رواية جديدة وصمة عار لخديجة السيد الفصل 21
قراءة رواية وصمة عار كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وصمة عار رواية جديدة قيد النشر
قصه من قصص و روايات الكاتبة خديجة السيد
رواية وصمة عارالفصل الحادي والعشرون
دلفت جومانة لداخل الغرفه وبعينين قد جُحضتا تكادان لا ترمشان وهما تحدقان نحو آدم الجالس فوق الفـ.ـراش منتظر إليزابيث أن تأتي، فقد تعجب عندما دخل الغرفه ولم يجدها مثل كل مره! لتنظر جومانة بسعادة إليه وكأنها حصلت علي كنز ثمين لم يعوض و بدأت تعتصر كفيها ببعضها ثم سرعان ما ارتسمت ابتسامة شيطانية على وجهها وهي تظن أن خطتها ستنجح لجـ.ـذب آدم إليها الآن بعد أن دلفت الغرفه وبقت معه بمفردها و تتنمي داخلها أن تنجح في إغواء آدم وارتكب فـ.ـاحـ.ـشة معه لعله يعجب بها هي بدلاً من اليزابيث ويأخذها من هنا وإلا إنها قد تجبر على فعلها مع غيره..
تنهد آدم بملل من الانتظار و ازدرد ريقه بتوتر وهو يفكر في حديثها في المره السابقه حين اخبرته بانه اذا جاء مره أخري فلن تاتي تقابله؟ لينهض آدم بسرعه بلهفه عندما سمع صوت انفاس خلفه معتقد بأنها هي! لكنه تفاجئ بامراه غيرها امامه.. تراجع آدم خطوات للخلف بغيظ عندما رأي الذي أمامه ليس اليزابيث، ليعقد حاجبيه بحده وهو ينظر لها قبل ان تتهجم ملامح بهذه الوحـ.ـشية قائلا باستفسار
= من انتٍ وما الذي تفعليه هنا؟
ارتعدت جومانه من مظهر آدم المـ.ـخيف قبل أن تحاول الاقتراب منه محاوله لإغرائة مما جعل ادم يصرخ بها عاليا بصوتٍ مزلزل وهو يبعدها عنة بعـ.ـنف
= ابتـ.ـعدي يدك عني ايتها الفـ.ـاسقة؟ وقولي لي اين ذهبت لوسي! او ما اسمها الحقيقي لا اعرف
خشيت جومانة أن يسمعه أحد بالخارج فلو تعلم الكونتيسه بأنها دلفت بدلا من اليزابيث إليه رغم انه طلب اليزابيث فستعاقب بشده! فسارعت تحاول أن تجعله يصمت وهي تهتف في ادم بدفاعية
= أنا لم افعل شيء وليس لي دخل، اليزابيث هي من طلبت مني اتي اليك بدلاً منها بتلك الملابس الشـ.ـفافه وأغلقت الباب علينا لاغـ.ـريك ،حتي تبتعد عنها لأنها لا تريد رؤيتك مره اخرى
أظلمت ملامحه وصوب نظره نحو جومانه وبالكاد تمالك نفسه وهو يهمس لها بهسيس أرعـ.ـبها من بين أسنانه المطبقة
= ماذا أخبرتِ؟ عيدي حديثك مره ثانيه؟!.
ارتجف كل ما فيها وتمنت لو تنشق الأرض تحتها ولا تواجهه في هذه اللحظة فهي لم تتوقع أن يغضب بهذه الطريقة هكذا عندما يراها أمامه هي بدلاً من اليزابيث.. حيث شاهدت ملامحه تحاكي عـ.ـنفا حقيقيا تنهدت جومانة ببؤس ولم تجد غير قص علية كل ما حدث؟.
صرخ آدم بها بصوتٍ جنوني وهو لا يصدق فعلتها
= هكذا إذن كنتم تخططون انتم الاثنين لأجل أن أقع لكٍ؟ وكانني ااتي الى هنا ككل ليلة من أجل شـ.ـهـ.ـوتي... حسنا أيتها الحقيرة لا أريد منكٍ أو منها أي معروف، وأنا لن أكسر هامتي من أجل صديقتك اللعينة التي كنت اريد مساعدتها وليس جـ.ـسدها مثل ما تفكر دائما..
و لستُ معدوم الرجـ.ـولة لأخذ باقية امراه مثلك لسد رغـ.ـبتي واخبري صديقتك بأنني لم ازعجها مره ثانيه
ثم اندفع آدم مغادرا الغرفه وهو لا يرى أمامه وجـ.ـسده كله يرتجف في ظلمة مميتة.
❈-❈-❈
بداخل احد الغرف بالخارج تمددت اليزابيث على الفـ.ـراش الصغير بمئزرها الذي بالكاد يسـ.ـترها فهكذا طبيعه الملابس هنا، كانت تحدق في سقف الغرفه ودموع حارقة جديدة تلمع في عينيها تكافح حتى لا تسيل على خديها وهي تفكر فيما مضى، كانت تحب النوم فوق الحرير الناعم الذي كان مرتعا حرا لأحلام صباها الوردية الأولى.. قبل أن يلوثها الزمن وتصبح فما هي في الآن؟ كانت مجرد فتاة هانئة خالية البال تتورد لمجرد همسة غـ..ـزل بريء تداعـ.ـب أذنيها من أي رجل غريب عنها! و تجعلها تسهر طوال الليل تبتسم لخيالات رومانسية بريئة.. قبل أن يصبح جـ.ـسدها رخـ.ـيص بلا ثمن! أغمضت عينيها تغور أنفاسها للموت بالحياة وروحها تنضح وجعا..
فالآن قد تغير كل شيء، لتصبح هذا الأحلام بالنسبة لها إلا كوابيس تسوده العتمة الكئيبة والظلال الثقيلة الذي يطبق على صـ.ـدرها يذكرها بكم من المرات الذي انتهك جـ.ـسدها دون رحمة من اشخاص تجردت منهم الرحمه والانسانيه.. احيانا تتساءل نفسها هل هي المخطئه ام الاشخاص الذي حولها بسبب نيتهم السيئه؟ لا تصدق أنها استسلمت حتى لو قليل وبعد رفض طويل منها خضعت لهم عملا مشينا ولم تنتصر على نفسها الضعيفة بعد أن استغل الجميع قله حيلتها في الخلاص من عذاب القهر الذي تثقل ظهرها ولا مفر منه..
ليتها لم تحب وتتعلق باشخاص لم يعرفونا معنى الحب الحقيقي الطاهر والانسانيه؟ ليتها لم تقابل نيكولا هذا الحقير الذي احضرها الى هنا ورحل! ليتها لم تصبح يتيمه في هذه الدنيا ولا تجد شخص تلجا إليه ليساعدها.. ليتها.. و ليتها.. لكن الأحاديث لم تغير شيء.
بعد أن تَراكمت كُل هذه الأحزان فوق بعضها، أصبحت لا تعرف أيَّ حُزنٍ غيرها لهذا الحد...كانت تحاول العبور من ثقب إبرة نحو منطقة غير مأهولة بالظنون لذا ظن العالم أنها خيط فأغلقو بها كل الجروح المفتوحة
لكن لما الآن لم تستطيع وتحارب باستمرار.. بل لو استمرت بالرفض الشديد بالتاكيد سيملوا منها ويتركوها، بدأت تبكي ألما.. وتئن بكرامة ضائعة وكبرياء متصدع وجمال لم يبد له معالم، قبل أن ترفع يديها المرتجفتين لتكمم فمها وتكتم نحيبها خوفا من أن يعرف أحد بالخارج بأنها هنا! و جومانة هي التي مع آدم الآن.. فأنها لن تستطيع الخروج قبل منتصف الليل حتى لا يراها احد؟
ظلت منكسة وجهها للحظات قبل أن ترفع وجهها بغتة وتنظر للسقف مره اخرى، كتمت شهقة في أوج ضعفها لتقول بصوتٍ متذبذب مخنوق
= ليتني استطيع الخروج مني لاعانق نفسي بقوة
ليتها تجد حل لأيامها الصعبة التي تعيشها هنا.. لكنها انكمشت فجأة على نفسها عندما سمعت أصوات ضرب فوق باب غرفتها بعـ.ـنف وقوة تعلن عن نفاذ صبر صاحبها وفقدانه السيطرة وتوقف عن دفع الباب بجـ.ـسده عندما انفتح ليدلف ليام ووقف مكانه يلهث بإنهاك ويقول بغضب
= لم اصدق عندما قالوا لي انكٍ هنا و ارسلتي جومانه بدل منكٍ.. لما فعلتي ذلك ولم تذهبي انتٍ لعملك؟
نظرت إليه وهي تنهض ببطء و غمغمت له اليزابيث بنبرة قـ.ـاسية مستنكرة
= انت شخص معدوم الرجـ.ـوله ليام وساقولها لك مره ثانيه السيده شويكار تعاملك وتعتبرك كواحدة من النساء هنا، وليس هناك فرق بينك وبيننا.. استمع الي جيد؟ انا من من الآن وصاعد لم اسمح لك او لغيرك ان يتحكم بي.. ومهما فعلتة لم أخضع لكم مره ثانيه
تطاير الشرر من عيني ليام فوجد نفسه يصرخ بوجهها بصوتٍ مخـ.ـيف
= منذ المرة الماضية ، كنت أنتظر الوقت المناسب حتى أعلمك درسًا صعبًا لا تنسيه من حياتك يا اليزابيث.. وهذا بسبب حديثك العنيف معي واستخفافك دائمًا بة والتقليل مني .. لكن بعد حديثك معي الآن أيضا، أعتقد أنه لا يوجد وقت أكثر ملاءمة من الآن.
شهقت اليزابيث مـ..ـتوجعة ووجـ.ـهها يحمر كالدم بآثار أصـ..ـابع ليام على وجنتها المحترقة بينما لم يتوقف بل اسقطها بالارض ليضـ.ـربها بقدمه بعـ.ـنف وقـ.ـسوه..
دخلت شويكار على الاصوات وهتفت بغضب واحتدام
=ما الذي يحدث هنا؟ توقف يا ليام، لماذا تضـ.ـربها هكذا ماذا فعلت؟
توقف ليام عن ضـ.ـربها وعمّ الصمت في المكان لا يُسمع إلا صوت تنفسه اللاهث وبكائها الصامت قبل أن يتحكم بنبرة صوته ويقول بدناءة ودفاعية واهنة
= هذه المخادعة مجددا ترفض الخروج من غرفتها للعمل، إنها تستغل غيابنا في قضاء أمورنا وارسلت اليوم جومانة بدل منها الى ابن العمده
في هذه اللحظة نفضت اليزابيث عنها الضعف وانتفضت واقفة أمامهم مباشرة تصرخ بهم بصوتٍ مضطرب حزين
= ألا يمكن ان تتركوني بحالي لا ارتاح منكم او اقـ.ـتلوني افضل لي ولكم..متى ستدركٍ يا سيده شويكار أنه بمجرد ان يقـ.ـترب مني رجل ويلمـ.ـسني رغم عني وينتهي مني اشعر وكانه ياخذ روحي معه وكم أصبحت اشـ.ـئمزاز من جـ.ـسدي و أكره بسبب لمـ.ـسات الرجال عليه وبالكاد أستطيع تحمل الوضع بالسابق ولا ينقصني عبئ إضافي
هزت شويكار رأسها معترضة بعـ.ـنف و مدت يـ.ـدها تمـ.ـسك حفنة من شعر اليزابيث بقوة وتقول بقـ.ـسوة شديدة
= لا أدري ماذا أفعل بكٍ أكثر من ذلك حتى تستسلمي وتتوقفي عن التمرد. صبري نفذ فعلاً ، ولا تتوقعي مني أن أستمر في التغاضي عن معاملتك الوقـ.ـحة والتسامح معكٍ طوال الوقت .. أليس في الفترات الأخيرة بدأتي بالخضوع والاستسلام؟ ماذا حدث الآن إذن؟
تجاهلت اليزابيث وجعها والواقفين امامها و تذمره ليام و نظرات شويكار الغاضب .. أغمضت اليزابيث عينيها بحسرة ودموعها البائسة تنساب على وجنتيها الباردتين حتّى تمنت أن تفقد وعيها لتتخلص من هذا الجحيم الذي تعيشه الآن ولا يبدو له نهاية فلم يبقَ في حياتها معنى للحياة وهي هنا! تتجرع دموع قلبها نهارًا كما تتجرع وسـ.ـادتها دموع عينيها ليلًا.. فتحت عينيها لتردف ببؤس كأنه هناك جزء منها يتجول في هذا العالم الفسيح مرددة
= صعوبه الحال الذي كنت أعيشه بالماضي هو ما يجبرني على ذلك.. لكن فقدت صبري و كرامتي بما يكفي، وسأظل اصر على حريتي منكم واحترامي لجـ.ـسدي وساتقبل الصعوبات في حياتي مهماً كانت، لكن بدون التضحية بالشـ.ـرف لكن الظروف أقسى مني دائما والغدر لعب دور اساسي بزيادة علي أوجاعي
تركتها بحده وهتفت شويكار بنبره مليئه بالجفاء والقـ.ـسوة
= لقد سئمت من التحذير والتهديد والتحدث معكٍ بهدوء حتى، لدرجة أنني لا أعرف ماذا أفعل معكٍ بالضبط حتى تتوقفي عن هذا الحديث وتنسي موضوع رحيلك من هنا و...
صمتت شويكار ولم تكمل جملتها من الصدمه والتوتر عندما رات آدم يقف في الخلف بأعين مظلمة ويراقب كل ما يحدث؟ من بداية حديث اليزابيث و ردت فعلهم عليها القـ.ـاسية... وعندما لاحظ ليام صمت شويكار اعتقد انها صمتت لاجل أنه يعـ.ـنفها ويعاقبها على فعلتها.
وعلي بعد مسافه، انزوى ثغر آدم بابتسامة باهتة.. الآن فهم شيء من الذي مرت به هذه الفتاه في الماضي بعد ما سمعها وهي تحارب بمفردها وسط ذئاب لا تعرف الرحـ.ـمة وتتمرد حتى يتركوها.. لكنه كان أكثر حظا انه استمع ذلك منها بنفسها بانها ما زالت لم تستسلم لهم بإرادتها.. و لأنه كان سيرحل من هنا ولم يعود إليها مرة اخرى.
أقترب ليام يصـ.ـفعها علي وجهها بعـ.ـنف شديد ولم يكمل ضـ.ـربها مره اخرى حين رأئها انتشر الظلام من حولها تدريجيا وأغمضت عينيها لتفترش الأرض بجـ.ـسدها الهزيل..
وجد آدم نفسه يتسلل إلى جـ.ـسدها الممده بالأرض ثم يقترب منها ويحـ.ـتضنها من خـ.ـصرها بعـ.ـناق يقـ.ـربها بين أضـ.ـلعه قبل أن يحـ.ـملها بين ذراعـ.ـيه وينهض بها ليقول قبل أن يتمالك رباطة جأشه
= من الآن فصاعداً ، لا عـ..ـلاقة لكم بهذه الفتاة ، وغداً سأرسل لكم زين لدفع ثمنها .. اشـ.ـتريتها من اليوم وأصبحت لي! حسم الأمر..
اتسعت عينا شويكار بذهول التي ما أن رأته يتحرك بها للخارج حتى انسحبت ألوان الحياة من وجهها ولا تعرف ماذا تفعل؟ بينما كاد أن يتحرك ليام بغـ.ـضب شديد خلفه لياخذها منه ولكن امـ.ـسكته شويكار واشارت له بتحذير ان لا يتحرك خلفهما..!؟.
❈-❈-❈
في منزل آدم، بدأت شمس منتصف الربيع الصباحية تدغدغ صفحة وجه اليزابيث بإحـ.ـساس دافئ تشعر به لاول مره منذ فترة طويلة، فتحت اليزابيث عينيها بتثاقل وهي تمطى بإرهاق.. لكنها عادت تغلقهما بانزعاج وهي تجز على أسنانها بألم شديد ينخر رأسها.. لتجد صعوبة في تحريك أطرافها.
عادت تفتح عينيها متأوها وهي تنظر للمكان بتشتت وما إن رأت ملابسها عبرا عن جاكيت بدله رجالي يسترها من الجزء العلوي فوق ملابسها الشـ.ـبه عـ.ـارية، وهي داخل غرفة نوم مرتبه وانيقه.. سرت إلى ذهنها مشاهد مما حدث آخر شيء بينها وبين ليام و شويكار فشعرت الجزع يهزها هزًا ويكاد يخنقها حتّى الموت وهي تفكر إذا ما كانت بالتأكد ارسلتها شويكار مره اخرى الى ليام و قد نـ.ـام معـ..ـها!
رفعت كفها المرتجف مثل ارتجاف قلبها على صـ.ـدرها تحاول بعفوية السيطرة على نوبة الخفقان الشديدة التي تنتابها.. تبا لجـ.ـسدها.. ماذا حدث لها! ما هذه الاضطرابات والخدر الذي تشعر به! اعتدلت وهي تتحامل على أحبالها الصوتية لتخرج كلماتها المتحشرجة بفيض من التوسل في نبراتها وهمست بلا صوت
= هل هناك أحد ما هنا!
بهدوء ظهر آدم جالسا على مقعد جانب الفـ.ـراش يتطلع لها ويقول بصوتٍ أجش
= أنه أنا، وأنا من أحضرتك إلى هنا ، لا تخافي ، أنتٍ هنا بأمان وأنا لم أؤذيكٍ ،انا اشتريتك من تلك السيدة التي تدعى شويكار
تحركت شفـ.ـتاها تنطق بحده بهمس غاضب عنـ.ـيف
= انتبه لخطابك ، فأنا لست سلعة حتى تشتريها ، فأنا أنتمي لنفسي فقط
ظل يحدق بها بنفس النظرة ليقول لها بجدية يعنيها
= حسنًا ، اهدئي ، لم أقصد شيئًا سيئًا ، وأنتٍ على حق. أنتٍ حره و ملك نفسك فقط .. لقد أخطأت في التعبير اعتذار ، لكنني اضطررت للقيام بذلك حتى تسمح لكٍ شويكار بالمغادرة معي ، لكن هل ما زلتٍ لا تثقي به .. انظري حولك جيد ، أنتٍ هنا بأمان ، ولم يحدث شيء لا تريدي رغم عنك ، صدقني .. وحتى إذا لم تصدقني ساثبت لكٍ الان نيتي ، أعطني رقم أي من أقاربك حتى أتمكن من الاتصال به حتى يأتي إلي هنا لترحلي معه، أنتٍ لست مسجونة هنا .. وإذا لم تتذكري أي أرقام هواتف لأي من أقاربك ، أعطني عنوان أحدهم وسأحاول الوصول إليه
اتسعت اليزابيث عيناها بذهول وعدم استيعاب هل بالفعل سيعطيها حريتها؟ لكن عندما ذكر عائلتها ازدردت ريقها ثم نظرت جانب وجهه لتقول باعتراض
= لا أريد أن يعرف أي منهم مكاني كيف سأعود إليهم بعد ما حدث لي؟ لقد مرت عدة أشهر على اختفائي. يحتمل أنهم ظنوا أنني مـ.ـت ، وهذا أفضل اعتقاد، لم أعود إليهم بعد أن أصبح شـ.ـرفي بلا قـ.ـيمة
نهض آدم لينظر إليها بأسي ليردف متسائلا باهتمام
= لا اعرف قصتك بالضبط ما هي؟و كيف وصلتي الى هذا المكان؟ لكن عندما سمعت السيدة شويكار تتشاجر معكٍ بشدة حتى تستسلمي لها ، كان واضحًا أنكٍ كنتي هكذا منذ البداية ولم تخضعي لها ،و أنتٍ لا تريدي هذا. أعني أن كل هذا حدث رغماً عنك ، والحياة أساءت معاملتك ، فلا تلومي نفسك وتواصلي معهم بالتأكيد عائلتك الأن في موقف صعب للغاية وانتٍ بعيدًا عنهم وسوف تلتمس لكٍ العذر
ارتجفت شفـ.ـتاها بقهر ووجدت نفسها تقول بحنق ناسفة ما كانت تفكر به عندما تغادر منزل شويكار وهو أول شئ تفعله الذهاب الى عائلتها لكن الان تغير الوضع تماماً
= من فضلك أصمت ، أنت لا تعرف أي شيء ، يكفي ما يمرون به ، لا أريد أن أجلب لهم المصائب ، أصبحت عبئًا ثقيلًا وصعبًا ، ولن يتحملني أحد بعد ما حدث لي، لذلك من الأفضل أن أبتعد عنهم
لم يعقب على كلامها وأمرها بهدوء فقط قائلا بجدية
= حسنًا كما تريدي .. هذه حياتك وعليكٍ أن تقرري بنفسك ما تريدي .. سنتحدث لاحقًا. استرخي الآن ولا تفكيري في شئ
خرج آدم بخطوات سريعه دون ان ينتظر ردها بينما اليزابيث نظرت إليه بعدم فهم مساعده إليها؟ لتحاول ان تتحرك من فوق الفـ..ـراش ببطءٍ شديد لتنهض! لكن جـ.ـسدها خانها من ضعفة لتميل للخلف بتعب وتغمض عينيها بألم بشدة.
❈-❈-❈
في منتصف الليل.. .
اختض جـ.ـسده زين بعـ.ـنف وهو يصرخ بوجه آدم بعدم تصديق
= إذاً تلك العـ.ـاهرة كانت تـ.ـنام في منزلنا الليلة الماضية؟ وما زالت تـ.ـنام في الطابق العلوي. هل انت مجنون يا ادم؟ حتي تصطحبها إلي هنا
تنهد آدم مخرجًا بعضا من حرارة صـ.ـدره قبل أن يتحدث بتحذير
= زين اخفض صوتك حتى لا تسمعك وقلت لك انني مجبر على فعل ذلك، حالها كان سيء جدا لحسن الحظ استطعت اخذها منهم و غير ذلك عرفت انها اضطرت للعمل معهم مجبوره وهي معهم بغير بإرادتها
وفي ذلك الوقت كانت قد استيقظت اليزابيث للتو علي الاصوات لتقف أعلي الدرج وهي تستمع الى حديثهم بوجهها الشاحب وهالات داكنة تحيط بعينيها حتى أنها بدأت فتاه آخري وجهها نحيفة.. تعيش أياما تـ.ـزخر بالألم.. نكست اليزابيث رأسها حرجا وهي تسمع اهانتها، وقد تابع زين كلامه بخشونة
= يا آدم ، أنت تساعدها وتشفق عليها من أجل ماضي أمك و يجب أن تفهم هي ليس والدتك ..استمع إلي جيد هذه الفتاه خطر ان تكون هنا، نحن لا نعرف عنها شيء غير انها مجرد فتاه تبـ.ـيع جـ.ـسدها مقابل المال، من الممكن ان تكون سارقه او ارسلها احد لتتجسس عليك
اضطرب قلبها في صـ.ـدرها متألمة على هيئتها، انتفاخ عينيها الحمراء وذبول وجهها وذلك التشتت و الخذلان الساكن في عينها.. لتهبط اليزابيث الدرج بخطوات ضعيفه بعد ان شعرت بانها غير مرغوب بها هنا، ثم مضت قدما نحو خارج المنزل ولحقها آدم بعد أن رآها و أعطي نظره غاضبة الي زين ومع بضع كلمات يحثه فيها بعتاب مؤكدا أنها استمعت حديثه؟ لكن زين لم يعطي اهتمام له.. و تحرك آدم في الخروج من المنزل بخطوات سريعة ليجيدها قد تواصلت الى اخر الطريق وهي تركض هاربة.. ليتحرك ادم نحو سيارته بسرعه حتى يسبقها ويكون اسرع منها..
واستمرت إليزابيث بالسير ولا تعرف إلي إين؟ إلا أنها كانت شاردة ولم تنتبه إلا علي صوت سياره خلفها تصف جانبها فسارعت بعيدا عنها بقلق بالغ لتري أمامها آدم يهبط وهو ينظر لها بغضب.. وهي نظرت أمامها ببرود.
وعندما تحرك بخطوات بسيطة نحوها
استدارت اليزابيث تنظر إليه بحده تكتف ذراعيها أمام صـ.ـدرها هادرة بتهكم يشوبه برود قاتم
= ماذا؟ لماذا تطاردني ماذا تريد مني؟ أنا لست جاريتك ولم أبقي معك وانت لم تشتريني وأنا سأرحل وأعيش حياتي بعيدًا عنكم جميعًا ولن يسيطر علي أحد مرة أخرى ..
تقدم آدم ليقف أمامها مباشره ليردف باحتدام هادرا
= حسنًا ، حظًا سعيدًا ، لكن من قال إنني سأوقفك ، وقلت لكٍ هذا الحديث من قبل ، فأنتٍ لست مسجونة هنا في المنزل ، وفي أي وقت ترتدي المغادرة تفضلي لم يمنعك أحد ، لكن يجب أن تخبريني أولاً ولا تهربي بهذا الطريقه.
تهدلت كتفا اليزابيث وغامت عيناها بغضب شديد منه ومن تحكمته فمن يظن نفسه حتى تستاذن منه للرحيل! صمتت وهي تتطلع الى آدم وهو يتابع حديثه قائلا بجدية
= تفضلي ارحلي ماذا تنتظري؟ لكن قبل أن تغادري ، يجب أن أحذرك من شيء فالسيدة شويكار ورجالها! ينتظروك في اخر الطريق؟ وإذا أمسكوا بكٍ ، فسوف يأخذونك إلى المنزل مرة أخرى ، لهذا العمل مرة ثانية و هكذا بالطبع ستستمري في حياتك فتاة ليـ.ـلة .. والاختيار بالتأكد يعود لكٍ؟
تطلعت اليزابيث إليه باندهاش للحظات تستوعب ما قاله، وقد آلمها قلبها عندما أستشعرت من كلامه فكرة أن تعود مرة أخرى إلي شويكار ..لتقول له بملامح هادئه رغم شحوبها ثم قالت
= أتذكر أن عندما استيقظت ورأيتك جالسًا بجواري ، أخبرتني أنك دفعت المال للسيدة شويكار لتعطيني حريتي
هز آدم وجهه لها بصمت علامة رفض بيأس ثم أجابها
= أتمنى لو كان ذلك صحيح ، لكن ما حدث ليس كذلك! تلك السيدة قبلت المال لأنه لم يكن لديها حل آخر في ذلك الوقت ، ولم تستطع أن تقول لي لا من أجل منصب والدي .. لكن انا واثق بانها لم تتركك بحالك و اذا رايتكٍ امامها مره ثانيه بمفردك ستاخذك دون تفكير ، وهذه المرة ستأخذ تحذيراتها حتى لا أصل إليكٍ ، فلا تتوقعي أنكٍ خرجتي من جحـ.ـيمهم إلى الأبد.
انطفت أسارير اليزابيث ملامحها من محاولتها للهروب لتحافظ على إخفاء رعـ.ـشة جـ.ـسدها للرد غير المتوقع.. لكن صدح صوتها عاليا بحزم وهي تتقدم منه
= كلامك يعني أني سأبقى تحت جحيمك أنت ، لأني ليس لدي حل آخر ..صحيح ، لكني لم أبقٍ معك وسأرحل ، ولا يمكنك أن تمنعني .. هل تفهم؟
كادت أن تتحرك للرحيل بالفعل، ليهتف آدم قائلا باقتراح
= انتظري لحظة ، لدي حل أفضل، ما رأيكٍ بالعمل هنا في منزلي؟
لم يتغير شيء في ملامح اليزابيث الجامدة وهي ترد بجفاء
= مهلاً ، لم افهم وماذا ساعمل هنا بالمنزل معك بمفردي ..
زفر آدم أنفاسا محتدة كانت تجيش في صـ.ـدره وقد شعر بألم يتضاعف من أجلها فهو لا يقصد اهانتها مطلقاً بل يشعر بالعطف لأجلها لذلك يريد يساعدها ثم قال
= اهدائي لما دائما تغضبي بسرعه دون أن تنتظري و تفهمي حديثي ما المقصود منه بالضبط. لم أقصد شيئًا سيئًا ، ولكن كما أنك تري من حولك ، فلا يوجد هنا عمال بمنزلي غير زين ، وايضا زين يعمل سائقًا لي، ولا يوجد هنا مساعدين يهتمون بالمنزل إلا هو! حاولت بالماضي معه كثيرًا أن أجلب شخصًا ما يساعده ، لكنه كان يرفض دائمًا ، لكني كنت مصرة على ذلك، لذلك ما رايكٍ ان تعملي أنتٍ معه...
لتزرع ابتسامة باهتة على وجهها البائس فأطبقت اليزابيث شفتـ..ـيها بقهر مريرة تطالع وجهه بعينين لامعتين دعا تحامل على نفسها وهي تنطق وتقول بصوت ضعيف
= تقصد أن أعمل خادمة هنا لتنظيف المنزل وتحضير الطعام لك..
رفع آدم حاجباه معترضا وقال متسائلا بصوت أجش
= لما أشعر كانك تقوليها كإهانة ، فأي مهنة في العالم طالما أنها محترمة تكون جيدة لصاحبها ، ولا تنسي أن هذا هو الحل الأفضل لكٍ حتى لا يأخذوكٍ رجال شويكار
تحشرج صوت اليزابيث من فكره البقاء وحيدا في منزله مع اثنين رجال لا تعرف عنهم شيء لكن هو معه حق العمل كخادمة افضل بكثير من عملها السابق! لتنظر إليه متحسرة وهي تجيب عليه قائله بصوتٍ متذبذب
= عرضك حقًا جميل ومناسب لي ، وكنت أتمنى الموافقة عليه ، لكني أعتذر ، لا أريد ، وأنت غير ملزم بمساعدتي و يكفي إلي هنا وسأدير حالي بالتأكيد ..
تضيق من عنادها فهو متأكد بأنها إذا رحلت فسوف تصل إليها بسرعه تلك السيده شويكار، لكن رسم البرود وهتف بها بامتعاض
= لا أرغب في تقديم عرض مرتين ، لكن عرض العمل سيظل مفتوحًا لكٍ في أي وقت إذا تراجعتي عن قرارك
ازدردت اليزابيث ريقها بعدم استيعاب وهي تري نفسها تقف في منتصف الطريق بمفردها و ادم ألتفت ليرحل تاركها تقرر مصيرها بنفسها؟ لتفكر في حديثه بالفعل اذا رحلت ستكون مطمع للجميع فهي ليس لها مكان الان؟بعد ان استبعدت فكره الرجوع الى عائلتها وبالتاكيد ستجبرها شويكار على العوده معها لتعمل عاهرة مثل سابق، نظرت إليه بتردد فسارعت تهتف بتوتر
= مهلاً أنتظر لحظه..!
توقف آدم مكانه ينظر لها بصمت، بينما كانت ملامحها مسترخية بخيبه أمل لتتعالي أنفاسها الحارّة المتسارعة تزيد من تسارع نبضات قلبها فتمتمت بصوتٍ أجش ثقيل
= لم اقتنع بحديثك وفكرت البقاء بجانب رجل حتى لو أراد مساعدتي ، لأني لم أثق بأحد مهما فعل معي .. لكنني ساوافقك الرأي أن أعمل في منزلك لأن ليس لدي مكان آخر وعليه أن أظل معك حتى أعيد لك المال الذي دفعته مقابل حريتي إلي الكونتيسه.
ثم رفعت مقلتيها ونظرت إليه بتحذير قوه مصطنع فمظهرها يدعو للشفقة حقا، كطفل شريد يأمل من أحد أن يأخذ بيده ليوصله لوالديه.. وهي ترفع يدها بوجهه بتهديد
= لكن إذا تجاوزت حدودك معي في أي وقت أو أجبرتني على القيام بشيء لا أريده وعقلك يجعلك تعتقد أنني سأوافق على أي شيء تطلبه مني حتى لو كان ضد رغبـ.ـتي لأنني مجرد عـ.ـاهـ.ـرة في نظرك وليس لها الحق في الرفض .. لم أصمت و..
قاطعها آدم يستحسن فكرتها كي يطمئنها قائلا بهدوء
= كن مطمئنًا ، لم يحدث شيء من هذا القبيل ، وإذا حدث ، افعلي ما تريدي .. هيا لنعود الآن ، لقد تأخر الوقت
أومأت له برأسها بنفس البطيء غير واثقة فسألها هو بحذر من حالتها
= بالمناسبه ما هو اسمك؟
ضغطت علي شـ.ـفتـ.ـيها بطرف لسانها الجاف ثم ردت عليه بصوت وجدته بصعوبة بعد لحظات وقد أحرجت ألا ترد مرادفة بصوت منخفض
= أنا .. اليزابيث
رمش بعينيه مرة مع حركتها العفوية ثم ضيقهما مرددا وكأنه يتذوق الاسم على مهل وقال ببساطة مع ملامح وجهه الجادة
= اليزابيث !!
عقدت اليزابيث حاجبيها ناظرة له باستنكار، بصمت عده لحظات ثم كسر هو صمته قائلا بإقتضاب
= وأنا أسمي.. آدم