-->

رواية شد عصب - سعاد محمد سلامة - الفصل الخامس والثلاثون2

 رواية شد عصب 
بقلم الكاتبة سعاد محمد سلامة

تابع قراءة الفصل الخامس والثلاثون

رواية شد عصب 

العودة للصفحة السابقة

بالمشفى 

❈-❈-❈

تبسم جواد لـ إيلاف التى دخلت الى الغرفه تبتسم قائله: 

مساء الخير،قولى بقى كنت متصل عليا ليه وقولت أما أفضى اعدي عليك فى المكتب. 


تبسم جواد وأومأ برأسه قائلًا: 

مساء النور 

مش خلاص خلصتي نبطشيك،يعنى فاضيه أقعدي. 


تبسمت إيلاف وجلست قائله:

فعلًا...خلصت نبطشيتي،بس حاسه بإرهاق، وكنت هروح للبيت أخد راحه عشان أحضر زفاف إبن عمك الليله،أختى مبهوره كأنها أول مره تشوف فرح فى حياتها.


تبسم جواد قائلًا:

عقبال ما تشوف فرح أختها قريب.


شعرت إيلاف بخجل قائله بتتويه:

قولى كنت عاوزني فى أيه،قولت محتاج إنفراد بعد ما أخلص نبطشيتي.  


فتح جواد أحد أدراج المكتب وأخرج منها مظروف ومد يده بها لـ إيلاف. 


أخذت إيلاف المظروف بإستغراب قائله: 

أيه اللى فى الظرف ده، أوعى يكون صور جديده لينا. 


تبسم جواد قائلًا: 

لاء إطمني يا إيلاف، الصور خلاص بطلت، وكمان الظرف مختوم بختم خاص، إفتحي الظرف وشوفى اللى فيه. 


فتحت إيلاف الظرف وسحبت تلك البطاقه المبعوثه فيه،قرأتها ثم نظرت لـ جواد قائله:

دى دعوة لحضور مؤتمر طبي فى هولندا.


أكد جواد ذالك قائلًا:

أيوا الدعوة دى كان عندي عِلم بيها من قبل كده،لأن أحد الدكاترة المسؤلين عن المؤتمر كان بيشتغل معايا فترة ما كنت بشتغل فى إنجلترا،وبينا تواصل عالنت سوا بنتشارك الأراء فى بعض الابحاث الطبيه الحديثه. 


تبسمت إيلاف قائله: 

طب ده شئ كويس ومفيد ليك كـ طبيب، يزيدك خبره ومعرفه بنتايج الابحاث يزيدك كمان تقدُم. 


تبسم جواد قائلًا: 

مش ده اللى عاوز أتكلم معاكِ فيه يا إيلاف، فى موضوع تاني. 


إستغربت إيلاف سأله:. 

وأيه هو الموضوع التانى ده.


نهض جواد من خلف مكتبه وجلس بالمقابل لمقعد إيلاف قائلًا:

انا هغيب فى المؤتمر ده حوالى شهر ونص،وكنت محتاج أسافر وأنا قلبي مطمن.


إستغربت إيلاف سأله:

قلبك مطمن على أيه؟.


تبسم جواد مجاوبًا،بنظرة مراوغه:

قلبي مطمن على قلبي.


إستغربت إيلاف أكثر قائله:

مش فاهمه يعني أيه 

"٠قلبك مطمن على قلبك".


تبسم جواد قائلًا:

يعني عاوز أطمن إنك بتبادليني نفس المشاعر.


خجلت إيلاف وظلت صامته،تبسم جواد قائلًا:

أنت إمبارح وافقتي على أمر طلبِ لإيدك،أنا خلاص حجزت تذكرة السفر لـ هولندا بعد يومين،وهغيب شهر ونص،أنا كنت أتصلت على عم بليغ الصبح وطلبت منه يحدد ميعاد يستقبلنا أنا وبابا وماما عشان نتقدم رسمي،وهو من ذوقه قالي أى تشرفونا فيه بالزياره،بس أنا طماع وبفكر أحول الزياره دي لمناسبه خاصه ونخليها بدل طلب إيدك تبقى كتب كتابنا،والفرح نخليه بعدين لما أرجع من المؤتمر الطبي.


شعرت إيلاف بخجل ونظرت الى يديها اللتان تحكُهما ببعضهم،وظلت صامته.


تبسم جواد سألًا بإستفزاز:

مسمعتش ردك أيه؟.


نهضت إيلاف بخجل قائله:

تمام إتكلم مع بابا.


قالت إيلاف هذا وغادرت المكتب تشعر بخجل.


بينما تبسم جواد بإنشراح ونهض خلفها لكن كانت إبتعدت قليلًا،تنهد ببسمه وعاود الدخول للمكتب مُبتسمً.


غافل عن عين ناصف الحاقد الذى بعد أن كاد يصل الى مآربه أرجأ ذالك بعد أن تذكر أن هنالك كاميرات مُعلقه ببمر المشفى كذالك أمام بعض غرف المشفى منها أمام غرفة العنايه،لكن سأم من كثرة الإنتظار...وعليه رسم فخ مُحكم،لكن عليه فتش ذالك السر الذى عِرفه عن إيلاف أنها إبنة "اللص القاتل" بالتأكيد فتش ذالك السر سيكشف وجه إيلاف الملائكي أمام زملائهم بالمشفى.

❈-❈-❈

ليلًا 

إنتهت مراسم زفاف خاصه من يشاهدها يظن أن العروسان عاشقان أو بينهم ود وتناغم عكس الحقيقه 

      فبمجرد أن دخل زاهر بـ حسني الى الجناح الخاص بهم 

نظر لها بإشمئزاز قائلًا بإندفاع: 

متفكريش إن عشان خلاص إرتبط إسمك بإسمي بورجة جواز يبجى تنسي نفسك إنتِ إهنه زيك زى الخدامه، لاه مش زي الخدامه إنتِ ضيفه لوجت وإن شاء الله هيبجى جصير،ممنوع ألمح وشك فى الدار تلتزمي بمجعدك، واكلك وشُربك بميعاد ويكون وأنا مش إهنه فى الدار كيف ما جولت سابج مش عاوز ألمح حتى طرف چلابيتك...فهمتي.


ذمت شفاها بإمتعاض وردت عليه: 

فهمت أنا مش غبيه ومكنش له عازه حديتك ده كلياته،وزين انى مش خدامه ضهرى كان هيتجطم من تنظيف الدار دى، كفايه علي أنضف مجعدى، ومتخافش أنا وشي مش عفش عشان تخاف منيه بس هجولك . 


قاطع حديثها قائلًا: 

الرد يكون بكلمه واحده مش شريط وإتفتح، تجولى حاضر أو فاهمه مش موال هو. 


ذمت شفاه تزوم بخفوت. 


نظر لها بزهق قائلًا: 

هتبرطمي تجولى أيه، جولت مهحبش الرغي الكتير... حديتى واضح. 


ذمت شفاها تومئ بمفهوم. 


تنهد بزهق قائلًا: 

ردى عليا وجولى حاضر أو فاهمه. 


تنهدت بزهق قائله: 

حاضر، فاهمه، هلتزم بالجعاد فى مجعدي بس إنت ناسي إن بكره الصباحيه وأبوي وخواتى،ومرت أبوى هيجوا عشان يصبحوا علي،أبجى انزلهم ولا أستجبلهم هنا فى مجعدي الشِرح ده و... 


قاطع حديثها بضيق قائلًا: 

جولت بلاش رغي كتير، ووجت ما ابوكِ ومرته وخواتك يچوا يحلها ربنا. 


برطمت ببعض الكلمات مما جعله يشعر بضيق لو بقى أكثر أمامها لقص لسانها. 


ترك الغرفه وخرج بغضب... 

تفوهت حسني قائله: 

هو ماله ده عالدوام متزرزر إكده، بس زين أنه سابلى الاوضه دى، أحسن برضك، أهو أخد راحتي، فى الاوضه البرحه دي. 


وقع بصر حسني على صنية الطعام المُغطاه بشرشف أبيض، حملت ذيل فستانها وتوجهت نحوها وكشفت الشرشف، تنظر لها، إزدردت لسانها بشوق، حين رأت محتويات الصنيه لكن تهكمت قائله: 

مرت أبوي يظهر جالها لُطف فى عقلها كيف هان عليها تعمل صنية الوكل دى 

حمام، بط، فراخ غير الطبيخ المسبك الى معاهم وكمان فى ديك رومي، لاه دى جالها زهايمر، بس مش مهم، المهم الوكل منظره إكده مُغري، وأنا چعانه... بس الفستان ده طابق على نفسى، أنا أقلعه وبعدها أبقى أكل براحتي. 


نظرت حسني نحو باب الغرفه وجدته مغلق، تنهدت براحه وقامت بفتح سحاب الفستان، لكن قلبها ذهبت نحو الفراش جذبت تلك المنامه الموضوعه عليه، إشمئزت منها قائله: 

مرت أبوي متفوتهاش قلة الادب، الوليه اللى معندهاش خيا ولا خيشا، الصبح تصحيني من النوم وتقعد تقولى نصايح قبيحه عشان أعملها مع جوزي، دلوك عرفت هى كيف بتسيطر على أبوي وانا اللى كنت بجول دى بتسحر له، بس طلعت قليلة الحيا وبتسحره بمفاتنها الخلابه، يلا ربنا يسهل لعبيده، لاه الوليه كمان مفكره انى هقبل ألبس القميص اللى مفيش فيه حته سليمه، وكله مقطع أشى من عالصدر والفخاد، ده أتكسف ألبسه قميص داخلى تحت الهدوم، انا هرميه فى الزباله، بس ده ناعم جوي إكده وكمان لونه أحمر، خساره أكيد له لازمه. 


ذهبت نحو دولاب الملابس وأخرجت منامه مُحتشمه لها، عاودت النظر نحو باب الغرفه بتاكيد ثم خلعت الفستان وألقته على الفراش، وأخذت ذالك القميص بيدها وتوجهت نحو صنية الطعام، تنظر لها بإشتهاء، حملتها وضعتها أرضًا كذالك وضعت ذالك القميص جوارها ثم جلست تُربع ساقيها، وبدأت بتناول الطعام بتلذوذ... وهى تتحدث وتمدح بمذاق الطعام، نظرت الى يديها الملوثه ببقايا الطعام،ونظرت حولها الى ذالك الشرشف وكادت تُنظف يدها به لكن نظرت الى ذالك القميص قائله: 

خساره أمسح يدي فى المفرش الى كان متغطي بيه صنية الوكل وكمان خشن ، إنت إكده إكده متقطع وناعم يعنى مش خساره. 


بالفعل قام بتنضيف يدها بذالك القميص، لكن نظرت للطعام مره أخرى أغراها، لم تُفكر كثيرًا، وقامت بتذوقه مره أخري، حتى شعرت بالشبع لكن مازال يغويها منظر الطعام الشهي، ظلت تأكل، الى أن إنخضت حين سمعت صوت زاهر الغاضب قائلًا: 

إنتِ بتعملي أيه عالأرض. 


بصقت قطعة الطعام بخضه قائله: 

مش قبل ما تدخل للأوضه تخبط عالباب، وهكون بعمل أيه يعني باكل، واللى كمان الوكل حُرم. 


نظر زاهر الى فم حسني وذقنها وكذالك وجنتيها التي مازالت أثار بقايا الطعام عليهم، بإشمئزاز قائلًا: 

إنتِ وشك بياكل معاكِ زي المفاجيع اللى مشفوش وكل فى حياتهم قبل إكده، كيف الجاموسه اللى بغيط برسيم. 


نهضت حسني بغضب طفولي وقامت بتنضيف وجهها ويديها بذالك القميص قائله: 

إكده أهو نفسي إنسدت. 


نظر زاهر لـ بقايا الطعام قائلًا بإستهزاء: 

كويس إنها إنسدت قبل ما تخلصي الصنيه. 


نظرت له حسني قائله بآسى: 

حتى الوكل إنت كمان هتستخسره فيا.  


للحظه شعر زاهر بالآسى لكن نفض ذالك قائلًا: 

أنا ملقتش هدومى فى اوضتي القديمه، يظهر الشغاله نقلتهم لإهنه، هاخد لى غيار وأسيبك تكملى نسف الصنيه، بس إبقى إشربي بيبسى أو فيروز بعدها، ولا أقولك مش هيأثر معاكِ خدي فوار. 


شعرت حسنى بغيظ، وبدات تتحدث بخفوت، بينما تبسم زاهر وأخذ له غيار من الدولاب وتوجه مره أخري لـ حسني، وأخذ من يدها ذالك القميص وقام بفرده أمامها وضحك قائلًا: 

حتى قميص النوم مسلمش منك عملتيه فوطه، يلا اسيبك تكملى وكل، بس مستنيسش الفوار. 


شعرت حسني بغيظ للحظه لكن حين نظرت لوجه زاهر وجدته يبتسم تعجبت ذالك وشعرت بهزه قويه فى قلبها كم كانت ملامحه هادئه وهو يضحك ليته يظل كذالك دائمًا. 

❈-❈-❈

بغطس الليل 

تسحبت صفيه وخرجت من الباب الخلفي للمنزل، لكن إنخضت حين شعرت بيد على كتفها تصنمت بالكاد عادت براسها للخلف، تنهدت براحه وإستغراب قائله: 

مِسك أيه اللى خرجك من الدار دلوك. 


ردت مِسك: 

أنا جايه معاكِ يا ماما. 


إندهشت صفيه قائله: 

إنتِ عارفه أنا رايحه فين؟. 


ردت مِسك: 

أيوا يا ماما وهاجي معاكِ أنا عاوزه اتحدت مع الوليه العرافه دي، وأعرف إذا كانت صادقه ولا بتخرف. 


خشيت صفيه من ذالك قائله: 

لاه اوعاكِ تجولى ليها أكده لتاذيكِ،اجولك خليكِ إهنه . 


ردت مسك بإصرار: 

لاه انا جايه معاكِ، وبلاش وقفتنا إكده لحد ياخد باله من الجيران . 


إمتثلت صفيه لرغبة مِسك وذهبن الإثنين الى خيمة غوايش التى إستقبلتهن بنزك قائله: 

كل مره كنتِ بتيجي لوحدك يا صفيه ليه جيبتي معاكِ بِتك، إيه عاوزه تعطيها سِرك.  


تعلثمت صفيه ولم ترد بينما قالت مِسك: 

لاه أنا اللى عاوزه أتحدت وياكِ مباشرةً وأسألك ليه مفيش مره واحده عمل من اللى عملتيهم رفق وجاويد بجي من نصيبِ. 


تهكمت غوايش قائله: 

حظك إكده. 


ردت مِسك بشر يفوح من قلبها: 

لاه ده مش حظي،بس طالما جاويد مش حاسس بقلبي وعذابه عاوزاه يتعذب زيي، وأكيد إنت عندك سحر أقوي وتقدري بيه ، تبدلى حياة جاويد وتخلي سلوان تكرهه وتغور من إهنه بلا راجعه. 


نظرت لها غوايش ببسمه قائله: 

عيندي بس ده هيكلفكم كتير. 


ردت صفيه بتطميع: 

إطلبِ المبلغ اللى عاوزاه. 


ردت غوايش: 

بس الطلب مش فلوس يا صفيه. 


تسألت مِسك: 

وأيه هو الطلب الغالى ده. 


نظرت غوايش لهن بالتتابع قائله: 

الطلب... دم. 


إستغربن الإثنتين وظهرت على ملامحن الدهشه، تبسمت غوايش بإستهزاء وعاودت الحديث بفحيح: 

والدم لازم يكون... "دم بِت بنوت... عذراء"  

«يتبع»