-->

رواية جديدة تمرد عاشق لسيلا وليد الفصل 15 - 1

قراءة رواية  تمرد عاشق كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمرد عاشق 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 

الفصل الخامس عشر

الجزء الأول 


 يا نور دربي.. 

لقد نسجت لصورتك بروازاً من ضلوعي

 وجعلت عيوني لها حرساً

وقلبي لها خادماً

 لو حاولت أن أصف لك ما بقلبي من حب 

لنفذت جميع أوراق العالم


 ❈-❈-❈



خرج من الفندق بجواره نهى والمحامي المختص  بشؤن الشركة 

تحدت الأستاذ آمين 

- حلو أوي يابشمهندس الصفقة دي.. طلعت حسين الألفي الصغير.. نظر إليه بهدوء 

أحلى حاجة في الايطالين الأتقان في العمل... المهم عايزك تدقق كويس في الشروط اللي عاملنها دي وشوف ثغراتها إيه طبعا التلات الايام الجاية هيكون إجازة.. وبعد إسبوع نبدأ نشوف رد اليابانين كمان متردش عليهم دلوقتي.. نظر بإتجاه نهى 

هتيجي أوصلك انسة نهى عمو جمال هيوصل الاستاذ آمين عربيته عطلانة 


- نظرت بهدوء ورفضت بلباقة 

- مفيش مشكلة ممكن أخد تاكسي الوقت. لسة الوقت بدري 

تحرك إلى سيارته وأردف.. مبحبش أعيد كلامي مرتين.. وقف أمام السيارة.. وأشار بعينيه على السيارة 

تحركت بهدوء وركبت بجانبه 

قاد السيارة متجها لمنزلها.. الهدوء يسود السيارة... تحبي تسمعي ميوزك معينة 

-" لا " عادي أي حاجة... تنهد بحزن وتذكر جنى عندما ركبت معه أول مرة 

فلاش باك 

- تحبي تسمعي إيه يااستاذة 

وضعت سبابتها على شفتـ.، يها كأنها تتذكر.. ثم توجهت بنظرها إليه بحب أسمع الهضبة أوعي... بحس بأغانيه تحـ. ـسه هادي، الموسيقى رائعة.. ضحك عليها بصخب 

اللي يشوفك يقول دي بتسمع حسن شاكوش 

ضيقت عيناها وردت عليه باستفزاز 

- ايوة صح ماهو شبهك.. فيك كتير منه 

جنىىىىى أردف بها بهدوء مـ. ـميت يدل على غضـ.، به منها 

رفعت حاجبها..

-  خلاص سكت اتجهت بنظرها للنافذة... زفر بضيق ثم قام بتشغيل كاسيت السيارة وأغنية عمرو دياب "أول ماشفتك لمـ. ـست قلبي بنظرة واحدة نسيت جراحه" 

وضعت رأسها على النافذة تنظر لقطرات المطر وتستمع لعمرو دياب مطربها المفضل.. بدأت تبتسم لذكرى حلوة لديها هي وأختها... ضيق عيناه وأردف 

- ضحكيني معاكي طيب 

- مفيش حاجة مهمة... نقر بيـ. ـديه على القيادة ثم وزع نظراته لها وللطريق 

-شكل الاغنية لها ذكرى او تخص حد قريب 

ابتسمت مش شرط حد قريب.... ممكن موقف ظريف، أو ذكرى حلوة مش كدا ولا إيه 

ذكرى لحبيب؟  أردف بها سريعا 

سكنت لبرهة عن الحديث ثم رفعت نظرها إليه "ليه كل أغنية بنحبها بتربطوها بشخص معين" 

ارتفع جانب وجهه بابتسامة سخرية 

- إحنا مين استاذة جنى.. 

على فكرة أنا خلقي ضيق وساعات بتغابى.. مش علشان وصلتني.. قاطعها بهدوء 

- خلاص آسف... خرج من شروده عندما استمع رنين هاتفه 

أيوة ياسيف 

- يخربيتك دا لو جواد عرف هيخربها فوق دماغك.. أنهي قسم يازفت.. طيب خلاص جايلك 

اتجه بنظره لنهى 

آسف هعدي على القسم في طريقنا اخويا عامل مشكلة هطلعه بس 

- مفيش مشكلة يابشمهندس.. أنا هتصل ببابا وأعرفه.. 

تمام أردف بها صهيب.. قامت الاتصال بوالدها 

- بابا آسفة هتأخر كمان شوية عمو جمال مش موجود والبشمهندس هو اللي موصلني وفيه مشكلة فهنضطر نتأخر شوية 

عادل- فيه حاجة ولا إيه حبيبتي؟ 

- لا يابابا مفيش حاجه خاصة بالبشمهندس 

- تمام يانهى حاولي متتأخريش 

بعد قليل وصل للقسم دخل وخرج بعد دقائق 

- إنت من إمتى وبقيت كدا ياسيف؟.. اردف بها صهيب بغضب رفع سبابته قدامه 

- لازم جواد يعرف عمايلك دي، ويعرف شلتك الفاشلة دي 

- خلاص ياصهيب علشان خرجتني هتزلني.. توجه للسيارة وركب  بالخلف

نظر لنهى وتحدث- مين المزة الحلوة دي 

دي وجه جديد من حريم صهيب آل الألفي 

صوب له نظرات نا. رية وأردف غاضبا 

- إنت اتجننت يالا.. فيه إيه مالك من إمتى وانت بتقول ألفاظك دي... زفر سيف بغضـ. ـب ونظر للخارج 

سكن لثواني ثم صوب نظراته لنهى 

- آسف هو مش كدا بس هنعمل ايه شلته الفاشلة دي مغيراه.. واكمل مسترسلا 

- دا سيف الصغير  مدلع بقى هنعمل إيه 

ابتسمت بهدوء 

- ولا يهمك عادي الشباب كلهم بيقولوا نفس ألفاظه بقت عاملة زي المية عندنا كدا 

رد عليها باستنكار 

- لا طبعا مش  كل الشباب فيه المحترم والعملي... لكن اللي بيقول كدا الشباب الفاضي اللي ملهوش غير السهر والسرمحة 

أنهى كلماته بحدة شديدة وهو ناظرا في المرآة لاخيه 

شعر سيف بضآلة جحمه عندما تحدث اخيه عن سلبياته وأفعاله الغير مقبولة في الفترة الاخيرة 

نظر الى صهيب وتحدث بندم 

- انا آسف ووعد مني مش هعملها تاني.. 

زفر بحنق وتحدث ملاما له 

- كل مرة بتقول كدا ياسيف واتغاضى عن اخطاءك.. واعديها وانت ماصدقت إن جواد مضغوط فقولت أتمادى 

حاول تمالك أعصابه والسيطرة على غضبه من كلمات صهيب حتى لا يغضب منه أكثر من ذلك متحدث مؤكدا 

- لا وعد مني مش هتكرر تاني أنا آسف ماهو مستحيل أكون اخو البشمهندس صهيب وحضرة الضابط وكل يوم اعملكم مشكلة 

ارتفع جانب وجهه وابستم ابتسامة متهكمة قائلا باستهزاء، 

- يارب تكون اد كلمتك المرادي ياسيفو باشا 

ضحكت بخفوت على مشادتهم الكلامية التي لا تخرج من جو المزاح 

انتبهت لوصولها أمام منزلها.. اوقفته وتحدثت بلباقة وهدوء، 

- شكرا لحضرتك يابشمهندس... هنا قاطعها سيف 

-لا ابدا  مفيش بينا شكر  استاذة أردف بها وهو يمد يده للتعرف 

رفعت حاجبها ونظرت له بسخرية وتحدثت 

: آسفة مبسلمش على عيال تافة... ثم تحركت مغادرة لمنزلها 

ابتسم صهيب بسخريه.. حينها شعر بمدى حماقته وفداحة تصرفه.. توجه بنظره لصهيب 

- البت دي من الكوكب بتاعنا يخربيتها دي بتقولي مابسلمش على عيال تافه

❈-❈-❈ 

في تركيا 

تجلس ليلى بجانب محمود زوجها وجنة ابنتها الوحيدة نظرت له وتحدثت بحماس

- ماردتش يعني يامحمود وقولت رأيك في موضوع سفري للقاهرة 

صمت لثواني ثم اتجه بانظاره اليها

- ازاي عايزة تروحي تعيشي في مكان وأنا في مكان ياليلي وناسية مدرسة بنتك وشغلك دا كله 

ربتت على يـ.، ديه 

- ياحبيبي أنا قولت هنقضي الإجازة هناك وفي الدراسة هنرجع هنا.. أنا مفتقدة حاجات كتيره اوي يامحمود.. وبعدين إنت دايما مسافر ياحبيبي بحكم شغلك 

رفع راحتيه وضـ. ـم وجهها بحنان

- خلاص ياحبيبتي اللي شايفاها في مصلحتك اعمليه... اهم حاجة تكوني مبسوطة لكن دا مش هيحصل الا في اوقات سفري ثم استطرد قائلا: 

- مينفعش أكون عايش لوحدي ياليلي هنا وانتِ هناك مااقدرش على بعدك انتِ.. كفاية وقت شغلي 

ضـ.، مـت يـ. ديه بين راحتيها.. هعمل المستحيل صدقني 

في فيلا الحسيني 

استيقظ من نومه فزعا عندما رأها بكابوسه.. وكانت قطرات العرق تغطي جبينه... وكأنه يصارع رياضه وقف سريعا عندما تذكر حلمه واتجه سريعا الى فيلا ماجد 

قبل قليل في غرفتها 

استيقظت وجدت بجوار فراشها الفساتين الذي جلبهما لها ووضعهما لها عندما رجع وجدها مازالت نائمه... امسكتهم وبدات تنظر لهما بإعجاب وتشتم رائحته بهما 

تذكرته كل عام في الأعياد لابد بجلب فستانا خاصا بها هو وجاسر 

هنا وقفت واهتزت نظراتها وتذكرت العيد الماضي حينما أحضر لها جاسر فستانا ورفضت ارتدائه لعدم إعجابها بلونه 

أغمضت عيناها وبدأت تبكي بصوتا مرتفع 

- تعالى وأنا هلبس أي حاجة تجبها ياجاسر والله ماهزعلك... وحشتيني اوي ياحبيبي.. أنا آسفه والله ماهرفض حاجة تانية.. هاتلي الفستان وتعالى ياجسورة، تعالى ياحبيبي أنا مستنية فستانك.. بدأت تبكي بنشيج مرتفع.. دخل حازم الذي يبات معها سريعا عندما استمع الى صرخاتها 


جحظت عيناه مما رأى عندما رآها بهذه الحالة- حبيبتي مالك... ضـ.، مها لاحـ. ـضانه بدأت تضر. به وتبكي بصوتا مرتفع 

- انا عايزة جاسر هاتهولي هاتلي اخويا ياحازم... جاسر وحشني ياحازم، قوله غزل هتلبس الفستان متزعلش... دخل جواد وجدها بهذه الحالة... هوى قلبه بين قدميه أسرع إليها ضم وجهها بين راحتيها 

- حبيبتي مالك بتعيطي ليه... رمت نفسها داخل أحضـ.، انه وبدأت تبكي 

" هاتلي جاسر ياجواد قوله أنا مش هعملها تاني " خليه يسامحني ياجواد.. قبّـ. ل رأسها 

- حبيبتي هو مش زعلان يازوزو كدا تزعليه.. وأنا كمان زعلان منك.. شدد من عـ. ـناقها.. حبيبتي اهدي متوجعيش قلبي عليكي جاسر الله يرحمه.. أشفق عليها كثيرا.. ولكن حالتها هذه جعلت صـ. ـدره يستعـ.، ير كنير. ان لم تخمد 

سكنت بين احضانه وغفت تماما 


بعد وقتا من جلوسه بالخارج اتجه وقام 

بفتح غرفتها بهدوء حتى لا يزعجها 

نظر لوجهها النائم الجميل بهدوء.. حمد الله كثيرا عندما وجدها تغفو بهدوء واستكانة 

كاد ان يمو. ت خوفا عليها من حلمه الذي افزعه بشدة وكاد ان يتوقف قلبه... خطى بخطوات متمهلة حتى وصل إليها  وجلس بجوارها... ملـ. س على شعرها بحنان وانزل برأسه وقـ.، بل وجنتيها... ابتسمت في نومها كأنها تحلم.. تنفس بهدوء وجلس بجوارها وظل يملـ. ـس على وجهها بحنان، نظر إلى جمالها الهادي الذي يخطـ. ـف قلبه ويجعله قلبه بين يـ.، ديها وحدها 

دخل حازم بعدما طرق طرقات خفيفة 

اتجه بنظره لجواد الذي يمسح على وجه بعنف دليل على غضبه ووجعه.. سار  حتى وصل إليه 


❈-❈-❈ 

جـ.،ذبه خارجا من الغرفة... هي  من زمان كدا. 

. وليه مااتصلتش عليا ياحازم كنت مستني يحصلها ايه عشان أعرف...

مفكرتش غير إني اهديها  ياجواد معرفش إنها مجرد ماتشوفك هتهدى كدا 

رد عليه بلوم واستنكار 

اللي جوا دي أغلى من روحي ياحازم عارف يعني إيه اغلى من روحي 

... جلس واضعا رأسه بين يده وكتفين متهدلين قتـ. ـلهما الوجع على حبيبة وتوأم الروح.. حاول تهدئة نفسه ولكنه يشعر كأن قلبه يتوقف من كثرة خوفه عليها.. رفع نظره لحازم 

- بعد ماكنت واعد نفسي أبعد بس مقدرتش ياحازم.. حاولت لكن  مجرد ماسبتها لساعات حاسس كأن روحي بتنسحب مني... بينا جدران فقط وشوف حالتي عاملة إزاي هو أنا كدا اتجننت ولا دا فعلا الحب 

اتسعت حدقتي حازم شيئا فشيئا واردف بذهول "معقول ياجواد يوصل بيك الحال لكدا" 

تنفس بتثاقل كمن يرتكز فوق صـ.، دره صخرة عملاقة تحجب تنـ. ـفسه... ونظر كالضايع وتشتت  مستحيل أتخلى عنها ابدا حتى لو هستقيل من وظيفتي 

جلس حازم بجواره واحتواه من اكتافه 

-إن شاءلله مش هتوصل لكدا ياجواد أنا عارف الحمل كبير عليك وفيه عقبات كتير هتواجهها خلي عندك يقين بالله وربك هيعدلها " 

مسح وجهه بكفيه يقاوم غصـ.، ة تستقر بحلقه ويكاد يختنق بسببها 

الدكتور لسة مكلمني من شوية عمو ماجد حالته صعبة جدا يعني ممكن في أي وقت يمو. ت تفتكر أنا هستحمل خبر زي دا إزاي اقوله ولا ازاي هقدر اواجه... خايف تخيل أنا أول مرة أخاف كدا.. قاطعهم دخول سيف تحرك واتجه اليهما 

- جواد عايز أتكلم معاك شوية 

اشار بيـ. ـديه ليجلس بجواره ونظر مستفهما

-فيه حاجة ولا ايه الساعة تلاتة دلوقتي موضوع ايه اللي مسهرك ومخليك تيجي هنا ثم حول نظرته للتشجيع لكي يتحدث 

اخذ شهيقا عميقا ونظر  لأخيه.. 

- فيه مشكلة حصلت معايا النهاردة.. وروحت القسم وصهيب طلعني.. استدار له بجـ. ـسده واستمع بإهتمام واردف متسائلا 

- ايه اللي حصل؟ 

كنا سهرانين في مكان وفجأة بنت جت حستيها مش تمام وقفت قصادنا وبدأت تهري في كلام وقصداني بيه مستحملتش الكلام اتخانقت معها وطبعا أخوها او معرفش يقربلها ايه جه واتخانق معايا وقال هيعمل بلاغ قذف وسبّ وجت الشرطة لما الموضوع تطاول بالأيد 

أغمض جواد عيناه وكأن رأسه تعمل كطبول... البنت دي شوفتها قبل كدا 

"-لا "أردف بها سيف بهدوء 

بدأ يهز ساقيه علامة على تفكيره... توجه لأخيه.. تعرف أسمها ولا لا 

وقف سيف أمامه - بقولك معرفش عنها اي حاجة حاولت تعمل حركات مش كويسة أنا كبرّت بس عرفت إنها تبع واحد في الشلة انا يعني علاقتي بيه مش قوي.. المشكلة كانت عايزة تعمل قضية تحرش لولا اللي شهدوا إني ملمستهاش 

اممم.. قولتلي تحر. ش.. اتجه حازم بنظره لجواد وسأله 

- تفتكر تكون مزقوقة؟ 

-  اكيد ياحازم.. مط شفتيه للأمام ونظر لاخيه وتحدث.

- عايز أعرف الولد االي تبع البنت دي اسمه ايه تمام... وقف سيف واتجه للمغادرة 

- تمام ياجواد هعرفلك كل حاجة واقولك 

"سيف " اردف بها جواد يقوة 

عايز اقولك تاخد بالك كويس، يعني متأمنش لحد مهما كان.. أنا فرحان علشان جيت واتكلمت معايا دا مش جديد عليك، لكن خلي بالك كلامك مطمنيش بالعكس قلقني عايز أعرف البنت دي حد ذقها عليك، ولا مجرد صدفة ولا يمكن معجبة وعايزة تلفت نظرك 

أماء سيف برأسه ثم خرج 

تحرك  جواد إلى غرفة غزل 

- شوف كان نقصني أصحاب سيف 

وقف حازم وأردف متسائلا 

- رايح فين كدا... لسة مكملناش كلامنا الفجر لسة قدامه ساعة 


مفيش ياحازم انا هاخدها عندي مينفعش اسبها لوحدها تاني 

رفع حاجبه بسخرية واردف متهكما 

- هو اللي تاخدها ياجواد.. لا ياحبيبي اوعى تفكر  علشان كتبت كتابك يبقى خلاص تتحكم براحتك... 

امسكه من ذراعه يحدجه والشرر يتطاير من مقلتيه قائلا 

نعم ياخويا قولت ايه سمعني كدا تاني 

ضحك حازم عليه "ايه يابني أنا بقولك طلقها أنا بقولك مينفعش تاخدها عندك بنتنا غالية ولازم تكون معززة مكرمة في بيتها.. دفعه بقوة رغم يعلم إنه يمزح الا أن وضعه لا يتحمل 


❈-❈-❈ 

فتح الباب بهدوء وجدها تجلس وتضع راسها بين ساقيها وتنظر بشرود..  انتفض قلبه وجعا عندما وجدها بهذه الحالة واتجه إليها سريعا وجلس بجوارها 

" زوزو صحيتي إمتى؟ "

رفعت نظرها إليه وارتمت بأحـ. ـضانه تبكي بنشيج مرير.... ضـ. ـمها بكل مايمتلك من قوة لدرجة شـ. ـعرت بتحـ. ـطم عظامها.. 

- مالك ياحبيبي  إنتِ  كنتى نايمة إيه اللي صحاكي؟  

بدات تشهق شهقات خافتة انفلتت رغما عنها من شدة بكائها... مسـ. ـد على شـ. ـعرها بحنان ثم اخرجها من احضـ. ـانه 

نظر في مقلتيها التي تحولت للون الاحمر.. آلا. مه قلبه هو يعلم أنها ستعاني كثيرا هذه الليلة.. قبّـ. ـل دموعها واغمض عيناه قهرا  ووجعا على ملاكه الغالي.. شدد  من عنا. قها عله يستريح من لو. عة قلبه المتلهف عليه 

شـ. ـعر بسخونة دموعها فوق أكتافه.. حينها أحـ.، س ان كل ذرة بمشاعره تنتحب وحزينة عليها.. أخرجها بهدوء ونظر مبتسما 

- كدا غرقتي التشيرت باللؤلؤ 

وضعت رأسها بعنـ. ـقه- "وحشني اوي ياجواد عايزة أحضـ.، نه، وحشني حـ. ـضنه اوي... حلمت بيه بيضحكلي وبيقولي أنا مبسوط بيكي يازوزو اوي" 


آه خافته خرجت من جوفه ونظر لها بقلبا مفطور... طيب قولي عايزة إيه وأنا اعملهولك والله لو بإيدي أروح مكانه وأجبهولك والله مش هتأخر... مستعد أدفع عمري كله ولا  أشوف دمعة من عيونك دي... دموعك بتكـ. ـوي قلبي ياغزل 

لامـ.، ست كلماته أوتار قلبها الذي انـ.، شق متألمة من اجله.. ضـ. ـمت وجهه بين راحتيها 

"بعد  الشر عليك ياحبيبي" ربنا يخليك ليا انتوا الاتنين قوتي ياجود  وقلبي اللي اتقسـ. ـم نصين كفاية قلبي وجعني على نصه.. متوجعنيش على النص التاني.. هو اخوي الحنين اللي مستحيل اعوضه 

وانت حبيبي اللي أمو. ت لو مجرد إنك تتوجع ليه بتقول كدا عايز تموتني 

ار. تجف قلبه لدى سماعه كلاماتها التي آثا. رت بركان العشق وجعله يتلـ. ـظى بنـ.، يران الحب.. اليوم فقط عرف لماذا سرقت هذه العصفورة النوم من عينيه وانتزعت قلبه من بين ضلوعه..؟ 

نظر لعيونها التى يراها كترانيم لمعذوفة تصهر قلبه 

"بحبك.. بحبك.." ظل يرددها عندما لامس أنفه بأنفها.. 

تهد. جت أنفا. سها بإضطراب واخذ صـ. ـدرها يعلو ويهبط من إنفعال كلامته التي آثا. رت قلبها وأنستها حزنها والآمها.. وضعت يـ.، ديها على جانب وجهه وأغمضت عيناها منتشية بقرب انفـ.، اسهما.. طوق خصـ.، رها ورفعها حتى أصبحت بمستواه 

"مش عايز اشوف الحزن في عيون طفلتي الحلوة حتى لو انا مُت إياكي تزعلي ولا تخلي العيون الحلوة دي تبكي وتكون كدا هزعل منك" 

أقتربت منه ووضعت جبينها فوق جبينه 

- "إياك تقول كدا تاني مش مسمحولك تبعد عني سمعت"... اهتزت نظراته أمام شفـ.، تيها 

وتو. هجت عيونه بلمعة الحب خاصتها.. ثم ل. امس شفـ. ـتيه وجهها بهدوء.. 

أغمضت عيناها باستمتاع للمسـ.، ته.. قبل وجهها بالكامل حتى وصل إلى شفـ.، تيها التي تطارده أحلامه 

أغمض عيناه وسحب نفسا عميقا حتى يستطيع السيطرة على نفسه لقد أفقدته هذه الصغيرة سيطرته بالكامل.. قامت بفتح عيناه ونظرت له رأت تصارعه في عينيه.. لم تتحدث اتجهت إلى فراشها وأمسكت الفساتين التي جلبها لها 

- ذوقك حلو كل سنة بتحسـ.، سني إن فستانك أجمل الفساتين اللي بتجيلي لكن المرادي مختلفة جايب واحد بحجاب والتاني لا... هو أنا هلبس حجاب ولا إيه 

وقف بجانبها وحاوط خصـ. ـرها... نفسي تتحجبي يازوزو أمنيتي مراتي محدش يشوف جمالها غيري.. ثم استرسل اكمالا 

الحجاب عفة للبنت ونور وجمالك مش علشان تبينه للغير لا.. دا حفاظا لكِ ياحبي 

وضعت رأسها على كتفه 

- انا اتكلمت مع مليكة وقررت أخرج أنا وهي ونشتري لبس واسع والله وكمان و حجاب وهي كانت فرحانة اوي علشان اخيرا طلبت منها كدا 

ملس على شعرها بحنان- برافو عليكي ياحبيبي عايز اقولك فرحتيني اوي 

طيب الفستان دا بحجاب والتاني لا ومكشوف كمان 

جلس وأجلسها بجواره 

- دا علشان هنحتفل أنا وانتِ النهاردة بالعيد وكمان بكتب كتابنا إمبارح مش محسوب مكنتش مخطط 

ضـ. ـمت خصـ.، ره وحضـ.، نته ولفت ذراعيها حول جـ. ـسده ثم قـ. ـبلت خـ.، ده... واردفت بابتسامة بسيطة"مش فارق معايا الاحتفال اد ما فارق معايا وجودك معايا " 

خبأ وجهه في خصلاتها قائلا بارتـ.، جافة 

- حبيبي لازم يكون أسعد واحد في الدنيا ثم رفع رأسه بهدوء ونظر لداخل مقلتيها 

- فرحانة بجو. ازنا.. انتِ فرحانة علشان بيقيت جو. زك، رفع شـ.، عرها عن عيونها.. ثم اكمل استرسال لحديثه 

- أنا أسعد واحد في الدنيا دي كلها علشان امتلكت أجمل واحدة واحن قلب 

رعـ.، شة قوية ضـ. ـربت جـ. ـسدها عندما تحدث بصوتا ممزوج بمشاعره ناظرا لعيونها 

تنهدت بحب وأردفت:  

- أنا كفاية عليا أسمع الكلام دا منك إنت صدقني مكنتش حتى أحلم بيه فمابالك بقى أكون مراتك 

اصطدم بوجهها القريب جدا ونظراتها التي خـ.، درته بالكامل ولمـ. ـسة يـ. ـديها لوجه مرورا بشـ. ـعره جعلته فاقد السيطرة كاملة.. اقترب بهدوء من شفـ. ـتيها لأول مرة مقـ. ـبلا جانبها حتى يرى تأثـ.، يره عليها.. وجد شفـ.، تاها تر. تعش فكانت مثـ. ـيرة لفتـ. ـنتها الطاغية التي جعلته كنـ. ـيران مستعيرة 

ألتقط شفـ. ـتيها بهدوء في بداية الأمر يتذوق من شهدها حتى تحولت قبـ. ـلته الى قـ. ـبله شغوفة أقرب إلى الالتـ. ـهام أراد أن يعوض بهذه القبـ. ـله كم آلام قلبه وقلبها.. ظل وقتا ليس بقليل ولم يتركها إلا لأخذ أنفاسهما.. اخيرا وضع جبينه فوق جبينها آسف يازوزو غصب عني صدقيني من ساعة ماكتبت عليكي وبحاول أمسك نفسي بالعافية بس خلاص فقدت السيطرة حبك بقى بيجري في دمي " 

لم تقو على الحديث... اغمضت عيناها متلـ. ـذذة بلحظاتهما ثم اردفت 

- ممكن تاخدني في حضـ. ـنك عايزة أنام... ضـ. ـمها من خصـ. ـرها راجعا بظـ.، هره للخلف ثم ضـ.، مها لصـ.، دره 

- نامي حبيبي... الفجر خلاص هيدن وهنزل اصلي، بلاش أرجع الاقيكي وا. جعة قلبي يازوزو... النهاردة عيد مش هقولك  متزعليش ومتفتكريش بس هقولك علشان خاطري لو ليا خاطر عندك بلاش توجعيني عليكي... استمع لصوت والدته بالخارج تأذن للدخول




في فيلا  يحيى الحسيني 

تجلس امام عاملة البيوتي سنتر لعملها جلستها الشهرية... وجدت والدها يدخل وعلامات الغضب تظهر على ملامح وجهه وخلفه والدته حالتها لم تقل عن حاله 

دخل غرفة المكتب.. وبدأ يضرب على المكتب.. والله لاندمك يا ماجد 

❈-❈-❈ 

نظرت منال له وتحدثت بسخرية 

- ناوي تعمل ايه في المصيبة كان املنا في ماجد كدا البنك ممكن يحجز على كل املاكنا.. ولكنها فجأة وقفت وابتسمت بخبث وعيناها تلتمع بحقد 

- عاصم لازم يخـ. ـطف غزل وكمان يتجـ. ـوزها او نوهمهم انه عمل علا. قة معها ويضطر ماجد الموافقة ثم اكملت حديثها كالحية 

مفيش غيرها لما يتحط قدام الامر الواقع وبعد كدا كل حاجة  هتكون لغزل 

مسح على وجهه بعنـ. ـف.. استدار لها انتِ سمعتي الدكتور بيقول إيه، بيقول حالته متأخرة جدا وخصوصا دمه الملوث اللي بدأ يسري في جـ.، سمه دا كله يعني ممكن في اي وقت يمـ.، وت يبقى نستنى لحد مايمـ.، وت ايه اللي يخلينا نخـ. ـطف غزل وندخل في سين وجيم 

كانت تقف بخلف الباب واستمعت لحديثهما الذي ادي  إلى ذهولها بالكامل.. قامت برفع هاتفها واتصلت به بعد ان دخلت غرفتها 

في فيلا الألفي 

جلس في شرفته يستمتع بنسيم العليل ينتظر صلاة الفجر، يمسك بيديه قدحا من القهوة.. يتذكر ماضيه 

فلاش باك 

خرجت من مكتب جواد متجه للمحكمة فاليوم محاكمة المتهم الذي تتولى الدفاع عنه ولكنها اثناء سيرها وجدته يستند على سيارته منتظرها بالخارج 

اتجهت له مبتسمة وأردفت سعيدة عندما رأته- لا مش معقول سيادة البشمهندس بنفسه عندنا 

مسح أنفه بسباته وقهقه عليها 

- لا غلط سيادة المحامية الصغيرة... احنا في ملك الحكومة.. ضحكت على خفة دمه.. هو انت دايما كدا يابشمهندس


- لا ولا عمري كنت كدا غير مع حوالي سبعمائة وسبعين بنت بس... ضيقت عيناها وارجعت برأسها للخلف تضرب يـ.، د فوق الأخرى 

- لا بجد مستحيل تكون اخو حضرة الضابط.. بجد انتوا من نفس الأم والأب 

وضع خـ.، ده على يـ.، ديه- لا إحنا لاقينه على باب الجامع بذمتك العسل اللي ذي هيعرف اللطع اللي ذيه.. قهقت بصوتا صاخب عليه عندما وجدت جواد يقف خلفه وهو يحرك حواجبه بمعنى مابكِ ايتها الفتاة خفيفة الظل.. استدار ينظر للذي تنظر له وتضحك 

وجد جواد يصوب له نظرات نا. رية 

- كنت بتقول مين اللي لقيتوه على باب الجامع ياصهيب 

تلعثم بالكلام ورفع يـ.، ديه لو قولتلك هتصدقني مش كدا... وضع يـ.، ديه في خصـ.، ره ثم نظر لساعته 

- اركبي ياجنى دا واحد معتوه وعايز مستشفى المجانين... ثم اقترب منه واردف 

- شايف صحتك جاية على القسم كل شوية تنطلي هنا 

أخرجه من ذكرياته عندما دخلت مليكة إليه... انت منمتش شوفتك نور أوضتك شغال... أشار بيديه.. اقتربت منه... ضـ. ـمها لحضـ.، نه وقبّـ. ل رأسها 

- عاملة ايه حبيبتي.. شايفك بقيتي كويسة ماشاء الله  

وضعت رأسها في حضـ.، نه وتنهدت بألم 

- الحمدلله على كل حال بدعي ربنا دايما يصبرني ويرزقه الرحمه من عنده.. هو الفراق مؤلم قوي كدا ياحبيبي.. إنت إزاي اتحملت ياصهيب وازاي بتضحك وانت قلبك ناره بتكويه... انهت حديثها عندما انزلقت دموعها بغزاره على وجنتيها.. 

ربت على ظهرها ونظر للبعيد مع الوقت هتتعودي حبيبتي صدقيني.. هو بيكون صعب في الأول لكن هتتعودي... مقدرش أقولك هتنسي لكن من شدة وجع قلبك هتتأقلمي هداوي وجعك بابتسامة قدام الكل لحد ماخلاص هتكون طبيعة عندك 

قبّـ. لت خـ. ـديه- إنت أحسن وأحن اخ ياصهيب 

رفع حاجبه متزامنا مع شفتيه العلوية مستنكرا حديثها 

- إنتِ بتكلميني أنا يامليكة.. ابتسم بخفة ظله وتوجه بنظره إليها 

- وحياتك دا أنا مكنة مصايب برجلين ماشية على الأرض... إنتِ بس اللي طيبة وبتنسي بسرعة.. 

رفعت حاجبها وضحكت عليه 

- ايوة فعلا إزاي  نسيت مصايبك الله يرحمك ياجاسر.. كان كل شوية يجيبك من مصيبة ويخاف جواد يعرف.. قهقه عليها 

- أعمل ايه ماالبنات الحلوين بزيادة.. ظلا يمزحان الى ان وقفت فجأة 

- شوفت جواد النهارده عمل إيه 

ارتشف من قهوته ونظر للبعيد 

- قصدك جوازه من غزل... مش دا قصدي طبعا قصدي إنه ناوي يطلقها بعد ماتكمل 

- مش هيقدر أردف بها بهدوء 

أردفت متسائلة باعتراض... 

- لا هيطلقها ياصهيب إنت مشفتوش وهو بيتكلم وكأنها عمل بيخلصه لمدة وخلاص 

أمسـ.، ك صهيب ذراعيها وأجابها بنبرة صارخة  لا تقبل الجدال 

- جواد بيعشـ.، قها مستحيل يتخلى عنها دا كلامه هوا على الفاضي يامليكة إنتِ جربتي وحاسة يعني إيه حبيبك يكون جنبك.. تقدري تبعدي عنه، جواد اللي كان مسكته إنه مفكر حبه ليها زي حبه ليكي.. 

ثم استرسل 

لحد ماخطب ندى وعرف فرق الحب إيه واللي اكدله لما قالتله إنها بتحب واحد تاني واللي جننه لما اعترفتله بمشاعرها وحاول يضحك على نفسه ويصدها.. نظر إليها واستطرد حديثه 

"لكن هو مغصـ. ـوب على أمره مش علشان وصية ولازم ينفذها،  علشان هو بين نارين يإما ينجي نفسه وعيلته من الألسنه ومتنسيش مكانة بابا، يإما يهلك نفسه وقلبه ويدوس ويمو. ته بايـ. ده ويعيش ميت

محدش هيرحمه بعد ماالموضوع ينكشف.. أنا شوفت الناس في عزا جاسر واسمعت كلامهم هو لو عرف صدقيني كان مستحيل يوافق حتى ينفذ الوصية" 

إنتفض قلبها على أخيها ثم تحدثت بصوتا حزين- 

:  أنا قسيت عليه  قوي بالكلام ياصهيب وجرحته وهو ياحبيبي بيصارع الكل 

❈-❈-❈ 

اتجه صهيب بنظره لها 

- مش فاهم كلامك، إنتِ عملتي ايه 

تنهدت بضيق وقصت له ماحدث 

ضـ.، مها لأحـ. ـضانه  :  - جواد مستحيل يزعل منك متخافيش... قاطعهم دخول سيف 

وزع نظراته عليهما 

- "ايه جو العشق الممنوع دا"  

أشار صهيب بيديه عليه 

- عارفة دا هيكون اكبر مصيبة تخلص على عيلة الألفي.. ضـ. ـمته مليكة وأردفت معاتبة صهيب، 

:  دا زينة شبابها ياخويا.. دا سيفو الحب والدلع... قـ. ـبلها سيف على خـ. ـديها 

-"والله ياملوكة إنتِ مظلومة في العيلة دي "إزاي يكون ملاك زيك اخت لحاجة اسمها 

صهيب وجواد 

رفع صهيب حاجبه وتحدث بسخرية 

- ودا من إيه ياخويا عند مرض عصبي بيحرك لسانك بالشتيمة.. إنت اهبل يالا دا إنت مالكش اساس في العيلة اصلا 

وضعت مليكة يديها على أذنها 

- بس كفاية إنت وهو انا هروح اشوف جواد... دا فعلا اللي الواحد يحـ. ـس انه بيتكلم مع ناس عاقلة 

قهقه عليها صهيب وتحدث بين ضحكاته 

- شوف البت اللي كانت بتقولي إيه من شوية بياعة مو. ت... خرجت وهي تضحك وتحمد ربها على وجود اخوان لها.. استندت على الحائط وعيناها تغشاها الدموع  .. آهة خفيضة تحررت من بين شفـ. ـتيها" الله يكون في عونك ياغزل "