-->

رواية رومانسية جديدة قلوب حائرة (الجزء الثاني) لروز أمين - الفصل 8 - 2

 رواية رومانسية من روايات وقصص الكاتبة روز أمين
رواية قلوب حائرة
الجزء الثاني



رواية جديدة تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


تابع قراءة الفصل الثامن

الجزء الثاني

❈-❈-❈


العودة للصفحة السابقة


رفعت إحدى حاجبيها مُتعجبة وأردفت قائلة بإستغراب:

-تفتكر بالبساطة دى ممكن الإنسان يعترف بخطأه يا سيادة العميد؟! 

واستطردت وهى تهز رأسها بنفى: 

-ماأظنش إن الموضوع بالسهولة اللى سيادتك بتتكلم عنها دى، وأكبر مثال على صحة كلامى هو حضرتك بذات نفسك 

واكملت وهى تُشير إليه:

-ده إنتَ حياتك كلها عبارة عن بير من الألغاز والأسّرار


إبتسم لها بسماجة وتحدث موضحاً لها: 

-ده لأن طبيعة شُغلى بتحتم عليا الكِتمان والحِرص الشديد،لكن صدقينى،لو كُنت شغال أى وظيفة عادية عُمرى ما كنت هتدارى ورا ستارة 

ماحدش بيتدارى ويخبى غير اللى سكِته شمال...كانت تلك جُملة قوية قالها ياسين وهو ينظر لداخل عيناها بترصُد مما أربك تلك اللمار وجعل داخلها يهتز لكنها وكالعادة حاولت التماسك بكل ما لديها من قوة  


تحدث إليها من جديد بكُل صدق: 

-على فكرة،أنا مش بدعِى المثالية أو بقول إنى معصوم من الخطأ لا سمح الله، "بالعكس" 


واسترسل بندم داخلى مُتذكراً نـ.ـزواتهُ والتى كان يُطلق عليها إسم زيجـ.ـات عُرفـ.ـية كى يُرِح ضميرهُ من شـ.ـعور الذنـ.ـب والتأنيب المستمر لأفعاله وأخطـ.ـائه التى كانت تؤرق روحهُ: 

-أنا زمان عملت أخطاء لما بفتكرها حالياً بزعل قوى من نفسى وأنبها 


واستطرد بصدقٍ: 

-بس عزائى الوحيد إن الأخطاء دى بقت ماضى وإنى توقفت عنها وأعلنت تُوبتى لربنا،والحمدلله قِبلها منى ومن عظمة رحمته بيا كافئنى على توبتى  


كانت تتعجب من جلسة المُصارحة التى يحادثها بها ولأول مرة مُنذُ أن دخلت كعروس لمنزلهم،إبتسمت بخُبث وتحدثت بنبرة خبيثة: 

-ده شكل ماضى حضرتك مليان تجـ.ـاوزات يا سيادة العميد، 


بس أنا حابة أسأل حضرتك سؤال وياريت تجاوبنى عليه بصراحة 


هز لها رأسهُ بموافقة فاسترسلت هى بإتهام غير مباشر:

-إنتَ بتتكلم عن الماضى وكأن حياتك حالياً مافيهاش أى أخطاء تحاسب نفسك عليها،مع إن العالم كُله بيتكلم عن الظُلم والتجـ.ـاوزات اللى تعرضوا له فئة كبيرة من المصريين على أيـ.ـدين جهاز الشُـ.ـرطة 


أجابها بهدوء مفسراً: 

-أول حاجة لازم تعرفى إن مش كُل حاجة بتعرضها القنوات الخارجية تبقى صح وحقيقية،ساعات سياسات البلاد بتختلف مع بعضها فبتدخل وتُطلب من إعلامها يروجوا صورة بشكل مُعين عن بلد محدد وده إسمه إعلام موجه وبيحصل فى كُل بلاد العالم،مش كدة وبس،دول بدأوا مؤخراً يستغلوا مُنظـ.ـمات بعينها علشان تطلع وتتكلم وتحاول تشوه صورة البلد اللى تقريباً بتكون مختلفة سياسـ.ـياً مع الآخرى وبتضر بمصالحها الإستيراتيجية



واسترسل موضحاً:

-وعلى فكرة،مش معنى كلامى ده إنى بنفى بعض التجـ.ـاوزات اللى بتحصل من بعض الأجهزة الأمنية فى البلد أو بعفيها من المسؤلية،الفساد والظلم وارد جداً وموجود حوالينا فى كل مكان فى العالم، وإلا ماكُناش وصلنا للحال المزرى اللى وصلنا ده 


ثم نظر لها بإستغراب مُضيقاً عيناه وسألها مُستفسراً بتعجُب: 

-بس السؤال المهم هنا،أنا إيه علاقة شُغلى بتجـ.ـاوزات الداخلية اللى ذكرتيها؟!   


إبتسمت بجانب فمها وتحدثت شارحة: 

-هو مش حضرتك بردوا شغال تبع الجهاز اللى بيديهم المعلومات والأسماء اللى من خلالها بيتم القبـ.ـض عليهم ورميهـ.ـم فى السِجـ.ـون وتعذيـ.ـبهم؟! 


ضَمَّ حاجبَيْه وعَبَس وجههُ وسألها مستفسراً بدَهْشةٌ ظهرت عليه: 

-وإنتِ تعرفى منين أنا شغال تبع أى جهاز؟! 



إنتفـ.ـض داخلها واهتز كيانها لكنها سُرعان ما تمالكت من حالها وتحدثت بثبات دربت حالها عليه: 

-مش محتاجة سؤال يا حضرة العميد،عُمر قال لى إن حضرتك شغال فى جهاز المخـ.ـابرات، ودايماً بسمع طارق وهى بينده لك بوحش المخـ.ـابرات 


أردف بنبرة صارمة: 

-أنا عارف الكلام ده كله،أنا بسألك،عرفتى منين إنى مسؤل فى شُغلى عن تجميع المعلومات والأسماء اللى بتوصل للداخلية؟! 


شعرت بأن ساقيـ.ـها ما عادت تحملُها وكادت أن يغشى عليها من شدة إرتعابها،أنقذها من ما هى عليه ذاك الحبيب الذى إقترب منها ولف ذراعهُ حول خَصـ.ـرها وتحدث بتساؤل:

-بتتكلموا فى إيه كُل ده؟ 


إبتسمت هى وتحدثت بسعادة وانتشاء ظهر على ملامح وجهها: 

-ما فيش يا بيبى،أنا وسيادة العميد كُنا بندردش شوية وكنت داخلة حالاً لأن الجو هِنا برد قوى


ثم نظرت إلى ذاك الداهى الواقف يتفحص ملامح وجهها وتعبيرات جَـ.ـسدها بمنتهى الدقة وتحدثت وهى تتأهب للدخول:

-بعد إذنك ياسين باشا



أمال برأسهِ بخفه مع بسمة خَافته ظهرت بجانب فمه وتحدث عُمر إلى شقيقهُ:

-إدخل إنتَ كمان يا ياسين علشان شريف وعالية عاوزين يمشوا 


إبتسم لشقيقهُ وتحدث بهدوء:

-إدخلوا إنتم يا حبيبى وأنا جاى وراكم 


بالفعل دخل ذاك الثُنائى وتلاهما ياسين حيثُ نظر على حبيبته التى إبتسمت له،وقف شريف وتحدث بإعتذار من الجميع:

-نستأذن إحنا يا جماعة واتمنى لكم سهرة سعيدة 


أردف عز قائلاً بإستغراب: 

-لسه بدري يا شريف،الساعة لسة إتنين وربع،كملوا سهرتكم معانا وكلها ساعة وهنروح كُلنا 


أجابتهُ علياء التي حملت صغيرتها من أحضـ.ـان والدتها: 

-مش هينفع يا عمو،الدكتور سيف هيوصل الساعة ستة الصُبح وشريف هيروح يجيبه هو وأولاده من المطار 



نظرت منال إلي مليكة وسألتها: 

-مش هتروحي معاهم علشان تستقبلي أخوكِ يا مليكة؟ 


تنهدت بأسي ونظرت إلي ذاك المسـ.ـتبد الذي رفض مبيتها بمنزل والدها لإستقبال شقيقها وذلك كي لا يُحرَم من حُضـ.ـنها ولو لليلة واحدة،نظر لها وتحدث نيابةً عنها متحججاً: 

-مش هينفع علشان مليكة وعمتي والأولاد هيروحوا بكرة يزورو المقابر 



هزت منال رأسها بتفهم وأردفت قائلة بنبرة متأثرة وهي تنظر إلي ثُريا التي تغير لون وجهها وأرتسم الحُزن فوق ملامحها بمجرد ذكر إسم فقيدها الغالي: 

-الله يرحمه 



هروح أزور الحبايب معاكي يا أبلة...جُملة نطقت بها إبتسام بصدق وإحسـ.ـاس

أردف ياسين قائلاً بإعتذار منها: 

-أنا هوصل حضرتك بنفسي بعد أذان العصر 



ثم حول بصره خارجاً في الحديقة الخاصة بالمكان وصوب بنظره علي مروان وهو يجري مُسرعاً بمرح خلف كُرة القدم بمشاركة حمزة وياسر وبعض فتيان العائلة وأردف قائلاً بتوضيح:

-دي رغبة مروان،عاوز يزور بباه هو وجدته وأخوة ومليكة لوحدهم، حتي أنا مش هروح معاهم.



تفهم الجميع طلب الفتي واصطحب شريف زو جتهُ وصغيرتهُ وصغيره الذي كان يلهو بالحديقة في غرفة لُعبة بحر الكُور وتحرك بهم عائدين إلي منزل والده 


أما ذاك العاشق المسمي برؤوف فكان يجلس مقابلاً لحبيبته يختلسان النظرات بين الحين والآخر ويتبادلان الإبتسامات، 

لكز إسلام رؤوف بذراعه وهمس قائلاً بتوصية: 

- ما تتحرك يا أبني، إنتَ هتفضل قاعد زي البروطة كدة؟ 



زفر رؤوف بنفاذ صبر وأجابهُ متذمراً: 

-عاوزني أعمل إيه يعني في وسط الهيصة اللي حوالينا دي كُلها؟ 


رد عليه قائلاً: 

-هو مش بابا فاتح عمك عز وباقى العيلة وطلبها منهم،وبكرة إن شاء الله هيروحوا يطلبوها من جدها والموضوع هيبقى رسمى،يعنى عادى لما تطلب إنك تقعد معاها لوحدكم 


زفر رؤوف بضيق فتحدث إسلام بمشاكسة حين رأى حزن شقيقهُ: 

-خليها عليا وعد الجمايل يا هندسة 


قال جُملتهُ وهَبْ واقفاً بإستقامة ثم تحدث إلي سارة بصوتٍ عالْى: 

-ما تيجي تتمشي برة في الجنينة معايا أنا ورؤوف يا سارة بدل القعدة دي 



ثم نظر إلي يُسرا وأردف بإستئذان:

-ده طبعاً بعد إذنك يا أبلة 



وجهت يُسرا بصرها إلي ياسين لإستبيان رأيهُ،أومأ لها بعيناه بموافقة،فعادت بنظرها من جديد ووجهتهُ بإتجاة إبنتها التي تنتظر رأيها بضربات قلب تتسارع، وأردفت قائلة بموافقة:

-قومي معاهم يا سارة بس ما تبعديش

إنتفض قلب الفتاة من شدة سعادتها،وقفت بهدوء وتحركت ثم تبعها ذاك العاشق بقلبٍ يهيمُ عِشقاً 


❈-❈-❈

 


في الصباح الباكر،فاق ياسين من غفوته بهدوء وبدأ يتحرك علي أطراف أصابعه لكي لا يُزعج متيمة قلبهُ الغافية،إرتدي ثيابهُ العسكرية وتحرك للخارج بعدما قَبـ.ـل جبهتها برفق 


ذهب إلي منزل والدهُ ودخل إلي غُرفة ولده كي يطمئن عليه،وجدهُ غافياً ولكنهُ سُرعان ما أفتح عيناه عندما شـ.ـعر بوجود غاليه وتحدث الفتي بإستغراب:

-بابا، فيه حاجة ولا إيه؟! 


جلس ياسين بجواره وتحدث وهو يُمـ.ـلس علي شَعر رأس نجلهُ وأردف قائلاً بنبرة حنون:

-مافيش يا حبيبي،أنا كُنت جاي أطمن عليك قبل ما أروح على شُغلى،بس بما إنك صاحي فأنا عاوز أقول لك كلمتين مهمين    


نظر له الفتي بتمعن وترقب واكمل ياسين حديثهُ بتوصية وحَذر: 

-أنا عاوزك تاخد بالك من نفسك كويس أوي اليومين دول،يعني وإنتَ رايح النادي النهاردة مش عاوزك تخالف تعليمات الـ body guards زي ما عملت المرة اللي فاتت،وإستغفلتهم وخرجت من الباب الخلفي علشان تقابل أصحابك برة وتكون علي حريتك زي ما قُلت لي وقت لما جيت أحاسبك، 


واسترسل شارحاً: 

-أظن إنك كبرت كفاية وبقيت فاهم طبيعة شغلي وعارف إن ليا أعداء عاوزين ينتقـ.ـموا مني في أعز ما أملك 


واكمل بعيناي صادقة ونبرة حنون:

-وأنا يا ابني معنديش أغلي منكم،علشان كدة لازم تخلي بالك كويس من نفسك علشان خاطري،إنتَ كبرت وبقيت راجل ولازم تتحمل المسؤلية معايا 


أوما الفتي وتحدث بنبرة صادقة:

-حاضر يا بابا،صدقني هروح أتمرن مع الكابتن وهتبع تعليمات الـ body guards كويس ومش هخالفهم تاني 


تحدث ياسين بإستحسان: 

-براڤو عليك يا حمزة،أنا عاوز منك طلب تاني 


نظر له الفتي ينتظر تكملة حديثهُ فأكمل ياسين: 

-أنا عاوزك تحاول تقرب أكتر من مروان،حاول تشاركه معاك في أي حاجة بتحبها،لعبة،تمرين في النادي،أو حتي تتفرجوا علي أفلام هادفة ومحترمة مع بعض 


واسترسل بتوضيح: 

-الولد بيمر بحالة مش كويسة وقربك منه أكيد هيفرق معاه 


هز الفتي رأسه بتفهم وتحدث بطاعة: 

-حاضر يا بابا مع إننا بالفعل أصحاب جداً وقريبين،بس هحاول أقرب أكتر 


إبتسم ياسين لصغيره وشكره وقام الفتي كى يتجهز للذهاب إلى دوامهُ المدرسى،في حين تحرك ياسين إلي عمله


بعد مرور حوالي ساعتان،كان يجلس حول طاولة الإجتماعات الخاصة بجهاز المخابـ.ـرات بصحبة لفيف من قامات رفيعة المستوي من الجهاز،وايضاً لفيف من قامات جهاز الأمن الوطني المسؤول عن حماية البلاد، كان يترأس الطاولة رئيس جهاز المخابـ.ـرات بحد ذاته وذلك لأهمية الإجتماع


أمـ.ـسك ياسين بملفٍ من أمامه وبسط ذراعهُ به وهو يناولهُ لأحد رجال الأمن الوطني وأردف قائلاً بإحترام وجدية:

-إتفضل معاليك،ده ملف كامل فيه كل المعلومات اللي رجالة سعادتك هتحتاجها في مداهمة الوكر 


تناول الرجُل الملف وفتحهُ وبدأ بقراءة ما بداخله ثم نظر إلي ياسين وتحدث بإنبهار:

-هايل يا سيادة العميد،جنابك مش سايب معلومة واحدة ولا تفصيله صُغيره إلا وذاكرها في الملف 


نظر رئيس الجهاز إلي ياسين ونطق بتفاخر: 

-أنا أول ما جالي معلومات إن فيه مبالغ كبيرة دخلت البلد بطريقة غير شرعية ومش عارفين يحددوا مصدر اللي باعتها ولا اللي إستلمها،من غير تفكير سلمت الموضوع لأكفئ رجالي علشان عارف إنه هيجيب قرار الموضوع في خلال أيام


وفعلاً سيادة العميد إستلم الملف ومافيش إسبوع وكانت كل المعومات تحت إيـ.ـدينا،من أول البلد الأجنبي الممول لحد الخـ.ـونة اللي تلقوا الأموال وبداوا بتكوين الخلـ.ـية اللي هتلاقي اسمائهم واحد واحد عندك في الملف، وبالتفاصيل المُملة   


ونظر له بمُباهاه وأردف بإستجواد:

-ياسين المغربي معروف عنه إنه ما بيسيبش ثغرة واحدة في شُغله 


تحدث رجل الشرطة ذو المنصب المُهم بإطراء شديد: 

-هذا الشِبل من ذاك الأسد،سعادتك منتظر إيه غير كدة من إبن سيادة اللواء عز المغربي 


واستريل ممتدحاً: 

-والدك يا سيادة العميد كان ليه تاريخ طويل من الإنجازات اللي قدمها لجهاز الشرطة والأمن الوطني،ياما مدنا بالمعلومات والتحريات اللي خلت جهاز الشرطة يتخلص من مجـ.ـرمين ويوقف عملياتهم الإرهـ.ـابية اللي كانت ممكن تنهي علي البلد 


كان يشعُر بالفخر وهو يستمع لإطراء الجميع لسيرة والدهُ الطيبة والمُشرفة والتي يعتز بها ودوماً يتفاخر به،تحدث بنبرة شاكرة: 

-أشكرك سعادتك،ده واجبنا تجاه البلد


بدأوا من جديد بالتحدث عن المعلومات الهامة التي حصل عليها ياسين وبداوا يتناقشوا في كيفية تنفيذ العملية 


فاقت مليكة عند الحادية عشر صباحاً هي وأطفالها وثُريا وتجهزوا لزيارة قبر فقيدهم الغالي،إعتذر ياسين عن إيصالهم بعدما إزدحم يومهُ بالمهام الطارئة،لكنهُ خصص لهم سيارتان من الحراسة المُشـ.ـددة فقد بات في الفترات الاخيرة يهتم بزيادة عدد أفراد الحراسة علي كُل عائلته وبالأخص مليكة وأطفالها 


تحركوا بالسيارات حتي وصلوا للمقابر،ترجلت بساقان تهتزان من شدة توترها،خطت حتي وصلت لقبر زو جها الراحل والتي لم تري منه سوي كل الخير والحب والإحترام


رُغماً عنها وجدت دموعها تنهمر بغزارة وبقلبٍ يتـ.ـمزق جلست بجوار لحدِه وتحدثت بخزيٍ بسريرتها: 

-كيف حالك رائف،أتتذكرُني أم انك لم تعُد بحاجة لرؤية وجهيَ القبيـ.ـح،لا أعرف كيف هو شعورك الآن تجاهي،لكني أتيقن شعـ.ـوري جيداً،شعوراً بالخزيٍ والمقتٍ يتملكُ من داخلي،ألوم حالي وأخبرها دوماً بأني لم أكن يوماً أستحق عشقك النبيل أيها الفارس،حقاً كل ما يجول بخاطري الآن هو الآسف ولا أملك سواهْ لأقدمهُ لك ايُها الطيب 


أما ثُريا التي جلست وتحدثت بدموع قلبها النـ.ـازف قـ.ـبل عيناها: 

-وحشتني يا حبيبي،وحشتني يا محترم يا طيب 


واسترسلت بإبتسامة وهى تحدثهُ وكأنهُ يجلس أمامها وتراه بأم أعيُنها:

-أنا شفتك في منامي إمبارح يا رائف 


إنتبه لها الطفلان حتي مليكة: 

-شفتك وإنتَ قاعد في وسط أرض واسعة مفروشة كُلها بنجيلة ماشفتش في جمال شكلها وخضارها عُمرى،كان فيه كمان أولاد صُغيرين وحلوين أوي بيلعبوا ويتحركوا حواليك


واسترسلت بإبتسامة خفيفة ممزوجة بدموعها المُتـ.ـألمة:

-جريت علي مكانك وفضلت أنادي عليك،بس إنتَ قومت وأتحركت لقدام والأطفال مشيوا وراك وكأنهم ظلك،فضلت أنده عليك وأصرخ بعلو صوتي علشان تسمعنى وتقف،بس إنتَ بصيت لي وأبتسمت لي بوشك الصابح وابتسامتك اللي كانت بتغسل قلبي من جوة وتنسيني مرارة الأيام وفراق الحبايب،وبعد ما بصيت لي،إدتني ظـ.ـهرك تاني وكملت في طريقك،وأنا فضلت أنادي عليك لحد ما صحيت من النوم وأنا بنطق إسمك 


إبتسمت لها مليكة وتحدثت وهي تُربت علي كف يـ.ـدها بحنان: 

-الرؤية جميلة أوي يا ماما وبتبين إنه إن شاء الله في مكان أفضل وأحسن 


وبدأت ببكاء شديد وتحدثت وهي تنظر إلي صغارها: 

-رائف كان أحسن وأحن راجل في الدنيا كلها وعمره ما يتعوض،


واسترسلت بدموع ساخـ.ـنة ونبرة مُتـ.ـأثرة: 

-أنا عيشت معاه أجمل أيام حياتي اللي هتفضل محفورة جوة قلبى،واللى عمري ما هنساها ولا هنساه


إرتجف جـ.ـسد ذاك الواقف خلفها وهو يستمع إلي حوارها ذاك الذي نزل علي قلبه كمادة كـ.ـاوية أحـ.ـرقته وجعلتهُ يصرخ متـ.ـألماً،شعور بالغيرة والألم والمرارة تملكوا منه وسيطروا علي كل ذرة بجـ.ـسده حتي باتت جميع عروقهُ تنتـ.ـفض غضباً وغيرة لو خرجت منه لأشعـ.ـلت بكل ما حوله  


ترى ما ستكون ردة فعل ياسين تجاه ما إستمعهُ من مالكة الفؤاد؟

يُتبع..




إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة روز أمين من رواية قلوب حائرة (الجزء الثاني) لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية



رواياتنا الحصرية كاملة