-->

رواية جديدة شد عصب لسعاد محمد سلامة - الفصل 40

قراءة رواية شد عصب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية شد عصب رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سعاد محمد سلامة



رواية شد عصب

 الفصل الأربعون

«المخادع يعشقك»


قبل قليل بمنزل صالح. 

تغيب عقل حسني من المفاجأه، أغمضت عينيها تشعر كآنها بين دوامه تسحبها نحو هاويه، توقف عقلها عن التفكير كذالك جسدها كإنه كتلة خشب جماد لا تتحرك ولا تُعطي ردة فعل، فقط تشعر بحركة شفاه زاهر فوق شفتيها بتلهُف بعض الشي، لكن بدأ نفسها ينخفض

ترك زاهر شفاها هو الآخر يحتاج للتنفُس لكن مازال وجههُ شبه مُلتصق بوجه حسني،الضائعه بين هوة فُقدان عقلها،بينما زاهر هنالك شعور باللخبطه فى عقله الذى بدأ يعود تدريجيًا عاد برأسه للخلف نظر لوجه حسني،رأها ترمش بأهداب عينيها المُغمضه،لوهله شعر بحنين لـ قُبله أخري،لكن سُرعان ما جال بخاطرهُ مِسك،ذم نفسه هل كان يظن أن حسني هى مِسك،شعر بغضب من نفسه وإرتسم على وجهه، لكن قبل أن تفتح حسني عينيها وتُفاجئ بملامح زاهر  

أخرج زاهر من ذالك التفكير ذالك الصوت  البغيض الذى قال بإستهجان: 

مش ليكم مجعد يتاويكم، ولا حرارة المطبخ ولعت الشوق.


فتحت حسني عينيها شعرت بخزي كذالك بُغض من ذالك الساخر ونظرات عيناه البغيضه،شعرت بإرتباك أيضًا كأنها فقدت الإدراك كُليًا على جسدها،ماذا ترد وهى بهذا الموقف العجيب الغريب عليها،أخرجها من ذالك التوهان صوت زاهر الحاسم:

إطلعِ فوق يا حسني.


رحبت حسني ولم تُعارض أمره  أو تتفوه حتى بإيماءه،غادرت بخطوات سريعه.


تتهكم صالح وهو يرمق حسني بنظرة إمتعاض وهى تمر مثل الطيف السريع من جواره


عاد بنظره لـ زاهر بحقد يقوده شعورهُ بالنقص والتمني لكن تهكم بسخريه قائلًا:

مش لك مجعد يقفل عليك إنت ومرتك،ولا تربية الخدامات أثرت عليك،تحب قعدة المطبخ زى المرحومه كانت غوايتها رغي الخدمات زي البت اللى إتجوزتها دي.


نظر له زاهر بغضب وهتف بإستهجان:

قاعدة الخدامات أفضل  بكتير على الأقل أنضف من القعدة ويا  الغوازي والغواني والمجرمين،ومراتى مقامها من مقامي،وإن كان عالمنظر اللى شوفته وحرق دمك،فعادي مراتى وحلالي فى أى مكان وزمان... بس غريبه وجودك فى الدار دلوك إحنا ليل واللى أعرفه إنك كيف قطاعين الطُرق الليل غوايتك. 


أنهي زاهر قوله ورمق صالح بنظرة تشفى ثم غادر المطبخ يشعر بزهو 

بينما إزداد الحقد وإشتطاطت عيني صالح كذالك قلبهُ  ليس فقط من فحوي إستهجان زاهر، بل مُعايرته بعجزه الذى يُسيطر عليه، حاول مداوته بكثير من الطرق، لكن لا فائدة، بالنهايه رغبة تُكبت ويشعر بجحيم فى عقله وجسده،  لم يبقى له سوا أمل واحد عليه الحصول عليه سريعًا. 


بينما صعدت حسني لغرفتها وقفت تتكئ بجسدها خلف باب الغرفه تشعر بزيادة خفقان وضعت إحدى يديها على قلبها واليد الأخري على شفاها تحاول إستعاب ما حدث قبل قليل،هل فعلًا قبلها زاهر،أم أنها كانت تتخيل ذالك أو بالاصح هى نائمه،

نفض عقلها ذالك حتى بالاحلام هذا لن يحدث،

لكن بلا حدث 

بحِيره بين العقل والا وعي مازالت غير مُصدقه 

ذهبت نحو مرآة الزينه نظرت لشفاها تفاجئت بها حمراء داكنه ضمت شفتيها لبعضهما بقوه،فجأه تبسمت وهى تضع يدها على شفاها بوعي لما حدث،زاهر قبلها فعلًا،لم يكن وهمً ولا حلم،لا تعرف بأي شعور تحس،مشاعر تخوضها لأول مره،مشاعر دافئه تحسها بالقُرب من زاهر،ذالك الحانق دائمًا منها،تبسمت وبداخلها أمنية،أن يُقبلها مره أخرى لتعرف حقيقة تلك المشاعر.


صفع زاهر باب غرفته بقوه،بنفس اللحظه سمع صوت سياره تدور،ذهب نحو شُرفة الغرفه وتهكم بحسره والده يُغادر للذهاب الى ملذاته الحرام،زفر نفسه وعاد يجلس على الفراش وضع رأسه بين كفيه يُزيح خُصلات شعرهُ للخلف،زفر نفسه يشعر بتوهان،وتذكر مذاق تلك القُبلات تبسم للحظه وهو يتذكر رؤيته لـ حسني تتسلل الى المطبخ قبل قليل  وهى لم تنتبه لخروجه من غرفة المكتب بنفس الوقت،أثارت أفعالها الحمقاء سُخريته، وهى تتسحب مثل اللصوص بفضول تتبعها وهى ذاهبه الى المطبخ وقف خلف حائط بجوار باب المطبخ،كان يستمع لحديثها مع نفسها بحماقه فى نظره،داعبت رائحة الطعام أنفه وشعر بجوع رغم  أنه تناول الطعام قبل وقت قليل،لكن رائحة تلك الطعام أثارت شهيتهُ، بقصد منه تنحنح قبل أن يدخل الى المطبخ... لم يكُن يتوقع أن تختبئ حسني منه،ظن أنها بالتأكيد ستُثرثر قليلًا،حقًا يكره ثرثرتها لكن يود تناول ذالك الطعام،تفاجئ حين دخل الى المطبخ ولم يجدها علم أنها تخبأت خلف باب المطبخ،كاد أن يُخبرها أنه رأها لكن فكر بدهاء وجلس خلف تلك الطاولة وبدأ بتناول الطعام،ظنًا أن حسني لن تنتظر كثيرًا قبل أن تُفصح عن وجودها،لكن تحملت،شعر بشبع ونهض يتلاعب بها بين تردد فى العوده الى الطعام أو الخروج من المطبخ،تلاعب بها بالخروج من المطبخ كى تخرج من خلف الباب، وقف لحظات  جوار حائط المطبخ بمجرد أن رأي حسني قريبه من الطعام عاد مره أخري كي يُفاجئها،لكن هى إستقبلت المفاجأه بتلك المياه التى بصقتها عليه،حركات شفاها الطفوليه ونظرت عينيها المُترقبه كآنها تتوقع رد فعله، جعلته يفقد جموده وتحكمت غريزه به،ود تذوق تلك الشفاه،جذبها وقبلها،وكان يود المزيد من القُبل حتى بعد أن ظن أنها كان يتخيل مِسك،أراد قُبله أخري،ربما تُعطي له تفسيرًا عن سبب ذالك التوهان الذى يشعر به.     

❈-❈-❈

منزل صلاح

إضجع صلاح بظهره على خلفية الفراش وتنهد بإنهاك قائلًا: 

الحمد لله، أنا بعد ما شوفت حفصه إمبارح ولما فاقت الصبح تصرخ قلبي إتسحب مني، بس محاسن قدرت تهديها. 


كانت يُسريه عقلها سارح بحديثها صباحً مع وصيفه لم تنتبه لقول صلاح، الإ حين قال:

يُسريه مالك سرحانه فى أيه.


إنتبهت يُسريه قائله بإستفسار:

كنت بتقول أيه؟.


تنهد  صلاح بإرتياح قليلًا يقول:

بقول الحمد لله حفصه بقت بخير.


إقتربت يُسريه من الفراش وازاحت الدثار قليلًا وإتكئت هى الأخري بجسدها على خلفية الفراش قائله:

كويس إن محاسن كانت جنبها، وكمان جواد كان لسه فى الدار إداها حُقنه مُهدئه 

أنا مش عارفه أيه بيحصل فجأه كل فترة،ولما حفصه هديت وقالت اللى حصلها بستغرب،كان أيه الهدف من ده.


تنهد صلاح قائلًا:

وأنا كمان مش عارف ومستغرب،بس الحمد لله عدت بخير،حتى جاويد إتصلت عليه وقالي سلوان بقت كويسه،بكره هبقى أروح ازورها ميصحش كده.


ردت يسريه:

طلبت من هاشم يجي يرتاح وأنا هبات معاها رفض،حتى جاويد كمان رفض.


تنهد صلاح مُبتسمً يقول:

بستغرب جاويد واللى حصلهُ فجأه يقابل سلوان ويحبها فى مده قصيره ويتجوزها ويحصل بينهم متاهه وترجع تاني،جاويد طول عمره كان عقلهُ هو اللى بيتحكم فيه كنت أوقات كتير بحس أن قلبه بقى  زى الصخر صعب يحب .


برقت دمعة عين يُسريه وهى تبتسم بغصه قويه قائله:

ده القدر اللى بيحرك الصخر،سلوان هى اللى أحيت الروح فى قلب جاويد،اللى فعلًا كانت إنتزعت منهُ بعد ما فاق وكان حاسس إن روحه مسحوبه،وكان بيسأل على جلال لحد ما عرف سبب لإحساسه ده،إن توأمه فارق.


ضم صلاح يُسريه لصدره دمعة آلم سالت من عينيه هو الأخر،تنهد بإشتياق قائلًا:

فاكر يوم ولادة جلال وجاويد 

وقتها مكنش فى تحديد لجنس الجنين وهو فى بطن أمه زى دلوك،لما ولدتي جلال أبويا اللى سماه،لكن لما بعدها ولدتى طفل تانى،أمى قالت 

ربنا جاد  عليك بولدين،سمي الولد التاني "جاويد"

شُكر لله، بالك زيادة الخير إنك تتحدت بنعمة ربنا عليك، أنه جاد عليك بزياده "جلال و جاويد" جاويد هيبقي له شآن كبير،بس العين عليه مرصوده.  


شعرت يسريه بنغزات قويه فى قلبها تشعر بآسى  قائله :

فعلًا جاويد العين عليه مرصوده نجي منها كذا مره وخايفه قلبي مش هيقدر يتحمل يا صلاح،بقيت بخاف أوقات ببقى عاوزه أحبس ولادي التلاته هنا فى الدار عشان ميبعدوش عن نظري ويصيبهم مكروه.


ضم صلاح يُسريه هو الآخر مثلها قلبهُ يملأوه خوف،لكن يُسيطر عليه الإيمان بالقدر...يترجى دائمًا أن يكون القدر رحيمً.    

❈-❈-❈

بالمشفى بغرفة سلوان

توقفت سلوان للحظات عن الحديث،إلتقطت نفسها بقوه قبل أن تستطرد حديثها:

حاولت مبقاش آنانيه مع بابا رغم كنت عارفه خِصال دولت تشبه خِصال عمتِ معترضتش على جوازه منها قولت اللى تعرفيه أحسن،إنت سيبتني فى البحر الأحمر وكنت عارف إنى حامل،وأنا اللى للحظه فكرت إنك كنت جاي عشاني،بس طلعت غلطانه إنت كنت بتستجم مع ضيوفك وأنا مكنتش فى إهتمامك،مش بلومك يا جاويد أنا اللى مشاعري خذلتني، مالوش لازمه إحساسك بالواجب يتحكم فيك وترهق نفسك  وتفضل هنا معايا فى المستشفى، بابا زمانه راجع، أظن بكده وصلنا للنهايه.


نظر جاويد لـ سلوان يشعر بآسى من تلك الدموع التى تنساب من عينيها، شعر بقهرة قلبها التى عانت منها، إقترب أكثر من الفراش لكن ود أولًا أن يصفعها ويقول لها إنتِ مُخطئه بكل ظنونك أنا كنت هناك من أجلك،لكن تحكم بقلبي الغرور،وأردت أن تعودي من أجلي، ثم ود أن يجذبها لصدرهُ ويضمها ويُخبرها وأنه كان يشعر بوحدة قلبهُ، ربما عشتُ بكنف عائله لكن سبق وفقدت نصف روحي التى شعرت أنها عادت حين إلتقيتك بتلك الليله لم أنقذك من الموت بل كنت فى إنتظار  مجيئك الذى أعاد لي نصف روحي التى كانت مسلوبه مني،أنت رحمه أُرسلت من أجلي...


لكن قبل أن يتفوه جاويد بلحظه دلف هاشم الى الغرفه.


هاشم الذى سمع حديث سلوان كاملًا مع جاويد، وشعر بتقطُع فى قلبهُ على زهرته الجميله التى عانت كثيرًا لم يكُن كثرة المال كافي لشعورها بالسعاده والإنتماء 

ظل  وقفًا خلف ذالك الحائط الفاصل بين الغرفه وممر صغير يؤدي لـباب الغرفه، ربما جاء فى الوقت المناسب، فهو للتو عاد ، بعد أن إستغل أن سلوان كانت نائمه تحت تأثير الأوديه، غادر قبل وقت قليل  لتبديل ثيابه بآخري لم يغيب كثيرًا  ،لذالك  ينتبه الإثنين لعودته،ولولا سماع هاشم لـطرق على باب الغرفه ما كان أظهر وجودهُ،ربما كان  جاويد أخبر سلوان عن مكانتها الغاليه لديه... سلوان رغم قهرة قلبها التى عاشتها وحيده  لم تُلقي اللوم على أحدً. 


رفعت سلوان يدها بوهن وجففت دموعها حين رأت والداها كذالك دخول أحدى الممرضات الى الغرفه مُبتسمه تقول: 

بعتذر بس ده ميعاد الحقنه بتاع المدام.


دخول هاشم وخلفه  الممرضه جعل جاويد  يصمُت مؤقتً. 

❈-❈-❈

بمنزل القدوسى

غرفة مؤنس، منذ ليلة أمس ومعرفة ما حدث لـ سلوان وفقدها أحد جنينيها يشعر بآسى فى قلبه تتراكم على قلبه الذكريات المريره 

الدموع تنساب من عيناه على تلك الصوره التى بين  يديه، صوره تجمع "مِسك بزوجته"الأم وإبنتها.. كانت آخر صوره وربما الصوره الوحيده لهن،زوجته لم تكُن تُفضل تلك الصور بإعتقاد خاطئ فى رأسها أن تلك الصور قد تُجلب سوء الحظ،بالفعل كانت تلك الصوره سوء حظ،بعد أن تنبأت صديقتها لها بمستقبل إبنتها قرأت طالعها وأخبرتها  

أنها ستقع فى عشق غريب وتترك كل شئ هنا 

وستذهب خلف العشق وتفنى بعيدًا...وستترك فتاة صغيره تُشبهها  

وأخبرته زوجته بذالك وقتها ظن أنها تخاريف

لكن تحولت التخاريف الى حقيقه،أنتهت"مِسك"بعيدًا عنه لم يراها السنوات حتى لم يودعها الوداع الأخير،فقط وافق على رغبتها أن تُدفن بمقابر العائله،ندم...بعد سنوات مرت عادت مِسك بنسخه أخري أكثر بهاءً،للحظه إرتجف قلبه بعد أن علم ما حدث وإطلاق الرصاص على منزل الأشرف،لم يُفكر وذهب سريعًا،رأى جاويد وهو يحمل سلوان ويدخل بها الى سيارة الإسعاف،تصنم جسده بوهن ونغزات قويه تضرب قلبه،يخشى أن تُلحق تلك الجميله بمن سبقنها،لكن كان القدر هذه المره عطوف،فقط إصابه،حقًا فقدت جنين لكن هنالك آخر تمسك بالحياه، كذالك قد تعوض بآخر وآخر مستقبلًا،نظر لتلك الدمعه التى سالت على الصوره جففها بيده وإبتسم بإشتياق وهو يتلمس ملامح الإثنين بأناملهُ،ضم الصوره لقلبه هامسًا:

كنت خايف سلوان تورث اللعنه الحمدلله بقت بخير،ومتأكد جاويد هيمنع عنها أى مكروه.      

❈-❈-❈

بعد مرور عدة أيام 

بمنزل بليغ 

فتح باب المنزل رأى أمامه أحد الضباط، لوهله إنخض لكن سرعان ما إستغرب من سؤال الضابط: 

ده المنزل اللى عايشه فيه الدكتوره إيلاف حامد التقي. 


إزدرد بليغ ريقه قائلًا: 

أيوا، خير. 


أشهر الضابط ورقه نحوه قائلًا: 

ده أمر إستدعاء من النيابه ولازم تحضره دلوقتي. 


رغم إسنغراب بليغ ذالك، حاول الثبات وتسأل: 

وأيه السبب فى أمر الإستدعاء ده. 


رد الضابط: 

معرفش أنا جالي إشاره من النيابه ولازم أنفذها، وأكيد فى النيابه هتعرف سبب الاستدعاء. 


 

بعد قليل 

بمبنى النيابه 

دخلت إيلاف وحدها، وظل بليغ بالخارج، ينتظر خروجها، لكن شعر بوجود شئ ما غير مُستحب، تردد قبل أن يهاتف جواد 


بالمشفى 

إستغرب جواد عدم حضور إيلاف فى وقت عملها، تنهد بإشتياق وقام بفتح هاتفه وكاد يتصل عليها لكن بنفس اللحظه صدح هاتفه، إستغرب وخفق قلبه حين رأي إسم بليغ، رد سريعًا، ليتفاجئ بأخباره له أنه مع إيلاف بالنيابة العامه. 


نهض جواد سريعًا وأثناء سيره بالطريق إتصل على أحد المحامين  


بعد وقت قليل وصل جواد للنيابه بنفس وقت وصول المحامي تقرب المحامى من غرفة النائب وطلب من أحد العساكر أخذ إذن لدخوله الى الغرفه كمحامي لـ إيلاف


دخل المحامى 

اومأ لـ إيلاف وأخبرها أنه آتى بناءًا على طلب السيد بليغ،شعرت إيلاف بإطمئنان قليلًا

لكن حين وجه وكيل النيابه لها إلاتهام قائلًا:

قدامي بلاغ بيتهم حضرتك بسوء إستخدام مهنتك كـ طبيبه وبسبب إهمالك توفي مريض،وقدامي تقرير الطب الشرعي اللى بيأكد أن المريض اللى توفي السبب الرئيسي فى وفاته إنه أخد علاج مش مناسب لحالته الصحيه.


ذُهلت إيلاف من الإتهام وظلت صامته لدقيقه مما جعل النائب أن يعاود الإتهام إنتظارًا لردها، لكن إيلاف مازالت صامته، لكن تدارك المحامي الموقف قائلًا بتبرير لصمتها :

حضرتك واضح المفاجأه على وش موكلتي. 


نظر النائب لـ إيلاف قائلًا:

أسمع ردك على الإتهام الموجه لكِ.


إنحشر صوت إيلاف كآنها أصبحت صماء،أومأت رأسها بنفي،حاولت الحديث بحشرجة صوت،قامت بنفي الإتهام،مما جعل النائب يوجه لها بعض الاسئله كانت ترد بإرتباك ملحوظ،مما ضعف موقفها بالقضيه،بعد قليل 

قبل أن يُقر وكيل النيابه حبس إيلاف تدخل المحامي طالبًا:

حضرتك أنا بطلب إلأفراج المؤقت عن موكلتي بأي ضمان لإنتهاء باقى التحقيقات.


نظر وكيل النيابه لـ إيلاف للحظه كاد يرفض بسبب إرتباكها وأحيانًا صمتها،لكن ترجي المحامي منه الإفراج عنها بكفاله ماليه،كما أنها طبيبه ولا يصح إحتجازها مع بعض المشبوهين.


وافق وكيل النيابه الإفراج المشروط بكفاله ماليه.


بعد لحظات خرج المحامى   

 من غرفة وكيل النيابه ، وخلفه إيلاف التى تبدوا ملامحها مُتهجمه وكذالك مُرتعبه،تقرب منها بليغ وجواد سريعًا يسأل:

فى أيه.


شعرت إيلاف بضعف يغزوها ولم تستطيع التحدث، تشعر بدوران سُرعان ما إستسلمت لفقدان الوعي. 


حملها جواد سريعًا وذهب نحو إحدي المشافي القريبه من المكان. 


خرج بعد قليل من الغرفه نظر له بليغ بلهفه سألًا: 

خير يا جواد. 


تنهد جواد قائلًا: 

خير، هى صدمه عصبيه، كويس إنك موجود يا حضرة المحامي عشان نعرف أيه سبب إستدعاء النيابه لـ إيلاف متأكد إن فى سبب قوي هو اللى وصل إيلاف للحاله دي.


سرد عليهم المحامي إتهام وكيل النيابه كذالك أنه طلب الإفراج المشروط بكفاله وقام بدفعها.


زفر جواد نفسه بغضب جم قائلًا:

كنت متأكد إن ناصف بيدبر لمصيبه بس مكنتش متوقع إنها تبقي لـ إيلاف.


إستهزأ جواد قائلًا:

ناصف الغبي مفكرنى نايم وعشان كنت غايب الفتره اللى فاتت يبقى مكنتش متابع أيه بيحصل فى المستشفى،يبقى غلطان.


شعر بليغ بآسى سرعان ما تحول الى ترقب وهو يسأل:

قصدك أيه،ومين ناصف ده،وإيلاف عملت له أيه عشان يورطها فى قضية قتل خطأ ممكن تدمر مستقبلها كـ طبيبه.


تنهد جواد بنرفزه قائلًا:

السبب واضح،إيلاف ممشيتش على مزاجه ورفضت تشتغل معاه فى المستشفى المشبوهه اللى فتحها من مده صغيره،وكمان أذيتي.


تنهد بليع بتصعُب:

وإيلاف ذنبها أيه،هسيتفاد أيه من قذارته.


رد جواد:

هستفاد هز صورتي طبعًا وممكن أتشال من إدارة المسنشفى وقتها هو أكتر المناسبين للأداره، حتى كمان ممكن يتهمني إنى موالس على إيلاف،بس يبقى ميعرفش مين هو 

"جواد الأشرف"،بشكرك حضرة المحامي أنك خرجت الدكتوره بكفاله،وهحول لحضرتك مبلغ الكفاله على حسابك فى البنك.


رد المحامي بعمليه:

تمام،وأنا هتابع بقية المُستجدات فى القضيه.


أومأ جواد للـ المحامي الذى غادر...نظر بليغ لـ حواد بحِيره سائلًا:

مش عارف أيه اللى فى دماغك. 


رد جواد بتصميم: 

اللى فى دماغي براءة إيلاف اللى لازم تظهر قبل خروجها من المستشفى، حضرتك موجود هنا وأنا لازم أتحرك بسرعه،وإن شاء هرجع لك بسرعه مش هغيب.


لم ينتظر جواد وغادر مُسرعًا،وترك بليغ حائر بقلب مُنفطر على إيلاف تلك الضعيفه الهشه التى رسبت م بأول مشكله قابلتها إختارت كالعاده الصمت.


بعد قليل بالمشفى 

فتح جواد باب مكتبه وقام بفتح أحد الادراج بمفتاح خاص وأخرج مُغلف كبير،ثم خرج من الغرفه وتوجه ناحية غرفة الاطباء كان أكثر من طبيب بالغرفه،حين رأوه بدأوا يتلامزوا،من وجوههم علم أن خبر القبض على إيلاف إنتشر بالمشفى،تجاهل تلامزهم وذهب نحو ناصف الذى كان يبتسم،لكن أخفى بسمته برياء حين رأى جواد 

تقدم جواد منه وألقى أمامه المُغلف قائلًا بثقه:

عاوزك تشوف محتويات الظرف ده كويس،كمان فى سى دي إبقى إتفرج عليه 


توقف جواد ينظر له بثقه للحظات ثم نظر لطبيب آخر قائلًا:

وإنت كمان إبقى إتفرج معاه عـ السي دي،يا دكاترة الإنسانيه.


غادر جواد بخطوات واثقه،بينما إهتز ناصف والطبيب الآخر ونظروا الى زُملائهم،لكن سُرعان ما بدل ناصف الدفه قائلًا:

الدكتور جواد عندك ثقه كبيره أوي فيا.


تهكم بعض الاطباء بين بعضهم بتهامُس والبعض لديه فضول معرفه محتويات ذالك المُغلف،كذالك السي دي الذى ذكره جواد،لكن نهض ناصف قائلًا بتحجُج:

الحمد لله ورديتي خلصت،همشى انا بقى.


غادر ناصف وخلفه الطبيب الآخر يشعران بإرتباك.


تسأل الطبيب:

تفتكر أيه اللى فى الظرف ده،والسي دي اللى قال عليه جواد.   


رد ناصف: 

وأنا أيه عرفني، خلينا نروح لعربيتى ونشوف أيه ده، كمان الابتوب فى العربيه. 


بعد قليل بسيارة ناصف الفارهه فتح المُغلف، ليرى بعض التقارير الطبيبه الخاصه ببعض المرضى 


إنزعج الإثنين من تلك التقارير التى تُثبت بعض الاخطاء الطبيه التى إفتعلوها عمدًا 

تحدث الطبيب بإنزعاج:

إزاي جواد وصل للتقارير دي،حط السي دي بسرعه خلينا نشوف عليه أيه هو كمان.


بيد مرتعشه فتح ناصف حاسوبه الخاص ووضع القرص به،إنتظر لحظات حتى إشتغل القرص 

إنصدم الإثنين حين شاهدا نفسهما جالسان بغرفة مكتب المدير يتحدثان براحه حول توريط إيلاف بخطأ طبي 

نظر لبعضهما وتحدث الطبيب الآخر بصدمه: مصيبه،يعني سيطرت الكاميرات اللى أوضة العنايه المركزه واللى قدام بابها ،إزاي مفكرناش إن ممكن يكون فى كاميرات مراقبه فى قلب أوضة مدير المستشفى.

تابع قراءة الفصل