-->

رواية رومانسية جديدة قلوب حائرة (الجزء الثاني) لروز أمين - الفصل 6 - 2

   رواية رومانسية من روايات وقصص الكاتبة روز أمين

رواية قلوب حائرة

الجزء الثاني



رواية جديدة تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

تابع قراءة الفصل السادس

❈-❈-❈




داخل مطار أسوان الدولي، أَقْلَعَت الطائِرة بإتجاهها إلي مطار الأسكندرية،كانت تجلس بالمقعد المجاور لزو جها مُمـ.ـسكة بكف يـ.ـده،فتحدث وهو يسألها بنبرة حنون وعيناي هائمة بفضل تذكُرهُ للماضي الجميل:

-فاكرة أول مرة ركبنا فيها الطيارة مع بعض وسافرنا إسكندرية؟

 

غمرت السعادة ملامح وجهها وأبتسمت بشدة حتي ظهرت أسنانها البيضاء وهتفت بنبرة حماسية وكأنها عادت إبنة العشرون من جديد:

-طبعاً فاكرة يا حسن،كان تاني يوم جوازنا وسافرنا علشان عمي صلاح الله يرحمه كان عامل لنا فرح تاني في إسكندرية

 

إبتسم هو بتأمل وتحدث بنبرة يملؤها الحنين عندما تذكر أباه الحبيب:

-الله يرحمه

 

إستطردت هي بنفس الحماسة:

-وقتها كُنا بنعيش أحلا أيام عُمرنا يا حسن، بعد الفُراق والتعب والأيام الصعبة اللي عيشناها،ربنا كتب لنا إننا نتجمع وتبقى ليا وأبقى ليك

 

أخرج تنهيدة حَارة أظهرت كَم الراحة والسَكينة اللتان تشملا روحهُ الطاهرة،رفع كف يـ.ـدها لأعلي ومال برأسهِ عليه ليضع قُبـ.ـلة حنون فوقهُ ثم رفع عيناه ونظر إليها وتحدث:

-إنتِ أحلي حاجة حصلت لي في حياتي يا سمرا،صدفة حياتي اللي هفضل أشكر ربنا عليها عمري كُله

 

واسترسل بهيام:

-كلام الدنيا كله ما يقدر يوصف شعوري بيكِ والسعادة اللي عيشتها معاكِ يا جميلة الروح يا غالية

 

إبتسمت خجلاً وأنزلت بصرها للأسفل،أخرجهما من حالة الهيام تلك ذاك الجالس بالمقعد الذي يليهم ويجاورهُ الجلوس شقيقهُ إسلام، حيثُ وقف ومال برأسه بين رأسي والديه وتحدث بنبرة دُعابية:

-أنا بقول أخلي المُضيفة تجيب لكم إتنين ليمون وشجرة نزرعها في النص هنا، وبالمرة نطلب منها تطفي لنا الأنوار المزعجة دي وتولع لنا شمعتين باللون الأحمر يعملوا جو رومانتك يليق بالعشاق 

 

ضحكت إبتسام بشدة علي دُعابة نجلها أما حسن فوضع راحة يـ.ـده علي وجه ولدهُ ودفعهُ برقة للخلف مما جعل رؤوف يرتد جالساً فوق مقعده من جديد وتحدث حسن بنبرة دُعابية:

-إتلم يا إبن المغربي أحسن لك بدل ما أقوم لك 

 

واستطرد متهكماً:

-وبعدين بدل ما انتَ قاعد تنبُر لنا في حياتنا كده إتلحلح وأخطب لك واحدة تتلهي معاها تسيبني أنا والغلبانة دي في حالنا

 

ضحكت إبتسام وتحدث هو مداعباً اباه بطريقة ساخرة:

-ربنا ما يحرمني من إحترامك ليا يا كبير

 

أي خدمة يا حبيب أبوك... جُملة ساخرة نطق بها حسن

 

ضحك الجميع وأعتدل رؤوف بجلسته، همـ.ـس إسلام الذي غمز إلي شقيقهُ بعيناه:

-أهي جت لك مقشرة وجاهزة علي الأكل يا هندسة،أنا لو منك أستغل الفرصة وأفاتحهم في موضوع سارة

 

أرجع رؤوف ظهـ.ـرهُ للخلف وتحدث بجدية بنبرة صوت خافتة:

-مش هينفع في الوقت الراهن يا إسلام، سارة داخلة علي إمتحانات، وبعدين أنا مستني لما تخلص السنة دي،علي الأقل تكون في ثانية جامعة ومامتها تطمن وتوافق

 

داخل مدينة الأسكندرية

عَاد عز وثُريا وعبدالرحمن وطارق والفتي مروان من زيارة العائلة،وجدوا الجميع يجلسون في حديقة المنزل بإنتظار عائلة المهندس حسن المغربي الذي شارف علي الوصول هو وأسرته

 

تحدثت ثُريا إلي مليكة التي تحمل أنس غافياً فوق ساقـ.ـيها ويبدو عليها الإجهاد:

-إيه يا بنتي اللي مخليكي شايلة أنس وهو نايم كدة؟

 

وأكملت وهي تُشير إلي طارق الذي دلف للتو معهم:

-قوم يا طارق شيل أنس ونيمه جوة في أوضتي

 

تحرك طارق بطاعة وحملهُ وتحدثت مليكة بنبرة هادئة كعادتها:

-طلب مني أحكي له حدوتة،ونام علي حِجري وأنا بحكيها له  

 

إبتسمت ثُريا عندما وجدت منال تحمل هي الآخري عز الصغير ويغط في نومٍ عميق:

-وعز هو كمان نام ؟

 

ردت منال قائلة:

-لما لقي أنس نايم في حُـ.ـضن مامته غَار وقعد يزن علشان تقوم أخوه وتنيمه مكانه،وماسكتش غير لما قعدت أحايل فيه وأقول له لو نمت في حُـ.ـضني هكلم بابي وأخليه يجيب لك معاه فانوس تاني

 

تحدث مروان إلي منال قائلاً وهو يضحك:

-هو أصلاً موصي عمو ياسين وقايل له يجيب له فانوس كرومبو زي اللي شافه في فيلم عَسل إسود

 

إبتسم له الجميع عَدا تلك الراقية التي ضيقت عيناها الخبيثة فحتي الصغير لم يسلم من تدخلها وحديثها المسـ.ـموم،وسألتهْ بتعجب:

-هو من إمتي بقي عمو ياسين يا مروان،مش كُنت بتقول له يا بابا ؟!

 

رمقتها ثُريا بنظرة حـ.ـادّة وكادت أن تتحدث لتُخرس تلك الخبيثة وتمنع سِـ.ـمها عن حفيدها الغالي، سبقها ذاك الفتي الذي فاجأ الجميع بقوته وردهُ الحَـ.ـادّ حيث شد من قامته وتحدث إليها بنبرة صارمة:

-حضرتك أنا إسمي مروان رائف أحمد محمد المغربي، يعنى رائف هو أبويا، ومش معني إني نسبت كلمة بابا لحد غيره وأنا طفل ومش فاهم ولا مُدرك، إني أفضل مكمل في الغلط ده

 

نظرتا لهُ مليكة وثُريا بفخرٍ وأعتزاز بصغيرهم، أما ثُريا فقد ترقرقْ الدَمع داخل عيناها من شدة تأثُرها بصغير فقيدها وشعرت بأن الله قد مّنْ عليها بعد الصبر ورد لها فقيدها علي هيأة مروان

 

هتف عز بإفتخار وسعادة:

-جدع يا مروان،راجل من ضـ.ـهر رائف المغربي بصحيح

 

واردف عبدالرحمن بإبتسامة حزينة:

-اللي خلف مامتش يا أبني،الله يرحم أبوك وجدك أحمد ويبارك فيك إنتَ وأخوك

 

إبتسم لهُما الفتي وشكرهُما،إلتف برأسهِ للخلف لينظر علي ذاك الذي إحتضـ.ـنهْ بعناية من الخلـ.ـف وهو يحتويه بذ راعه حيثُ حاوط به كتفه وتحدث بإمتداح:

-أبوك كان المعني الحقيقي للرجـ.ـولة وحقك تفتخر بيه وماتنسبش كلمة أبويا لحد غيره، حتي لو كان الحد ده عمك ياسين اللي بيحبك وعُمره ما فرق في المعاملة بينك وبين حمزة

واستطرد:

-بس في النهاية لا يَصَحْ إلا الصَحِيح

 

واسترسل بمُبَاهَاة:

-رائف خلف رجـ.ـالة هيخلدوا إسمه ويشرفوه ويخلوا الناس تترحم عليه كل ما تشوف أخلاقهم وتربيتهم العالية

 

ثم دقق النظر داخل عيناه وتحدث بتأثُر وتأكيد لاقى إستحسان الفتي:

-كأني شايف رائف قدامي 

أخذ الفتي نفساً عميقاً ملئ به رئتيه ثم ابتسم إلي طارق وتحدث بنبرة سعيدة:

-متشكر يا عمو طارق

 

عَبَثَ طارق بأصـ.ـابع يـ.ـده داخل شعر رأس الفتي بمَرح وتحدث بنبرة حماسية:

-تعالى معايا نلعب لنا دور بلايستيشن فى الإستراحة

علي ما جِدك حسن يوصل بالسلامة

 

هز الصغير رأسهُ بإيماء وكاد أن يتحرك لولا صوت مليكة التي وقفت وتحدثت إلي طارق:

-خلي البلايستيشن لبعدين يا طارق

وأشارت لنجلها الغالى بكف يـ.ـدها أردفت:

-وإنتَ يا باشا، يلا قدامى على فوق علشان أجهز لك الحمام وتاخد شاور سريع قبل ما جدك حسن يوصل

 

نظر الفتي إلي والدتهُ وضيق عيناه مع مَيلة صغيرة من الرأس ليتوسلها قائلاً:

-خلي الشاور بعدين يا ماما، هلاعب عمو دور واحد بس وهاجي علي طول

 

أجابته بإعتراض:

-مش هينفع تقعد بهدومك اللي كُنت بيها برة يا حبيبي، أكيد لعبت مع أولاد إعمامك وجريت كتير وهدومك بقت كلها جراسيم

 

كاد أن يعترض لولا تدخُل ثُريا التي أيدت حديث مليكة وأردفت:

-إسمع كلام ماما يا مروان وبالمرة إلبس هوم مريحة علشان تقعد براحتك

 

تحدث مروان إلي جدته بطاعة:

-حاضر يا نانا

ثم حول بصرهِ إلي مليكة وتحدث مُشفقاً علي حالها:

-خليكي مرتاحة يا ماما وأنا هجهز الحمام لنفسي، أنا خلاص مابقتش صُغير

 

كادت أن تعترض وتصعد بجانبه لولا ثريا وطارق اللذان أيَدّا حديث الصغير وحَبَّذاه وتحرك بالفعل صاعداً للأعلي

 

أراد عز عز أن يُخرج الجميع من تلك الحالة فنظر إلي يُسرا وأردف متسائلاً بإهتمام:

-عُمر ووليد راحوا يجيبوا خالك من المطار يا يُسرا؟

 

أجابتهُ بهدوء:

-أه يا عمو،إتحركم من قبل ما تيجوا بحوالي نُص ساعة

 

أومأ لها بهدوء، بإرتياب نظرت إليه منال الجالسة بصمتٍ مُريـ.ـب وسألتهُ بنبرة مغلفة بالهدوء بينما داخلها ينهـ.ـشهُ القلق:

-كلمت ياسين يا سيادة اللواء؟

 

رمقها بنظرة حَـ.ـادّة كي تصمت وذلك لعدم إرادته لإفصاحهُ عن الموضوع أمام تلك الراقية وتلك اللمار التي تجلس تتابع ما يحدث بصمتٍ عجيب، فهو لا يطمئن لكِلتاهما بتاتاً ولا يعتبرهُما من أفراد العائلة

 

فاستطردت هي قائلة بنظرات ظهـ.ـر بها القلق علي نجلها وحفيدتها:

-أصلي رنيت عليه كذا مرة أنا ومليكة وماردش علينا

 

أشفق عز علي حالها كأم تريد الإطمئنان علي نجلها، تلاشي غضـ.ـبهُ وتحول إلي تضامن وأردف قائلاً بطمأنة:

-ماتقلقيش،تلاقيه لسة في الإجتماع الخاص بالشغل وعامل الفون silent

 

أخرجت تنهيدة من صَـ.ـدرها مُحملة بأثقال من الهموم وأومأت لهُ بخفوت، أما ثُريا التي نظرت إليها وأرتسم الحُزن فوق ملامح وجهها، فهي أكثر الناس علمً بقلب الأم وقلقها علي أبنائها وتحدثت بنبرة حنون مطمأنة:

-طمني قلبك يا منال، إن شاء الله خير.

 

بالكاد أكملت جُملتها وأستمع الجميع إلي صوت هاتف مليكة يصدح في إعلان منه عن وصول مكالمة، أمسـ.ـكت مليكة هاتفها متلهفة وهي تنظر إلي شاشته بتمعن شديد، وما أن رأت نقش إسم مالكُها حتي لانت ملامحها وتبسمت قائلة وهي تقف متأهبة للتحرك بعيداً عن الجالسون كي تُحدث حبيبها بخصوصية:

-ده ياسين

 

قالت كلماتها وهرولت مبتعدة، تلتها منال التي وضعت عز الصغير فوق ساقاي ثُريا التي إحتضـ.ـنته برعاية،وأسرعت هي خلف مليكة كي يطمئن قلبها علي نجلها وحفيدتها

 

نظر طارق إلي والده وتحدث بطريقة دُعابية:

-الباشا كُلنا قاعدين قلقانين عليه واتصلنا بيه بدل المرة ألف علشان نطمن، وسيادته أول ما فتح تليفونه ماشفش من كُل المكالمات الفائتة غير مكالمة واحدة بس، وأول ما جت له الفرصة كانت أول مكالمة من نصيب مليكة هانم طبعاً

 

قهقه عبدالرحمن،أما عز فأردف قائلاً بتعقل وكلمات متزنة ذات معني:

-القلب له أحكام يا طروق،والراجـ.ـل مِننا مهما بلغت سُلطِته وقـ.ـوته، لما سَهـ.ـم العِشق بيرشـ.ـق في قلبه، بيُملكه وبيتحكم فيه زى لاعب الشطرنج المُحترف ما بيتحكم في القطع ويحركها بمنتهي المزاج والحِرفية

 

تحدثت تلك السيدة سيئة الطباع مستفسرة بنبرة خبيثة وهي تتناقل النظر بين عز وثُريا، ويرجع ذلك لتيقُنها بعشق عز الجارف إلي تلك الثُريا مُنذُ وفاة زوجها أحمد، وهذا ما قرأتهُ من خلال نظراتهُ العاشقة لها طيلة السنوات المُنصرمة:

-ويا ترى يا سيادة اللوا منال إمتلكت القلب وإتحكمت؟

 

وأسترسلت بخُبث وهي تتبسم إليه بمكر:

-ولا اللِعب بإحترافية زى ما بتقول،كان من نصيب غيرها ؟  

 

إبتسم بسماجة وأجابها بمكر ودهاء متبعاً معها سياسة التلاعُب النفسي ( سياسة قلب الترابيزة):

-كان من الأولي إنك تسألي السؤال ده لنفسك يا راقية،

 

وأكمل متسائلاً بنظرة ماكرة:

-إنتِ فعلاً قدرتى تُملكي قلب عبدالرحمن ومشاعره،ولا غيرك طلع أشطر منك ومـ.ـوت لك المَلك بتاعك وامتلك هو الذِمَام؟

 

قال كلماته وضحك ساخراً وهو ينظر إلي عبدالرحمن الذي ضحك وهز رأسهُ بلا فائدة من أسلوب شقيقهُ الماهر في سياسة التلاعب بالآخرين والتغلب علي إفشال خطتهم

 

باشا،والله باشا... جُملة قالها طارق بإشادة وهو يُصفق بكفاي يـ.ـداه بإستِحسَان ومُبَاهَاة

 

إبتسم عز وأمال رأسهُ في حركة شاكرة لنجلهِ متحدثاً:

-حبيبي يا طروق

 

أما تلك الراقية التي لم يكْن لها نصيبً من إسمها ولو حتي القليل فشعرت بإشـ.ـتعال جَـ.ـسدها بالكامل من تهكم ذاك العِز وزو جها الذي لم يتردد بالضحك والسُخرية من ما تعرضت إليه من إستهزاء عز بها أمام الجميع

 

أرادت تلك الخلوقة إخراج الجميع من حالة المشاحنة تلك، فتحدثت موجةً حديثها إلي إبنتها قائلة بإستفسار:

-جهزتي السحُور يا يسرا علشان خالك؟

 

هزت رأسها بإيجاب وأردفت قائلة:

-ما تقلقيش يا حبيبتي، جهزت كل اللي قولتي لي عليه

 

هتفت راقية قائلة بسماجة متجنبة ما حدث معها مُنذ القليل:

-أهم حاجة تكوني عملتي حسابنا معاكم في السُحور يا يسرا؟

 

تحدثت ثُريا بهدوء ورضا:

-أكيد عاملين حساب الكُل يا راقية،يعني معقول هتسيبوا حسن وعيلته يتسحروا لوحدهم بعد غيبتهم المُدة دي كلها  

 

رمقها عبدالرحمن بنظرات سَاخـ.ـطة فهتفت قائلة بقُبح:

-بتبص لي كده لية، إحنا قاعدين هنا من بدري نستني وصول الباشمهندس ومعملناش سُحور، وبعدين هالة كانت مع يسرا وعَلية بتجهز معاهم

 

هز عز رأسهُ وابتسم ساخراً علي تلك النائبة التي آُبتلىَ بها شقيقهُ المسكين طيب القلب والذي لم يستحق ذاك عقاب أبدا، لكنه أيقن أنها إبتلائهُ الدنيوي من الله واللهم لا إعتراض علي أمّره 

 

دخلت سارة من البوابة الحديـ.ـدية يجاورها شقيقها ياسر الذي أصبح شابً في الثانية والعشرون من عمره، كانت ترتدي ثوباً رائعاً أظهر إنوثـ.ـتها الرقيقة وزادها سِحراً،إبتسمت برقة وتحدثت بوجهٍ يشعً إشراقاً:

-مساء الخير

 

وتساءلت متلهفة:

-هو جدو حسن وعيلته لسة ماوصلوش؟

 

إبتسم لها عز وأردف بإستحسان:

-ده إيه الجمال والشياكة دي كلها يا سو، كُل ده علشان جدو حسن

 

إبتسمت له بوجهٍ يشع إحمراراً وانزلت بصرها خجلاً وشكرته، بعد وقت قليل توقفت سيارة وليد وسيارة عُمر وترجل منها حسن وعائلتهُ تحت سعادة جميع العائلة بحضورهم الغالي 

 

هرول حسن إلي ثُريا محتـ.ـضناً إياها وتحدثت وهي تُربت بحنان فوق ظهـ.ـره:

-حمدالله علي السلامة يا حبيبي، نورت إسكندرية كُلها

 

إبتعد حسن قليلاً وأمـ.ـسك كفاي شقيقتهُ الغالية ووضع فوقهما قُبـ.ـلات متفرقة وتحدث بتلهف:

-وحشتيني يا ثُريا، وحشتيني أوي

 

أردفت قائلة بإشتياق:

-وإنتَ كمان يا حسن وحشتني أوي 

 

ثم نظرت إلي إبتسام التي هرولت إليها واحتضـ.ـنتها بإشتياق متحدثة:

-وحشتيني يا أبلة ثُريا

 

اجابتها ثُريا بحفاوة:

-وإنتِ كمان يا بسمة،حمدالله علي سلامتكم يا حبيبتي

 

إحتضـ.ـن عز حسن وبات يُربت علي ظهـ.ـرهُ بحماس وتحدث بحفاوة:

-ليك وَحشة يا باشمهندس

 

تبادلت مليكة الأحضـ.ـان مع إبتسام التي تكِن لها محبة كبيرة واحترام وأيصاً حسن ورؤوف وإسلام

 

أما ذاك العاشق الذي نظر متلهفً علي تلك الخجولة التي كانت تنظر إليه بقلبٍ يرتجف من شدة سعادته وخجله، كّم كانت جذابة ورائعة الجمال بخجلها وعفويتها التي تُميزها عن غيرها

 

تحرك إليها منساقاً بأمر الهوي، وقف قُبالتها وتحدث بنبرة حنون خرجت عُنوةً عنه وهو يُبسط ذر اعهُ بإتجاهها إستعداداً لمصافحتها:

-إزيك يا سارة

 

مدت يـ.ـدها المرتجفة إليه علي إستحياء وتحدثت بنبرة خجلة:

_ أزيك إنتَ يا باشمهندس

 

تلامـ.ـست الأيـ.ـادي وتلاقت الأعيُن وتشـ.ـابكت بنظرات هائمة لعاشقان مبتدأن ويخطوان خطواتهم الأولي في حديث العشق داخل عالم الغرام، أحتضـ.ـنت القلوب بعضها بإشتياقٍ جارف

 

أخرجهما مما هما عليه ذاك الطارق الذي وضع راحة يـ.ـدهُ فوق كتف رؤوف ونطق بترحابٍ عالِ:

-نورت إسكندرية يا هندسة

 

إلتفت إليه وتحدث بدبلوماسية وهو يحتـ.ـضنهُ:

-إسكندرية منورة بناسها الكِرام طارق باشا

 

أنزلت بصرها بخجل وحالة من الهيام سيطرت علي قلبها الرقيق حديثُ العشق، وتحركت إلي حسن ومدت يـ.ـدها للمصافحة ونطقت بنبرة هادئة وبسمة رقيقة:

-إزى حضرتك يا جدو

 

نظر لها بعيناي متسعة وتحدث بنبرة حماسية:

-إيه الجمال ده كُله يا سارة،إحنا كبرنا وبقينا قمر ما شاء الله

 

إبتسمت خجلاً وسحـ.ـبها هو لداخل أحضـ.ـانه، ثم نظر إلي الجميع متفحصاً الوجوة وأردف متسائلاً:

-أومال ياسين ونرمين وعُمر فين؟

 

أجابهُ عبدالرحمن موضحاً:

-ياسين عنده شغل في ألمانيا وهييجي بكرة إن شآءالله،  ونرمين هي وجو زها وأولادها كانوا بيفطروا عند حماتها النهاردة وهيباتوا عندها

 

وتحدثت لمار فيما يخصها:

-عُمر كان نايم وصحي من شوية وبياخد شاور ونازل حالاً

 

أومأ حسن لهُما بتفهم في حين تحدثت راقية إلي إبتسام:

-والله زمان يا بسمة، عاش من شافك يا حبيبتي

 

إبتسمت لها تلك السمراء المُشرقة دائماً وتحدثت بإحترام:

-عِيشتي وبقيتي يا أبلة، طمنيني عليكي وعلي صحتك

 

أجابتها بوجهٍ لا يعرف للإبتسامة طريق:

-الحمدلله يا حبيبتي،أنا زي الفُل

 

إبتسمت منال بجانب فمها بسخرية علي تلك المرأة غريبة الأطوار وتحدثت وهي تُشير إلي إبتسام وتحثها علي الجلوس:

-واقفة ليه يا بسمة،إقعدي يا حبيبتي

 

جلس الجميع وبدأوا يتسامرون بالأحاديث الشيقة فتساءلت منال مستفسرة:

-هي عالية ماتعرفش إنكم جايين النهاردة ولا إيه؟

 

أجابتها إبتسام موضحة:

-عارفة طبعاً،وحتي لسه مكلمانا بعد ما نزلنا من الطيارة وكانت هتتجنن وتشوفنا،بس أنا اللي مارضتش أخليها تيجي بالليل كدة علشان هوا البحر البارد ما يتعبش الأولاد

 

أردفت ثُريا قائلة بإيضاح:

-أنا عزمتها هي وشريف وسالم بيه وسُهير علشان ينورونا بكرة علي الفطار

 

نظرت لها لمار وأردفت بملامح وجه مُبهمة يصعُب تفسيرها ورجع ذلك لدهائها:

-واااااو، فكرة حلوة أوي يا Auntie، بيعجبني جداً في حضرتك حُبك وإصرارك وتمـ.ـسُكك بلمة العيلة

 

واسترسلت بإبتسامة شبه ساخرة لمحها عز:

-مع إن الناس بطلت تهتم بالمواضيع دي من زمااااان

 

نظر لها عز وتحدث بنبرة ساخرة:

-معلش، نصيبك وقعك في عيلة قديمة شوية، بعيد عنك بتهتم بالأصول والرحمة والإنسانية وبتحب الترابط الأسري

واسترسل:

-بس إنتِ كمان ليكِ حق تستغربي، بباكي أخدكم من صغركم وعاش بيكم في لندن،يعني عيشتي محرومة من لمة العيلة علشان كدة مش عارفة قيمتها ولو مقدراها

 

إبتسمت له وتحدثت بنبرة هادئة للغاية:

-أكيد حضرتك عندك حق يا Uncle

 

نظر لها بوجهٍ عابس وتحدث:

-إتصلي على جـ.ـوزك واستعجليه علشان ينزل يسلم على عمه ويلحق السحُور

 

أومأت له بطاعة، بالفعل هاتفته وحضر عُمر ورحب بالزائرين

 

أتت مليكة بعد قليل وتحدثت بوجهٍ مُشرق:

-السحُور جاهز،إتفضلوا

 

وقف الجميع وتحركوا بإتجاة الطاولة، جاورت لمار مليكة التحرك وهمـ.ـست بجانب أذنـ.ـها:

-مليكة،كُنت حابة أتكلم معاكِ في موضوع مهم جداً ويخصك

 

توقفت مليكة عن السَير وأستدارت لها وتحدثت وهي تنظر إليها بهدوء:

-موضوع إيه ده يا لمار؟

 

تلفتت حولها لضمان عدم إستماع أحدهم عليهما،ثم نظرت إليها بتمعن وتحدثت بإهتمام:

-مش هينفع نتكلم هِنا،لكن كُل اللي أقدر أقولهُ لك علشان تطمني،إن الموضوع اللي عوزاكِ فيه هيفرق جداً في مستقبل أولادك

 

وأسترسلت بحرص:

-إحنا لازم نتكلم في مكان هادي علشان أقدر أشرح لك بالتفصيل

واكملت لعلمها بطُرقها الخاصة أن عز المغربي لن يكون متواجداً بالمنزل غداً،وذلك لذهابه إلي الطبيب حيث موعد الفَحص الطبي الشامل لديه:

-هستناكي بكرة علي الساعة واحدة الظهر في جنينة ڤيلتنا علشان نكون علي راحتنا في الكلام,Auntie منال هتكون موجودة معانا

 

 

ثم تحدثت بعملية وهي تُشير إليها للأمام:

-يلا بينا علشان نتسَحر

 

وتحركت تحت إستغراب مليكة من حديث تلك غريبة الأطوار التي لم تفهمها ولم تشعُر بإتجاهها بالراحة بتاتاً

 

هل ستتمكن لمار من خداع مليكة وإقناعها ببيع بعض أسهم صغيريها مقابل حفنة من الملايين المُغرية؟

أم أنه سيكون لمليكة رأياً آخر؟


 يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة روز أمين من رواية قلوب حائرة (الجزء الثاني) لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة