار مرضايا لحد ولا حتى لأصحاب المستشفى؛ فمن الناحية دي متقلقيش... بس برده أنا لسه عند كلمتي وأنك لازم تنزليه انهارده قبل بكره، وكل تأخير منك بيخلي الوضع أخطر من اليوم اللي قبله فلو سمحتي فكري تاني في قرارك ده.


ابتعلت ريقها وابتسمت لها مؤكدة:

-أنا بس محتاجه وقت عشان أقدر آخد قرار زي ده.


ردت عليها موضحة:

-أنا لسه قايله إن التأخير مش في صالحك، وصدقيني المضاعفات اللي ممكن تحصلك من الحمل ده أكبر بكتير من اللي ممكن نعالجها ...فارجوكي فكري تاني.


تركتها وذهبت صوب السيارة؛ فنظر لها فارس بريبة وسألها باستنباط:

-كنتي لسه عندها من كام يوم! بتسأليها عن ايه تاني؟


ابتسمت ودا عبت وجهه وغمزت له قائلة بكذب:

-أصل عملالك مفاجأة.


اندهش منها فهمس باذنها:

-خير يا رب يكون اللي في بالي.


وكأنه يحاول نسيان حالة رضيعته بمشاكسة زو جته حتى لا تشعر بذلك اﻷلم بداخله من معرفته لحالة الصغيرة؛ فأجابته بإدعاء هي الأخرى لتطمس على سرها:

-هوووو.. أنا استخدمت وسيلة كانت قالت لي عنها، وانهارده سألتها إذا ينفع نوقف الوسيله بتاعتك ونكتفي بالوسيله الجديده.


تحفز بجسـ ده ورمقها بنظرات متلهفة وسألها:

-ها وقالت لك ايه؟


أومأت مبتسمة:

-ينفع تبطلها يا حبيبي.


اخرج زفرة ارتياح وهو يقول:

-ياااه أخيرا، أنا كنت متضايق أوي من الوسيلة دي بصراحه.


مسحت بكفها على وجهه وهي تومئ:

-عارفه يا حبيبي، عشان كده خليتها تشوفلي حاجه تانيه.


بالطبع هي لم تعد بحاجة لوسيلة منع حمل بعد الآن؛ فهي تحمل بداخلها جنين بالفعل؛ لذا استخدمت كرهه للوسيلة حتى تختلق عذراً للهفتها للتحدث مع طبيبتها، وبالفعل نجحت في تشويشه بتلك الكذبة فما كان منه إﻻ أنه همس بأذنها:

-احنا نروح نحتفل بقى.


أومأت له موافقة؛ فنظر لصغيرته وتمتم بدعاء:

-ربنا يكملها على خير وچاسمين تخف هي كمان، أنا الحمد لله كده اطمنت علي جاسر وعليكي ومش فاضل غير چاسمين، ومش هعوز حاجه من الدنيا بعد كده.


أراحت رأسها على كتفه فور نطقه بتلك الكلمات وردت بحب:

-ربنا يخليك لينا يا حبيبي.


وصلت السيارة لعشهما الذي يبدو هادئاً من الخارج؛ فترجلت هي أولا وحاولت أن تحمل الرضيعة بمقعدها الموصول بالسيارة، ولكنه أوقفها قائلاً بحب:

-سبيها يا روحي أنا هشيلها.


تحركا للداخل ليتفاجأ بوجود هذا الجمع داخل بيته؛ فوقف لحظه لاستيعاب الأمر فما كان منها إﻻ أنها هرعت لاحتضان عمها هاتفة بترحيب:

-حبيبي يا عمو عامل ايه؟ وحشتني أوي.


بادلها العناق ومسح براحته على ظهرها وردد:

-وانتي كمان وحشاني أوي يا بنتي.


ابتعدت عنه ونظرت لزو جة عمها؛ فرحبت بها هي اﻷخرى:

-ازيك يا طنط؟ إيه النور ده؟


صافحتها بفتور كعادتها، فالتفتت لتجد زو جها يرحب بعائلتها وهو لا يزال يحمل مقعد الرضيعة بل وحقيبتها على كتفه، فتقدمت خطوات لترحب بابن عمها وصديقتها:

-ياسين، ساندي! أنا مش مصدقه المفاجأة دي.


جلس الجميع بالبهو؛ فنظر محمود لمازن المبتسم له بهدوء وعاد ينظر لابنته صاراً على أسنانه، وسحب نفسا عميقا ليجيب تسائل ابنة اخيه الراحل:

-انتو هنا من امتى؟


رد وهو لا ينظر لها بل يركز بصره صوب ابنته:

-مش من كتير، جيت اشوف نرمين وأعرف ناوين تحلوا مشكلتها ازاي!


وقف فارس يهندم ملابسه وحمل رضيعته وقال بجدية:

-ادوني لحظات اطلع اغير هدومي من ريحة المستشفى وأطمن على بنتي أنزل لكم نتكلم.


حمل الرضيعة فلحقت به ياسمين وفور صعودهما سألته بحيرة:

-مالك؟ انت اتضايقت انهم جم من غير....


قاطعها وهو يفتح باب غرفة طفليه دون ان يطرق الباب متحدثا وهو مطبق أسنانه:

-مش مضايق من حاجه يا ياسمين، سبيني اغير هدومي انا مش بلحق ارتاح.


نظر أمامه للمربية التي وجدها تاركة صغيره يبكي وتتحدث بالهاتف، ولكنها فور أن وقعت عينها عليه اغلقت فوراً؛ فرفع حاجبه اﻻيسر بغضب وحدثها بصيغة محذرة:

-آخر مره اشوف المنظر ده تاني، ليكي وقت راحه تبقى تتكلمي فيه، لكن طول ما انتي قاعده مع ولادي اياكي اشوف منك اهمال في حقهم مرة تانيه.


ابتلعت بخوف ورهبة من شكله المخيف وصوته اﻷجش؛ فحاولت ياسمين تدارك الموقف واقتربت تحمل صغيرها الباكي وقالت بهدوء:

-جاسر زنان يا فارس ولو عودته إن العياط وسيلة ضغط مش هنعرف نسكته بعد كده.


ابتسمت بوسي لها بامتنان، ولكن حديثها لم يجعله يصمت أو يوافقها فاعترض قائلا:

-هي كل وظيفتها راحة الولاد، لو مش قادره تعمل ده تمشي وييجي غيرها.


ربتت ياسمين على كتفه هامسة:

-خلاص حاضر هنبه عليها، بس أهدى شوية.


زفر بغضب لم تفهم سببه! فترك الرضيعة وخرج متوجهاً لجناحه فتبعته وهي تتسائل بداخلها عن سبب غضبه، فقد كان يبتسم ويمزح منذ لحظات بالسيارة، ولكنها آثرت الصمت حتى لا تثير حفيظته فهي اصبحت تحفظه عن ظهر قلب.


ساعدته بتغيير ملابسه لأخرى رياضية مريحة وتكلمت معه بنبرة خافتة:

-انا عارفه إن الحِمل كله عليك يا حبيبي، بس الكل بيثق فيك و...


قاطعها مربتاً على رأسها:

-يا سلطانه أنا مش مضايق بس تعبان، طبيعي المجهود اللي ببذله بيهلكني حرفيا.


عا نقته بقوة وقبـ ـلته قبـ ـلة عاصفة وقالت بحب:

-حبيبي انت.


انزل ذراعيها من حول عنقه وابتسم باقتضاب؛ فتفاجئت من ردة فعله فعادت تسأل:

-لأ بقى بجد مالك في ايه؟


رمقها بنظرة متضايقة وقال بحدة:

-مش معقول مش واخده بالك من نظرات عمك لمازن!


هدر بضيق وحدة:

-فكريني كده تاني مين فيهم اللي ساب التاني؟


صمتت ولم تجب فأضاف:

-هي اللي قررت ومع ذلك كل نظرات اهلك لمازن ولأختي كأنها سرقته، او كأنه عمل جريمة بجوازه منها.


تنهدت قليلاً وقالت بهدوء مغاير لما بداخلها:

-محدش منهم بيتكلم في الموضوع من اﻷساس، أنت بس اللي حساس زياده بخصوص الموضوع ده، ولو مضايق انهم بيدخلوك في مشاكلهم فأنا هبلغهم بلاش يشغلوك وكفايه المشاكل اللي انت فيها.


صر على اسنانه وقال بضيق:

-انا مش معترض على حل مشاكلهم ولا مضايق وقولت لك الكلام ده قبل كده ميت مره، بس مش عايزهم يتعاملوا مع مازن وچنى بالشكل ده، واوعي تكوني فاكراني مش واخد بالي من تصرفان نرمين مع اختي.


لم تجد ما تدافع أو ترد به عليه فشاغلها الشاغل بتلك اللحظة هو اﻷطمئنان على رضيعتها وعلى حملها بنفس الوقت، واﻵكثر هو كيفية اخباره بحملها دون مواجهة نوبة غضبه التي تعلمها جيداً.


صمتها جعله يؤنب نفسه على الصياح بوجهها؛ فاقترب منها وقبـ ـلها من أعلى راسها وقال:

-متزعليش مني يا سلطانه، انا مضغوط أوي اليومين دول.


ابتسمت بسمة مصطنعة وقالت بحب:

-ربنا يقويك يا حبيبي.


نزلا للجمع الجالس باﻷسفل؛ فوجدا أن مازن وچنى قد صعدا غرفتهما فجلس وفتح الحديث قائلا:

-بالنسبة لموضوع نرمين أنا مستني اعرف قرارها إذا عايزة تكمل معاه ولا ﻷ، لأن مش هعرف اتحرك خطوة واحدة قبل ما اعرف هي عايزه ايه اﻷول.


تحدث محمود بضيق:

-بس مينفعش تفضل قاعده هنا لحد ما مشكلتها تتحل، وخصوصا في وجود مازن.


لم يراجعه وقال بتأكيد:

-من الناحية دي معاك حق، اكيد مش هفرح لو حد اتكلم وقال إن بيت فارس الفهد بيحصل فيه تجاوزات زي دي.


انتبهت لكلامه وقالت بحدة:

-تجاوزات ايه يا فارس؟ انا حتى مبرفعش عيني في وش مازن والقصه بينا انتهت...


قاطعها واقفا بغضب:

-الصح مفيهوش كلام يا نرمين، واذا أنا هحاسب جوزك على اللي بيعمله، وعلى تساهله في حقوق وخصوصيات بيته ..فميتفعش أبدا اعمل ده وانا مقعدك في نفس البيت مع خطيبك القديم.


زفرت بتوتر فأضاف:

-وبرده عايز اعرف إذا هتكملي ولا لأ؟ واظن اخدتي وقت كفايه للتفكير.


اطرقت رأسها لاسفل وعادت ترفعه وسألته بحيرة:

-انت رأيك ايه؟


اقترب منها بخطوات واثقة وسألها:

-هتاخدي برأيي يعني؟


أومأت له بتأكيد فقال بحزم:

-تتطلقي.

يتبع..



إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أسماء المصري من رواية روضتني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية




رواياتنا الحصرية كاملة