-->

رواية رومانسية جديدة كاملة بين دروب قسو ته بقلم ندا حسن - الفصل 2 - 2

رواية رومانسية جديدة بين دروب قسو ته 
من روايات و قصص الكاتبة ندا حسن  



رواية رومانسية جديدة 

بين دروب قسو ته

❈-❈-❈



تابع قراءة الفصل الأول


عودة للصفحة السابقة

 "اليوم التالي"


الجميع يجلس على سفرة الطعام لتناول وجبة الإفطار، الجميع يتحدث بمرح كالعادة وفي المنتصف حديث عن العمل إلا هما الاثنين، كانت عينيها مُنتفخة يظهر هذا بوضوح، ملامحها مُرهقة للغاية ووجهها شاحب بشدة، يجلس مقابل لها ينظر إليها من الحين إلى الآخر يحاول أن يفهم ما الذي تفكر به..


إنه غبي لقد أخطأ كثيرًا، ليته لم يخضع للمشروب ليلة أمس وليته لم يرى تلك الفتاة، وضع الطعام في فمه ورفع رأسه ينظر إليها بعمق والتفكير داخل رأسه لم يقف إلى الآن.. 


هذه أول مرة له يفعلها، كيف علمت هي! كيف علمت بمكان وجوده ومن أين أتت بتلك الصور التي جعلته يراها في هاتفها!؟..


هل هناك من رآه وقام بتصويره لها؟ أم أنها لم تثق به من آخر موقف قد حدث وراقبته؟.. لأ لأ الإحتمال الأول هو الأكثر حدوثًا هي تثق به كثيرًا وتعلم أنه يحبها حتى أكثر من نفسه.. صديقتها الخبـ ـيثة الحقير'ة هي من فعلت ذلك.. لقد ظهر إسمها وهي تجعله ينظر إلى تلك اللقطات 


ما حدث كان خطأ عليها أن تغفره يعلم أنه الخطأ الثالث وهذه المشكلة الأكبر والذي تصعب غفرانها ولكن لن ييأس فهي حبيبته وزو'جته رغم عن أي أحد حتى هي.. هي ملك له وحده، هي من ممتلكات "عامر القصاص"


استمع إلى صوت عمه "أحمد" يتوجه بحديثه إليها قائلًا بتساؤل:


-مالك يا سلمى مش على بعضك النهاردة وشكلك تعبانه 


أبصرت والدها بعمق وتركت ما بيد'ها، رفعت يد'ها على سفرة الطعام، والذي نظر إليها وكانت فارغة من خاتم الخطبة الذي ألبسـ ـها إياه بالأمس، أردفت بنبرة خافتة:


-أنا عايزة أسافر يا بابا


مضغ والدها الطعام في فمه وأبعد نظره عنها إلى الطاولة قائلًا: 


-ماشي يا سلمى منا قولتلك تمام 


أغمضت عينيها للحظة ثم فتحتهما قائلة بقوة هذه المرة:


-بس أنا مش هسافر علشان الفستان 


نظر إليها مرة أخرى مُتسائلًا باستغراب وعينيه عليها:


-اومال علشان ايه


أجابته بقوة ناظرة إلى الآخر الذي يجلس مقابلًا لها وأردفت بجدية شديدة غير مبالية به:


-أنا عايزة أسافر امريكا عند خالي ومش راجعه 


استدعت انتباه الجميع، الجميع نظر إليها باستغراب جلي وقع عليهم بعد الاستماع إلى كلماتها الغير محسوبة بالمرة، ولكنه الوحيد الذي تدارك ما قالته ووقف على قدميه يصيح بقوة وعنفوان وعروقه بارزة في جسد'ه:


-اللي بتقوليه ده مش هيحصل.. على جثتي 


وقفت قبالته بعنـ ـف وهمجية تصيح بصوت عالي مثله وأكثر وقد كانت مقررة من الأساس أن هذا الذي سيحدث:


-أنت مين أصلًا علشان تتكلم.. أنت آخر واحد ممكن أسمع منه حاجه 


بكامل الغضـ ـب أجابها وصوته صارخ حاد يشير بيد'ه اليمنى بتأكيد:


-هتسمعي غصب عنك والفرح هيتعمل في معاده يا سلمى ومافيش زفت سفر 


كادت أن تُجيب عليه تحت أنظار الجميع ولكن شقيقها وقف على قدميه وتقدم منها سائلًا إياها بجدية واستغراب بعد أن توصل إليه أنها تريد التأخير مرة أخرى:


-أنتي عايزة تأجلي الفرح تاني يا سلمى!.. أظن كفاية كده عامر عنده حق 


أجابت على شقيقها بتأكيد مُتهكمة ثم أكملت بجدية شديدة لا تحتمل النقاش:


-عنده حق آه.. طب أسأل اللي عنده حق هو عمل ايه وبعدين تأجيل ايه ده اللي بتتكلم فيه.. الفرح ملغي ومافيش جواز وعلشان تحط سلمى وعامر في جملة واحدة ده مستحيل 


لف "عامر" حول السفرة وتقدم ليقف جوارها جاذبًا يد'ها لتستدر وتنظر إليه ثم صاح بحدة وبوجه ملامحه حادة:


-لمي الليلة دي وأعرفي أنتي بتقولي ايه 


نفضت يد'ها منه بعنـ ـف مُجيبة بقوة:


-أنا عارفة كويس أنا بقول ايه الدور والباقي عليك أنت


نظر "أحمد" إلى شقيقه "رؤوف" الذي بادلة نفس النظرات لقد حظره من الموافقة على زو'اج ابنه من ابنته، كان على دراية بما سيحدث في المستقبل بينهم، كان يعلم أن ابنه ليس جدير بالثقة الذي أعطاه إياها عمه وأعتقد الجميع أنه يقف أمامهم..


وقف "أحمد" بينهم ونظر إلى ابن شقيقه مُتسائلًا بجدية ونبرة ثابتة:


-عملت ايه يا عامر 


لم ينظر إلى عمه بل بقيٰ ناظرًا إليها، عينيه السوداء الذي اختفى لونها الحقيقي منذ أمس تقابل عينيها في صراع بينهم:


-معملتش حاجه يا عمي دا سوء تفاهم بيني وبينها بس هي مكبرة الموضوع شوية 


صرخت بعنـ ـف وهي تدفعه في صد'ره أمام الجميع بقبضة يد'ها اليمنى تقول بهمجية: 


-سوء تفاهم!.. لما أشوفك في وضع زبالة مع واحدة ده بالنسبة ليك سوء تفاهم؟


صرخ مقابلًا لها فبعد كلماتها الجميع سيظن شيء آخر:


-هو أنتي شوفتيني في السر'ير اومال لو مكنتش وسط ناس... وبعدين أيوه سوء تفاهم وموضوع تافهه كل اللي حصل إني شربت ورقصت مع واحدة واتسليت شوية فين المشكلة 


أردفت شقيقته متخذة دور "سلمى" وهتفت بتقزز واستنكار لتلك السهولة التي يتحدث بها، واضعة نفسها محل شقيقة زو'جها متخيلة أن هذا الحديث المستفز لها:


-بجح 


تحت أعين الجميع وبعد كلماته الأخيرة نظرت إليه مُطولًا ولم يجرؤ أحد في تلك اللحظات على الحديث، حقًا الوضع سيء بين شخص يرى أنه لم يفعل شيء مشين وآخر تحطم قلبه لأجل خيا'نة مقررة من الطرف الآخر..


وضعت يد'ها في جيب بنطالها وأخرجت الخاتم الخاص بخطبتهم ثم وضعته أمام الجميع على سفرة الطعام قائلة بجدية وثبات واضح وصريح بعد الاستماع إلى كلماته والذي بدى منها أنه غير نادم:


-أنا فسخت خطوبتي بيه.. ومش عايزاه.. مش مستعدة أعيش مع واحد نسوانجي


استدارت برأسها إليه مُكملة بقوة:


-تقدر تشوف واحدة تانية غيري تستحمل قرفك ووساختـ* لكن أنا لأ... خلاص خلصت كده وهسافر يا عامر وغصب عنك


خرجت من الغرفة بعد أن نظرت إليه بحدة وقسو'ة غريبة عنها، لم تنظر إليه هكذا يومًا، لم تقف قبالته هكذا يومًا حتى في المرات السابقة لم تفعلها، ولكنه لن يصمت ولن يجعلها تفعل ما يحلو لها، ستكون زو'جته رغمًا عن أنف الجميع وهي أولهم، لن يترك هذا الخطأ الصغير يبعدها عنه بهذه الطريقة المو'جعة، لن يجعلها تهدم كل ما بناه في تلك السنوات الماضية.. ولن يترك حبه يذهب هدرًا


خرج من الغرفة هو الآخر بعصبية شديدة ووجه قا'سي ملامحه مخيفة، بعد أن أخذ الخاتم من على السفرة مقررًا داخله أن كل شيء سيكون كما هو مهما حدث..


جلس والدها مرة أخرى وعينيه على شقيقه بطريقة غريبة، وكان الآخر يقول له أن هذه البداية فابنه ليس كأي شخص عادي بل إنه عنيد قا'سي يستطيع أن يدمر كل من حوله فقط لإسعاد نفسه..


جلس "ياسين" مرة أخرى في مكانه تحت صمت وفراغ مُميت من الجميع.. فقط نظرات تتحدث وتقول كل ما لا تستطيع أن تقوله الألسنة.. 


❈-❈-❈


دلفت إلى مكتب والدها بهدوء وأغلقت الباب خلفها، سارت إلى الداخل وجلست أمامه على المقعد بصمت وجدية، رفعت عينيها عليه وتحدثت قائلة بصوت جاد:


-أنا عايزة أسافر عند خالي يا بابا


أبصرها للحظات دون حديث يفكر فيما تقول جيدًا، مُحاولًا أن يرى الأمور من كل الاتجاهات، أردف مُشيرًا بيده: 


-القرار متاخد في وقت غضب


عقبت بجدية واضحة ليتفهم عقل والدها ما الذي تتحدث عنه وتفكر به، وما الذي ستفعله مهما حدث ولن تعود عنه: 


-لو كان قرار السفر غلط فأنا أقدر أرجع في أي وقت أما قرار انفصالي عن عامر فده مستحيل يكون غلط 


لأن والدها أول مرة له أن يستمع إلى هذا الحديث تسائل باستغراب:


-وايه اللي خلاه مستحيل يا سلمى 


كرمشت ملامح وجهها بطريقة مُرهقة تسرد بوضوح وكأنها تعاتبه وهو يجلس أمامها:


-عمايله!.. من زمان أوي كان لازم أخد القرار ده وأبعد عنه.. علاقتي بيه علاقة سا'مة يا بابا عامر عايز كل حاجه على مزاجه حتى لو غلط وآخر حاجه كنت أتوقعها منه إنه يقف يبرر اللي عمله بالطريقة دي.. إنه بيتسلى!..


تسائل والدها مرة أخرى ليتأكد من ثبات ابنته بعد اتخاذها تلك القرارات المصيرية بحياتها:


-يعني أنتي مش هتندمي على القرارات دي 


أشارت بيدها موضحة بجدية وعقلانية وكأنها كانت تحت تأثير منوم مغناطيسي والآن قد استفاقت منه: 


-حتى لو هندم المهم إني حاولت أنقذ نفسي من وجودي معاه.. أنا مش مستعدة أكون مجرد واجهه في حياته.. اشمعنى ياسين محافظ على أخته


أكمل مُجيبًا قائلًا بنبرة جادة هادئة بنفس الوقت لينة على مسامع ابنته:


-إحنا مش بنختار اللي بنحبهم يا سلمى ولا بنختار صفاتهم وعامر كده من زمان وأنتي عارفه 


استدارت تنظر إليه واعتدلت بكامل جسد'ها على المقعد لتواجهه مُتحدثة بقوة تثبت له أنها كانت تود المحاولة ولكنه لم يفلح معها:


-عارفه وحاولت أغيره بس هو متغيرش 


لم يبخل عليها بقول الحقيقة الذي يدور حولها من بداية النقاش وهتف بنبرة واثقة:


-بس بتحبيه!..


نظرت إليه بعينين مُتسعة بفعل ذاتها، تحبه!.. كانت تحبه وتحبه وستحبه ولن تحب أحد غيره، يا لك من قلب غبي لقد فهمت الآن كيف القلب معذبه، أجابت بجدية بعد أن جعلت كل خلية بها تصمت سوى عقلها:


-هيفيد بايه الحب لما نتجو'ز ويخوني يا بابا؟.. هيفيد بايه إنه يقف يبجح فيا ويقولي بتسلى؟ هيفيد بايه لما يرجع سكرا'ن قدام ولاده؟


أومأ إليها برأسه وقد فهم أنها قررت والقرار صحيح وليس به أي ثغرة تجعلها تعود عنه، معها كامل الحق في كل كلمة هتفت بها ليس عليها أن تتحمل منه أكثر من هذا، تسائل بهدوء:


-ناوية تقعدي هناك قد ايه 


تجهل إجابة هذا السؤال، متى من الممكن أن تعود هل بعد شهر يمر عليها بالاشتياق ومرارة الفراق أم بعد عام استطاعت فيه أن تتخلى عنهم جميعًا:


-مش عارفة يا بابا 


شعر أن عليه التحدث بالآسف لأنه وافق على علاقتهم على الرغم من أنها كانت موافقة والجميع كذلك سوى والده:


-أنا آسف


وقفت على قدميها وتقدمت منه، انحنت بجذعها عليه وهو جالس على المقعد ثم قامت باحتضانه بقوة كبيرة تجذب منه الأمان والسند الأكبر، تتمتع بوجودة الذي ستحرم منه مدة لا تعرف كم هي ومن الأفضل ألا تعرف: 


-متتأسفش أنا اللي عملت في نفسي كده


❈-❈-❈


جلست على الأرجوحة في حديقة المنزل، لم تجف عينيها ذات اللون الزيتوني عن البكاء، لا تستطيع أن تصف الشعور الذي يراودها، لا تتخيل أن هذا حدث بالفعل..


منذ ليلة أمس وعينيها الواسعة المرسومة بدقة لم تكف عن البكاء الحاد، على شخص أحبته بكل جوارحها، غفرت له كثير من المرات هفوات سابقة له، تحملته في جميع الأوقات بكل تقلباته وفي النهاية تكن هذه المكافأة الخاصة بها!.. يخو'نها مرة أخرى ويدعي أن الأمر ليس بهذه الصعوبة بل كان يمرح قليلًا وكأنه شيء طبيعي مفروغ منه وهي من افتعلت كل ذلك!..


مشاعر غريبة تعصف بها منذ لحظة دخولها ذلك المكان ورؤيته بهذه الحقا'رة تجعلها تود البكاء أكثر، في البداية شعرت بخيبة أمل به، خذلان لم تشعر به من قبل، وقد كسر قلبها وحطمه تحطيمًا، وذلك الحزن الذي ينهش كل عضو وخلية بها، حزن وقهر وبكاء ومرارة الفراق تعذ'بها من الآن.. من قبل أن ترحل وتتركه..


لا تستطيع أن تتخيل أنه من الأساس فعل هذا، تحزن وتعود تقول أن هذا كابوس "عامر" لن يفعلها مهما حدث فهو مُكتفي بها منذ الصغر وإلى الأبد، ولكن في لحظات تستفيق على ضربات موجعة تأكد أنه فعلها وتناسى كل ما بينهم..


لا تدري حقًا أهذا قلب أم شيء آخر؟.. بعد كل ما يفعله تحبه وتهواه، قاسي وحديثه بغيض، متهور وعصبي وأفعاله دنيئـ ـة، خا'ئن ومتملك وإلى الآن تحبه، الشيء الوحيد الذي تستطيع أن تفرح لأجله أنها استطاعت أن تأخذ قرار الإبتعاد وحتى لو كانت روحها معلقه به، لن تتكيف مع التعايش بهذه الطريقة، ستتركه وترحل، لن تستطيع أن تمنع قلبها عنه ولكن تستطيع أن تمنع نفسها، ستبتعد وإلى الأبد إلى حين أن ترى غيره أو يرى غيرها!!... يرى غيرها!..


لا لن يفعل هذا، هل حقًا سيرى غيرها!، يحبها ويريدها أن تكون ملك له وزو'جته كما هي!.. يغازلها بكلماته وعينيه الو'قحة!.. يهوى غيرها ويتركها ويجعل الفراق يدلف بينهم!..


لما قد تفعل هذا يا "عامر" لما تسمح لنفسك بالإبتعاد، لما قد تدمر هذه العلاقة وتجعلنا نشتت بهذه الطريقة!..


وجدت بوابة الفيلا الخارجية تُفتح لمرور سيارة عبرها، وكانت سيارته وجدته ينظر إليها من خلال النافذة فور دخوله ومعرفته أنها هنا..


وقفت على قدميها تسير بخطوات واسعة لتدلف إلى الداخل كي لا تتقابل معه، أوقف السيارة سريعًا عندما أدرك أنها تفعل هذا وتحتمي بمن في الفيلا مبتعدة عنه غير سامحة له بالحديث معها..


خرج من السيارة ركضًا إليها وأمسـ ـك معصم يد'ها عندما أقترب منها جاذبًا إياها إليه:


-سلمى استني 


استدارت تنظر إلى سواد الليل داخل عينيه قائلة بانزعاج وضيق:


-نعم؟


بهدوء سيتحدث هذه المرة، لن يخرج عن شعوره مهما قالت ومهما فعلت وسيحاول باللين أن يمرر الأمر ويجعلها تعود عما في رأسها:


-عايز أتكلم معاكي 


صاحت بقوة وثبات:


-مافيش كلام بينا 


نظر إلى شفتـ ـيها المكتنزة التي تحركت بقوة تدلى برفضها له وتحدث هو بلين ونبرة هادئة:


-معلش هما كلمتين 


جذبت يد'ها منه ووقفت أمامه تعطي إليه جانبها ووضعت يد'ها الاثنين أمام صد'رها تنتظر منه الحديث:


-قول يا عامر


كرمش ملامحه وأظهر عليها الضعف الشديد مع القليل من الحزن والندم الكثير ولم نقل أنه كان بارع في التمثيل:  


-أنا آسف.. أنا آسف بجد، اللي حصل كله كان غلطه معقول تنهي كل حاجه بينا علشان غلطه يا سلمى، هتسيبيني وتمشي علشان غلطه


استدارت بعنـ ـف وأخفضت يد'ها الاثنين إلى جانبيها تتقدم منه بوجهها بعنفوان صارخة:


-غلطه!.. دي اسمها خيا'نة


أمسـ ـك يد'ها مرة أخرى ووضح إليها الأمور من منظورة الخاص والذي كان خطأ بالنسبة إليها وقرارها ليس به أي نقاشات ستجرى:


-لأ يا سلمى مش خيا'نة.. الخيا'نة دي لما أكون عايز غيرك لكن أنا عايزك أنتي ومافيش واحدة غيرك تهز مني شعره.. اللي حصل إني كنت شارب بس وغلطت لما سمحتلها تقرب وأنا اتماديت


أردفت بقسو'ة وثبات واضح، وبنظرة حادة قوية:


-سيب ايدي وأبعد عني لأنك مش هتعرف تغير رأي، أنا أخدت قراري وخلصنا ومبقتش عايزاك 


سيحاول لآخر مرة أن يكون هادئ ويستمر في ذلك النقاش المرهق إليه وإلى تمثيله الذي لا يحب أن يستمر في فعله:


-لأ عايزاني وأنا وأنتي عارفين كده كويس.. أرجوكي كفاية لو حتى عايزة تأجلي الفرح ماعنديش مانع ولو عملتها تاني موتيني مش بس أبعدي عني 


نظرت إلى عينيه بقوة مُثبتة عليهما وحركت شفـ ـتيها بحديث حاد قوي مزقه من الداخل إلى أشلاء وعبث برجولته بعد الاستماع إليه من بين شفتـ ـيها المكتنزة الخاصة به:


-أنت أخر واحد ممكن أكمل حياتي معاه.. أنا محتاجة واحد يكون مكتفي بيا.. مكتفي بوجود سلمى في حياته والواحد ده مش أنت


نفضت يد'ها منه بعنـ ـف وسارت في طريقها إلى الداخل، أقتربت من درجات سلم البوابة وهي تسير جوار حائط الفيلا وهو وقف ينظر إليها بذهول ويفكر في حديثها القاسي والذي أخرجته بكل برود وعنف..


سار بخطوات واسعة ولم يكونوا إلا ثلاث خطوات ووصل إليها أمسـ ـكها من يد'ها الاثنين دافعًا إياها إلى الحائط فـ اصطدم ظهرها به بقوة وعنـ ـف، نظرت إليه بعد أن تأوهت بألم بفعل ذلك الاصطدام لتراه في حالة القسو'ة الشديدة والخروج عن السيطرة المعهود منه وصرخ قائلًا في وجهها:


-ومهما حصل مش هتكوني غير ليا... أنتي ليا غصب عن عين أهلك


استفزته بضحكتها الساخرة وسؤالها المُتهكم ببرود واضح وصريح:


-ودي هتعملها إزاي


أبصر وجهها بالكامل وأخذ لحظات يفعل ذلك وهو يسير بعينيه على ملامحها، ثم آخر شيء فعله أنه وقف بعينيه على خاصتها قائلًا بنبرة قا'سية حادة متناسيًا كل الود الذي كان بينهم ويد'ه تضغط على يد'ها بقوة مؤلمة:


-مش هخليكي تنفعي يا سلمى... ووقتها هنشوف مين اللي هيطلب الجواز من التاني 


تبادلت معها النظرات، نظراتها نحوه كانت ذهول وصدمة خالصة بينما هو حدة وقسو'ة لا نهائية..


يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ندا حسن من رواية بين دروب قسو ته، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة