-->

قراءة رواية جديدة نعيمي وجحيمها لأمل نصر الفصل 69 - 2

 

    رواية نعيمي وجحيمها 

بقلم الكاتبة أمل نصر



رواية جديدة تنشر حصريًا من قصص و روايات

الكاتبة أمل نصر

تابع قراءة الفصل التاسع والستون


العودة للصفحة السابقة




-يعني انتي كلمتي البني ادم ده من ورانا؟ بعد ما اتقطعت صلتنا بيه، ومبقاش ما بينا وما بينه غير المحاكم، عشان تيجي دلوقتي تبجحي في اختك وتقولي انها ظلمت واحد بريء، بقى دي جزاتها معاكي انتي واخواتك يا رباب؟ بعد كل اللي عملته عشانكم....

قاطعته المذكورة بحدة غير مبالية:

-إيه هو بقي اللي عملته عشانا؟ لانها صرفت وساعدت معاك تبقي خلاص تتحكم فينا وتسوقنا على كيفها، ومحدش بقى يستجرأ يرفع راسه ولا يعلي صوته عليها، ليييه؟ هو حضرتك مكنتش بتصرف علينا خالص،ولا انت سايب المسؤلية للأمورة ام مرتب كبير تصرف هي من جيبها وانت رافع إيدك عننا خالص.

-إنت بنت قليلة الأدب.

صاح بها هادرة ليوقفها عن استرسالها وتبجحها المبالغ به، وفي شقيقتها، والتي تسمرت تطالعها بذهول لا تصدق أن من يتحدث الاَن هي رباب نفسها التي تعرفها بل وربتها على يديها، لا بل هي واحدة أخرى وليست شقيقتها التي تعلمها جيدا.


❈-❈-❈ 


ترك هاتفه واستقام بظهره ليعود للخلف بجلسته مسترخيًا على مقعد مكتبه في الشركة الجديدة والتي أسسها حديثًا، فور خروجه من المشفى وقد بدأ بإجراءاتها اثناء رحلة علاجه بها، يشعر بعودة الثقة لذاته من جديد، فكرة ارتباطه ب رباب اتضح مع الوقت انها أشد الأشياء فاعلية، ف الفتاة صغيرة لم تأخذ بيده أكثر من جلسة لأقناعها، مستغلًا انبهارها الدائم به، مع لمس هذا الجزء من عاطفتها، ود لو يشكر قريبه امين والذي جعله ينظر إليها كأنثى بعد أن ابدى هو إعجابه بها، ليرى أنها بالفعل رائعة الجمال، حتى وإن كانت ليست بفتنة شقيقتها الكبرى، ولا حتى تملك هذه الضحكة الرائعة كالتي سمعها قريبًا في الهاتف، والتي ارقت ليلته بعدها، ولكنها صغيرة وعقلها سهل التطويع، لقد كان تفكيره في بداية علاقته بها شئ تطور مع الوقت ليتوغل ويصبح شيئًا اَخر، يقارب التملك! ويساهم في تحقيق رغبته الأساسية، في الانتقام لكرامته.


❈-❈-❈ 


في غرفة الطفل كانت تطعمه اثناء حديثها في الهاتف مع نوال وجدتها التي عادت إلى منزلها منذ أيام، وهي تسألها الان عن صحة الطفل:

-كويس والله يا ستي.... ولما هو وحشك يعني يا رقية سبتيه ليه؟....... هههه عارفة والله يا حبيبتي إن راحتك في بيتك بس انا البيت فضي عليا بعد ما مشيتوا كلكم....... حاضر هجيلكم قريب، انا اساسًا عايزة اخرج واغير جو.... حاضر يا حبيبتي.

شهقت تقطع جملتها على اثر مفاجأة جاسر بأن باغتها بقبلة على وجنتها جعلتها تلتف بحرج نحو مربية طفلها التي كانت ترتب ملابس الصغير في خزانته، لترمق جاسر بنظرة محذرة كي ينتبه ولكنه شاكسها يلاعب حاجبيه حتى أنه طبع قبلة أخرى، كتمت ضحكتها لتنهي الإتصال على عجالة، وبعدها التفت للمربية:

-اخرجي دلوقتي انتي يا عزيزة، ولما اعوزك هبقى اطلبك.

-تحت أمرك يا هانم .

قالتها المرأة بأدب قبل أن تخرج مذعنة للأمر، لتفاجأ بجاسر الذي جلس على الفور على طرف الكرسي يقول بمرح:

-كويس انك خرجتيها عشان نبقى لوحدنا. 

-ياراجل.

قالتها لتفاجأ به يقبلها على أعلى رأسها، ويسحب بأنفه رائحتها بعشق، ثم نزل بشفتيه يمررها على صدغها ووجنتها، ف خرج صوته المتحشرج بشوق:

-وحشتيني يا زهرة وحشتيني اوي.

تبسمت مستجيبه لهمساته، رغم ادعائها الحزم بقولها:

-خلي بالك انا لسة شايلة الولد بإيدي، ثم إن المربية كمان ممكن تدخل علينا كدة من غير إستئذان والباب مفتوح.

قرب وجهه ليصبح مقابل وجهها، ليقول بجدية وعيناها اشتعل بها الشوق بعنف نحوها:

-خلي بالك احنا فترة طويلة اوي حتى مش عارفين نكلم بعض.

ردت بجدية هي الأخرى رغم استغرابها:

-طب ما هو دا الطبيعي، عشان ظروف الحمل والولادة ومشغالك انت كمان.

-أممم 

زام بفمه مطبقًا شفتيه وعيناها ضيقها بادعاء التفكير، ثم قال:

-طب خلي بالك بقى يا حلوة، احنا دلوقتي فضينا لبعض، اينعم انا مش قادر اخلص من المشاغل اللي اتكومت فوق راسي، بس انا برضوا مش هسيب حقي!

-يعني إيه؟

سألته بتوجس وابتسامة مستترة، ليجيبها بصرامة لا تقبل النقاش:

- يعني انا دلوقتي مضطر اخرج في اجتماع زفت مع وفد أجنبي زفت برضو، ارجع من الزفت الاقيكي صاحية يا زهرة، حتى لو ع الفجر، فاهمة ولا لأ؟

-حاضر فاهمة فاهمة .

رددتها بمهادنة له، لتنطلق ضاحكة مع مزاحه معها، غافلين عمن وقف يتصنت بجوار الغرفة ويسمع حديثهم. 


❈-❈-❈ 


-إنتي متأكدة من كلامك دا يا عزيزة؟..... يعني هو هيتأخر النهاردة، ...... تمام اوي إجهزي بقى ع اللي اتفقنا عليه، وخليكي ع الفون تستني الأمر مني .... صحصحي يا عزيزة مش عايزة غلطي، هبعتلك الراجل بتاعي تفتحيلوا الباب الخلفي زي ما اتفقنا وانتي عارفة الباقي، سامعة الكلام ولا هتبوظي الدنيا وتروح عليكي المية ألف اللي اتفقنا عليها؟ انتي عارفة اني محدش هيقدر يقربلي، انتي اللي هتخسري لو غلطتي....... تمام اوي، اقفلي بقى وخلي التليفون دايما في إيدك......سلام.

انهت سريعًا لتهتف بصوتها على احد الحراس:

- يا مصيلحي، إنت يا مصيلحي

أتى الرجل يجيبها على الفور:

-افندم يا ميرفت هانم اؤمري.

نظرت إلى الرجل تخاطبه بحزم:

- جهز كل رجالتك عشان افهمكم هتعملوا إيه، واندهلي فهمي صنارة، عشان اَخيرًا جه وقته!


❈-❈-❈ 


- وحصل إيه بعد كدة؟

سألها طارق عبر الهاتف وقد اوجعه الحالة كانت عليها، لتجيبه بصوت خرج بصعوبة، وهي تحاول التمالك بعد نوبة البكاء التي انتابتها فور اتصاله بها:

- بابا حكم عليها متخرجش الجامعة وأخد منها التليفون، عشان متكلموش ولا تقابلوا تاني.

رد طارق با ستنكار:

-بس دا مش حل يا كاميليا، البنت لازم ترفضه من نفسها. 

هتف إليه بقلة حيلة:

-انا عارفه انه مش حل، بس نعمل إيه بقى؟ بابا دخل بالصدفة سمع الكلام، ولما واجهها ردت بعند وأسلوب شديد معاه، من غير ما تقدر غضبه، وكانها بتدافع عن قضية حياتها، انا مش عارفة البني أدم ده إمتى لحق يتوغل كدة في تفكيرها ويسيطر على عقلها؟

رد طارق من جهته بتأثر:

-كارم حاد الذكاء يا كاميليا، وانتي عارفة كويس قوي إنه مبيضيعش وقت، هو اكيد استغل عمرها الصغير ومدام دخلها من ناحية الشفقة والمظلومية، يبقى عرف كويس يأثر عليها، دا شيطان في صورة إنسان، بس احنا لازم نفكر نشوف حل مع البنت، ونقرب منها الأيام اللي جاية دي.

تنهدت طويلًا ثم ردت تقول بإصرار:

- هو دا فعلًا اللي انا بفكر فيه، هحاول بقدر الإمكان ارجع ثقتها فيا، يارب اقدر اعرف اشيل السموم اللي دخلها براسها، المهم دلوقتي، ممكن تفضل معايا يا طارق، اصل انا تعبانة قوي ومع ذلك مش قادرة انام والتفكير هيفرتك دماغي.

وصلها صوته الحنون:

-ولا يهمك يا حبيبتي، انا هفضل معاكي ان شاالله للصبح، حمد لله بقى، ماليش دور في الاجتماع بتاع جاسر النهاردة،  مصطفى عزام سد عني أوي في الحتة دي.


❈-❈-❈ 


أمام منزل عامر الريان والذي يضم عائلته الصغيرة الاَن في غيابه، كانت الأجواء هادئة، الحراس على وضعهم الطبيعي، كل فرد منهم في منطقة عمله، وحالة الأمن لا يشوبها شئ، حتى مرور هذه السيارة الغريبة السوداء في هذا الوقت المتأخر من الليل، بعدد من الرجال الملثمين بها، يخرج فردين منهم عبر نوافذها بأسلحة نارية ثقيلة تنطلق دون انذار على رجلين من الحراس عشوائيًا ليسقطوا ارضًا أمام اقرانائهم، مع وقع المفاجأة هرول البقية يطاردون السيارة التي اختفت بسرعة البرق بعد أن أدت مهمتها، ولكن لم يتمكنا من اللحاق بها.


وفي الداخل انتفضت زهرة على صوت الطلقات النارية لتخرج من غرفتها سريعًا متسائلة نحو الخدم:

-إيه اللي حصل؟ فيه إيه؟

خرجت إليها عزيزة:

-مفيش يا هانم، دي عربية سودة ضربت نار على الحراس وقعت منهم رجلين.

رددت زهرة بفزع:

- انتي بتقولي إيه؟ طب والرجلين حصل فيهم إيه، عاشو ولا ميتين؟

أجابتها المرأة الأربعينة:

-الله أعلم يا هانم، بس انا شايفة اصحابهم بياخدوهم ع المستشفى في العربيات، 

سمعت منها زهرة لتردد صارخة بارتياع:

- طب ابني فين؟ انا عايزة ابني، فين ابني؟

قالت الآخيرة وركضت نحو غرفته، لحقتها المرأة تردد:

-ابنك كويس يا هانم، متقلقيش عليه.

شهقت بارتياح فور أن رأت الصغير في تخته لتتناوله، وتحتضنه بقوة، لتعود بسؤالها للمرأة:

-هو انتي مفيش حد معاكي من الخدامين؟

ردت المرأة:

- الخدامين مشيوا يا هانم مع ميعاد انصرافهم على عشرة، والساعة دلوقتي داخلة على نص الليل ولا انتي مش واخدة بالك؟

اومأت لها زهرة بتفهم لتتحرك بالطفل وهي تسألها:

-حد من الحراس بلغ جاسر أو الشرطة؟

- الله أعلم يا هانم، انا معاكي هنا ومخرجتش. 

اومأت لها زهرة مرة أخرى وهمت ان تغادر به، ولكن المرأة أوقفتها بقولها:

-طب انتي يا هانم هتاخدي الولد معاكي ليه وهو نايم؟ ما انا قاعدة جمبه وبراعيه، مش دي وظيفتي برضوا ؟

اجابتها بتخوف وهي تتمسك بطفلها:

- انا هخده يبات معايا الليلة، وانتي ارتاحي النهاردة 

قالتها وخرجت على الفور لتغمغم المرأة مع نفسها فور إغلاق الغرفة:

- براحتك .

❈-❈-❈ 


ولجت لداخل غرفتها لتبحث عن الهاتف وبيدها طفلها الذي تتمسك به بقوة، وجدته على الكمود، تناولته على الفور بإيدي مرتجفة، لتضغط بالإتصال على رقمه، بعد ان وضعت الصغير على الفراش بجوارها انتظرت قليلًا حتى أتتها الإجابة بصوت لاهث:

-ايوة يا زهرة، انا كنت هتصل دلوقتي بيكي، عاملة إيه انتي والولد بعد موضوع ضرب النار، الرجالة مبلغيني حالَا باللي حصل.

أجابته ببعض التماسك، حتى تطمئنه:

- احنا كويسين يا حبيبي متقلقش، بس انت بتنهت ليه؟

وصلها رده مع بعض الاصوات المختلطة:

- انا خارج من الفندق ومعايا إمام والحرس، عشان اشوف الموضوع ده والناس اللي اتصابت.

-طب ما تبلغوا الشرطة الأول....

قالتها لتقطع صارخة:

-الكهربا قطعت في الأوضة يا جاسر. 

صرخ من جهته عبر الاثير:

-الكهربا قطعت ازاي يعني؟ هو ايه اللي بيحصل بالظبط؟ خلي بالك من نفسك يا زهرة انتي والولد.... انا جايلك حالًا بالحراس اللي معايا، وهتصل ع اللي فاضلين عندك يفتحوا عينهم......

قالها ليفاجأ بصرخة اخترقت أذنه وصوتها يردف بهذيان كالمجنونة مع هذه الكائنات التي تفاجأت بها تزحف عبر أرضية الغرفة بلمعته التي كانت تبرق بقوة مع ضوء القمر:

- تت.. تعابين، تعابين تعابين، في أوضتنا يا جاسر... تعابين. 

تردد بها بهستريا وقلبها على وشك التوقف وهي ترفع اقدامها عن الأرض حتي أصبحت تقف على ركبيتها فوق الفراش، والاَخر يصرخ بها للتماسك حتى يصل إليها أو تصل الشرطة، وقد وضح إليه جليًا الاَن ان ما يحدث هو ترتيب محكم، بخطة جهنمية، يتمنى لو يستطيع الطيران للحاق بها حتى يستطيع حمايتها من أي شر يحوم حولها، هي وصغيره.

وبجواره إمام لا يقل عنه تحفزًا وهو يفرك بكفيه، التي تحرقه الاَن من أجل ضرب أحد ما.

اما عن زهرة فقد انقطع معها الاتصال فجأة مع جذب الهاتف من فوق إذنها، من قبل أحد الأشخاص من خلفها التفت برأسها لتفاجأ بوجهه القبيح يظهر مخيفًا مع هذا الضوء الخفيف من النافذه، يبتسم بهذه السنة المكسورة من حادثها القديم معه.

تخشبت بذعر شل اطرافها، لتشعر بتوقف دقات قلبها عن النبض لعدة لحظات كادت فيها أن تموت بالفعل، شفتيها كانت تتحرك بالحرف بالأول له:

-فففففففف

تمتمتم يكمل لها بتسلية:

-فهمييي، ايوا انا فهمي يا حبيبة عمو، ولا اقول يا عروستي أحسن؟

قالها فهمي واندفع باب الغرفة فجأة لتدلف منه المربية تهتف بحزم:

- انت لسة واقف يا جدع انت؟ ما تخلص بقى.

-عزيزة.

همست بها متمتمة قبل ان تباغتها المرأة بالأقتراب منها لتتناول طفلها، على الفور استفاقت زهرة من حالة الزهول، لتصيح معترضة وهي تبُعد كفي المرأة عن مجد:

-إبعدي إيدك عن ابني يا ست انتي..

ولكن وللأسف باغتها هذه المدعو فهمي أيضًا، بتطويقها من الخلف، ليسيطر على حركة يديها وذراعيها، وهو يهمس بأذنها:

-سبيلها الواد، دا وظيفتها هي، أما انتي بقى يا عروستي، فاختصاصي أنا .

قاومت بكل قوتها لنزع ذراعيه عنها لتنهض عن التحت وتلحق بطفلها الذي أخذته المرأة أمام عينيها وهي تردد:

-ابني، ابني، ابني اوعي سبني يا حيوان .

وهي تقاوم بكل قوتها استكانت فجأة وانظارها هبطت نحو اقدام المرأة التي خطت بين الأفاعي دون حساب أو خوف حتى غادرت الغرفة، إذن فيمنكها هي أيضًا تخطيهم، أو كما قالت لها الطبيبة قبل ذلك:

-يمكننا هزيمة الخوف، بالتخطي، أن نتخطى كل عقدنا القديمة وكل ما يزعجنا، نمحو من عقولنا كل ما يمثل برأسنا هاجس يعود بنا للخلف.

وهي اجتمعت عليها هواجسها الثلاث الاَن، في مقابل إنقاذ وليدها، قديمًا والدتها ضحت بنفسها من أجلها، وهي لن تكون أقل منها شجاعة. 

انتبهت من شرودها على لمسات هذا القبيح عليها، وانفاسه الحارة على رأسها، ليذكرها بما هي مقدمة عليه، فالتفت برأسها إليه لتجده يبتسم لها من جديد، وهو يتناول منديل أبيض من سترته:

-ايوة كدة خليكي هادية، دا احنا ليلتنا بيضة. 

قالها وهو يهم بوضع المنديل ليكمم فمها وأنفها ولكنها سبقته برفع رأسها فجأة، لتضربه بمقدمتها على عظمة أنفه بطاقة من العنف استحضرتها بكل قوتها، فصرخ هو مجبرًا على فك ذراعيه عنها:

-الله يخرب بيتك، انتي وجوزك على نفس المكان، دا انا خدت في علاجها شهور.

نظر بباطن كفه ليرى الدماء اغرقت كفه وأنامله، نفس الأمر الذي حدث به سابقًا مع ضربة جاسر القوية له اثناء محبسه، فصرخ مرتعبًا:

- دم، دم ، تاني دم، وديني لحصر قلب جوزك عليكي 

قالها وتحرك من أجل الفتك بها، ولكنها سبقته في الاعتدال بقفزة سريعة نحو الكمود لتخرج السلاح الناري المرخص لزوجها، ونهضت ترفعه بوجهه. 

ارتعب في البداية فهمي، ولكنه عاد يذكر نفسه بأن من تقف أمامه، هي زهرة، زهرة التي تخاف منه حد الموت، فقال يهادنها بسخرية:

-خلي بالك يا زهورة، السلاح يطول يا قلبي، ابعدي اللعبة دي عن إيدك، بدل ما تيجي تدوسي، فتيجي الطلقة فيكي.

طالعته بعنف صارخة:

-ابعد عني يا حيوان واخرج قدامي رافع إيدك عشان تنده ع الست الحرامية دي اللي اخدت الولد. 

-اخرج قدامك رافع إيدي، ما تذنبيني أحسن زي العيال .

رددها ساخرًا قبل ان يتقدم يباغتها بهجومه عليها بغرض اخذ المسدس يردد:

- يا ماما قولتلك السلاح يطول، هو انتي تعرفي تدوسي على نملة أصلًا عشان تقتلي واحد زيي كمان؟

ارتدت تتفادى هجمته لتقول بقوة وهي تنزع زارار الأمان من السلاح قبل ان تنطلق بالطلقات النارية منه:

-واقتل عشرة من عينتك عشان ابني...


 يتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر من رواية نعيمي وجحيمها، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة