-->

رواية جديدة كما يحلو لها لبتول طه الفصل 44 بالعامية

    رواية كما يحلو لها

الجزء الثالث من رواية كما يحلو لي بقلم بتول طه

رواية جديدة كما يحلو لها

تنشر حصريًا على المدونة قبل أي منصة أخرى

من قصص وروايات

الكاتبة بتول طه

الفصل الرابع والأربعون

النسخة العامية




بعد مرور عشرة أيام..

أخدود ضيق عميق غائر في منتصف الجنة، الأنهار تنهمر في لذة للناظرين، جبال شاهقة طمستها الزروع الخضراء النابتة وورود تتدلل كما شاء النسيم، كل ما لم يخطر على عقله يومًا ما بات حقيقة، بينما هو في أعماق هذا الأخدود اللعين، اخترق صـ ـدره وتد يُمثل واقعه المرير بأنها لم تعد له، وآخر شق ظهره بأنه لن يتمكن من رؤيتها للأبد في يوم ما سيكون النهاية الحقيقة لهما، كلما مر يوم كلما أدرك أنه سيقترب أكثر من الحرمان السرمدي لملامحها وضحكتها وكل ما فيها.

 

لن يستمر بدور المشلول كثيرًا الذي لا يمكنه التحرك بفعل حفنة آلام، لو عليه أن يتحمل الألم من أجلها كما تحملت هي فسيفعل، لابد من المواصلة حتى تتبدل الحياة وتُصبح نُسخة مما أرادته منذ البداية كما يحلو لها، لا يمكنك أن تصل إلى هدفك في النهاية دون أن تبحث عن البداية وتقوم بتصحيحها.

 

هو ممتن لكل ما فعلته مع "عنود" بالأيام الأخيرة ويمتن أكثر أنها أصبحت أفضل ولو أن الحزن يسيطر على ما بها أحيانًا، وإحسان نفسه إليه وهي لا تخجله بفقد سيطرته أمامها لا يمكنه أن ينكره، لمحة من فخر تسللت لوعيه وإدراكه بأن سيطرته على نفسه أصبحت أفضل معها بالأيام الأخيرة، يتبقى القليل بعد، ولن يرحم نفسه أمام ما فعله بها!

 

-       يالا أنا جهزت، وعنود كمان.

 

فلتتعفن أفروديتي، وليخسأ أوفيديوس، لم ترتقي الأولى لحُسنها حتى تصبح آلهة الجمال، والثاني لو كتب أضعاف ما كتبه لن يفلح في وصف ما تبدو عليه.

 

رقيقة ولكن موترة للغاية، لمحة من البراءة واستغراق من أنوثة طاغية، كل ما بها مثالي، كيف لها أن تتنازل وتصبح مجرد بشر في هذا العالم الظالم؟ ألا تُدرك أنها تُظلم في هذا الكون وهي تنتسب لجنس النساء، لماذا يراها هذه المرة وكأنها أفضل مرة رآها بها؟!

 

-       بلاش البصة دي.

 

استحث مقدار هائل من الأنفاس بدلًا من تلك التي سلبتها بثوبها الوردي الهادئ بدرجة تتوافق مع بشرتها وتعكس نعومة عسليتيها وخصلاتها البنية تتدلى بأمواج عاصفة قادرة على التهام قدرة أي رجل في اعماقها، أين ذهبت سيطرته اللعينة التي كان فخور بها؟ ها هو يراها أسفل قدميها!

 

-       تمام، أنا هادخل لعنود.

 

لسانه الذي تثاقل بفعل ما تبدو عليه دفعه بمشقة للنطق بتلك الكلمات، ما الذي كانت تقصده بتلك النظرة؟ أي نظرة؟ كيف نظر لها؟ كالأبله بالتأكيد الذي لم ير في حياته امرأة قط!

 

تبًا، ما الذي حدث لتلك الصغيرة، تبدو كالعروس رائعة الجمال، بل هي عروس بالفعل، لماذا لا يعمل عقله اليوم؟! هل هناك شيء ما بعينيه يجعله يرى جنس حواء أفضل مما هن عليه؟!!

 

ابتسم إليها بمصداقية ولا يدري لماذا يراها اليوم باختلاف كبير عن أي يوم رآها من قبل حتى يوم خطبتها ولأول مرة يشعر بنفسه كالطفل أمام ما يراه ليخبرها ببراءة:

-       شكلك حلو اوي.

 

بادلته الابتسامة وهو الوحيد الذي أعطى لها تلك الفرحة المسروقة منها من جميع أفراد أُسرتها لتتردد حروفها بالنطق:

-       روان ساعدتني في كل حاجة، مكونتش فاكرة إن اللي قالته صح بس دي النتيجة.

 

هز رأسه بالنفي وأطرى مخبرًا إياها بنفس الابتسامة:

-       لو مكونتيش حلوة مكنش شكلك بقا كده..

 

تنهدت بخجل وهو يخبرها بتلك الكلمات لتحدثه بامتنان وتساؤل لا تستطيع التهرب منه:

-       شكرًا، بس هو ممكن اسألك على حاجة وتجاوبني؟

 

تحركت رأسه بالموافقة لتستطرد هي مُتعجبة:

-       أنت ليه بقيت بتعاملني كده دلوقتي؟ ليه مكونتش كده من زمان؟

 

ارتبك من سؤالها وغابت ابتسامته لتتبدل بأخرى وتفقدها بالقليل من الشفقة فهي لا تستحق أي من كذبه وخبثه وهي تبدو بهذا النقاء فحدثها بصوت اهتز من اقراره بالصدق:

-       أنا عمري ما كان عندي مشاكل معاكي أبدًا، الوحيدة في البيت اللي عمر ما حصل ما بينا حاجة مش كويسة وبصراحة أنا..

 

حمحم وهو يحاول التغلب على صعوبة البوح، الكلام لطالما كان شاق في البداية ولكن بمجرد النطق به يبدو كل شيء أفضل ويتبدل شعور الألم بالاسترخاء فورًا فاستطرد بعد أن شجع نفسه على قولها:

-       أنا بقيت بروح، وبتابع مع دكتور، يعني قالتلي أبدأ أصلح علاقاتي شوية وأسهل علاقة مفيهاش مشاكل وأحسن حد لقيته جانبي وفي حياتي هو أنتِ..

 

ابتسمت له باقتضاب وتفحصته بنظرات غريبة ربما لو كان رأى نفسه بالمرآة لكان عرف كيف يبدو لتسأله مازحة:

-       وهو ايه دخل العلاقة بالبيت وكل حاجة بقيت بتجبهالي؟

 

ارتسمت على ملامحه الجدية ليحدثها قائلًا:

-       عنود، أنا عايزك تحاولي تكوني موجودة في البيت ده دايمًا، مش عايزك تسيبيه فاضي، محدش عارف الظروف ممكن يكون فيها إيه قدام.

 

ارتابت بكلماته ولم تفهم ما سبب قوله واختلاف ملامحه للجدية الشديدة بهذه الطريقة فسألته بحرص:

-       ايه يعني اللي ممكن يحصل قدام؟ ايه لازمة الكلام ده؟

 

لم يُعطها إجابة واضحة واكتفى بتغير مجرى الحديث:

-       هبقا اقولك بعدين، مش وقته يعني وانتِ رايحة تكتبي كتابك.

 

ضيقت عينيها وهي تنظر له لتقول بقليل من السخرية:

-       ده زي ما هتبقا تقولي بعدين كل ما بسألك أنت حصل ايه بينك وبين روان.

 

زفر بإرهاق واتجه نحوها ليحدثها بابتسامة:

-       يالا بقا عشان متتأخريش أكتر من كده.

 

تفقدته بحيرة ولمح الحزن بعينيها وهي تسأله:

-       مفيش حد منهم هيجي معايا، لا ماما ولا عدي ولا بابا؟

 

التوت شـ ـفتاه بالأسى وحاول ألا تُصبح هذه اللحظة تراجيدية أكثر من اللازم ليجيبها:

-       بابا تحت بيشوف المؤخر والكلام ده، وعدي مع أصحابه، وماما أكيد مع أختها، بس متقلقيش بمجرد ما يشوفوكي هتلاقيهم جنبك متعرفيش ازاي، ده عدي وماما طبعًا.

 

اتضحت امارات الحزن أكثر على وجهها ليقدم لها ذراعه ثم أخبرها بقليل من المرح:

-       أنا موجود لو انفع يعني، البدلة جديدة على فكرة!

 

ابتسمت على كلماته ثم وضعت يـ ـدها بذراعه وحدثته بتلقائية وهي تزفر بسخرية:

-       تنفع اوي، مشوفتش بسمة وهي بتتكلم عليك، عبيطة اوي يا عيني واتضايقت اوي لما عرفت إنك رجعت لروان.

 

التفت إليها باستغراب وتلفظ متعجبًا قبل أن يفتح الباب:

-       نعم!

 

اتجه كلاهما للخارج لتستطرد هي:

-       بسمة صاحبتي دي، اللي كانت عندي من شوية ولابسة فستان لونه دهبي

 

اضطر أن يضحك على ما استمع له بالرغم من ذلك الشعور بداخله الذي يمنعه عن الاستجابة لكل مظاهر الحياة وكتم ضحكته لتتفقده "روان" من على مسافة بقليل من الغيظ بينما ابتسمت إلى "عنود" فعقب قائلًا:

-       دي قدك يا بنتي!

 

مجرد خياله دفعه لتخيل علاقة فيما بينهما، ربما هو رجل سادي، ولكنه ليس لديه أي ميول تجاه البيدوفيليا بأي شكل من الأشكال!

--

-       شكرًا على كل اللي عملتيه عشان عنود.

 

تفقدته بلمحة سريعة واتجهت أعينها لتشرد بعيدًا بوجوه المتواجدين وتفلتت الكلمات منها دون أدنى تحكم بما تقوله وكأنها وجدت الشخص المناسب لتفهم كل ما مرت به وحدها وكان من المفترض أن يتحمل هذا الشخص كل اللوم والعبء الذي تواجد بداخلها:

-       لما اشتريت فستان الفرح مامي وبسام كانوا معايا، كانوا مبسوطين اوي، أول مرة أشوف بسام بيعيط بعد ما بابي مات.. كنت فرحانة، ولما دخلت عشان البنت تساعدني وتقلـ ـعني الـ dress قولتلها ثواني، كنت هاكلمك، كنت عايزاك تعرف أي حاجة عني، أي حاجة عن يومي، كنت هكلمك واقولك إني اشتريت فستان الفرح وقد ايه عاجبني، بس مقدرتش، رجعت في كلامي في ساعتها، افتكرت لما كنت بجري وراك واجنا خارجين من جلسة المحكمة وبتديني الشبكة بتاعتي كأنك بتعطف على واحدة بتشحت منك حاجة، تصدق إني كنت غبية اوي لدرجة إني صدقت إنك مشغول فعلًا!

 

تكلمت دون أن تنظر له وعيناها قد انتهت من دورة تنقلها لتتثبت على "عنود" و "يونس" بينما كلماتها جددت بداخله الجرح الذي كلما ظن أنه كاد أن يلتئم كانت نظرة أو كلمة أو موقف كفيل بعودته من جديد لنفس تلك اللحظة التي كان يبكي بها أسفل ملابسها وهو بمفرده بذاك المنزل الذي كان منزله!

 

-       أنا آ

 

رفعت يـ ـدها لتمنعه عن الكلام بينما ابتسمت وهي ترى "يونس" يُدا عب "عنود" بمرح أمام الجميع وهو لا يتخلى على التشبث بيـ ـدها فتابع إلى أين تنظر ثم أحس بالخزي جراء كل تلك المشاعر التي فرط بها بمنتهى الغباء الشديد منه فصمم على التحدث ليقول:

-       أنتِ عارفة إني مكونتش اقصد كل اللي حصل ده، لما شوفتك و

-       عارفة عارفة، هتقول إني كنت شبهها، وإنك كنت يستحيل تعامل واحدة شبهها كويس..

 

قاطعته ثم تنهدت لتغمغم:

-       حتى مفكرتش تقولي إني شبهها!

 

هذا الأمر والجدال حوله لا يُمكنها أن تبالغ به أكثر من هذا، لقد كان ينوي أن يخبرها بالفعل:

-       أنا كنت ناوي اقولك وكتبتلك ده بنفسي بس

-       بس دايمًا عندك حِجة!

 

قاطعته ثم رمقته بطرف عينيها لتتحدث بصوت خافت لكي لا يستمع إليهما أحد:

-       بس أنا مبقتش بصدق أي حاجة من تبريراتك، اللي مريت بيه معاك مبقاش يديني أي ثقة فيك.

 

تفقدها بنظرات مطولة وهي تجلس بأنوثتها الطاغية على بعد القليل منه وحاول أن يتحامل على غضبه الذي فاض بدمائه بفعل كلماتها ليُحدثها وهو يقترب نحوها قليلًا بصوت يكفي ليصل لأ ذنــيها:

-       أنا عمري ما برأت نفسي من اللي عملته فيكي، ومنكرش إني كنت فاهم حاجات كتيرة غلط، كنت فاكر إني أقدر اتعامل مع واحدة هتجوزها زي أي واحدة تانية، بس عايزة تفهميني إن من أول ما عرفتيني لغاية آخر يوم ما بيني وبينك معشتيش يوم واحد حلو؟!

 

ارتقب إجابتها بنفاذ صبر وهو يُسلط تركيزه على كل كيانها، إجابة هذا السؤال وحتى ولو لن تحدث تلك المعجزة التي ستجعلهما بخير في يوم من الأيام، ستكون بمثابة النهاية للكثير من الآلام أو التأكيد القاطع منها على أنه سيبقى متألمًا حتى أن يلفظ آخر أنفاسه!

 

التفتت نحوه بكامل انتباهها واجابته بثقة:

-       لأ كان فيه أيام حلوة كتير أوي، بس الأوحش كان أكتر، كنت بتعامل زي الحيوانات، بتحبس، بتشتم، بيتفرض عليا حياة كاملة مش حياتي ولا تليق بيا، وبعدين نسافر سفرية حلوة اوي أو نقضي يومين هايلين، او تفضل شهرين حلو معايا وانت بتكتبلي جوابات وبتعاملني بهدوء، فارجع واسامح وأقول استحالة يزعلني تاني، بس المشكلة يا عمر إن الوحش بتاعك مش قد الحلو، وبعدين أنت ايه الحلو اللي فيك أساسًا!

 

رفع حاجبيه باستغراب لتستطرد هي باستهجان:

-       شكلك حلو، وبتعرف توصل للي أنت عايزه مهما كانت الحاجة صعبة مش مهم بقا بالخبث ولا بالاجبار، بتعرف تسيطر على نفسك، كلامك حلو ورومانسي الرومانسية اللي مبتدومش دي، حنين وأنت رايق من غير خناق، هايل في السرير.. بس كده!

 

صُدم من كلماتها لتواصل وهي تصدمه بالمزيد:

-       يعني أنا لو كان ده بس هدفي في الرجالة، سهل جدًا ألبس فستان حلو وانزل أي بار، واحد يشوفني، أعمل عليه إني صعب حد يقنعني بحاجة، وبشكله وكلمتين حلوين منه وليلة معاه هعرف الاقي مليون واحد زيك في آلف مكان!

 

نهضت وتفقدته من أعلى رأسه لأخمص قدمه ثم جمعت قماش ثوبها للخلف لكي تتمكن من التحرك بأريحية لتقي بكلماتها الأخيرة على مسامعه:

-       على الأقل لو قضيت مع واحد ليلة مش هيقرفني بالدراما بتاعته ويوجع دماغي بالرغي الكتير، ولو حد سأل عليا قولهم إني في الـ lavatory عشان تقريبًا الكلام ده جابلي غثيان!

--

حاول أن يستلهم القليل من الهدوء مستبدلًا تلك الدوامة من المشاعر السلبية بداخله وهو يشعر وكأنما رأسه تنهار كلما خاض حديث معها أو رآها أمامه لتعود هي من جديد وتُذكره بكل ما جاهد أن يتقبله ويتعايش معه، هو لا ينسى أي من هذا، لماذا لا ترأف به ولو قليلًا؟

 

يتمنى لو أنها تصمت، ولو صمتت يدفعه سكوتها للخوف بأنها ليست بخير، يُعاني من تلك الدائرة التي بات يدور بها بمفرده ولم يعد يظن أن له خلاص من هذا!

 

-       مالك يا كئيب؟ مكشر كده ليه؟

 

التفت نحو مصدر الصوت الذي يعرفه جيدًا ليجبر نفسه على الابتسام له ليجيبه بسبب وجده أكثر قربًا للمنطقية:

-       مش كآبة ولا تكشير، أنا تعبان شوية بس الأيام اللي فاتت لفيت مع عنود كتير ومواعيد ما بتخلصش.

 

تثائب رغمًا عنه وهو يحاول تجاهل تلك الرغبة المُلحة في النوم ليحدثه "أنس" قائلًا:

-       أنت تقوم تشرب قهوة معايا بدل ما تنام في وسط المعازيم.

 

هز رأسه له بالموافقة وهو يُعرض بداخله عن هذا الذنب بتناوله للقهوة في وقت عبر التاسعة مساءًا ونهض ليتجه كلاهما إلى بهو الاستقبال بالفندق وجلسا بعد أن قام "أنس" بطلب القهوة ثم سأله:

-       عملت ايه في القوانين اللي بتراجعها دي؟

 

اتضح على وجهه امارات الامتعاض لتذكيره له بكم تلك القضايا التي استقبلها بالفترة الأخيرة ليُجيبه:

-       بص، أنا بعد ما شوفت بقالهم قد إيه عمالين يناقشوا الموضوع، ملقتش قدامي غير حل هو يمكن يكون بعيد شوية بس عارف مثل العيار اللي ميصبش يدوش؟

 

حدقه ابن عمه بنظرات استفهامية بحتة ليُتابع موضحًا:

-       أنا جبت إدارة كاملة عشان الناس اللي مش قادرة على موضوع المحاكم والمحامين والإجراءات وابتديت امشي فيها واحدة واحدة، مع شوية تركيز اعلامي أكيد الموضوع هيسمع، وقتها هيبقا نوع من أنواع الضغط بطريقة غير مباشرة.. أول جلستين في القضايا هتبقى يوم 1-2 وهشوف الموضوع ليه لازمة ولا لأ.. في الآخر بعيد عن القانون الموضوع هيبقا ما بيني وبين القاضي والمستشارين والأحكام اللي هتتنفذ، ساعتها لما القانون يتناقش في مجلس النواب هيبقا عندك قضايا كتيرة بأحكام فعلية، هيبقا نوع من أنواع الأمثلة مش اكتر.

-       بس أنت عارف اللجان يومهم بسنة يا عُمر.

 

وافقه في رأيه وهو يقوم بهز رأسه ليُحدثه بما دفع الآخر للتفكير:

-       الموضوع واقف على شطارة أعضاء مجلس النواب وضغطهم وزنهم على التانيين، والوسايط حلوة برضو وبتنجز، على الكام مستشار والقضاة اللي هيدو الأحكام، مع الدوشة كمان، ممكن نخلص الموضوع في سنة مثلًا!

 

زفر "أنس" وهو يُعدل من جلسته وتفقده بشرود ليسأله بنبرة مُستغرقة في التفكير:

-       أنت عارف مين اللي ممكن يساعد في الموضوع ده كله؟





تابع قراءة الفصل