-->

رواية جديدة كما يحلو لها لبتول طه الفصل 48 بالعامية - 2

        رواية كما يحلو لها

الجزء الثالث من رواية كما يحلو لي بقلم بتول طه

رواية جديدة كما يحلو لها

تنشر حصريًا على المدونة قبل أي منصة أخرى

من قصص وروايات

الكاتبة بتول طه

تابع قراءة الفصل الثامن والأربعون

النسخة العامية 


 

العودة للصفحة السابقة

بعد مرور عشرون يوم..

-       اديهم اهو هيراجعوا باقي الورق اللي فاضل ومش هيصادروا الأملاك، مش قولتلك يا حيلتها هيكسبها!

 

ازداد وجوم وجهه بينما نهض وهو يتجه للخارج فتبعه قبل أن يتهور بغضبه الذي لا يستطيع السيطرة عليه:

-       استنى بس ناوي تعمل إيه؟

 

التفت نحوه بعصبية شديدة وحدثه بغيظ:

-       خلاص يا بدر، شهاب كل اللي عمله في حياته بيتصقفله عليه عشان محامي صايع دخل عليهم بكلمتين وشغل التلت ورقات ده وكأن كل الأدلة اللي قدمناها ملهاش لازمة، ألف مبروك!

 

أخذ خطوات خارج قاعة المحكمة فلحق به والده وهو لا يأمن تركه بمفرده في مثل هذه الحالة:

-       خد بس يا أبو سيف هفهمك، يا ابني دي فلوس واملاك البت الغلبانة اللي اتبهدلت هي وأهلها واتفضحت في كل حتة.

 

نظر له بغضب وحدثه بنبرة لا تقبل النقاش:

-       وهو مصدر الفلوس دي إيه، مش نصب وزبالة وشغل شمال!

-       يا حمار افهم، كل اللي قاله المحامي إنه حق فيروز وأقل من اللي ممكن كمان يعوضها بيه عن اللي عمله فيها وهو بيبهدلها والفيديو بتاعهم في كل مكان غير إن الحاجة أصلًا كانت اتمضت واتعملت قبل كل ده ما يحصل وبقت باسم فيروز.

 

انزعج من فكرة أن هذا الحقير لطالما تقدم على الجميع بخطوة لتحتدم دمائه ليهتف به بحرقة:

-       أنا مكانش عندي أي مُشكلة نتكفل بمصاريف أهلها ولا إننا ندافع عنها ونجيب حقها وانا من اكتر الناس اللي اتظلمت منه وحياتي خربت كتير بسببه أنا ومراتي، إنما في الآخر كل حاجة عملها وتعب فيها ترجع وكأنه كان ملاك، معلش بقا يا بابا بس ده ظُلم!

-       امشي ياض يا ابن الغبي من هنا.

-       ماشي يا بدر، أنا هامشي وهريحك خالص!

 

التفت ليُغادره فتابعه الآخر بثاقبتيه الحالكتين ولم يكترث بتواجد الجميع حولهما ليُناديه بحزم وصوت مرتفع بهذا الممر المتواجد أمام القاعة:

-       سليم.

 

توقف بمكانه وكاد أن يذهب دون أن يجيبه ولكن غضبه لم يكن أقوى من تلك العلاقة بينهما فالتفت نحوه ولم يكترث هو الآخر بجميع الناظرين لهما وعاود أدراجه كالطفل الصغير ليقف أمامه وأجابه:

-       نعم يا بابا.

 

أمسك بمؤ خرة عنـ ـقه وهو يدفعه ليُقربه منه بقوة وحدثه بجدية:

-       اعقل يا حيلتها شهاب اتفضح، بلاش شُغل الحمار المتهور وتروح تنخرب وراه، سيب البت وأهلها ياخدوا الفلوس، هاشم أخوه مش هيعرف يعيشهم نفس العيشة لواحده وهو بقا مسئول عن عيلة كاملة أمه ومراته وولاده وكمان أخو شهاب من أبوه اللي اسمه حازم ده.. أنت لو مكانه مش هتنام الليل.

 

أومأ له بالموافقة وعقب باقتضاب:

-       ماشي يا بدر.

 

ضيق عينيه يتفحص ملامحه وسأله:

-       يعني مش هلاقيك خربت حاجة ولا هتنخرب ورا الموضوع تاني؟

 

أومأ له بالإنكار ليحدثه لمرة أخرى بجدية:

-       الانتقام اخرته وحشة أوي يا سليم وانا على قد ما انتقمت على قد ما شوفت عواقب الانتقام، بلاش السِكة دي، وأنت فضحته والبلد كلها بقت عارفة إنه مجرم ولو رجليه عتبت مصر هيتسجن.. قطع بقا صفحة شهاب من حياتك واديك شوفت بعينك الانتقام بيعمل ايه، لو مكانش انتقم من مراته وبهدلها مكنش زماني هنا واقف في محكمة وبحاول اشد لجام الحمار!

-       يا بدر بقى كفاية مرمطة، أنا بقيت راجل كبير على اللي بيحصل ده.

 

قام بلطمه بمزاح وهو يحاوط منكبيه بذرا عه ليحدثه بمرح:

-       هو ده اللي عندي إن كان عاجبك.

 

أشار بيـ ـده بضيق وهو يغمغم:

-       ماشي يا عم، الغلطة غلطتي من الأول

-       بتبرطم وبتقول ايه يا حيلتها؟

 

سأله وهو يتجه معه بخطوات نحو طريق الخروج ليجيبه الآخر مبتسمًا باقتضاب:

-       مفيش يا بدر، وأنا أقدر افتح بُقي.

 

ربط على كتفه وهو يلمح "عمر" بطرف عينيه ليجده ينظر لكلاهما بنظرات متفرقة بين الحين والآخر ثم أخبره بابتسامة:

-       يالا يا ابن الكلـ ـب على شُغلك، واياك مترجعش بدري على العشا، مش هاطفح من غيرك.  

--

-       حضرتك دي المواعيد اللي موجودة، تحب تختار أي معاد فيهم؟

 

تحدث "باسم" وهو يُمسك بالجهاز اللوحي وانتظر أن يُجيبه بينما أخذ الآخر يتفقد ما يحدث وهو يتذكر أن هذا الرجل هو نفسه الذي التقى به ومعه ابنه الذي كان غاضب للغاية وعلى ما يبدو ما زال غاضبًا.. لماذا والده غاضب ويُناديه بهذه الطريقة؟

 

تابع ما يحدث بين كلاهما بنظرات مستفهمة شاردة وتعجب هل هذا جدال أم مجرد مزاح فيما بينهما، لماذا هذا الرجل غريب للغاية؟ وكيف كان ابنه غاضب والآن يبتسم له؟ على كل حال، هذا لا يهم!

-       حضرتك معايا يا Mr عمر؟

 

همهم له باستفهام ثم حاول أن يتذكر ما الذي كان يتحدث به قبل أن ينتشله هذا الرجل من تركيزه ليقول بعد أن جمع تلك القطع القليلة المفقودة في رأسه:

-       آه بُص، أنا الفترة الجاية هبقا الجمعة إجازة، وفيه يومين في الأسبوع لازم امشي فيهم بدري عشان عندي حاجة مُهمة، استنى على ما ابعتلك المواعيد بالظبط وبعدين ابقا ظبط مع مواعيدي.

-       طيب حضرتك هترجع على المكتب أطلبلك غدا؟

 

أومأ له بالنفي وأجابه:

-       لا النهاردة هتغدا برا. ارجع أنت على المكتب.

 

أومأ له برسمية واتجه ليُغادر فأجبر نفسه بعد معاناة على اتخاذ هذه الخطوة ليخبره قبل ذهابه:

-       شكرًا يا باسم.

 

التفت الآخر له بملامحه المندهشة وارتبك ليعقب قائلًا:

-       العفو حضرتك على ايه بس.

-       يالا روح أنت وهابقى ابعتلك المواعيد.

 

أومأ له بامتنان وهو يتعجب بداخله بعد كل تلك السنوات أخيرًا تحدث بكلمة جيدة واحدة دون أن يُملي عليه أوامره:

-       باسم بقولك ايه، روح النهاردة بدري. كمل الشغل بكرة.

 

التفت نحوه وهو غير مُصدق لما يحدث فابتسم له بذهول وأخبره ممتنًا:

-       شكرًا.

 

أومأ له وتوجه ليغادر بصحبة سائقه فأوقفه هذا الصوت الرخيم وهو يحدثه:

-       مبروك يا عمر.  

 

طالعه بنظرات متفحصة بعد أن توقف وعقب بإشارة من رأسه ثم أخبره:

-       لسه الحكم مصدرش، بدري إنك تباركلنا دلوقتي.

 

نظر له بنظرة ذات مغزى وابتسامة عريضة لم تظهر أسنانه ليحاول أن يقرأ على ملامحه أي شيء ليفهم "عمر" نظراته ولم يعاونه على فعلها ليخبره بمرح:

-       يا راجل، قول كلام غير ده، ما القضية اللي فاتت كسبتها ودي برضو هتكسبها.

 

أرغم نفسه على رسم ابتسامة إليه وكاد أن يُحدثه فبادر "بدر الدين" متكلمًا:

-       كنت محتاج اخد رأيك في كام حاجة كده، استشارات قانونية يعني.

 

أخرج بطاقته التي تحمل أرقام "باسم" وحدثه على عجالة برسمية شديدة:

-       أنا الفترة دي مشغول شوية، بس تابع مع باسم ولو عندي مواعيد هنتكلم قريب، لازم امشي عشان ورايا مواعيد.

 

تركه وغادر ليتابعه الآخر بمقلتيه الثاقبتين وهو يتنهد بعمق، هو لا يريد أي مُشكلات مع هذا الرجل ولا والده وخصوصًا أنه لا يضمن ما قد يفعله "سليم" بعد أن أصبحت القضايا وكأنها لم تكن، كان يود أن يكتسب علاقة ودية معه بدلًا من أن يكون نزاع، وهو بالكاد استطاع السيطرة على "سليم" بآخر مرة التقى ثلاثتهم بمنزله!

--

-       سلام عليكم.

 

رفعت حاجبيها وهي ترى هذا الرجل بملابسه الغريبة يجلس أمامها لتبتلع في حالة من الذهول ولكنها عقبت برسمية تحاول أن تلتزم بها:

-       أهلًا وسهلًا.. اتفضل حضرتك.

 

اشارت له بالجلوس وهي تتساءل لماذا لم يرد هذا الرجل أن يتعامل مع فريق المبيعات، لقد حاولت أن تخصص لإبرام عقده مدير القسم بأكمله بينما لم يُرد سوى التعامل معها وتلك الفروع التي يملكها ليست بقليلة لتفوت على نفسها مثل تلك الفُرصة فأجلت حلقها وسألته وهي تتفقد ملامحه:

-       حضرتك تحب تشرب إيه؟

 

أشار لها بيده وهو يستند على عصا غريبة لم تر مثلها قط ربما بالأفلام فقط ليخبرها:

-       عوجتي عليا فجعدت مع البشمهندسة وشربت جهوتي.

 

رُفع حاجبيها بعفوية ثم سألته وهي لا تفهم قوله الذي نطقه بسرعة:

-       نعم؟  

 

تفحصها بأعين جعلتها ترتاب ليجيبها:

-       شربت شربت.

 

أومأت له بالتفهم وهي لا تفهم لماذا يصمم على أن يقوم بالاتفاق معها هي خصيصًا وسألته برسمية:

-       حضرتك بخصوص العقد، فيه حاجة مش واضحة اقدر أوضحهالك؟

 

أجابها وهي تجد عيناه تتفقد كل ما بها لتبتلع وتمنت أن تفهم قوله التالي لتشعر بغبائها الشديد لظنها أنها ستستطيع أن تتفاهم معه:

-       دلوك جوليلي انا برضو لسة مفهمتش، ازاي يعني البضاعة اللي في المخازن هتطلع ع الشاشة ديتي؟ انا راچل واعي واحب دايمًا احرص على مالي، وبصراحة مخابرش انا بالشغل بتاعكم ده. تجوليلي هدفع جد إيه كل شهر لاجل اعرف البضاعة الخارچة والداخلة وجت ما اريد.

 

نهضت وهي تشعر أنها لن تستطيع التعامل معه على الإطلاق فهي لا تستطيع تفسير كلمة وحيدة مما يقولها لترفع سبابتها باستئذان وأخبرته:

-       ثانية واحدة لو سمحت.

 

اتجهت سريعًا للخارج نحو مكتب "علا" ثم هتفت بها بانزعاج:

-       أنا مش فاهمة حرف واحد منه، هو مصمم يقابلني ليه أصلًا؟ اتصرفي شوفي أي زفت منهم يجي يتعامل معاه!

-       حضرتك هو صمم إنه بما إنه صاحب المصانع يقعد مع صاحب الشركة وواخد فكرة إنه مش أقل من حد ومنشف دماغه على كده.

 

لاحظت أن نظراتها غريبة ومتوترة نوعًا ما لتُحدثها بنبرة آمرة لا تقبل النقاش:

-       أنا مش هاعرف اقعد مع الراجل ده، عمال يقول كلام غريب.. هاتي أشرف ولا آسر ولا أي حد من الـ sales يتعامل معاه وأنا هاقعد معاهم ونخلص ونمضي العقود.. اتفضلي اتصرفي يا عُلا أنا مش هادخله غير معاهم.

 

حدقت بعصبية باتجاه الأرضية لتغمغم باستنكار:

-       ايه ديتي دي!

 

تنهدت وهي تنظر نحوها بتحفز بينما قامت الأخرى بالتحدث بالهاتف الداخلي للشركة لواحد من هؤلاء الأوغاد الذين تركوها لتتعامل مع هذا الرجل بمفردها، ستخصم لهم ربع راتبهم، ستُريهم!!

 

-       ممكن أفهم ماله الراجل اللي عندك، تحبي اساعدك في حاجة؟

 

التفتت بفزع من هذا الصوت لتتفقده بدهشة ولا تدري متى آتى ولماذا فعلها بعد أن قامت بتوضيح ارادتها في الابتعاد عنه وطالعته وهو يُمسك بكتاب ما يقرأ به ثم سألته بصوت متردد:

-       أنت بتعمل إيه هنا؟

 

انزعج من سؤالها ولكنه شعر بالراحة الشديدة لمجرد رؤيتها فهو لم يرها منذ تلك الليلة وهي تقيم بمنزل أُسرتها ليُجيبها بهدوء:

-       مستنيكي لما تخلصي مواعيدك عشان عايزك في كذا حاجة. بس علا قالتلي إن مواعيدك ورا بعض النهاردة فقعدت استناكي.

 

ضيقت ما بين حاجبيها لتسأله بنبرة خافتة:

-       واللي انت عايزني فيه مينفعش على الواتساب؟

 

أومأ لها بالنفي وعيناه ترتويان من كل ما بها بملامحها التي اشتاق إليها ولمظهرها الذي لم يفشل قط في لفت انتباهه بالرغم من أنه لم يكن مبالغ فيه بأي طريقة من الطُرق فهزت رأسها بالموافقة وأخبرته باقتضاب:

-       طيب استنى على ما اخلص.

 

نظرت نحو "أشرف" الذي دخل لتوه لتخبره بتوعد بين أسنانها الملتحمة:

-       أنا لما يمشي ليا معاك تصرف تاني، اتفضل قدامي!!

--

حدق بتلك السطور لساعتين متواصلتين وهو لا يرى سواها، لا يرى نفسه جالسًا على هذا المقعد بل لقد ذهب بالفعل وكسر هذا الباب وهو بالداخل أمامها مباشرة، مقتربًا منها، معا نقًا ملامحها بين يـ ـديه، يطالعها ليروي هذا الظمأ الذي عذبه لأيام!

 

لمح الباب بطرف عينيه وهو يرى رجل يرتدي جلباب من الصوف الثقيل وعمامة رأس وعباءة وشال يبدو باهظ الثمن، يفهم الآن أن تلك العنصرية بها لم تتغير بعد ولكن مجرد التخيل وهي تتحدث له جعله يبتسم داخله!

 

-       سلام عليكم..

-       وعليكم السلام ورحمة الله، نورت.

 

ردت "عُلا" بينما أومأ هو له وتوجه للخارج ولم تمر سوى دقيقتان واستمع لصياحها الغاضب من خلف هذا الباب.

-       أنت بتستهبل، من امتى بقعد مع ناس واشرحلهم واعملهم demo، ده عنده خمس مصانع وكام مخزن بناقص يعني العقد اللي يجي منه، مش عارف تتعامل معاه، امال حضرتك وظيفتك ايه؟!

 

لم يستمع لقوله بينما عاد صوتها ليرتفع بشكل مسموع بمنتهى الوضوح:

-       المرة الجاية لو حصلت ابقا حضر استقالتك.. اتفضل برا!

 

ملامحها الغاضبة لطالما أعجبته، ولكن نبرتها تلك لا تُعجبه أبدًا، عليها أن تهدأ قليلًا، على الأقل بالأيام القادمة.

مرت ثواني حتى خرج الرجل بينما أجابت "علا" هاتف مكتبها وأكمل هو تصنعه لقراءة هذا الكتاب ولم تقل سوى كلمة وحيدة:

-       حاضر.

نهضت ليجدها تُحدثه برسمية:

-       اتفضل، مستنية حضرتك جوا، حضرتك متأكد مش عايز تشرب حاجة؟

 

هز رأسه بالنفي ونهض ليتجه للداخل بينما شعر وكأنها كالبركان الثائر من شدة الغضب وقبل أن يجلس سألته باقتضاب دون أن ترفع عيناها عن شاشة حاسوبها:

-       خير؟  

 

جلس على مقعد أمام مكتبها ثم أخرج ملف ورقي من حقيبة أوراق صغيرة ووضعه فوق مكتبها لتلاحظ ما يفعله وتسلطت نظراتها نحو الملف الذي تركه أمامها وأخبرها قائلًا:

-       خلي الورق ده معاكي، ولما اسألك عليه ابقي اديهوني، متوريهوش لأي حد، ويا ريت عُلا متعرفش حاجة عنه.

 

شعرت بالاستغراب لتعقد حاجباها وتفقدته بتعجب لتلين نبرتها قليلًا عن صياحها وانزعاجها السابقان وسألته:

-       ورق إيه ده؟

 

طالعها بتفحص ثم أجابها قائلًا:

-       القضايا بتاعتي الفترة دي، حسابات البنك، أي password، شوية تفاصيل عن كل حاجة وكل الناس اللي يفرق معايا إني اعرفهم.. كام يوم وهاخدهم منك.

-       معلش أنا مالي بالكلام ده؟

 

ضيق عينيه نحوها ليُجيبها بنبرة ذات مغزى:

-       ده سؤال في منتهى الغباء!

 

استطاع أن يُشعل غيظها مرة ثانية وبدلًا من أن تتجادل معه عادت لتفقد بريدها الالكتروني من جديد وأخذت تُنهي ما يُمكنها أن تنهيه وعقبت دون أن تنظر له:

-       اديهم لعنود.

 

زفر بعمق وأخبرها بجدية مُحافظًا على هدوئه:

-       مش عايز اضايق عنود الفترة دي وهي في دراستها غير إنها متعرفش حاجة عن اللي عندي، خليهم معاكي ويمكن ابقا اقولك ارميهم.

 

لم تستطع تفسير أي شيء مما يقوله لتتنهد بضيق ورفعت رأسها له لتحدثه بغضب واستهجان:

-       أنت شكلك جاي تدور على خناقة عشان مهانش عليك نفضل كام يوم من غير خناق!

 

تحاشى النظر نحوها وكاد أن ينهض ليجذب تلك الأوراق ولكن ليس هناك أنسب منها لمساعدته في الأمر ليقول مبررًا فعلته:

-       أنا هاعمل جلسات على المخ واحتمال انسى شوية حاجات، أقصاها ست شهور وهفتكر، مش هاقدر اسيب الورق مع عدي، ولا بابا، وعنود زنانة وهتفضل تسأل ليه وأنا مش عايز اعرفها، صدقيني معنديش حد غيرك اقدر اثق فيه واديله الحاجات دي بدل ما اعيد كل حاجة تاني وأنا معنديش وقت.. أنا معايا نسختين كمان، ابقي بس فكريني أنا شايل واحدة في درج مكتبي في البيت والتانية في شنطة العربية.  

 

تفقدته باستفهام وهي لا تفهم عن أي شيء يتحدث لتسأله:

-       جلسات ايه اللي هتعملها؟

 

رفع عيناه نحوها وأجاب دون الخوض في تفاصيل:

-       جلسات ECT!

 

حسنًا هي ليست طبيبة ما، ما الذي سيفعله هذه المرة؟ سيخبرها بأنه نسى كل شيء، هذه هي الخطة الجديدة إذن..

تفقدته واتضح عدم الفهم على ملامحها وكادت أن تسأله ليجيبها:

-       جلسات كهربا، يمكن تنفع وتخلينا نتطلق اسرع شوية.. خلي الورق معاكي!


 يتبع..


شكر خاص للكاتبة أمل نصر (بنت الجنوب)

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة بتول طه لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة