-->

قراءة رواية مملكة الذئاب 2 Black الفصل 9


رواية مملكة الذئاب black الجزء الثاني 

بقلم الكاتبة زينب عماد


قراءة رواية مملكة الذئاب black الجزء الثاني

حصري على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


كانت تجلس جوار شقيقتها تحضنها بصمت مطبق لا يظهر على ملامح وجهها سوى الجمود التام....إلا أن تلك النيران المضرمه بقلبها لا تهدأ...وهى تنظر ل ليلى التى تبكى منذ خرجت من خيمة الملك الذى أصبحت عبدته...


أغمضت سابين عينيها تحاول التحلى بتلك القشرة الخارجيه من الجمود حتى يحن الوقت المناسب... فقد ستنتظر لبعض الوقت وستأخذ بثأر صغيرتها التى قاربت على الساعه وهى تبكى دون توقف...

حتى تورمت عينيها ووجهها قد مال للون القرمزى وشفتيها تشققت ونزفت بسبب كثرة ضغطها عليها...

وذلك حتى لا يستمع أحد لصوت بكائها وشهقاتها...


كما أنها كانت ترفض النظر ل سابين خجلاً وحزناً على ما تسببت بحدوثه...كانت سابين تنظر لنسختها المصغره....ولكنها لم تكن بذات البأس والقوة حتى تصمد أمام ألمها وحزنها...إلا أنها لا تنكر براعة صغيرتها بإيذاء روحها كما كانت تفعل هى...


كانت سابين تربت على ظهر ليلى بحنان دون أن تحاول إيقافها...حتى بدأت شهقات ليلى تهدأ وحدها...وقررت رفع عينيها المتورمه لتواجه عينى سابين الجامده...


نظرت سابين لعينى صغيرتها التى زبلت وذهب بهائها وشقاوتها... فقالت سابين بألم وهى تتلمس وجنتها بحزن:أتعلمين أنكِ أكثر من أحببت بين شقيقاتك... 


نظرت لها ليلى بعينين متسعه صدمةً من حديثها الذى تصرح به للمرة الأولى...إلا أن سابين ابتسمت بسخريه متألمه وهى تكمل موضحه:لأنكِ الوحيدة التى لم تتشوه كما تشوهت قلوب شقيقاتك...ولم تصل إليكِ أيدى أبيكِ ولا ضعف أمكِ....لقد كنتِ أكثرنا نقاءً ليلى لقد أخذتى منا جميعاً ما يميزه...لهذا كنتِ الأفضل...لهذا أحببتك أكثر من أى شخصاً عرفته لأننى نجحت بحمايتك ولم أسمح لأحد بأن يلوث برائتك...أتعلمى أننى قد تمنيت أن أحتفظ بكِ بعيداً عن الجميع....لأننى خشيت أن تفقد عيناكى هذه بريقها يوماً ما...إلا أننى أخطأت... 


توقفت سابين للحظات تحاول أن تتماسك بجمودها إلا أن عينيها قد خانتها وسقطت تلك الدموع التى كانت تحبسها لهذا أزلتهم بعنف وتنفست بقوة قائله: لقد أخطأت حين قررت التنحى عن حمايتك ووكلتها لمن ليس أهلاً لها...وتركتهم يقتلون برائتك ولم أحرك ساكناً...ففقدتكِ وفقدت براءة عينيكى جميلتى...إلا أننى أقسم لكِ أننى سأقتص منهم على ما فعلوه بكِ...


كانت ليلى خلال حديث سابين تنظر لها بزهول وقد عادت عينيها لتمتلأ بالدموع...وهى تقول بألم وأسف: أعتذر عما سببته لكِ من ألم...كما أننى لا أستحق كل هذا الحب ولكن أعدك أننى سأعود ليلى التى حلمتى بها...ولكن يجب أن أعاقب على خطئ أولاً لأننى أستحقه... 


أومأت لها سابين بالنفى وهى تجيبها...بينما تربت على وجنتها بحنان:بل أريد أن أرى ليلى التى تكون على سجيتها كما تحب أن تكون...وليس تلك الفتاة التى طمست ذاتها من أجل إرضائى أو إرضاء أحد غيرى...أفهمتى صغيرتى؟!...


أومأت لها ليلى بتفهم وهى تدرك المغزى من حديث شقيقتها...وقد أدركت معناه جيداً كما أنها ليست بهذا الغباء حتى لا تدرك صحه حديث سابين...لهذا هى لن تفكر سوى بذاتها وأسرتها منذ اليوم...ستعود كما كانت بالماضى ليلى سليطة اللسان التى لا تعبأ لأحد غير أسرتها...والتى لا تسمح لأحد بالمساس بكبريائها حتى وإن كان ملكاً...


❈-❈-❈


انتهى اجتماع الملوك الذى استمر ما يقارب الثلاث ساعات....وقد تم وضع خطة محكمه للوصل إلى من تسبب بكل هذه الأمور...وإيضاح دور كل واحداً منهم بهذه المهمه...وكيف سيقومون بالتواصل فيما بينهم....


كان إستيفان أول من خرج من الخيمه وأوقف أول جندى قابله...قائلاً بصوت ثابت:هل رأيت الملكة سابين؟!... 


أومأ له الجندى بالنفى مجيباً بإحترام:لم أراها سيدى ولكن سأبحث عنها فى الحال...أومأ له الملك إستيفان وظل واقفاً مكانه منتظراً خبراً عن زوجته....حتى خرج الجميع وهما يستعدون للرحيل...


وأثناء ذلك أتت ليلى بملامح جامده رغم تورم عينيها وإحمرار ووجهها وشفتيها الظاهر للعيان...تحدثت ليلى برسميه موجهه حديثها للملك إستيفان:لقد رحلت الملكة منذ ما يقارب الساعه وأكثر....وأبلغتنى أن أخبرك ألا تبحث عنها لأنها ستعود وحدها كما أتت وحدها...


أنهت ليلى حديثها مع الملك إستيفان وكادت تعود أدراجها إلى خيمتها...إلا أن ديفيد أوقفها قائلاً بتلهف لم يحاول منعه:ليلى انتظرى....قالها وهو يتقدم منها مسرعاً للإطمئنان عليها...


وحين اوشك على لمسها ابتعدت عنه خطوة للخلف ونظرت له بحده تزجره بعينيها وتأمره بأن يبتعد... فتعلقت يده بالهواء وهو ينظر لها بألم وأسف...قائلاً بتوتر لم يستطع السيطره عليه:أعتذر عما سببته لكِ من ألم ليلى...إلا أننى لم أكن أتخيل أننى قد أسبب لكِ هذا القدر الكبير من الألم يوماً ما... 


أومأت له ليلى بالنفى وهى تجيبه بهدوء:ما قلته ليس صحيح سيدى...فأنا من تسببت بإلام ذاتى لهذا يجب أن أصحح ما إقترفته من أخطاء....كما أود شكرك على ما قدمته لى طوال هذه الأعوام المنصرمه شكرا لك...قالتها ليلى بإبتسامه صادقه وهى تؤمى له بإحترام ثم إستدارت راحله...


تاركة خلفها ديفيد الذى يحاول إستيعاب ما حدث منذ لحظات...بينما كان الجميع يشاهد هذا...لم يستطع ألفين منع تلك الإبتسامه الساخره من الظهور....قائلاً بصوت سمعه جميع الحاضرين جيداً: ها قد بدأت الملكة خطتها فى أخذ ثأرها....لهذا نصيحتى فاليحذر الجميع منذ الآن...فقد تكون نهاية أحدهم قد اقتربت....


ختم حديثه وتحرك مبتعداً عن الجميع ليعود لمخيهم...فقد سأم هذا الوضع ولم يعد يحتمل البقاء كما تحرك ماثيو ودراكوس خلفه....تاركين الملك إستيفان يحاول تمالك أعصابه....فهو يدرك جيداً أن ما سيواجهه مع زوجته العزيزه....وأنه أكبر مما سيواجهه مع من تسبب بهذه الحرب اللعينه...


❈-❈-❈


كان ألفين وماثيو ودراكوس أول من وصلوا للمخيم... فقاموا بإجتماع عاجل مع السيد لوشيوس قائد هؤلاء  الرجال الذين أرسلتهم السيده بيترس...والذى تم التأكد أن رجالها من كافه أنحاء الممالك كما توقعوا... وهذا أشعرهم بالراحه لأن خطتهم ستسير كما خططوا لها....


خاصه أن السيد لوشيوس على صلة قوية بأغلبهم...

لأنه الشخص الذى كانت تبعثه السيده بيترس للإتيان بهم....والتأكد من ولائهم لها قبل نقلهم لجزيرتها الخاصه...لهذا هو على علم بماضيهم وحقيقتهم...

لهذا هم يستطيعون الوثوق بهم....


جلس السيد لوشيوس أمامهم وبدأو فى إخباره بما خططوا له...ومن طرفه أخبرهم أنهم يستطيعون الوثوق به...وأنه سيقوم بتنفيذ ما خططوا له.... وكانت الخطه المطلوبه من السيد لوشيوس كالتالى... سيقوم السيد بإرسال بعض رجاله إلى البلاد الشماليه...والتى تكون مسقط رأسهم حتى يكونوا على علم بخباياها...وكأنهم قرروا التخلى عن صفوف الجيش لرؤية زويهم أو ما تبقى منهم...إلا أنهم فى الحقيقه ذاهبون للبحث عن معلومات تخص أولئك المرتزقه ومن أرسلهم للإطاحه بملوك الشرق والغرب...


وبالوقت الذى وصل به الملك إستيفان ومن معه...كان السيد لوشيوس قد أرسل رجاله للقيام بالمهمه التى تم تكليفهم بها...وبهذا يكونوا قد انتهوا من الجزء الأول بمخططهم...بينما استعد دراكوس للسفر إلى تلك القريه التى تبعد مسيرة يومان...والتى تم قتل الأمير الصغير بها ومن بعدها مدربهم...لعله يصل لخيط يساعدهم فى الوصول إلى المتسبب بكل هذه الفوضى...كما يتمنى أن يكون ظنه بمحله ولا يكون مخطأ حتى لا تسوء الأوضاع...


❈-❈-❈


لقد انتهت الحرب...بإنسحاب الملك نيكولاس حينما أدرك فداحة خطأه...بمواجهة كلا من الملك إستيفان والملك آيدان...واللءان يمثلان القوى الأكبر فى الأجزاء الغربيه لهذه الأراضى...وأعلن أنه قرر إعادة كافه الممالك التى قام بأخذها عنوه أمام الجميع...


وبذلك انتهت أكبر حرب بهذا القرن دون أن تتم إراقة المزيد من الدماء...هكذا انتشرت الأخبار بين جميع الممالك....والتى كانت حديث الجميع الصغير منهم قبل الكبير بالأسواق ومجالس ذوى المناصب...


كانت هذه الأخبار تتداول على مدار يومان...وصل خلالهم أغلب الجنود لمواقعهم من حماية للحدود والتواجد بقواعدهم الحربيه...ومنهم من عاد لمنازلهم للإطمئنان على زويهم... 


كما أن الملك إستيفان أوشك على الوصول إلى قصره الملكى وهو عائد بنصر جديد سيضم لأعماله...لهذا استقبله جميع رجاله أمام القصر بسعادة كبيره....إلا أن سابين كانت الشخص الوحيد الذى يحتل كامل تفكيره الأن...


خاصة حين عاد لمخيمه ولم يجدها بل أخبره الجنود أنها لم تعد للمخيم وأنه لم يراها أحد....فأدرك أنها عادت للمملكة بمفردها...لهذا كان أول سؤال وجه ل ماكس الذى كان فى مقدمه أول من استقبله:أين هى سابين ماكس؟!...


تجعد ما بين حاجبى ماكس وهو يجيبه بتسأل:

أليست معك؟!..فأخر ما سمعته أنها ذهبت إليك مع الملك آيدان... 


هنا أدرك إستيفان أنها لم تعد للقصر...لهذا تخطى الجميع دون قول شئ...وذهب لمكتبه وأغلق الباب خلفه...وظل يدور بمكتبه ذهاباً وإيابا وهو يجذب شعره بغضب...وهو يلعن عقله الذى لم يفكر بعواقب ما قام به من أجل صديقه...


فقد تغافل عمداً عن تصرفات ديفيد الجارحه والقاسيه ل ليلى...ظناً منه أنه بهذه الطريقه سيعيد صديقه لما كان عليه...إلا أنه أخطأ فقد حطم ديفيد الفتاة...وهى لم ترتكب ذنب بحق صديقه سوى أنها أحبته....كما أنه لم يدرك فداحة خطأه...إلا حينما رأها بتلك الهيئة التى تقاربت بشدة من هيئة زوجته  الحبيبه حين رأها ببدايه لقائهم....


لهذا يدرك جيداً ما تسبب به من ألم لقلب صغيرته...

فمن المؤكد أن رؤيتها لشقيقتها بهذه الهيئه دمرها... 


أغمض إستيفان عيناه وقد بدأ غضبه يتصاعد وهو يلعن بصوت مرتفع وحاد...ولم يدرك أنه حطم مكتبه بأكمله إلا حينما استمع لصوت طرقات حاده على باب مكتبه...


نظر إستيفان للمحيط من حوله بعينان دامعه مائله للإحمرار من شدة غضبه وسخطه على ذاته...فوجدها مدمره بالكامل وهو يحاول أخذ أنفاسه بتثاقل...  

وبينما هو لا يعى متى بدأ يتحطيم مكتبه...عاد الطرق من جديد...


فأغمض عيناه يحاول الهدوء وهو يسير بجمود نحو باب الغرفه يفتحه للطارق...والتى لم تكن سوى السيدة بيترس وذلك لأنه لم يجرأ أحد على الإقتراب من مكتبه سواها...


دلفت السيدة بيترس للداخل بعد أن ترك إستيفان الباب مفتوحاً لها...وعاد ليقف أمام المدفأه وهو ينظر أمامه بشرود وعقله يكرر أمامه تلك النظرات التى كانت صغيرته تمرقه بها...


بينما كانت بيترس تتفقد الغرفه التى لم تعد صالحه للإستخدام البشرى...إلا أنها لم تعلق بشئ وهى تسير بهدوء نحو أحد المقاعد الذى كان بأحد الزوايا فلم يطله غضب حفيدها...سحبته بهدوء حتى أصبحت على قرب مناسب من حفيدها الذى لا يعطى لوجودها أهميه وهو شارد بعالمه...وجلست عليه بهدوء دون إصدار صوت...منتظره منه أن يعود لرشده حتى تستطع التحدث معه...


وبينما هى جالسه تذكرت ذلك الحديث الذى دار بين ألفين وماكس بالأسفل وهى فى طريقها لرؤية حفيدها...


حين كان يتحدث ألفين بإنفعال موجه حديثه ل ماكس:واللعنه لقد أخبرتك أن هذا ما سيحدث....

وماذا كان جوابك حينها...أنك لا تظن أن ديفيد قد يقوم بإيذائها فهو يحبها ويخشى إحزانها..أليس كذلك...وها هو قد تسبب بتحطيمها وطمس روحها  أتعلم كيف كانت حين رأيتها...لقد كانت تشبه ساب أتتذكره ذلك الفتى الذى دمره الجميع...ها نحن نجحنا بتدمير هذه الفتاة كما حدث ل سابين بالماضى فهنيئنا لنا...قالها وترك صديقه راحلاً وهو يلعن ديفيد وإستيفان معاً...بينما تنهد ماكس بحزن وشفقه على هذه الصغيرة التى لم ترتكب ذنب بحق أحدهم...وهو يقول بشرود:كيف هو حالك الآن ليلى؟!...وأين أنتِ سابين؟!...


عادت السيدة بيترس من شرودها وهى تقول بثبات

أخرج الواقف أمامها من شروده:فالتهدأ إستيفان من المؤكد أنها ستعود...فهى لن تستطيع العيش بعيداً عنك وعن صغارها...لهذا الحل الأمثل الآن أن تفكر بكيف ستصلح ما تم إفساده؟!..ف أنت تحتاج للهدوء والتعقل حتى تستطيع إرضاء زوجتك حين تعود والتى أعلم جيداً أنها صعبة الإرضاء...


أجابها إستيفان بسخريه لازعه وهو لايزال يعطيها ظهره:وكيف برأيك سأقوم بإرضائها...بعدما خذلتها وأهديت شقيقتها الصغيره ك جاريه لرجل أمام عينيها...توقف إستيفان عن التحدث وإستدار ليواجه جدته قائلا بتسأل:لو أنكِ مكانها ماذا كنتِ تفعلين بمن تسبب لشقيقتك بمثل هذا الألم...الذى دائما ما كنت تكافحين لإبعاده عنها...


أجابته بيترس دون تفكير وبصدق:لقمت بقتل من تسبب بإيلامها...حتى وإن كنت أكن له الحب فحبى لشقيقتى سيفوق حبى وإحترامى له...لهذا لن أكتفى بمقاطعته....بل قد أقوم بقتله خاصة إن تسبب بإيذائها لدرجه لن أستطيع إصلاحها وإعادتها لما كانت عليه....


ظهرت إبتسامه ساخره على شفتى إستيفان وهو يقول بألم:إذا يجب أن أركع أمامها مطالباً بالغفران والذى أعلم أنها لن تعطينى إياه.....فلقد حطمتها وأمام الجميع دون أن يرف لى جفن...


تنهدت بيترس وهى تستقم لتقترب من حفيدها وربتت على كتفه قائلة بمواسه:بالفعل لن تغفر لك خطأك بالبدايه...كما ستجعلك تحترق بينما هى أمامك وأنت لن تستطيع الوصول إليها....إلا أننى أعلم جيداً كيف تفكر هذه الفتاة...فإن كانت تحب شقيقتها وتضحى بروحها من أجلها....فصمتها أمام حكمك على شقيقتها أمام الجميع خير دليل على أنها تحبك أضعاف حبها لشقيقتها بل وتثق بحكمك...


تجعد ما بين حاجبى إستيفان بإستنكار قائلاً:تقولين هذا لأنك لم ترينها وهى تنظر لى بتخاذل...أومأت له بيترس بتفهم إلا أنها عادت لتقول بثقه:قد لا تدرك كيف تفكر النساء يا صغيرى....فهى قد تنظر لك بتخاذل إلا أنها بقرارة نفسها تعلم أنك قمت بالأفضل من أجل شقيقتها....وخير إثبات على حديثى أنها  تركت شقيقتها ورحلت...أخبرنى إستيف لو أن قرارك لم يكن الأفضل من أجل شقيقتها...هل كانت سابين لتترك شقيقتها وترحل؟!...أقسم أن هذه الفتاة قد تعلن حربها الخاصه لتشق عنق كل من يحاول المساس بشقيقتها حتى وإن كان ملكاً...ألست على حق؟!...


نظر لها إستيفان بهدوء وهو يفكر بحديثها وبالفعل هى على حق...فقال بتشتت:بالفعل أنتِ على حق ولكن لما رحلت إن لم تكن غاضبه من حكمى بشأن ليلى... 


أجابته بيترس بإبتسامه حانيه:أظن أن هذا ما يجب أن تعرفه أنت بمفردك يا صغيرى...انهت حديثها وهى تتركه خارجة من الغرفه بهدوء...فنظر إستيفان للسماء من شرفته وهو يتنهد بإرهاق...ويفكر بكيف سيعد صغيرته لأحضانه من جديد...


❈-❈-❈


كانت تجلس بحديقة منزل دوغلاس تستريح...بعدما أنهت عملها وصنعت دواء لهذا الرضيع الذى تعرض ل حمى شديد...وكاد يموت بين يدى والدته التى كانت تبكى وتصرخ لعل أحدهم يساعد رضيعها...فقامت سابين بإدخالها للمنزل وقامت بمساعدتها وعالجت الصغير...ولم تسمح لها بالرحيل سوى بعدما إطمئنت أن الصغير أصبح بخير...كما طلبت منها أن تعود لها فى الصباح حتى تنتهى من إعداد العلاج المناسب لرضيعها...وها هى تنتظر قدومها بالخارج منذ شروق الشمس... 


أثناء ذلك خرج دوغلاس من المنزل وهو يقول بصوت مرتفع:هل ستظلين مكانك لما تبقى من اليوم؟!..هيا حتى تتناولى طعامك...


نظرت له سابين وأجابته بهدوء:سأنتظر حتى تأتى والدة الرضيع لأخذ علاجه... 


أجابها دوغلاس بجديه:فهمت إذا فوالدة الرضيع لن تستطع طرق باب منزلنا وطلب العلاج لصغيرها.... 


إرتفع حاجب سابين بحده فهى تعلم أنه يسخر منها...

كما أنه محق بحديثه...لهذا استقامت لتتناول الطعام فهى تدرك إنها إذا رفضت تناول الطعام لن يتناول هو الأخر طعامه...وهذا ما لن تقبل به....


دلفت سابين للداخل وجلست على الطاوله...وهى تنظر للطعام بتعجب...فقد قام بصنع الطعام الذى إعتاد على طهيه لها حين كانت صغيره...خاصة حين تكون حزينه....مما جعل ابتسامه صادقه ترتسم على شفتيها وهى تبدأ بتناول طعامها بهدوء...فهى كانت قليلة الكلام منذ أتت يوم أمس للبقاء معه بمنزله...


أجل ف دوغلاس قد ترك القصر الملكى منذ بضع أعوام لأنه قد إشتاق لمنزله...وسابين والصغار كانوا يأتون لزيارته دائما....كما أنه سمع عن تلك الحرب التى خاضه كلا من الملك إستيفان والملك آيدان ضد الملك نيكولاس...


فقد كانت هذا حديث المدينه منذ بدايه الحرب...

وكان يستمع لأخبار الحرب حين كان يمر بالأسواق... خاصة حين عاد الملك للقصر بعدما إستطاع انهاء الحرب دون أن يفقد المزيد من رجاله...


يعلم دوغلاس أن هناك شئ جلل قد حدث...إلا أنه لم ولن يبادر بسؤالها عنه...فهى من ستأتى وتخبره بما حدث حين تشعر أنها تريد التحدث...لهذا ظل يتناول طعامه هو الأخر بهدوء حتى قاطعهم طرق أحدهم على الباب... 


فقال دوغلاس بأمر وهو يستقيم ل سابين التى كادت تستقم لفتح الباب:أكملى طعامك أنا من سأفتح الباب... 


وذهب لفتح الباب وسمح للسيدة بالدخول....نظرت لها سابين بهدوء وقدمت لها العلاج قائلة بهدوء:هل تحسنت صحه الصغير؟!...


أومأت لها السيدة بالإيجاب وهى تقول بإمتنان:أجل لقد أصبح بخير والفضل يعود إليك سيدتى...أومأت لها سابين بإبتسامه هادئه..بينما أخذت السيدة الدواء ورحلت...


وعاد دوغلاس لإستكمال طعامه...نظرت سابين له وهو يتناول طعامه بهدوء...فقالت بهدوء:ألن تتسأل عن سبب تواجدى هنا بينما زوجى قد عاد توا من حربه.... 


توقف دوغلاس عن تناول طعامه وهو يجيبها بذات الهدوء:من المؤكد أنه أغضبك كثيراً حتى تقومى بمثل هذا الأمر...لهذا تركتيه بمثل هذا الوقت حتى تغضبيه كما أغضبك...أليس كذلك؟!... 


ابتسمت سابين بسخريه وهى تجيبه:أجل أنت محق لقد أغضبنى...ولكن هذه المرة جرحنى دون أن يشعر ولم يعبأ بألمى....لهذا كان يجب أن أبتعد حتى لا أتسبب بحدوث كارثه....تجبره على الأختيار بينى وبين أحد أصدقاء طفولته...


تنهد دوغلاس بسأم وهو يقول:حسنا فالتخبرينى بما حدث...حتى استطيع الحكم إن كان ما قام به يستحق غضبك أم لا...


أومأت له سابين وهى تقص عليه ما حدث...من بدايه إختفاء الصغار حتى تركها ل ليلى بمخيم الملك نيكولاس وقدومها إليه...وبعدما انتهت لم تتلقى تعليقاً من دوغلاس...الذى ظل ينظر لها بزهول يحاول إستيعاب ما قالته سابين...


حتى قال بصدمه لم يستطع إخفائها:إذا أنتِ تخبرينى أن الصغيرة ليلى قد أصبحت جاريه للملك نيكولاس لعام كامل يفعل بها ما يشاء...وأنتِ لم تحركى ساكن...


اتسعت ابتسامه سابين وهى تجيبه:ها أنت قلتها دوغلاس وأنت هو الأقرب لقلبى وأكثر من يفهمنى فما بالك بالجميع...كيف سينقبلون هذا الخطأ الفادح الذى إرتكبته سابين...توقفت سابين لتأخذ أنفاسها فى محاولة منها للتسلح بالهدوء...إلا أنها لم تستطع وهى تشعر بذلك النصل الحاد المتواجد بأعمق جزء بروحها يؤلمها...ويجعلها تجعل بصعوبه فى التنفس... 


لهذا تحدثت بجمود لتمنع ذاتها من الأنهيار:لقد فعلتها وتركتها لتتلقى عقاب ما أخطأت به...بينما أنا أختباء هنا حتى لا تسألنى أمى عن ليلى...وأنا لا أعرف بماذا أجيبها هل أخبرها أن إبنتها الصغيرة كادت تسير على نفس خطاى والسبب أنها إتخذت منى قدوة لها...أم أخبرها بفشلى فى حماية صغيرتها التى إستأمنتنى عليها...كانت عينى سابين قد امتلأت بالدموع حين انتهت من حديثها...وهى تنظر له بألم لم تستطع إخفائه...


أدرك دوغلاس خطأه فقال مصحح حديثه وموضحاً وجهة نظره:لم يكن مقصدى من الحديث ما فهمته يا صغيره...بل أنا لازلت منصدم من سماحك له بأخذها حتى وإن كانت ليلى مخطأه...فهذا ليس من شيمك... 


أجابته سابين بثبات:أعلم وهذا ما كدت أفعله...ولكن ذلك الضعف الذى أصبح ملازم ل ليلى بسبب قربها ل ديفيد...والذى غير منها حتى جعلها شخص لا أعرف مهيته.....ولقد حاولت كثيراً تنبيهها إلا أنها لم تكن تستمع لى...لهذا وجدت برحيلها سبب فى عودتها لذاتها التى طمستها من أجل ديفيد...كما لن أنكر أن حكم إستيفان كان المنقذ لها فلم يكن هناك خيار سوى إعدامها لخيانتها أو إستعبادها لما تبقى من عمرها...لهذا أنا لست ناقمه على إستيفان من أجل حكمه...بل لأنه سمح لصديقه بإيذاء صغيرتى...وهو لم يفكر بمنعه...بل سمح له بإكمال مهمته فى تحطيمها حتى جعلها لا تصلح لتكون شخصاً طبيعياً...


أومأ لها دوغلاس بتفهم وهو يعود ليسألها من جديد: إذا ما الذى توصلت له ماذا أنتِ فاعله؟!...


أجابته سابين بثبات:سأفعل ما يجب على الشقيقه الكبرى أن تفعله....سأقتص ممن تسبب بتحطيم صغيرتى ولكن بطريقتى الخاصه...وأمام الجميع دون أن أسمح لأحد بإيقافى...


تجعد ما بين حاجبى دوغلاس بتسأل وهو يقول: وكيف ستقومين بهذا؟!...


أجابته سابين بجمود وإصرار:سأطالب بمقاتلة ديفيد فى مبارزة حتى الموت...


يُتبع..


لـ قراءة روايات أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة