رواية جديدة كما يحلو لها لبتول طه الفصل 34 بالعامية - 1
رواية كما يحلو لها
الجزء الثالث من رواية كما يحلو لي بقلم بتول طه
رواية جديدة كما يحلو لها
تنشر حصريًا على المدونة قبل أي منصة أخرى
من قصص وروايات
الكاتبة بتول طه
الفصل الرابع والثلاثون
النسخة العامية
أشياء تراكمت منذ زمن في داخلي، ولم تُتح لنا الفرصة أبداً للكلام عنها، أو، ولنكن صريحين، أنت لم تُتح لي أبداً الفرصة للكلام عنها..
The patience Stone
Atiq Rahimi
هبط بتلك الكوب فوق سطح هذا
البار بعد أن أنهى كل ما فيها وهو لا يدري ما الذي سيحدث غدًا، ليس لديه أدنى فكرة
عما قد يسببه هذا بعد أسبوع، أو شهر، ولكن لابد من أن هذا سيعبث بعقله بشكل أو
بآخر!
التفت إليها وهي تسكب
المزيد لكلاهما لتترك الزجاجة ثم قامت بجمع شعرها للأعلى ليرى كم تشعر بتلك
الحرارة التي بعثها الكحول بها، بشرتها بأكملها تتحول للحمرة، يتذكر هذه الملامح
تمامًا، لقد كانت دائمًا ما تتأثر بنفس هذه الطريقة، ولكن ليس عليه أن يستمع لما
يجري في عقله، ذلك الصوت الذي يحفزه على نول ما ليس له بحق، حسنًا، هو محق، الاقتراب
منها لم يعد بحق له، ماذا عليه أن يفعل إذن؟ يُشاهدها من على مسافة ويجلس تاركًا جيدها
لكي تُصبح متعة للناظرين، لو تختلط الخمر بشـ ـفاهه في تزيين عنـ ـقها ستبدو أفضل،
ولا يعلم أي وغد حولهما كم تبدو وهي في حالة الشرود التي تتملكها بأكملها عندما
يفعلها.
-
مش كفاية كده ولا إيه؟ احنا
لازم نروح!
حارب هذا الكحول اللعين المدمر
لكلاهما، بعد مقدار ما تناولته لابد أنها ستتألم بالصباح، ولابد من أنه ستنتابه
نوبة جارفة لن يستطيع السيطرة عليها، لقد قارب على فقدان الشعور بالواقع حوله، لا
يعرف إلى متى ستنجح محاولته!
التفتت له بنظرات ناعسة بثمالتها
ليلعن بداخله، لأول مرة يشعر بالندم أنه لم يجعلها تثمل قط أمامه، تبد شهية بطريقة
لم يرها قط، لماذا تقترب منه؟ أم هذا عقله الثمِل من يصور له هذا؟
-
العقرب ده على عشرة والعقرب
ده على حداشر، بس مفيش عقرب تاني هنا..
تحدثت بثمالة وهي تتشبث
بيـ ـده اليسرى التي تحاوطها ساعته ليُدرك الآن لما اقتربت، هي لا تريده، لقد كانت
تخبره بالوقت، أليس كذلك؟ يستحيل أن تريده مرة ثانية في حياتها! عليها التوقف عن
تصرفها بهذه الطريقة وهي تنخفض بتلك الخصلات الثائرة لتتمكن من رؤية ساعته، لن
يستطيع السيطرة على نفسه إن أكملت ما تفعله!
-
تعالى نرقص.. احنا لسه
بدري..
أومأ لها بالإنكار ونظر لذراعه
التي ما زالت بداخل الجص ثم رفع عينيه نحوها واستسلمت يـ ـده لها بالكامل بينما لم
تتخل هي عنها إلا عندما جذبت الزجاجة هذه المرة ثم أرغمته على الاحتساء منها
مباشرة بكمية كبيرة إلى أن ابتلت لحيته من هذا الشراب المتساقط لتتوقف واعادت
الزجاجة مرة ثانية وبيـ ـدها الأخرى جففت لحيته وتذوقت مقدمات أناملها بما تبقى من
اثار ما جففته ليستسلم بالكامل أمام تلك النظرات التي عبثت بعقله أكثر..
وجد نفسه يتبعها وهي تجذبه
ولم يدرِ كيف ومتى حدث ذلك ولكنه يراها تتمايل بحركات راقصة، هل يفعل المثل؟ لابد
من أن الجميع حولهما لأول مرة يشاهدون رجل يرقص بذراع مكـ ـسورة، وهي تبدو فاتنة،
مثالية كما كانت دائمًا، مثالية ولكن ثمِلة، ما الذي ستفعله عندما تستيقظ غدًا؟ هل
سيكون تفسيره أن ما حدث قد حدث مع رجل مخمور بنصف عقل لهذا استمر معها فيما تفعله؟
-
عمري ما رقصت كده مع حد
غيرك، حاولت في باريس ومعرفتش..
التفتت أمامه ليجد نفسه
يغرق بدوامة اغر ائها الفاتنة التي لطالما غرق بها، قد ينجح في السيطرة على نفسه
مع أي امرأة ولكن ليست هي، هذه الحقيقة التي لم يتمكن من تغيرها عل الاطلاق..
لابد أن تتوقف يـ ـديها
عن العبث بعـ ـنقه وشعره، عليها الامتناع عن تلك التحركات التي تنـ ـعكس على جـ
ـسده، تبًا، ما الذي تفعله ذرا عه؟ لماذا تحيط خصـ ـرها بهذه الطريقة؟ لابد لهما
من الذهاب الآن!
-
هنخرج تاني بكرة، بس
تعالي نروح دلوقتي..
تردد نبرته بأ ذنها،
أنفا سه الدافئة، جـ ـسده الذي لطالما لائمها بمثالية لا تظن أنها ستجدها مع رجل
آخر، صوت الموسيقى الصاخبة، تلك الحرارة المنبعثة منهما، لماذا لا يبتعد وتشعر
بوجهه لا يريد الابتعاد عن جانب وجهها، يمكنها الاستمتاع بذلك، ليبقى قليلًا هكذا،
ولاحقًا ستلومه على كل شيء، هو السبب، هو من أوصلها إلى هنا تمامًا!
التفتت وهي تتفقده
بابتسامة ثم ارتفعت يـ ـديها لتلتقي بوجهه، أمّا لعبث أناملها أن ينتهي ويترك
لحيته وشأنها؟
تبًا، ستبقى لعنتها
الأبدية هي الفشل في رؤية سواه، هو الآن ينظر لها، لقد توقف عن الهرب الذي استمر
به طيلة الأيام الماضية، وستبقى لعنته اكتفائه بها عن كل ما يندرج تحت مسمى
الحياة، عليها أن تتوقف عن أسره بعسليتيها الصافيتين في تلك العتمة التي لم تعد
كافية لستر سطوعها:
-
أنتِ ليه بتعملي كده؟
-
أنت ليه عملت كده؟
-
مجنون!
-
عمري ما اتخيلت جنونك
يوصل لإنك تنسى كنا بنحب بعض ازاي.
هذا العذاب الذي تصيبه
به لابد من أن يتوقف، لماذا تعاتبه؟ من أين آتت تلك الكلمات التي لا يسعه الإجابة
على حرف منها؟ هذا اللقاء لن تكون نهايته سوى كارثة حتمية، سيتبعه دمار، لا يثق
سوى بقدرتها المدمرة على كل ما تملك سيطرته عليه يوم ما!
ابتلع وهو كالتائه بذلك
الأسر الأبدي القابع أمام مقلتيه ليتردد قبل اجابته الصادقة:
-
أنا عمري ما نسيت، أنتِ
اللي نسيتي وصممتي تبعدي.. لو كنتِ استنيتي شوية كانت كل حاجة اتغيرت زي ما أنتِ
عايزة.
كجرس خطر قرعت ضحكتها فاحتواه
الذعر بعد أن أدرك تلك النهاية التي يتجهان إليها:
-
يعني لو رجعنا تاني لنفس
اليوم كل حاجة هتتغير؟
أسخرية تلك التي يلمحها
على ملامحها التي يحفظها عن ظهر قلب، أم هي مجرد ضحكة تفلتت في لحظة من فقدان تام
لعقلها، ولماذا يُفكر كثيرًا وحاله لا يختلف عنها مثقال ذرة؟ إن لم تتوقف عن
أفعالها سيندمان على كل ما يحدث أشد الندم، وبكل ما لديه من قدرة على السيطرة على
نفسه يعرف أنه لم يستطع قط أن يتملك نفسه أمامها، عليه أن يُصلح هذا الوضع سريعًا
قبل أن يحدث ما لا يُحمد عقباه:
-
روان
-
عارف إن دي أول مرة اسمع
اسمي منك من ساعة ما رجعنا لبعض، أنت ازاي بتقدر تعمل كده؟
عقد حاجباه بتردد بعد أن
اقتربت منه أكثر وفقد قدرة التركيز على ما كان يُريد الوصول إليه حيث انتشلته
بسؤال لم يفهم ما تقصده به لتفهم سريعًا ذلك التشتت بمقلتيه لتقترب من أذنه وهي
تحاول التخلص من فارق الطول البسيط بينهما حتى يستطيع سماعها:
-
لما كنا في هاواي فضلت
عشر أيام متكلمنيش، والمرادي عمرك ما نادتني باسمي غير دلوقتي، أنت بتعمل كده
ازاي؟
لماذا يرتجف هكذا؟ هل
بات من الصعب عليه الاقتراب منها، ما زال يُصدق أنها خائنة؟ إذن لماذا ينظر لها
بنفس تلك النظرات التي جعلتها تقع له بالكامل؟!
تلك الإنشات القليلة
لابد لها من أن تكون أميال سحيقة حتى تُساعده في النجاة منها، من يستطيع أن يتخلص
من هذا اللهيب المستعر الذي سيحرقه عاجلًا أم آجلًا، لن تغفر له ولو كانت هي جحيمه
بنفسها، عليها التوقف عن التوهج الآن، سيفشل مرة أخرى أمامها ولو ارتكب هذا الذنب
لن يمكنه التكفير عنه قط..
لآخر مرة حاول أن يتمالك
نفسه ليبتعد بينما امتنعت مقلتيه عن فعل المثل ليرى هذا التساؤل جليًا، لم تكفِ
تلك العتمة ولا الصخب ولا الأضواء التي تشتته عن كل شيء حولهما في مساعدته على تشتيت
نفسه عنها!
-
تعالي..
جذب يـ ـدها بينما تبعته
نحو الخارج لا تدري إلى أين سيذهب لتوقفه بتمسكها بجدار بطريقهما لتجده يلتفت لها
بأعين مستفهمتين وأنفاس متثاقلة لتخبره بتحدي:
-
مش هامشي!
أسرت مقلتيه بسجن
شـفتيها المتوهجتين بتلك العتمة ليجدها تتابع بابتسامة
تشفي صريحة:
-
ده اللي كنت بتمنعني منه،
مبقتش تقدر تمنعني عنه دلوقتي، كل حاجة مش هتتكرر زي زمان!
هل ما زالت تذكر تلك
المرة ببداية زواجهما؟ ألن تكف عن تذكيره بالماضي الذي ضيعه بصحبتها؟ هو لا ينسى
تلك التفاصيل التي تترك رأسه في دوامة من الندم، وما تفعله الآن يدفعه نحو طريق
ليس لهما منه نجاة:
-
مش هنمشي، مفيش حاجة
هتحصل زي زمان، أي حاجة بتحصل بقت زي ما أنتِ عايزاها!
لقد صرح بها، ولقد قرأت
تلك المعاني الخفية بعينيه، تعرف ما الذي تعنيه هذه النظرة جيدًا، ولكنها لا تعرف
إلى أين يتجه بها، ومن أين لها بالقدرة على ملاحقة خطواته السريعة!
وجدت نفسها بمفردها
أمامه وجهًا لوجه بهذا المصعد الذي استقرت على احدى جدرانه بينما تابعته بنفس ذاك
الشغف الذي لم يندثر تجاهه قط كلما أصبحا بمفرديهما، لطالما حدث ذلك، كل دقيقة
لعينة مرت عليها معه بحياتها دون تدخل من جنون عقله كانت دائمًا الأفضل على
الاطلاق، من المثير للشفقة أن أفضل ما لديها بالحياة وأسوأ ما مر عليها يقبعان بشخص
وحيد لا تدري هل عليها الانتقام منه أم الاقتراب منه مثلما يفعل هو!
أومأت له بالرفض ثم هتفت
به بأنفاس تلاحقت لا تستطيع تحديد ما السبب خلفها، هل هرولتهما منذ قليل، خوفها
منه، أم من تلك النظرة بعينيه التي تجعلها تفقد شعورها بكل ما حولها:
-
أنت قولت كل حاجة هتحصل
زي ما أنا عايزاها!
هز رأسه موافقًا على تلك
الكلمات التي استمع لها منها ولكنه لم يستطع أن يبتعد عنها بعد أن تسببت في قلب
أفكاره رأسًا على عقب وعبثت بكامل قدرته على السيطرة على نفسه ولماذا يـ ـده
اللعينة تعبث بشـ ـفتيها هكذا، إن لم يتوقف ستقتله حتمًا بالصباح:
-
ناخد أوضة هنا، ولا نروح
دلوقتي حالًا؟
ابتلع وهو يُتابع حركة شـ
ـفتيها كظمآن أهلكه لهيب بيداء قاسية تنهكه بجحيم لا نجاة منه:
-
ليه؟
هل تتصنع الغباء أم تهرب
من نفس الطريق الذي أجبرته على خوضه معها وستتركه وحده بمنتصف هذا الطريق:
-
متستعبطيش!
-
مش بستعبط..
ما الذي تريده منه؟ وما
الذي تفعله؟ أهذه دعوة للاقتراب؟ هل تعبث بعقله ولقد طفح الكيل من عبثه نفسه هو
به؟
-
أنتِ عايزة إيه؟
عسليتاها الناعستين أسفل
تلك الخصلات المتمردة بأناملها التي لا تتوقف عن العبث بلحيته وابتسامتها التي
تروي ظمأه برؤية لمحة من سعادة تأسر وجهها حتى وإن لم تكن من أجله، هذا ليس
بالمزيج الآمن الذي يستطيع تبين ما يقبع خلفه ولم تكن اجابتها لتسهل هذه الحيرة:
-
أنت طول عمرك بتفهمني..
اشمعنى المرادي مش فاهم؟
حسنًا، هل تريد أن تجرده
من بنطا له بيـ ـدها الأخرى؟ هما بمنتصف طوابق لا يعرف متى سيتحرك بهما هذا
المصعد، هذه مرته الأولى التي سيفعلها هنا، هل سيراهما أحد؟ لابد لهما من العودة
لمنزلهما، هل ستنتظر هي؟ يدرك جيدًا أنها ليست بالمرأة الصبورة، أو ربما هو من
علمها ذلك! لقد سألته شيئًا ما، ماذا كان؟! لقد تذكر الآن، لماذا لا يفهمها هذه
المرة؟ لم يعد لديه سوى المصداقية البحتة معها التي تجبره على اتباعها مهما كان
تأثير هذه الإجابة عليه:
-
عشان خايف!
تلك الذبذبات المنبعثة
من شـ ـفتيه وهو ينطق أمام شـ ـفتيها تمامًا جعلتها تشعر وكأن هذا مجرد تفسير
اهتدى إليه عقلها وليس حقيقة أنه نطق بهذا، هل يظن أن الأمر سهل أن يتحدث بهذه
الصراحة التي تتوافق مع ملامحه المتشتتة بين الخوف والرغبة، لماذا يتفوق عليها
بخطوة دائمًا، لن تسمح له بأن يظل نفس الرجل الذي وقعت في عشقه يومًا ما:
-
عمر الجندي بيخاف؟ جديدة
دي!
ابتلع وهو يحاول أن يركز
في وسط هذا المزيج من التوهج المنبعث منها وتأثير الكحول عليه لينظر إلى عسليتيها
ليرى وكأنها في كامل استيقاظها وليست ثملة مثله لتتابع بسؤال جعله يتراجع:
-
مع إنك مكنتش خايف واحنا
مع مريم النهاردة، ازاي قدرت تقول كل ده من غير ما تخاف؟
سؤالها أعاد له عقله من
جديد، لو كانت هي بكل ما تملكه من تأثير عليه قد نجحت في جذبه لعالم خيالي لا يوجد
فيه سواها بصحبة رغبته، فسؤالها عاد به لأرض الواقع حتى ولو كان بعقل ثمل، لا
يمكنه نسيان ما فعله الآن، تلك الرغبة التي تحركه تجاهها ليست من حق نفس الرجل
الذي حاول أن يقتلها بيـ ـديه!
نظر لها للمرة الأخيرة
ثم التفت ليقوم بضغط زر توقف المصعد ليهبط نحو الأسفل من جديد لكي يتجهان للمرأب والتفت
لها مرة ثانية ليتأكد من أنها تملك حقيبتها الصغيرة بينما أجاب بصوت مسموع لم يتخل
عن ثمالته بعد:
-
خوفي عليكي أكبر من خوفي
إني أواجه اللي عملته.. كان لازم أتكلم عشان اعرف أكمل واخلصك من اللي أنتِ فيه
ونتطلق!
شعر بكل أنملة في جـ
ـسده تحترق وهو يحاول السيطرة على نفسه والاستفاقة مما يعانيه ليتصلب بمكانه عندما
شعر بها تعا نقه ورأسها تستقر على ظهـ ـره ليغمض عينيه وهو يحاول أن ينظم أنفاسه ليسمعها
تتحدث له:
-
أنا خايفة أوي من باباك،
حاسة إنه مش هيخلينا نتطلق أبدًا، خايفة على بسام منه..
التفت لها وهو لا يعرف
هل عليه أن يواسيها أم يبتعد عنها بأميال حتى تتوقف عن العبث معه بهذه الطريقة
ليتخلص من هذا العناق وهو يُمسك بيـ ـدها ثم حاول أن يبث بها بعض الطمأنينة:
-
متخافيش، أنا هاعرف
اتصرف معاه، محتاج وقت بس مش أكتر..
رفعت عينيها نحوه ثم
ابتسمت له ولوهلة رأى نفس الشتات الذي كان يعهده بعينيها وهي تخبره:
-
بس أنا خايفة منك أكتر
مانا خايفة منه، خايفة نرجع تاني زي زمان.
توقف المصعد استطاع أن ينقذه
من التعليق على ما استمع له منها، عودتهما، هل هذا ما قالته؟ من أين لها بتخيل
هذا، ولو بأحلامه لا يستطيع رؤية أن هذا ممكن على الإطلاق، عودة، يا لها من معجزة،
أقصى ما يُمكنهما العودة إليه هو السيارة ومنزل مؤقت إلى أن يفترقان من جديد!
جذبها بصعوبة إلى الخارج
وهو يحاول أن يتبين من أين تقع خطاه لكي لا يفقدان توازنهما لتعترض عندما استيقظت
لوهلة من تلك الثمالة لتحدثه بتذمر:
-
أنا قولتلك مش هامشي
وعايزة اسهر..
أحس بها تحاول التوقف
ليلتفت إليها ثم قرر أن يقول أي ما تُريده فقط لكي يغادران فهو لن يتحمل أن يراها بما
تفعله ويسيطر على نفسه وهو ترغمه على تناول المزيد من الشراب فما كان منه سوى
اخبارها بضيق ولسان متثاقل:
-
هنسهر في البيت.. هنسهر
للصبح زي ما أنتِ عايزة
-
لا أنت بتكدب زي كل مرة،
أنا عايزة أفضل هنا!
زفر بإرهاق وهو مشتت في
آلاف من الأفكار بصحبة ما تؤثر عليه به من تلك الفتنة المثالية التي تعبث بسيطرته فاقترب
منها تلقائيًا وابعد تلك الخصلات عن وجهها ليحدثها بنبرة متوسلة:
-
أرجوكِ عشان خاطري، مش
مستحمل أي حد بيبصلك، مش مستحمل اشوفك كده، أنتِ عمرك ما كنتي كده، تعالي نروح،
هنشرب ونرقص ونعمل كل اللي نفسنا فيه، بس بلاش نفضل هنا.. اوعدك هنعمل كل اللي
أنتِ عايزاه
أنفا سه الدافئة وتلك
النظرات الواعدة بمقلتيه، لا يفشل أبدًا في أسرها بتلك النظرات التي تجعلها تشعر
وكأنها أفضل امرأة في الحياة، لقد كان يحتسي الشراب معها منذ قليل، راقصها، ذهب
معها لمنزل والدتها، ولقد ذهبا إلى "مريم" بالصباح، ربما لو لم يحدث ما
حدث لكانت هذه أفضل حياة تتمناها، لماذا هي غاضبة منه؟ لقد نست هذا!!