رواية جديدة وصمة عار لخديجة السيد الفصل 21 - 2
قراءة رواية وصمة عار كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وصمة عار رواية جديدة قيد النشرقصه من قصص و روايات الكاتبة خديجة السيد
رواية وصمة عار
تابع قراءة الفصل الحادي والعشرون
في منزل أدم، تقدم زين وهو يحمل صينية الطعام وهو يبالغ في جمع حاجبيه بوجه قاتم ثم وضع الصينية فوق المقعد أمام اليزابيث بقوة لتشهق اليزابيث بصدمه عندما اصطدمت الصينيه على الطاوله التي كانت تجلس فوقها وسقط عليها بعض الطعام، لتتأفف اليزابيث قائله بغيظ
= مهلا ببطء ،شاهد ما فعلته
تبدلت نظراته وملامحه وقد تبدد ملامحه القاتمه إلي التجهم وهو يردف باستخفاف
= وماذا فعلت برايك؟ أحضرت الطعام لخادمه مثلي في هذا المنزل ،على الاقل تشكريني بدلاً ان تتاففي بوجهي
ظلت اليزابيث مكانها وعينيها متعلقة بذلك الشخص الذي يقف امامها وعيناه تشع كره لا تعرف مصدره او ماذا فعلت له حتى يعاملها هكذا، لتقول بنبرة حادة خفيفة
= كل ذلك لأنك أحضرت لي الطعام؟ أنا لم أطلب منك شيئًا إلا أنه ذلك الرجل صاحب المنزل. هو الذي طلب منك أن تحضر لي الطعام رغم أنني رفضت.. واذا كنت اعرف انك ستغضب هكذا كنت ..
صمتت فجاه و عادت اليزابيث للخلف لتنظر لأعلى ويسيطر عليها الوجوم، عندما انخفض زين لمستواها بجـ.ـسده وهو ينظر مباشره داخل عينيها بشدة ليخفض نبرة صوته قليلا وينحنى نحوها متابعاً
= بالنسبه إليكٍ فاسمه السيد آدم ولا تتخطى حدودك معي، فأنتٍ هنا لغرض واحد فقط! خدمة السيد آدم ولا تنسى من أنتٍ؟ ومن أين أتيتٍ من قبل إلي هنا
سيطر عليها الغضب داخلها فورا وضحت كلماتة و نظرات زين المليئه بالاستحقار و الاشئمزاز منة، لتضغط علي يدها بعـ.ـنف فوق الطاولة محاوله السيطره على اعصابها.. ليثير الفوضى بصـ.ـدرها و الصخب بعقلها مع عجـ.ـزها الذى يشقيها.. وفي نفس اللحظه قاطع حوارهما دلوف آدم وهو مرتدي البدله يستعد للخروج الى العمل، لكن لاحظ نظراتهم الى بعض القريبه؟ رفع آدم حاجبيه بدهشة وهتف متسائلا باستفهام مرددا
= ما بكم.. هل يحدث شئ هنا ؟.
ابتعد عنها زين لتتهرب هي عينيها وتتلون ملامحها ببعض الحمرة من الاحراج و الغضب بينما هز زين رأسه وتناول الفنجان من أعلي الطاوله أمام اليزابيث ليرشف منه رشفة واحدة ناظرا إليها باستفزاز ثم تابع حديثه ببرود قاتل أصبح يؤلمها
= أبدا كل شئ علي ما يرام ..اليس كذلك يا آنسه اليزابيث
اشاحت اليزابيث وجهها بجمود ولم تجيب عليه ،وقد عم الصمت يسيطر على المنزل ونظر آدم إليها قليلا باستغراب والي زين المثل لا يفهم ما بهم ،ثم تنهد ليرحل بينما تحرك زين خلفه لكنه توقف مكانه مره ثانيه لينظر إليها باستهزاء مرادفا باشئمزاز
= آه.. لا تنسي بعد ان تتناولي الطعام نظفي مكانك جيد ،لانه بالتاكيد تلوث!
لم تهتم اليزابيث بالنظر إليه أو الرد، لكنها رفعت الطعام من أعلي الطاوله بهدوء دون أن تتناول منه ،لتنهض بتثاقل يدل على إجهاد روحها...
❈-❈-❈
في الخارج أمام منزل آدم ، كاد أن يصعد ادم إلي السياره التي تصف أمام المنزل لكن توقف عندما استمع الى صوت زين من الخلف يقول بجدية
= يا آدم ، اذهب بمفردك اليوم ، وأنا سأبقى في المنزل
توقف آدم مكانه لينظر له بعدم فهم وقال متسائلا باستفسار
= و لماذا؟ ألم تأتي لتأخذني من الشركة اليوم ايضا؟
نظر زين إليه بدهشة وحاجبين معقودين فتحدث له مستنكرا
= هل تمزح يا آدم تريدني أن أذهب معك وأترك هذه الفتاة وحيدة في المنزل ، ما زلنا لا نعرفها جيدًا ، من يدري ، يمكن أن تكون لصًة، أو أرسلها أحدهم إليك حتى تتمكن من اللعب عليك..
ارتفع آدم حاجبيه بدهشة وكأنه شخص لا يعرفه بينما تجاهل نظراته الغاضبه قائلا بملل
= ألم تشعر أنك تبالغ قليلا في الأمر يا زين، لا تخاف لا يوجد في المنزل شيء ثمين تخشاه .. ولا أشعر بالريبة حيالها
لهجته التهكمية أثارت غضب زين ليقول بصوت مكتوم دون قصد
= آدم ، لا تنخدع بالمظاهر ، ولا تحكم على أحد دون العيش معه لفتره طويله .. يجب أن نحذر من هذه الفتاة جيدًا ، ويجب ألا ننسى ما كانت تفعله قبل مجيئها الى هنا.. هي عـ.ـاهره يا ادم هل تعرف ماذا اعني عـ.ـاهره! تبـ.ـيع جـ.ـسدها مقابل المال وتنازلت عن شـ.ـرفها و احترامها إلي نفسها.. والذي مثلها مستعدين عن التنازل عن اي شيء مقابل المال
ليجفل آدم وتحتد ملامحه آثار حديثه القـ.ـاسي، ثم تنهد بألم من تلميحاته الغير مقصوده وحاول أن يبدو طبيعة وهو يتحدث وكأن شيئا لم يكن
= اختصر زين ماذا تريد الان؟
لم تكن إجابته سوى مزيدا من السخافة كتتبعه له ليبتسم بنفس التهكم قائلا بجدية
= سأبقى في المنزل هذه الأيام .. أنا لا أثق في هذه الفتاة العـ.ـاهره ويجب أن أراقبها جيدًا
= افعل ما تريد ، سأرحل
قالها آدم و غادر دون أن يمنحه فرصة لمتابعة الحوار فهو بالفعل يهرب منه ومن نفسه ومن الماضي.
❈-❈-❈
جلست اليزابيث على المقعد الخشبي الملاصق للأريكة بعد أن وضعت اطباق الطعام بالداخل المطبخ وغسلتها كما امرها زين، شردت بحالها بتوتر وعيناها تنظر لكل جانب حوليها ،إنها لا تعرف ما إذا كانت في أمان هنا ، أم سيحدث شيء آخر .. لذا حذرت نفسها من الوثوق بهم ، مهما ساعدوها. يكفي ما حدث لها بسبب تلك الثقة الزائدة.
في حين فتح باب المنزل فجاه ودلف منه زين بعدما ودع آدم وذهب ليتقدم منها، وقفت اليزابيث من مجلسها ونظرت له بتلبك من عودته، فابتسم بسخرية لها زين وقال بشك
= لما توترتي هكذا إلي ماذا كنتي تخاطتين؟ تفاجاتي باني عدت اليس كذلك! لكنني كما قلت من قبل لم اثق بكٍ
تعجبت اليزابيث من لهجته معها ، فشحب وجهها و زاغت بنظراتها لتقول بضيق
= ليس اخطط الي شيء، اما موضوع الثقه فمعك الحق لا تثق بي.. مثلما انا لا اثق بكم
ضيق زين نظره باستهزاء وقال بلهجة غالبتها الغضب الشديد شعر وكانها تتحداه
=حقا! حسنًا استمعي اليه؟ القضية لا تستحق ضغوطك يا آنستي ، العمل الجليل ليس خطأ ، ولن يقلل من قيـ.ـمتك عندما وظفك آدم كخادمة أفضل من عـ.ـاهرة ،وأيضا ستمكثين معنا هنا فيجب ان تلتزمي بقواعد المنزل وتنسي ماضيكٍ ومن اين جئتي وحياتك من قبل.. والان! هيا تحركي أمامي حتى تتمكني من بدء عملك الآن .. أم أنكٍ كنتي تنتظري وظيفة أخرى هنا؟
تجاهلت تلمحياته القـ.ـاسيه وابتسمت اليزابيث بجمود وقالت دون تردد
= حسنا لنبدا ،ماذا تريد ان افعل؟
❈-❈-❈
في منتصف الليل، قد وضع آدم كل تركيزه فى الملف الذى يحوى كل ما يخص ذلك المشروع التنفيذية الجديد، فلم ينتبه للوقت حتى مرت ساعة كاملة أخري ولكنه خلال هذا الوقت قد دلف شخص ما؟ إلي المكتب دون استأذن فهو قد أمر السكرتيره بالرحيل عندما تأخر الوقت، ليرفع آدم رأسه ونظر نحو نيشان باستغراب
= ابي أهلا تفضل، هل حدث شيء لتاتي في هذا الوقت للشركه
اقترب منه نيشان وهو يتساءل ويتحدث بعدم رضي
= وهل يجب ان يحدث شئ سيئا حتى اتي وازور ابني وشركتي؟ ليس هناك شيء مهم، وجدت نفسي قريب من هنا ،قلت اصعد لاراك .. واسالك أيضا لماذا تغضب خطيبتك لارا فقد حدثتني في الصباح الباكر وقالت انك منذ اسبوعين لم تجيب على اتصالاتها
تنهد آدم بضيق شديد عندما ذكر اسم لارا ليفهم على الفور لماذا قد اتى والده الى هنا، وقبل أن يجيب هذه المره! ليزحزخ عن صـ.ـدره هذا الكم من الصمت الذي عانيه من تقبل الأوامر دون رفض، وفى اللحظة الثانية تحدث اخيرا هاتف بما اتفق فيه قلبه وعقله دون الاهتمام إلي العواقب
=أبي لاختصر ونغلق هذا الموضوع، انا ليست موافق على هذه الخـ.ـطبه ولن اتـ.ـزوج لارا
❈-❈-❈
أما في منزل آدم، أمر زين اليزابيث بلهجه صارمة دون نقاش بتنظيف المنزل بالكامل جيدا و بعدها تذهب لتحضير الطعام لهما! وجلب إليها أدوات التنظيف وما إن انتهى من أوامر دخل الغرفة تاركها حتى شرعت بتنظيف المنزل و بدأت بالأريكة والمقاعد من التراب الذي عليهم و أمسكت بكفها بعصاه بلاستيكة قمتها مهيئة على شكل مربع مثقوب بكثرة تهوي به على الأريكة كي تنظفها من الأتربة ، وعندما لمع الاثاث وبعد إنتهائها من تنظيق الأريكة والمقاعد ألتفتت للجهة الثانية كي تأتي بالمكنسة كي تشرع بتنظيف الأرض بالماء و بمسحوق سائل برائحه ورديه جميله.. .
وكان علي الجهه الاخرى كأن يراقبها زين في كل حين واخر دون ان تراه وينتظرها حتى تتوقف عن التنظيف ليبوخها بسخط؟ لكن تفاجئ بها لم تتوقف عن العمل..
وظلت اليزابيث هكذا ساعات متواصله في التنظيف رغم انها قد شعرت بالتعب الشديد لكنها لم تتوقف، وعندما انتهت من تنظيف المنزل بالكامل ذهبت إلي المطبخ مباشره لتجهز الطعام كما امرها زين، كانت تقف أمام الموقد وتطهي طعام العشاء عليه ، وعلى وجهها ترتسم شحـ.ـوب مليئة بالاجهاد و التعب لكن لا تنكر ان داخلها أصبح قليلا من الامل لأول مرة تشعر به وذلك لانها ابتعدت عن شويكار وعن مسـ.ـتنقعها القـ.ـذر.
❈-❈-❈
بالمكتب ، كان نيشان يقف بالداخل ووجه يكسوه الحمرة بغضب من كلام ابن زوجـ.ـته آدم الذي تبناه و ربه حتى ينفذ اوامره دون نقاش لكن الان يعارضه، اطال بنظره إلي الذي يقف أمامه يكابره و يعانده، ثم صرخ به بحدة
= لم أسمع جيد! ما الذي قلته من قبل يا قليل الادب
نظر له آدم بضيق ظهر واضحًا على وجهه وقال بإصرار
= قلت لم أتـ.ـزوج من لارا، لم أجدها فتاه مناسبه إليه ولن احبها في يوم و الأهم إني ليست مرتاح معها، أعتذر يا أبي عن قلة أخلاقي لكني لن أتـ.ـزوج من لارا..
جز نيشان علي أسنانه بغضب وهتف بحدة
= أتعانديني وترفع صوتك عليّ أيتها الحثالة.. هذا جزاتي انني اعتبرتك مثل ابني ورعايتك طول هذه السنوات حتي ترفض ما اامرك بي .. وتقول بوجهي لا
أنصدم أدم من رد فعله و كلماته، و لم يتأثر على أثر صراخه ليقول و الدماء تغلي داخله لكنه كتم غيظه بداخله أحترامًا له
= هذا الحثالة اعتبرك والده هو أيضا ، وتغاضى عن ظلمك وتجبرك عليه، وظليت السنوات الماضيه صامت ولم اعترض ولم افعل شيءًا لذاتي وقضيت سنوات عمري اخضع لك ولأحلامك التي ترسمها إلي نفسك قبل مني..
نظر له نيشان بقلة صبر وصرخ به بعنف
= أصمت يا قـ.ـليل الأدب.. آدم لا تتعدي حدودك وسوف تـ.ـتـ.ـزوج من لارا ولن تخالف اوامري مهماً كانت، انا لم اتركك تذهب الى فتاه اخرى تضحك عليك و تخسر العموديه بسببها، لارا فتاه جيده لك ونعرف أسرتها، وهي تحبك وتريدك و شقيقها الوزير وسيكون اليد اليمنى اليك في المستقبل عندما تنتقل العموديه اليك
فتح آدم فمه ببطءٍ ليخرج الكلمات من فمه ببعض السخرية المريرة غير مصدق مبالاه والده إلي مشاعره تجاه لارا وأنه لم يراها
ز و جه مريحه الي وسعادته لم تكون معها! ومع ذلك لم يهتم اليه وكل ما يهمه مصلحته فقط.
= قلت لك انني لم اكون مرتاح معها ولم احبها، وانت كل ما يهمك انها تحبني و تريدني.. و العموديه! هل كل ما ذكرته اهم من راحت إبنك يا !! يا سيد نيشان
كان نيشان جامد الوجه ، ونظره معلق على أثر وقوف آدم ، الذي ولأول مرة يدعوه بأسمه وليس "بـ ابي" ، وكان آدم يبادله النظر له بنظرات مختلفة ، فـ آدم ينظر له بجمود و ملامحه حزينة ، فخرج نيشان صوته بصرامة قائلا
= ساعتبر نفسي لم اسمع شيء من هذه السحافات.. و ز واجـ.ـك من لارا سيكون قريبا جدا !.
❈-❈-❈
يتحول الإنسان في غمضة عين من حال إلى حال .. بعد أن يتخللنا اليأس ،يتسلل لكل خلايانا ..نؤمن أن لا مفر وأن الهلاك أحكم طوقه من حولنا ويسحبنا تجاهه فتتدخل إرادة القدر .. تفعل ما يشاء وما كتب لنا ،ولو اجتمعت كل الظروف على هلاكك لن تهلك .. إلا بمشيئته فتشبث دائما بإيمانك..
بعد أن انتهت اليزابيث من تجهيز الطعام ظلت جالسه بالخارج أمام ذلك المنزل التي يتضح أنه ملك لذلك الرجل الذي أنقذها .. والذي غادر منذ ساعات تاركا إياها وحدها مع زين! لم تتوقف عن سؤال نفسها وهي تجلس على المقعد متكومة تضم ركبتيها لصـ.ـدرها وتلف ذراعـ.ـيها حولهما مستندة بذقنها.. ماذا الأن .. ماذا سيحدث .. من الواضح أنه لا يوجد نساء في ذلك المنزل ياتون! بل رجال فقط.. وربما تكون الفتاه الوحيدة هنا، لن تنكر ذلك هي خائفة بل مرتعبة .. لا تعلم ما نية هؤلاء الرجال الذين ستعيش معهم من الان و الى متى لا تعرف ايضا؟ علي الرغم من عدم إساءة آدم إليها وأنه أنقذوها أيضا من مصير بائس .. لكنها في النهاية فتاة وحيدة بالطبع ستخاف من موقف كهذا.. رغم سفرها وحبها للمغامرات في السابق ،لكنها عندما كانت تقوم بأي مغامرة كان والدها معها دائما وأمها أحيانا ..و هذه المرة الأولى التي تقوم بمغامرة هي وحدهما وقد انتهت المغامرة بكارثة !!..
رفعت راسها وأغمضت عينيها ترتجف وهي تعود راسها للخلف و دموعها تتساقط بألم شديد ،تحاول التمسك لكنها تبدو من الإرهاق والتعب حتى لا تستطيع التمسك .. تحاول تجنب الذكريات بالقوة وهي تمسد على جبينها ولكن لا تستطيع.. و تتذكر بعض لقطات كأنه حلم بعيد ..
صف آدم سيارته و هبط وعندما التفت نظر لها نظرة مندهشة وهو يجدها على تلك الوضعية بالخارج رغم تعب ملامحها تبكي.. هذه الفتاة دائما تتألم من شئ لا يفهمه ليقترب منها وتكلم بهدوء جاف قائلا
= لماذا تبكين و تجلسي هنا.. هل اساء اليك زين وانا بالخارج؟
انفزعت اليزابيث من مكانها متفاجئ بي امامها ونفضت أفكارها الكثيرة المتلاحقة محاولة الهدوء وقفزت برشاقة من المقعد للأرض تجيب بتوتر وتمسح دموعها
= لا! لم يحدث شيء ..وقد فعلت كل ما امرني بي سيد زين، نظفت المنزل واحضرت الطعام بالمطبخ
نظر لها وهو يضيق عينيه مجددا إلي ملامحها ونبرتها المشحونة بالحزن بينما يميل برأسه قائلا متسائلا
= هل دائما تنظرين بحزن هكذا ؟.
كادت أن تتساءل عن ماذا يريد منها وما الذي أتى به ليأخذها إلى تلك المنطقة وينقذ فتاه مثلها لا تليق بهيئته ومكانته.. لكنها وجدت نفسها أطلقت صوتا من حنجرتها دليلا على مدي تأثرها وهي تردف بحزن لم تستطع إخفائه
= هاه.. برايي لا احد يختار قدره
هتف بعذوبة دغدغت جميع حـ.ـواسها تتأهب وهي تسمعة يقول بالسان حاله يردد
= إذن قدرك هو ان تكوني حزينه دائما هكذا
نظرت إليه اليزابيث مطولا ثم أومأت برأسها ببطيء وكانت تلك أول إشارة تدل أنها تنتمي لما حولها بعد أن كانت شارده و مصدومة لكنها لم تفهم على أي شئ تحديدا تجيب لتقول بصوت منخفض
= ربما .!!
صمت قليلا هو الأخري ثم أردف وهو يقف نفس وقفته ويداه متقبضتان وراء ظهره
= قلتي الطعام جاهز معنى ذلك انك تجدين الطبخ؟ .. رغم انني كنت اريد النوم من إرهاق العمل.. لكن ليس هناك مانع أن أجرب طعامك.. لي ارى الى اي درجه مـ.ـاهره في الطبخ
❈-❈-❈
بداخل المنزل بالصالون كان آدم يجلس أعلي الطاوله و زين و اليزابيث يرصون الطعام فيما بينهم أعلي الطاوله ففي هذا الغرفه الذي على ما يبدو خصصوه للجلوس فيه .. ويوجد غرفة من ورائهم يبدو أنها المكتب الخاص به آدم، بعد أن انتهو من وضع الطعام جلس زين أعلي المقعد بينما ظلت اليزابيث واقفه تنظر حولها بحرج لا تعرف ما الذي عليها فعله وقد بدأ آدم التناول على الفور فمنظر الطعام شهية جدا، احمر وجهها له و منعا لهذا الموقف المحرج تحركت لتسير الي المطبخ ..فرفع آدم نظراته لها وهو يقول باستغراب
= إلي إين ..ألن تأكلي معنا؟
التفتت له و ردت بخفوت محاولة السيطرة على خلجاتها مبتلعة ريقها بصعوبة
= لا لست جائعة .. شكراً
كانت تكذب بالفعل فـ معدتها ظلت ليومين لم تتذوق طعم الطعام حتى في الصباح لم تتذوق الفطور الذي جهزه زين اليها؟ عاد حينها يتحدث ببساطة قائلا بنبرة آمرة بعض الشيء
= لا يوجد حساسية في ذلك.. اجلسي لتناول الطعام معنا. الخدم هنا يأكلون على طاوله الطعام ، ولا مشكلة في ذلك. شاهدي بنفسك زين جالسًا على المقعد جانبي و هذه عادة هنا يأكل معي كل يوم .. وأنتٍ لم تأكل منذ أن تم إنقاذك.. اقتربي حتى لا ينهار جـ.ـسدك ، فأنتٍ بحاجة إلى طعام .. تعالي .. قبل أن أنتهي من هذا الطعام اللذيذ
نظرت إليه مترددة لينظر إليها زين بطريقة مستفزة وقال بفظاظة
= هل ستظلين كتمثال مكانك .. أم ترغبين لو آتي وأحملك بنفسي لتتقدمي ، اسمعي الكلام وتقدمي
امتقع وجهها بين إحراج وغيظ منه لكنها ابتلعت فظاظته و إجابت بهدوء مصطنع
= شكرا ساتناول في المطبخ افضل
صمت آدم قليلا ثم فتح فمه وكأد ان يرفض مره ثانيه لكنه فكر بانها تخجل منهم و ان تتناول بالداخل افضل باريحيه لها بينما رفع إحدى حاجبيه ليجد أنها ما زالت ترتدي جاكت البدله فوق قميصها القصير تداري جـ.ـسدها به.. و لاحظت اليزابيث نظراته لتفهم ثم تنفست عدة مرات تستجدي الإسترخاء وهي تقول بارتباك
= أنا آسفه .. لكني لم أجد غيره من ملابس التي تناسبني ، لكن لا تقلق ، سأقوم بتنظيفها غدًا وأحضرها لك
هز ادم رأسه برفض هاتف بتفكير
= لا ليس هناك مشكله.. انا كنت افكر بانك بالفعل تحتاجي الى ملابس تناسبك فلم تظلي هكذا ترتدي ذلك، لكن لا تقلقي في الصباح الباكر سوف احضر لكي ملابس ترتديها مناسبة
.. وعند النوم سوف تجدين غرفه صغيره بجانب المطبخ، هي صحيح ليس مرتبه لكنها مناسبه اليكٍ لتنامي فيها
لم تستطيع ان ترفض فهي بالفعل بحاجه الى ملابس لذلك صمتت ونظرت له بامتنان ثم استدارت خارجة مغلقة الباب خلفها بهدوء، لينظر ادم الى زين ليطلب منه ان يحضر اليها ملابس... لكنه سأله بصبر نافذ حاول عدم إظهاره
= هل تتحدث بجدية يا آدم ، أرى أنك مهتم بها وهذا خطأ كبير ، صدقني ، مع مرور الوقت ، سيزداد الأمر عندما ترى جميع طلباتها مُستجابة .. في رأيي ، لا تعطها الكثير من الوجه ولا تثق بها.
زفر آدم وكأنه أصيب بالصداع من ثرثره زين ! نظر له يرفع حاجبه المشقوق يقول بانزعاج
= زين لا تخبرني نفس الشيء في كل مرة .. إذا رأيت منها شيئاً سيئاً .. لم أنتظرك لتتكلم بالتأكيد سأعاقبها أو أطردها من هنا .. لكني لم أرها تفعل شيئاً خطأ حتى أسأ معاملتها و بالمناسبة ، لم يعجبني ما فعلته اليوم ، لكني لم أتحدث أمامها.. ليس لأنها وحدها وليس لديها من يحميها ،و مضطره للجلوس معنا تحملها جميع طلبات المنزل والطبخ .. بإذن منك ، لكن من الان وصاعدا بعد اذنك ستقوم بتنظيف المنزل انت ..وهي وستتولى شؤون المطبخ
طالعه زين بطرف عينيه بعدم تصديق، فسأله أدم باستغراب زائف حينها بملامح مندهشة وحاجباه ارتفع ليقول ببراءة مصطنعة
= ماذا .. لماذا تنظر إليه؟ أتذكر في الماضي ، أنك دائمًا كنت لا تحب الطبخ ، أو بعبارة أخرى ، لم تكن لديك مهارة مثلها.. فقد اعجبني طعامها و ساعينها طباخه المنزل وانت تهتم بالشؤون الاخرى مثل ما كنت تريد ..حسنا
فأغمض زين عينيه بقوة حتى كاد أن يعتصرهما ثم فتح عيناه ولسان يردد بصوت غاضب بنفاذ صبر
= افعل ما تريد يا آدم. أنا لم أجادل معك. سأتركك وشأنك حتى تعرف حقيقة هذه الفتاة وتصدم من واقعها، حتى تعرف اني معي الحق فان لا اثق بها.. لكن صدقني ستندم على ثقتك الزائده بهذه الفتاه
= عن اي فتاه تتحدثون ؟؟.
ألتفت زين و ادم بسرعه نحوه الصوت لتكون لارا أمامهما فقد دلفت من باب المنزل المفتوح و استمعت الى اخر كلماتهم، صمتت بملامح عابسة مغتاظة تبا لقلة ذوقها ..وكالعادة لم تمنع نفسها من الهمس بفضول
= لماذا لم تجيبني.. من هذه الفتاة التي تحدثت عنها للتو؟ يا آدم
طالعها آدم بطرف عينيه قائلا ببرود
= هذا ليس من شأنك ... لكن الشيء الأكثر أهمية الآن هو أنه من الجيد أن تطرقي الباب قبل أن تدخلي مثل اللصوص وتنصتي على الناس.
❈-❈-❈
في منزل شويكار، بداخل احد الغرف كانت تجلس فوق المقعد شاردة بضيق شديد تشعر بالعجز لانها لم تستطيع ان تفعل شيء حتى الان وتسترجع اليزابيث إلي هنا مره اخرى وإلي مسـ.ـتنقعها.. بينما كان ليام يقف أمامها ينظر لها ببؤس ليقول بسخط شديد
= هل سنبقى هكذا ، مكتفين من أيدينا ونترك هذا الشخص الحقير الذي أخذ إليزابيث منا دون أن نفعل شيئًا له حتى نعيدها؟
ضيّقت شويكار عينيها هادرة
= اصمت ليام. أنا لا أنتظر منك أن تخبرني بماذا افعل .. أنا أفكر بالفعل في حل ، فيجب أن تعود إليزابيث إلى هنا إذا بقيت هناك ولم نتمكن من استعادتها ، فإن بقية الفتيات ستتمرد علينا .. لذلك يجب أن أجد حلًا سريعًا.. لكني لا أعرف ماذا أفعل ، بعد كل شيء ، فهذا هو ابن العمدة ذاته
انفلت أعصاب ليام ليهتف بها بغضب بتهور
= وإذا كان! فعلينا فعل أي شيء ، حتى لو أمرتي بقـ.ـتله ، فلن أتردد لحظة
نهضت شويكار بحدة وهي تقف أمامه تحذرة بقوه و بنبرة ذات مغزى
=إياك! لا تفعل يا ليام ، لا تتصرف بدون الرجوع إليه. أعلم جيد أنك دائمًا متهور في سلوكك، صدقني عقوبتك ستكون صعبة..فلم يتم حل هذه الأمور على هذا النحو. يجب أن نفكر بعقلانية حتى لا نقع في المصائب.
❈-❈-❈
في منزل أدم ، نهض من المقعد وترك لارا بالاسفل ليتجه الى غرفته فهو منذ اخر مقابله بينه وبين والده اصبح يكره رؤيتها، دلف غرفته واغلق الباب خلفه بضيق شديد وقبل ان يتجه الى المرحاض ليبدل ملابسه، انفتح الباب دون مقدمات ودخلت لارا. ! التفت آدم إليها بملامح متهجمه وهو يقول بحده
= هل جننتي كيف لكٍ ان تدخلي هكذا غرفتي، قلت لكٍ للتو من الذوق ان تطرقي الباب أولا قبل ان تدخلي
جزت لارا علي أسنانها بعـ.ـنف هاتفه بابتسامة عريضة بارده
= لكني ليس غريبه عنك يا آدم وقريباً سيصبح هذا المنزل منزلي عندما نتـ.ـزوج
ضرب آدم بكفه ببعض غير مصدق وقـ.ـاحتها وقال مشدداً علي كلماته بتحذير
= هذا الحديث لم يحدث مهما فعلتي يا لارا وانا لن اتـ.ـزوجك ولا اريدك في حياتي
تنهدت لارا بحُرقة قلب وقالت خافتة بصوتٍ مرتجف
= آدم توقف عن قول هذا الكلام، انت لا تعرف بماذا اشعر عندما تقول ذلك؟ أشعر أن قلبي محروق، هل هكذا سنفسخ خطوبتنا وتنتهي عـ.ـلاقـ.ـتنا للأبد؟ مستحيل انا لم استطيع ان انساك انا احبك بصدق اعطيني فرصه واحده فقط و ساثبت لك حبي
أظهر آدم تعاطفا مزيف وقال لها
= لا الموضوع ليس صعب وستتجاوزين الأمر سريعا عندما يتقدم لكٍ رجل آخر ثري يحبك ولا يعرف الكذب والخداع له طريقا
غمغمت لارا ببؤس ووهن
= لكن انا اريدك انت ولا اريد غيرك.. أخشى ألا أتمكن من نسيانك فقد أدمنت على وجودك، وهذا ما جعلني اتجاوز كلماتك الجارحه الي طول الوقت
اكتسب نبرة آدم الصرامة وهو يأخذ واجهة الرجل الحكيم الذي يستمد كلامه من خبرته المكتسبة من الحياة وقال بجدية
= هذا ليس حب يا لارا، العـ.ـلاقه التي تتطلب منك التنازل عن كرامتك عـ.ـلاقه سامه لارا، وادمانك بجانبي أضراره أكثر من فائدته لذلك حاولي.. أن تنسيني فقط
هزت راسها برفض وبدات الدموع تلمع في عينيها بحزن حقيقي وهي تهتف بألم
= لا أظن أني أستطيع تجاوزك بسهوله، لماذا لا تعطيني فرصه فقط بما أن الألم باقي لي في كلا الحالتين!
عَبَس آدم بملامح مكفهرة قائلا باحتدام
= هذا غير صحيح يا لارا وجودك بجانبي هو أكبر ألم وحبك لي مثل التدخين. قد يظن المدخن أن الاستمرار في التدخين عذاب ، وإيقافه عذاب آخر ، فتضعف إرادته ويستمر في التدخين ، متجاهلًا أن العذاب الناتج عن الإقلاع عن التدخين عذاب مؤقت ينتهي بآثار الانسحاب ، وسرعان ما سيبدأ حياة صحية ونظيفة خالية من مضار التدخين .. فحاولي أن تعتادي على عدم وجودي بجانبك ، وهذا أفضل لكٍ
نظرت إليه عده لحظات اكتنفت الجدية لارا وقالت بنبرة قوية
= انا ليست صغيره ..واعرف جيد ما هو الافضل لي؟ .. و الافضل لي ان اظل جانبك وستحبني في يومآ يا ادم
اتسعت عينا آدم بعدم استيعاب فما زالت مصره على ما تريده؟ بعد كل ما قاله! تقبضت يد آدم وعقب بغضب شديد
=تعلمي! كنت في البداية؟ لم أكن أكرهك ولا أحبك ، وأحيانًا كنت أعتبرك صديقًة لي ، لكن بسبب أفعالك الأخيرة ،اصبحت أكرهك كثيرًا لارا ، وليس هكذا فقط ، بل سأدخل في صراع مع نفسي من أجل أن لا اقع في حب فتاة مثلك .. إلي الخارج .. اخرجي الآن
مسحت دموعها بقوة وغيظ منه ثم اظهرت ابتسامة متشنجة بسماجة ظاهرية وهي تتحرك بقوه زائفه لتسير الى الخارج.. بينما تنفس آدم بهدوء يجاهد نفسه ألا يرتكب جـ.ـريمة بسبب عنادها و إصرارها الـ.ـوقـ.ـح!
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية وصمة عار، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية و حكاية