-->

قراءة رواية جديدة نعيمي وجحيمها - الخاتمة - 2

 

قراءة نعيمي وجحيمها كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية نعيمي وجحيمها رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل ونصر


رواية نعيمي وجحيمها

تابع قراءة الخاتمة


العودة للصفحة السابقة



في منزل المزرعة الذي سيقام به حفل عيد الميلاد للتوأم رنا و رامي، عاد جاسر من سفرته الخارجية التي قام بها منذ يومين، ليجد والدته هي من تشرف على تحضيرات الحفل بالحديقة مع العمال التي كانت تعمل كخلية نحل حولها وبأمر منها .

- صباح الخير يا ست الكل.

التفت اليه هاتفة بفرح:

- جاسر .

اقترب منه يقبلها على وجنتيها وهي تستقبله بغبطة قائلة:

- الف حمد الله ع السلامة يا حبيبي، هو انت مش المفروض كنت توصل هنا من امبارح؟

أومأ برأسه يجيبها بلهاث:

- اسكتي يا أمي دا انا عملت المستحيل عشان ارجعلك دلوقتي، حركة الطيران كانت واقفة من امبارح عشان المظاهرات والإعتصامات ولولا علاقات مصطفى عزام بالمسؤلين هناك في البلد دي، انا ما كنت هقدر ارجع غير لما المشكلة دي تتحل، وساعتها بقى كان هيفوتني حفل عيد ميلاد الأولاد .

جزعت لمياء وبدا على وجهها القلق وهي تلمس بكفيها على وجه ابنها وذراعيه، لتتمتم سائلة؛

- طب وانت كويس يا حبيبي بقى، ولا اتعرضلك أي حد هناك؟ يا نهار أبيض يا جاسر صحيح، هو انت إيه اللي خلاك بس تسافر في الوقت ده؟ وانت عارف ان البلد دي في اضطرابات. 

ربت على كفها يجيبها بلهجة مطمئنة:

- يا حبيبتي اطمني بقى انا زي الفل قدامك اهو، المهم بقى هو الوالد والولاد فين؟ وزهرة صحيت ولا لسة؟

ردت لمياء:

- روح لمراتك يا حبيبي وشوفها، إنما بقى لو عن ولادك فدول مع جدهم بيفرجهم ع الخيل، ما انت عارف والدك ، واخد الولاد حصري 

قالتها لمياء بغيظ رسم ابتسامة مرحة على وجه جاسر والذي تحرك يستأذنها:

- طب انا هروح اشوف زهرة الأول وبعدها اروح لعامر الريان، الراجل الأناني ده.

ختم بضحكة وتركها لتتابع ما تفعله، وقد عبست ملامح وجهها مع تذكرها لأفعال عامر في المنافسة الغير شريفة على الإطلاق لكسب صف الأطفال نحوه..


❈-❈-❈ 


وفي غرفتها في الطابق الثاني جلست شاردة تضع كفها على وجنتها ويبدوا على هيبتها الهم، حتى لفتت نظر  هذا الذي اقتحم الغرفة بهدوء يبتغي مفاجأتها، حتى شعرت بخطواته داخل الغرفة لتنتفض صارخة فور رؤيته:

- جاسر .

على الفور أسرع يتلقفها بأحضانه مشددًا بذراعيه يقبلها باشتياق واحتياج، اسبوعين قضاهم في سفرته  لبحث عدد من المشكلات التي تواجه استثماره في إحدى الدول الأجنبية والتي تحدث فيها اضطرابات سياسة هذه الأيام ، عدة أيام مرت في غيابه عنها وعن مسكنه بحضنها وكأنها دهرًا، كان يتأوه ويهمس بشوق يقتله:

- اه وحشتيني وحشتيني أوي...

أرفق كلماته بطبع القبلات على ملامحها الحبيبة ليستقر بعد ذلك بشفتيها حتى استفاق لينزع نفسهِ فجأة ويسألها:

- هو انتي كنتي حزينة ليه من شوية صحيح؟

-هه

رددتها بتوهان وهي تبتعد عنه بارتباك مردفة:

- وانا إيه اللي هيحزني بس يا جاسر؟ انا زي الفل قدامك اهو.

هروبها المكشوف بعيناه عن مواجهة خاصتيه، وارتداداها للخلف مع اختطاف لون وجهها جعله يهتف محذرًا:

- زهرة، جيبي من الاخر كدة ، عشان انتي هيئتك أساسًا فاضحة كدبك، ايه اللي مزعلك قولي .

صاح بالاَخيرة حازمًا ليزيد من ارتباكها، فقالت بتردد وهي تعض على طرف إبهامها وكأنها طفلة صغيرة:

- مستعدة اقول بس توعدني الأول انك متضحكش عليا.

عقد حاجبيه يسألها باستغراب:

- هو الموضوع فيه ضحك كمان؟

صاحت به بجدية:

- اوعدني يا جاسر انك متضحكش عشان انا عارفاك.

هز برأسه يجاريها وبداخله يقتله الشغف للمعرفة، فتحركت لتعود للمكان الذي كانت جالسة به على طرف التخت، ثم تناولت شيئًا ما لتعطيه له، عقد حاجبيه وهو يتناول هذا الشئ المعروف لفحص اختبار الحمل، وقد بدأ يخمن، لتجحظ عيناه فور أن رأى الخط الوردي الذي كان واضحًا بشدة ف تهلل وجهه ليرفعه إليها وقد ظنها تمزح، ولكن مع رؤية هذا البؤس الذي ارتسم على ملامحها، حاول ان يدعي الجمود او الإنتظار لسؤالها، ولكنه لم يقوى على كبت فرحته ليهز رأسهِ أمامها بتساؤل وملامحها تتحول للبكاء مرددة:

- طلعت حامل يا جاسر، طلعت حامل.

إلى هنا ولم يقوى الكبت فانطلقت ضحكة مجلجلة منه، أثارت إستيائها لتصيح به :

- انا كنت عارفة من الأول ، انك هتنقض وعدك، كنت متأكدة إنك هتضحك يا جاسر

ضمها يشدد بذراعيه عليها ليُخمد رفضها للمسته مع عدم مقدرته للتوقف عن الضحك، حتى تمالك قليلَا ليقبل أعلى رأسها ويخاطبها بمهادنة:

- يا بنتي اهمدي بقى، هي دي حاجة تستاهل الزعل دا كله .

هدأت بعض الشئ لتستطيع الرد عليه:

- ما هو دا مكانش اتفاقنا يا جاسر ، إحنا كنا متفقين تستني تلت اربع خمس سنين، بعد جوز التوأم  دول اللي كرهوني في الخلفة اساسًا.

رد وهو يعطيها حريتها لتقابله بوجهها:

- انا معاكي يا ستي، بس نعمل ايه بقى؟ دي حكمة ربنا،  هنرفض رزق ربنا بقى ونقول مش عايزين 

رددت مستنكرة على الفور :

- لا طبعًا استغفر الله العظيم يارب، إيه اللي انت بتقوله ده يا جاسر؟!

قالتها لتبتعد وتضع كفها على عيناها بيأس قائلة وهي تعود لجلستها على طرف التخت:

- بس انا تعبت أوي يا جاسر في العيال دي، وكنت حاطة في بالي إني مش بس أجل، لا دا انا قررت إني هكتفي بيهم على كدة.

ناظرها من أسفل أجفانه من علو بعتب يقول :

- يعني انتي استكفيتي بالعدد وقررتي من نفسك،  ومع ذلك كنتي بتهاودي بابا في كل مرة يطالبك بأحفاد زيادة.

رمقته من محلها بغيظ تجيبه:.

- امال يعني عايزني اكسفه يا جاسر ولا اصدمه، طب اهو حصل اللي هو عايزه رغم كل الاحتياطات اللي عملاها، فادني إيه بقى القرار اللي خدته مع نفسي؟

جلس بجوارها على طرف التخت بقول بمناكفة:

- عشان ربنا بيحبه وعايز يراضيه حتى لو مرات ابنه، دماغها غير كدة.

حدجته بنظرة حانقة ليشاكسها بمرح:

- لا لا بلاش النظرة دي ارجوكي، دا انا راجع من السفر،  بقى دا يرضكي تقابليني بالبكا كدة، يرضيكي يا زهرة؟

لانت ملامحها مع قوله لتشعر بالأسف تجاهه، فقالت بتأثر:

- بس انا تعبت اوي يا جاسر في الولادة الأخيرة،  ولا انت مش فاكر؟

- مش فاكر دا إيه ؟!

ضحك ساخرًا بتفكه ليتابع بنبرة ذات مغزى:

- دا انا طلع عيني مع تحمكات لميا هانم اللي زادت الضعف، وبتقوليلي أنسى! أنسى ازاي بس؟

استجابت تبتسم متذكرة بالفعل معاناته في الانفصال عنها لغرفة ثانية بالأمر،  في كل مرة أصابها التعب في الحمل بالطفلين المتعبين، اثناء الحمل وبعده، لتقول بتشفي ضاحكة:

- أحسن امال انا اتعب لوحدي يعني؟

تبسم لها بذهول مردفًا:

- الله يا ست زهرة، دا انتي طلعتي شريرة وبتفرحي في جوزك كمان؟

زادت بضحكاتها لتميل عليه وتحتضنه بذراعيها تقول بتنهيدة كييرة:

- امرنا لله بقى .

-،ونعم بالله

قالها جاسر وهو يشدد هو عليها بذراعيه أيضًا ليغمغم  بخبث:

- يا فرحة عامر باشا لما يعرف بالخبر.


❈-❈-❈ 

- حاسب يا ولد لاتوقع اختك، وتعالى هنا اقف جمبي .

هتف بها عامر نحو التوأمين المزعجين الذين كانا يتسابقان في الركض من خلفه في المساحة الخضراء الشاسعة وهو واقفًا يستند بذراعه على السور الخشبي يتابع مجد أكبر احفاده يمتطي الحصان الأسود ويتريض به بمساعدة السائس ( مدرب الخيل) والذي هتف بدوره لعامر:

- كفاية كدة يا عامر باشا تدريب النهاردة؟ ولا نكمل؟

سبقه مجد بالرد:

- لأ نكمل طبعًا، انا عايز اكمل يا جدو. 

ضحك له عامر ثم التف للسائس يخاطبه:

- نص ساعة تاني يا كامل، عشان برضوا ما نشدش في التدريب عليه، شوية شوية يا قلب جدو .

أومأ له مجد برأسهِ ليبادله عامر بابتسامة يغمرها الزهو قبل أن يلتف على صيحة صغيرة من خلفه، ليجد الصغيرين المزعجين قد اشتبكو في الشجار بالأيدي وشد الشعر، هدر عامر بصوت حازم:

- انت يا ولد انت سيب اختك وتعالي، وانتي يا بنت نفس الأمر. 

حينما لم يستمعا هدر محذرًا بصوته الجهوري :

- ولد انا بقول إيه؟

اذعن رامي بترك شعر شقيقته وهي أيضًا، قبل ان يقتربا من جدهما بطاعة، ليدنو عامر بجسده نحوهما،ثم قال بصوته الجاد:

-مش عيب تبقوا اخوات وتتخانقوا مع بعض؟

عبس الطفلين يغمغمان بكلمات حانقة بعضها فقط المفهوم، ليردف عامر بشدة:

- دا انتو توأم يا أغبيا ويدوبك سنتين، امال لما تزيدوا شوية هتعملوا إيه؟ هتاكلوا بعض؟

قال الآخرة بنبرة مرحة أثارت الأبتسام على وجوههم، ليرددها بأسلوب فكاهي عدة مرات حتى اصبحت ضحكاتهم الطفولية تصدح بصوت عالي أسعد عامر ليخرج لهم من جيب حلته نوع فاخر من الحلوى، هلل الأطفال لمجرد رؤيته، فقال محذرًا:

- هتصالحو بعض ومفيش خناق تاني .

اطعن الأمر بهز رؤسهم، ليتابع بتحذير:

- وهتيجوا جمبي هنا وتتفرجوا على اخوكم ساكتين بأدب، لحد اما يخلص تدريبه.

هزهزن برؤسهم مرة أخرى بحماس، ليُعطي عامر لكل واحد منهما قطعة الحلوى المحببة فتصدر اصوات الفرح منهما، ثم يسألهما كالعادة:

- مين أحلى حد في الدنيا؟

- جدو عامر .

صرخ بها الأطفال ليتابع بسؤاله الاَخر:

- مين أغلى واحد عندكم انتو الاتنين. 

رددا بنفس الاجابة :

- جدوا عامر .

ضحك بانتشاء يستقيم بجسده ليسحبهما معه للوقوف ومتابعة مجد الذي كان يبعث بالابتسامات لجده، ليهتف عامر بمرح:

- يارب تزيدوا كمان وكمان، ويخليني ليكم .


❈-❈-❈ 


في المساء 

كان يتوافد المدعوين تباعًا من الأقارب والأحباب في حديقة منزل المزرعة الذي يقام فيه هذه المرة حفل عيد الميلاد للطفل الأكبر لجاسر الريان، مجد ، والذي يتعامل بهيبة تتعدى سنوات عمره الخمس، يتلقى التهاني برزانة ورثها من أبيه، رغم دلال عامر ولمياء الدائم له، حتى أنه كان يقف وسط الأطفال يراقب شقيقيه الذان لا يكفان عن الشجار وافتعال المشاكل، مما جعل زهرة تصيح عليهما في إحدى المرات، بعد أن أوقع رامي شقيقته:

- إنت يا حيوان يا غبي، مية مرة اقولك ابعد عن اختك، مش هقعد انا طول اليوم وراك إنت وهي بس .

رد رامي منفعلًا بحروف ناقصة:

- مليس دعوة، هي اللي بتوقف قدامي. 

هتفت رنا بدفاعية ووالدتها ترفعها عن الأرض تنفض لها فستانها المزين بالورود ذو حمالة واحدة على الكتف:

- أنا يا لامي، حلام عليك يا سيخ.

جزت زهرة على اسنانها تهدر بهما :

- واحد الدغ في ش بينطقها س والتانية لدغة في معظم الحروف، هتجننوني معاكم، اهمدوا بقى وخلو اليوم ده يعدي على خير .

- يا نهار ابيض، دا صريخك إنتي دا يا زهرة؟ انا مش مصدقة، والنعمة ممصدقة .

هتفت بها كاميليا والتي أتت مع زو جها لتصطدم بهذا الوجه الجديد لزهرة، خلافًا لطبيعتها الهادئة دائمًا، التفت لها الأخرى لترحب بها وطارق وابنتهما التي قبلتها بحب عدة مرات لتقول بعد ذلك :

- لا صدقي يا حبيبتي، اللي تخلف جوز مصايب زي دول، لازم تتحول وتبقى بني أدمة تانية، غير اللي تعرفوها اساسًا. 

- تدخل طارق معهما:

- لا انا متهيألي الواد رامي هو اللي مسلط اخته، انا شفته قبل كدة في كذا موقف، عنده سنتين لكن حرباية.

ضحكت زهرة تستجيب للمزاح وهي تردف:

- لا ورنا كمان ميغركش السهتنة اللي هي فيها، دي مصيبة.

وصل جاسر ليعقب على الحديث الدائر:

- بتزموا في ولادي ليه؟ دول أشقيا ، محدش فيكم شاف قبل كدة اطفال اشقيا .

- يا عم انت كمان. 

هتف بها طارق قبل ان يقترب، ليعانق صديقه بترحيب ذكوري قبل ان ينزل بأبصاره نحو مجد الذي وقف بأدب ينتظر التهنئة ف اقتربت كاميليا تقبله على وجنته قائلة بمرح:

- يا أهلًا بالقمر، إيه يا بني الحلاوة دي؟ كل سنة وانت طيب يا حبيبي .

تبسم مجد يتقبل تغزلها ليجيبها بخجل:

- مرسي يا طنت ربنا يخليكي. 

رددت خلفه كاميليا بإعجاب وطارق يهنأه أيضًا:

- يا حبيبي، كلمة طنت طالعة من بوقك زي العسل، إيه الجمال ده؟

عقب طارق ممازحًا:

- بس بقى يا ست انتي، وراعي ان جوزك واقف جمبك الله.

قالها لثير ضحكات الثلاث، أما مجد فقد وجه انتبهاهه لفريدة مرحباً:

- إزيك يا فريدة.

ردت الصغيرة ذات الثلاث سنوات بدلال فطري، تتمايل بفستانها وهي ممسكة بكف أبيها:

- اهلا يا مجد، كل سنة وانت طيب.

- وانت طيبة.

قالها لتلتف إليه والدته:

- خد فريدة القمر دي وروح العبوا مع الولاد يا مجد، وتعالوا انتوا يا جماعة معايا .

علق طارق :

- طب والهديا ياخذهم الأول وبعدين يمشوا. 


❈-❈-❈ 


بعد قليل

كانت الجلسة مكتملة بمعظم الأفراد من المدعوين تحت مظلة كبيرة تزينيت بالإضاءة الملونة والبالون وشرائط الزينة، والأطفال في الجانب الاخر من الحديقة بالقرب منهم يقمن باللهو والرقص أنغام الدجي، عامر وعليه ورقية ولمياء في جانب وحدهم وسمية وبناتها ومحروس بالقرب منهم مع إحسان، طارق والذي كان يتبادل الحديث المرح مع خالد وإمام ، اما جاسر ومصطفي عزام فكانا في جانب وحدهم يتناقشان في أمر ما يخص العمل قبل، أن تدلف زهرة ومعها غادة ونور زو جة مصطفى عزام وكاميليا أيضًا، بعد ان نظمن الاطفال حول المائدة الصخمة؛ التي ارتصت عليها اصناف الحلويات وقالب الجاتوه الكبير الذي تزين بشموع بعدد سنوات عمر مجد ، فهتفت زهرة مصفقة بكفيها للإنتياه:

- يا جماعة، كله كدة يقوم من مكانه عشان دا الميعاد اللي هنطفي فيه الشمع .

تفكه خالد بقوله:

- ولازم يعني نطفي كلنا يا بنت اختي، ما تطفوا كدة مع نفسكم، وهتيلي انا طبقي معاكي وانتي جاية، ونبقى نجاملكم في الأفراح ان شاءالله 

صدرت الضحكات من حولهما فهتفت زهرة ترد:

- دا انت بالذات لازم تقوم، قوم يا خالي بطل كسل بقى، ما تقوميه يا استاذة نوال .

تدخلت رقية:

- سيبيه يا ختي، دا باين الراحة قلبت معاه بتناحة والبركة في المسهوكة مراته دي.

شهقت نوال متفاجئة لتخبئ وجهها من الخجل وهي تضحك، لينهض خالد على الفور قائلًا:

-صلي ع النبي يا رقية بلاش فضايح هو انتي متستريش أبدًا. 

نفت برأسها ضاحكة بمشاكشة، ليهتف عامر بدوره:

- طب حيث كدة بقى، يبقى تعالوا كدة نتجمع مع بعضينا وناخد صورة جماعية، مدام مفيش فينا حد غريب وكلنا حبايب مع بعض 

تدخلت لمياء:

- والصورة التانية تبقى للأولاد معانا كمان. 

أومأ المعظم بالموافقة، والتفوا للتجمع في جهة واحدة، حتى نظمهم المصور الخاص بالحفل، النساء في الأمام ورقية بكرسيها في الوسط، الرجال في الخلف يتوسطهم عامر، 

عقب التقاط الصورة الأولى تكلم جاسر :

- طيب قبل ما ناخد الصورة التانية ونجيب الأولاد، انا حابة اقول على خبر أسعدني النهاردة.

التفت الرؤس نحوه باهتمام، ليجيب بانتعاش وعيناه تطالع زو جته التي اسبلت أهدابها بخجل:

- زهرة حامل في الشهر التاني، الحفيد الرابع في السكة يا عامر باشا.

- الله اكبر .

هتف بها مهللًا عامر ليتبادل التهاني والمباركات بهذا الخبر السعيد مع الجميع حتى أصبح يطلق بنفسه  الألعاب النارية مع الأولاد الصغار، قبل ان يهدأ من جنونه قليلًا وتأخذ الصورة الجماعية للكبار مع الأطفال، 

لتضم طبقات مختلفة امتزجت مع بعضها البعض لتكون خليطًا سعيدًا بين الغناء الفاحش والفقر الشديد، الوسط المخملي وابناء الشعب الكادحين، لا فرق بين زو جة لأمير، وأخرى لوزير أو حتى لغفير، الجميع واحد .


.... تمت......



إلى حين نشر الرواية الجديد للكاتبة أمل نصر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة