رواية جديدة كما يحلو لها لبتول طه الفصل 30 بالعامية - 2
رواية كما يحلو لها
الجزء الثالث من رواية كما يحلو لي بقلم بتول طه
رواية جديدة كما يحلو لها
تنشر حصريًا على المدونة قبل أي منصة أخرى
من قصص وروايات
الكاتبة بتول طه
تابع قراءة الفصل الثلاثون
النسخة العامية
بعد مرور ثلاث ساعات..
فتحت عينيها وهي
تستمع لهذا الصوت المُزعج ولبُرهة لم تدر أين هي ولا ما الذي يحدث لها وبعد بُرهة
من هذا الرنين الذي لا يتوقف أدركت تمامًا كيف ومتى دخلت هذا المنزل وما الذي حدث
لها بالليلة الماضية!
جلست على الفراش لتنظر حولها في هذا الضوء البسيط وهي
تشعر بألم رأسها وسرعان ما شعرت بالرعب لرؤيته نائمًا على الأريكة ولا يُحرك
ساكنًا وكأن هذا الصوت لا يسمعه على الإطلاق فنهضت بغضب لتتجه نحو الباب لتجده
مُغلق لتغمض عينيها وهي تزفر بغيظ ثم اتجهت لتوقف هذا الهاتف اللعين عن اصدار هذا الرنين
المُزعج لتجده قد قام بتغير وضع الهاتف وقد أصبح بكلمة مرور فقط دون بصمة اليد أو
الوجه فاشتعلت غيظًا والقت الهاتف أرضًا لتتكسر شاشته بالكامل بينما لم يستيقظ بعد
فتلفتت حولها ولم تر أمامها سوى تلك المياه الموضوعة بإبريق زجاجي شفاف لتُمسك به واتجهت
لتسكبه بالكامل على وجهه!
شعر بالفزع مما يحدث وبمجرد أن فتح عينيه رآها تنظر له
بغيظ شديد وتأهب وهي تفعل ما تفعله لينهض سريعًا وهو يحاول التخلص من تلك المياه
التي اتجهت لداخل أذنه لتصيح هي به:
-
خلاص مفيش دم لدرجة تنام معايا في اوضة واحدة! افتح
الباب ده حالًا!
لم ينظر نحوها واكتفى بالذهاب للمرحاض ليتناول منشفة مطوية
من جانب الحوض وجفف بها وجهه وحاول اخراج تلك المياه العالقة بأذنه بينما لم يفلح
بفعل الأمر لتتابعه هي بنظرات احترقت غيظًا لتجده يتعامل بمنتهى البرود فلم تجد
سوى أن تُلقي ما بيديها نحوه ليستقر بظهره ثم وقع أرضًا مُخلفًا شظايا لا نهائية
من الزجاج ليحاول كظم غيظه على ما فعلته لتصرخ به مرة ثانية:
-
قولتلك افتح الباب ده!
رفع عينيه بغضب نحوها بالمرآة ثم تكلم من بين أسنانه الملتحمة
بغضب:
-
كنا هنتعامل زي الناس العاقلة وهفتح الباب، لكن مش
هافتحه غير لما تلمي اللي انتي عملتيه ده!
رفعت احدى حاجبيها بتحدي ثم حدثته بحدة قائلة:
-
وهو الجنان ده مش سببه برودك وإنك معندكش دم! لو مكونتش
عملت كده من الأول مكونتش عملت اللي أنا عملته.. مش هلم حاجة ووريني هتعمل ايه!
أي شيء وكل شيء يريده أو يتفق عليه فهو مرفوض بالنسبة لها،
بداية من الحقائق الثابتة إلى المعجزات، هي لن توافقه وحتى لو نادى بأن الشمس تشرق
من المشرق ستناقض قوله فقط لأنه من يُنادي بهذا!
عقدت ذراعيها بتحفز وهي تتصنع الثبات الظاهري أمام تلك
المقلتين الفحميتين المثبتتين عليها عبر المرآة بالرغم من هذا الفزع الذي تشعر به
بداخلها من مجرد تذكرها نفس تلك النظرة بالكثير مما مر بينهما في السابق وبعد برهة
من ثبات كلاهما أخذت هي خطوة مبتعدة للخلف بعد أن بدأ توترها يتحكم بها!
التفت نحوها ثم اقترب منها بنفس تلك النظرة التي لطالما خشت
منها لتبتلع ولاحظ هو ذلك الخوف القابع بمقلتيها بالرغم من تظاهرها بالثبات أمامه
فحدثها متسائلًا بنبرة قاسية لا تحمل سوى التهديد الصريح:
-
أنتِ ناوية على
ايه؟
تقاذفت الكلمات من بين شـ ـفتيها بعفوية وهي ترد عليه:
-
مالكش دعوة ناوية على إيه، أنت تسمع اللي بقول عليه
وتفتح الباب لأني همشي من هنا ومش هاتعرف تعملي حاجة وإياك ترفض اللي أنا عايزاه!
لم تتغير ملامحه وبمجرد تقدمه خطوة واحدة للأمام ارتدع
ثباتها الظاهري وبدأ التوتر يتضح عليها أكثر ليقول بنفس نبرته التي لم تختلف عن
سابقتها:
-
لا ليا دعوة، عايزة تروحي فين؟ جاوبي ومتطوليش في
الكلام!
اندهشت من رده الذي وكأنه قد أعده مُسبقًا لتحدثه بانفعال:
-
لا مالكش دعوة بيا ولا بأي حاجة بعملها، ولا رجعنا للكدب
والتحوير تاني مش ده اللي قولناه لما رضيت اتجوزك، ولا تحب افكرك!
-
اتكلمي بطريقة كويسة، وطول ما انتِ بتعملي تصرفات مش صح
هيبقا ليا دعوة
-
وأنت مين أنت أصلًا عشان تحكم إذا كنت بعمل تصرفات صح
ولا غلط؟ أنت كالعادة ملاك نازل من السما ومبتغلطش ومن حقك تعدل على تصرفات اللي
حواليك!
-
ما أنا عشان غلطت بتحمل نتايج غلطي من غير ما أخلى الغلط
يكبر، ولا أنتِ شايفاني بعمل إيه من يوم ما اتجوزنا تاني؟!
اقترب منها لتبتعد هي بأنفاس لاهثة بخضم هذا الجدال معه ولكن
تلك النيران بداخلها لم تخمد بعد بكل ما قالته وشعرت بأنها تود قول المزيد فهي لن
تصمت وترتدع مثل السابق:
-
فين بتتحمل نتايج غلطك ده، بطل كدب، أنت في الأول قولت
هاعمل اللي أنا عايزاه، وبعدها بشوية نبقا في بيت واحد عشان بابا، وحبة حبة الاقيك
كل مرة بتيجي ورايا، وفي الآخر هددتني في المستشفى، ولا نسيت..
تريثت لبرهة وهي تحاكيه باستهزاء مشتقة من كلماته التي قالها
منذ ساعات:
-
أنا معنديش أي مشكلة افكرك مين عمر الجندي من أول وجديد!
اختلفت ملامحها لتعود للجدية وهي تحدثه بتعجرف مؤكدة على
نطقها للحروف بغضب بالغ انعكس كصراخ يسقط على مسامعه:
-
أنت حياتك زفت واتقلبت فده ميدليش الحق تبوظ حياتي أو
اللي باقي منها، أنت بوجودك برجوعي ليك على الورق ولا ليهم أي لازمة، وأنا وأنت
عارفين كويس إن أهلي وشغلي هم نقط ضعفي عشان كده قبلت.. إنما بقا هتعملي المُضحي
وإنك انقذتني من الموت فمستني مني أي تقدير ليك أو إني أرجع أكون كويسة معاك زي
زمان فده تنساه، ولو بقا عقلك مصورلك إني ممكن أخاف منك تاني بتهديدك وبصاتك
وحركاتك دي فتبقا أنت عبيط.. تروح تفتح الباب ده وتسبني امشي حالًا يا إما اللي
هعمله صدقني مش هايعجبك!
تفقدها منفعلًا وهو لا يُنكر أنها نجحت في استفزازه، فأي
امرأة سواها قد تخبره بتلك الكلمات كان سيكتفي بعقاب رادع لها أما هي فلخيبة أمله التي
يدركها بالفعل هي نقطة ضعفه الوحيدة، ولكنه لن يتركها لتستمر بهذه الطريقة وإلا
المرة القادمة ستقتل نفسها بالفعل لو ابتعد وأفسح لها المجال لجذب نفسها لتلك
الهوة التي لن تخرج منها بمفردها أبدًا!
-
فعلًا مش خايفة، بعدتي ليه؟
سألها بعد أن حاول الاقتراب منها لتبتعد هي وتيقن أن كل
ذرة بها قد تخطت الخوف لتنتقل للفزع لتجيبه بسؤال مهين له بين أنفاسها المتلاحقة:
-
وهو فيه حد يستحمل يقرب من حاجة قذرة؟!
ابتسم بغيظ وهو يلمح إلى أين قد تتجه لو اقترب منها أكثر
بينما صاحت به والارتباك ينهمر من صوتها:
-
ابعد عني وافتح الباب ده، مش هاكرر كلامي تاني!
من يسمعها سيفهم جيدًا أنها لا تقوم بالتهديد، بل هي تستغيث
استغاثة تامة، ليته لم يفهمها إلى هذا الحد، وليته مات قبل أن يجعلها تصل لهذه
الدرجة من الرعب الشديد الذي بات يُسيطر على كيانها، لم يعد هناك وقت للوم نفسه
ولو سقط هو أمامها الآن سيترك لها الفُرصة بتخيل أنها بخير وأنها لا تحتاج أن
تستيقظ من تلك الدوامة التي تغرقها لأعماق الألم دون هوادة.
-
مش هابعد ولا
هافتح الباب غير لما تدخلي تلمي الازاز اللي جوا.
اقترب أكثر بينما لمح بها ارتجاف غير منتظم وعسليتاها
تفيضان بالذعر من مجرد فكرة اقترابه فهي الآن ليست بثملة وكلاهما بمنزل بمفردهما
ليجد نظراتها تتحول لمزيد من الاستغاثة ونبرتها اختلفت رغمًا عنها دون وعي منها:
-
أنا مش هاقعد معاك في مكان واحد، ده كان اتفاقنا، وعدي
موجود وكان معانا ساعة ما اتفقنا.. ابعد عني..
ابتعد خطوة للخلف وهو يشير للمرحاض ثم تكلم بهدوء بالرغم
من احتراق قلبه من أجل ملامحها التي يراها:
-
روحي الحمام وشيلي الازاز وانا هافتحلك الباب وهابعد عنك
وهاعملك اللي أنتي عايزاه، لما تتعاملي زي الناس هتعامل معاكي زي ما تحبي..
ركلت الأرض أسفلها وجـ ـسدها ما زال متأثر بفعل ما
ينتابها من توتر بفعل تواجده معها فواقعية الأمر هذه المرة مختلفة عن كل مرة
سابقة، هي أصبحت بمفردها معه بالكامل ولا تضمن ما الذي سيحدث لها أو ما قد يصوره
له عقله في لمح البصر فتحدثت برفض:
-
مش شايلة حاجة، أنت السبب في كل اللي بيحصل، حاسب نفسك
على عمايلك متحاسبنيش أنا ولآخر مرة بقولك روح افتح الباب ده!
صراخها بجملتها الأخيرة جعله يدرك أنها قد طفح بها الكيل
من منعه لها وازداد رعبها اتضاح فتوجه ليجلس على نفس الأريكة التي كان ينام عليها
ثم تحدث ببرود:
-
خليكي زي ما أنتِ، لا عايزة تشيلي اللي كسرتيه ولا عايزة
تمشي من هنا وعمالين نضيع وقت في كلام مالوش أي لازمة.. براحتك!
هذه عادته اللعينة، الصمت والبرود واجبار من أمامه على
فعل كل ما يريده وحتى ولو كان يلزمه الأمر شهور وأيام حتى ينصاع له الجميع، ولكنها
لن تدعه حتى يراها بأحلامه تفعل المثل!
بدأت عينيها تتجول بالغرفة لتجد عقاقيره فبدأت بإلقائها
عليه فلم يكترث لأفعالها بينما اتجهت لكوب المياه وألقته عليه ليتفاداه بسهولة وهو
يتابعها ليسقط متهشمًا على أرضية الغرفة الخشبية ثم صرخت به:
-
خرجني من هنا قولتلك
-
خدي بالك كل اللي بتعمليه ده هتشليه فهيبقا كده بتضيعي
وقتك!
شعرت بالغيظ بداخلها ثم اتجهت لغرفة الملابس لتمسك
بساعاته وزجاجات عطره وهو يتابعها بعينيه ليرى متى ستتوقف عن أفعالها الطفولية ووجدها
قد عادت ليبتسم ساخرًا وتلكم بمنتهى الهدوء غير مكترثًا بما ستفعله:
-
تفتكري هزعل على كام ساعة وكام ازازة perfume .. كملي لما
نشوف هتخلصي تنضيف الأوضة في اد ايه!
لم تهمها كلماته بدأت بإلقائها نحوه بحالة من الغضب
الهستيري وهو يحاول تفاديها ولم ير على ملامحها سوى الرعب وهي تحافظ على مسافة
بينهما بينما أمسكت بآخر زجاجة والقتها باتجاه زجاج شرفة الغرفة الذي لم يتأثر سوى
تأثُر ضئيل نظرًا لقوته لتلعن حظها ثم اتجهت نحو الشرفة والتفتت لتنظر له وهي
تسأله للمرة الأخيرة:
-
متأكد إنك مش هتفتح الباب ده؟!
اومأ بالإنكار دون أن يبادلها نظرتها بينما استمع لها
وهي تقول:
-
أوك.. براحتك..
بمجرد سماعه لهذا الصوت وهي تقوم بفتح الباب الجرار
لشرفة الغرفة نهض سريعًا ليتبعها بخطوات مُسرعة ليرى إلى أين تظن أنها ذاهبة فوجدها
كانت على وشك الوقوف فوق مقعد لتلقي بنفسها على ما يبدو من الشرفة ليتنهد وهو لم
يعد أمامه سوى أن يتحمل هذا الجنون إلى النهاية ليُمسك بذراعها فصرخت عاليًا وكأنه
يقتلها بينما جذبها للداخل ثم ألقى بها فوق الفر اش!
-
وبعدين؟ هنوصل لإيه في الآخر؟
لهثت بشدة بينما شعرت بأنها على وشك الاختناق حتمًا لو
استمر في تواجده معها بهذه الطريقة فهي لم تعد تطيق صوته ولا ملامحه ولا حتى
أنفاسه وباتت أنفاسها محملة برائحة عطره الذي سُكب أرضًا لتبدأ إدراك أنه كان محق
فيما قاله بالمشفى منذ ساعات لتنظر له بتوسل ثم تكلمت قائلة:
-
أنا مش طايقة البيت ده ولا أي بيت دخلناه قبل كده، مش طايقة
وجودك معايا.. افتح الباب وخليني امشي..
اقترب نحوها بينما تأهبت هي في جلستها ليعقب على كلماتها
بهدوء:
-
هنروح المكان اللي أنتِ عايزاه، بلاش البيت هنا ولا بيتي
اللي مبقاش ينفع إنسان يعيش فيه.. بس لما تشيلي اللي بهدلتيه ده كله وتبدأي تتصرفي
تصرفات منطقية شوية..
شعرت بأنها تود الانفجار بداخلها من تكراره لهذه اللعنة
التي يستمر بها وهو يظن أن ما يفعله سيُفلح معها واقترب من جديد فتأهبت لمغادرة
الفراش ليخبرها بجدية:
-
هتقومي تجري وهافضل أجري وراكي لغاية ما هتتعبي وهتجيلك attack وفي الآخر
هتدوخي وتفوقي بعد شوية وهنفضل نلف في نفس الدايرة، وبعدين؟ مش شايفة إن اللي أنتِ
بتعمليه في نفسك ده مالوش آخر؟
نظر إليها لتطاير أعينها المعبأة بالرعب بصحبة الغضب
لتحدثه ساخرة:
-
أنا اللي بعمله ده بعمله بمزاجي، ولا فيه إنسان معندوش
دم واقف قدامي ومصمم يوصلني للي أنا فيه، ده لو اعتبرنا إنك إنسان يعني!
قلب عينيه بنفاذ صبر ثم اتجه نحوها وهو يحذرها:
-
لو اتحركتي من على السرير هقوم اجيبك من شعرك وانتي
عارفة إني اقدر اعملها، لغاية دلوقتي أنا لسه ساكت على كل اللي بتعمليه!
لم تُصدق أنه ما زال لديه تلك الجسارة بعد كل ما فعله
بها أن ينطق بمثل تلك الكلمات لتصيح به مستهزئة وهي ما زالت تلهث:
-
هتجبني دلوقتي من شعري، امال ليه كنت مش طايق تلمسني قبل
كده، ولا نسيت كنت لما بتقرب مني كنت بتلبس جوانتي!
نهضت وهي لا تكترث بكلماته بينما جلس هو على طرف الفراش
وقصد أن يحول بينها وبين بابا المرحاض الملحق بالغرفة لكي لا تفر منه إليه فهو ليس
لديه الطاقة لكسر باب بأكمله الآن ثم تحدث إليها بنفاذ صبر:
-
تعالي اقعدي قدامي حالًا بدل ما أقوم اجيبك زي ما جبتك
من برا من شوية! آخر مرة هقولها..
-
وأنا لآخر مرة هقولك افتحلي الباب ده..
انتظر عدة لحظات بينما لم يجد منها أي حركة تدل على
قدومها فكان الأمر له بمثابة النهاية لينهض وهو يتابعها وبعد محاولة منها في الفرار
وهي تعبر فوق هذا الفراش جذب قدمها لتسقط منبطحة على وجهها ليندفع معتلـ ـيها وهو
يدفـ ـعها لتنظر له وملامحها كانت تبدو مذعورة وظن بداخلها أن قد يتوقف قلبها لا
محالة لتلك الأنفاس المتتابعة منها بوتيرة مسرعة بشدة ليُحدثها بهدوء وهو ينظر
بعينيها:
-
اهدي.. متخافيش.. خوفك اللي سايباه يتحكم فيكي ده قدامي
بيضرك انتي مش بيضر حد غيرك
دفعته لتتخلص منه بينما وجدته يمنعها وهو يحاول التحكم
في احدى يـ ـديها لينجح بمنع اليُسرى لتحدثه بصوت مبحوح:
-
ابعد عني..
الغبي وحده هو من لا يرى كيف تُعاني لمجرد ظنها بأنه لن
يتركها وشأنها ليحاول أن يهدئها قليلًا بينما شعر بتلك الانتفاضة بجـ ـسدها أسـ
ـــفله:
-
اهدي، أنا هو قريب منك مش بـ
اوقفته بصفعة ارتجفت اثناءها يـ ـدها وامتلأت عينيها
بالدموع لتكرر بهيستيرية:
-
ابعد عني.. ابعد يا عمر
لا يدري هل يحرز تقدم معها أم هو يجعل حالتها تسوء ففعل
ما تريده وهو يبتعد ليجلس على طرف الفراش بينما تقهقرت هي للخلف متكومة على نفسها
وهي تحاول التقاط أنفاسها ليحدثها بخزي مشبع باليأس فلقد بات بداخله يقين أنها لن
تستجيب قط لأي من محاولاته:
-
مفيش دوا، ومفيش مكان تروحيه، ومفيش أي حد معاكي.. لا
أهلك ولا الأمن بتاعك.. مفيش لا موبايل ليا ولا ليكي، لو متكلمتيش معايا وواجهتيني
بشوية كلام جد بعيد عن تصرفات الأطفال بتاعتك دي، مش هنخرج من هنا أبدًا!
لم تُفكر بالنظر لها وحاولت السيطرة على لهاثها ليسألها
بهدوء:
-
أنتِ عملتي ايه في المصحة اللي كنتِ فيها تمن شهور
بحالهم؟
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة بتول طه لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية