رواية جديدة كما يحلو لها لبتول طه - الفصل 50 بالعامية - 2
رواية كما يحلو لها
الجزء الثالث من رواية كما يحلو لي بقلم بتول طه
رواية جديدة كما يحلو لها
تنشر حصريًا على المدونة قبل أي منصة أخرى
من قصص وروايات
الكاتبة بتول طه
تابع قراءة الفصل الخمسون
النسخة العامية
ابتلعت بارتباك وردت بصوت متردد:
-
أيوة.
-
ممكن تيجي.
تنهدت بعمق ولكن في هدوء تام لكي لا يلاحظ ترددها وذهبت
لتقترب منه فشعرت بيـ ـده تمتد في الظلام فأمسكت بيـ ـدها وجذبها ليطبع قبـ ـلة على
أناملها ليزداد توترها وحاولت بشتى الطرق ألا يتضح الأمر بسائر جـ ـسدها لتستمع
لصوته المُتعب:
-
كل حاجة هتبقا كويسة، أنا متأكد من ده.
لأول مرة تود بكل ما بها أن تثق بكلماته، من أين لها اليقين
بأنها هي نفسها بعيدًا كل البُعد عن العشق والزو اج ستكون بخير؟ وكيف له وهو
بالكاد يتذكر جزء من حياته أن يكون بخير؟ كيف لكل شيء أن يكون بخير؟
-
أكيد، فترة وهتعدي وهترجع كويس وهتكون احسن من الأول.
لم يترك يـ ـدها بعد ليزداد ارتباكها الممزوج باليأس من
كل ما يحدث سواء لها أم له وفجأة باغتها بسؤاله:
-
هتفضلي معايا ولا هتمشي؟
ابتلعت واحتبست أنفاسها ولم تستطع الإجابة فورًا على
سؤاله وأجابته في النهاية بألطف كلمات استطاعت أن تصيغها:
-
أنا بس ورايا كذا حاجة مهمة، هحاول أخلص بسرعة واجي.
-
ممكن تأجليها؟
اسئلته المقتضبة وإلحاحه بالجلوس والصمت بجانبه على فراش
واحد، طلبه دائمًا وأبدًا بالعزلة والصمت، هناك بعض الأشياء لن تتغير وحتى لو تعرض
لفقدان ذاكرة كامل!
-
أوك.
اجابتها المقتضبة كانت بمثابة دافع له للتحرك جانبًا
وإفساح بعض المساحة لها لتجلس بجانبه، أو في البداية كان جلوس وتحول بعدها لحالة
من الاسترخاء لكلاهما، ظلام دامس لا تستطيع أن ترى حتى اصابعها التي يُمسك بها،
ليت كان الأمر كذلك، ليت ما فعله لا تقدر على رؤيته أو نسيانه وحتى ولو لعدة دقائق
أو ساعات مثله، على الأقل كانت ستتمكن من تقديم بعض المساعدة بطريقة أفضل.
-
أنا مش عارف فيه إيه بس حا سس إن فيه حاجة مش مظبوطة،
احنا حصل ما بينا حاجة كبيرة أوي؟
عليه أن يتوقف عن إلحاحه في هذا الأمر لكي لا تُفسد تلك
الدقائق القليلة عليه، ما يمر به تتمناه بشدة، ليته استطاع أن يُفسد عقلها بتلك
الأيام إلى أن تنسى كل ما ارتكبه بنفسه لمجرد ظنها بأنها امرأة خائنة!
-
لا مش كبيرة أوي، وبعدين بطل تسأل السؤال ده، ركز على
اللي أنت فاكره وبس، أنت فاكر إيه؟
زفرة غادرت صـ ـدره وشعر بألم رأسه يزداد ثم اجابها
بمصداقية:
-
حاجات حلوة بيني وبينك، بس كلها صور، وإني محامي، بس
برضو صور، مفيش تفاصيل، فاكر برق، بابا، و..
سكت من تلقاء نفسه ولم يُرد أن يخبرها عن تذكره لبعض
التفاصيل التي جمعته بـ "يُمنى" ليجدها تُحدثه بهدوء:
-
خلاص، افتكر الحاجات الحلوة، أنت أصلًا عملت كل ده عشان
تبعد عن الحاجات الوحشة.
اقترب منها واستند برأسه فوق سا قيها لتتجمد بمكانها وهي
تمنع نفسها بأعجوبة عن الهروب منه لتنطلق فلسفته التي لن يوقفه عنها آلاف من شحنات
الكهرباء:
-
حاجة مرعبة إن الواحد يصحي ناسي كل حياته، صعب اوي إنك
تنسي بداية كل حاجة، شايف إن ده أكبر عذاب ممكن حد يتعرضله.
ليته كان يرى ملامحها الساخرة في الظلام، لكان استيقظ
بوجهها الذي يُخبره بأنه مخطئ للغاية:
-
ويمكن تبقا راحة، وقدامك فرصة جديدة لكل حاجة، من غير
تفاصيل تتضايقك وتفكرك بحاجات نفسك تنساها.
عدل من وضع رأسه ووجدته يُحاوط خـ ـصرها بذرا عيه لترتبك
مما يفعله وحاولت التنفس بهدوء وبداخله لا تعرف على من تُلقي اللوم، على نفسها
بقرارها أن تذهب له بالمشفى أم عليه وعلى كل ما فعله، أم أن ليس هناك أحد منهما
يستحق أن يُلام على هذا، ولكن في النهاية تعلم أن كل هذه الأخطاء قد تمت بتعاون
مشترك منهما، لو كانت فقط توقفت قليلًا عن التشبث بعملها ورأت بمن تتزوج ربما كانت
بخير الآن!
-
يمكن، عندك حق، النسيان أحسن، بس حاجة مخيفة متفتكريش
أول مرة نجحتي، أول مرة حبيتي، ذكرياتك كانت ازاي وأنتي أصلًا مين وبتحبي إيه.
زفرت بإرهاق لتجيبه وتتمنى لو تجعله كلماتها يشعر
بالقليل من الاطمئنان:
-
أول مرة نجحت كان في قضية مع رجل أعمال كبير أوي وده
اللي اشتغلت معاه لسنين، من ساعة ما اتخرجت لغاية وأنت عندك تلاتين سنة تقريبًا، وأول
مرة حبيت، كانت زميلتك في الكُلية اسمها يمنى، كانت اكبر منك بسنة وفضلتوا مع بعض
سبع سنين!
تريثت لبُرهة متخطية هذا الألم بداخلها ثم تابعت وامتدت
أناملها لتعبث بخصلاته:
-
أول حصان شوفته وخلاك يبقا نفسك عندك حصان كان في بلدكم،
أول بيت تشتريه كان البيت ده، بتحب القراية، والتاريخ الاغريقي اكتر من الروماني
بكتير، بتحب أوفيد، ماركيز دي ساد، الفلسفة، بتحب الهدوء، أحيانًا بتحب تتكلم كتير
وساعات ساكت، بتحب باباك جدًا.
-
وبحبك.
لم تفهم كلمته المُرهقة كانت بصيغة استفهامية أم إخبارية،
لا تعرف ما الذي عليها أن تُعقب به، لا تريد إفساد المزيد من حياتها وحياته على حد
سواء فقالت بعد تفكير:
-
تقريبًا.
-
وانتي؟
هذا صوت استفساري بحت، ما زال خياله لا يطمح سوى بالتلامـ
ـس، الهدوء، قصة رومانسية، والثرثرة، حتى بعد جلسة تعرض بها لصدمة قوية من
الكهرباء، ليتها هي من كانت مكانه لعلها تنسى القليل مما يؤلمها:
-
ايوة، بحبك.
امتنت كثيرًا لهذا الظلام الذي يحاول أن يتخلص هو منه بينما
حثها بكل ما ستره كمثل تلك العبرة التي تساقطت منها لتجده يتكلم بنبرة مُسترخية:
-
عايز اكمل كلامنا بس تعبان اوي، ممكن نكمل الصبح.
أطلقت همهمة كتعبير عن موافقتها تبعتها عبرات تمنت ألا
يشعر بها وانتظرت للحظات حتى انتظمت أنفاسه واستمر انهمار دموعها في صمت، لماذا لم
يكن كل هذا قبل ما فعله؟ لماذا لم يستجب مثل نفس استجابته الآن للعلاج منذ
البداية؟ لماذا كل شيء صعب معه؟ منذ البداية وحتى هذه اللحظة، متى ستنتهي كل ما
يتعلق به من غرائب لا تجد لها تفسير؟!
❈-❈-❈
مسحت وجهها عندما وصلها ذلك الاشعار وتوجهت
سريعًا للأسفل نحو الباب ووجدت "محمود" يناولها نفس الملف الذي كان بيـ
ـده صباحًا لتحدثه بامتنان:
-
شُكرًا يا محمود تعبتك.
-
العفو يا مدام على إيه.
-
تصبح على خير.
كادت أن تغلق الباب ولكنه اوقفها باكتراث:
-
هو أستاذ عمر كويس؟
لم تجد إجابة بداخلها على هذا السؤال لتكتفي بأن تهز
رأسها بالموافقة واجابته:
-
هيبقا كويس، فترة وهتعدي.. تصبح على خير.
هربت بعيدًا عن هذا السؤال الذي لا تجد إجابة عليه بعد
ثم أخرجت هاتفها وقامت بمراسلة "مريم" لعلها تجد الراحة من كل ذلك أو
تفسير لما يحدث:
-
مساء الخير يا دكتور.
-
يا ريت لو حضرتك صاحية تعرفيني، محتاجة أتكلم معاكي
شوية.
جلست على تلك الأريكة التي عندما رأتها تمنت لو أنها
ستجلس فوقها وهي تفعل أشياء أخرى تمامًا ورمقت هذا الملف الذي أوله ورقة بيضاء
وازاحت أولى ورقاته لتجد أول ورقتان تختص بالبنوك والحسابات والأرقام السرية
لبطاقاته الائتمانية وللخدمات المصرفية الخاصة بكل حساب عبر الانترنت فلم تكترث
لهذا وقلبت الصفحة الثالثة لتجده قام بكتابة أسماء كل أفراد عائلته وارقامهم
لتمتلئ عينيها بالدموع ولكنها لم تجد اسمها بهذه الورقة فقلبت الثالثة لتجد الورقة
خاصة بموظفيه باسم كل من فيهم ووظائفهم وارقامهم كمساعده الشخصي وسائقه والأمن
وبعض المحامين فقلبت الورقة لتجد اسم "مريم" ووظيفتها وعنوانها ورقم
مساعدتها كذلك ووجت اسم المشفى التي آتت منها منذ قليل وتواريخ الجلسات ومواعيدها
وأسفلها اسمه بالكامل وعنونا منزله هذا وعنوان منزل "القطامية" فقلبت
هذا الورقة لتجد كلمات مرور كثيرة لهاتفه وبريده الالكتروني ونظام حماية منزله
وتوقفت عن القراءة عندما رن هاتفها الذي اجابته بلهفة:
-
مكونتش عايزة ازعجك بليل كده.
-
لا ولا يهمك، طمنيني ايه الاخبار؟
حاولت ترتيب كل ما حدث بالساعتين الماضيتين وحدثتها باندفاع:
-
هو فيه حاجات كتيرة مش فاكرها، مش فاهم اللي حصل ما
بينا، وهو بنفسه قالي إن فاكر حاجات وحاجات لأ، كان مصدع، بوقه بيوجعه، شرب ينسون
عملتهوله بس مقدرش ياكل وشرب مياه ودلوقتي نايم.. هو هيفضل ناسي كل حاجة؟
آتاها ردها الذي لن تُنكر أن هدأ من قلقها نوعًا ما:
-
لا، هيفتكر، متقلقيش ده رد فعل كويس جدًا، الغرض من كل
ده إننا نعمل زي restart للدماغ كلها،
على ما يبدأ يفتكر وبعد التجربة نفسها مش هيفتكر بنفس الصورة السلبية، وبالذات لو
محدش حفزله الصدمات اللي مر بيها.
زفرت بألم وقبل أن تنطق بحرف أردفت:
-
أنا عارفة إن الموضوع صعب عليكي، أنا بس عايزة اسألك إيه
اللي خلاكي تيجي بعد ما قولتي إنك مش هتروحي معاه؟
ترددت لوهلة وهي لا تدري ما السبب خلف ذهابها لتقول
بتلعثم نوعًا ما سرعان ما تحول لتلقائية:
-
فكرت، يعني بعد كلامنا النهاردة في الموبايل، عدي وباباه
ومامته مش مناسبين يكونوا معاه وعنود لو قعدت معاه يوم مش هتعرف تقعد التاني.
-
يعني أنتِ عايزة تساعديه؟
شردت وهي تبحث عن الإجابة لتتردد قائلة:
-
مش عارفة، أنا بس متأكدة إن الوحيد اللي بيعرف يتعامل مع
يزيد الجندي هو عمر، وأنا بحاول أقفل على كل القديم، وعمري ما هنجح في ده غير لما
عمر يبقا برا حياتي.. لما قعدت فترة في مينيسوتا كنت كويسة شوية، لما شوفته افتكرت
كل حاجة من أول وجديد.. يمكن روحتله عشان صدقت إنه عايز يطلقني المرادي، ويمكن أنا
غرقانة وبتعلق بأي حاجة تنجيني.. دكتور أرجوكي بلاش نتكلم في المواضيع دي غير بعد
ما موضوع عمر ده يعدي.
-
زي ما تحبي، روان أنا عارفة الموضوع صعب إنك أنتِ بالذات
تكوني جانبه.
علمت أنها ستتفوه بتعليمات ما فالتزمت الصمت لتتابع
الأخرى حديثها:
-
أنتِ عارفة كويس إيه الكلام اللي بيضايقه، حاولي تقللي
في الفترة بتاعت الجلسات ولغاية بعدها بشهرين، وعشانك أنتِ بعد ما صارحتيني وقولتي
بنفسك إن الكلام السلبي في الآخر بيخليكي تنهاري وتفكري في اللي حصل.. أي وقت شايفة
إنك عايزة تقولي الكلام ده لحد ضروري نتكلم لو أغلب التمارين والأدوية مش نافعة.
زفرت بعمق وهزت رأسها وكأنها تراها وعقبت باقتضاب:
-
أوك.
قررت ألا تقوم بالتحدث فيما يخصها على الاطلاق فهي تعرف
ترددها وشتاتها وطبيعة شخصيتها في مواكبة الاحداث قبل اتخاذ أي قرارات وبالطبع لن
تكون بخير بعد أن شعرت بأنها وُضعت أسفل ضغط شديد:
-
هو قالك حا سس بإيه من ساعة ما خرج من المستشفى؟
-
مخنوق ومتضايق بس مش عارف السبب، غير النسيان والتشتت
اللي كان فيه ده، هو ممكن ينسى كل اللي حصل فعلًا؟
ترقبت اجابتها التي آتت بعد فترة وجيزة:
-
عمر كان فاهم كويس ودارس الموضوع من شهور وفاجئني
بتصميمه، ده يدل إنه فعلًا عايز يتعالج وعايز حل، وممكن فعلًا ينسى، احتمال وارد
بيحصل في حالات نادرة أوي، هو كان عارف ده، وناخد في الاعتبار برضو إنه افتكر
حاجات من نفسه، مش هنقدر نحدد غير في خلال اليوم، بعد ما يصحى، وبالنسبة لو فيه
حاجة كبير هينساها فأقصاها بعد ست شهور من الجلسات الطبيعي إنه يفتكر، لو حاجة من
حياته مفتكرهاش فدي نادرًا ما بتحصل، والحاجات اللي ممكن مترجعش أبدًا هي التفاصيل
بين الجلسات وممكن اليومين اللي قبل أول جلسة وبعد آخر جلسة.. من اللي أنتِ
بتقوليه هياخد وقت على ما الاكتئاب يروح.
اتسعت عيناها وهي لديها المزيد من الأسئلة التي تتأكد
أنها لن تُعطيها إجابة واضحة عليها ولكنها قررت المحاولة على كل حال:
-
دكتور هو ليه عمر بيعمل كل ده بجد؟ وهو حكالك عن مايا؟!
لا يفشل أي منهما في إخراجها عن هدوئها وسيطرتها التي
تتبعها مع جميع المرضى، هناك مريض يأتي ليتعافى من علاقة، وهناك زو جان يخضعان
سويًا للاستشارة والعلاج، ولكن أن تشعر بأنها عامل بريد بينهما، كاد الأمر أن يفوق
تحملها.
❈-❈-❈
في صباح اليوم التالي..
فتح عيناه ليجد سقف غرفة غريب لا يدري لأي منزل يعود ثم
تكرر هذا الشيء الذي يمر على وجهه فنظر بجانبه بانزعاج ليتساءل بينه وبين نفسه، ما
الذي حدث حتى يُصبح هذا الهر الصغير من يشاركه الفراش؟
حمله بيـ ـده وهو يغمض عيناه ليضعه بعيدًا عن وجهه وحاول
أن يفهم كيف آتى هنا في لحظة من نعاس ونام بجانب هذا القط وعدم يقينه يختلط بنعاسه
ليتثاءب ثم فتح عيناه مرة ثانية وهو يحدق بالسقف ليتذكر لمن يعود هذا المنزل، وهذا
الهر، وهذه التفاصيل، ما الذي يفعله بغرفتها؟!
جلس بصدمة وهو يتفقد ملابسه أولًا ليزفر براحة أنها لم
تكن مجرد ليلة ما فقد خلالها سيطرته على نفسه، كيف آتى إلى غرفتها إذن؟!
نظر حوله فتوقفت عيناه عليها وهي نائمة على تلك الأريكة
وحاول أن يفهم ما الذي يحدث، هل هناك معجزة حدثت دون علمه وضن قدره عليه وأرهص على
عدم مشاهدتها تتحقق أمام عينيه؟
تبًا أيها اللعين ما الذي تفعله!! ليته يستطيع الصراخ
بهذا، اللعنة، لقد استيقظت بالفعل بسبب هذا الصغير، وغد، ربما كان أحمق بإحضاره في
المقام الأول!
تململت قليلًا بمكانها وهي تُمسك بهذا الوغد الذي شعر
بكراهيته له ثم اعتدلت لتجلس عندما رأته مستيقظًا وأخبرته:
-
صباح الخير.
ضيق عينيه بتفحص نحوها وسألها بجدية:
-
ايه اللي ممكن يحصل يخليني نايم في اوضتك وانتِ جانبي في
نفس الأوضة؟
تفقدته مليًا لتجيبه متسائلة بهدوء:
-
أنت فاكر إيه من امبارح؟
حاول أن يتذكر ولكنه فشل بالكامل فلم يُفصح عن هذا ليحدثها
بتصميم:
-
جاوبي على السؤال بإجابة واضحة، أنا بعمل إيه هنا؟
تنهدت بعمق واجابته بهدوء:
-
أنت امبارح اخدت أول ect
رفع حاجباه وهو لا يظن أنه فعلها حقًا ليحاول التذكر
لتبدأ بعض التفاصيل بالوضوح واستطاعت قراءة هذا على وجهه لتتنهد براحة بينما نهض
هو وحدثها بغضب ساخرًا:
-
عايزة تفهميني إنك كنتي جانبي، من بين كل الناس
بتساعديني أنا!
وجد نفسه يرتدي حذاءه المنزلي بعفوية ولكنه لم يفهم كيف
آتى كل هذا إلى هنا ليترك هذا جانبًا ونظر إليها وواصل كلماته بانزعاج:
-
روحي شوفي حياتك بقا وكفاية كده، متساعديش واحد كان هيموتك،
لا أنا ولا أنتِ نستحق ده.
لا تنكر اندهاشها بردة فعله، بعد كل ما تحملته ليلة أمس هذا كل ما لديه لقوله؟ إلى متى سيظل يُصيبها بهذه الصدمات؟ هل أخطأت في مساعدتها له؟ تبًا لرأسه التي لا تفعل سوى كل ما يصيبها باليأس، ربما كانت محقة بتلقيبه يومًا ما بالـ "السلطان المغرور" وكأن كل ما يقوله ويراه هو الصحيح دون الاكتراث بكل من حوله وبما يمرون به من أجله!
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة بتول طه لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية