-->

رواية جديدة مشاعر مهشمة 2 لشيماء مجدي - الفصل 24


قراءة رواية مشاعر مهشمةالجزء الثاني

 للكاتبة شيماء مجدي
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




 

رواية مشاعر مهشمة 

الجزء الثاني 

الفصل الرابع والعشرون



ظلت للحظات تنظر له بعينين جاحظتين، وقد أُلجم لسانها من طريقته الغاضبة في ترديد تلك الجملة الصادمة، ملأت معالم عدم الاستيعاب كامل وجهها، فما قاله كان جادا به، ولا يختلط بأي مزاح أو سوء صياغة في التعبير لما يضمره داخل نفسه لطفلهما، أزادت في ضمة صغيرها الباكي إلى صدرها، وما إن ضبطت نفسها، وانحلت عقدة لسانها، سألته باستفسار مستنكر:


-يعني إيه مش طايق تبص في وشه! انت بتقول إيه يا عاصم؟


استوحشت نظراته، وملأ الغل صدره مع ثبات صورة والده بنظراته المنفرة في رأسه، وزعق بها بزئير غاضب:


-بقولك ابعديه يا داليا، إيه مبتفهميش.


تحول بكاء الرضيع إلى صراخ، من الصعب التحكم به مع الجو المشحون حوله، تحكمت "داليا" في أعصابها، وقامت من فوق الفراش، وهو تهدهده، وتضمه بحنو إلى صدرها، وتحركت مبتعدة عن محيط "عاصم" حتى لا يزيد بعصبيته من ارتياع الصغير، وقالت له بخفوت بجوار أذنه، حتى تبعث بصوتها الأمومي الطمأنينة إلى قلبه:


-بس يا حبيبي.


وقفت في الزاوية المخصصة لوليديها في الغرفة، محاولة إعادة الطفل إلى طور هدوئه، في حين تابعت بنظرات ضائقة توجه "عاصم" بخطوات مغلولة إلى الشرفة، مضت بضعة دقائق عليها خلال محاولتها الدؤوبة في تهدئة الرضيع، شعرت بعدها باستكانته فوق صدرها، أبعدته بتؤدة لترى عينيه منغلقتين، وأنفاسة منتظمة معبرة عن غفوته، وضعته بجوار شقيقة الناعس بتريث، وسحبت فوقه الغطاء، ثم استدارت وسارت بتحفز شديد نحو الشرفة حيث يوجد زوجها، أمسكت بساعده وأدارته إليها بعصبية واضحة، وسألته في سخط:


-هو في إيه؟ رائف عملك إيه عشان تبقى مش طايق تبص في وشه؟


لم تهدأ ثورته الداخلية، أو حتى ارتخت -إلى حد بسيط- ملامحه المشدودة، بل ازداد انعقاد وجهه، وحدجها بعينين تقدحان شررا وهو يخبرها بأنفاس متهدجة:


-سيبيني يا داليا لواحدي.


رفضت الانصياع لأمره، وقالت بإصرار مليء بالحنق:


-لا مش هسيبك غير لما تقولي إيه اللي خلاك تقول كده؟


تشنجت عضلات جسده، ولوح بيديه في الهواء، مع نطقه بانفعال شديد هاتفا:


-عشان أنا فعلا مش طايق ابص في وشه ولا متحمل بصة عينيه ليا.


اتسعت عيناها مع تضاعف صدمتها من تأكيده على ما تفوه به منذ برهة، وسألته بنوع من اللوم المختلط بالزجر:


-ليه؟ عملك إيه؟


صاح بصوت مختنق بكلمات باغضة:


-طلع شبهه.


عبارته كانت مبهمة بالنسبة لها، ضمت ما بين حاجبيها، وسألته بغير فهم:


-شبه مين؟


ازداد اختناقه، مع شعوره بغصة ممزقة لحلقه، وأجابها بصوت ثقيل:


-بابا.


تفاقمت عقدة حاجبيها، وسألته بغرابة شديدة:


-وفيها إيه لما يبقى شبهه؟ هو مش جده، وبعدين مانت نفسك شبهه، إيه اللي حصل؟


اعتلت الكراهية وجهه، وصاح بصوت ناقم:


-اللي حصل إني بكره نفسي عشان شبهه، بكره أبص لنفسي في المراية لما بشوف صورته في وشي، بكره كل حاجة فيا عشان طلعت نسخة منه.


تفاجأت من تصريحاته التي تغادر لسانه للمرة الأولى، ازدردت ريقها بتوتر، وقربت يدها لتتلمس ذراعه، قائلة بحذر:


-عاصم..


لم يعطها الفرصة للتحدث، وأكمل بروح جريحة، وبحرقة شديدة:


-أنا بكره كل حاجة فيه يا داليا.


تشتت تفكيرها، لدرجة أن عقلها عجز عن استيعاب ما يقوله، وحدثته في لهجة مضطربة، ومشوشة:


-بس انت طول عمرك في طوعه، وبتسمع كلامه، وهو خلاص مات، ايه اللي حصل دلوقتي خلاك تقول كده؟


ابتلع غصة مريرة اجتاحت حلقه، وعقب بمرارة:


-أنا كنت في طوعه خوف، خوف من عقابه، خوف من قسوته عليا، خوف من إهانته فيا وتقليله مني.


على قدر صدمتها من هول ما تستمع له منه، إلا أنها لم تتفاجأ من الأخير مما قاله، فقد كان كل ذلك يحدث في الماضي من قلل أبيه معه؛ على مرأي ومسمع منها، ولكن ما لم تتوقعه أن يضمر "عاصم" في نفسه الكره لأبيه، نتيجة لمعاملته القاسية معه، فاقت من شرودها اللحظي، على متابعته بصوت فاض منه الأسى:


-هو السبب في كل اللي أنا فيه، هو اللي خلاني أبقى بالبشاعة دي، وبسببه خسرت كل اللي حواليا، خسرت نفسي وكل اللي أمي كانت بتزرعه فيا من صغري، حتى انتي كنت هخسرك بسببه.


ناظرته بنظرة متعاطفة مع ما يحمله من شعور دفين، لتوها علمت كم يضنيه، في حين أكمل على نفس الشاكلة المتألمة:


-مبقتش قادر اتحمل نفسي كده، في كل مرة بأذي حد بحس بخنقة جوايا، على قد مانا بحب أشوف اللي حواليا تحت رجلي، على قد مانا بتوجع بعدها لما بحس إني أنا السبب في الأذية دي، متعتي باللي بعمله بتبقى في لحظتها، بس بعد كده بيفضل ضميري يعذبني، بيفضل يقطع فيا ويأنبني كل ما أحس إني حد مؤذي الناس بتكرهه.


على فور انتهائه هزت رأسها في إيماءة نافية، وقالت في احتجاج وقد امتلأت عينيها بالدموع:


-انت مش مؤذي يا عاصم، متقولش كده على نفسك.


على صوته، واشتد، وهو يقول في احتدام معبأ بآلام لتو يزيح الستار عنها:


-لأ أنا مؤذي، وبأذي كل اللي حواليا، وأكتر حد أذيته هو أنتي.


طفرت دمعة كانت عالقة على أهدابها، وهي تنظر بداخل حدقتيه اللتين التمعتا بطيف من الدموع المتحجرة، التي أبت الإنسياب، وأضاف في تعب وإنهاك:


-أنا تعبت يا داليا، تعبت ومبقتش عارف اصلح نفسي، مبقتش قادر اعيش مع كل الوحاشة اللي فيا، مبقتش قادر اعيش وكمال الصباحي عايش جوايا، ومتحكم في كل أفعالي وأفكاري حتى بعد موته.


ارتعش جسدها وانتفض، تأثرا وتلبكا مما وقع على سمعها، وتراه أمام نصب عينها، لقد انهار قناع الجمود، وظهر من خلفه وجه -كل معالم القهر- عليه تسود، زمت شفتيها في أسى على حاله، ودنت منه في نيه احتضانه، ولكنه لم يبقى محله، وعاد بظهره للخلف، ثم استدار نحو باب الشرف ومنه دلف، نظرات التعاطف في عينيها تشعره بالضعف، المنافي لشخصيته الجامدة والتي لا تعرف غير العنف، أراد أن يختلي بنفسه بعيدا عن الأنظار، حتى يستيطع أن يضبط أعصابه ويتحكم بكل ما به من دمار، فكل ما صرح عنه ليس بهين، فلتوه اعترف أمامها -بعد أن اعترف أمام نفسه لمرات عديدة- بعيوبه وكل ما بدر منه معها ومع غيرها من إيذاء بَيِّن.


❈-❈-❈


ما يزال "عز الدين" غير معتادٍ على حجرته الجديدة في فيلا والده، لا يشعر في مكوثه بها بأي أريحية على الإطلاق، كما أنه ينسى بها مواضع كثير من الأشياء، فمعالمها ما تزال غريبة عليه كليا، كما أنها تفتقر للدفء الذي كان يغمره في بيته الصغير، المتواجد في الحي البسيط، والمعدم بالنسبة لتلك الطبقة الثرية من المجتمع. بعدما خلع سترته، علّقها في الخزانة المخصصة لتلك النوعية من الثياب، وبينما يتابع خلع بقية ملابسه، التفت إلى زوجته المجاورة له بنصف التفاتة، ورفع حاجبيه في تفاجؤ مما قالته بشأن ترحيب زوجة أخيه بها وبوالدته، وسعادتها التي كانت ظاهرة عليها بمجيئهم، وعلق في ذهول:


-ده بجد؟


دنت منه، وأردفت ببسمة تحمل إلى الإن آثار الاستغراب:


-أنا اتفاجئت برضه، بصراحة مكنتش متوقعة تفرح كده بوجودنا.


زم شفتيه لحظيا وهي يرتدي القميص البيتي خاصته، ثم قال في راحة:


-طب كويس، مكنتش عايز أحس إننا مضايقنها بوجودنا.


نظرت له بعينين ضيقتين، وسألته في توجس:


-طب وأخوك؟


سألها دون النظر إليها، منظاهرا بانشغاله في ارتداء الجزء السفلي من ملابسه:


-ماله؟


تحركت للوقف في مواجهته، لتجبر عينيه للنظر في وجهها، وهي تسأله في شك:


-متضايق من وجودنا مش كده؟


رأى تصميمها على معرفة ما يدور في علاقته بأخيه، زفر نفسا مطولا، تبعه قوله في اقتضاب دون تفاصيل مسهبة:


-عاصم متضايق من وجودي أنا، أو بمعنى اصح من ظهوري في حياته، وإنه طلع ليه أخ هينافسه في اسم الصباحي، أو حتى في بيته وشركاته.


ضمت ما بين حاجبيها في غرابة من وقع كلماته على مسامعها، مرددة في لهجة تعجبية:


-هينافسه! هو بيفكر كده بجد؟


ناظرها بعينين لاح بهما الحزن، مردفا في أسى:


-انتي عارفة ابوه عمل إيه في امي لما حملت فيا، وعارفة إنه رفض يبقالي مكان في حياته، أكيد مش هتتفاجئي يعني من عاصم وهو تربية واحد زي ده، استغل واحدة ملهاش حد واتجوزها في السر عشان كانت محتاجة لسند، ولما حملت هددها بإنه هيقتلها ويقتل اللي في بطنها، ولما ربنا أراد أنه يتولد ويعيش بعيد عنه، لما عرف بوجوده رفض إنه ياخده يربيه مع ابنه.


أطرق رأسه لأسفل، مواريا لمعة الدموع التي غامت حدقتيه خلفها، مكملا في شجن:


-وكأني مكنتش ابنه، وليا حق فيه زيي زي عاصم.


مدت يديها محاوطة وجنتيه، وتابعت بدلا منه كلماته في صوت حانٍ:


-وكويس إنك معشتش معاهم، بعدك عنهم خلاك تبقى غيرهم، خلاك أحسن راجل في الدنيا، وأجمل زوج، وأحن أب.


تشكلت بسمة باهتة على شفتيه، وهو ينظر لها في محبة تفيض عينيه بها، بينما هي غيرت مجرى الحديث، حتى تشغل عقله عن التفكير في تلك الأمور المحزنة:


-بس برضه مش فاهمة أنت ليه جيبتنا نعيش هنا طالما هو مش كويس وزي أبوه؟


أمسك يديها بكفيه، منزلا إياهما عن وجهه، ورد عليه بتجهم وهو محتفظ بهما في يديه:


-عشان ده حقي يا زينة، وأنا مش هقبل أبقى مغلوب على أمري قدام واحد ملهوش إنه يتحكم فيا ولا في حقوقي، وكل اللي فارق معاه إنه يتخلص مني، زي أبوه بالظبط.


لم تجدا ما يقال أمام تصميمه على عدم التفريط في حقوقه، فلا هي تستطيع جعله يعدل عن رأيه، ولا حتى تلوم عليه تفكيره، آثرت الصمت، وظلت تنصت إلى اكتمال حديثه العازم، والحازم:


-وأنا مش ضعيف، أو عيني مكسورة، عشان أقبل بكده.


❈-❈-❈


مرت الليلة الماضية عليها في حيرة شديدة، لم يقرب النوم عينيها حتى مطلع الفجر، ظلت تفكر طوال ذلك الوقت في حاله، وفي كل كلمة غادرت فمه، بل وكل تعبير صدر من قسماته، ولكن في خضم تفكيرها، خشيت أن يبلغ كرهه للشبه الذي يراه في ابنه لأبيه، إلى كره "رائف" نفسه، خشيت أن يتسبب ذلك في بناء حاجز بينهما، وأن ينشأ صغيرها في نفس الظروف المضطربة التي نشأ بها زوجها، ويلقى نفس المعاملة القاسية، التي كان يلقاها "عاصم" من والده، والتي أدت إلى تكوين كيانا مُدمَرا، يميل إلى العنف ميلا غير مبررا، ويفتقر إلى الحنان افتقارا بالغا. 


بعدما حاولت استحضار النوم قسرا عنها إلى جفنيها، حتى تهرب من أفكار رأسها المهلكة، دلف هو إلى الغرفة، بعدما تأكد من خلودها إلى النوم، رغبة منه في عدم التحدث إليها، يكفي ذلك القدر من الكلام، الذي جعله كالكتاب المفتوح أمامها، وعرى طوعا جزءً من نفسه المهشمة لها، تمدد جوارها في تريث، حتى لا تستيقظ على حركته، وتنهال عليه بأسئلة لا حصر لها، كعادتها المثرثرة، مضى الليل عليه كدهر مديد، لا ينتهي، ولا هو قادرا على الهروب بالنوم من صخب رأسه، لذا عندما بدأ ضوء النهار في الانبثاق، نهض عن الفراش، اغتسل كعادته الصباحية، ثم بدأ في ارتداء ثيابه.


فتحت "داليا" عينيها تدريجيا عندما مر ضوء الصباح عبر جفنيها، نظرت إلى يسارها كفعل أولي بدر منها، باحثة عن وجود "عاصم" فوق الفراش جوارها، انزوى ما بين حاجبيها في انزعاج عندما لم تجده، ولكن لفت انتباهها وجود حركة في الغرفة على الجانب الآخر منها، على فورها قامت بالالتفات إلى يمينها، وجدته واقفا أمام المرأة، يمشط خصلات شعره بهدوء منه، رفعت جسدها قليلا لتجلس نصف جلسة على الفراش، ثم مدت يدها مديرة شاشة الساعة الموضوعة فوق الكومود نحوها، اعترى وجهها الغرابة، فالساعة لم تتخطَ الخامسة بعد، وعادة ما ينتهي من ارتداء ثيابه كل صباح في تمام السادسة، حركت ساقيها من أسفل الغطاء ناهضة، ارتدت حذاء الفراش وسارت نحوه بخطوات متمهلة، وسألته بصوت ناعم يحمل بحة النوم:


-انت لابس بدري أوي كده ليه؟


وضع المشط موضعه على التسريحة وهو يقول بنبرة عادية دون النظر إليها:


-عندي اجتماع مع عملا، ومحتاج اظبط كام حاجة قبله في الشركة.


وقفت بجانبه، ثم طلبت منه بهدوء وهي تتفحص ملامحه:


-طب افطر الأول.


تحرك عدة خطوات نحو الطاولة الجانية لباب الغرفة، والتقط من فوقها سلسلة مفاتيحه، مرددا بنفس النبرة الفاترة:


-مليش نفس، افطري انتي.


تابعت بعينين تحملان الأسى، استدارته متوجها نحو الكومود، آخذا من فوقه حافظة نقوده، وهاتفه المحمول، ثم عاد أدراجه نحو الباب مرة أخرى، ولكن حال دون متابعة سيره، قبضة يدها لساعده، وندائها عليه:


-عاصم.


التفت برأسه نحوها، رائيا عينيها اللتينين تفيضان دفئا وحنانا، وأوصته بنبرة مهتمة:


-خلي بالك من نفسك.


هز رأسه في موافقة صامتة، ثم تركت هي يده، وتحرك تاركا الغرفة، نزل الدرج بخطوات مهيبة، تليق بشخصيته الصارمة، والمتنافية مع انهيار ليلة البارحة، ومع ما يشعر به من اضطراب نفسي يعاني منه منذ فترة ليست بالوجيزة، حتى أنه مؤخرا أصبح عاجزا عن اتخاذ أي قرارات مصيرية تخصه، أو حتى أفعال سادية ينفس بها عن غضبه، أضحى غير متوقع الأفعال وردود الأفعال، فحتى طبيعة شخصيته العنيفة أصبحت لا تظهر إلا نادرا، كأنما قد كُسر شيء في أعماقه، أو بات ضعيفا، مهزوزا دون والديه.


تغايرت سائر ملامحه، وانقلبت كامل سحنته، حينما لمح أخيه سائرا في بهو القصر، ومن رؤيته لكوب القهوة في يده، خمن أنه خارجا من المطبخ لتوه، حاول أن يتجاهله قدر المستطاع، حتى لا يدخل معه في نزاع، ولكن الآخر حينما رآه أمامه؛ قابله بابتسامة باردة، وقبل أن يرفع الكوب إلى فمه يرتشف منه، ألقى عليه تحية الصباح:


-صباح الخير.


تخطاه "عاصم" دون أن يرد عليه، لم يقبل "عز الدين" أن يفوت فعلته دون تعليق عابث، وحدثه بنفس اللهجة المثيرة للأعصاب: 


-طب مش ترد عليا، ده أنا حتى أخوك يعني.


لاحظ أنه قاصدا التحدث إليه بتلك النبرة لاستفزازه، أغمض عيناه متحكما في ثورة أعصابه، ثم حرك رأسه للجانب قليلا، حيث وجود الآخر خلفه، وأخبره في حدة:


-خلي اليوم يعدي، احنا لسه في أوله.


تحرك "عز الدين" خطوتين ليصبح مجاورا له، وعلق بهدوء ببسمة لزجة كما رآها "عاصم":


-صباح النور كانت هتوفر عليك الجمليتين دول وكان زمانك ركبت عربيتك ورايح شغلك واليوم هيعدي عادي جدا، انت اللي مصعبها مش عارف ليه.


نظر له "عاصم" من طرف عينيه بغضب مكتوم، ثم تابع سيره مبرطما في حنق:


-صباح الزفت.


التقطت أذنا "عز الدين" عبارته الغاضبة، مما جعل بسمة متشفية تتشكل على وجهه، تحرك هو الآخر بعد ذلك وهو يرتشف من القهوة خاصته، متوجها إلى الأعلى، ليقوم بارتداء ثيابه، حتى يتوجه بعد ذلك إلى عمله، حيث تم استدعائه لإجراء بعض الكشوفات العاجلة في المشفى الحكومي التي يعمله به.



اكمل قراءة رواية مشاعر مهشمة الجزء الثاني 

الفصل الرابع والعشرون 

بقلم الكاتبة شيماء مجدي

تابع قراءة الفصل