رواية رومانسية جديدة كاملة بين دروب قسو ته بقلم ندا حسن - الفصل 2
رواية رومانسية جديدة بين دروب قسو ته
من روايات و قصص الكاتبة ندا حسن
رواية رومانسية جديدة
بين دروب قسو ته
قراءة الفصل الثاني
"قسو'ة الأيام ومرارة الفراق قادمة"
❈-❈-❈
لم يشتهي القلب سواه، أعوام وأشهر، أيام وليالي داخلها ساعات ودقائق وبين كل هذا لم يكن هناك سواه، قد عشق القلب والتهبت الروح بشدة بعد أن علمت بالخطر المحيط بها لأجل ذلك العشق..
منذ أن كانت طفلة صغيرة تحبه، مراهقة تحبه، شابة تحبه، فتاة راشدة تحبه، وإلى الآن تحبه، كان هناك خطر دائم كمثل أمواج البحر الثائرة، تهبط وتهدأ ثم على حين غرة تأتي إليها من دون ميعاد لتدمر كل ما بنته.. ولم يكن هذا الخطر إلا هو..
كان صبي مشاغب وفتى مرح يحب خوض تجارب كثيرة في الحياة والآن هو ر'جل ناضج عاقل ومن حين أن أصبح كذلك يفعل كل ما يحلو له، دون أخذ أمر من أحد أو الاستماع إلى نصيحة من أحد، يلهو كثيرًا مع فتيات الملاهي الليلية، يعبث معهم بكل جوارحه، يشرب الخـ ـمر وما حرم عليه..
يفعل كل ما يخطر على البال، وهي تعرف كل ذلك، تعرف أنه قا'سي، عنيد وحاد الطباع، عندما يرغب أن يكون محب ومرح يفعلها ويكن لأجل نفسه وللاستمتاع قليلًا، وبقية الوقت يكن الرجل الذي يريد أن يكون عليه وهي تدري.. متملك يغير وبشدة، يغضـ ـب ويثور في لحظة..
تعرف أنه لا يستمع لأبيه ولا يستمع لأي أحد من أفراد العائلة، حديثه يأتي من عقله ومهما كان خطأ فلا رجوع عنه..
تعرف إنه لعو'ب خبيث، ماكر وما بعد المكر شيء أسوأ من هذا، مهلًا هناك الأسوأ عندما يمارسه على من يحب.. كيف يحب؟..
مع كل ذلك أحبته، وظلت تحبه وستحبه إلى الأبد البعيد، قلبها عنيد غبي غريب لا يستجيب إليها، يعلم أنه سيواجه كثير من المتاعب، يمكن أن تكون جسد'ية لأنه في كثير من الأحيان يتطاول، يمكن أن تكون نفسية وهذا أكيد..
قلب غبي لا يستمع لأحد مر عليه سابقًا الخيا'نة وعاد إليه مرة أخرى غافرًا له ما فعله بعد كثير من الاعتذارات، بعد كثير من الندم والقهر الذي ظهر عليه بسببها..
ولكن الآن هذه الأخيرة، لن يكون هناك مانع أن تحبه إلى الأبد وما بعده ولكن المانع في كونها معه..
وضع كف يد'ه اليسرى على وجنته التي تلقى الصفعة عليها، أغمض عينيه بقوة مستنكرًا ما فعلته بطريقة حادة وقا'سية ضاغطًا على أسنانه بقوة وبعنـ ـف شديد..
استدار بوجهه ينظر إليها بعد أن فتح عينيه وظهر من خلفها سماء سوداء حالكة ليس بها أي نجم معتم حتى ينير ولو ضوء بسيط بها، أخفض كف يد'ه من على وجنته ونظر إليها بقوة ومن حولهم ينظرون إليهم..
"عامر القصاص" إنه شخص معروف هنا، المكان ملئ بالموسيقى العالية وأصوات الغناء الصاخبة ولم يرى أحد أو ينتبه لما حدث إلا القريبون منه في الجلسة وللأسف كانوا على معرفة به وبخطيبته..
عينيها لم تهبط من على عينيه، بقيت تنظر إليه بقوة وثبات، يرى الدموع تترقرق خلف الزيتون القابع داخلها ولكنها تحاول الثبات بقوة، يرى العتاب واضح بعينيها وجميع ملامحها تتحدث وهي ترفض الخضوع لكل هذه المشاعر..
وضع يد'ه اليسرى على البار خلفه وأمسك بمفاتيحه، وضعها في جيبه وعينيه مازالت عليها دون حديث، ثم بيد'ه اليمنى أمسـ ـك معصمها يعتقد أنه من هنا سيأخذها ويذهب للخارج ثم يعود كل شيء إلى طبيعته بكلمتين وظهور الندم عليه..
لم يحذر أبدًا نفضت يد'ها منه بعنـ ـف وقوة والتقزز مرتسم على ملامحها ثم دفعته بيد'ها في بطنه بقوة ليعود للخلف ولكنه لم يفعل بل وقف ثابتًا..
استدارت بهمجية تُسير للخارج وهي تندب حظها وتعنف قلبها الضعيف الذي لا يتعلم من أخطائه أبدًا، خرج ورائها سريعًا يحاول الإمساك بها لكي يتحدث معها ويجعلها لا تقود السيارة وهي بهذه الحالة.. تبدو قوية ولكن هشة.. ضعيفة..
كل هذا كان تحت أنظار صديقتها "إيناس" التي ابتعدت عنهم ووقفت تشاهد بهدوء..
رآها وهي تنطلق بالسيارة ولم يستطع اللحاق بها ولكن سريعًا أحضر سيارته وذهب خلفها بأقصى سرعة، عنيدة وغبية، لسانها سليط وتتطاول بيد'ها لا يعلم كيف هم الاثنين يحبون بعضهم البعض.. كيف اثنين كالبنز'ين والنير'ان يعشقون بعضهم؟..
ولكنها طيبة القلب وهشة من الداخل خائرة القوى، جريئة وعنيدة ولكنها بريئة، تتمتع بمزيج غريب من الصفات التي لا تتطابق مع بعضها ولأنه تعيس الحظ وقع في حبها منذ أن كانت طفلة وكبر على أنها له هو وحده.. ملكه ومملكته.. ولن تكن سوى ذلك..
يحب كل ما بها ولكنه شخص شهو'اني غريب.. يعترف بذلك، يحبها هي ويهوى الغرام الأبدي معها، يحب أن يراها انثى متكاملة الأركان وهي للأسف تتمتع بهذا في جميع الأوقات.. تُرهقه..
لكنه يعترف أيضًا أنه غبي، لما قد يثمل الآن؟ لما قد يضع هذه الفتاة بين يده بهذه الطريقة الغريبة!.. لأ يتذكر من الأساس متى فعل هذا؟ هو فقط وجدها تقف أمامه وقبلها جذبته إلى ساحة الرقص دون حديث بينهم.. لما قد يفعل ما تريد تلك الغبية وزفافه بعد شهر واحد منها هي..
وقف أمام بوابة الفيلا الداخلية بالسيارة، خلف سيارتها التي هبطت منها للتو، وسارت إلى الداخل بسرعة، كم حا'دث حاول أن يتفاداه لأجلها، عقله ليس به إنه إلى الآن ثمل.. دلف خلفها ركضًا ليمنعها من الحديث مع أي أحد، يعلم أنها أيضًا غبية ولن تصمت كما المرات السابقة وتجعل الجميع يعلم بأشياء تخصهم وحدهم..
خيبت ظنه وراها تصعد متجهة إلى غرفتها، تنهد بقوة وتقدم إلى المرحاض في الأسفل، دلف إليه ووقف أمام حوض الغسيل يأخذ من صنبور المياة الذي فتحه ويلقي بقوة على وجهه لكي يستفيق أكثر ويستطيع التحدث معها والإجابة عن كل ما ستطرحه عليه والتحدث عما يريد..
أغمض عينيه بقوة شديدة وهو يلقى المياة مرات كثيرة ثم أخيرًا أغلق الصنبور وأمسك بالمنشفة يجفف وجهه..
خرج إلى الصالة الكبيرة ولم يكن هناك أي أصوات في الفيلا.. نظر إلى الأعلى حيث مكان غرفتها، تقدم يسير بثبات ثم صعد على الدرج بخطوات سريعة..
دلف إلى الناحية الخاصة بهم، لقد كان الطابق العلوي منقسم نصفين، كما في الأسفل تمامًا، النصف الأيسر من الفيلا يخص "أحمد القصاص" وزو'جته وأولاده به غرفة نوم له، وأخرى إلى ابنته "سلمى" وأخرى كانت تخص "ياسين" قبل الانتقال للأعلى مع زو'جته "هدى"، وغرفة بها شاشة تلفاز وصالون والناحية الأخرى مثلها تمامًا، غرفة نوم لـ "رؤوف" وزو'جته وأخرى لـ "عامر" وأخرى لشقيقته قبل الانتقال للأعلى مع زو'جها وكل غرفة بها حمامها الخاص..
وقف أمام باب غرفتها ثم أمسك المقبض وفتحه، طل من الخارج ينظر إلى الداخل ليراها تجلس على الفر'اش منحنية على نفسها تضع وجهها بين كفي يد'ها ولم تكن تتوقع أنه سيصعد إليها هنا في غرفتها..
وقفت سريعًا عندم استمعت إلى صوت الباب، نظرت إليه بقوة صارخة:
-أمشي من هنا
لم يستمع إليها ودلف إلى الغرفة وأغلق الباب خلفه، رآها تتقدم منه بعنـ ـف فأغلق الباب بالمفتاح وأخذه في جيبه، استدار ينظر إليها بقوة، بعينين لونهما أسود حالك واستمع إلى صراخها الحاد:
-أطلع بره يا عامر
وقفت أمامه ثابتة ومحت كل ما رآه منذ لحظات، وأصبحت أخرى أمامه، لم ينسى ما الذي فعلته لذا أول ما قاله كان بصوت جاد قوي:
-أنا هفوت القلم اللي أخدته منك بمزاجي
نظرت إليه ساخرة بشدة، لوت شفتـ ـيها بتهكم وأردفت مُجيبة إياه وهي ترفع إحدى حاجبيها:
-لأ متفوتوش.. أنا مش عايزاك تفوته وريني هتعمل ايه؟ هتضربني ولا هتردلي القلم؟ ولا يكونش هتعاقبني وتروح تتوسخ مع واحدة من الأوسا* بتوعك
بلل شفتـ ـيه بلسانه، أخذ نفسٍ عميق ثم عقب على حديثها بجدية محاولًا السيطرة على الوضع الذي بينهم:
-سلمى إلزمي حدك معايا.. بلاش الأسلوب ده علشان أنتي عارفه أنه بيعك عليكي في الآخر
صاحت بشر'اسة وعنـ ـف مُردفة:
-لأ دا كان زمان.... دلوقتي مافيش الكلام ده ويلا أطلع بره من هنا
أقترب منها بهدوء ناظرًا إليها بقوة وهتف بنبرة مُنزعجة متضايقة بشدة:
-سلمى أنتي فاهمه غلط.. محصلش حاجه لكل ده
صاحت بعنـ ـف وشر'اسة وهي تعود للخلف ملوحة بقوة بيد'ها مُتهكمة على الحديث الذي يهتف به:
-آه صح محصلش.. ايه يعني لما ألاقيك سكر'ان وإيد'ك على واحدة وسـ** في وضع وسـ* زيكم
أقترب هو خطوة وكرمش ملامح وجهه محاولًا التعلق بأي شيء ليقنعها أن تنهي ما يحدث:
-اديكي قولتي كنت سكر'ان وبعدين معملتش حاجه لكل ده هي جت جنبي وكل اللي حصل اللي أنتي شوفتيه والله حتى معرفش حصل إزاي
أبصرت عينيه السوداء بفعل غضبه مما يحدث وتسألت بجدية ثم أجابت على نفسها تُهينه:
-بجد؟ أنت كداب
نفى ما قالته عنه وهو يشيح بيد'ه مثلها بقوة:
-لأ مش كداب
ذهبت إلى الفر'اش ثم أخذت الهاتف من عليه، وقفت لثواني تفتحه وتأتي بتلك الصور التي كانت في رسائل صديقتها "إيناس" والتي كانت عبارة عنه هو ومعه تلك الفتاة في وضعيات صعبة للغاية عليها كـ خطيبته وحبيبته وزو'جة المستقبل القريب للغاية..
أقتربت منه ووضعت الهاتف أمام وجهه على إحدى الصور تتحدث بغل وكرا'هية لا تدري من أين حلت عليها، تزيح غيرها وهي على نفس الحال:
-طب وده ايه؟. مش بترقص معاها هنا؟ إيد'ك الزبالة فين؟ ودي شايف دي بتعمل ايه؟.. بتقولها كلمة سر في بوقها مش كده
أخفضت الهاتف من أمام وجهه وألقته بعنـ ـف على الفر'اش مرة أخرى، نظرت إليه وتحلت بالقوة دون الضعف، أجبرت نفسها على الصراخ والظهور في وضع قوي ليس ضعيف وأجبرت عينيها على الصمود إلى حين مغادرته:
-أطلع بره أنا مش عايزة أشوف وشك ده تاني
أقترب مُمسكّا ذراعيها الاثنين ضاغطًا عليهما بكفي يد'ه، تحولت ملامح وجهه للين والهدوء راجيًا منها السماح مؤكدًا على حبه لها:
-سلمى أنا بحبك وأنتي عارفه كده ومش بشوف أي واحدة تانية غيرك، أنا كنت سكر'ان وعارف إني غلطت بس أنا معملتش أكتر من كده
أبصرت عينيه بقوة، تود لو تصدقه ولكنها لن تفعلها، يكفي إلى هنا عذ'اب منه وإليه، يكفي إلى هنا غفران له، عليه أن يتحمل نتيجة ما يفعل ويرى أنها ليست مضمونة القبول دائمًا:
-المطلوب مني ايه؟ أسامحك؟ واستنى المرة الجاية لما تكون نايم في سر'يري مع واحدة منهم مش كده؟..
ضغط على يد'ها أكثر وهتف برجاء أكبر لا يراه أحد أبدًا ولم يخرج يومًا لأي أحد سواها، هي فقط من رأت المرح به والصدق والمكـ ـر والخبـ ـث والضعف، هي من رأت كل الصفات وهو بغبائه يضيعها من بين يد'ه ولكنه صدقًا لم يفعل هذا بإرادة منه:
-سلمى أنا آسف أوعدك مش هتتكر تاني وهبطل شرب خالص
نفضت يد'ها الاثنين منه بقوة وعنـ ـف وعادت للخلف صارخة به مُتهكمة عليه وكل ما يخرج من بين شفتـ ـيه يذكرها بما فعله سابقًا وهي غفرته ولكنه لم يتعلم الدرس:
-يا سلام على الصدق والحنية.. نسيت إني سمعت الكلام ده قبل كده؟. أفكرك؟ تمام مرة قبل كده لقيت صور قـ ـذرة أقـ ـذر ما يكون على موبايلك!.. وياترى المرة التانية كانت ايه! كانت ايه! آه كنت بتكلم واحدة عليا بردو في القـ ـذارة مش كده!.. بقينا في تقدم ما شاء الله أهو استمر
مسح على وجهه بكف يد'ه بضيق وضجر شديد نظر إليها ووضع يد'ه اليسرى في جانبه والأخرى يلوح بها بنبرة جادة قوية بعد أن ارهقته في اللين والهدوء:
-الموضوع مش مستاهل كل ده يا سلمى.. غلطه صغيرة محصلش حاجه وأنا أهو بعتذر وبقولك مش هتتكرر تاني ولا أنتي عايزة مشكلة تانية تأجلي بيها الفرح تاني
عقبت بشرود وعينين ذائغه:
-الفرح!.. صح الفرح
أبصرت عينيه مُطولًا ولكن هذه المرة تخلت عن القوة والشجاعة، أبصرته بعتاب وضعف، عيون مُرهقة وشفـ ـتين ترتجف، نظرت إلى بنصر يد'ها اليمنى والذي به خاتم خطبة من الألماس، جذبته من إصبعها ثم تقدمت ممسكه بكف يد'ه ووضعته به تغلقه عليه وعادت للخلف خطوة وكأن شيء لم يكن..
فتح كف يد'ه ينظر إلى الخاتم به بذهول، ثم رفع عينيه عليها يتسائل بقوة:
-ايه اللي بتعمليه ده
أردفت تُجيبة بنبرة خافتة ووجهها يحمل ألم ومعاناة لن يستطيع أن يفهمها مهما حدث:
-مافيش فرح ومافيش جو'از ومافيش أي حاجه تربطني بيك غير إنك ابن عمي يا عامر
أقترب منها على حين غرة يضرب جانب رأسها بأصابع يد'ه بقوة وعصبية بعد أن أغضبته بحديثها الغير مقبول بالمرة:
-أنتي اتجننتي.. لأ فوقي كده وركزي معايا الفرح في معاده يا سلمى والهبل ده تنسيه
دفعته في صدره بعنـ ـف شاعرة أنها تود التقيؤ فقط بسبب رؤيته:
-أبعد عني وأطلع بره أنا أصلًا مش طيقاك.. أطلع بره
صرخ بصوتٍ عالٍ وحاد غاضب للغاية، خطأ ويعلم أنه مُخطئ ويعترف بذلك وستكون آخر مرة لما تفعل هذا؟:
-يعني ايه مش طيقاني؟ يعني ايه.. أموتلك نفسي ما قولت غلطة ومش هتتكرر تاني
إنه إنسان مُذهل حقًا كيف له أن يكون هكذا؟ هل يرى أن ما فعله شيء عادي تستطيع أن تنساه هكذا بسهولة! وحتى لو أنه لا يتعلم من خطأه بل هو يحبها ويهوى أن يكون مع غيرها.. إنسان لم ترى مثله أبدًا..:
-أطلع بره يا بجح يا حيوان.. بره
نظر إليها بقسو'ة شديدة وتقدم منها مُمسكًا بكف يد'ها الأيمن بقوة يعتصره بين يد'ه واضعًا بإصبعها البنصر خاتمها مرة أخرى، في تلك اللحظات كانت تحاول دفعه بيد'ها الأخرى بقوة هشة قائلة بعناد:
-بردو مش هتجو'زك يا عامر.. ملعون أبو الحب اللي يعمل فيا كده ويخليني مستحملة القرف ده
لم يكن يستمع إليها من الأساس، ترك يد'ها بعد أن وضع بإصبعها الخاتم ثم أمسـ ـك رأسها بيد'ه الاثنين بكامل قوته على حين غرة وفي لحظة خاطفة بينهم لم تكن متوقعة أن يفعل هذا وأقترب منها بشدة واضعًا شفتـ ـيه على خاصتها بعنـ ـف وقوة كبيرة يثبت لها ولنفسه أنها حبيبته ملك له وحده تحلو له وتكن معه متى ما أراد..
ضربته في ذراعيه بقبضة يد'ها الاثنين بقوة محاولة دفعه عنها، ولكنه لم يفعل بل استمر في تقبيـ ـلها بطريقة مُرهقة للغاية جعلتها خائرة القوى وكان هو معتاد على ذلك ويدرك الأمر جيدًا، يد'ه الاثنين تتمسك برأسها بقوة وعنـ ـف وشفتيه لم تترك لها الراحة بل كان هذا بمثابة عذ'اب..
تركها في لحظة بعد أن شعر أن قبضة يد'ها تثقل وأنفاسها تنقطع، عادت للخلف تلهث بعنـ ـف وقوة مُنحنية على نفسها ووجهها أحمر قاتم بسبب انقطاع الهواء عن رئتيها..
رفعت رأسها وهي تلهث بعنـ ـف وأقتربت منه تضربه بقبضة يد'ها في صدره صارخة بغضب شديد:
-أطلع بـره
هتف هو ببرود مستفز وهو يتوجه للخارج:
-سلمى القصاص مرات عامر القصاص من يوم ما عينه وقعت عليها وطلبتها غير كده أنتي عارفه إنه مش مقبول وأنتي أكتر واحدة عارفه مين هو عامر يا سلمى فمش محتاجة إني أتكلم كتير
صرخت بعنـ ـف وبصوت عالي وهي تتقدم منه تضربه بقبضة يدها الاثنين في أي مكان يقابلها بجسده:
-بره يا عامر
أخرج المفتاح من جيبه وفتح الباب تحت ضرباتها على ظهره وذراعيه ثم خرج وتركها، أغلقته هي من خلفه بالمفتاح وجلست على الأرضية خلف الباب تبكي بقهرة، تبكي كما لو أنها لم تبكي من قبل، وتلك الفتاة التي كانت تصرخ عليه منذ لحظات اختفت وأتى أخرى غيرها لأول مرة تحضر الموقف الآن..
لما قد يفعل بها ذلك! لما يخو'نها! أهي ليست كافية بالنسبة إليه! ولكنها تعلم وتتأكد أنه يحبها إلى أبعد ما يكون، لماذا إذًا! حاولت كثير من المرات أن تبعده عن ذلك المشروب الذي يد'مر حياتهم ببطء ويد'مر صحته كل يوم أكثر من السابق ولكنها لم تستطع فعلها!..
هل عليها أن تتقبله بكل هذه العيوب أم تحاول تغيره؟. لن تحاول تغير أحد بعد الآن فهي ملت منه ومن أفعاله الد'نيئة الحل الوحيد بينهم هو الابتعاد عنه إلى الأبد.. أحيانًا يكون السم في الدواء وعلاقتهم هكذا بالضبط..
بكيت بقلب مفتور وعينين ذائغه، لقد أحبته كثيرًا ولم ترى غيره طوال حياتها، بُنيت أحلامها عليه هو، حبيبها وزو'جها والنصف الآخر لها كيف الآن تتخلى بهذه السهولة، كيف تفعل ذلك..
قلبها مفتور، مُنقسم إلى نصفين، مُحطم تمامًا، تخيل الأمر صعب للغاية وهي قد شاهدته ووضعت به، شعورها الآن لا يصف، خيبة كبيرة حلت عليها مزقت ما بداخلها..
عرسهم كان بعد شهر من الآن!.. لقد تم الانتهاء من عش الزو'جية في الطابق الأعلى! لم يبقى سوى أن تقوم بفرشه.. كانت ذاهبه لتحضر فستان زفافها!..
كيف له أن يفعل بها ذلك ويسرق فرحتها منها!.. لم يستطع تمضية بعض الوقت كر'جل نظيف عاقل يكتفي بامرأة واحدة بحياته!..
مشاعر غريبة تصف بالخيبة والخذلان، الضعف والإنكسار وكل ما كان يعادل هذه الصفات الآن هي تشعر به مع كثير من البكاء الحاد النادم على كل ما مر بها معه..
رواية
بين دروب قسو ته
بقلم ندا حسن