-->

رواية رومانسية جديدة قلوب حائرة (الجزء الثاني) لروز أمين - الفصل 9 - 1

رواية رومانسية من روايات وقصص الكاتبة روز أمين
رواية قلوب حائرة
الجزء الثاني



رواية جديدة تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

الفصل التاسع 

الجزء الأول

❈-❈-❈


ماعُدتُ أَطيِق الإبتعَادُ عنكَ يا عشقى ويا سَكَنِى

فَوْرَ أن تترُكنى أشعرُ بالإختناقِ والإرتيابُ ينتابنى

وكأن بكَ روحى باتت مرهونةً وقلبى بعشقك أصبح مُبْتَلىً 


خواطر مليكة عُثمان 

بقلمى روز آمين 


بعد الإنتهاء من صلاة التراويح 

داخل منزل عبدالرحمن المغربى،كان يجلس هو ووالدته داخل غرفة الجلوس بعدما أصرت عليه أن يروى لها كُل ما حدث أثناء مقابلته ولمار بطارق


تحدثت بنبرة مُحبطة وخَيْبَة أمل ظهرت فوق ملامح وجهها:

-يعنى إيه يا وليد،الموضوع خِلص على كدة خلاص؟! 

واسترسلت بنواحٍ وعويل: 

-يا فرحة ما تمت خَدها الغُراب وطار،قال وأنا اللى كُنت فاكرة إن الزمن هينصفنى والبخت المايل هيتعدل وكفتنا هتطُب ويبقى لنا قيمة فى وسطيهم؟  

واستطردت بهزيمة واستسلام: 

-أتارى البخت اللى أبوك ضيعه بخيبته ومشاريعه الفاشلة هيفضل لازق فينا العُمر كُله


بطلى نَدب يا ماما وإدعى معايا إن ربنا يسترها وطارق ما يروحش يقول لياسين ولا حتى يسحب منى شغل شركته...كلمات مُرتابة خرجت من ذاك المذعور 


لوت فاهها وتحدثت بنبرة ساخـ.ـطة: 

-هايسـ.ـخطوك يا قِرد 

واسترسلت وهى تُشير إليه بكفاي يـ.ـداها بإمتعاض: 

-يعنى هيعملوا فيك إيه يا موكوس أكتر من الخيبة اللى إحنا فيها دى 


وبعدين بقى،ما قُلت لك قفلى على السيرة دي خلاص...كلمات مقتضبة قالها وليد بملامح وجه مُكفهرة ثم نهض غاضـ.ـباً وتحرك إلى الخارج،وما أن فتح الباب ليخطوا حتى إصتُـ.ـدِم بتلك التى يبدو عليها بأنها كانت تتسَمعْ عليهم،رجعت للخلف سريعاً ونظرت على زو جها بنظرات مُرتابة مذعورة جراء مُفاجأة خروجهُ من الغُرفة


إتسعت عيناه بذهول وسألها بإرتياب خشيةً من أن تكون قد إستمعت إلى حديثهُ مع والدته وستُخبر به والده كعادتها بحِجَة خوفها عليه: 

-إنتِ واقفة هنا من أمتى؟

واستطرد بنظرات غاضـ.ـبة: 

-وواقفة كدة ليه أصلاً؟


إبتلعت لُعابها وتحدثت بنبرة مُرتبكة: 

-ده أنا كُنت جاية أقول لك إنتَ وحماتى إن سيادة العميد بعت لنا هُدى علشان نجهز نفسنا للسحور 

إقتربت من الباب وطلت برأسها على تلك الجالسة تنتحب وتحدثت بكلمات مُرتبكة:

-قومى إلبـ.ـسى هدومك يا طنط علشان نلحق وقتنا،أنا جهزت الأولاد وبعتهم عند طنط ثُريا على ما نجهز ونروح لهم  


قالت كلماتها وبلمح البصر تحركت إلى الأعلى وأختفت عن عيناى ذاك الذى مازال يقف مصدوماً، شَـ.ـعر بالريبة من تلك الهالة فتحرك خلفها مهرولاً وهو يصعد الدرج على عُجالة،دلف إلى غرفتهما وجدها تُخرج ثوباً لها يبدوا أنها سترتديه بسهرتها،وقف أمامها وتحدث يسألها: 

-إنتِ سمعتى كلامى مع أمى، صح يا هالة؟ 


أخذت نفساً عميقاً ثم زفرته كى تطرد فزعها الذي أصابها جراء المفاجأة،وتحدث بنبرة هادئة وهى تقترب عليه وتُمـ.ـسك بكف يـ.ـده وتحثهُ على التحرك بجوارها إلى الأريكة: 

-تعالى إقعد علشان نتكلم يا وليد،عندى كلام مهم ليك لازم تسمعه


بالفعل تجاوب مع حديثها وجلس يستمع إليها بإنصاتٍ تام،وبدأ يتناقشان ويتبادلان الأراء لمدة لا تقل عن النصف ساعة،وبعدها شرعا فى تغيير ثيـ.ـابهما بأخرى تصلح للخروج ونزلا معاً وكأن شيئاً لم يكُن،تحرك كِلاهُما بجانب راقية التى تجهزت هى الآخرى ليلحقوا بالصِغار التي جهزتهم هالة مُسبقاً وبعثت بهم إلى منزل ثُريا ليمرحوا مع أنس وعز 


أمام منزل عز،إستقل الجميع سياراتهم إستعداداً للمغادرة وانتظروا بأماكنهم فى إنتظار ذاك الواقف يتحدث إلى رئيس الحرس ويهمس له بهدوء حَذر قائلاً: 

-فيه تلات عُمال من شركة الغاز هييجوا بعد حوالى رُبع ساعة علشان يأمنوا على خطوط الغاز ويختبروها،تدخلهم الفيلا وتسيبهم جوة وتطلع تقف مكانك إنتَ والرجالة


نظر له الرجل وتحدث بتعجُب: 

-أطلع إزاى وأسيبهم لوحدهم جوة يا باشا؟! 


واسترسل بتذكير متفاخر لياسين وكأنهُ يُنبههُ بشئٍ غافلاً هو عنهْ: 

-هو حضرتك ناسى إن البيت هيكون فاضى؟! 


زفر بضيق ولعن غباء ذاك الذي يعشق كَثرة الثرثرة وتحدث بنبرة تحذيرية: 

-وإنتَ مالك يا بنى أدم؟ 

إنتَ كَل اللى عليك هو إنك تسمع الكلام اللى بقولهُ لك وتقول حاضر من سُكات

واسترسل بنبرة تهديدية: 

-وإياك يا عِزت تجود من عندك وتبوظ لى الدُنيا،صدقنى ما حد هيعرف يخلصك من إيـ.ـدى لو ده حصل


إبتلع الرجُل لُعابهُ وهز رأسهُ بإيماء سريعاً فأكمل ياسين بتنبية:

-مش عاوز مخلوق من العيلة يعرف إن فيه ناس دخلت الفيلا ولا حتى الباشا الكبير بذات نفسه 


واسترسل بتأكيد حَذر: 

-كلامى مفهوم يا عِزت؟


هز رأسهُ عذة مرات متتالية دلالة على التأكيد وتحدث بطاعة:

-ودى عاوزة سؤال،مفهوم طبعاً يا باشا


زفر ياسين وهز رأسهُ بإستسلام،كان هناك من يراقب وقوفهما بترقب شديد،تُرىّ مَنْ؟ 


تركهُ ياسين وتحرك إلى سيارته الخاصة الماكث بداخلها متيمة كيانهُ وأبنائها وحمزة،وأشار للجميع بأن يتحركوا خلفهُ 

فتح باب السيارة وأستقل مقعدهُ وأدار المُحرك وانطلق، فتحدثت مليكة مستفسرة بتملُلْ: 

-هو إنتَ ما فيش مرة نخرج فيها إلا لما تقعد تذنب فى الراجل وتذنبنا إحنا كمان معاك؟ 

واسترسلت متسائلة: 

-كُنت بتقول له إيه كُل ده؟ 


ضحك حمزة وتحدث إلى مليكة فى مداعبة منه لأبيه: 

-يعنى حضرتك يا طنط متجوزة بابا ليكى أكتر من سِتْ سِنين ولسة ماحفظتيش طبعه

واسترسل بمشاكسة: 

-طبعاً قاعد يدى الوصايا السبع للمسكين عزت ويهدده كعادته ويقوله 


وهُنا حاول تقليد صوت والدهُ وأشار بسـ.ـبابته بوعيد وملامح وجه صارمة كياسين وقتما يغضـ.ـب:

-تعرف يا عِزت لو نَملة عدت من تحت البوابة الحديدية،هخفيك من على وِش الدُنيا وحتى الدبان الأزرق مش هيعرف لك طريق وقتها 


ضحكت مليكة ومروان حتى أدمعت عيناهم فى حين نظر ياسين فى إنعكاس المرأة إلى ولده رافعاً إحدى حاجبيه بتعجُب وتحدث بإستنكار مفتعل: 

-بقى قاعد تسف عليا مع مرات أبوك يا سى حمزة،والله شكله ما حد هيتنفخ فى أم الليلة دى غيرك إنتَ


الوقت بقت مرات أبوك؟...جُملة معترضة قالها حمزة مُداعـ.ـباً بها والدهُ 


تحدث ياسين إلى نجله: 

-قُعادك فترات طويلة مع الباشا الكبير بقى خَطر عليك


فى حين لكزت مليكة ياسين بكتـ.ـفهِ قائلة بإعتراض وأستنكار: 

-إيه مرات أبوه دى كمان؟ 


ثم نظرت إلى حمزة وداعـ.ـبته بمشاكسة قائلة بإستحسان: 

-ده حمزة ده صديقى الصدُوق ومستشارى الإلكترونى،مش كدة يا موزى؟ 


هز لها رأسهُ وتحدث ضاحكاً: 

-قصدك صديقك اللى بتستـ.ـغليه حضرتك علشان يريـ.ـحك من تعليم أنس وعزو بعض المهارات اللى واجبة عليكِ كأم 


مش لوحدك يا أبنى اللى بتستـ.ـغلك لحساب ولادها والله... جُملة قالها مروان بمشاكسة لوالدته مما جعل مليكة تنظر لكليهما وهى تمُط شـَ.ـفتيها ثم تحدثت بإمتعاض وحُزنٍ مُصطنعان: 

-بقى كدة، يعنى سيادتكم زعلانين علشان بخليكم تشاركونى فى تعليم إخواتكم لتنمية مهاراتهم،تمام قوى لحد كدة،أنا بقى هحرمكم من المُتـ.ـعة دى 


واسترسلت بإمتعاض مُصطنع وهى تُشير إلى أنس الذي يتوسط جلوس مروان وحمزة،وايضاً عز الجالس فوق سـ.ـاقاى حمزة: 

-وإبقوا ورونى مين بقى اللى هايوصلكم لمرحلة الضحك الهيستيرى اللى بتوصلوا له مع الثُنائى العجيب ده


ضحك الجميع وتحدث حمزة المتصالح كثيراً مع حالهُ ومتقبل زو اج أبيه بمليكة وذلك لوعى عقله وتوسع أفقه،ويرجع ذلك لإهتمام ياسين وعز به وبتربيتهُ السليمة ومحاورته بشكلٍ صحيح: 

-برنسس مليكة أصدرت فرمانها خلاص 

واسترسل وهو يُقـ.ـبل ذاك الجالس فوق سـ.ـاقيه بنهم: 

-شُفت مامى يا عزو،عاوزة تحرمنا أنا ومروان من الإستـ.ـمتاع بذكاءك الخارق إنتَ وأنوس  


قال كلماتهُ وضحك بشدة هو ومروان وأنس 


إتلم يا حمزة وبطل سَف على أخواتك...كلمات جادة نطق بها ياسين وهو يتابع الطريق أمامهُ


❈-❈-❈


بعد قليل،إصطفت جميع السيارات أمام إحدي الخيام الرمضانية وترجل منها الجميع ودخلوا من البوابة الرئيسية  للمكان الذي كان عبارة عن ساحة واسعة مُزينة بأحبالٍ من الزينة والفوانيس المتنوعة بأنوارها الملونة والتى تبعثُ البهجة داخل النفوس،يوجد داخلها أيضاً ألعاب متنوعة وبعض الأراجيح المناسبة للهو الأطفال،مُلحق بها مطعم داخلى خاص بتقديم الأطعمة والمشروبات، 


دخل ياسين إلى المكان يتقدم عائلتهُ وهو يتأبَّط ذراع آسَرةْ قلبَهُ،هرول إليه مالك المكان وتحدث بترحيبٍ شديد:

-أهلاً وسهلاً يا سيادة العميد،المكان نور بتشريفكم لينا يا أفندم 


❈-❈-❈


رد عليه ياسين بنبرة صوت جادة:

-متشكر يا حماد 

واسترسل متسائلاً وهو يقوم بتمشيط المكان بعيناه:

-حجزت لي المكان كله زي ما بلغتك في التيلفون؟


حصل يا باشا والمكان كله حتي الجنينة والملاهي تحت أمر معاليكم.. جُملة نطق بها ذاك الحماد وهو مطاطأ الرأس مُشيراً بكف يـ.ـده للداخل 


إنطلق الأطفال في الحديقة،الفتيان بدأوا بممـ.ـارسة لعبة كُرة القدم وأسرع الصغار إلى مدينة الألعاب الخاصة بالمكان تحت حراسة رجال ياسين الذين لم يعدوا يفارقاه لا هو ولا أفراد عائلتهُ


دخل الجميع بجانب علياء وشريف الذي دعاهما ياسين لأجل إسعاد قلب أسرة حسن بإجتماعهم مع عزيزة أعيُنهم 


نظرت ثُريا إلي الطاولات المتلاصـ.ـقة ببعضهم حتي كونت طاولة بطول المكان بأكمله وتحدثت برضا: 

-حلو أوي المكان يا ياسين،وأحلا حاجة إنهم رصوا التربيزات جنب بعضها علشان كُلنا نتجمع علي تربيزة واحدة 


نظرت لها إبتسام التي تجاورها التحرك وتحدثت بإنشراح: 

-والله إنتِ اللى جميلة أوي يا أبلة ثُريا 


إبتسمت لها وتحدث مالك المكان شارحاً: 

-وعملنا سُفرة برة في الجنينة للأولاد يا أفندم علشان ياخدوا راحتهم. 


أومأت له ثُريا برضا 

إتخذ الجميع أماكنهم وإصطفوا حول الطاولة،وبعد مرور حوالى النصف ساعة بدأو العُمال برص صَحون الطعام أمامهم 


أردفت إبتسام وهي تنظر إلي أطباق الطعام بتشهي وتحدثت:

-فلافل إسكندراني وسُخنة كمان 


مدت يـ.ـدها سريعاً وتناولت واحدة منها واقتضمتها وهي تُغمض عيناها وتمضغها بإستمتاع وأردفت قائلة بإستجواد:

-ياسلام علي الطعامة والجمال،فعلاً الفلافل الإسكندراني لا يُعلي عليها فى الطَعم


ردت عليها منال بإبتسامة خفيفة:

- بالهنا والشفا يا إبتسام 


هتفت علياء بنبرة حماسية وهي تُمـ.ـسك بصَحنٍ من الطعام وتناولهُ لوالدتها قائلة:

-خدي بقا جربي الطبق ده ودوقي أجمل فول بالبسطرمة هتاكليه في حياتك.  


تناولت إبتسام الصَحن من صغيرتها وتحدثت بدُعابة:

-بقيتي إسكندرانية خلاص يا عالية؟ 


هتف عز قائلاً بفخر وهو ينظر إلي علياء: 

-هي أصلاً إسكندرانية أباً عن جد يا هانم 


ثم حول بصره إلي إبن عَمهْ وتحدث بحنين:

-بس من ساعة أسوان ما سحرت الباشمهندس ووقع في غرامها،وهو نسي إسكندرية وناسها اللي بيحبوه  


بسمة حنين خرجت من شـ.ـفاه ذاك الحَسن بفضل ما رآه من حُب إبن عمهْ له وأردف شارحاً:

-ماحدش يقدر ينسي أصله وبلده اللي فيها حبايبه يا آبن عمي،  بس زي ما أنتَ قولت،  


وهُنا أحال ببصره إلي ساحرتهُ وأردف بنبرة حنون وعيناي تُصرحُ بكل جُرأةً عن هيامُها لتلك السمراء جميلة الروح والملامح: 

-سحرتني أسوان وندهتني بنتها،وأنا لبيت النِدا 


إبتسامة حنون خرجت من تلك الجميلة التي نظرت إلى زو جها بعيناي مغيمة بدموع الفرح،نظر لهما الجميع بإنبهار لإستمرار عشقهما الهائل وإنتعاشه إلي الآن برغم مرور الكثير والكثير من الأعوام 


مالت يُسرا علي أُذُن سليم وتحدثت بمشاكسة: 

-شايف الحُب اللي بينهم لسة مكمل إزاي رغم السنين الكتيرة يا سليم 


واستطردت بمعاتبة لذيذة:

-مش زيك بطلت تقولي كلام حِلو وتجيب لي ورد زي أول ما

إتجـ.ـوزنا 


إبتسم لها وتحدث بنظرات معاتبة: 

-كدة يا يُسرا،بقى تبيعى سُلم حبيبك علشان بوكيه ورد


ضحكت لهُ برقة،أما تلك المشاكسة فتحدثت إلى حبيبها باحتجاج مُصطنع لطيف:

-شايف الرومانسية الأبدية يا حضرة الباشمذيع،بص للباشمهندس حسن واتعلم منه 


قطب شريف حبينه وأردف قائلاً بإعتراض: 

-تصدقي إنك عاملة زي القُطط بتاكلي وتنكري

  


وهمـ.ـس مُذكراً إياها بوقاحـ.ـة وهو يُميل بجانب أذنها: 

-بسرعة كدة نسيتي المساچ اللي لسة عاملهُ لك من كام يوم 


برقت عيناها وشهقةٍ خرجت منها بذهول ونظرت حولها سريعاً تتطلع لتتأكد من عدم إستماع أحدهم لحديث ذاك المتهور ثم هتفت بخفوت: 

-إنتَ قليل الأدب


ضحك برجـ.ـولة ثم أمـ.ـسك كأس المشروب وأرتشف منه تحت إستشـ.ـاطتها المزعومة 


أما مليكة فقد تحدثت بهدوء ورضا كعادتها إلي مُتيم روحها: 

-عارف إيه أحلا حاجة في حُبنا يا ياسين 


نظر لها وأردف هائماً مُتيماً بالنظر لداخل عيناها: 

-إيه يا قلب ياسين؟ 


أجابت بإبتسامة ساحرة أسَرة بها قلبهُ: 

-إنه هادي وفي السّر وبعيد عن العيون،مع بعض بنعيش أحلا وأجمل مشـ.ـاعر من غير ما أى حد يحِـ.ـس بينا 


ضحك ساخراً وتحدث ليُعلم تلك الغافلة: 

-إنتِ طيبة أوي يا قلبى 


وسألها:

-تفتكري فعلاً إن حُبنا بعيد عن العيون؟

ده أنا من كُتر ما أنا مسحور بيكي وعيوني فاضحـ.ـاني في كُل مرة ببص عليكي فيها قدامهم،ومن كُتر ما سيادتك بقيتي بتأثري علي كتير من قراراتي وتخلينى أتخلى عن ثوابت فى حياتى،قربوا يسموني ياسين مجنون مليكة 


إبتسمت بدلال وهي تنظر له بوله وقلبٍ يصرخُ بعشه


كانت هناك عيون تراقب كُل ثُنائي وبالأخص ياسين ومليكة بغيرة وأسي وحَسـ.ـرة شديدة علي حالها،إنها نرمين التي نظرت لذاك السِراج وتنهدت بأسي وهي تراه منشغلاً عنها بالحديث مع عمها عبدالرحمن ولا يشعر حتي بوجودها


بعدما إنتهوا من تناول وجبة السُحور وسط أحاديثهم المُثمرة،حضر العمال وبدأوا بتنزيل المشاريب والحلوي الخاصة بشهر رمضان الكريم 


أمسـ.ـك ياسين كأساً من مشروب الخُشاب المُحبب لديه وبدأ يتناولهُ بتلذُذ،ثم تحدث وهو يحث حبيبته علي تناول كأسها:

-ما بتاكليش ليه يا حبيبي؟ 


أجابته بوهن ظهر على ملامحها: 

-مش قادرة يا ياسين 


أردف مطالباً إياها بتذوقهُ: 

-طب كُلي حتى معلقتين بس،الخشاف طعمه حلو أوي هنا 


هزت رأسها بنفي وملامح وجه مُكفهرة تدل على تعبها وأردفت بتفسير: 

-مش هقدر يا حبيبي،حاسه إني لو حطيت أي حاجة في معدتي تاني هتعب 


أمـ.ـسك كفها وهتف بنبرة هلعة:

-إوعي تكوني تعبانة؟ 

واسترسل بزعر متأثراً بما حدث من ذي قَبل:

-قومي نروح المستشفي علشان نتطمن 


  

أجابته بكلمات مُطمأنة: 

-إهدي يا ياسين الموضوع مش مستاهل مستشفي،كُل الحكاية إن معدتي تعباني وحاسة إني عاوزة أرَجَع وده طبيعي جداً في شهور الحمل الأولى. 


هدأ قليلاً بعدما إبتسمت له وطمأنته بكلماتها 


إستأذن منها قائلاً بهدوء: 

-هقوم أعمل تليفون مهم وأرجع لك على طول 


أومأت له بهدوء وأنسحب هو إلى الحديقة وأتصل بأحد الرجال وتحدث بنبرة جادّة: 

-طمنى،لقيت حاجة؟ 


أتاهُ صوت الرجل قائلاً بنفى: 

-المكان نضيف يا باشا ومافيهوش أى حاجة تدعوا للشك 


متأكد؟...كلمة خرجت من ياسين 


أجابهُ الرجُل: 

-أكيد سعادتك،على العموم أنا زرعت سماعة فى المكان جوة زى ما حضرتك أمرت،وزرعت كاميرات فى المَمر اللى قدام الجناح مافيش مخلوق هيقدر يكتشف مكانها،وزرعت كمان فى المطبخ والريسبشن 


هز ياسين رأسهُ بهدوء وأغلق معه بعدما إطمئن منهُ بمغادرة المنزل هو ورجاله،نظر أمامهُ وجد تلك التى تقترب عليه وأبتسامة واسعة ترتسم على ملامح وجهها وتساءلت: 

-يا تري واقف لوحدك وبتكلم مين بحَذر كدة يا سيادة العميد؟ 


واسترسلت بدعـ.ـابة ساخرة:

-إوعى تكون عايش قصة حُب جديدة وهتتجوز تانى؟ 


واستطردت بتذكر ساخر وهى تضع سـ.ـبابتها على مُقدمة رأسها: Oh, sorry

واسترسلت بمنتهى البرود: 

-أقصد تالت. 


وضع كفاى يـ.ـداه داخل جيباى بِنطاله ثم ضحك ساخراً وهو يرمقها بعيناى متفحصة ردات فعلها وتحدث: 

-اللى إنتِ ما تعرفهوش عنى إنى مابعرفش أعمل حاجة فى السِر،أنا شُغلى كله فى النور وفى العَلن يا مدام


واسترسل بحديث ذات مغزى قاصداً إياها: 

-مش فى الضلمة زى الخفافيش،يعنى يوم ما هاحب زى ما بتقولى هاجى بكل وضوح وصراحة وأقول للكُل،أنا ماعنديش حاجة أخجل منها علشان أداريها


تابع قراءة الفصل