-->

رواية شد عصب سعاد محمد سلامة - الفصل الرابع والثلاثون 2

  رواية شد عصب

 بقلم الكاتبة سعاد محمد سلامة 


- تابع قراءة الفصل الرابع والثلاثون - 

« ما زال مفتود بخد الجميل» 

رواية

شد عصب

الصفحة السابقة


فوق منزل والد حسني

كان هنالك إحتفال وإحتفاء من أهالى المنطقه وبعض الأقارب  بالحناء،كذالك جاءت يسريه ومعها بعض من أهالى عائله الأشرف،كانت حسني تجلس بينهم تشعر بالسخريه من نفسها ومن تلك المظاهر البارده فى نظرها،هى لا تشعر بأي فرحه فى قلبها،هنالك شعور يغزو قلبها بالإستهانه من نفسها،مازالت تجلد نفسها لما وافقت على هذا الزواج من البدايه،لكن نفذ الوقت والآن أصبحت أمام مواجهه مباشره مع زاهر...

زاهر الذى لم يتحدث معها مره واحده برفق حديثه دائمًا كان حادً حتى من أول لقاء بينهم،سخِرت من نفسها وهى تسأل كيف سأتعامل معه الآن.  

❈-❈-❈

إنتهت ليله كانت صعبه على الجميع 

بمنزل صالح 

دخل الى المنزل يتمطوح بسبب سُكره، يُدندن بنشاز، ذهب نحو غرفته، فتحها وكاد يسقُط لولا أن تمسك بمسند أحد المقاعد، إستقام واقفًا، ثم توجه نحو الفراش وترك جسده يهوي عليه، نظر بغشاوه نحو سقف الغرفه، شعر به يدور، تبسم لكن سُرعان ما سأم وهو يعود الى ذاكرته دخول سلوان الى المندره قبل عقد قران،تنهد يضع يديه على صدره بإثاره قائلًا بإشتهاء :

كيف أمها "مسك" فرسه بريه جامحه.

سرعان ما تنهد يشعر بحقد من جاويد قائلًا بغِل: 

بس يا خسارة،الفرسه ضلت عن طريقي،بس مفاتش الآوان

تنهد بحقد دفين لـ جاويد  هو ظفر بما أخفق به هو فى الماضى وعادت سلوان من أجله

دون شعور منه 

أرتخت جفون عيناه وإستسلم لتلك الأحلام أو بالأصح الأوهام التى يتمني تحقيقها يومًا ما،ولا يفرق معه إن تتبع طريق الشيطان من أجل تحقيق تلك الاوهام.

❈-❈-❈

مع شروق الشمس 

بغرفة جاويد 

فتح عيناه شعر لوهله بتيبُس بعُنقه وجسده بسبب نومه بالأمس  جالسًا على أحد مقاعد الغرفه، بعد أن عاد للغرفه سلوان كانت نائمه بسبب مفعول تلك الأبره المُهدئه،نهض واقفًا يضع يديه حول عُنقه تمطئ بجسده قليلًا حتى شعر براحه قليلًا،توجه نحو الفراش نظر لوجه سلوان تمعن بملامح سلوان التى مازال يظهر عليها الوجوم والوهن قليلًا،  شعر بآسى  فى قلبه لم يستطيع النظر لها لوقت أكثر توجه نحو باب شُرفة الغرفه الزجاجي أزاح الستائر قليلًا، ونظر الى الخارج نحو شعاع الشمس الذى يمتد ويُبدد بقايا الظلام، تنهد يشعر ببعض الهدوء عن ليلة أمس، لكن عاود منظر سلوان وهى تتمسك بالسلاح بقوه كذالك قولها عن أنها شعرت بيد تضغط على يدها، تحير عقله... لكن نفض ذالك حين سمع صوت سلوان من خلفه 


قبل لحظات  فتحت سلوان عينيها  بتلقائيه نظرت نحو ذالك الضوء المُتسرب للغرفه من خلف الستائر، كان جاويد واقفًا يُعطيها ظهره، تذكرت حين أخبرته بالأمس أنها حامل من ملامح وجهه تيقنت أنه كان على عِلم بذالك، ودت معرفة من أين عَلِم... 

تسألت مباشرةً: 

 مين اللى قالك إنى حامل؟.


ترك جاويد طرف الستاره وإستدار بوجهه ينظر ناحية سلوان،كاد يبتسم لكن شعر  بغصه وهو يرى ملامح سلوان مازالت  باهته قال بتوريه: 

صباح الخير. 


نظرت له سلوان للحظات قبل أن تعاود سؤالها: 

عرفت منين إنى حامل يا جاويد،  متأكده  أن مش من بابا،  مستحيل كان يقولك بعد ما شاف تجاهلك ليا يوم ما كنا عالشط  وإتأكد إن وجودي مش فارق معاك.


شعر جاويد بغصه قويه،وإستعجب ماذا تقول 

إن كان  وجودها لا يفرق معه لما  شعر ومازال يشعر  بكل هذا الآلم سواء بعد فِرارها، حتى بعودتها مازال يشعر بنفس الأسى... 

ظل ينظر  لها صامتًا... لكن شعرت بغضب ودت أن تتأكد هل عقد قرانِه على مِسك، لكن منعها الكبرياء أن تسأله لكن قالت بسؤال: 

بابا فين، أظن كفايه كده واضح إنك مش عاوز ترد على  سؤالى؟.


حاول جاويد  تهدئة نفسه وتلاعب بالرد: 

أى سؤال؟. 


نظرت له سلوان بإستهزاء، بينما تبسم جاويد  بمكر قائلًا: 

آه قصدك عرفت منين إنك حامل... عرفت منك لما قولتلي إمبارح. 


تهكمت سلوان بضحكة استهزاء قائله: 

جاويد بلاش  كدب متأكده.... 


قاطعها جاويد بمكر قائلًا: 

أنا فعلًا مش بكدب إنتِ اللى قولتي إنك حامل وأعتقد بلاش كلام كتير أنا هنزل أشوف توحيده زمانها صحيت أقول لها تجييلك فطور إنت نمتِ إمبارح من غير عشا ويمكن  متغدتيش كمان. 


قبل أن يسمع رفض سلوان خرج من الغرفه... 

وقف على حائط جوار باب الغرفه،يتنهد بإرتياح قليلًا... وتذكر أن من أخبره بحمل سلوان هو ذالك الشخص الذي كلفه سابقًا بمراقبتها حين أخبره أنه رأي محتوي ذالك الكيس الذى سقط من يد سلوان حين إصطتدم بها بالصيدله قرأ إسم علبة الدواء وسأل الصيدلي عنه فيما بعد وأخبره أنه إختبار حمل، كذالك أخبره أن بعد لقاؤه بها على الشاطئ ذهبت مع والداها الى إحدي المشافى بسبب شعورها بآلم وأخبره أنها أصبحت بخير وخرجت من المشفى كل ذالك كان  قبل أن يُغادر البحر الأحمر،كذالك أخبره فيما بعد عن عدم مجئ إيهاب الى الڤيلا الخاصه بوالداها بعد أن قام بضربه على الشاطئ، حتى أخبره أنهم بالمطار مُتجهان الى الاقصر، قبل ساعات من وصولهم، هو كان فى إنتظارها، لكن لم يتوقع ما حدث لاحقًا حين عادت سلوان، ظن بداخله أنه قادر على إعطائها درسًا قاسيًا لكن من البدايه فشل و رق قلبه مازال عشقها يتحكم به. 

........ 

بعد قليل سمعت سلوان طرقًا على باب الغرفه سمحت للطارق بالدخول. 

تبسمت محاسن  بمحبه وأفسحت الطريق لـ توحيده التى وضعت تلك الصنيه على الفراش أمام  سلوان مُبتسمه تقول بموده: 

الدار نورت من تاني يا ست سلوان. 


تبسمت  لها سلوان بخفوت، بينما قالت محاسن بعتاب: 

إكده تمشي وتقطعي بيا أنا ماليش خاطر عينديكِ تجولي أسأل على طنط محاسن حتى كلمة طنط من شفايفك وحشني سماعها . 


تنهدت سلوان قائله: 

خاطرك كبير يا طنط بس.... 


قاطعتها توحيده  قائله: 

وإنى كمان يا ست محاسن مسألتش عني، أنا كمان زعلانه منك يا ست سلوان. 


نظرت لهن سلوان وتنهدت بآلم هامسه لنفسها: 

الواضح الدنيا كلها زعلانه مني. 


ظلت سلوان صامته تشعر بخزي، بينما قالت توحيده: 

انى هنزل أحضر الفطور وإن إحتاجتي أي حاجه يا ست سلوان نادمي علي. 


أومأت  لها سلوان  راسها قائله: 

تسلمي، كتر خيرك. 


تبسمت توحيده  قائله: 

يبلغك السلامه وتقومى بالسلامه يا ست سلوان وتملي الدار بالخلف الصالح يارب. 


تبسمت  لها سلوان، بينما آمنت محاسن على دعاء توحيده  التى أغلقت الباب خلفها، بينما نظرت محاسن لـ سلوان  قائله: 

إنت هتفضلى ساكته إكده، طب كُلى عشان تتغذى عشان اللى فى بطنك له حق عليكِ، متعرفيش قد أيه فرحت لما عرفت إنك حِبله، ده هيبقى أول حفيد ليا آه ما جاويد إبني وانا اللى مربياه هقولك سر جاويد بيحبني أكتر من أمه يُسريه أصل انا اللى إهتميت بيه وكنت برعاه  وبينام چاري عالسرير لحد ما بقى عينديه سنين ونص تقريبًا ، هى كانت مشغوله بـ "جلال"بس لما أنا أتجوزت سيبته غصب لـ يُسريه وخد منها الطبع القاسي.


تبسمت سلوان،بينما نظرت لها محاسن قائله:

أنا مش هسألك ليه سيبتِ الدار،انا معرفش أيه اللى حصل بينك وبين جاويد،بس عتبانه عليكِ،بالك من أول مره شوفتك شبهت عليكِ وكنت هسألك إنتِ بِت مِسك الله يرحمها،بس خوفت تجولي عليا حِشريه،أمك الله يرحمها كانت صحبتي جوي،كنا بنقعد فى تخته واحده فى المدرسه...كنا أشقى اتنين فى الفصل. 


تبسمت مِسك قائله:

ماما قالتلى أنها كانت شقيه.


تنهدت محاسن بشوق وحُزن قائله:

مين اللى  يصدق...دورة الأيام... الزمن بيفرق ويجمع كيف ما يشاء.


شعرت سلوان بحزن هى الأخري لكن بداخلها  سؤال تخشى من الإجابه عليه،لكن لابد أن تتأكد.


تنحنحت سلوان أكثر من مره،نظرت لها محاسن وتبسمت قائله بتحريض:

مش بس الملامح هى الشبه الوحيد بينك وبين مِسك هى كانت إكده لما تبجي عاوزه تقول حاجه  ومتردده، أسألي. 


تبسمت سلوان قائله مباشرةً: 

جاويد كتب كتابه على مِسك بنت خالى محمود.


رمقت محاسن سلوان بأستغراب قائله بتكرار:

بتجولى أيه،جاويد كتب كتابه على مِسك،ده شئ مستحيل يحصل،مين اللى جالك إكده،اللى إنكتب كتابها عشيه كانت حفصه على أمجد أخو مِسك،مستحيل جاويد يفكر فى مِسك.


إنشرح قلب سلوان لكن تسألت:

وليه مستحيل يفكر فيها.


ردت محاسن:

عشان جاويد عمره ما حبها.


ردت سلوان:

وهو الحب بس اللى هيمنعه يفكر يتجوزها،عادي جوازات كتير تمت بدون حب ونحجت والعكس كمان جوازات عن حُب وفشلت.


ردت محاسن:

أنا عارفه إكده،بس جاويد مستحيل يفكر فى مِسك،ما كانت جدامه من زمان،هجولك سر،هو مش بيحب عمته صفيه من زمان عشان هى مكنتش بتحب  المرحوم جلال أخوه. 


إستغربت سلوان سأله:

وليه مكنتش بتحبه.


ردت محاسن:

صفيه مش بتحب حد اساسًا غير نفسها،وبِتها مِسك زيها شاربه طباعها...بس أيه اللى خلاكِ تجولى إكده.


إرتبكت سلوان وكادت تقول لها أنها علمت من والداها الذى سمع حديث جاويد مع والده صباح أمس....لكن بنفس اللحظه سمعن طرق ودخلتن عليهن يُسريه وخلفها حفصه التى نظرت لـ سلوان لاول تشعر ناحيتها بذالك الشعور اللطيف،أرجعت ذالك أنه فقط شفقة  من قلبها عليها منذ أن رأتها غائبه عن الوعي بالأمس،تنحنحت قائله:

حمدالله على سلامتك.


إستغربت سلوان تلك الطريقه اللطيفه من حفصه،بينما ردت محاسن ببسمه قائله:

الحمد لله بجت زينه،ربنا يتمم لها بخير وتقوم بولدها فى حجرها.


تبسمت يُسريه وآمنت على قول محاسن:

آمين،بس أيه عرفك إن سلوان حِبله بـ ولد.


تبسمت محاسن قائله:

لاه حِبله بـ ولد وبكره تجولي محاسن أختي هى اللى بشرتني.


تبسمت سلوان كذالك يُسريه وحفصه ودار بينهن حديث هادئ ولطيف...أزال جزء قليل من جفاء الماضي التى كانت تشعر به  وهي بينهن. 

❈-❈-❈

بمنزل القدوسي

بغرفة صفيه ظهرًا 

دخلت مِسك الى الغرفه وجدت صفيه تضع بعض من المرهم فوق ذالك الجرح الذى مازال له أثر بساقها،سألتها:

هو الحرج ده مش هيطيب ولا أيه؟.


ردت صفيه وهى تشعر ببعض الآلم قائله:

الجرح المفروض طاب،بس سايب أثر فى رِجلى غير كمان وجع زى ما يكون ساكن فى العضم.


جلست مِسك تتنهد بضجر قائله:

أهو ده اللى خدناه من الوليه العرافه مفيش مره صدقت وسِحرها جاب نتيجه،وأها المخسوفه سلوان رچعت لإهنه من تاني...أنا قلبي كان بيتقطع وأنا شايفه جاويد شايلها ومفزوع عليها فيها أيه زياده عنى كأنها سحراله.


ردت صفيه بتوافق:

والله شكلها إكده،أمها زمان كانت إكده أى شاب يشوفها يوقع فى غرامها وهى كانت بتتشرط وترفض العِرسان على كيفها بس فى النهايه خدت حتة موظف فى شركة التليفونات وغارت معاه من إهنه،أنا كنت جولت إن بِتها كمان غارت بس معرفش أيه رجعها تاني،بس فى حاجه غريبه سمعتها من أبوكِ،إنها إتهجمت على المندره وقالت أن كتب الكتاب ده مستحيل يتم وقطعت ورقه من  دفتر المأذون وقالت حديت محمود نفسه مش فاهمه،أنا سمعته وهى وبيحكي للـ الخرفان مؤنس.


إستغربت مِسك ذالك وقالت:

هى وقحه وتلاقيها عملت إكده عشان تلفت الإنتباه ليها وتبين إن عِنديها شخصيه قويه،عشان تثير جاويد  من تاني،ويمكن كمان مثلت عليه أنها مغمي عليها، شوفتي خلعته عليها،بس نفسى أعرف سبب ضرب الرصاص.


ردت صفيه بموافقه:

يمكن هددته أنها هتقتل نفسيها وهو قلبه رق ليها،بقولك حيه ناعمه.


ردت مسك بيأس:

وهتفضل إكده مسيطره على عقل جاويد،وأنا  بحس أن قلبي هيوقف لما بشوفها قريبه منه وأتخيلها وهى معاه وبطلع لى لسانها كآنها بتغظني.


ردت صفيه:

بعيد الشر عنيكِ إن شاله هى قلبها يوقف ،أنا هروح للوليه غوايش وأجول ليها تشوف حل متوكده إن عِنديها حل يفك سحر المخسوفه دي عن جاويد.


تهكمت مِسك قائله بشر:

والله أنا حاسه إن مش هيفك سحرها عن جاويد غير موتها، والله لما شوفت السلاح واقع عالارض عشيه فكرت أخده وأضرب باقى الرصاص اللى فيه فى قلبها وهو شايلها.


تنهدت صفيه بضيق قائله:

ومين سمعك أنا كمان فكرت فى إكده،دى زى ما تكون لعنه مش وربنا مسلطها علينا... بس أكيد فى حل. 

❈-❈-❈     

ظهرًا

تغلب القلق  على قلب جاويد وأراد إلاطمئنان على صحة سلوان ورؤيتها  بنفسه، 

حسم قراره ودخل الى الغرفه 

لكن تفاجئ حين دلف ولم يجد سلوان بالغرفه، كاد أن يُغادر الغرفه... لكن قبل أن يفتح الباب سمع صوت فتح باب الحمام 

نظر نحوه بتلقائيه، وقف مأخوذ للحظات حين وقع بصره على سلوان التى خرجت من الحمام  لا ترتدي شئ سوا منشفه متوسطه  بالكاد تُغطي نصف جسدها من الوسط، كذالك خُصلات شعرها النديه، شعر بإفتتان، بينما شعرت سلوان بخجل للحظات حين  تفاجئت بوجود جاويد ونظرهُ إليها، لكن فكرت  بدهاء وأكملت سير بدلال نحو  الدولاب وقامت بفتح إحدي الضُلف وقامت بجذب منامه خاصه لها، لكن حين إستدارت تفاجئت بـ جاويد أمامها مباشرةً... بينما جاويد لا يعلم كيف سار تلك الخطوات،لا يشعر سوا  أنه الى  الآن 

"مازال مفتون بـ خد الجميل". 


يُتبع..